المرأة الغربية وقضاياها المختلفة
13) المرأة الغربية والانتقام
ليس الانتقام طبعاً خاصاً بالمرأة، ولكنها لضعفها وعدم قدرتها أحياناً على المواجهة تلجأ للانتقام. وقد كان هذا موضوع أحد برامج إذاعة صوت أمريكا قبل أيام(*)، تحدثت المرأة الأولى عن علاقة ربطتها برجل أحبته وعاشت معه وأخلصت له لدرجة أنها كانت تساعده في بحوثه الجامعية. حتى كان يوم من الأيام جاءها يعلن لها أنه يريد أن يرى امرأة أخرى فغضبت غضباً شديداً، وثارت الدماء في عروقها وما درت ما تقول له، وكانت في تلك الأثناء تعد له بحثاً في أحد الدروس فما كان منها إلاّ أن ذهبت إلى المكتبة واستعارت أحد الكتب ونقلت منه حرفياً عدة صفحات دون الإشارة للمصدر مما يعد سرقة واضحة وضعفاً في إعداد البحث، فما كان من الأستاذ إلاّ أن أعطى حبيبها علامة الرسوب (بجدارة) وقد اعتقدت المرأة أنها انتقمت منه.
أما المرأة الأخرى فقد أحبت رجلاً وكانت امرأة عاملة فتزوجها ولما أرادت وزوجها شراء منزل قامت بدفع مبلغ كبير من الدفعة الأولى. وكانت تنفق على المنزل بقدر إنفاقه وربما أكثر، وبعد مرور ثلاث سنوات على هذا الزواج اكتشفت أن زوجها يخونها مع امرأة أخرى، وقد تركهـا للعيش مع تلك المرأة. فما كان فمنها إلاّ البحث بمشقة عن المكان الذي يعيش فيه وركبـت سيارتها وسارت عدة ساعات وهي في حالة نفسية سيئة حتى وصلت إلى المكان المقصود فما كان منها إلاّ أن كتبت بخط كبير عبارات بذيئة تشتمه بها.
وتوالت قصص الانتقام في البرنامج، ولكننا نتوقف عند هاتين القصتين لتحليل محتواهما والبحث عن الانحراف في تصرفات المرأة والرجل، فالمرأة الأولى أعطت نفسها لرجل دون رباط شرعي، عاشت معه مكّنته من نفسها، جعلت نفسها زوجة له دون زواج، وهذا الرجل قد اختارها من بين عشرات أو مئات النساء اللاتي يعرفهن، لقد وقع في حبها -كما يقولون- وبادلته هي الشعور نفسه بعد معرفتها لرجال آخرين، واختارا العيش معاً تمهيداً للزواج.
وهكذا فقد سلكا الطريقة العصرية الحديثة -كما يزعمون- في اختيار الشريك، بينما الطريقة التقليدية القديمة هي تلك التي تساعد الأسرة في الاختيار، ولا يمكن للمرأة بالعيش مع الرجل إلاّ في وضح النهار بان يتقدم لخطبتها من أهلها، وتعلن الخطبة والزواج، ولكنهم رفضوا التقاليد والشرعية.
وعاشا معاً فترة من الزمن حتى استهوته امرأة أخرى، ولم يكن ثمة ما يربطه بالمرأة الأولى سوى قصة الغرام ، والمصلحة بأن كل واحد مثّل دور الزوج للآخر، لذلك فهو يبحث عند المرأة الثـانية ما لم يجده عند المرأة الأولى، وسوف يظل يجد امرأة ثالثة ورابعة….الخ، دون أن يصل حد الشبع فليس هناك ما يحدد له عدد النساء اللاتي يمكن أن يرتبط بهن في وقت واحد.
ولو كان هذا المجتمع يعيش وفقاً للمنهج الربّاني وكان الزواج فيه مبني على ارتباط عائلتين، وأنه لا يمكن الارتباط إلاّ في العلن لاحترم الرجل هذه الشروط، أما رغبته في الارتباط بزوجة أخرى أو امرأة أخرى كما هو الحال حالياً (دون زواج) فيؤكد أن الرجل نادراً ما تكفيه امرأة واحدة، ولو نظرنا إلى حياة المجتمع الغربي لتأكد لنا هذا، فهو حين يترك الزوجة صباحاً تواجهه المرأة في محطة القطار أو في الحافلة ثم السكرتيرة في مكتبه أو الموظفة الزميلة أو الرئيسة، ولو ذهب إلى السوق لاشترى من امرأة واحتك بالنساء في حالات لا تعد ولا تحصى منها على سبيل المثال أنهم استخدموا النساء في الغرب للترويج لأنواع البضائع من إطارات السيارات إلى ملابس النساء إلى الخمور إلى السيارات..وغيرها.
لقد أشبع الرجل الغربي رغبته في أكثر من امرأة واحدة حين أباح لنفسه تعدد الخليلات، وكان لا بد للمرأة التي اعتقدت أو تمكن منها الاعتقاد بأنه ليس من حق الرجل أكثر من امرأة واحدة، وأن عقد الزواج إنما هو رباط "مقدس" وأبدي. أو حتى الحب الشهواني الذي يجعلها تعيش معه من غير زواج لا يبيح له الارتباط بغيرها خدعها ذلك كله عن حقيقة أن الرجل يمكن أن يكون زوجاً صادقاً ومخلصاً لأربعة نساء في المنهج الرباني الذي اشترط شرطاً ليس عسيراً ألا وهو العدل في المسكن والنفقة.
أما المرأة الثانية فلا تختلف عن الأولى لولا أنها من فرط حبها وجهلها بالرجل سلمت له أموالها.
إن مثل هذه الحالات هي القاعدة وليست الشذوذ في الغرب، ولو طبقنا نحن المسلمين الإسـلام تطبيقاً صحيحاً ولم ننخدع بما يأتي من الغرب من ألوان الأفلام التي تمجد الزواج بواحـدة فقط لالتفت إلينا، فمن يكتب لنساء الغرب يوقظهن من تلك الهجمة الشرسة على مكانة المرأة في الإسلام فإنها والله أعز ألف ألف مرة من الظلم والظلام والاضطهاد الذي تعيشه في حياتها المعاصرة.
الحواشي :
13) المرأة الغربية والانتقام
ليس الانتقام طبعاً خاصاً بالمرأة، ولكنها لضعفها وعدم قدرتها أحياناً على المواجهة تلجأ للانتقام. وقد كان هذا موضوع أحد برامج إذاعة صوت أمريكا قبل أيام(*)، تحدثت المرأة الأولى عن علاقة ربطتها برجل أحبته وعاشت معه وأخلصت له لدرجة أنها كانت تساعده في بحوثه الجامعية. حتى كان يوم من الأيام جاءها يعلن لها أنه يريد أن يرى امرأة أخرى فغضبت غضباً شديداً، وثارت الدماء في عروقها وما درت ما تقول له، وكانت في تلك الأثناء تعد له بحثاً في أحد الدروس فما كان منها إلاّ أن ذهبت إلى المكتبة واستعارت أحد الكتب ونقلت منه حرفياً عدة صفحات دون الإشارة للمصدر مما يعد سرقة واضحة وضعفاً في إعداد البحث، فما كان من الأستاذ إلاّ أن أعطى حبيبها علامة الرسوب (بجدارة) وقد اعتقدت المرأة أنها انتقمت منه.
أما المرأة الأخرى فقد أحبت رجلاً وكانت امرأة عاملة فتزوجها ولما أرادت وزوجها شراء منزل قامت بدفع مبلغ كبير من الدفعة الأولى. وكانت تنفق على المنزل بقدر إنفاقه وربما أكثر، وبعد مرور ثلاث سنوات على هذا الزواج اكتشفت أن زوجها يخونها مع امرأة أخرى، وقد تركهـا للعيش مع تلك المرأة. فما كان فمنها إلاّ البحث بمشقة عن المكان الذي يعيش فيه وركبـت سيارتها وسارت عدة ساعات وهي في حالة نفسية سيئة حتى وصلت إلى المكان المقصود فما كان منها إلاّ أن كتبت بخط كبير عبارات بذيئة تشتمه بها.
وتوالت قصص الانتقام في البرنامج، ولكننا نتوقف عند هاتين القصتين لتحليل محتواهما والبحث عن الانحراف في تصرفات المرأة والرجل، فالمرأة الأولى أعطت نفسها لرجل دون رباط شرعي، عاشت معه مكّنته من نفسها، جعلت نفسها زوجة له دون زواج، وهذا الرجل قد اختارها من بين عشرات أو مئات النساء اللاتي يعرفهن، لقد وقع في حبها -كما يقولون- وبادلته هي الشعور نفسه بعد معرفتها لرجال آخرين، واختارا العيش معاً تمهيداً للزواج.
وهكذا فقد سلكا الطريقة العصرية الحديثة -كما يزعمون- في اختيار الشريك، بينما الطريقة التقليدية القديمة هي تلك التي تساعد الأسرة في الاختيار، ولا يمكن للمرأة بالعيش مع الرجل إلاّ في وضح النهار بان يتقدم لخطبتها من أهلها، وتعلن الخطبة والزواج، ولكنهم رفضوا التقاليد والشرعية.
وعاشا معاً فترة من الزمن حتى استهوته امرأة أخرى، ولم يكن ثمة ما يربطه بالمرأة الأولى سوى قصة الغرام ، والمصلحة بأن كل واحد مثّل دور الزوج للآخر، لذلك فهو يبحث عند المرأة الثـانية ما لم يجده عند المرأة الأولى، وسوف يظل يجد امرأة ثالثة ورابعة….الخ، دون أن يصل حد الشبع فليس هناك ما يحدد له عدد النساء اللاتي يمكن أن يرتبط بهن في وقت واحد.
ولو كان هذا المجتمع يعيش وفقاً للمنهج الربّاني وكان الزواج فيه مبني على ارتباط عائلتين، وأنه لا يمكن الارتباط إلاّ في العلن لاحترم الرجل هذه الشروط، أما رغبته في الارتباط بزوجة أخرى أو امرأة أخرى كما هو الحال حالياً (دون زواج) فيؤكد أن الرجل نادراً ما تكفيه امرأة واحدة، ولو نظرنا إلى حياة المجتمع الغربي لتأكد لنا هذا، فهو حين يترك الزوجة صباحاً تواجهه المرأة في محطة القطار أو في الحافلة ثم السكرتيرة في مكتبه أو الموظفة الزميلة أو الرئيسة، ولو ذهب إلى السوق لاشترى من امرأة واحتك بالنساء في حالات لا تعد ولا تحصى منها على سبيل المثال أنهم استخدموا النساء في الغرب للترويج لأنواع البضائع من إطارات السيارات إلى ملابس النساء إلى الخمور إلى السيارات..وغيرها.
لقد أشبع الرجل الغربي رغبته في أكثر من امرأة واحدة حين أباح لنفسه تعدد الخليلات، وكان لا بد للمرأة التي اعتقدت أو تمكن منها الاعتقاد بأنه ليس من حق الرجل أكثر من امرأة واحدة، وأن عقد الزواج إنما هو رباط "مقدس" وأبدي. أو حتى الحب الشهواني الذي يجعلها تعيش معه من غير زواج لا يبيح له الارتباط بغيرها خدعها ذلك كله عن حقيقة أن الرجل يمكن أن يكون زوجاً صادقاً ومخلصاً لأربعة نساء في المنهج الرباني الذي اشترط شرطاً ليس عسيراً ألا وهو العدل في المسكن والنفقة.
أما المرأة الثانية فلا تختلف عن الأولى لولا أنها من فرط حبها وجهلها بالرجل سلمت له أموالها.
إن مثل هذه الحالات هي القاعدة وليست الشذوذ في الغرب، ولو طبقنا نحن المسلمين الإسـلام تطبيقاً صحيحاً ولم ننخدع بما يأتي من الغرب من ألوان الأفلام التي تمجد الزواج بواحـدة فقط لالتفت إلينا، فمن يكتب لنساء الغرب يوقظهن من تلك الهجمة الشرسة على مكانة المرأة في الإسلام فإنها والله أعز ألف ألف مرة من الظلم والظلام والاضطهاد الذي تعيشه في حياتها المعاصرة.
الحواشي :
* -كتب هذه المقالة عام 1415 ، وأعتقد أن الأمور في الغرب تسير إلى أسوأ في هذا المجال تؤكد ذلك دراساتهم الاجتماعية وإحصائيات الزواج والطلاق ، والجريمة. وهناك اتجاه لزيادة العنف لدى المرأة ليس ضد المرأة ولكن ضد الرجل أيضاً.
جميع الحقوق © محفوظة لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=187&LID=10
جميع الحقوق © محفوظة لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق