الذي تلخص لي من الحوار إلى الآن ما يلي :
المسألة عن مصير أبوي النبي عليه الصلاة والسلام ..
الرأي القائل بأنهما كافران في النار يستدل بالحديثين التاليين :
روى مسلم ( 203 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّارِ . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار .
وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي .
وكلام العلماء عليهما في المشاركة رقم (2) ..
الرأي المعارض يحاول صرف (( في النار )) إلى أحد احتمالات يتردد بينها :
== إما إلى احتمال أن تكون بمعنى الورود فقط ..
== وإما إلى احتمال أن تكون بمعنى التعذيب لأجل دون الخلود ..
== وإما إلى احتمال أن تكون بمعنى التعذيب في القبر ..
ما قرينة الصرف إلى أحد هذه الاحتمالات ؟
لم يقدم أحد قرينة إلى الآن فيما رأيت.
ومع غياب القرينة الصارفة ، فالصرف عن الظاهر لا يصح أصلاً .. قال ابن تيمية رحمه الله عن الحديثين :
(( وهذا ليس خبرًا عن نار يخرج منها صاحبها كأهل الكبائر؛ لأنه لو كان كذلك لجاز الاستغفار لهما، ولو كان قد سبق في علم اللّه إيمانهما لم ينهه عن ذلك، فإن الأعمال بالخواتيم، ومن مات مؤمنا فإن اللّه يغفر له، فلا يكون الاستغفار له ممتنعًا )).
وحديث (إن أبي وأباك في النار) فيه أن الرجل غادر المجلس بعدما أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بأن أباه - أعني أبا الرجل - في النار .. ثم أتى به النبي عليه الصلاة والسلام ليخبره بأن أبا الرجل وأبا النبي عليه الصلاة والسلام - كليهما في النار ..
ومن الواضح أن إتيان النبي - عليه الصلاة والسلام - بالرجل ليخبره بأن أباه - أبا النبي - في النار أيضـًا على سبيل التعزية للرجل ..
وهذا ينفي احتمال صرف ظاهر الحديث إلى الورود .. لأنه لو كان مقصودًا به مجرد الورود ، لكان من الأولى أن النبي عليه الصلاة والسلام يعزي الرجل بأن الأمر مجرد ورود لا أكثر .. هذا أقوى في معنى التعزية من إخباره بأن أباه أيضـًا في النار .. فلو كان هو المقصود لكان أجدى في حصول المقصود ، ولم يعدل عنه النبي عليه الصلاة والسلام ..
فلما رأيناه عدل عنه تيقنا أن احتمال صرف المعنى إلى مجرد الورود باطل ..
وكذا يبطل احتمال صرف المعنى إلى التعذيب لأجل .. لأن التعزية بأن التعذيب لأجل ، أولى من التعزية باشتراك آخر معه .. فلو كان المقصود صرف المعنى إلى التعذيب لأجل ، لقال له النبي عليه الصلاة والسلام : هو في النار لأجل غير مخلد أو ما شابه .. هذا أقوى من التعزية باشتراك أبيه معه في التعذيب .. فلما عدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك علمنا يقينـًا بطلان صرف المعنى إلى التعذيب لأجل.
وأما احتمال الصرف إلى عذاب القبر ، فهو باطل أيضـًا .. لأن التعذيب في القبر لا ينفي كفر المعذب ، إذ الكفار معذبون أيضـًا في قبورهم ..
فنسأل القائل بالصرف إلى عذاب القبر :
هل هو عذاب قبر يتبعه الخلود في نار الآخرة ؟ أم لا ؟
فإن قال : نعم يؤدي إلى الخلود في نار الآخرة ..
قلنا : ثبت المطلوب فيكون أبو النبي (عليه الصلاة والسلام) مخلدًا في نار الآخرة ..
وإن قال : لا يؤدي ..
قلنا : فكان أن يعزيه النبي عليه الصلاة والسلام بهذا أولى من أن يعزيه بمجرد اشتراك آخر معه في هذا العذاب .. وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يعدل عن الأولى علمنا يقينـًا بطلان هذا الاحتمال .
المسألة عن مصير أبوي النبي عليه الصلاة والسلام ..
الرأي القائل بأنهما كافران في النار يستدل بالحديثين التاليين :
روى مسلم ( 203 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّارِ . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار .
وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي .
وكلام العلماء عليهما في المشاركة رقم (2) ..
الرأي المعارض يحاول صرف (( في النار )) إلى أحد احتمالات يتردد بينها :
== إما إلى احتمال أن تكون بمعنى الورود فقط ..
== وإما إلى احتمال أن تكون بمعنى التعذيب لأجل دون الخلود ..
== وإما إلى احتمال أن تكون بمعنى التعذيب في القبر ..
ما قرينة الصرف إلى أحد هذه الاحتمالات ؟
لم يقدم أحد قرينة إلى الآن فيما رأيت.
ومع غياب القرينة الصارفة ، فالصرف عن الظاهر لا يصح أصلاً .. قال ابن تيمية رحمه الله عن الحديثين :
(( وهذا ليس خبرًا عن نار يخرج منها صاحبها كأهل الكبائر؛ لأنه لو كان كذلك لجاز الاستغفار لهما، ولو كان قد سبق في علم اللّه إيمانهما لم ينهه عن ذلك، فإن الأعمال بالخواتيم، ومن مات مؤمنا فإن اللّه يغفر له، فلا يكون الاستغفار له ممتنعًا )).
وحديث (إن أبي وأباك في النار) فيه أن الرجل غادر المجلس بعدما أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بأن أباه - أعني أبا الرجل - في النار .. ثم أتى به النبي عليه الصلاة والسلام ليخبره بأن أبا الرجل وأبا النبي عليه الصلاة والسلام - كليهما في النار ..
ومن الواضح أن إتيان النبي - عليه الصلاة والسلام - بالرجل ليخبره بأن أباه - أبا النبي - في النار أيضـًا على سبيل التعزية للرجل ..
وهذا ينفي احتمال صرف ظاهر الحديث إلى الورود .. لأنه لو كان مقصودًا به مجرد الورود ، لكان من الأولى أن النبي عليه الصلاة والسلام يعزي الرجل بأن الأمر مجرد ورود لا أكثر .. هذا أقوى في معنى التعزية من إخباره بأن أباه أيضـًا في النار .. فلو كان هو المقصود لكان أجدى في حصول المقصود ، ولم يعدل عنه النبي عليه الصلاة والسلام ..
فلما رأيناه عدل عنه تيقنا أن احتمال صرف المعنى إلى مجرد الورود باطل ..
وكذا يبطل احتمال صرف المعنى إلى التعذيب لأجل .. لأن التعزية بأن التعذيب لأجل ، أولى من التعزية باشتراك آخر معه .. فلو كان المقصود صرف المعنى إلى التعذيب لأجل ، لقال له النبي عليه الصلاة والسلام : هو في النار لأجل غير مخلد أو ما شابه .. هذا أقوى من التعزية باشتراك أبيه معه في التعذيب .. فلما عدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك علمنا يقينـًا بطلان صرف المعنى إلى التعذيب لأجل.
وأما احتمال الصرف إلى عذاب القبر ، فهو باطل أيضـًا .. لأن التعذيب في القبر لا ينفي كفر المعذب ، إذ الكفار معذبون أيضـًا في قبورهم ..
فنسأل القائل بالصرف إلى عذاب القبر :
هل هو عذاب قبر يتبعه الخلود في نار الآخرة ؟ أم لا ؟
فإن قال : نعم يؤدي إلى الخلود في نار الآخرة ..
قلنا : ثبت المطلوب فيكون أبو النبي (عليه الصلاة والسلام) مخلدًا في نار الآخرة ..
وإن قال : لا يؤدي ..
قلنا : فكان أن يعزيه النبي عليه الصلاة والسلام بهذا أولى من أن يعزيه بمجرد اشتراك آخر معه في هذا العذاب .. وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يعدل عن الأولى علمنا يقينـًا بطلان هذا الاحتمال .
تعليق