اخوتى: نصرة الإسلام، المدافع عن الإسلام، المستعصم
بارك الله فيكم، واحسن إليكم، ورزقكم الفردوس الأعلى
شرفتم الموضوع
والمنتدى منور دايما بكم

أما قولك:

لا تعليق: فضلاً راجعى يوحنا 11:8

" فقالت لا أحد ، يا سيد . فقال لها يسوع : ولا أنا أدينك . اذهبي ولا تخطئي أيضا "

أما ثانى المغالطات:

فيما يتعلق بالتقية، فقد أشرت إليه فى رسالتى السابقة إشارة موجزة، ولكن يبدو أن الموضوع يثير اهتمامك، ولن ابخل عليك عزيزتى بالمزيد.

فيما ذكرتيه من حديث عمار بن ياسر، فقد تعرض لفتنة شديدة هو وأبيه وأمه، وعندما خارت قواه وضعف أمام التعذيب الجسدى الرهيب، تلفظ بما اراد منه المشركون، ثم ورث ندمًا ويأسًا شديدًا.

هل غفران الله له، ولمن هم فى مثل ظروفه، وفتح باب الأمل والعودة إلى الله وإلى مجتمع الإيمان، من وجهة نظرك خطأ؟ وهل كان يجب أن يقتل عقابًا له على ضعفه؟ أم يطرد ليعود إلى احضان الكفر من جديد مطرودًا من رحمة الله الغفور الرحيم؟

قبل أن تحملى على عمار بن ياسر، ماذا عن بطرس صخرة الكنيسة:

إذا لم تكونى قد قرأتى من قبل متى 26 فدعينى انقل إليك منه الأعداد التالية:

33 فأجاب بطرس وقال له : وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبدا
34 قال له يسوع: الحق أقول لك: إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات
35 قال له بطرس: ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك. هكذا قال أيضا جميع التلاميذ

ومنعًا للإطالة ننتقل إلى نهاية الإصحاح لنرى ماذا فعل بطرس:

69 أما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار، فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلي
70 فأنكر قدام الجميع قائلا: لست أدري ما تقولين
71 ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك: وهذا كان مع يسوع الناصري
72 فأنكر أيضا بقسم: إني لست أعرف الرجل
73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: حقا أنت أيضا منهم، فإن لغتك تظهرك
74 فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرجل وللوقت صاح الديك
75 فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات. فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرا

فهذا بطرس أقرب تلاميذ المسيح وصخرة الكنيسة، انكر المسيح ثلاث مرات، بل ولعن وحلف، دون أن يتعرض لاى قدر من التعذيب، وهذا اكثر التلاميذ وفاءًا فقد ذكر متى فى الباقين:
56 وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء. حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا

وجاء فى موقع الأنبا تكلا هيمانوت

تحت عنوان: الفرق بين يهوذا وبطرس

"كان إنكار بطرس عن خوف طبيعي، أمّا يهوذا فقد خان دون مبرر وأخذ الثمن. وبطرس تاب وندم أمّا يهوذا فيأس وهلك ولما رآهم حكموا عليه بالموت وكان يظنهم يؤدبونه ويطلقونه تملكته الحيرة واليأس والندم وبدل التوبة إنتحر يأساً."

إذًا العقيدة المسيحية، قد اعذرت ضعف بطرس، وقبلت توبته، بل واصبح صخرة الكنيسة، كما وصفه يسوع.

عزيزتى مازال السؤال يلح علىّ هل قرأتى كتابكِ؟

لنعد إلى عمار بن ياسر، بينما أنزل الله فيه قرآنًا، يبشره بأن لا إثم عليه مدام أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ويحمل هذه الرخصة لمن هم فى مثل ظروفه، إلا إن اباه وامه المسنين لم يضعفوا امام العذاب، وكانا أول من لقيا الشهادة فى سبيل دعوة الحق.

وتابعى معى يا عزيزتى احوال صحابة رسول الله، وهل امرهم بالتقية.

بلال بن رباح

جاء فى الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/55:

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان بلال بن رباح من المستضعفين من المؤمنين وكان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه أمية بن خلف قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه

الزبير بن العوام

عذب على يد عمه كما روى أبو الأسود عن عروة قال: "أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول : ارجع إلى الكفر فيقول الزبير: لا أكفر أبدًا"

مجمع الزوائد: 9/154


عثمان بن عفان

جاء فى الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/55:

خبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن حارث التيمي عن أبيه قال "لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث والله لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه"

سعد بن ابى وقاص

جاء فى الدر المنثور في التفسير بالمأثور، للامام السيوطى: 5/165

أخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي قال : إن سعد بن أبي وقاص قال : نزلت في هذه الآية
"وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" لقمان :15

"كنت رجلاً برًّا بأمي فلما أسلمت قالت : ياسعد ماهذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لَتَدعنَّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيَّر بي فيقال ياقاتل أمه , قلت : يا أُمَّه لاتفعلي فإني لا أدع ديني هذا لشيء , فمكثت يومًا وليلة لاتأكل , فأصبحت قد جهدت,فمكثت يومًا آخر وليلة قد اشتد جهدها, فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ماتركت ديني هذا لشيء فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي,فلما رأت ذلك أكلت فنـزلت هذه الآية"

الزنيرة

من دلائل النبوة للبيهقى: 2/282

عن يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه: "أن أبا بكر أعتق ممن كان يُعذَّب في الله سبعة , فذكر منهم "الزِّنِّيرة" قال : فذهب بصرها وكانت ممن يعذب في الله على الإسلام , فتأبى إلا الإسلام , فقال المشركون : ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى, فقالت : كلا والله ماهو كذلك , فرد الله عليها بصرها"

ولنتوقف عند
آل ياسر

فجاء فى سيرة بن هشام: 1/327

قال ابن إسحاق رحمه الله: وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وأبيه وأمه – وكانوا أهل بيت إسلام – إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة , فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول – فيما بلغني – صبرًا آل ياسر موعدكم الجنة , فأما أمه فقتلوها وهي تأبى إلا الإسلام.
فقد لقيت أم عمار الشهادة، وكانت أول شهيدة فى الإسلام.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالصبر، فلم يحرضهم على اعلان الكفر، كما هو واضح من النص

وخباب بن الارت

إذ جاء عنه فى كتاب الحلية لابى نعيم:1/143 – 144

عن الشعبي قال: " سأل عمر خبابًا عما لقي من المشركين , فقال خباب: يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري , فقال عمر: مارأيت كاليوم , قال: أوقدوا لي نارًا فما أطفأها إلا ودك ظهري"

وشكى خباب إلى رسول الله ما يلاقيه كما جاء فى صحيح البخارى: 6943

عن خباب بن الأرت قال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة , فقلنا: ألا تستنصر لنا , ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فَيُجَاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه , والله لَيتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضْرَمَوت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"

فكما ترى يا عزيزتى الرسول لم يأمر اصحابه بالكفر، وإنما امرهم بالصبر والجلد والتمسك بدينهم، فلما اشتد الأمر على الضعفاء منهم وفتنوا، غفر الله لهم وانزل الآية التى ذكرتى.

وهذه الرخصة التى منحتها الاية، لم يستثمرها امثال خبيب بن عدى، أو حبيب بن زيد على سبيل المثال.

واقرأى قصة خبيب بن عدى

صاحب المقولة الخالدة

ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي.

مما روى الإمام البخارى فى صحيحه: 3989

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا ، وأمر عليهم عاصم ابن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب ، حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ، ذكروا لحي من هذيل يقال له بنو لحيان ، فنفروا لهم بقريب مائة رجل رام ، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه ، فقالوا : تمر يثرب ، فاتبعوا آثارهم ، فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى موضع فأحاط بهم القوم ، فقالوا لهم : انزلوا فأعطوا بأيديكم ، ولكم العهد والميثاق: أن لا نقتل منكم أحدا . فقال عاصم بن ثابت : أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ، ثم قال: اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم ، فرموه بالنبل فقتلوا عاصما ، ونزل ثلاثة نفر على العهد والميثاق ، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر ، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها . قال الرجل الثالث : هذا أول الغدر ، والله لا أصحبكم ، إن لي بهؤلاء أسوة ، يريد القتلى ، فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم ، فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر ، فابتاع الحارث ابن عامر بن نوفل خبيبا ، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر ، فلبث خبيب عندهم أسير حتى أجمعوا قتله ، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته ، فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه ، فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ، قالت : ففزعت فزعة عرفها خبيب ، فقال : أتخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك ، قالت : والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده ، وإنه لموثق بالحديد ، وما بمكة من ثمرة ، وكانت تقول : إنه لرزق رزقه الله خبيبا ، فلما خرجوا به من الحرم ، ليقتلوه في الحل ، قال لهم خبيب : دعوني أصلي ركعتين ، فتركوه فركع ركعتين ، فقال : والله لولا أن تحسبوا أن بي جزع لزدت ، ثم قال : اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ، ثم أنشأ يقول : فلست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي جنب كان لله مصرعي . وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع . ثم قام اليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله ، وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة ، وأخبر - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم أصيبوا خبرهم ، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت - حين حدثوا أنه قتل - أن يؤتوا بشيء منه يعرف ، وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم ، فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم ، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئا . وقال كعب بن مالك : ذكروا مرارة بن الربيع العمري ، وهلال بن أمية الواقفي ، رجلين صالحين ، قد شهدا بدرا

وجاء فى مجمع الزوائد: 6/202

عن عروة بن الزبير قال: "كان من شأن خبيب بن عدي بن عبد الله الأنصاري من بني عمرو بن عوف وعاصم بن ثبات بن أبي الأفلح بن عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة الأنصاري من بني بياضة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم عيونا بمكة ليخبروه خبر قريش فسلكوا على النجدية حتى إذا كانوا بالرجيع من نجد اعترضت لهم بنو لحيان من هزيل فأما عاصم بن ثابت فضارب بسيفه حتى قتل وأما خبيب وزيد بن الدثنة فاصعدا في الجبل فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهم العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطا ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحرث وشركه في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن عدس بن عبد الله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لأمه أمهما بنت نهشل التميمية وعبيد بن حكيم السلمي ثم الذكواني وأمية بن أبي عتبة بن همام بن حنظلة من بني دارم وبنو الحضرمي وسعية بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي فدفعوه إلى عقبة بن الحرث فسحنه عنده في داره فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث وكانت امرأة من آل عقبة بن الحرث بن عامر تفتح عنه وتطعمه فقال لها إذا أراد القوم قتلي فآذنيني قبل ذلك فلما أرادوا قتله أخبرته فقال ابغيني حديدة أستدف بها يعني أحلق عانتي فدخلت المرأة التي كانت تنجده والموسى في يده فأخذ بيد الغلام فقال هل أمكن الله منكم فقالت ما هذا ظني بك ثم ناولها الموسى وقال إ نما كنت مازحا وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها وكان الذي ولي قتله عقبة بن الحرث وكان أبو الحسين صغيرا وكان مع القوم وإنما قتلوه بالحرث بن عامر وكان قبل يوم بدر كافرا وقال لهم خبيب عند قتله أطلقوني من الرباط حتى أصلي ركعتين فأطلقوه فركع ركعتين خفيفتين ثم انصرف فقال لولا أن تظنوا أن بي جزعا من الموت لطولتهما لذلك خففتهما وقال اللهم إني لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إني لا أجد رسولا إلى رسولك فبلغه عني السلام فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرهم بذلك وقال خبيب وهم يرفعونه على الخشبة اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا . وقتل خبيب أبناء المشركين الذين قتلوا يوم بدر لما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادوه وناشدوه أتحب أن محمدا مكانك فقال لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه فضحكوا وقال خبيب حين رفعوه إلى الخشبة : لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع – وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم وقربت من جذع طويل ممنع – إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي – فذا العرش صبرني على ما يراد بي فقد بضعوا لحمي وقد بان مطمعي – وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع – لعمري ما أحفل إذا مت مسلما على أي حال كان في الله مضجعي أوص – وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف قتله نيطاس مولى بني جمح وقتلا بالتنعيم فدفن عمرو بن أمية خبيبا وقال حسان في شأن خبيب : وليت خبيبا لم يخنه ذمامه وليت خبيبا كان بالقوم عالما – شراك زهير بن الأغر وجامع وكانا قديما يركبان المحارما – أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم وكنتم بأكناف الرجيع لهازما"

مجمع الزوائد: 6/202

وحبيب بن زيد الذى قطعه مسيلمة الكذاب قطعة قطعة، وهو يأبى أن يكفر.

حبيب بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مازن بن النجار‏.‏
عقبي ذكره ابن إسحاق، وقال‏:‏ شهدت نسيبة بنت كعب، أم عمارة، وزوجها زيد بن عاصم بن كعب، وابناها‏:‏ حبيب وعبد الله، ابنا زيد العقبة، وشهدت هي وزوجها وابناها أحداً‏.‏
وحبيب هو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الحنفي، صاحب اليمامة، فكان مسيلمة إذا قال له‏:‏ أتشهد أن محمداً رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وإذا قال‏:‏ أتشهد أني رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ أنا أصم لا أسمع، ففعل ذلك مراراً، فقطعه مسيلمة عضواً عضواً، فمات شهيداً رضي الله عنه‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى‏

لو كانت التقية يا عزيزتى واجب على كل مسلم لماذا ازهق هؤلاء ارواحهم؟ فى سبيل ماذا؟ ولماذا تحمل الآخرون العذاب وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا؟
هذه فقط أمثلة لمن أخذوا بالعزائم لا بالرخص، لعلك تدركين أن التقية رخصة للضعفاء الذين يفتنون.


يتبع إن شاء الله ...

...

أما ثالث المغالطات، فيما ذكرتيه عن الكذب.

فالكذب مذموم فى الإسلام بصريح القرآن والسنة، أما ما أحله الله تعالى على لسان نبيه فى الحديث المذكور، فهو ما أدى إلى الإصلاح بين الناس، وتوثيق عرى المحبة والمودة بينهم، وإشاعة الألفة، ونبذ العداء. وهذا بالطبع مرهون بقاعدة لا ضرر ولا ضرار، إى لا يرجى معه ضرر، ولا ينتهك به حد من حدود الله، العبرة هنا بأن كل النتائج المترتبة هى فى خير الجماعة.

هل تريدين من إنسان ذهب ليصلح بين متخاصمين فيكلم الأول فيجده يسب ويشتم الثاني ويكلم الثاني فيجده يسب ويشتم الأول، فهل تريدينه أن ينقل بصدق لكل واحد منهما الشتائم التي قالها عليه الآخر؟ أم يقرب بينهما بأن يذكر لكل منهما أن الآخر يحبه ويحترمه ولا يذكره بسوء؟

هل تريدين ممن يرى زوجته أقل جمالاً من الأخريات أن يقول لها أنها أقل جمالاً من الاخريات؟ أم يقول لها أنتي أجمل امرأة في عيني؟

هل تريدين ممن ترى زوجها ليس صاحب نفوذ ولا مال ولا قوة وسط الرجال أن تقول له أنت حقير وضيع فقير ضعيف بين الرجال وكثير من الرجال أفضل منك؟ أم تقول له أنت في نظري أعز الرجال وأقوى الرجال ولو لم أكن أجد مثلك ما تزوجت؟

فإذا كنتِ تنكرين الكذب، كل الكذب، وترى أن كل الكذب مذموم، وليس هناك كذب محمود، فهذا يعارض رؤيه الله كما يذكر الكتاب المقدس:

أقرأى عزيزتى سفر الخروج الإصحاح الأول، الأعداد التالية:

15 وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات اللتين اسم إحداهما شفرة واسم الأخرى فوعة
16 وقال: حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي، إن كان ابنا فاقتلاه، وإن كان بنتا فتحيا
17 ولكن القابلتين خافتا الله ولم تفعلا كما كلمهما ملك مصر، بل استحيتا الأولاد
18 فدعا ملك مصر القابلتين وقال لهما: لماذا فعلتما هذا الأمر واستحييتما الأولاد
19 فقالت القابلتان لفرعون: إن النساء العبرانيات لسن كالمصريات، فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة
20 فأحسن الله إلى القابلتين، ونما الشعب وكثر جدا
21 وكان إذ خافت القابلتان الله أنه صنع لهما بيوتا

فالله قد كافأ القابلتين، ولم يدن كذبهما.

وكذلك راحاب، إذ يذكر سفر يشوع، الإصحاح الثانى

1 فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا، قائلا: اذهبا انظرا الأرض وأريحا. فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك
2 فقيل لملك أريحا: هوذا قد دخل إلى هنا الليلة رجلان من بني إسرائيل لكي يتجسسا الأرض
3 فأرسل ملك أريحا إلى راحاب يقول: أخرجي الرجلين اللذين أتيا إليك ودخلا بيتك، لأنهما قد أتيا لكي يتجسسا الأرض كلها
4 فأخذت المرأة الرجلين وخبأتهما وقالت: نعم جاء إلي الرجلان ولم أعلم من أين هما
5 وكان نحو انغلاق الباب في الظلام أنه خرج الرجلان. لست أعلم أين ذهب الرجلان. اسعوا سريعا وراءهما حتى تدركوهما
6 وأما هي فأطلعتهما على السطح ووارتهما بين عيدان كتان لها منضدة على السطح
7 فسعى القوم وراءهما في طريق الأردن إلى المخاوض. وحالما خرج الذين سعوا وراءهما، أغلقوا الباب

وتذكر رسالة العبرانيين الإصحاح الثالث

31 بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام

وكذلك رسالة يعقوب الإصحاح الثانى

25 كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر

إذًا الرب قد رضى عن راحاب، تبررت بكذبتها.

وختامًا لهذه المغالطة أرجو أن تجيبينى

جاء فى مرقص 13

32 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلا الآب

هل صدق المسيح حينما قال إنه لا يعلم بالساعة، لأنه ليس الله؟

أم كذب المسيح حيث يعلم بالساعة، واخذ بالتقية؟

أما رابع المغالطات، وما ذكرتيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

اراكِ عزيزتى تستنكرين، أن من حلف على يمين فرأى خير منها، فله أن يأتى الذى هو خير، "مع كفارة اليمين بالطبع"، لن اسهب عزيزتى فى الشرح، واظنك لا تريدين شرح، أو تعليل، أنت تريدين الإدانة، فإذا قلت لك أن الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة فى حياتنا إلا عالجها، ليضع لنا الضوابط التى تضمن لنا سعادة الدارين، ولأن قسم المرئ على شئ، واكتشافه ما هو افضل منه، امر وارد لا محالة، فسبحانه العليم القدير، من علمه أن ذلك واقع، ومن رحمته بنا، اذن لنا ان نأخذ بالأفضل، على أن نكفر عن اليمين الذى تركناه.

إذا مازلتى عزيزتى تنكرين علينا نحن البشر، بما لنا من علم محدود، أن نرجع فى ايماننا إذا وجدنا غيرها أفضل منها، فكيف ترضين ذلك، لله العلى القدير، الذى احاط بكل شئ علمًا، الذى يعلم الماضى والحاضر والمستقبل؟

ما تفسيرك عزيزتى لسفر الخروج 32


7 فقال الرب لموسى اذهب انزل. لانه قد فسد شعبك الذي اصعدته من ارض مصر.
8 زاغوا سريعا عن الطريق الذي اوصيتهم به. صنعوا لهم عجلا مسبوكا وسجدوا له وذبحوا له وقالوا هذه آلهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر.
9 وقال الرب لموسى رأيت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة.
10 فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وافنيهم. فاصيّرك شعبا عظيما.
11 فتضرع موسى امام الرب الهه. وقال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي اخرجته من ارض مصر بقوّة عظيمة ويد شديدة.
12 لماذا يتكلم المصريون قائلين اخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الارض. ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك.
13 اذكر ابراهيم واسحق واسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم اكثر نسلكم كنجوم السماء واعطي نسلكم كل هذه الارض الذي تكلمت عنها فيملكونها الى الابد.
14 فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه.


اعداد السفر عزيزتى تقول، أن الله قد حلف بنفسه لإبراهيم واسحق واسرائيل، ثم عاد وغضب على شعب اسرائيل، واراد أن يفنيهم، إذا كان الله "حاشاه" قد رجع عن حلفه، فماذا عن البشر.

أما إذا قلتِ عزيزتى إنه عاد للمرة الثانية وندم وتراجع إلى قسمه الأول، فالمصيبة أعظم، ما كل هذا التخبط، وكيف يندم الرب، وكيف ينصحه ابراهيم، بل ويأمره: اندم؟!!


عزيزتى هل تطلبين من البشر أن يكونوا أفضل من الله؟ وتنكرى عليهم، ما يصف به كتابك الله جل وعلا.

هل مازلتِ عزيزتى مقتنعة، بقداسة الله فى المسيحية، كما قلتِ؟!


وختامًا ..أرجو أن اجد لديك اجابات لكل علامات الإستفهام الواردة فى رسالتى، ولكن قبل أن تجيبينى، اجيبى نفسك أولاً.

وتذكرى يا عزيزتى أنى ارجو لك الهداية من كل قلبى، فلا احاورك لأنتصر ولا لأسفه رأيكِ، ولكن لأشرككِ فيما منّ الله تعالى على من نعمة، هى نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

أتمنى لكِ ولكل الناس الهداية إلى الله الرحيم، الذي من أجل حبه لكل الناس، أرسل لهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وحدد له رسالته فقال له "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" الأنبياء: 107