13) تربية الأولاد على الشورى
كتب المستشرق الأمريكي اليهودي الملة الصهيوني النـزعة في أثناء اشتداد الصراع بين الرأسمالية والشيوعية أن أفضل نظام سياسي توصل إليه البشر حتى الآن هو النظام الديمقراطي الغربي، وحاول أن يثبت في بحثه أن هناك تشابهاً بين الشيوعية والإسلام في المجال السياسي. ولعل هذا الغرور الغربي لم يتوقف منذ ذلك الحين فحين أُعلِنَ انتهاء ما يسمى بالحرب الباردة عاد الغربيون للتأكيد على نشر مذهبهم السياسي الديمقراطي وأكدوا على تصنيف الدول بحسب اقترابها أو بعدها من النظام الديمقراطي الغربي، واستمروا في الطعن في الإسلام وبخاصة في نظامه السياسي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة الإسلامية حتى إن الإمامة ارتبطت بالعقيدة أكثر من ارتباطها بالفقه.
ولو كان المتحدث عن الإسلام غير لويس الذي أمضى أكثر من خمسين سنة من عمره في دراسة هذا الدين تاريخاً وسياسة واقتصاداً وتشريعاً لكان له عذر، أما لويس فليس له عذر في هذا الجهل المطبق بالنظام السياسي الإسلامي القائم أساساً على الشورى التي تعني فيما تعني حرية الرأي والحرص على الرأي الآخر. وأن الإنسان حينما يكون عبداً لله عز وجل تزول عنه كل أنواع العبوديات الأخرى التي تكبل البشر.
ومن هذا المنطلق فإن الأستاذ خالد شنتوت المتخصص في التربية وصاحب المؤلفات العديدة في هذا المجال منها : (المسلمون والتربية العسكرية)، و(دور البيت المسلم في تربية الطفل المسلم)، و(تربية البنات في الأسرة المسلمة)، و(خطر المربيات غير المسلمات على الطفل المسلم) أراد أن يؤكد أن الإسلام يربي أفراده على الشورى حتى إن الشورى وردت في سورة مكية قبل أن يكون للمسلمين اجتماع ودولة. ويأتي الحديث عن الشورى في هذا الكتاب القيم الذي جعل الأستاذ خالد عنوانه (كيف نربّي أولادنا على الشورى) وقد صدر هذا العام في المدينة المنورة.
ويتكون الكتاب من واحد وسبعين صفحة من القطع المتوسط، وقد جعله المؤلف في ستة فصول بدأها بتعريف السياسة في الفكر الغربي وفي الإسلام وبين كيف أن الإسلام جعل السياسية قائمة على العقيدة وعلى الأخلاق بعكس السياسة الغربية التي ظهر فيها ما يسمى النفعية والميكيافيللية والبراغماتية وغيرها من المصطلحات.كما أكد الأستاذ خالد على أن البيت المسلم مدرسة للتربية السياسية.
وفي الفصل الثاني تناول أول مسائل الفكر السياسي الإسلامي وهي الطاعة لولي الأمر سواء كان الأب أو الأم ثم الرئيس في العمل حتى يصل إلى ولي الأمر وأن هذه الطاعة قائمة على البيعة وعلى الحرص على طاعة الله عز وجل فقد جاء في الحديث الشريف ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) وفي الفص الثالث تحدث عن الشورى في أربعة مباحث هي : الشورى صفة للفرد المسلم وأن الشورى ملزمة والاستشارة معلمة كما أكد على مسألة أن الشورى ضد الفردية وتوسع الأستاذ خالد في وسائل تربية الأبناء على الشورى في هذا الفصل حيث تناول ذلك في خمسة مجالات: القدوة الحسنة ومشاورة الأولاد والبنات عند شراء حاجاتهم وابتعاد الوالدين عن اتخاذ القرارات الفردية ودور الأم في الشورى وتدريب الناس على الانتخاب.
وترتبط الشورى ارتباطاً وثيقاً بمسألة العدالة ولذلك تناول الأستاذ خالد هذه القضية في الفصل الرابع فأورد الأحاديث الشريفة في هذا المجال وشرحها وأوضح وسائل البيت المسلم في غرس العدالة في الناشئة. وكان الفصل الخامس حول التعاون موضحاً أن التعاون أساس من أسس قيام المجتمعات وأن التعاون أخذ وعطاء كما أن من أسس التعاون وجود الرأي والرأي الآخر ثم بين وسائل تربية الأبناء على التعاون.
وكان الفصل السادس والأخير في الكتاب حول الاهتمام بالمسلمين مبيناً مكانة الفرد المسلم في المجتمع وحاجات الفرد الاجتماعية إلى الاتباع وحاجته إلى الانتماء، وتحدث كذلك عن الاهتمام بالمسمين من متابعة أخبار العالم الإسلامي ومشاركة المسلمين في قضاياهم.
هذه العجالة لا تغني عن قراءة الكتاب قراءة موسعة لأقف وقفات أطول مع فصول هذا الكتاب القيم فقد بذل فيه مؤلفه جهداً مباركاً مؤسساً على الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى المصادر الإسلامية الأصيلة في هذا الجانب فبارك الله في هذا الجهد.
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=209&LID=10
كتب المستشرق الأمريكي اليهودي الملة الصهيوني النـزعة في أثناء اشتداد الصراع بين الرأسمالية والشيوعية أن أفضل نظام سياسي توصل إليه البشر حتى الآن هو النظام الديمقراطي الغربي، وحاول أن يثبت في بحثه أن هناك تشابهاً بين الشيوعية والإسلام في المجال السياسي. ولعل هذا الغرور الغربي لم يتوقف منذ ذلك الحين فحين أُعلِنَ انتهاء ما يسمى بالحرب الباردة عاد الغربيون للتأكيد على نشر مذهبهم السياسي الديمقراطي وأكدوا على تصنيف الدول بحسب اقترابها أو بعدها من النظام الديمقراطي الغربي، واستمروا في الطعن في الإسلام وبخاصة في نظامه السياسي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة الإسلامية حتى إن الإمامة ارتبطت بالعقيدة أكثر من ارتباطها بالفقه.
ولو كان المتحدث عن الإسلام غير لويس الذي أمضى أكثر من خمسين سنة من عمره في دراسة هذا الدين تاريخاً وسياسة واقتصاداً وتشريعاً لكان له عذر، أما لويس فليس له عذر في هذا الجهل المطبق بالنظام السياسي الإسلامي القائم أساساً على الشورى التي تعني فيما تعني حرية الرأي والحرص على الرأي الآخر. وأن الإنسان حينما يكون عبداً لله عز وجل تزول عنه كل أنواع العبوديات الأخرى التي تكبل البشر.
ومن هذا المنطلق فإن الأستاذ خالد شنتوت المتخصص في التربية وصاحب المؤلفات العديدة في هذا المجال منها : (المسلمون والتربية العسكرية)، و(دور البيت المسلم في تربية الطفل المسلم)، و(تربية البنات في الأسرة المسلمة)، و(خطر المربيات غير المسلمات على الطفل المسلم) أراد أن يؤكد أن الإسلام يربي أفراده على الشورى حتى إن الشورى وردت في سورة مكية قبل أن يكون للمسلمين اجتماع ودولة. ويأتي الحديث عن الشورى في هذا الكتاب القيم الذي جعل الأستاذ خالد عنوانه (كيف نربّي أولادنا على الشورى) وقد صدر هذا العام في المدينة المنورة.
ويتكون الكتاب من واحد وسبعين صفحة من القطع المتوسط، وقد جعله المؤلف في ستة فصول بدأها بتعريف السياسة في الفكر الغربي وفي الإسلام وبين كيف أن الإسلام جعل السياسية قائمة على العقيدة وعلى الأخلاق بعكس السياسة الغربية التي ظهر فيها ما يسمى النفعية والميكيافيللية والبراغماتية وغيرها من المصطلحات.كما أكد الأستاذ خالد على أن البيت المسلم مدرسة للتربية السياسية.
وفي الفصل الثاني تناول أول مسائل الفكر السياسي الإسلامي وهي الطاعة لولي الأمر سواء كان الأب أو الأم ثم الرئيس في العمل حتى يصل إلى ولي الأمر وأن هذه الطاعة قائمة على البيعة وعلى الحرص على طاعة الله عز وجل فقد جاء في الحديث الشريف ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) وفي الفص الثالث تحدث عن الشورى في أربعة مباحث هي : الشورى صفة للفرد المسلم وأن الشورى ملزمة والاستشارة معلمة كما أكد على مسألة أن الشورى ضد الفردية وتوسع الأستاذ خالد في وسائل تربية الأبناء على الشورى في هذا الفصل حيث تناول ذلك في خمسة مجالات: القدوة الحسنة ومشاورة الأولاد والبنات عند شراء حاجاتهم وابتعاد الوالدين عن اتخاذ القرارات الفردية ودور الأم في الشورى وتدريب الناس على الانتخاب.
وترتبط الشورى ارتباطاً وثيقاً بمسألة العدالة ولذلك تناول الأستاذ خالد هذه القضية في الفصل الرابع فأورد الأحاديث الشريفة في هذا المجال وشرحها وأوضح وسائل البيت المسلم في غرس العدالة في الناشئة. وكان الفصل الخامس حول التعاون موضحاً أن التعاون أساس من أسس قيام المجتمعات وأن التعاون أخذ وعطاء كما أن من أسس التعاون وجود الرأي والرأي الآخر ثم بين وسائل تربية الأبناء على التعاون.
وكان الفصل السادس والأخير في الكتاب حول الاهتمام بالمسلمين مبيناً مكانة الفرد المسلم في المجتمع وحاجات الفرد الاجتماعية إلى الاتباع وحاجته إلى الانتماء، وتحدث كذلك عن الاهتمام بالمسمين من متابعة أخبار العالم الإسلامي ومشاركة المسلمين في قضاياهم.
هذه العجالة لا تغني عن قراءة الكتاب قراءة موسعة لأقف وقفات أطول مع فصول هذا الكتاب القيم فقد بذل فيه مؤلفه جهداً مباركاً مؤسساً على الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى المصادر الإسلامية الأصيلة في هذا الجانب فبارك الله في هذا الجهد.
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=209&LID=10
تعليق