11) ماذا يقرأ أبناؤنا؟
كلما صحبت أبنائي إلى أحد المراكز التجارية أو البقالات المجاورة لمنزلنا طالبوا بشراء بعض المجلات الخاصة بالأطفال. فيسرني ذلك أيما سرور لأنني أجد أن التلفاز أو غيره من وسائل الترفيه لم تشغلهم عن القراءة. ويسرني أيضاً أن اتهامنا الأطفال جميعاً بالعزوف عن القراءة ليس صحيحاً تماماً. ولكني حين أعرف المجلات التي يرغبون شراءها لهم يحزنني أنها لا تكاد تخرج عن بعض أسماء شخصيات أفلام كرتونية اخترعتها والت ديزني أو غيرها من شركات الإنتاج الغربية. ومن هذه مثلاً (ميكي) و(الملك الأسد) و(علاء الدين) وغيرها. وهذا مع علمي بوجود مجلات جيدة مثل مجلة (سعد) و(باسم) و(ماجد) و(فراس) وغيرها.
ورغبة مني في معرفة أسباب إعجابهم أشتري لهم بعض هذه المجلات-على مضض- لأراقب ما يقرأون فأجدهم تستهويهم قصص البطولات والمغامرات والمسابقات بأنواعها. ولكن هذه المجلات تنطلق أساساً من ثقافة غربية تمجد القوة قبل أن تمجد الحق. وتعتني بالبطولات قبل أن تمجد الأخلاق فإنها لا تربطها بالقيم الدينية. وهذه المجلات لا تحتوي على ذكر الله أبداً..كما أنني لاحظت أن هذه المجلات تشجع على إثارة الغرائز فلا بد أن تشترك المرأة أو الفتاة في المغامرات..تختلط بالرجال وتتحدث معهم وهي في كامل زينتها مع أنهم ليسوا من المحارم، وهذا الأمر أكثر وضوحاً في أفلام الكرتون مثل (عدنان ولينا) وفي فيلم (علاء الدين) وفي غيرهما.
وقبل أيام كنت في زيارة لصديق فوجدت لدى أطفاله مجلة يهتمون بها ويقرؤونها بنهم فإذ بها مجلة (فراس) وهذه المجلة التي بدأت منذ عدة أشهر عامها الثاني. وقد حرصت المجلة منذ الأعداد الأولى على أن تقدم للطفل كل ما يتطلع إليه في المجلات الغربية أو المجلات العربية المتأثرة بالفكر الغربي وأضافت إلى ذلك أن قدمت السيرة النبوية الشريفة في حلقات متسلسلة، كما قدمت بعض القصص التاريخية من التاريخ الإسلامي، واهتمت بترجمة بعض قصص المغامرات العالمية مع استبعاد بعض المكونات الغربية وتأكيد القيم الإسلامية ما أمكن.
ولعل من المناسب أن تهتم الأندية الأدبية بثقافة الطفل فلماذا لا تدعوا المتخصصين في الكتابة للأطفال بأن يعدوا محاضرات عن مجلات الأطفال الموجودة في الأسواق أو البرامج التلفزيونية وأن تختار أهل الثقة والأمانة، فهل ليدنا ثروة أغلى من الطفل؟
لقد اهتمت الأمم الأخرى بثقافة الطفل فهناك عدد كبير من هذه المجلات في فرنسا وفي بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بالمجلات التي تصدر في العالم العربي. كما أن هذه المجلات التي تصدر في الغرب تعبر عن الثقافة الغربية وليست مستوردة ..فلماذا لم نتمكن من غرس الهوية العربية الإسلامية في أطفالنا في السنوات الأولى فمتى نستطيع ذلك.
وقد كتب الدكتور عبد القادر طاش قبل أسابيع حول الاهتمام الكبير الذي تلاقيه مجلات الأسرة في الغرب في الآونة الأخيرة ورواجها في المجتمعات الغربية، وقارن بينها وبين المجلات التي تزعم أنها مجلات الأسرة في العالم العربي فنعى عليها إسفافها واهتمامها بسفاسف الأمور من صور الفنانين والفنانات وأخبار الجريمة وأخبار الأزياء والموضة وإهمالها القضايا الجادة. وقد أحصيت في أحد أعداد مجلة تزعم أنها (مجلة الأسرة العربية) فوجدت أربعاً وخمسين صورة للفنانين والفنانات فتساءلت هل هؤلاء هم القدوة التي نريد لنسائنا وأبنائنا وبناتنا؟
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=209&LID=10
ماذا يقرأ أبناؤنا؟(*)
كلما صحبت أبنائي إلى أحد المراكز التجارية أو البقالات المجاورة لمنزلنا طالبوا بشراء بعض المجلات الخاصة بالأطفال. فيسرني ذلك أيما سرور لأنني أجد أن التلفاز أو غيره من وسائل الترفيه لم تشغلهم عن القراءة. ويسرني أيضاً أن اتهامنا الأطفال جميعاً بالعزوف عن القراءة ليس صحيحاً تماماً. ولكني حين أعرف المجلات التي يرغبون شراءها لهم يحزنني أنها لا تكاد تخرج عن بعض أسماء شخصيات أفلام كرتونية اخترعتها والت ديزني أو غيرها من شركات الإنتاج الغربية. ومن هذه مثلاً (ميكي) و(الملك الأسد) و(علاء الدين) وغيرها. وهذا مع علمي بوجود مجلات جيدة مثل مجلة (سعد) و(باسم) و(ماجد) و(فراس) وغيرها.
ورغبة مني في معرفة أسباب إعجابهم أشتري لهم بعض هذه المجلات-على مضض- لأراقب ما يقرأون فأجدهم تستهويهم قصص البطولات والمغامرات والمسابقات بأنواعها. ولكن هذه المجلات تنطلق أساساً من ثقافة غربية تمجد القوة قبل أن تمجد الحق. وتعتني بالبطولات قبل أن تمجد الأخلاق فإنها لا تربطها بالقيم الدينية. وهذه المجلات لا تحتوي على ذكر الله أبداً..كما أنني لاحظت أن هذه المجلات تشجع على إثارة الغرائز فلا بد أن تشترك المرأة أو الفتاة في المغامرات..تختلط بالرجال وتتحدث معهم وهي في كامل زينتها مع أنهم ليسوا من المحارم، وهذا الأمر أكثر وضوحاً في أفلام الكرتون مثل (عدنان ولينا) وفي فيلم (علاء الدين) وفي غيرهما.
وقبل أيام كنت في زيارة لصديق فوجدت لدى أطفاله مجلة يهتمون بها ويقرؤونها بنهم فإذ بها مجلة (فراس) وهذه المجلة التي بدأت منذ عدة أشهر عامها الثاني. وقد حرصت المجلة منذ الأعداد الأولى على أن تقدم للطفل كل ما يتطلع إليه في المجلات الغربية أو المجلات العربية المتأثرة بالفكر الغربي وأضافت إلى ذلك أن قدمت السيرة النبوية الشريفة في حلقات متسلسلة، كما قدمت بعض القصص التاريخية من التاريخ الإسلامي، واهتمت بترجمة بعض قصص المغامرات العالمية مع استبعاد بعض المكونات الغربية وتأكيد القيم الإسلامية ما أمكن.
ولعل من المناسب أن تهتم الأندية الأدبية بثقافة الطفل فلماذا لا تدعوا المتخصصين في الكتابة للأطفال بأن يعدوا محاضرات عن مجلات الأطفال الموجودة في الأسواق أو البرامج التلفزيونية وأن تختار أهل الثقة والأمانة، فهل ليدنا ثروة أغلى من الطفل؟
لقد اهتمت الأمم الأخرى بثقافة الطفل فهناك عدد كبير من هذه المجلات في فرنسا وفي بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بالمجلات التي تصدر في العالم العربي. كما أن هذه المجلات التي تصدر في الغرب تعبر عن الثقافة الغربية وليست مستوردة ..فلماذا لم نتمكن من غرس الهوية العربية الإسلامية في أطفالنا في السنوات الأولى فمتى نستطيع ذلك.
وقد كتب الدكتور عبد القادر طاش قبل أسابيع حول الاهتمام الكبير الذي تلاقيه مجلات الأسرة في الغرب في الآونة الأخيرة ورواجها في المجتمعات الغربية، وقارن بينها وبين المجلات التي تزعم أنها مجلات الأسرة في العالم العربي فنعى عليها إسفافها واهتمامها بسفاسف الأمور من صور الفنانين والفنانات وأخبار الجريمة وأخبار الأزياء والموضة وإهمالها القضايا الجادة. وقد أحصيت في أحد أعداد مجلة تزعم أنها (مجلة الأسرة العربية) فوجدت أربعاً وخمسين صورة للفنانين والفنانات فتساءلت هل هؤلاء هم القدوة التي نريد لنسائنا وأبنائنا وبناتنا؟
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=209&LID=10
تعليق