14) يوم المعلم
المعلم ويومه
لم أتأخر عن الكتابة عن المعلم في يومه العالمي لعزوف عن تكريم المعلّم والمعلّمة ولكن لأنني أرى أنّ تكريم المعلم يجب أن يكون أساساً في تربيتنا لأبنائنا طوال العمر . وقد شاركت في هذا التكريم بعدة طرق إحداها في أنني أنقل لأبنائي ما تعلمته من والدي رحمه الله تعالى عن أهمية المعلم ومكانته وضرورة احترامه وتقديره ، وثانياً أنني اخترت مهنة التعليم وتركت ما سواها رغم الإغراءات المادية وهو شيء لا أحب أن أوضحه أكثر، وثالثاً أنني كتبت كلمة ألقتها إحدى بناتي في حفل تكريم المعلمة في مدرستها.
أما ما نقلته لأبنائي من حب المعلم وإكرامه فأبيات حفظتها عن والدي عن أهمية العلم منها قول حافظ إبراهيم :
والناس هذا حظه علم وذا مال وذاك مكارم الأخـلاق
وكان رحمه الله يردد على أسماعنا:
وأحفظ معنى بيتين من الشعر هو أن المعّلم أولى بالبر والطاعة من الوالد فالأب يربي الجسد والجسد فان بينما المعلم يربي الروح والروح باقية.
ومن هذا المنطلق فعلى الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في تعليم أولادهم محبة المعلم والمعلّمة والأطفال لا يفتأون في أيامنا هذه من الشكوى من المعلمين وقد يكون لهم بعض الحق في أن هذه المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له- كما يقال- في كثرة من يتصدى لها وهو ليس من أهلها. ولكن حتى لو ضعف مستوى المعلم فلا بد من احترامه وتقديره والأخذ بيده ليكون معلماً جيداً بالتقويم المستمر وتقديم البرامج التدريبية وعقد المؤتمرات والندوات لتنمية قدراته وتطويرها.
ومما كتبته في الكلمة التي ألقتها ابنتي في مدرستها ما يأتي: هل نسينا المعلّم والمعلّمة حتى يأتي من يذكرّنا بهما في يوم أطلقوا عليه يوم المعلّم؟ من نسي معلمه لم يكن متعلماً ولكنه طالب شهادة وأوراق؟ من لم يحترم معلّمه أو يكرمه في كل الأوقات ليس بمتعلم وإنما هو جاهل ولو حصل على أعلى الشهادات. المعلم أكبر من أن يكون له يوم في السنّة. سئلت الدكتور عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) عن عيد الأم الذي ابتدعته الشعوب الأوروبية فقالت:" نحن نتذكر أمهاتنا كل يوم ، إن الجنة تحت أقدام الأمهات فالسّنة كلها لهنّ فلا داعي ليوم يخصص للأم ثم ننساها بقية العام."
ولكني في هذه المقالة أود الاستجابة لرسالة وردتني هاتفياً تشكو فيها القارئة من أن مدرساً للتربية البدنية في إحدى مدارس مكة المكرمة يتلفظ بألفاظ بذيئة في طابور الصباح وذكرت من تلك الكلمات قوله (يا ابن… يا… )، كما أن هذا المدرس يساعد الطلاب على إخفاء الممنوعات لديه في غرفة الرياضة عندما يكون هناك تفتيش عن الممنوعات. وتؤكد القارئة ذلك بقولها ( وأنا أقسم لك بالله العظيم ما كنت كاذبة أو كائدة أو حاقدة وليس غرضي إلاّ وقاية أسماع طلابنا من فحش القول والجهر بالسوء .." وتقول القارئة أن هذا الأستاذ أمضى في هذه المدرسة عدة سنوات وما زال يعمل في المدرسة إياها، فلا الإدارة توقفه عند حدّه ولا زملاؤه ينصحونه بالتوقف عن سيل الشتائم والبذاءات التي يمطر بها الطلاب، ولا أولياء الأمور يشكونه إلى إدارة التعليم لطرده من التدريس كلياً وليس نقله إلى مدرسة أخرى كما تقترح القارئة. وحملتني مسؤولية أن أبلغ شكواها إلى الجهات المسؤولة وأحتفظ باسم المدرسة.
إن الأصل في المسلم أن لا يكون فاحشاً ولا بذيئاً وأن يكون عف اللسان واليد فما بالك إذا كان هذا الإنسان مؤتمناً على تربية الأجيال . إن بعض الشتائم التي يلقيها هذا الأستاذ تصل إلى حد القذف بالزنا واتهام الأطفال بأفعال فاحشة. فهل يرعوي من على شاكلته وهل تسأل إدارة التعليم في مكة المكرّمة؟
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=209&LID=10
المعلم ويومه
لم أتأخر عن الكتابة عن المعلم في يومه العالمي لعزوف عن تكريم المعلّم والمعلّمة ولكن لأنني أرى أنّ تكريم المعلم يجب أن يكون أساساً في تربيتنا لأبنائنا طوال العمر . وقد شاركت في هذا التكريم بعدة طرق إحداها في أنني أنقل لأبنائي ما تعلمته من والدي رحمه الله تعالى عن أهمية المعلم ومكانته وضرورة احترامه وتقديره ، وثانياً أنني اخترت مهنة التعليم وتركت ما سواها رغم الإغراءات المادية وهو شيء لا أحب أن أوضحه أكثر، وثالثاً أنني كتبت كلمة ألقتها إحدى بناتي في حفل تكريم المعلمة في مدرستها.
أما ما نقلته لأبنائي من حب المعلم وإكرامه فأبيات حفظتها عن والدي عن أهمية العلم منها قول حافظ إبراهيم :
والناس هذا حظه علم وذا مال وذاك مكارم الأخـلاق
فإذا رزقت خليقة محمودة ***** فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
والمال إن لم تدخره محصنا ***** بالعلم كان نهاية الإمـلاق
والعلم إن لم تكتنفه شمـائل ***** تعليه كان مطية الإخفـاق.
والمال إن لم تدخره محصنا ***** بالعلم كان نهاية الإمـلاق
والعلم إن لم تكتنفه شمـائل ***** تعليه كان مطية الإخفـاق.
وكان رحمه الله يردد على أسماعنا:
إنّ المعلّم والطبيب كلاهـمـا ***** لا ينصحان إذا هما لم يُكـرَما
فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه ***** واصبر لجهلك إن جفوت معلما
فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه ***** واصبر لجهلك إن جفوت معلما
وأحفظ معنى بيتين من الشعر هو أن المعّلم أولى بالبر والطاعة من الوالد فالأب يربي الجسد والجسد فان بينما المعلم يربي الروح والروح باقية.
ومن هذا المنطلق فعلى الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في تعليم أولادهم محبة المعلم والمعلّمة والأطفال لا يفتأون في أيامنا هذه من الشكوى من المعلمين وقد يكون لهم بعض الحق في أن هذه المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له- كما يقال- في كثرة من يتصدى لها وهو ليس من أهلها. ولكن حتى لو ضعف مستوى المعلم فلا بد من احترامه وتقديره والأخذ بيده ليكون معلماً جيداً بالتقويم المستمر وتقديم البرامج التدريبية وعقد المؤتمرات والندوات لتنمية قدراته وتطويرها.
ومما كتبته في الكلمة التي ألقتها ابنتي في مدرستها ما يأتي: هل نسينا المعلّم والمعلّمة حتى يأتي من يذكرّنا بهما في يوم أطلقوا عليه يوم المعلّم؟ من نسي معلمه لم يكن متعلماً ولكنه طالب شهادة وأوراق؟ من لم يحترم معلّمه أو يكرمه في كل الأوقات ليس بمتعلم وإنما هو جاهل ولو حصل على أعلى الشهادات. المعلم أكبر من أن يكون له يوم في السنّة. سئلت الدكتور عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) عن عيد الأم الذي ابتدعته الشعوب الأوروبية فقالت:" نحن نتذكر أمهاتنا كل يوم ، إن الجنة تحت أقدام الأمهات فالسّنة كلها لهنّ فلا داعي ليوم يخصص للأم ثم ننساها بقية العام."
ولكني في هذه المقالة أود الاستجابة لرسالة وردتني هاتفياً تشكو فيها القارئة من أن مدرساً للتربية البدنية في إحدى مدارس مكة المكرمة يتلفظ بألفاظ بذيئة في طابور الصباح وذكرت من تلك الكلمات قوله (يا ابن… يا… )، كما أن هذا المدرس يساعد الطلاب على إخفاء الممنوعات لديه في غرفة الرياضة عندما يكون هناك تفتيش عن الممنوعات. وتؤكد القارئة ذلك بقولها ( وأنا أقسم لك بالله العظيم ما كنت كاذبة أو كائدة أو حاقدة وليس غرضي إلاّ وقاية أسماع طلابنا من فحش القول والجهر بالسوء .." وتقول القارئة أن هذا الأستاذ أمضى في هذه المدرسة عدة سنوات وما زال يعمل في المدرسة إياها، فلا الإدارة توقفه عند حدّه ولا زملاؤه ينصحونه بالتوقف عن سيل الشتائم والبذاءات التي يمطر بها الطلاب، ولا أولياء الأمور يشكونه إلى إدارة التعليم لطرده من التدريس كلياً وليس نقله إلى مدرسة أخرى كما تقترح القارئة. وحملتني مسؤولية أن أبلغ شكواها إلى الجهات المسؤولة وأحتفظ باسم المدرسة.
إن الأصل في المسلم أن لا يكون فاحشاً ولا بذيئاً وأن يكون عف اللسان واليد فما بالك إذا كان هذا الإنسان مؤتمناً على تربية الأجيال . إن بعض الشتائم التي يلقيها هذا الأستاذ تصل إلى حد القذف بالزنا واتهام الأطفال بأفعال فاحشة. فهل يرعوي من على شاكلته وهل تسأل إدارة التعليم في مكة المكرّمة؟
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=209&LID=10