المرأة المسلمة وقضاياها 1) الزوجة الثانية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى

    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    المرأة المسلمة وقضاياها 1) الزوجة الثانية

    المرأة المسلمة وقضاياها
    1) الزوجة الثانية




    هكذا تبدأ الحكاية، كانت الأسرة تعيش في وئام ظاهر وسلام، وكان البيت ينعم باستقرار نسبي حتى كان يوم من الأيام وقد بلغ الزوج الخمسين -يطلقون عليها تهكماً المراهقة الثانية- تزوج بامرأة أخرى فانقلبت الحياة إلى جحيم لا يطاق، لم يعد الأب أباً ولا الزوج زوجاً، وتصبح حسناته سيئات، إنه لم يعد ينفق على زوجته الأولى وأولاده، لقد استأثرت به الزوجة الجديدة. إنه يعطي الدلال والحب للزوجة الشابة ويحرم منهما أم أولاده التي عاشت معه على الحلوة والمرة، وجاءت الجديدة لتنعم بما بنته القديمة.

    لا شك أن أي إنسان سوي يتأثر بمثل هذه الحكاية ويصب اللوم كله على هذا الرجل الذي فقد فضيلة الوفاء، الذي تنكر للعشرة وأصبح مفَرطاً في حقوق الزوجية. ومن العجيب أن الغالبية العظمى ممن يروون حكاية الزوجة الثانية يروونها بهذه الطريقة وكأن كاتب السيناريو شخص واحد يغيّر ويبدل قليلاً في الظروف والأشخاص لكن الخط الأساسي للقصة هو هو.

    أما هذه المقالة فستروي الحكاية بسيناريو مختلف، لقد عاش الرجل مع زوجته الأولى ردحاً من الزمن كانا يكافحان من أجل توفير مستقبلهما معاً، ومستقبل أبنائهما، وقد منّ الله على الزوج بصحة جيدة ومال وفير، وقد أصبحت الزوجة مع انشغالها بالأبناء وبحياتها الاجتماعية لا تعطـي الرجل من وقتها ما كانت تعطيه في شبابهما، لاشك أن حاجة الرجل ليست جسدية كلها، وإن كان هذا الجانب مازال مهماً، وقد يعتري الزوجة بعض المشاغل أو إنها تقلل من اهتمامها به، لقد أصبح الرجل في حياة المرأة أمراً روتينياً يحتاج إلى من تصنع له فنجاناً من القهوة إذا استيقظ أو تأتي له بالشاي، يفتقد الرجل إلى اللمسات الأنثوية في حياته، تحتاج رفوف مكتبته من يزيل عنها الغبار أو يضفي عليها لمعاناً أو يعيد ترتيب أواني الزهور حوله، إن الزوجة الأولى التي أصبح زوجها بالنسبة لها قطعة من أثاث البيت أو المسؤول المالي تتغافل عمن ينظر إليه إذا أوشك الخروج من البيت للتفقد شكل غترته وعقاله أو لمعان حذائه أو تقف لتوديعه عند سلم المنزل تدعو له بالخير والتوفيق.

    عندما يفتقد الزوج هذه الأمور كلها أو معظمها يتطلع إلى زوجة شابة أو زوجة سبق لها الزواج ولم يحالفها التوفيق فيتزوج بها، وتسير الحياة هانئة بل تزداد سعادة والوفاق فتفيق الزوجة الأولى إلى نفسهـا وتصحو من غفوتها أو من سباتها وتدرك كم فرطت في السابق، ويكون الرجل عادلاً فيما يستطيع من نفقة ومبيت فتسير الأمور من حسن إلى أحسن، وهنا لو أردنا تعداد الإيجابيـات لما وسعنا المقام، فهذه امرأة كاد قطار الزواج أن يفوتها فأدركها هذا الرجل فضمها إلى جناحه وأغدق عليها من عواطفه وأحاسيسه ما جعلها تنظر إلى الحياة بمنظار غير الذي كانت تنظـر إليهـا من قبل، لقد زالت عن عينيها غشاوة الحزن والتشاؤم. وهذا رباط أسري جديد بين عائلتين لم يكن بينهما رباط في السابق فازدادت الوشائج قوة، وقريباً سيكون لهذه المرأة التي حـرمت من الأطفال زمناً طويلاً أطفالاً يملؤون حياتها أنساً وبهجة، وسيزداد عدد أفراد أسرة هذا الرجل فيزداد عدد الأخوة والأخوات.

    وقد يختلف السيناريو قليلاً فتبقى الزوجة الأولى في سباتها وغفوتها فلا تتعلم الدرس فتصبح حياة الرجل يوم يتمنى أن ينتهي بسرعة ويوم يتعجل مقدمه، يوم للهناء ويوم للشقاء أو نصف الشقاء. وسريعاً ما تتكيف حياته مع هذا التقسيم فيصبح يوم الهناء منتجاً أو أضعاف ما كان ينتجه في حياته الأولى.

    فيا كتّاب قصص الزوجة الثانية قليلاً من الواقعية فليس كل النساء تلك المرأة الحسناء التي يعشقها الرجل حتى يموت أو يفضل الموت على فراقها، فإن القرآن الكريم وصف العلاقة بين الرجـل والمرأة بالمودة والرحمة والسكن، أما الحب فأمر لا توصف به العلاقات بين الرجل والمرأة، فالحـب بين العبد وربح وحب الإنسان نبيه صلى الله عليه وسلم }قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله{ وجعل الله عز وجل حبه وحبَّ رسوله والجهاد في سبيله أولى من حب الأموال والأبناء والزوجات }قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله{ الآية، فقدم الآباء والأبناء والإخوان على الأزواج، ثم إن كل هذه الأمور يجب أن تأتي بعد حب الله ورسوله والجهاد في سبيله.

    إن دواعي الزواج بأكثر من واحدة أضعاف دواعي الاكتفاء بواحدة، فأين الكتاب الذين يكتبون لنا تاريخ الحياة الاجتماعية للقرون الفضلى لنرى كيف أن مثل هذه المشكلة لم يكن لها وجود مطلقاً، وإن العاطفة تستخدم لذم الزوجة الثانية يمكن أن تستخدم لتحسينها، والله الموفق.


    جميع الحقوق © محفوظة لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق

    http://www.madinacenter.com/post.php...PID=155&LID=10
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
ردود 7
23 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 يول, 2024, 02:38 ص
ردود 7
33 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 يول, 2024, 02:11 ص
ردود 4
18 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 17 يول, 2024, 03:37 م
ردود 5
40 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 يول, 2024, 10:36 م
ردود 5
41 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...