المرأة المسلمة وقضاياها
4) حول الزواج المبكر وفوائده
طلعت علينا الصفحة السابعة في عكاظ الغراء (النصف الآخر) بعنوان كبير يقول (الزواج المبكر خطر يهدد أولادنا) ثم يتحدث المقال عن أمور كثيرة يخلط الصواب فيها بالخطأ والزيغ بالحق، مستخدماً تلك الأساليب المبهمة مثل: قال علماء الاجتماع.. وقال علماء النفس، وفي هذا المقالة سنعرض بإذن الله بعض الأقوال في الزواج المبكر.
* ففي مقال سابق عن المرأة العاملة وجهنا محررة صفحة النصف الآخر للرجوع إلى كتاب المرأة بين الفقه والقانون هو كتاب عظيم لا يحتاج إلى تزكية، ومؤلفه داعية إسلامي كبير غني عن التعريف رحمه الله رحمة واسعة.
يقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه الآنف الذكر: "إنني من أنصار الزواج المبكر نسبياً، فالزواج المبكر أحفظ لأخلاق الشباب وأدعى إلى شعورهم بالمسؤولية وهو أفضل لصحة الزوجية وللزوجة بصفة خاصة. "وإذا قلنا إن الإسلام يدعو إلى الزواج المبكر فليس هناك دليل أصدق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليه بالصوم فإنه له وجاء).
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما معنى الزواج المبكر؟ هل هو بالنسبة للرجل قبل سن العشرين وللمرأة قبل سن الثامنة عشرة؟ ولكن كيف يمكن ذلك والنظام الدراسي عندنا لا يتيح الفرصة للمرأة للزواج قبل سن الثانية والعشرين أي بعد التخرج من الجامعة، وبالنسبة للشباب قبل سن الخامسة والعشرين أي بعد التخرج بعدد من السنوات، ليتمكن من توفير المبلغ الكافي لذلك.
* فماذا يفعل كل منهما بغرائزه وشهواته في هذه الفترة الطويلة؟ وأين الاستقرار النفسي الذي يهيئه الزواج؟ وفي هذه الفترة الطويلة يقضي الفتى أو الفتاة حولي عشر سنوات معطل الطاقات، معطلاً لغريزته، وربما لا يفعل فيسافر ومن منهم من يصوم هذه الأيام؟
أما تقولات (النصف الآخر) عن الزواج المبكر فلنناقشها على ضوء من الإسلام الحنيف، فحين نقرأ: "والزواج المبكر يحرم الفتى والفتاة من حقه في اختيار شريكة حياته ولأن هذا الزواج يتم بغير إرادة الفتى والفتاة فيظهر كل منهما أمام الآخر وكأنهما غريبان حيث لم يؤخذ رأي كل منهما في الزواج أو اختيار الطرف الآخر على الأقل."
من قال إن الزواج المبكر يعني الحرمان من حق الاختيار؟ إن الإسلام يرفض أن يكون هناك حرمان من هذا الحق سواء للفتى أو للفتاة، ولنا عبرة في قصة المرأة التي زوّجها أبوها وهي كارهة فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأن أباها يريد إكراهها على الزواج، فخيّرها بين إمضاء الزواج أو إلغائه، وهنا قالت المرأة: "قبلت اختيار أبي، ولكنّي أردت تعليم النساء حقهن في الاختيار."
ولا يعني حق الاختيار أن تمضي المرأة وقتها في الأسواق أو المغازلات لا تبالي بالحياء أو الشرف بحجة أنها تريد اختيار شريك حياتها، فالاختيار يجب أن يكون مبنياً على الأسس التي وضعها الإسلام (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه) وكما يرى الرجل المرأة فللمرأة أن تراه ولها الحق في الموافقة أو عدمها.
أما حكاية تأخير الزواج حتى ينضج الشباب فلا بد من القول أن شبابنا هذه الأيام لا ينضج في سن مبكر، لأننا لم نعتن بتربيته التربية الإسلامية فهو إما مشغول بسيارته، أو بباروكته أو مشغول برحلاته ومغامراته الغرامية في بلاد العالم ، حيث لا يكاد يعود من رحلة حتى يشد الرحال إلى بلد آخر وكم تحدث الناس عن بانكوك وغيرها من البلدان مما لا داعي لذكره.
هذا الشباب لا ينضج أبداً بل لا يصلح للزواج، أما الشباب الذي ينضج مبكراً ولم نعلم أنه كان يعاني من مشكلة اجتماعية اسمها الزواج المبكر، هذا الشباب الذي وعى الإسلام حتى استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يولّي أسامة بن زيد وهو في السابعة عشر من عمره جيش المسلمين إلى الروم وفيه أبو بكر وعمر ...، الشباب المسلم الذي ظهر منهم محمد بن القاسم الذي فتح السند وهو في الثامنة عشرة، ومحمد الفاتح الذي حطّم الإمبراطورية البيزنطية وفتح القسطنطينية ولم يتجاوز الرابعة والعشرين.
لا تقولوا أن الزواج المبكر يهدد أولادنا بل نحن الذين هددنا أولادنا بما سمحنا لهم من ضياع، وأعود إلى أستاذي الجليل الدكتور مصطفى السباعي حيث يقول "إن الزواج إذا يُسّرت وسائله وقُضيَ على التقاليد السيئة فيه يصبح أمراً عادياً جداً، فالطالب الذي ينفق عليه أبوه يستطيع أن يضم إليه زوجته في نفس الغرفة التي يسكن فيها دون أن يرهق والده. "ويضيف" والمهم أن تبكير شبابنا وشاباتنا في الزواج يعصم أخلاقهم من الانحراف ويهدىء أعصابهم ويقيهم أخطار الانفعالات النفسية ذات الأثر الضار في دراستهم واتجاههم السلوكي في الحياة."
أما المجتمعات المتقدمة التي تفخر بها صفحة النصف الآخر فلم تنقرض منها ظاهرة الزواج المبكر بل إن شبابهم بدءوا يعزفون عن الزواج كلياً للإباحية الحقيرة التي انتشرت فيهم، ومع ذلك يجب أن لا ننسى أن هذه المجتمعات كانت تشجع الزواج المبكر حين كانت حريصة على البناء أكثر من حرصها على الدمار والخراب. ففي أمريكا وإلى ما قبل عشر سنوات أو أقل كانت الجامعات الأمريكية تقدم كثيراً من التسهيلات للمتزوجين سواء في فرص العمل أو برامج الإسكان، وكذلك فعلت الحكومة الأمريكية حين خفضت الضرائب عن المتزوجين.
وهذه جريدة الوحدة الدمشقية في عددها الصادر في 5/11/1961م تنقل تصريحاً للبروفيسور هاردن أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد قوله "إن الزواج المبكر لا يضر كما يعتقد البعض وخاصة بين طلاب وطالبات الجامعة، إن الظاهرة التي يشاهدها الناس في الجامعات هي ظاهرة طبيعية ومفيدة، فالطالب المتزوج يدرك قيمة مستقبله."
وما دمنا قد قررنا أن الإسلام يحث على الزواج المبكر بل تتخذ الدولة الإسلامية كافة الوسائل لتحقيق ذلك، فلنر واقع الإسلام أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أرسل منادياً يعلن للناس (من أراد أن يستعف فإنا سوف نساعده على ذلك) وهناك حديث شريف يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (من ولي لنا أمراً ولم يكن له زوجة زوجناه)، ولـمّا كان الزواج مطلباً أساسياً لا يتأخر عنه القادر عليه إلاّ لسبب، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى رجلاً قوياً لم يتزوج قال (إن هذا لم يتزوج إما لفقر أو لمعصية) فما بالنا نرفض الزواج المبكر هكذا؟
والغريب في الأمر أن ينتشر في مجتمعنا تلك الظاهرة الخطيرة وهي رفض المرأة أن تعيش مع والدي زوجها، وكذلك رفض الوالدين تزويج ابنهما حتى يصبح قادراً على تكاليف الزواج، فهل نسي الأب أنه حين بلغ السابعة عشرة أو الثامنة عشرة كيف كان يلح عليه أبوه أن يزوجه وقد عاش هو مع والديه، وما معنى أن يصبح الابن قادراً على تكاليف الزواج وهو لا بد أن ينهي دراسته الجامعية وفرص العمل قد لا تتوفر كثيراً في هذه السن أو أن الدراسة لا تسمح بالعمل... هلاّ قرأنا تاريخنا الإسلامي لنعلم كيف عامل الآباء أبناءهم، كيف أعطى اكثر من صحابي أبناءهم بيوتاً، وتذكر كتب التاريخ أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه تصدق على ابنه بدار، وتصدق آخر على ابنه بدار وهكذا.
أما النفور من والدي الزوج فإنه لأمر خطير، ولا يمكن إصلاحه إلاّ بتربية بناتنا تربية إسلامية، وإقناعهن بأن الزواج المبكر إنما هو عصمة لهن ولأزواجهن من الانحراف، وأن العيش في بيت والد الزوج ليس مصيبة، بل إنه أفضل بكثير من البقاء بدون زواج، وإن لم يكن ذلك فما بال الآباء يبخلون على أبنائهم بمسكن طيب فإنها صدقة وقربة، وفقنا الله جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه.
الحواشي :
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=155&LID=10
4) حول الزواج المبكر وفوائده
طلعت علينا الصفحة السابعة في عكاظ الغراء (النصف الآخر) بعنوان كبير يقول (الزواج المبكر خطر يهدد أولادنا) ثم يتحدث المقال عن أمور كثيرة يخلط الصواب فيها بالخطأ والزيغ بالحق، مستخدماً تلك الأساليب المبهمة مثل: قال علماء الاجتماع.. وقال علماء النفس، وفي هذا المقالة سنعرض بإذن الله بعض الأقوال في الزواج المبكر.
* ففي مقال سابق عن المرأة العاملة وجهنا محررة صفحة النصف الآخر للرجوع إلى كتاب المرأة بين الفقه والقانون هو كتاب عظيم لا يحتاج إلى تزكية، ومؤلفه داعية إسلامي كبير غني عن التعريف رحمه الله رحمة واسعة.
يقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه الآنف الذكر: "إنني من أنصار الزواج المبكر نسبياً، فالزواج المبكر أحفظ لأخلاق الشباب وأدعى إلى شعورهم بالمسؤولية وهو أفضل لصحة الزوجية وللزوجة بصفة خاصة. "وإذا قلنا إن الإسلام يدعو إلى الزواج المبكر فليس هناك دليل أصدق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليه بالصوم فإنه له وجاء).
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما معنى الزواج المبكر؟ هل هو بالنسبة للرجل قبل سن العشرين وللمرأة قبل سن الثامنة عشرة؟ ولكن كيف يمكن ذلك والنظام الدراسي عندنا لا يتيح الفرصة للمرأة للزواج قبل سن الثانية والعشرين أي بعد التخرج من الجامعة، وبالنسبة للشباب قبل سن الخامسة والعشرين أي بعد التخرج بعدد من السنوات، ليتمكن من توفير المبلغ الكافي لذلك.
* فماذا يفعل كل منهما بغرائزه وشهواته في هذه الفترة الطويلة؟ وأين الاستقرار النفسي الذي يهيئه الزواج؟ وفي هذه الفترة الطويلة يقضي الفتى أو الفتاة حولي عشر سنوات معطل الطاقات، معطلاً لغريزته، وربما لا يفعل فيسافر ومن منهم من يصوم هذه الأيام؟
أما تقولات (النصف الآخر) عن الزواج المبكر فلنناقشها على ضوء من الإسلام الحنيف، فحين نقرأ: "والزواج المبكر يحرم الفتى والفتاة من حقه في اختيار شريكة حياته ولأن هذا الزواج يتم بغير إرادة الفتى والفتاة فيظهر كل منهما أمام الآخر وكأنهما غريبان حيث لم يؤخذ رأي كل منهما في الزواج أو اختيار الطرف الآخر على الأقل."
من قال إن الزواج المبكر يعني الحرمان من حق الاختيار؟ إن الإسلام يرفض أن يكون هناك حرمان من هذا الحق سواء للفتى أو للفتاة، ولنا عبرة في قصة المرأة التي زوّجها أبوها وهي كارهة فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأن أباها يريد إكراهها على الزواج، فخيّرها بين إمضاء الزواج أو إلغائه، وهنا قالت المرأة: "قبلت اختيار أبي، ولكنّي أردت تعليم النساء حقهن في الاختيار."
ولا يعني حق الاختيار أن تمضي المرأة وقتها في الأسواق أو المغازلات لا تبالي بالحياء أو الشرف بحجة أنها تريد اختيار شريك حياتها، فالاختيار يجب أن يكون مبنياً على الأسس التي وضعها الإسلام (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه) وكما يرى الرجل المرأة فللمرأة أن تراه ولها الحق في الموافقة أو عدمها.
أما حكاية تأخير الزواج حتى ينضج الشباب فلا بد من القول أن شبابنا هذه الأيام لا ينضج في سن مبكر، لأننا لم نعتن بتربيته التربية الإسلامية فهو إما مشغول بسيارته، أو بباروكته أو مشغول برحلاته ومغامراته الغرامية في بلاد العالم ، حيث لا يكاد يعود من رحلة حتى يشد الرحال إلى بلد آخر وكم تحدث الناس عن بانكوك وغيرها من البلدان مما لا داعي لذكره.
هذا الشباب لا ينضج أبداً بل لا يصلح للزواج، أما الشباب الذي ينضج مبكراً ولم نعلم أنه كان يعاني من مشكلة اجتماعية اسمها الزواج المبكر، هذا الشباب الذي وعى الإسلام حتى استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يولّي أسامة بن زيد وهو في السابعة عشر من عمره جيش المسلمين إلى الروم وفيه أبو بكر وعمر ...، الشباب المسلم الذي ظهر منهم محمد بن القاسم الذي فتح السند وهو في الثامنة عشرة، ومحمد الفاتح الذي حطّم الإمبراطورية البيزنطية وفتح القسطنطينية ولم يتجاوز الرابعة والعشرين.
لا تقولوا أن الزواج المبكر يهدد أولادنا بل نحن الذين هددنا أولادنا بما سمحنا لهم من ضياع، وأعود إلى أستاذي الجليل الدكتور مصطفى السباعي حيث يقول "إن الزواج إذا يُسّرت وسائله وقُضيَ على التقاليد السيئة فيه يصبح أمراً عادياً جداً، فالطالب الذي ينفق عليه أبوه يستطيع أن يضم إليه زوجته في نفس الغرفة التي يسكن فيها دون أن يرهق والده. "ويضيف" والمهم أن تبكير شبابنا وشاباتنا في الزواج يعصم أخلاقهم من الانحراف ويهدىء أعصابهم ويقيهم أخطار الانفعالات النفسية ذات الأثر الضار في دراستهم واتجاههم السلوكي في الحياة."
أما المجتمعات المتقدمة التي تفخر بها صفحة النصف الآخر فلم تنقرض منها ظاهرة الزواج المبكر بل إن شبابهم بدءوا يعزفون عن الزواج كلياً للإباحية الحقيرة التي انتشرت فيهم، ومع ذلك يجب أن لا ننسى أن هذه المجتمعات كانت تشجع الزواج المبكر حين كانت حريصة على البناء أكثر من حرصها على الدمار والخراب. ففي أمريكا وإلى ما قبل عشر سنوات أو أقل كانت الجامعات الأمريكية تقدم كثيراً من التسهيلات للمتزوجين سواء في فرص العمل أو برامج الإسكان، وكذلك فعلت الحكومة الأمريكية حين خفضت الضرائب عن المتزوجين.
وهذه جريدة الوحدة الدمشقية في عددها الصادر في 5/11/1961م تنقل تصريحاً للبروفيسور هاردن أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد قوله "إن الزواج المبكر لا يضر كما يعتقد البعض وخاصة بين طلاب وطالبات الجامعة، إن الظاهرة التي يشاهدها الناس في الجامعات هي ظاهرة طبيعية ومفيدة، فالطالب المتزوج يدرك قيمة مستقبله."
وما دمنا قد قررنا أن الإسلام يحث على الزواج المبكر بل تتخذ الدولة الإسلامية كافة الوسائل لتحقيق ذلك، فلنر واقع الإسلام أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أرسل منادياً يعلن للناس (من أراد أن يستعف فإنا سوف نساعده على ذلك) وهناك حديث شريف يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (من ولي لنا أمراً ولم يكن له زوجة زوجناه)، ولـمّا كان الزواج مطلباً أساسياً لا يتأخر عنه القادر عليه إلاّ لسبب، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى رجلاً قوياً لم يتزوج قال (إن هذا لم يتزوج إما لفقر أو لمعصية) فما بالنا نرفض الزواج المبكر هكذا؟
والغريب في الأمر أن ينتشر في مجتمعنا تلك الظاهرة الخطيرة وهي رفض المرأة أن تعيش مع والدي زوجها، وكذلك رفض الوالدين تزويج ابنهما حتى يصبح قادراً على تكاليف الزواج، فهل نسي الأب أنه حين بلغ السابعة عشرة أو الثامنة عشرة كيف كان يلح عليه أبوه أن يزوجه وقد عاش هو مع والديه، وما معنى أن يصبح الابن قادراً على تكاليف الزواج وهو لا بد أن ينهي دراسته الجامعية وفرص العمل قد لا تتوفر كثيراً في هذه السن أو أن الدراسة لا تسمح بالعمل... هلاّ قرأنا تاريخنا الإسلامي لنعلم كيف عامل الآباء أبناءهم، كيف أعطى اكثر من صحابي أبناءهم بيوتاً، وتذكر كتب التاريخ أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه تصدق على ابنه بدار، وتصدق آخر على ابنه بدار وهكذا.
أما النفور من والدي الزوج فإنه لأمر خطير، ولا يمكن إصلاحه إلاّ بتربية بناتنا تربية إسلامية، وإقناعهن بأن الزواج المبكر إنما هو عصمة لهن ولأزواجهن من الانحراف، وأن العيش في بيت والد الزوج ليس مصيبة، بل إنه أفضل بكثير من البقاء بدون زواج، وإن لم يكن ذلك فما بال الآباء يبخلون على أبنائهم بمسكن طيب فإنها صدقة وقربة، وفقنا الله جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه.
الحواشي :
** - نشرت هذه المقالة في جريدة المدينة المنورة عدد 4832في يوم السبت 29ربيع الأول 1400.
جميع الحقوق © محفوظة لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراقhttp://www.madinacenter.com/post.php...PID=155&LID=10