المرأة المسلمة في نظر الغرب
5) من ثمرات مؤتمر السكان بالقاهرة
المبالغة بالاهتمام بالجنس
كان الخلاف شديداً حول حضور مؤتمر "السكان والتنمية" فمن معارض للحضور يرى أن الحضـور لن يغير من جوهر القضية، وهي أن الغرب جاء ليفرض قيمه ومُثله وأنماط حياته على العالم تحت مظلة "النظام العالمي الجديد"، ورأى آخرون أنه لابد من الحضور ليسمع صوت الإسلام ولكشف المؤامرة على القيم الدينية عموماً والإسلامية خصوصاً.
وهكذا انتهى المؤتمر والغرب رافض للاستماع لأي صوت سوى صوته مهما كانت قيمة الرأي الآخر. وعلينا الآن أن نواجه تخطيط الغرب لما بعد المؤتمر. فالذين خططوا منذ سنوات بعيدة لهذا المؤتمر ووضعوا مسوّدة قراراته دون أن يهتموا بدعوة العلماء المسلمين ليشاركوا في وضع هذه المسوّدة، وهؤلاء ينفذون مخططات ما بعد المؤتمر.
من الصعب على النفس أن تكون أعمالنا ردود أفعال للغير، إننا نريد أن نكون نحن الفاعلون ونترك للآخرين أن تكون أعمالهم ردود الأفعال، لكن ما العمل إذا لم تتح لنا الفرصة للعمل والتخطيط والتنفيذ؟
في هذا الصباح الجمعة الموافق الثامن عشر من ربيع الآخر 1415هـ (23سبتمبر 1994م) أخذت هيئة الإذاعة البريطانية-القسم العربي تعلن عن برنامج جديد بعنوان (عن الجنس بصراحة) وسيتكون البرنامج من عشرين حلقة. وبصوت امرأة عربية -وقد تكون مسلمة- جاء هذا الإعلان، وتبع الإعلان لمحات سريعة من البرنامج. وهذه اللمحات سؤال موجه للشباب عن المعرفة بالجنس، وكان السؤال لفتيات عن رغبتهن في المعرفة الأوسع عن جسد الرجل.
لقد حدد المؤتمر من أهدافه توسيع الثقافة للحياة الإنتاجية، وهو مصطلح مهذب للحديث عن الجنس، وإذاعة لندن لم تحب استخدام التورية المهذبة بل صرحت مباشرة بأنها تريد نشر الثقافة الجنسية بين الشباب حيث يكون البرنامج مكون من طرح كثير من الأسئلة حول الجنس.
هذا البرنامج يذكرني بكتاب صدر في أمريكا قبل أكثر من عشرين سنة بعنوان (كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس، وتخجل أن تسأل) ونال ضجة إعلامية كبرى مفتعلة أو على الأصح منظمة، فقد كـانت أمريكا في ذلك الحين تمر بفترة ذروة الثورة الجنسية، وحتى لا تخمد تلك الثورة جاء كتاب هذا الكاتب اليهودي ليزيد الثورة اشتعالاً. وسمعت ناشراً عربياً مسلماً يفخر بأنه حصل على التصريح بنشر الكتاب باللغة العربية وكأنه حقق نصراً علمياً، وكأنه كان ينشر بحثاً عن الذرة أو قضية فكرية مهمة.
هل يحتاج الشباب العربي المسلم حقاً إلى مثل هذا البرنامج؟ إن اللمحة السريعة التي أذيعت من البرنامج أكدت لي أنه سيكون برنامجاً فاسداً مفسداً، وقد كانت النساء العربيات يتحدثن بخجـل وحياء أو بقايا خجل أو حياء. فما معنى أن تسأل فتاة عن رغبتها في معرفة جسد الرجل؟ إن المستمع لا يملك إلاّ أن يقول "لاحول ولا قوة إلاّ بالله" و"إنا لله وإنا إليه راجعون"، ولكننـا لا نتوقف عند هذا، فيا أيها المستمعون لهذه الإذاعة اكتبوا بسرعة لوقف البرنامج لأنني أدرك تماماً أن الشباب سوف يتناقل بسرعة أن إذاعة لندن تقدم برنامجاً فاحشاً.
ولكن لن يتوقف الأمر عند هذا فإن القنوات الفضائية لهذه الدول ستقدم بلا شك برامج تلفازية وتلك كارثة أكبر، ومصيبة أعظم.(*) فإلى متى سنظل نتلقى الضربات من الإعلام الغربي وهيمنته على الإعلام في العالم؟ ألم يأن لأصحاب الأموال من المسلمين أن يتحركوا لإنشاء قنوات فضائية إسلامية تشغل وقت الشباب المسلم أولاً، وتحمل دعوة الإسلام إلى العالم؟ إننا أولى بأن ننقل إلى العالم دعوة الإسلام إلى العفة والطهارة … فهل قبلنا أن نغزة في عقر دارنا؟
ولنتحدث قليلاً عن هذا البرنامج بالسؤال كيف بدأ البرنامج؟ ماذا قالوا في التقديم؟ من الذي تحدث في البرنامج؟ ماذا قال الأشخاص الذين استضافتهم مقدمة البرنامج ومعدته ؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة ولعلي أتمكن من تسجيل البرنامج وأكتب عنه محللاً وناقداً بإذن الله.(** )
أما في هذه العجالة فأقول إن البرنامج موجه للشباب من الجنسين لزيادة ثقافتهم الجنسية وللحديث في موضوع كان محرماً أو شبه محرم لا يتحدث الناس فيه إلاّ همساً. وكان التبرير الجاهز لدى معدة البرنامج أو الذين اشتركوا فيه أن الحديث الصريح ضروري جداً لإزالة كثير من المفاهيم الخاطئة، ولزيادة الوعي بهذا النشاط المهم. وكان المتحدثون في معظمهم شباباً كما تقول المذيعة عدا طبيب أمراض نفسية ربما تجاوز مرحلة الشباب إلى الكهولة أو ما بعدها.
لقد لاموا المجتمع كثيراً على فرضه قيوداً على الحديث عن الجنس، وإن كان بعضهم استحسن أن يبقى الحديث عن الجنس كما هو احتراماً لعادات المجتمعات العربية وتقاليدها.
وتحدثت فتاة عن الخجل الشديد الذي يعتري المرأة من الحديث في الجنس حتى إنها لو دعيت لممارسة الجنس لرفضت لأن الأمر مخجل، ولكنها ما كانت تتحدث عن هذا في إطار الزوجية. المهم أن البرنامج ما زال في بدايته ولكنه وعد المستمعين بتزويدهم بكتيب عن الجنس لو أرسلوا في طلبه. وقد وعدوا من يطلب نسخة من الحلقات جميعها فهم على استعداد لإرساله له. وهذا يدل على أن أصحاب البرنامج مصرون على موقفهم
ويتبادر إلى الذهن سؤال عن كيفية اختيار ضيوف البرنامج أو ضيفات البرنامج، هل هو اختيار عشوائي أو مرتب بحيث سيقول الضيف ما تريد إذاعة لندن أن تنشره، أو إنها ستسمح بشيء من اختلاف وجهات النظر وتقدم وجهة النظر التي تتبناها الإذاعة في الوقت المناسب وفي الترتيب المناسب لتكون أشد تأثيراً. لقد بدا الخجل على البعض من طريقة الإجابة، ولكن البعض كان صريحاً إلى درجة الوقاحة.
ومن الطريف أن رويتر التي بثت خبراً عن البرنامج زعمت فيه أن بعض الجهات الإسلامية اعترضت على البرنامج، ولكنها لم تذكر هذه الجهات وما وجه اعتراضها، ولعل في المسألة فبركة (تصنع) للترويج للبرنامج.
ومن الملاحظ أن هيئة الإذاعة البريطانية في قسمها الإنجليزي ليس لديها برامج مماثلة ذلك أنني متابع لبرامجها ولدي هيكل البرامج للفترة الحالة، فهل (التثقيف) موجه فقط للمستمعين باللغة العربية؟
الحواشي :
5) من ثمرات مؤتمر السكان بالقاهرة
المبالغة بالاهتمام بالجنس
كان الخلاف شديداً حول حضور مؤتمر "السكان والتنمية" فمن معارض للحضور يرى أن الحضـور لن يغير من جوهر القضية، وهي أن الغرب جاء ليفرض قيمه ومُثله وأنماط حياته على العالم تحت مظلة "النظام العالمي الجديد"، ورأى آخرون أنه لابد من الحضور ليسمع صوت الإسلام ولكشف المؤامرة على القيم الدينية عموماً والإسلامية خصوصاً.
وهكذا انتهى المؤتمر والغرب رافض للاستماع لأي صوت سوى صوته مهما كانت قيمة الرأي الآخر. وعلينا الآن أن نواجه تخطيط الغرب لما بعد المؤتمر. فالذين خططوا منذ سنوات بعيدة لهذا المؤتمر ووضعوا مسوّدة قراراته دون أن يهتموا بدعوة العلماء المسلمين ليشاركوا في وضع هذه المسوّدة، وهؤلاء ينفذون مخططات ما بعد المؤتمر.
من الصعب على النفس أن تكون أعمالنا ردود أفعال للغير، إننا نريد أن نكون نحن الفاعلون ونترك للآخرين أن تكون أعمالهم ردود الأفعال، لكن ما العمل إذا لم تتح لنا الفرصة للعمل والتخطيط والتنفيذ؟
في هذا الصباح الجمعة الموافق الثامن عشر من ربيع الآخر 1415هـ (23سبتمبر 1994م) أخذت هيئة الإذاعة البريطانية-القسم العربي تعلن عن برنامج جديد بعنوان (عن الجنس بصراحة) وسيتكون البرنامج من عشرين حلقة. وبصوت امرأة عربية -وقد تكون مسلمة- جاء هذا الإعلان، وتبع الإعلان لمحات سريعة من البرنامج. وهذه اللمحات سؤال موجه للشباب عن المعرفة بالجنس، وكان السؤال لفتيات عن رغبتهن في المعرفة الأوسع عن جسد الرجل.
لقد حدد المؤتمر من أهدافه توسيع الثقافة للحياة الإنتاجية، وهو مصطلح مهذب للحديث عن الجنس، وإذاعة لندن لم تحب استخدام التورية المهذبة بل صرحت مباشرة بأنها تريد نشر الثقافة الجنسية بين الشباب حيث يكون البرنامج مكون من طرح كثير من الأسئلة حول الجنس.
هذا البرنامج يذكرني بكتاب صدر في أمريكا قبل أكثر من عشرين سنة بعنوان (كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس، وتخجل أن تسأل) ونال ضجة إعلامية كبرى مفتعلة أو على الأصح منظمة، فقد كـانت أمريكا في ذلك الحين تمر بفترة ذروة الثورة الجنسية، وحتى لا تخمد تلك الثورة جاء كتاب هذا الكاتب اليهودي ليزيد الثورة اشتعالاً. وسمعت ناشراً عربياً مسلماً يفخر بأنه حصل على التصريح بنشر الكتاب باللغة العربية وكأنه حقق نصراً علمياً، وكأنه كان ينشر بحثاً عن الذرة أو قضية فكرية مهمة.
هل يحتاج الشباب العربي المسلم حقاً إلى مثل هذا البرنامج؟ إن اللمحة السريعة التي أذيعت من البرنامج أكدت لي أنه سيكون برنامجاً فاسداً مفسداً، وقد كانت النساء العربيات يتحدثن بخجـل وحياء أو بقايا خجل أو حياء. فما معنى أن تسأل فتاة عن رغبتها في معرفة جسد الرجل؟ إن المستمع لا يملك إلاّ أن يقول "لاحول ولا قوة إلاّ بالله" و"إنا لله وإنا إليه راجعون"، ولكننـا لا نتوقف عند هذا، فيا أيها المستمعون لهذه الإذاعة اكتبوا بسرعة لوقف البرنامج لأنني أدرك تماماً أن الشباب سوف يتناقل بسرعة أن إذاعة لندن تقدم برنامجاً فاحشاً.
ولكن لن يتوقف الأمر عند هذا فإن القنوات الفضائية لهذه الدول ستقدم بلا شك برامج تلفازية وتلك كارثة أكبر، ومصيبة أعظم.(*) فإلى متى سنظل نتلقى الضربات من الإعلام الغربي وهيمنته على الإعلام في العالم؟ ألم يأن لأصحاب الأموال من المسلمين أن يتحركوا لإنشاء قنوات فضائية إسلامية تشغل وقت الشباب المسلم أولاً، وتحمل دعوة الإسلام إلى العالم؟ إننا أولى بأن ننقل إلى العالم دعوة الإسلام إلى العفة والطهارة … فهل قبلنا أن نغزة في عقر دارنا؟
ولنتحدث قليلاً عن هذا البرنامج بالسؤال كيف بدأ البرنامج؟ ماذا قالوا في التقديم؟ من الذي تحدث في البرنامج؟ ماذا قال الأشخاص الذين استضافتهم مقدمة البرنامج ومعدته ؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة ولعلي أتمكن من تسجيل البرنامج وأكتب عنه محللاً وناقداً بإذن الله.(** )
أما في هذه العجالة فأقول إن البرنامج موجه للشباب من الجنسين لزيادة ثقافتهم الجنسية وللحديث في موضوع كان محرماً أو شبه محرم لا يتحدث الناس فيه إلاّ همساً. وكان التبرير الجاهز لدى معدة البرنامج أو الذين اشتركوا فيه أن الحديث الصريح ضروري جداً لإزالة كثير من المفاهيم الخاطئة، ولزيادة الوعي بهذا النشاط المهم. وكان المتحدثون في معظمهم شباباً كما تقول المذيعة عدا طبيب أمراض نفسية ربما تجاوز مرحلة الشباب إلى الكهولة أو ما بعدها.
لقد لاموا المجتمع كثيراً على فرضه قيوداً على الحديث عن الجنس، وإن كان بعضهم استحسن أن يبقى الحديث عن الجنس كما هو احتراماً لعادات المجتمعات العربية وتقاليدها.
وتحدثت فتاة عن الخجل الشديد الذي يعتري المرأة من الحديث في الجنس حتى إنها لو دعيت لممارسة الجنس لرفضت لأن الأمر مخجل، ولكنها ما كانت تتحدث عن هذا في إطار الزوجية. المهم أن البرنامج ما زال في بدايته ولكنه وعد المستمعين بتزويدهم بكتيب عن الجنس لو أرسلوا في طلبه. وقد وعدوا من يطلب نسخة من الحلقات جميعها فهم على استعداد لإرساله له. وهذا يدل على أن أصحاب البرنامج مصرون على موقفهم
ويتبادر إلى الذهن سؤال عن كيفية اختيار ضيوف البرنامج أو ضيفات البرنامج، هل هو اختيار عشوائي أو مرتب بحيث سيقول الضيف ما تريد إذاعة لندن أن تنشره، أو إنها ستسمح بشيء من اختلاف وجهات النظر وتقدم وجهة النظر التي تتبناها الإذاعة في الوقت المناسب وفي الترتيب المناسب لتكون أشد تأثيراً. لقد بدا الخجل على البعض من طريقة الإجابة، ولكن البعض كان صريحاً إلى درجة الوقاحة.
ومن الطريف أن رويتر التي بثت خبراً عن البرنامج زعمت فيه أن بعض الجهات الإسلامية اعترضت على البرنامج، ولكنها لم تذكر هذه الجهات وما وجه اعتراضها، ولعل في المسألة فبركة (تصنع) للترويج للبرنامج.
ومن الملاحظ أن هيئة الإذاعة البريطانية في قسمها الإنجليزي ليس لديها برامج مماثلة ذلك أنني متابع لبرامجها ولدي هيكل البرامج للفترة الحالة، فهل (التثقيف) موجه فقط للمستمعين باللغة العربية؟
الحواشي :
* -قدمت بالفعل إحدى القنوات الفضائية العربية عدة حلقات من برنامج عن الجنس كانت إحدى الحلقات حول الضعف الجنسي وقد كتب العديد من الكتاب عن الفحش في تلك الحلقة، واستمرأت مقدمة البرنامج فقدمت حلقة عن الشذوذ الجنسي ودارت بلاد العالم للتحدث للشاذين لتقديم وجهة نظرهم .
** لم أتمكن من تسجيل البرنامج لأن جهاز الراديو الذي بحوزتي من النوع المتواضع ، وأنا لا أطيق تشويش الراديو، فإن لم يكن واضحاً تماماً فإنني لا أستطيع التعامل مع هذا الجهاز. وثانياً لعلي شغلت بأمور أخرى.
جميع الحقوق © محفوظة لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=173&LID=10
** لم أتمكن من تسجيل البرنامج لأن جهاز الراديو الذي بحوزتي من النوع المتواضع ، وأنا لا أطيق تشويش الراديو، فإن لم يكن واضحاً تماماً فإنني لا أستطيع التعامل مع هذا الجهاز. وثانياً لعلي شغلت بأمور أخرى.
جميع الحقوق © محفوظة لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
http://www.madinacenter.com/post.php...PID=173&LID=10