المرأة الغربية وقضاياها المختلفة
5) الوزير وسكرتيرته
ذكرت الإذاعة البريطانية في نشرتها الصباحية قبل أسابيع خبراً مفاده أن وزير الخارجية البريطاني قرر ترك العيش مع زوجته التي قضى معها ثمان وعشرين سنة ليعيش مع سكرتيرته. لم يذكر الخبر سن الوزير ولا سن السكرتيرة، ولكن بعملية حسابية بسيطة أعتقد أن الوزير لن يكون أقل من الخمسين ولن تزيد السكرتيرة في الغالب عن الثلاثين، فما الذي دفع الوزير إلى البحث عن رفيقة أخرى ليعيش معها رغم أنه أمضى مع زوجه ثمان وعشرين سنة.
لن أطرح الموضوع من زاوية أن الإسلام أباح للرجل أن يتزوج أربعة نساء فذلك أمر قد يرى فيـه البعض نقاشاً دينياً ليس لكاتب هذه السطور الحق في تناوله أو يشعر البعض بحساسية من النقاش بهذه الطريقة، ولـذلك سأناقش الموضوع من ناحية أخرى وهي طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة.
ما زلت أذكر أن الدكتور مصطفى محمود كان يتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة في القرآن الكـريم فأشار إلى أن الآيات الكريمة التي تناولت هذا الموضوع قد ذكرت أن هذه العلاقة تبنى أساساً على المودة والـرحمة .وأن المرأة والرجل كلاهما سكن للآخر والآيات الكريمة في هذا المجال هي:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وقوله تعالى { وجعل منها زوجها ليسكن إليها} وفي اللغة العربية يطلق على الرجل والمرأة كلمة زوج، بينمـا جاءت كلمة حب لتصف علاقة الإنسان بالله عز وجل كما في قوله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقوله تعالى {إن الله يحب المقسطين} وقوله تعالى{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص}وحب الإنسان للقيم الفاضلة وبأمـور أخرى ومنها حـب المال والبنين والذهب {زُيِّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث..}
ويضيف الدكتور مصطفى محمود إلى أنه لا يمكن وصف العلاقة بين الرجل والمرأة بالحب، فالحب هو العاطفة التي توصف بها العلاقة بين العبد وربه، فحين يحب الإنسان لا يكون في القلب مجال لشيء آخر وهكذا فحين يمتلأ قلب المؤمن بمحبة الله عز وجل فإنه لا يحب سواه. وليس في هذا تقـليل من شأن العلاقة بين المرأة والرجـل بل إن المودة والرحمة إذا وجدتا فهما شيئان عظيمان ، وإذا أضيف إليهمـا السكن، وما أعظم السكن أن يهدأ الإنسان وأن يرتاح وأن يطمئن وأن لا يقلق، وكل هذه الأمور شيء عظيم ولذلك يمكن أن تتوفر مع أكثر من شريك حياة.
إن الإنسان ليتعجب من تمسك النصارى واليهود بعبارة وردت في الإنجيل عن العلاقة بين الرجل والمرأة وأن الرباط بينهما رباط أزلي لا يزيله إلاّ الموت بينما كتابهم "المقدس" مليء بقصص الأنبياء والرسل والقادة الذين تزوجوا أكثر من واحدة ناهيك عن الذين اتخذوا الخليلات (حاشا للأنبياء أن يكونوا كذلك)
أما واقع الحياة في الغرب وفي الشرق أن الرجل يعجب بأكثر من امرأة فما المانع أن يكون ارتباطه بها شرعاً؟ وفي محاضرة للشيخ ديدات (عافاه الله) ذكر أن في الولايات المتحدة عدد النساء يزيـد على عدد الرجال بثمانية ملايين، كما تقول الإحصائيات بأن هناك أكثر من خمسة وعشـرين مليون شاذ من الرجال الذي لا رغبة لهم في النساء فكم عدد النساء اللاتي بقين بلا رجال، ومثل هذا الأمر يقال في المجتمعات الغربية وغيرها، فماذا تفعل النساء اللاتي لا رجال لهم حسب هذه الأرقام؟
ولو أضفنا إلى ذلك إلى أن الدراسات العلمية في علم الأحياء تقول بأن الرجل يظل نشيطاً جنسـياً حتى بعد الستين بينما تبدأ الدورة البيولوجية للمرأة بالانحدار منذ سن الأربعين وبخاصة عندمـا تقترب من توقف عملية الإخصاب. فماذا يفعل الرجل وهو في شوق عارم ليكون له عشيقة حبيبة شريكة من الناحية العاطفية والجسدية؟ هل يبقى في خصام هو وزوجه التي تتأفف من (مراهقة) زوجها كما يحلو للنساء أن يطلقن على الرجل في سن الخمسين؟ أو هل يبحث عن خليلة كما هو حال الرجال في المجتمعات الغربية أو المجتمعات التي تأثرت بالغرب؟.
أما التوافق النفسي والفكري بين الرجل ذي الخمسين سنة أو أكثر مع فتاة في العشرينيات من عمرها فأمر معروف فإن الرجل والمرأة كلاهما قادرين على هذا التوافق، وهاهو الواقع يؤكد ذلك وأكثر ما يبدو هذا في المجال الفني الذي يعرفه كل الناس عندما يرون مخرجاً أو كاتباً مسرحياً أو مؤلفاً قد ارتبط بفتاة تقل عنه في العمر بما يزيد على العشرين سنة.
إن الأمر خطير أن يترك للعواطف وحدها وإن كانت العواطف نفسها تؤكد على ضرورة أن نغير من نظرتنا لارتباط رجل بلغ الخمسين أو الستين بفتاة في العشرينيات من عمرها فهذا الاستهجـان الذي أشاعته بعض الأفلام السينمائية أو الكتابات التي زعمت أنها تنادي بتحرر المرأة أو تخليصها من سطوة الرجل وشهوانيته هي التي يجب أن تبدأ منذ الآن لتؤكد على ضرورة تيسير مثل هذا الارتباط لما فيه من مصلحة عظيمة للمرأة والرجل معاً وكذلك للمجتمع ككل لمساعدته في السعي نحو العفة والفضيلة والشرف.
ونعود إلى الوزير الذي قرر أن يعيش مع سكرتيرته فلو أن المرأة التي عاش معها ثمان وعشرين سنة أدركت حاجات زوجها الملحة لشيء من البهجة والنشاط في حياته ورضيت أن يكون لها شريكة في زوجها لبقيت صديقته وزوجه يلجأ إليها لأنه سيقضي يوماً مع المرأة التي عاش معها ذكريات طويلة، وفي اليوم التي يبني حياة جديدة وذكريات جديدة، والسكرتيرة التي وجدت في هذا الرجل الناضج ما تتطلع إليه في الرجل الذي ترغب في العيش معه رضيت أن يبقى مع زوجه الأولى لكان في ذلك تضحية عظيمة تستحق معها التقدير والاحترام.
وأمر آخر وهو أن الرجل الذي يستطيع أن يجدد شبابه بزواجه من فتاة تصغره سنّا سيسعى إلى المحافظة على صحته البدنية والعقلية، ولا بد أن هذا الزواج سيدفعه إلى مزيد من الإبداع في المجال الذي يعمل فيه، وبخاصة إذا كان يعمل في المجال الفكري والفني.
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=187&LID=10
5) الوزير وسكرتيرته
ذكرت الإذاعة البريطانية في نشرتها الصباحية قبل أسابيع خبراً مفاده أن وزير الخارجية البريطاني قرر ترك العيش مع زوجته التي قضى معها ثمان وعشرين سنة ليعيش مع سكرتيرته. لم يذكر الخبر سن الوزير ولا سن السكرتيرة، ولكن بعملية حسابية بسيطة أعتقد أن الوزير لن يكون أقل من الخمسين ولن تزيد السكرتيرة في الغالب عن الثلاثين، فما الذي دفع الوزير إلى البحث عن رفيقة أخرى ليعيش معها رغم أنه أمضى مع زوجه ثمان وعشرين سنة.
لن أطرح الموضوع من زاوية أن الإسلام أباح للرجل أن يتزوج أربعة نساء فذلك أمر قد يرى فيـه البعض نقاشاً دينياً ليس لكاتب هذه السطور الحق في تناوله أو يشعر البعض بحساسية من النقاش بهذه الطريقة، ولـذلك سأناقش الموضوع من ناحية أخرى وهي طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة.
ما زلت أذكر أن الدكتور مصطفى محمود كان يتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة في القرآن الكـريم فأشار إلى أن الآيات الكريمة التي تناولت هذا الموضوع قد ذكرت أن هذه العلاقة تبنى أساساً على المودة والـرحمة .وأن المرأة والرجل كلاهما سكن للآخر والآيات الكريمة في هذا المجال هي:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وقوله تعالى { وجعل منها زوجها ليسكن إليها} وفي اللغة العربية يطلق على الرجل والمرأة كلمة زوج، بينمـا جاءت كلمة حب لتصف علاقة الإنسان بالله عز وجل كما في قوله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقوله تعالى {إن الله يحب المقسطين} وقوله تعالى{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص}وحب الإنسان للقيم الفاضلة وبأمـور أخرى ومنها حـب المال والبنين والذهب {زُيِّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث..}
ويضيف الدكتور مصطفى محمود إلى أنه لا يمكن وصف العلاقة بين الرجل والمرأة بالحب، فالحب هو العاطفة التي توصف بها العلاقة بين العبد وربه، فحين يحب الإنسان لا يكون في القلب مجال لشيء آخر وهكذا فحين يمتلأ قلب المؤمن بمحبة الله عز وجل فإنه لا يحب سواه. وليس في هذا تقـليل من شأن العلاقة بين المرأة والرجـل بل إن المودة والرحمة إذا وجدتا فهما شيئان عظيمان ، وإذا أضيف إليهمـا السكن، وما أعظم السكن أن يهدأ الإنسان وأن يرتاح وأن يطمئن وأن لا يقلق، وكل هذه الأمور شيء عظيم ولذلك يمكن أن تتوفر مع أكثر من شريك حياة.
إن الإنسان ليتعجب من تمسك النصارى واليهود بعبارة وردت في الإنجيل عن العلاقة بين الرجل والمرأة وأن الرباط بينهما رباط أزلي لا يزيله إلاّ الموت بينما كتابهم "المقدس" مليء بقصص الأنبياء والرسل والقادة الذين تزوجوا أكثر من واحدة ناهيك عن الذين اتخذوا الخليلات (حاشا للأنبياء أن يكونوا كذلك)
أما واقع الحياة في الغرب وفي الشرق أن الرجل يعجب بأكثر من امرأة فما المانع أن يكون ارتباطه بها شرعاً؟ وفي محاضرة للشيخ ديدات (عافاه الله) ذكر أن في الولايات المتحدة عدد النساء يزيـد على عدد الرجال بثمانية ملايين، كما تقول الإحصائيات بأن هناك أكثر من خمسة وعشـرين مليون شاذ من الرجال الذي لا رغبة لهم في النساء فكم عدد النساء اللاتي بقين بلا رجال، ومثل هذا الأمر يقال في المجتمعات الغربية وغيرها، فماذا تفعل النساء اللاتي لا رجال لهم حسب هذه الأرقام؟
ولو أضفنا إلى ذلك إلى أن الدراسات العلمية في علم الأحياء تقول بأن الرجل يظل نشيطاً جنسـياً حتى بعد الستين بينما تبدأ الدورة البيولوجية للمرأة بالانحدار منذ سن الأربعين وبخاصة عندمـا تقترب من توقف عملية الإخصاب. فماذا يفعل الرجل وهو في شوق عارم ليكون له عشيقة حبيبة شريكة من الناحية العاطفية والجسدية؟ هل يبقى في خصام هو وزوجه التي تتأفف من (مراهقة) زوجها كما يحلو للنساء أن يطلقن على الرجل في سن الخمسين؟ أو هل يبحث عن خليلة كما هو حال الرجال في المجتمعات الغربية أو المجتمعات التي تأثرت بالغرب؟.
أما التوافق النفسي والفكري بين الرجل ذي الخمسين سنة أو أكثر مع فتاة في العشرينيات من عمرها فأمر معروف فإن الرجل والمرأة كلاهما قادرين على هذا التوافق، وهاهو الواقع يؤكد ذلك وأكثر ما يبدو هذا في المجال الفني الذي يعرفه كل الناس عندما يرون مخرجاً أو كاتباً مسرحياً أو مؤلفاً قد ارتبط بفتاة تقل عنه في العمر بما يزيد على العشرين سنة.
إن الأمر خطير أن يترك للعواطف وحدها وإن كانت العواطف نفسها تؤكد على ضرورة أن نغير من نظرتنا لارتباط رجل بلغ الخمسين أو الستين بفتاة في العشرينيات من عمرها فهذا الاستهجـان الذي أشاعته بعض الأفلام السينمائية أو الكتابات التي زعمت أنها تنادي بتحرر المرأة أو تخليصها من سطوة الرجل وشهوانيته هي التي يجب أن تبدأ منذ الآن لتؤكد على ضرورة تيسير مثل هذا الارتباط لما فيه من مصلحة عظيمة للمرأة والرجل معاً وكذلك للمجتمع ككل لمساعدته في السعي نحو العفة والفضيلة والشرف.
ونعود إلى الوزير الذي قرر أن يعيش مع سكرتيرته فلو أن المرأة التي عاش معها ثمان وعشرين سنة أدركت حاجات زوجها الملحة لشيء من البهجة والنشاط في حياته ورضيت أن يكون لها شريكة في زوجها لبقيت صديقته وزوجه يلجأ إليها لأنه سيقضي يوماً مع المرأة التي عاش معها ذكريات طويلة، وفي اليوم التي يبني حياة جديدة وذكريات جديدة، والسكرتيرة التي وجدت في هذا الرجل الناضج ما تتطلع إليه في الرجل الذي ترغب في العيش معه رضيت أن يبقى مع زوجه الأولى لكان في ذلك تضحية عظيمة تستحق معها التقدير والاحترام.
وأمر آخر وهو أن الرجل الذي يستطيع أن يجدد شبابه بزواجه من فتاة تصغره سنّا سيسعى إلى المحافظة على صحته البدنية والعقلية، ولا بد أن هذا الزواج سيدفعه إلى مزيد من الإبداع في المجال الذي يعمل فيه، وبخاصة إذا كان يعمل في المجال الفكري والفني.
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=187&LID=10