عزيزتى لقد مررتِ مرور الكرام على رسالتى، بنفس ترتيب نقاطها، فإذا كان هذا من الذاكرة، فاسمحى لى ان ابدى اعجابى بها، الاعجاب الذى تحول إلى انبهار! عندما ذكرتى اسماء الصحابة كما اوردتهم فى رسالتى السابقة بنفس الترتيب دون خطأ، وحتى لم تغفلى جملتى "هذا باب شرحه يطول"، ولكن هذا الاعجاب وهذا الانبهار بقوة الذاكرة تلاشى تمامًا، عندما نسختى فقرة عمار بن ياسر!!!!
الأمر الذى يتعارض تمامًا مع قولك فى ختام رسالتك:


الحق يا عزيزتى إنها محاولة هروب غير ناجحة من الرد على ما ورد برسالتى. وأنا اعتبر رسالتكِ هذه من باب الدردشة العابرة، وانعاش التواصل بيننا، وسوف نعود لنقطة الحوار السابقة هذا بالإضافة لما أثير من نقاط فى هذه الرسالة.. وادعاءكِ بان الاسلام هو اول من اخترع صكوك الغفران، هل مازلت عند رأيك ام غيرته، ام إنها فعلاً حالة من النظر فى اتجاهين.
وباقى الموضوعات سوف نعود اليها تباعًا، وأنا عزيزتى ولله الحمد والمنة اتمتع بذاكرة جيدة إلى حد ما، واحتفظ بكل رسائلك إلى جانبى، ولن اغفل شيئًا.
وأنا اطالبكِ كما لم اسقط أى حرف من حروف رسالتكِ بدون إجابة، واوفيتها حقها حتى إنك شكوتى من ذلك، فلى حق المطالبة بالمثل.


يتبع إن شاء الله ...

والآن ننتقل إلى الحديث عن تنظيم الحوار بيننا..

1- رسائل الماجستير والدكتوراة التى اطرحها ليست إلا ردًا على أسئلتكِ أنتِ، فلو كانت سؤالًا لى لما جاوز سطرين او ثلاثة.. وهل تحتاج صيغة السؤال لأكثر من ذلك؟ فهل تعيبين على اهتمامى بالإجابة على أسئلتك؟ أم تزعجك إجابتى.

2- كثرة المواضيع المفتوحة، لست أنا من فتحها راجعى الرسائل جيدا، تجدى أن كل المواضيع المفتوحة كانت من جانبك أنت، اللهم إلا صكوك الغفران، وقد جاءت ردًا، على اعتراضكِ ان اسأل احد، انتِ من ترمى جملة.. جملة واحدة فقط يحتاج الرد عليها بالفعل لرسالة دكتوراة، ولكنى أوجز الرد قدر المستطاع. فإذا اردتِ عدم التشتت وتعدد المواضيع، راعى ذلك فى كلماتكِ انتِ. فلقد الجأت الحديث عن انتشار الاسلام والمسيحية .. اكرامًا لك، ولكنى سأعود إليها بحسب تسلسل موضوعات الحوار.

3- اجابتى فى بعض الاحيان بما هو وارد فى المسيحية، فهذا ما تفعلينه انت بالضبط، قلت لك زنا لوط بابنتيه، رددتِ بفتوى ابى حنيفة، قلت لكِ صكوك الغفران، قلت انتم اول من اخترعها.. عزيزتى
لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

4- لجوئى للاستشاد بالكتاب المقدس، هذا سببه أنك تنتقدين ما هو وارد على لسان ربك، وكلمته المدونة فى كتابه المقدس.

5- طلبكِ الكف عن الإستشهاد بالكتاب المقدس ما دمت لا اؤمن به، يلزمك بعدم التعرض للقرآن والسنة ما دمتى لا تؤمنين بهما. ويعطينى هذا الحق مادمت اؤمن بوجود توراة وانجيل (منزل من عند الله) بعضها مازال بين دفتى كتابك المقدس، كالاعداد التى تدعو الى التصدق التى اوردتها مثلاً. فإذا علقتِ الاستدلال بالنصوص على شرط الإيمان بها، فهذا ليس فى صالحكِ أنتِ.

6- اسلوب الامر المصحوب بالتهديد والوعيد

اسلوب غير مهذب، وغير عادل، وغير مقبول.

وإن دل فإنما يدل على ضعف الحجة، وهشاشة العقيدة، التى لا تستطيع أن تثبت فى مواجهة الحق، وصدق ربى إذ يقول:

"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)" إبراهيم

لهذا فانا اصر على ان نحتكم إلى كلا الكتابين، إذا تعرضنا إلى موضوع ما، فأنا لا انكر كتابى فهو عزى وعزتى ومنهجى ودستورى، أما إذا كنتِ تنكرين كتابكِ فهذا هو ما يعرف بالتقية، ولا شئ غير ذلك.

7- عزيزتى لا دينى (حاشا لله) ولا أنا محل اتهام أو موضع دفاع، نحن هنا فى حوار حر متكافئ، له ضوابط تسرى بالعدل على كلا الطرفين، وأنا ما حرمت عليكِ ما استحللته لنفسى، ولا انكرت عليكِ فى دينك ما يوافق عقيدتى التى ادين بها، بينما انتِ من تنكرين عقيدتكِ وتنكرين كلام ربكِ انتصارًا لنفسكِ، إنها التقية التى تنكرينها فى انصع صورها، وإلا اجيبى عن وجود الاعداد التالية فى كتابك (راجعى رسالتى السابقة التى ليست بجانبك):

اعداد تدعو لاقراض الله بالاحسان إلى الفقراء.

اعداد بها وعد يسوع بكنز فى السماء لمن يبيع ماله ويعطى الفقراء.

اعداد تثبت غفران بل وتكريم ربكِ لمن انكره.

اعداد تقول بمكافأة ربكِ لمن كذب.

اعداد تثبت رجوع ربكِ فى حلفه.


فهل تنكرين كلام يسوع؟

أنت امام خيارين وثالث لهما:

الخيار الاول .. أن تعلنى تجنيكِ على الاسلام لما الصقته به من تهم، وتعلنى هزيمة كلمتكِ، وتنصرى كلمة يسوع.

الخيار الثانى .. أن تنتصرى لكلمتكِ، وتهزمى كلمة يسوع.

اما الثالث لهما .. أن تهربى من الحوار، فتعلنى بذلك هزيمتك وهزيمة يسوع.