الأنشطة التجارية المشبوهة للرهبان توقع وزراء سابقين في اليونان في أزمة
الأحد أكتوبر 24 2010
أثينا - ، د ب أ -* تشتهر ولاية الجبل المقدس النسكية المستقلة ذاتياً في جبل آثوس بشمال اليونان في أنحاء العالم بأنها مهد المسيحية الأرثوذوكسية.
ويرسم المرء صورة لرهبان يرتلون الصلوات طوال اليوم ويحرسون المقتنيات التي تعود للحقبة البيزنطية ولا تقدر بثمن وكتب الصلوات والأناجيل والتحف الدينية الأخرى وسط 20 ديرا له طابع معماري فريد وطبيعة الريف الساحرة.
لكن صورة صفاء "الجبل المقدس"، كما يطلق عليه الرهبان، اهتزت جراء فضيحة مالية.
ويقال إن رئيس دير "فاتوبيدي" ورهبانه في "جبل آثوس" بادلوا أراض زهيدة الثمن تقع على جانب بحيرة، والتي ربما لا تعود ملكيتها لهم، مقابل عقار متميز ذا ملكية عامة بالقرب من أثينا وغيرها من المناطق السياحية المتقدمة.
وذكر أن سلسلة عملية مبادلة الأراضي حققت لهم أرباحا تربو على 100 مليون يورو.
كما هزت أصداء الصفقات المشبوهة العاصمة اليونانية أثينا. حيث اتهم خمس وزراء في الحكومة المحافظة، التي كان يقودها آنذاك رئيس الوزراء كوستاس كارامانليس التي انهارت في العام الماضي، بأنهم سهلوا عمليات المبادلة.
وذكرت الصحافة اليونانية أن الوزراء السابقين مارسوا ضغوطا "في الأماكن الصحيحة من الحكومة" من أجل تمرير الصفقات. وتوصلت أغلبية اعضاء لجنة تقصي حقائق تابعة للبرلمان إلى نفس النتيجة وذلك بعد شهور من التحقيقات.
وستحدد الإجراءات القانونية حاليا إذا كان الوزراء السابقين حصلوا على رشوة مقابل تورطهم، أم أنهم ببساطة سعوا لكسب مزيد من الدعم السياسي من الرهبان الذين يتمتعون بنفوذ قوي شمالي اليونان.
وسيكون لعمليات الإدانة على تلك المخالفات تبعات خطيرة، فبخلاف إنهاء مسيرتهم السياسية ، فإن أحكام الإدانة يمكن أن تضعهم في السجون لعدة سنوات.
ويتعين على برلمان اليونان اتخاذ قرار في منتصف الشهر المقبل بشأن إذا ما كان سيرفع عنهم الحصانة لمقاضاتهم، وفي حال اتخاذ البرلمان ذلك الإجراء ، يمكن محاكمتهم أمام محكمة خاصة.
ويؤكد الرهبان أن بحيرة "فيستونيدا" الرائعة في شمال اليونان وهبها الأباطرة البيزنطيين لدير فاتوبيدي منذ نحو ألف عام.
ومع هذا، هناك وجهة نظر تكاد تجمع عليها صحف أثينا مفادها أن الرهبان أعطوا الحكومة اليونانية "الماء والهواء وأرض بور" لا يملكونها وحصلوا على "مكاتب قيمة وقطع من الأراضي والمباني".
ويقول الرهبان أن لديهم وثائق ممهورة بأختام ذهبية أصدرها أباطرة بيزنطيين تثبت دعواهم. ويقال أن رئيس الكنيسة المسيحية الأرثوذوكسية البطريرك باثولوميو الأول، بطريرك القسطنطينية، يعتزم إرساله محققين خاصين به إلى جبل آثوس.
وتقع ولاية الجبل المقدس النسكية ذاتية الحكم الذاتي، ومساحتها نحو 335 كيلومترا مربعا، في اقصى الطرف الشرقي من شبه جزيرة خالكيديكي اليونانية ويعيش بها نحو 2500 راهب.
ويحكم "جبل آثوس" مجلس يتألف من رؤساء 20 ديرا. ولدى الحكومة اليونانية ممثل هناك وتوفر قوات الشرطة للولاية.
وعلى الصعيد الروحي، كرم "جبل آثوس" السيدة العذارء لعدة قرون من خلال حظر دخول النساء إلى المنطقة.
ويعود اعتراف الاتحاد الأوروبي بهذا الحظر إلى عام 1981، عندما انضمت اليونان إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية ، سلف الاتحاد الأوروبي الحالي.
http://www.alquds.com/node/299033
تعليق