{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) } سورة النحل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخواني الكرام .. أحيانًا نجد أنفسنا أمام محاور مخالف مهذب .. غير معاند وغير مجادل لمجرد الجدال ... ولكن في كثير من الأحوال نجد أن أغلب المخالفين لا يفعلون ذلك .. فكثير منهم يدخلون للتشتيت والجدال وهم يعلمون تمام العلم أنهم على باطل ... صحيح أن هذا الأمر مرهق ... وقد يتعمد المحاور المخالف استفزاز الطرف المسلم لشئ ما في نفسه ... وقد يكون المخالف لا يفهم فعلًا ما يقول المحاور المسلم أو أنه مازال لم يعي أنه على باطل .. فأذكركم ونفسي .. بثلاثة مبادي ربانية للدعوة ذكرها الله لنا في كتابه وهي بمثابة تعليمات وتوجيهات ناصحة لكل من أراد أن يدعو إلى سبيل الله بحق .. دون طلب شهرة أو شبهة رياء ... وهذه المبادئ الثلاثة هي :
[frame="11 98"]
1- الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة .
2- الدعوة إلى سبيل الله بالموعظة الحسنة .
3- المجادلة بالتي هي أحسن أثناء الدعوة إلى سبيل الله .
[/frame]
أولًا : الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة :
يجب أن يعي المحاور الحالة النفسية والعقلية لمحاوره جيدًا .. فيستخدم أقرب الأمثلة التي تتناسب مع منهج المحاور في التفكير فيتبسط إذا استشكل على المحاور شئ ما أو يستخدم أقرب الأمثلة وضوحًا ... أو استخدام الجمل المفيدة المختصرة في توضيح وجهة النظر محل الإعتبار .. كذلك يجب أن يعي المحاور الحالة النفسية لمخالفه جيدًا .. فكثيرًا من الأحيان تكون ثورة المحاور وتوتره ناتجة عن صدمته عند معرفته الحقيقة التي كان يجهلها ... لذا يجب أن يكون المحاور أكثر حكمة في التعامل مع ردة فعل المخالف أيضًا كذلك الحكمة عند ضرب الأمثلة لمخالفه واستخدام الأسلوب الأمثل في مناقشته وذلك طبقًا لعقلية المحاور ومنهجه في التفكير وحالته النفسية كما بينا ..
ثانيًا الموعظة الحسنة :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من حرم الرفق حرم الخير . أو من يحرم الرفق يحرم الخير
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2592
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويقول أيضًا :
يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . وما لا يعطي على ما سواه
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2593
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كذلك يقول :
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه , ولا نزع من شيء إلا شانه
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 203
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فما بالك بحوار قد نزع منه رفقه ... تخيل حوارًا مشينًا .. هل يؤت ثماره إذًا ؟!
ترفق أخي الكريم ... وضع نفسك مكان مخالفك في تخبطه وحيرته ... !
ثالثًا : المجادلة بالتي هي أحسن :
استخدم أفضل الأساليب وأحسنها في دعوة مخالفك .. فبدلًا من قولك له : "أنت كاذب ! " إذا علمت بكذبه قل له : " أتمنى منك أن تكون صادقًا مع نفسك" ... فالمعنى واحد ... ولكن أيهما يؤدي الغرض الذي ترجوه ؟
إن كنت تود استفزاز محاورك فهو سهل ... ولكن حينها ماذا سيكون هدفك من حواره .. هل هو حقًا لوجه الله تعالى ؟
وبدلًا من نقول للمخالف مثلًا : افهم يا عابد المصلوب أو يا كافر " ... فمن الممكن أن نقول له " افهم زميلي ما أريد " ... فإذا كنت تريد الإنتصار لنفسك ولا تبغي حوارًا لوجه الله فاختر الأول بلا تفكير واعلم أن مخالفك لن يسمع لما تقول لأن أول كلامك له كان تهكمًا - وإن كان حقًا يعبد المصلوب - فانتقاء الأسلوب "الأحسن" فحسب النص القرآني الكريم يأتي بنتائجه المرجوة بإذن الله تعالى .. فهل تسمع لنفسك ولشهوة الإنتصار لها .. أم تتبع المنهج الرباني في الدعوة إن كنت تبغي بها وجهه تعالى ..؟
ولكن قد يقول قائل مثلًا ... هذا المخالف لابد أن يسب ... هذا لا أمل فيه ... هذا مريض نفسيًا ... هذا غبي لا يفهم .. هذا يسب رسول الله ... هذا يحارب الإسلام منذ سنوات عديدة ... هذا متكبر عنيد ... وكلها أمثلة قد يجد المحاور مبررًا لنفسه لمخالفة المنهج الرباني في الدعوة ظانًا منه أن لا أمل في شفاء قلب المخالف وإسلامه لله ...
والرد هنا موجود أيضًا ... وموجود فقط في كتاب الله وفي نفس الآية الكريمة بعد المبادئ الدعوية الثلاثة السابق ذكرها :
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
إذا فيجب ألا نؤله أنفسنا .. ونتطلع لما لا نعلم .. ونحكم على ما في النفوس ونقول هذا سيهتدي وهذا لن يهتدي ... فمن يعلم هذا هو الله وفقط .. وهو إن شاء الهداية لمخالفنا وأنهى حياته على الطاعة والإيمان وإن شاء أيضًا فتن غيره بعد إيمانه وأماته على كفر .. فالعلم المسبق بهداية المخالف من عدمه بين البشر غير موجود .. فهي أحد الإختصاصات الإلهية "للخالق" .. وما نحن إلا بشر "مخلوقات" ويجب ألا نتعدى حدودنا كبشر ونحكم على ما ليس لنا به علم ..
فالله يقدر ونحن لا نقدر والله يعلم ونحن لا نعلم وهو علام الغيوب ... فهو الخالق وهو أعلم بما خلق وهو اللطيف الخبير ... والهداية بيده وحده وعنده وحده ... ويعلم بميعادها ويعلم بمن سيمن عليه بها ... فلا نتعجل الأمور ... ولا نحكم على ما ليس لنا به علم .. ولنتذكر دائمًا هذا المثال الرائع في المشيئة والإختيار :
{ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) } سورة الرعد .
أخيرًا .. ذكروني فيما بعد إذا نسيت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخواني الكرام .. أحيانًا نجد أنفسنا أمام محاور مخالف مهذب .. غير معاند وغير مجادل لمجرد الجدال ... ولكن في كثير من الأحوال نجد أن أغلب المخالفين لا يفعلون ذلك .. فكثير منهم يدخلون للتشتيت والجدال وهم يعلمون تمام العلم أنهم على باطل ... صحيح أن هذا الأمر مرهق ... وقد يتعمد المحاور المخالف استفزاز الطرف المسلم لشئ ما في نفسه ... وقد يكون المخالف لا يفهم فعلًا ما يقول المحاور المسلم أو أنه مازال لم يعي أنه على باطل .. فأذكركم ونفسي .. بثلاثة مبادي ربانية للدعوة ذكرها الله لنا في كتابه وهي بمثابة تعليمات وتوجيهات ناصحة لكل من أراد أن يدعو إلى سبيل الله بحق .. دون طلب شهرة أو شبهة رياء ... وهذه المبادئ الثلاثة هي :
[frame="11 98"]
1- الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة .
2- الدعوة إلى سبيل الله بالموعظة الحسنة .
3- المجادلة بالتي هي أحسن أثناء الدعوة إلى سبيل الله .
[/frame]
أولًا : الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة :
يجب أن يعي المحاور الحالة النفسية والعقلية لمحاوره جيدًا .. فيستخدم أقرب الأمثلة التي تتناسب مع منهج المحاور في التفكير فيتبسط إذا استشكل على المحاور شئ ما أو يستخدم أقرب الأمثلة وضوحًا ... أو استخدام الجمل المفيدة المختصرة في توضيح وجهة النظر محل الإعتبار .. كذلك يجب أن يعي المحاور الحالة النفسية لمخالفه جيدًا .. فكثيرًا من الأحيان تكون ثورة المحاور وتوتره ناتجة عن صدمته عند معرفته الحقيقة التي كان يجهلها ... لذا يجب أن يكون المحاور أكثر حكمة في التعامل مع ردة فعل المخالف أيضًا كذلك الحكمة عند ضرب الأمثلة لمخالفه واستخدام الأسلوب الأمثل في مناقشته وذلك طبقًا لعقلية المحاور ومنهجه في التفكير وحالته النفسية كما بينا ..
ثانيًا الموعظة الحسنة :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من حرم الرفق حرم الخير . أو من يحرم الرفق يحرم الخير
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2592
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويقول أيضًا :
يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . وما لا يعطي على ما سواه
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2593
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كذلك يقول :
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه , ولا نزع من شيء إلا شانه
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 203
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فما بالك بحوار قد نزع منه رفقه ... تخيل حوارًا مشينًا .. هل يؤت ثماره إذًا ؟!
ترفق أخي الكريم ... وضع نفسك مكان مخالفك في تخبطه وحيرته ... !
ثالثًا : المجادلة بالتي هي أحسن :
استخدم أفضل الأساليب وأحسنها في دعوة مخالفك .. فبدلًا من قولك له : "أنت كاذب ! " إذا علمت بكذبه قل له : " أتمنى منك أن تكون صادقًا مع نفسك" ... فالمعنى واحد ... ولكن أيهما يؤدي الغرض الذي ترجوه ؟
إن كنت تود استفزاز محاورك فهو سهل ... ولكن حينها ماذا سيكون هدفك من حواره .. هل هو حقًا لوجه الله تعالى ؟
وبدلًا من نقول للمخالف مثلًا : افهم يا عابد المصلوب أو يا كافر " ... فمن الممكن أن نقول له " افهم زميلي ما أريد " ... فإذا كنت تريد الإنتصار لنفسك ولا تبغي حوارًا لوجه الله فاختر الأول بلا تفكير واعلم أن مخالفك لن يسمع لما تقول لأن أول كلامك له كان تهكمًا - وإن كان حقًا يعبد المصلوب - فانتقاء الأسلوب "الأحسن" فحسب النص القرآني الكريم يأتي بنتائجه المرجوة بإذن الله تعالى .. فهل تسمع لنفسك ولشهوة الإنتصار لها .. أم تتبع المنهج الرباني في الدعوة إن كنت تبغي بها وجهه تعالى ..؟
ولكن قد يقول قائل مثلًا ... هذا المخالف لابد أن يسب ... هذا لا أمل فيه ... هذا مريض نفسيًا ... هذا غبي لا يفهم .. هذا يسب رسول الله ... هذا يحارب الإسلام منذ سنوات عديدة ... هذا متكبر عنيد ... وكلها أمثلة قد يجد المحاور مبررًا لنفسه لمخالفة المنهج الرباني في الدعوة ظانًا منه أن لا أمل في شفاء قلب المخالف وإسلامه لله ...
والرد هنا موجود أيضًا ... وموجود فقط في كتاب الله وفي نفس الآية الكريمة بعد المبادئ الدعوية الثلاثة السابق ذكرها :
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
إذا فيجب ألا نؤله أنفسنا .. ونتطلع لما لا نعلم .. ونحكم على ما في النفوس ونقول هذا سيهتدي وهذا لن يهتدي ... فمن يعلم هذا هو الله وفقط .. وهو إن شاء الهداية لمخالفنا وأنهى حياته على الطاعة والإيمان وإن شاء أيضًا فتن غيره بعد إيمانه وأماته على كفر .. فالعلم المسبق بهداية المخالف من عدمه بين البشر غير موجود .. فهي أحد الإختصاصات الإلهية "للخالق" .. وما نحن إلا بشر "مخلوقات" ويجب ألا نتعدى حدودنا كبشر ونحكم على ما ليس لنا به علم ..
فالله يقدر ونحن لا نقدر والله يعلم ونحن لا نعلم وهو علام الغيوب ... فهو الخالق وهو أعلم بما خلق وهو اللطيف الخبير ... والهداية بيده وحده وعنده وحده ... ويعلم بميعادها ويعلم بمن سيمن عليه بها ... فلا نتعجل الأمور ... ولا نحكم على ما ليس لنا به علم .. ولنتذكر دائمًا هذا المثال الرائع في المشيئة والإختيار :
{ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) } سورة الرعد .
أخيرًا .. ذكروني فيما بعد إذا نسيت
تعليق