يقول الشّابّ : أبلغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا , كنتُ غارقًا في المعاصي ولا أعرفُ من الإسلام إلاَّ اسمه . وكانت لي أختٌ ملتزمة , كثيرًا ما كانت تنصحُني بالتَّوبة , وأنا أُوَلِّي منها هاربًا وأسخر من كلامها .
كنتُ أقضِّي الكثير من الوقت على الإنترنت , أتحادث مع الفتيات في غُرَف الدّردشة . وذات يوم , تعرَّفتُ من خلال هذه المحادثات على فتاة أمريكيَّة في سنّ العشرين , متزوِّجة ولها ولد . سألَتْني : ما اسمك ؟ قلت لها : محمَّد . وما كدتُ أنطق بهذه الكلمة حتّى طارت من الفرحة , وقالت : أنت مسلمٌ إذًا ؟! حقًّا أنتَ مسلم ؟! لا أصدِّق , أريد أن أعرف الكثير عن الإسلام , أرجوك لا تَتركني , لديَّ الآلاف من الأسئلة أَودُّ أن أسألك عنها ! قلتُ في نفسي : يا لها من تعيسة , تُريد أن تتعرَّف على الإسلام مِن أبعد واحد عنه , ربّنا يستر !
لكنَّني شعرتُ في الوقت نفسه , ولِأوَّل مرَّة في حياتي , باهتمام غريب بدِيني ! فأغلقتُ الخُطوط التي كنتُ أتَحدَّثُ عبرها مع بعض الفتيات السَّاقطات , وتركتُ فقط الخطَّ الذي يَصِلُني بالفتاة الأمريكيّة . سألَتْني : ما هو الإسلام ؟ قلتُ لها : لحظة من فضلك ! دخلتُ على بعض المواقع الإسلاميّة , وظللتُ أبحثُ فيها عن إجابات عن أسئلتها وأردُّ عليها , وقد كنتُ أتكلَّم الإنجليزيّة بطلاقة , فنجحتُ في الإجابة على معظم الأسئلة !
ثمّ سألَتْني : مَن هي عائشة ؟ فبدأتُ أبحث في المواقع الإسلاميّة , ثمّ قلتُ لها : أختي , أمهليني بضعة أيّام , وسأبعثُ لكِ كتابًا عن الإسلام . لا تتصوَّروا مدى سعادتي بكلمة أختي ! لِأوّل مرّة في حياتي أُنادي فتاةً بكلمة أختي ! دمعَتْ عيناي , ولم أستطع النَّوم تلك اللَّيلة !
في اليوم التّالي , أردتُ الذَّهاب إلى المكتبة لشراء كتاب عن الإسلام , فلَم أجد عندي ما يكفي من المال . فقلتُ في نفسي : لا بُدَّ من إيجاد المال بسرعة قبل أن تموت الفتاةُ كافرة , فتدخل النّار ! أسرعتُ إلى أحد أصدقاء السُّوء الأثرياء , واقترضتُ منه بعض المال كنتُ أنوي أن لا أردَّه , ولكن بعد التزامي رددتُه لأنَّني عرفتُ أهمِّيَّة ردِّ الدَّيْن والحمد للَّه .
اشتريتُ كتابين بالإنجليزيَّة , قرأتُهما قبلها , فشعُرْتُ بأنَّ الإسلام دِينٌ عظيم . واشتريتُ لها زيًّا إسلاميًّا جميلاً مثل الزّيّ الذي تَرتديه أختي , وأشرطة قرآن للغامدي والعجمي , وأرسلتُ كلّ ذلك بالبريد السَّريع لِيَصل في أقصر مدّة .
وبالفعل , وصل إليها بسرعة , فقَرأَت الكتابَيْن ثمّ اتّصلتْ بي وقالت : ماذا أفعل لكي أدخلَ في الإسلام ؟! لا تَدرون حينئذ ما حدث لي ! لقد بكيتُ وبكيتُ كثيرًا , فقالتْ لي : ما الذي يُبكيك ؟! قلتُ : لِأنَّ ميلادي مع ميلادك ! طلبتُ منها أن تُردِّد الشّهادَتين ورائي : أشهد أن لا إله إلاَّ اللَّه وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول اللَّه . كانت لحظات لا أستطيع وصفها . كنتُ أبكي من السَّعادة , وكأنّني أُردِّد الشَّهادتين معها لِأوّل مرَّة , فلا أذكُر أنَّني نطقتُ بهما من قبل ! طلبَتْ منّي أن أشرح لها معناهما , ففعلتُ .
قالتْ والسَّعادة تغمرها : الآن وجدتُ نفسي ! لقد كنتُ مُحطَّمة . حاولتُ الانتحار خمس مرَّات وفي كلّ مرّة يُنقذني زوجي . أمّا الآن , فأشعر بسعادة غامرة . قلتُ لها : أنتِ إذًا وُلدتِ هذه اللَّيلة ؟! قالت : نعم , حقًّا . قلتُ : وأنا كذلك ! وحكيتُ لها قصَّتي وكيف كنتُ مسلمًا بالاسم فقط , وأنَّني أشعر الآن أنّني وُلِدتُ من جديد . قالت : الآن فهمتُ قولكَ : ميلادي مع ميلادك . إذًا قل : لا إله إلاَّ اللَّه يا أخي . قلتُ : نعم , لا إله إلاَّ اللَّه ربّ العالمين . وشعرتُ بأنَّني أسلمْتُ من جديد .
بعد يومين , فاجأَتْني بخبر إسلام زوجها , وسَمَّيا ابنهما أحمد , وتسمَّتْ هي بعائشة . بكيتُ بحرارة , وحمدتُ اللَّه كثيرًا ! لا أصدِّق أنّني كنتُ سببًا في إسلام ثلاثة أنفُس يأتون يوم القيامة في ميزان حسناتي , وأنا مازلتُ في أوَّل الطَّريق !
أصبحتُ أقرأ وأتعلَّم عن الإسلام , وشعرتُ بلذَّة الصَّلاة ولذَّة العبادة , وتركتُ المعاصي وأصدقاء السُّوء . وتحوَّلتُ من الدّردشة على الإنترنت مع الفاسقات , إلى البحث عن كلّ مَن يريد التَّعرُّف على الإسلام لِأَدعوه إليه ! تَصوَّروا , فُوجئتُ بالكثير من النّاس يُريدون التَّعرّف على ديننا , وكلّما تعرَّفتُ على أحد , أرسلتُ له نفس الكتابين ونسخة من القرآن الكريم , حتّى أسلَم على يديَّ اثنان من أمريكا وواحد من بريطانيا . فرحتُ بذلك كثيرًا , وكانت أمّ أحمد تُساعدني في ذلك حتّى أنّها أقنعَتْ أختَها بالإسلام , والحمد للَّه ربّ العالمين .
وأنت , يا مَن تقرئين الآن هذه الكلمات , نصيحتي إليك بصدق : حاولي أن لا تخرجي من الدّنيا إلاّ وقد قدّمتِ شيئا لدينك , كأن تساهمي في كفالة أيتام , أو إعالَة أسرة فقيرة , أو توزيع كتب وأشرطة دينيّة من جيبك الخاصّ , أو تمويل موقع إنترنت لنشر الإسلام , أو تربية أبنائك وبناتك على الالتزام بتعاليم الدِّين , فإنّ ثواب هذه الأعمال كبيرٌ ويَمتدُّ إلى ما بعد مماتك .
وتَخَيَّلي مَدَى فرحتك يوم القيامة عند لقاء ربِّك , وأنت تقولين : يا رَبِّ , لقد كنتُ سببًا في إسلام فُلان , وفُلان هذا أسلَم على يدَيْه فُلان وفُلان , وكنتُ سببًا في توبة فُلان من شُرب الخمر , وتركتُ بناتي من ورائي مُحجّبات عفيفات , وبنيتُ مسكنًا لِإيواء جارتنا الفقيرة وأبنائها , وفعلتُ , وفعلتُ , وفعلتُ .
وإذا أردتِ المزيد من القصص أو كانت لديك تساؤلات حول الخالق والكون والدّيانات والجنّة والنّار , فأنصحك بتحميل كتاب : أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !
مجّانًا من الموقع التّالي :
الطريق إلى الله www.allahway.com
وستجدين فيه كلّ ما تبحثين عنه , مفصَّلا بأسلوب علمي ومنطقي واضح وسهل , ربّما لن تجديه في أيّ موضع آخر
منقول
كنتُ أقضِّي الكثير من الوقت على الإنترنت , أتحادث مع الفتيات في غُرَف الدّردشة . وذات يوم , تعرَّفتُ من خلال هذه المحادثات على فتاة أمريكيَّة في سنّ العشرين , متزوِّجة ولها ولد . سألَتْني : ما اسمك ؟ قلت لها : محمَّد . وما كدتُ أنطق بهذه الكلمة حتّى طارت من الفرحة , وقالت : أنت مسلمٌ إذًا ؟! حقًّا أنتَ مسلم ؟! لا أصدِّق , أريد أن أعرف الكثير عن الإسلام , أرجوك لا تَتركني , لديَّ الآلاف من الأسئلة أَودُّ أن أسألك عنها ! قلتُ في نفسي : يا لها من تعيسة , تُريد أن تتعرَّف على الإسلام مِن أبعد واحد عنه , ربّنا يستر !
لكنَّني شعرتُ في الوقت نفسه , ولِأوَّل مرَّة في حياتي , باهتمام غريب بدِيني ! فأغلقتُ الخُطوط التي كنتُ أتَحدَّثُ عبرها مع بعض الفتيات السَّاقطات , وتركتُ فقط الخطَّ الذي يَصِلُني بالفتاة الأمريكيّة . سألَتْني : ما هو الإسلام ؟ قلتُ لها : لحظة من فضلك ! دخلتُ على بعض المواقع الإسلاميّة , وظللتُ أبحثُ فيها عن إجابات عن أسئلتها وأردُّ عليها , وقد كنتُ أتكلَّم الإنجليزيّة بطلاقة , فنجحتُ في الإجابة على معظم الأسئلة !
ثمّ سألَتْني : مَن هي عائشة ؟ فبدأتُ أبحث في المواقع الإسلاميّة , ثمّ قلتُ لها : أختي , أمهليني بضعة أيّام , وسأبعثُ لكِ كتابًا عن الإسلام . لا تتصوَّروا مدى سعادتي بكلمة أختي ! لِأوّل مرّة في حياتي أُنادي فتاةً بكلمة أختي ! دمعَتْ عيناي , ولم أستطع النَّوم تلك اللَّيلة !
في اليوم التّالي , أردتُ الذَّهاب إلى المكتبة لشراء كتاب عن الإسلام , فلَم أجد عندي ما يكفي من المال . فقلتُ في نفسي : لا بُدَّ من إيجاد المال بسرعة قبل أن تموت الفتاةُ كافرة , فتدخل النّار ! أسرعتُ إلى أحد أصدقاء السُّوء الأثرياء , واقترضتُ منه بعض المال كنتُ أنوي أن لا أردَّه , ولكن بعد التزامي رددتُه لأنَّني عرفتُ أهمِّيَّة ردِّ الدَّيْن والحمد للَّه .
اشتريتُ كتابين بالإنجليزيَّة , قرأتُهما قبلها , فشعُرْتُ بأنَّ الإسلام دِينٌ عظيم . واشتريتُ لها زيًّا إسلاميًّا جميلاً مثل الزّيّ الذي تَرتديه أختي , وأشرطة قرآن للغامدي والعجمي , وأرسلتُ كلّ ذلك بالبريد السَّريع لِيَصل في أقصر مدّة .
وبالفعل , وصل إليها بسرعة , فقَرأَت الكتابَيْن ثمّ اتّصلتْ بي وقالت : ماذا أفعل لكي أدخلَ في الإسلام ؟! لا تَدرون حينئذ ما حدث لي ! لقد بكيتُ وبكيتُ كثيرًا , فقالتْ لي : ما الذي يُبكيك ؟! قلتُ : لِأنَّ ميلادي مع ميلادك ! طلبتُ منها أن تُردِّد الشّهادَتين ورائي : أشهد أن لا إله إلاَّ اللَّه وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول اللَّه . كانت لحظات لا أستطيع وصفها . كنتُ أبكي من السَّعادة , وكأنّني أُردِّد الشَّهادتين معها لِأوّل مرَّة , فلا أذكُر أنَّني نطقتُ بهما من قبل ! طلبَتْ منّي أن أشرح لها معناهما , ففعلتُ .
قالتْ والسَّعادة تغمرها : الآن وجدتُ نفسي ! لقد كنتُ مُحطَّمة . حاولتُ الانتحار خمس مرَّات وفي كلّ مرّة يُنقذني زوجي . أمّا الآن , فأشعر بسعادة غامرة . قلتُ لها : أنتِ إذًا وُلدتِ هذه اللَّيلة ؟! قالت : نعم , حقًّا . قلتُ : وأنا كذلك ! وحكيتُ لها قصَّتي وكيف كنتُ مسلمًا بالاسم فقط , وأنَّني أشعر الآن أنّني وُلِدتُ من جديد . قالت : الآن فهمتُ قولكَ : ميلادي مع ميلادك . إذًا قل : لا إله إلاَّ اللَّه يا أخي . قلتُ : نعم , لا إله إلاَّ اللَّه ربّ العالمين . وشعرتُ بأنَّني أسلمْتُ من جديد .
بعد يومين , فاجأَتْني بخبر إسلام زوجها , وسَمَّيا ابنهما أحمد , وتسمَّتْ هي بعائشة . بكيتُ بحرارة , وحمدتُ اللَّه كثيرًا ! لا أصدِّق أنّني كنتُ سببًا في إسلام ثلاثة أنفُس يأتون يوم القيامة في ميزان حسناتي , وأنا مازلتُ في أوَّل الطَّريق !
أصبحتُ أقرأ وأتعلَّم عن الإسلام , وشعرتُ بلذَّة الصَّلاة ولذَّة العبادة , وتركتُ المعاصي وأصدقاء السُّوء . وتحوَّلتُ من الدّردشة على الإنترنت مع الفاسقات , إلى البحث عن كلّ مَن يريد التَّعرُّف على الإسلام لِأَدعوه إليه ! تَصوَّروا , فُوجئتُ بالكثير من النّاس يُريدون التَّعرّف على ديننا , وكلّما تعرَّفتُ على أحد , أرسلتُ له نفس الكتابين ونسخة من القرآن الكريم , حتّى أسلَم على يديَّ اثنان من أمريكا وواحد من بريطانيا . فرحتُ بذلك كثيرًا , وكانت أمّ أحمد تُساعدني في ذلك حتّى أنّها أقنعَتْ أختَها بالإسلام , والحمد للَّه ربّ العالمين .
وأنت , يا مَن تقرئين الآن هذه الكلمات , نصيحتي إليك بصدق : حاولي أن لا تخرجي من الدّنيا إلاّ وقد قدّمتِ شيئا لدينك , كأن تساهمي في كفالة أيتام , أو إعالَة أسرة فقيرة , أو توزيع كتب وأشرطة دينيّة من جيبك الخاصّ , أو تمويل موقع إنترنت لنشر الإسلام , أو تربية أبنائك وبناتك على الالتزام بتعاليم الدِّين , فإنّ ثواب هذه الأعمال كبيرٌ ويَمتدُّ إلى ما بعد مماتك .
وتَخَيَّلي مَدَى فرحتك يوم القيامة عند لقاء ربِّك , وأنت تقولين : يا رَبِّ , لقد كنتُ سببًا في إسلام فُلان , وفُلان هذا أسلَم على يدَيْه فُلان وفُلان , وكنتُ سببًا في توبة فُلان من شُرب الخمر , وتركتُ بناتي من ورائي مُحجّبات عفيفات , وبنيتُ مسكنًا لِإيواء جارتنا الفقيرة وأبنائها , وفعلتُ , وفعلتُ , وفعلتُ .
وإذا أردتِ المزيد من القصص أو كانت لديك تساؤلات حول الخالق والكون والدّيانات والجنّة والنّار , فأنصحك بتحميل كتاب : أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !
مجّانًا من الموقع التّالي :
الطريق إلى الله www.allahway.com
وستجدين فيه كلّ ما تبحثين عنه , مفصَّلا بأسلوب علمي ومنطقي واضح وسهل , ربّما لن تجديه في أيّ موضع آخر
منقول
تعليق