http://www.ou.edu/faculty/organizati...fas/reed11.htm
تطور القانون
تستخدم كلمة "قانون"او Canon” “ لوصف مجموعة الكتب التي تعتبر وحيا الهيا والتي يريدها الله ان تقرأ وتعمم بين الراغبين في معرفة ما يريد الله ان يقول.ومن المهم ان نتذكر ان الكتاب المقدس لم يكتب ككتاب واحد بل انه عبارة عن مجموعةمن 66 كتاب منفصل: 39 كتاب في العهد القديم، و27 كتاب في العهد الجديد، في معظم الحالات كانت هذه الكتب مكتوبة وتم نسخها لاحقا علي لفائف ومخطوطات منفردة. ومع مرور الوقت تم تجميع هذه الكتابات معا واصبحت "الكتاب المقدس" "The Bible" .
(كلمة " Bible" مأخوذة من الكلمة اليونانية "biblia" والتي تعني "كتب")
(كلمة " Bible" مأخوذة من الكلمة اليونانية "biblia" والتي تعني "كتب")
من المهم التعرف على الفرق بين "الوحى" و "التقنين". الوحى هو الوسيلة التي كشف بها الله عن أفكاره من خلال كتابات بشر. التقنين هو العملية التى اكتشف بها البشر أي الكتابات كانت وحيا . و عمليا , كانت عملية تحديد أى من الكتابات موحى بها تتكون من التعرف على ما اذا كان كاتب هذا الكتاب نبي مختار من الله. بناء على أفضل ما يمكننا تحديده , كل كتاب في الكتاب المقدس اعتبر قانونيا – اي مٌوحى به من الله فعلا— من قبل المعاصرين لكاتبه، بمعني أنه لم يتطرق الشك الى وحى أى كتاب عند من عرفوا الكاتب , ثم قبل لاحقا ككتاب موحى به .
إن المشكلة تقع في جانب اخر ؛ فان هناك عديد من الكتب يصعب تحديد من كاتبها بسبب مرور الكثير من الوقت علي كتابتها.وفي هذه الحالات هناك تقليد معين ينسب الكتاب لواحد من الانبياء المعروفين، و لكن هناك أدلة أيضا تدعونا للشك فى صلاحية الإعتماد على هذا التقليد . و بالتالى تزداد الحيرة حول مسألة الالهام نفسها .
بشكل عام، يمكن تصنيف الكتب الدينية الي أربع فئات:
اولا: هناك الكتب التي يتفق جميع العلماء علي انتمائها للقانون وتعرف باسم “Homologoumena” .
ثانيا: الكتب التي يتفق معظم العلماء علي انتمائها للقانون ولكن يوجد بعض الخلاف حولها وتعرف باسم . “Antilegomena”
ثالثا:الكتب التي يتفق معظم العلماء علي عدم قانونيتها بينما يري البعض أنها قانونية وتعرف باسم " Apocrypha"
اما رابعا واخيرا ما يعرف باسم " Pseudepigrapha" او الكتب التي بتفق جميع العلماء انها لا تنتمي للقانون.
ولكن السؤال الحقيقي هو كم عدد الكتب التي تنتمي الي الفئات الثانية والثالثة " "Antilegomena و " Aprocrypha" . إذا كان هناك الكثير منها ، واذا كانت تلمس قضايا هامة حاسمة بالنسبة لجوهر المسيحية ، فإن هذا سيثير تساؤلات جدية حول مصداقية المسيحية.
اولا: هناك الكتب التي يتفق جميع العلماء علي انتمائها للقانون وتعرف باسم “Homologoumena” .
ثانيا: الكتب التي يتفق معظم العلماء علي انتمائها للقانون ولكن يوجد بعض الخلاف حولها وتعرف باسم . “Antilegomena”
ثالثا:الكتب التي يتفق معظم العلماء علي عدم قانونيتها بينما يري البعض أنها قانونية وتعرف باسم " Apocrypha"
اما رابعا واخيرا ما يعرف باسم " Pseudepigrapha" او الكتب التي بتفق جميع العلماء انها لا تنتمي للقانون.
ولكن السؤال الحقيقي هو كم عدد الكتب التي تنتمي الي الفئات الثانية والثالثة " "Antilegomena و " Aprocrypha" . إذا كان هناك الكثير منها ، واذا كانت تلمس قضايا هامة حاسمة بالنسبة لجوهر المسيحية ، فإن هذا سيثير تساؤلات جدية حول مصداقية المسيحية.
العهد القديم:
هناك تسعة وثلاثون كتابا في النسخة الانجليزية من العهد القديم البروتستانتي , منهم أربعة وثلاثون ينتمون الي ال Homologoumena او الأسفار المتفق علي قانونيتها عند جميع العلماء . أما الخمسة التى ثار حولها الشك - أو Antilegomena - هى : (الأول) نشيد سليمان (أو نشيد الانشاد) ، (الثاني) سفر الجامعة ، (الثالث) استير ، (رابعا) حزقيال ، و (الخامس) الأمثال.
و يمكن الرجوع الي Geissler and Nix (1986, pages 258ff.) للحصول علي مناقشات تفصيلية عن المشاكل الخاصة بكل كتاب.
و يمكن الرجوع الي Geissler and Nix (1986, pages 258ff.) للحصول علي مناقشات تفصيلية عن المشاكل الخاصة بكل كتاب.
بصفة عامة يُعتبر أن خمسة عشر كتابا ينتمون الي فئة " الأبوكريفا " , وهنا تختلف الكنيسة الكاثوليكية الرومانية عن القانون العبري وقانون العهد القديم البروتستانتي (وهما شئ واحد) بإدراجها أحد عشر كتابا (او اثني عشر اذا اعتبرنا سفر باروخ منفصلا عن رسالة ارميا ) من هذه الخمسة عشر كتابا في قانون العهد القديم. يعود تاريخ كتابة معظم هذه الكتب الي فترة ما بين العهدين , من حوالي عام 400 سنة قبل الميلاد حتى بداية قانون العهد الجديد في القرن الاول. يجب الاشارة الي انه لم يتم النظر بجدية من قبل المجتمع اليهودي الي أي من هذه الكتب علي أنها موحٌي بها. في الواقع كان هناك اعتقاد واسع المدي في المجتمع اليهودي ان خط الانبياء قد انتهي بعد ملاخي (حوالي 400 سنة قبل الميلاد).
علي سبيل المثال ذكر المؤرخ اليهودي المعروف يوسيفوس ان الانبياء كتبوا من زمن موسي الي زمن ارتحشستا (وهو من المعاصرين لملاخي) ثم أضاف قائلا "صحيح أنه قد تم كتابة تاريخنا منذ زمن ارتحشستا ولكنه لم يحظ بنفس سلطة التاريخ السابق عند أسلافنا , حيث لم يكن هناك تتابع محدد للانبياء منذ ذلك الوقت"(منقول من Geissler and Nix, 1986 ص271). كذلك يقول التلمود—تعليق يهودى علي الكتاب المقدس اليهودي—بعد الأنبياء الأخيرين حجي،زكريا،......وملاخي فارقت الروح القدس اسرائيل.(منقول من Geissler and Nix, 1986 ص271 "
العهد الجديد
تٌصنف كتب العهد الجديد الي نفس الفئات الأربعة السابق ذكرها( Homologoumena Antilegomena, Apocrypha, and Pseudepigrapha). كان المفتاح لقبول أى كتاب من العهد الجديد على أنه قانونى هو ان يعكس ذلك الكتاب السلطة الرسولية—اي ان يكون مكتوبا او مؤكدا من قبل الرسل .
ينتمي عشرون من السبع والعشرون كتابا في العهد الجديد الي قانون العهد الجديد باجماع الكل ويشمل ذلك كل الكتب بدءا من إنجيل متى حتى الرسالة الى فليمون , بالاضافة الي رسالة بطرس الأولى و رسالة يوحنا الأولى . .أما الكتب المشكوك في قانونيتها ( Antilegomena ) هي: رسالة العبرانين، رسالة يعقوب، رسالة بطرس الثانية , و رسالتى يوحنا الثانية و الثالثة ، و رسالة يهوذا و سفر الرؤيا . في معظم الحالات اثيرت الشكوك حول هذه الكتب بسبب عدم اليقين بهوية مؤلفيها.
يكمن جزء من مشكلة تأكيد هوية مؤلفي الكتب أن - علي عكس كتب العهد القديم التى تلقاها مجتمع مستقر من اليهود المؤمنين - مجتمع العهد الجديد كان متشتتا فى الامبراطورية الرومانية . لقد أعاق الاضطهاد ، فضلا عن عقبات المواصلات والاتصال ، انتشار الكتابات عبر المجتمعات النائية من المؤمنين . كانت بعض الكتب التى تعتبر قانونية في الجزء الشرقي من الامبراطورية الرومانية غير معروفة جيدا في الجزء الغربي منها والعكس صحيح . وهكذا استغرق الامر بعض الوقت لفرز الأدلة من أجل التحقق من أصالة هذه الكتب . وتوجت هذه العملية في المجامع الرئيسية في هيبو (عام393 م) ، وفي قرطاج(عام419م) ومرة أخري في قرطاج (عام 419م) . واتفقت الثلاث مجامع علي نفس مجموعة الكتب فى تحديدهم لقانون العهد الجديد.
أكثر الكتب أهمية من مجموعة كتب " الأبوكريفا " هي رسالة برنابا المزورة ، و الرسالة الى أهل كورنثوس ، و رسالة إكليمندس الثانية ، وسفر الراعي لهرماس ، والديداخى ، و سفر أعمال بولس وثيكلا ، الانجيل وفقا للعبرانيين ، ورسالة بوليكاربوس إلى أهل فيلبي ، ورسائل أغناطيوس السبعة . ومع ذلك , في نهاية الأمر , لم تحظ أي من هذه الكتب بأكثر من اعتراف مؤقت او محلي ، والأهم من ذلك أنه لم يعتبرهم أى مجمع كنسى ضمن الكتب المُوحي بها في العهد الجديد , لأنه عند التحقيق لا يمكن اثبات أصالتها النبوية .
وخلاصة القول، يمكن النظر الي الكتاب المقدس علي أنه تتويج لسلسلة من التدخلات الالهية في تاريخ البشرية أعلن الله من خلالها رسائل محددة للانسان . فقبل ميلاد المسيح قدمت هذه الإعلانات الإلهية تسجيلا مستمرا من زمن موسي الي زمن ارتحشستا (400 عاما قبل الميلاد تقريبا) ، ثم لم يظهر أي نبى علي أرض اسرائيل لمدة 400 عاما تقريبا ولم يكن هناك أي وحي الهي مباشر . لقد تم اغلاق العهد القديم . ثم جاء المسيح الموعود، يسوع المسيح، الذي قال لتلاميذه أنه بعد أن يرحل" المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم (يوحنا 14:26). و بدأ الله فترة جديدة من الوحي عن طريق ارسال الانبياء الذين سيضعون الأساس الكتابى للعهد الجديد الذى كان يصنعه مع الإنسان . بمجرد أن وُضع هذا الاساس تم اغلاق قانون العهد الجديد. لقد استطاع الانسان فقط عن طريق هذا الوحي الفائق ان يعرف ماهية الله حقا .
بخصوص مصداقية الكتاب المقدس، من الإنصاف أن نقول أنه كان هناك بعض الخلاف حول التكوين الدقيق للكتب التي تحتوي على الوحى الإلهى الذى أوحى به الله . الحكم النهائى العام الذى يمكننا أن نقوله , هو أن العقائد الكبرى للإيمان المسيحى موجودة بثبات ضمن فئة الاسفار المتفق علي صحتها Homologoumena , أى الكتب التى يتفق كل علماء الكتاب المقدس تقريبا على أنها تمثل وحيا مباشرا من الله . علاوة علي ذلك ، و مع مضى الوقت , عندما ركز العلماء جهودهم علي تلك المجموعة الصغيرة نسبيا من الكتب المتنازع علي صحتها ،كانت هناك اتفاق عام مع ما توصلت إليه المجامع الكنسية القديمة بأن الست وستين كتابا الواردة في الكتاب المقدس تمثل السجل الكامل للكتابات الموُحي بها من الله , و التى أراد الله من الإنسان أن يقرأها و يدرسها .
تعليق