بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واستكمالا للدور العظيم للمراة في تاريخها الإنساني:
وكما يأتلق شعاع الضحى بعد رحلة ربداء في أغساق الظلام . . كان ميلاد المسيح الهادي رجفة زلزلت شوامخ الطقوس الدينية المجدبة ، التي لا حياة فيها ولا روح !
والقرآن كان كذلك - سجلا حافلا بمضامين هذا الميلاد الغريب . . وكأنما ولد عيسى على هذا النحو ليلفت إليه أبصار اليهودية المعصوبة ، التي تقوقعت داخل مفاهيم محفلية جوفاء . . نضب فيها زيت الحياة الخالد ، وخبا في سراجها وهج الروح المتألق الشعاع . . والقرآن يتحدث حين يتحدث لا عن أب لعيسى رعرعه ، ولا عن أسرة له أنجبته ، ولكن عن أمه الطاهرة البتول ، التي خلدت الأمومة في أنصع صفحات تاريخها الوضيء . . تلك الأمومة الفذة ، التي تعرضت لامتحان باتر رهيب ، فلم تهن . . ولم تتهالك . . وإنما شمخت بكل ما في كيانها الباسل من إباء . . متحدية تخرص المتخرصين ، ولغط اللاغطين ، ماضية على طريقها الوامض ، كأنها شجرة فارعة هيفاء . . لا يضيرها أبدا أن تسقط العاصفة من هنا ورقة . . أو من ههنا ورقات!
إنها مريم . . التي نشأت في بيت دين وفضيلة وعلم ، والتي كان أبوها شيخا جليلا رائعا في قومه . . فلما حملت بها أمها نذرتها لخدمة الهيكل . . { إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (سورة آل عمران الآية 35) { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (سورة آل عمران الآية 36) { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (آل عمران37)وأمضت الفتاة صباها في المحراب عابدة . . حتى إذا أراد الله لشمس رسالته أن تشرق على يدي رسول ، بعث إليها من يبشرها في خلوتها : { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } (سورة مريم الآية 20) { قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } (سورة مريم الآية 21)
" فحملته " . . وخافت ألسنة مبحوحة من طول ما لوثتها الأراجيف . . { فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا } (سورة مريم الآية 22) ثم وضعت وليدها في مذود . . وصرخة مقرورة مرتعشة تهتف في أعماقها : { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } (سورة مريم الآية 23) ثم . . على خجل واجف . . وتردد مذعور فأتت به قومها تحمله { قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا } (سورة مريم الآية 27) { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } (سورة مريم الآية 28) { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا } (سورة مريم الآية 29) { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } (سورة مريم الآية 30) { وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } (سورة مريم الآية 31) { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } (سورة مريم الآية 32) { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } (مريم33)ولكن القوم ما زالوا بمريم ووليدها الرسول . . حتى هاجرت به إلى مصر قرابة اثنتي عشرة سنة ، تغزل الكتان ، وتلتقط السنبل في أثر الحصادين ، وكانت تفعل ذلك والمهد في منكبها ، والوعاء الذي فيه السنبل في المنكب الآخر . .ولكن إرادة الله الغالبة ، عادت بالمسيح النبي مرة أخرى إلى هذه البقاع ، فجلجل فيها رادعا وواعدا . . حتى أتم رسالته .
وكما يأتلق شعاع الضحى بعد رحلة ربداء في أغساق الظلام . . كان ميلاد المسيح الهادي رجفة زلزلت شوامخ الطقوس الدينية المجدبة ، التي لا حياة فيها ولا روح !
والقرآن كان كذلك - سجلا حافلا بمضامين هذا الميلاد الغريب . . وكأنما ولد عيسى على هذا النحو ليلفت إليه أبصار اليهودية المعصوبة ، التي تقوقعت داخل مفاهيم محفلية جوفاء . . نضب فيها زيت الحياة الخالد ، وخبا في سراجها وهج الروح المتألق الشعاع . . والقرآن يتحدث حين يتحدث لا عن أب لعيسى رعرعه ، ولا عن أسرة له أنجبته ، ولكن عن أمه الطاهرة البتول ، التي خلدت الأمومة في أنصع صفحات تاريخها الوضيء . . تلك الأمومة الفذة ، التي تعرضت لامتحان باتر رهيب ، فلم تهن . . ولم تتهالك . . وإنما شمخت بكل ما في كيانها الباسل من إباء . . متحدية تخرص المتخرصين ، ولغط اللاغطين ، ماضية على طريقها الوامض ، كأنها شجرة فارعة هيفاء . . لا يضيرها أبدا أن تسقط العاصفة من هنا ورقة . . أو من ههنا ورقات!
إنها مريم . . التي نشأت في بيت دين وفضيلة وعلم ، والتي كان أبوها شيخا جليلا رائعا في قومه . . فلما حملت بها أمها نذرتها لخدمة الهيكل . . { إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (سورة آل عمران الآية 35) { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (سورة آل عمران الآية 36) { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (آل عمران37)وأمضت الفتاة صباها في المحراب عابدة . . حتى إذا أراد الله لشمس رسالته أن تشرق على يدي رسول ، بعث إليها من يبشرها في خلوتها : { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } (سورة مريم الآية 20) { قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } (سورة مريم الآية 21)
" فحملته " . . وخافت ألسنة مبحوحة من طول ما لوثتها الأراجيف . . { فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا } (سورة مريم الآية 22) ثم وضعت وليدها في مذود . . وصرخة مقرورة مرتعشة تهتف في أعماقها : { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } (سورة مريم الآية 23) ثم . . على خجل واجف . . وتردد مذعور فأتت به قومها تحمله { قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا } (سورة مريم الآية 27) { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } (سورة مريم الآية 28) { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا } (سورة مريم الآية 29) { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } (سورة مريم الآية 30) { وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } (سورة مريم الآية 31) { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } (سورة مريم الآية 32) { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } (مريم33)ولكن القوم ما زالوا بمريم ووليدها الرسول . . حتى هاجرت به إلى مصر قرابة اثنتي عشرة سنة ، تغزل الكتان ، وتلتقط السنبل في أثر الحصادين ، وكانت تفعل ذلك والمهد في منكبها ، والوعاء الذي فيه السنبل في المنكب الآخر . .ولكن إرادة الله الغالبة ، عادت بالمسيح النبي مرة أخرى إلى هذه البقاع ، فجلجل فيها رادعا وواعدا . . حتى أتم رسالته .
تعليق