بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه و من اتبعه الى يوم القيامة ثم اما بعد..............
نرحب بالاخ المسيحى مرسل الرد و نشكره على مشاركته معنا فى هذا الموضوع واضعين فى اعتبارنا اننا جميعا لا نبغى من هذه المناقشات و المحاورات سوى وجه الله تعالى هادفين الوصول الى الحقيقة لان هذه الحقيقة الخطيرة يتوقف عليها اما خلود فى نار جهنم و جحيم ابدى و اما هناء و نعيم فى جنة و سعادة ابدية فواحدة وواحدة فقط من كل الملل و النحل و الاديان التى ظهرت على وجه الارض هى التى على الحق و ستفوز برضوان الله و الباقون ضالون و نعوذ بالله من الضلال
بداية احب ان اوضح اننى كنت اتمنى ان يكون جواب الاخ المسيحى من واقع الكتاب المقدس ردا منه على نقدنا لعقيدة الخطيئة الاولى التى توارثها بنو البشر من ادم و حواء و التى هى اساس العقيدة المسيحية و التى بدونها لا تقوم للمسيحية قائمة
و اضيف اننى كنت ارجو ان يكون بيد الاخوة المسيحيين ادلة واضحة دامغة و كثيرة لا تقبل الشك من العهدين القديم و الجديد تؤيد دعواكم استنادا الى اهمية الموضوع و اتصاله باساس العقيدة
الا اننى دائما و ابدا افاجأ باى اخ مسيحى يدخل فى جدل معى او مع اى مسلم او يهودى حتى الا و يتجاهل كم الادلة التى نستند اليها فى نفى عقيدة الخطيئة الاولى و توارثها و الصلب و الفداء المسيحى بناء عليها
و لعل طريقة الاخ الفاضل (بارة) قد تخطت كل حدود هذا الاساس التى ننادى به فقد تجاهل الاخ الفاضل تماما الادلة التى اوردناها بل و صنع عجبا بان لجأ للدين الاسلامى نفسه ليحاول البرهنة على ما يدعيه و الدين الاسمى بعيد كل البعد كما سنبين فورا عن هذا الادعاء و لا يؤمن الا بقاعدة و لا تزر وازرة وزر اخرى
الا انه يبدو ان الاخ الفاضل قد اعيته الحيلة فلم يجد فى دينه ما يؤيد اهم اساس عقائدى لديه
فهو بين امرين احلاهم مر و لا يخدم دعواه
فهو اما مؤمن بالدين الاسلامى فيستشهد منه و فى هذه الحالة وجب عليه ان يؤمن كذلك بالاية الشريفة التى تقول ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم ) المائدة 12
كما يجب عليه و الحال كذلك ان يسلم بالاية التى تقول ( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) المائدة 72 و غير ذلك من الايات التى تنكر الصلب و الفداء و الثالوث و كذلك الخطيئة الاولى كما سنبين
و اما الامر الثانى انه لا يؤمن اساسا بالدين الاسلامى نهائيا فلا يحق له و الحال كذلك كما يقول العقل ان يستشهد منه و عجبا على امر يتصل باهم عقيدة لديه فى دينه حقا اخى النصرانى لقد تجاوزت كل حدود العقل و المنطق فيما تقول
هذا من ناحية و من ناحية اخرى و هو الاهم ان الاخوة اهل الكتاب و بصفة خاصة النصارى دائما ما يلجأون الى وسيلة محددة نعلمها نحن المسلمون جيدا لان ديننا نبهنا لذلك هذه الوسيلة هى انكم تلجأون الى الحيل الذهنية التى تتم اما باقتطاع جزء من وسط الكلام و بناء موضوع او حتى عقيدة بناء عليه متجاهلين ما قبل و ما بعد و فى هذا يقول القرآن ( افتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى فى الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون الى اشد العذاب و ما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 85 و يقول ( كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين )الحجر 90-91 و تفسير الايه هم اهل الكتاب جزءوه اجزاء فامنوا ببعضه و كفروا ببعضه
و اما ( وهو الاخطر ) باستغلال المتشابه من الالفاظ فالالفاظ او اللغة بصفة عامة اما تكون محكمة اى ظاهرة المعنى واضحة المقصود منها و هذه لا تسبب اى مشاكل و تؤدى الى المقصود باقصر الطرق و اقوى الايمان و اليقين كما لو قلت لك مثلا الشمس تشرق من المشرق و هناك الالفاظ المتشابهة و معنى متشابهة اى محيرة مربكة تحدث لبسا لدى السامع و تحتاج الى ادلة اخرى من الكتاب السماوى نفسه لا من عقولنا او اوهامنا لاظهار المقصود منها كما لو قلت لك مثلا ان الله معنا فالمحكم من الكتاب يقول ان الله فى السماء و لفظ معنا متشابه يثير اللبس و فى هذه الحالة فان القاعدة الفقهية تقول برد المتشابه الى المحكم اى نفسر هذا الغامض بناء على ذاك الواضح كى لا نتوه و نضل و بالتالى يصبح المعنى ان الله يؤيدنا و ينصرنا لا انه معنا هنا فى عالمنا هذا الفاسد
و اوضح نموذج للمتشابه لديكم هو لفظ الابن كما سنبين فى اجزاء اخرى فانتم اعتبرتم ان اطلاق لفظ الابن على المسيح عليه السلام كان على الحقيقة و انه مولود حقيقة من الله الاب و هذا من قبيل المتشابه الذى نقول عليه و دليلى على ذلك ان لفظ الابن اطلق على الانبياء و الصالحين و الملوك و غيرهم انظر :
( هكذا يقول الرب اسرائيل ابنى البكر ) خروج 4: 22 و سليمان (انا اكون له ابا و هو يكون لى ابنا) صموئيل الثانى 17 : 13 و داود ( و هو يكون لى ابنا و لا انزع رحمتى عنه ) اخبار الايام الاول 17 : 13 و غير ذلك الكثير لا مجال له الان من العهد القديم و كذلك العهد الجديد ملئ ايضا بمثل ذلك انظر :
يقول المسيح ( طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون ) متى 5:9 و (صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم لكى تكونوا ابناء ابيكم الذى فى السموات ) متى 5 : 44-45 و ( لا تدعوا ابا على الارض لان اباكم واحد الذى فى السموات ) متى 33:9-10 و غير ذلك عدد كبير جدا من الايات فاذا رددنا المتشابه الى المحكم كنا امام احد امرين اما ان كل هؤلاء الاشخاص الذين اطلق عليهم لفظ ابن الله اما ان يكونوا جميعا بما فيهم المسيح ابناء الله على الحقيقة و اما ان هذا اللفظ مجازى معناه القرب من الله و لا شك ان المعنى الثانى هو المعنى العقلى المنطقى و الا كان لله اولادا كثيرة جدا سبحانه و تعالى علوا كبيرا
و فائدة المتشابه هى الاختبار و الامتحان الذى هو سبب وجودنا فى هذه الحياة الدنيا
يقول الحق تبارك و تعالى ( هو الذى انزل اليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات فاما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ) ال عمران 7
و اخر طريقة لكم فى الحيل الذهنية هى الاستناد الى امور او اثار ليس لها سند ثابت متصل الى قائلها فهذا هو حال الكتاب المقدس برمته نسبتموه الى اشخاص مجهولين لا نعلم من الكاتب و لا من الناقل و لا سيرته و لا امانته و فوق ذلك تلاعبتم بالترجمات انظر عدد ترجمات الكتاب المقدس و كلها تخالف بعضها فى اخطر التفاصيل و لنا وقفه فيما بعد مع هذا الموضوع الخطير
سوف اكتفى بهذا القدر كمقدمة لموضوعنا و سوف اجيب عليك من الاسلام و مرة اخرة من الكتاب المقدس بعهديه لنعرف حقيقة ايمان اليهود بل و حقيقة ما يجب ان تؤمنوا به كنصارى فاما من جهة الاسلام فسوف اجيب عليك من وجهتين احداهما ماحدث لادم و حواء و الاخرى من خلال خطاب الله للبشر جميعا ثم بعد ذلك اسرد لك عدد كبير من الايات من الكتاب المقدس و التى تنسف فكرة الخطيئة الاولى المتوارثة نسفا لعل الصورة تتجلى امامك فاقول و بالله التوفيق :
اولا : ما حدث لادم و حواء
اقول لك و بمنتهى الوضوح ان اول ما ساشتهد به هو الحديث المتشابه الذى اوردته فهذا الحديث حجة عليك لا لك و دليلى :
1- ان هذا الحديث حين تناوله المسلمون فى جميع الازمنة و الامكنة و على كافة الاراء و الملل تناولوه من باب القدر فقط و هل الانسان مسير او مخير و لم ينظر اليه احد قط فى اى وقت من باب الخطيئة الاولى و توارثها من ادم عليه السلام فهذا ما لم يقل به احد ابدا لان المحكم من الكتاب و السنة هو ان كل نفس بما كسبت رهينة و لا تزر وازرة وزر اخرى و تستطيع الرجوع فى شان هذا الحديث لكتاب الامام ابن القيم ( شفاء العليل فى مسائل القضاء و القدر و الحكمة و التعليل )حيث اورد جميع الاراء التى قيلت
2- يؤيد ذلك و يؤكده لفظ موسى عليه السلام لادم عليه السلام فى كل الاحاديث عدا حديث واحد هو حديث الترمذى تغير اللفظ قليلا حيث قال له ( يا ادم انت ابونا خيبتنا و اخرجتنا من الجنة ) و فى حديث اخر ( انت الذى اخرجتنا خطيتك من الجنة ) و فى حديث ثالث ( ثم اهبطت الناس بخطيتك الى الارض ) فلفظ موسى لادم لا يحتوى و لا يحتمل باى شكل من الاشكال مساله الخطيئة الاولى و توارثها فلم يقل له موسى انت اورثتنا الخطية و انت نقلت لنا الخطيئة و لا يستطيع ان يقول ذلك لما سنبينه فورا و كل مضمون كلام موسى ان ادم بخطيئته التى ارتكبها بعصيان الله اخرج الناس من الجنة الى الارض حيث التعب و الشقاء اما الحديث الاخير الذى يقول فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ". فهذا حديث متشابه سوف اجيبك عنه فى النهاية بعد ايراد كل المحكم حتى تستطيع ان تفهم الحديث جيدا
3- اما لماذا لا يستطيع موسى ان يقول له انت اروثتنا الخطيئة فمرجعه باقى الحديث من رد ادم الذى ساحتج انا به عليك ان شاء الله ماذا قال ادم فى حديث قال ( افتلومنى على امر قدر على قبل ان اخلق ) و فى حديث اخر ( افتلومنى على ان عملت عملا كتب الله على ان اعمله قبل ان يخلقنى باربعين سنة )و فى حديث ثالث افتلومنى على امر قدره الله على قبل ان يخلقنى باربعين سنة )
فجواب ادم هو حسم للقضية برمتها لذلك ختم النبى محمد (ص) هذه الاحاديث بقوله ( فحج ادم موسى ) ثلاث مرات فى حديث البخارى
اما وجه استشهادنا فهو ان الله حين خلق ادم و هو فى ظهره يحملنا جميعا كجينات هل خلقه الله كاملا ام خلقه به نقص و عيوب بشرية ؟ نحن امام احد فرضين لا ثالث لهما و هم اما نعم و اما لا و انا اقول لك انك لا تستطيع ان تجيب بلا و تقول انه خلقه كاملا كما حدث لموسى عليه السلام و السبب انه ارتكب معصية فلو كان كاملا لا عيوب فيه لما خرج على امر الله و لما عصاه هذه العيوب هى التى كانت مدخل ابليس اللعين من الذى وضع هذه العيوب البشرية فى ادم و باسلوب ادق من الذى خلق ادم و جبله على ما هو عليه انذاك ؟ الاجابة انه الله قطعا تقول التوراه ( و جبل الرب الاله ادم ترابا من الارض و نفخ فى انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية ) تكوين 1: 7 يدلل على ذلك ايضا ان ادم و حواء لم يكونا يعلمان الكثير عن انفسهما اساسا و انما كان كل شئ فى علم الله لانهما لما اكلا من الشجرة ( انفتحت اعينهما و علما انهما عريانان ) 3: 7
نخلص مما سبق انه من المستحيل ان يكون ادم كاملا ثم يعود فيعصى الله هذا ما لا يقوله احد من العقلاء فهو ليس ملاكا لا يخطئ و انما هو بشر له صفاته و خصائصه التى تخصه و التى فطره الله عليها و بالتالى نستطيع ان نقول بمنتهى الاطمئنان و الثقة ان الاجابة هى نعم لقد خلق الله ادم به عيوب فطرية بشرية عامدا متعمدا
و الان ننتقل للسؤال الاهم و الاخطر و هو اذا كنت عيوب ادم مخلوقه فيه من الله الرب فهل كان الرب يعلم ان ادم سيأكل من الشجرة التى حرمها عليه و منعه منها ؟ ان قلت لا فقد وصفت الله بالجهل و هو ما لا يجوز فالله يعلم ما كان و ما سيكون و ما لم يكن ان كان كيف سيكون و بالتالى نستطيع ان نقول ايضا ان الله كان يعلم ان ادم و حواء البشريين صنع يديه سيأكلان من الشجرة
اذن لماذا وضعهما الله فى الجنة و امرهما ان ياكلا من كل الجنة و نهاهما ان ياكلا من شجرة واحدة و جعل لهما عقوبة هى موتا تموت؟ اجابة هذا السؤال هى فيصل القضية برمتها
نحن امام احد فرضين لا ثالث لهما احدهما يقول به النصارى و الاخر يقول به المسلمون و قريبا منه اليهود
اما الفرض الاول و هو منطق النصارى فهو ان الله خلق ادم و حواء بهما عيوب بشرية كالغرور و النسيان و الطمع و غير ذلك ثم قرر الله الجليل ان يضعهما فى الجنة كى يعصياه فيميتهما ثم عاد فرجع فى كلامه (و هو ما لايجوز فى الله تعالى) فقرر ان يلقيهما فى عذاب الارض و التعب و الشقاء علما بانه المتسبب فيما حدث لهما فهو الذى خلق فيهم الخطيئة و تاتى ذريته محمله بخطيئة لا يد لهم فيها و فوق ذلك ملعونين ثم من يموت منهم يوضع فى حبس ابليس فى جهنم و بعد عدة الاف من السنين بعد ان ترتكب باسم هذه الخطيئة المخلوقة فيهم فطريا كل انواع الموبيقات و لا ندرى لماذا انتظر الله الاب كل هذه الفترة فيقوم اخيرا بارسال ابنه الوحيد الذى سر به كثيرا محبوبه الذى يعشقه احد اجزاء الاله الثلاث من الثالوث المقدس فيرسل الى الارض موضع الفساد و الزوال احد مكوناته او احد عناصره او كما يحلو لكم ان تبهموها احد اقانيمه ضاربا بعقول البشر عرض الحائط و متجاوزا كل ما هو معقول و لا معقول و كل ما ينبغى لجلاله و ما لا ينبغى كى يشتم و يبصق عليه و يضرب و يعذب ثم يموت ذليلا على الصليب رمز اللعنة كما هو مذكور فى كتابكم و كل ذلك يحدث لماذا ؟ لان احد البشر( و هم جنس لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا يستطيع الله ان يبيده بكلمة منه ) ارتكب معصية قد خلق الله فيه اسبابها و يعلم انه سيفعلها حتما
اننى حقا اتعجب من منطق النصارى ما لكم كيف تحكمون و ماذا تقولون و كيف تفكرون فى الله الجبار العظيم بهذا المنطق اين عدل الله و رحمته فى كل ذلك اين عدل الله فى وضع اباب الخطيئة فى ادم ثم يعاقبه عليها اين عدل الله و رحمته فى انتقال الخطيئة لمن لم يرتكب المعصية و اقصد ذرية ادم اين عدل الله و رحمته فى ايداعهم حبس ابليس بلا ذنب جنوه اين عدل الله و رحمته فى انتشار شرور و اثام خلق هو اسبابها بيده ثم يتركها تعذب ابرياء و اثمين على مدى الاف السنين اين عدل و الله و رحمته فى قتل برئ لم يرتكب اثما و هو ابنه المسيح فى ان يموت ذليلا مهزوما مدحورا بل اين عقل الله فى ارساله احد اجزاءه للفداء و الصلب
اقولها بكل وضوح و قوة ان المسيح برئ مما تقولون و لم يكن يعلم عنه شيئا و دليلى اخر عباره قالها قبل موته ( و ذلك بغض النظر عن انه ليس من المقبول عقلا موت الاله ؟) و هى ( و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلى ايلى لما شبقتنى اى الهى الهى لماذا تركتنى ) متى 27 :46 و ذاتها فى مرقص 15:34 فمن ناحية هو يستغيث و لا يدرى شيئا عن موته بل يستجدى الرب و يعاتبه فى انه كيف يتركه لهؤلاء الاثمة الجبارين يقتلونه لان الرب لا يتخلى عن اوليائه فما بالنا بابنه الوحيد الذى سر به كثيرا و من جانب اخر هل يقول الاله للاله او لاحد اقانيمه ( الهى الهى ) كيف ذلك ان هذه بصفة خاصة لا يمكن للعقل ان يمر عليها و يتجاوزها دون ان تنبهه ان المستغيث ما هو الا عبد للمستغاث به و لا يمكننى بهذا الصدد الا ان اورد قول الحق تبارك و تعالى فى سورة مريم عليها السلام (و قالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا ان كل من فى السموات و الارض الا اتى الرحمن عبدا )مريم 88-93
ثم انه اذا كانت معصية ادم تستوجب تضحية الله بابنه فما بالك بالفواحش و المنكرات التى نسبتموها للانبياء فنوح يسكر و يكشف عورته و يلعن كنعان تكوين 9 : 20 – 27 و لوط يسكر و يزنى بابنتيه و ينجب منهما من الزنا تكوين 19: 30-37 و فى هذا الامر ما فيه من قيل و قال فمعنى ان يزنى بابنته البكر و ينجب منها سفاحا ان دواد و المسيح قد جاءا بطريق الزنا كما سنبينه فيما بعد و داود العظيم يهتك عورة احد قواده و يزنى بزوجته و تحمل منه سفاحا فيرسله فى معركة خاسرة لكى يقتل فيقتل بالفعل فيتوعده الله بان يسلط ابنا لابنه يزنى بجميع نسائه فزنى بالفعل ابشالوم بجميع نساء داود على مراى من جميع الناس صموئيل الثانى 11: 1-27 و 12: 11-12 و 16 : 22 و سليمان الحكيم يكفر فى اخر عمره و يبنى معبدا للاوثان الملوك الاول 11:1-13
فبربك هل هناك نسبة بين معصية ادم و هذه المعاصى الجسيمة اذا كانت معصية ادم توجب نزول الله و تقديم نفسه كفارة عن البشر فما بالك بما فعله الانبياء و المرسلون من المعاصى و الاثام هل توجب نزول احد الاقانيم ليكفر عنها ام يوجب نزول كل الاقانيم حتى تتمكن من التكفير عن هذه الخطايا الشنيعة
و اضيف ان قتل المسيح ليس فيه ما يمحو الذنب بل ان فى ذلك ما يضيف خطيئة اخرى اكثر جرما و شناعة
و لا يفوتنى ان اذكر انه فى عهد نوح اغرق الله الكفار و الاثمين و لم يبق الا الصالحين الاتقياء انظر تكوين الاصحاحين 6و 7 و بالتالى لم يبق احد حاملا خطيئة ان صح زعم النصارى فقد قضى الله على شأفة الكفر و الخطيئة و لم يبق الا الصلاح كما تقول توراتكم
سوف اكتفى بهذا القدر و لكن اود ان اشير الى ان الخطايا من بعد المسيح قد زادت و اصبحت اكثر شدة و جرما من قبل الفداء فما فائدة الفداءو الصلب اذن لقد جاء المسيح و اهين و قتل ليكفر عن الخطايا فكان من الواجب ان تزول الخطيئة من البشر لا ان تشتد
و الان هيا ننتقل الى الفرض الثانى و الذى يؤمن به المسلمون :
اذكرك بالسؤال و هو اذا كان الله قد خلق البشر نزاعين للخطيئة بطبعهم و يعلم ان ادم سياكل من الشجرة فلم فعل كل ذلك و هو الله الحكيم الذى يجب ان ننزهه عن كل نقص :
خلق الله الارض قبل خلق ادم بزمان و اعدها خصيصا لسكنى الانسان من قبل خطيئة ادم بزمان ايضا ثم خلق الانسان ممثلا فى ادم خلق له نفسه نزاعة بطبعها الى الخطأ يقول الحق تبارك و تعالى ( ان النفس لامارة بالسوء )يوسف53 و لكنه سبحانه جعل فيها جانبين الخير و الشر و ترك للانسان اختيار الطريق الذى يريده ( و نفس و ما سواها فالهما فجورها و تقواها قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها ) الشمس 6-10 و كذلك (انا هديناه السبيل اما شاكرا و اما كفورا )الانسان 3 و كذلك (و هديناه النجدين )البلد 10 و لم يقدر للانسان ان يدخل الجنة بدون عمل بل جعلها مسابقة او امتحان (تبارك الذى بيده الملك و هو على كل شئ قدير الذى خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ) تبارك 1- 2 وينجو فيها من اطاع الله و يهلك من يعصيه(بلى من كسب سيئة و احاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون و الذين امنوا و عملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون) البقرة 81-82
و منذ اول لحظة لخلق ادم ظهر له عدو مبين هو ابليس و كان ابليس يعتبر منهم مجازا فهو من الجن و لكن اجتهد فى عبادة الله فرفعه الله فى الدرجة و لكن الله كان يرى به عيبه و هو الكبر و الغرور فاعد له الامتحان حيث امر الله الملائكة بالسجود لادم فسجدوا جميعا الا ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين( و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين )البقرة 34 و ذلك غيرة من ادم و غرورا بنفسه حيث اعتبر نفسه افضل من ادم مع ان الخالق هو الله يفعل ما يشاء و يفضل من يشاء على من يشاء (قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين ) الاعراف 12 و غضب الله عليه و لعنه و جعل جهنم مثواه و لكن ابليس طلب من الرب ارجاؤه الى يوم القيامة و توعد بنى البشر امام الله بان يغويهم اجمعين الا عباد الله منهم المخلصين و قبل منه الله و جعله محرك الشر او رمز الشر او تستطيع ان تقول سببية الشر ليختبر البشر من خلال ذلك (قال انظرنى الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين قال فبما اغويتنى لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم عن ايمانهم و عن شمائلهم و لا تجد اكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لاملآن جهنم منكم اجمعين )الاعراف 14-18 و قدر الله تعالى الارض لتكون مقر لكل الاحداث التالية و للصراع الذى سيدور بين البشر و بين ابليس و ذريته و لكن قبل ذلك اراد لادم ان يمر بفترة اعداد او تجربة يعلم الله ان ادم سيفشل فيها حتما رغم تحذير الله له الا ان الله اراد ذلك ليتعلم ادم عدة امور اهمها عيوب نفسه التى خلقها الله به و ان الدنيا ستكون بها اوامر الله يجب اتباعها و نواه يجب ان يبتعد عنها و لاظهار عداء ابليس و حيله و انه لا يبغى الا ضياع ادم و ذريته و اهلاكهم و اخيرا و هو اهم شئ ان الله غفور رحيم تواب لمن اخطأ و عاد الى الله و كذلك كيفية هذه العودة و تلك التوبة و طريقتها كل ذلك فى صورة درس عملى لادم و ذريته من بعده تبقى عالقة فى اذهانهم لا ينسوها ابدا و تبقى حجة عليهم امام الله تعالى ( و يادم اسكن انت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )البقرة 34 و الاعراف 19 لاحظ ان الاية بها امر و نهى و ان الطيبان المباحات دائما اكثر من المحرمات و نفس الامر بالدنيا فيما بعد
و حدث المحظور استطاع الشيطان ان يغوى ادم و حواء فى اول تجربة بشرية على الاطلاق فى الطاعة و العصيان لله و اتمكن من استغلال عيوب البشر التى اطلعه الله عليها فى الفوز بعصيان ادم و حواء لله اهم هذه العيوب النسيان و الغرور و الطمع ( فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة و اقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين ) الاعراف 22
( فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم فى الارض مستقر و متاع الى حين ) البقرة 36
فما كان من ادم و حواء الا ان شعرا بالجرم و فهما حقيقة الامر الخطير و لم يدريا ما يفعلان تجاه الرب العظيم فهما يريدان ان يستغفرانه و لكن لا يعلمان الكيفية فهما حديثا العهد و تلك اول تجربة لهما
لذلك فما كان من الرب الجليل الا ان ارشدهما لما يفعلانه و ما سيفعلانه و ما ستفعله ذريتهما حين تخطئ فى الدنيا او بمعنى ادق بين لهما طريقة التوبة و كل ذلك تدريب لادم و حواء و ذريتهما من بعدهما (فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ) البقرة 37
اعتقد ان هذه الاية تهدم كل ما قاله الاخ المسيحى عن وجود الخطيئة الاولى و توارثها فى الاسلام
بل ان الرب بين له الالفاظ التى يتفوه بها كذلك ( قالا ربنا ظلمنا انفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين) الاعراف 22 – 23
و لتأكيد ذلك اورد الاية التى استشهدت بها اخى النصرانى و لكن هذه المرة كاملة لا منقوصة ( و عصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه فتاب عليه و هدى ) طه 121-122
اعتقد ان الاية كاملة تهدم ايضا ما قلته عن الخطيئة فى الاسلام فالاساس الاسلامى هو التوبة و الرجوع الى الله يغفر كل شئ لا فداء و لا صلب فى الاسلام
ثم قضى الله ان ينتقلا الى دار الابتلاء و هى الارض جميعا لتدور احداث الدنيا و الامتحان بذات الطريقة التى حدثت مع ادم و حواء فى الجنة و لعل الاية القادمة تنقض ما قلته كله ايضا اخى المسيحى (قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون و الذين كفروا و كذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة 39
( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما ياتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى و من اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتنى اعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك اتتك ايتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى ) طه 123-126
هل رايت هذا هو المنظور الاسلامى للموضوع لا كما تدعى و تحاول ان تبرهن بلا دليل حقيقى
و اخيرا حذر الله الذرية كلها و طلب منها ان تتعظ بما حدث لابويهم(يبنى ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون ) الاعراف 27
ثانيا خطاب الله للبشر :
ان الاسلام كله قرانه و سنته و اثاره جميعا تقوم على مبدا واحد لا حيد عنه و هو ان كل فرد سيحاسب عما قدمت يداه و لا يعاقب احد على ذنب جناه اخر و لا يؤخذ الولد بخطية الوالد ابدا ليس هذا لدينا فى الاسلام فكل يجنى ثمار عمله ان خيرا فخير و ان شرا فشر فهذا الحكم هو ما تقتضيه الفطرة السليمه و يقبله العقل و المنطق و تاخذ به جميع القوانين الوضعية و يفعله البشر العاديون كل لحظة
قل لى بالله عليك اذا اخطأ احد ابناءك هل تجازى الاخر ؟ طبعا لا يمكن فكيف تظن ذلك فى الله الجليل
و اليك بعض الايات و لن اطيل عليك :
( الا تزر وازرة وزر اخرى ) النجم 36
( لا يجزى والد عن ولده و لا مولود هو جاز عن والده شيئا ) لقمان 33
( يوم يفر المرء من اخيه و امه و ابيه و صاحبته و بنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) عبس 24-27
( كل امرئ بما كسب رهين ) الطور 52
( و ان ليس للانسان الا ما سعى و ان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى ) النجم 37-40
(من عمل صالحا فلنفسه و من اساء فعليها ) فصلت 46
وبّين نبيُّنامحمد أن كلَّ الناسِ يخطئون لأنهم بشر ، ولكن خيرهم من يتوب إلىاللهِ، وأنالله يحاسبُ على الأعمالِ التي يعملها الإنسان في حياته الدنيا ؛ ثبت ذلك فيالآتي:
1- سنن الترمذيبرقم 2423عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبيَّ َقالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " صححه الألبانيُّ فيالسلسةِ الصحيحةِ برقم 2984
2- صحيحالبخاريبرقم 3264 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّrقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا بَنِيعَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِبْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ،اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ ، لاَ أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِشَيْئًا ، سَلاَنِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا ".
الحديثُ السابق بيان لقولِه :I]لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)[ (الممتحنة)
لم يتبق سوى الرد على الحديث الاخيرفَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ".
بعد ايراد كل هذه الادلة الدامغة الواضحة و التى لا تحتاج الى تاويل لا يجوز لنا تفسير الالفاظ المتشابهة الا من خلال المحكم و هى ليست غامضة الى هذا الحد فحين نقرأها نحن المسلمون نفهمها فورا على هذا النحو:
ان هذا حديثٌ حسن حسنه الألبانيُّ في السلسة الصحيحة برقم118.... ولكن الحديثَ يتحدث عن توارثِ الطباعِ ، والصفات التي جبَل اللهُ عليها الإنسان فى شخص ادم من آدم الى بنيه من جحود ونسيان ومعاصى وهذه الطبائع البشرية تتوارث، او تستطيع ان تقول بلغة العصر جينيا... و هذا فى طبيعة خلق الانسان التى قلنا ان الله خلقه عليها فادم كان يحمل جميع الصفات الوراثية التى تشعبت و توزعت تدريجيا بين ذريته فهذا اسمر و هذا ابيض و هذا طويل و هذا قصير و بالمثل هذا ذكى و هذا غبى هذا عصبى و هذا هادئ الطباع و لكن هناك صفات محددة لن تتغير بتغير و تشعب ذرية ادم هى الصفات الثلاث المذكورة بالحديث و هى الجحود و النسيان و الخطأ هذه صفات اساسية فى الانسان لن تجد انسان لا يحملها ابدا و هى نقاط ضعف فى الانسان قد تتسبب فى شقاءه ابديا او سعادته ابدا يدلل على ذلك :
1- قوله :I]يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)[ (النساء).
2- قولهI : ]وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْقَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)[ ( طه ).
3- قولهI : ]وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍمِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِفَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)[ (يوسف ) .
4-قولهI: ]قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)[(الكهف) .
5-قولهIلنبيِّه محمدr:]وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْيَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِرَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)[ (الكهف).
6- قولهIعنالصالحين:]رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[ (البقرة
"إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا " وقال تعالى "يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ").
و يجب ان تعلم ان الله حين يقول ادم فانه يتحدث عن الانسان بكل صفاته فادم المقصود به الانسان الاول الذى يحمل جميع الصفات البشرية و حين يقول الانسان فادم داخل فى الحديث بالطبع و لكن الخطاب لنا نحن الذين جئنا بعد ادم و توارثنا منه ما يحمله الخطاب
و لاحظ جمال و براعة الحديث النبوى فحين اراد الحديث عن انتقال صفات فطرية بدأ الكلام بان الله قد اخرج الذرية من ظهر ادم اى يتحدث عن توارث جينات مخلوقة فى البشر مجبولين عليها لا ان ادم حين نسى نقل هذا النسيان الى ذريته و لا حين جحد نقل هذا الجحود و لا حين اخطأ نقل ذلك الى ذريته ان القول بغير ذلك مضحك و لا يتفق مع الواقع فانت ترى الابن ياتى و يحمل صفات والده الجسمانية منها و الخلقية ايضا هذا هو التوارث المقصود و لكن اذا نسى الوالد امرا ما فى حياته فهذا لا ينتقل الى ذريته اننا لا نستطيع ان تقول ذلك ابدا و الا كنا موضع سخرية العقلاء
سوف اكتفى بهذا القدر من الاسلام و الان هيا الى عدد من الايات من العهدين القديم و الجديد
سوف نبين فى هذا الجزء عقيدة اليهود التى تدعى سيادتك انها تؤمن بالخطية الاولى و توارثها لنبين خطأ ذلك و كله من واقع الكتاب المقدس دون حاجة لاعمال العقل و المنطق لان الفيصل بيننا و بينكم هو الكتاب السماوى و الامر لا يحتاج الى تدخل منى كثير للبيان فهو واضح وضوح الشمس بل و ان عقيدة النصارى الحقيقية هى ذات العقيدة الاسلامية السابق ايرادها
العهد القديم:
1-ان الانسان لا يموت باثم ابيه و لا باثم الغير و انما بافعاله حز-18-17: ورفع يده عن الفقير ولم يأخذ ربا ولا مرابحة, بل أجرى أحكـامي وسلك في فرائضي, فإنه لا يموت بإثم أبيه. حياة يحيا.
حز-18-19: ((وأنتم تقولون: لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب؟ أما الابن فقد فعل حقا وعدلا. حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا.
حز-18-20: النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون.
ار-30-30: بل: ((كل واحد يموت بذنبه)). كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه
ار-32-19: عظيم في المشورة وقادر في العمل الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني آدم لتعطي كل واحد حسب طرقه وحسب ثمر أعماله.
مز-49-7: الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه.
تك-18-23: فتقدم إبراهيم وقال: ((أفتهلك البار مع الأثيم؟
تك-18-24: عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه؟
تك-18-25: حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم. حاشا لك! أديان كل الأرض لا يصنع عدلا؟))
تث-24-16: ((لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يقتل.
.
2- التوبة و انها الطريق لتكفير الخطايا لا الصلب و لا الفداء
حز-18-21: فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا. لا يموت.
حز-18-22: كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا.
حز-18-23: هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب؟ ألا برجوعه عن طرقه فيحيا؟
حز-33-14: وإذا قلت للشرير: موتا تموت! فإن رجع عن خطيته وعمل بـالعدل والحق,
حز-33-15: إن رد الشرير الرهن وعوض عن المغتصب وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم, فإنه حياة يحيا. لا يموت.
حز-33-16: كل خطيته التي أخطأ بها لا تذكر عليه. عمل بـالعدل والحق فيحيا حياة.
اش-1-17: تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة.
اش-1-18: هلم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف.
اش-55-7: ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران.
ان الرب قد غفر لادم و حواء
سفر التكوين إصحاح 3 عدد 21 : " وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا ".
:الربُّ صنع لهما بنفسه هذه الأقمصة ! أليس ذلك دليل على غفران الله لذنبهما
العهد الجديد :
المسيح يتحدث عن ان التوبة هى وسيلة النجاة
مت-3-7: فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته ، قال لهم: ((يا أولاد الأفاعي ، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟
مت-3-8: فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة.
مت-3-9: ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أبا. لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم.
ان الاعمال هى اساس الحساب يوم القيامة
مت-12-36: ولكن أقول لكم: إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين.
مت-25-31: ((ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ،فحينئذ يجلس على كرسي مجده.
مت-25-32: ويجتمع أمامه جميع الشعوب ،فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء،
مت-25-33: فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
مت-25-34: ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي ،رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.
مت-25-35: لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني.
مت-25-36: عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي.
مت-25-37: فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يارب ،متى رأيناك جائعا فأطعمناك ،أو عطشانا فسقيناك؟
مت-25-38: ومتى رأيناك غريبا فآويناك ،أو عريانا فكسوناك؟
مت-25-39: ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك؟
مت-25-40: فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ،فبي فعلتم.
مت-25-41: ((ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته،
مت-25-42: لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني
يع-5-15: وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له.
رو-2-6: الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله.
الايات القادمة قاطعة فى نفى عقيدة الخطيئة المتوارثة لان المسيح يدعو الناس لان يكونوا مثل الاولاد الصغار بلا خطيئة فيدخلوا ملكوت السماوات فلو كان الانسان يولد بخطيئة موروثة من ادم لما كان هؤلاء الاطفال ابرياء بلا خطيئة كما حدد المسيح
مت-18-3: وقال: ((الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات.
مت-18-4: فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات.
مت-19-13: حينئذ قدم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلي ، فانتهرهم التلاميذ.
مت-19-14: أما يسوع فقال: ((دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات)).
هذه الاية تدل على ان الناس بلا خطية اساسا ,لا علم للمسيح بموضوع الخطية المتوارثة
يو-15-22: لو لم أكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم.
يو-15-24: لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي
و ختاما المسيح يبين لنا كيف تكون لنا حياه ابدية ليس بالفداء و لا بالصلب و لكن بالاعمال .
1- إنجيل لوقا إصحاح 18عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَاالْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًاإِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 20أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَتَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ:«هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَيَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ: بعْ كُلَّ مَا لَكَوَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَاتْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا. 24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ:«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِيالأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!.....
2- انجيلِ متى إصحاح 19 عدد16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُالصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّوَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِالْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ:«أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ:«لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ،وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَاحَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُيَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَوَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَاتْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُكَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ....
2اخ-7-14: فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم.
نرحب بالاخ المسيحى مرسل الرد و نشكره على مشاركته معنا فى هذا الموضوع واضعين فى اعتبارنا اننا جميعا لا نبغى من هذه المناقشات و المحاورات سوى وجه الله تعالى هادفين الوصول الى الحقيقة لان هذه الحقيقة الخطيرة يتوقف عليها اما خلود فى نار جهنم و جحيم ابدى و اما هناء و نعيم فى جنة و سعادة ابدية فواحدة وواحدة فقط من كل الملل و النحل و الاديان التى ظهرت على وجه الارض هى التى على الحق و ستفوز برضوان الله و الباقون ضالون و نعوذ بالله من الضلال
بداية احب ان اوضح اننى كنت اتمنى ان يكون جواب الاخ المسيحى من واقع الكتاب المقدس ردا منه على نقدنا لعقيدة الخطيئة الاولى التى توارثها بنو البشر من ادم و حواء و التى هى اساس العقيدة المسيحية و التى بدونها لا تقوم للمسيحية قائمة
و اضيف اننى كنت ارجو ان يكون بيد الاخوة المسيحيين ادلة واضحة دامغة و كثيرة لا تقبل الشك من العهدين القديم و الجديد تؤيد دعواكم استنادا الى اهمية الموضوع و اتصاله باساس العقيدة
الا اننى دائما و ابدا افاجأ باى اخ مسيحى يدخل فى جدل معى او مع اى مسلم او يهودى حتى الا و يتجاهل كم الادلة التى نستند اليها فى نفى عقيدة الخطيئة الاولى و توارثها و الصلب و الفداء المسيحى بناء عليها
و لعل طريقة الاخ الفاضل (بارة) قد تخطت كل حدود هذا الاساس التى ننادى به فقد تجاهل الاخ الفاضل تماما الادلة التى اوردناها بل و صنع عجبا بان لجأ للدين الاسلامى نفسه ليحاول البرهنة على ما يدعيه و الدين الاسمى بعيد كل البعد كما سنبين فورا عن هذا الادعاء و لا يؤمن الا بقاعدة و لا تزر وازرة وزر اخرى
الا انه يبدو ان الاخ الفاضل قد اعيته الحيلة فلم يجد فى دينه ما يؤيد اهم اساس عقائدى لديه
فهو بين امرين احلاهم مر و لا يخدم دعواه
فهو اما مؤمن بالدين الاسلامى فيستشهد منه و فى هذه الحالة وجب عليه ان يؤمن كذلك بالاية الشريفة التى تقول ( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم ) المائدة 12
كما يجب عليه و الحال كذلك ان يسلم بالاية التى تقول ( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) المائدة 72 و غير ذلك من الايات التى تنكر الصلب و الفداء و الثالوث و كذلك الخطيئة الاولى كما سنبين
و اما الامر الثانى انه لا يؤمن اساسا بالدين الاسلامى نهائيا فلا يحق له و الحال كذلك كما يقول العقل ان يستشهد منه و عجبا على امر يتصل باهم عقيدة لديه فى دينه حقا اخى النصرانى لقد تجاوزت كل حدود العقل و المنطق فيما تقول
هذا من ناحية و من ناحية اخرى و هو الاهم ان الاخوة اهل الكتاب و بصفة خاصة النصارى دائما ما يلجأون الى وسيلة محددة نعلمها نحن المسلمون جيدا لان ديننا نبهنا لذلك هذه الوسيلة هى انكم تلجأون الى الحيل الذهنية التى تتم اما باقتطاع جزء من وسط الكلام و بناء موضوع او حتى عقيدة بناء عليه متجاهلين ما قبل و ما بعد و فى هذا يقول القرآن ( افتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى فى الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون الى اشد العذاب و ما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 85 و يقول ( كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين )الحجر 90-91 و تفسير الايه هم اهل الكتاب جزءوه اجزاء فامنوا ببعضه و كفروا ببعضه
و اما ( وهو الاخطر ) باستغلال المتشابه من الالفاظ فالالفاظ او اللغة بصفة عامة اما تكون محكمة اى ظاهرة المعنى واضحة المقصود منها و هذه لا تسبب اى مشاكل و تؤدى الى المقصود باقصر الطرق و اقوى الايمان و اليقين كما لو قلت لك مثلا الشمس تشرق من المشرق و هناك الالفاظ المتشابهة و معنى متشابهة اى محيرة مربكة تحدث لبسا لدى السامع و تحتاج الى ادلة اخرى من الكتاب السماوى نفسه لا من عقولنا او اوهامنا لاظهار المقصود منها كما لو قلت لك مثلا ان الله معنا فالمحكم من الكتاب يقول ان الله فى السماء و لفظ معنا متشابه يثير اللبس و فى هذه الحالة فان القاعدة الفقهية تقول برد المتشابه الى المحكم اى نفسر هذا الغامض بناء على ذاك الواضح كى لا نتوه و نضل و بالتالى يصبح المعنى ان الله يؤيدنا و ينصرنا لا انه معنا هنا فى عالمنا هذا الفاسد
و اوضح نموذج للمتشابه لديكم هو لفظ الابن كما سنبين فى اجزاء اخرى فانتم اعتبرتم ان اطلاق لفظ الابن على المسيح عليه السلام كان على الحقيقة و انه مولود حقيقة من الله الاب و هذا من قبيل المتشابه الذى نقول عليه و دليلى على ذلك ان لفظ الابن اطلق على الانبياء و الصالحين و الملوك و غيرهم انظر :
( هكذا يقول الرب اسرائيل ابنى البكر ) خروج 4: 22 و سليمان (انا اكون له ابا و هو يكون لى ابنا) صموئيل الثانى 17 : 13 و داود ( و هو يكون لى ابنا و لا انزع رحمتى عنه ) اخبار الايام الاول 17 : 13 و غير ذلك الكثير لا مجال له الان من العهد القديم و كذلك العهد الجديد ملئ ايضا بمثل ذلك انظر :
يقول المسيح ( طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون ) متى 5:9 و (صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم لكى تكونوا ابناء ابيكم الذى فى السموات ) متى 5 : 44-45 و ( لا تدعوا ابا على الارض لان اباكم واحد الذى فى السموات ) متى 33:9-10 و غير ذلك عدد كبير جدا من الايات فاذا رددنا المتشابه الى المحكم كنا امام احد امرين اما ان كل هؤلاء الاشخاص الذين اطلق عليهم لفظ ابن الله اما ان يكونوا جميعا بما فيهم المسيح ابناء الله على الحقيقة و اما ان هذا اللفظ مجازى معناه القرب من الله و لا شك ان المعنى الثانى هو المعنى العقلى المنطقى و الا كان لله اولادا كثيرة جدا سبحانه و تعالى علوا كبيرا
و فائدة المتشابه هى الاختبار و الامتحان الذى هو سبب وجودنا فى هذه الحياة الدنيا
يقول الحق تبارك و تعالى ( هو الذى انزل اليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات فاما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ) ال عمران 7
و اخر طريقة لكم فى الحيل الذهنية هى الاستناد الى امور او اثار ليس لها سند ثابت متصل الى قائلها فهذا هو حال الكتاب المقدس برمته نسبتموه الى اشخاص مجهولين لا نعلم من الكاتب و لا من الناقل و لا سيرته و لا امانته و فوق ذلك تلاعبتم بالترجمات انظر عدد ترجمات الكتاب المقدس و كلها تخالف بعضها فى اخطر التفاصيل و لنا وقفه فيما بعد مع هذا الموضوع الخطير
سوف اكتفى بهذا القدر كمقدمة لموضوعنا و سوف اجيب عليك من الاسلام و مرة اخرة من الكتاب المقدس بعهديه لنعرف حقيقة ايمان اليهود بل و حقيقة ما يجب ان تؤمنوا به كنصارى فاما من جهة الاسلام فسوف اجيب عليك من وجهتين احداهما ماحدث لادم و حواء و الاخرى من خلال خطاب الله للبشر جميعا ثم بعد ذلك اسرد لك عدد كبير من الايات من الكتاب المقدس و التى تنسف فكرة الخطيئة الاولى المتوارثة نسفا لعل الصورة تتجلى امامك فاقول و بالله التوفيق :
اولا : ما حدث لادم و حواء
اقول لك و بمنتهى الوضوح ان اول ما ساشتهد به هو الحديث المتشابه الذى اوردته فهذا الحديث حجة عليك لا لك و دليلى :
1- ان هذا الحديث حين تناوله المسلمون فى جميع الازمنة و الامكنة و على كافة الاراء و الملل تناولوه من باب القدر فقط و هل الانسان مسير او مخير و لم ينظر اليه احد قط فى اى وقت من باب الخطيئة الاولى و توارثها من ادم عليه السلام فهذا ما لم يقل به احد ابدا لان المحكم من الكتاب و السنة هو ان كل نفس بما كسبت رهينة و لا تزر وازرة وزر اخرى و تستطيع الرجوع فى شان هذا الحديث لكتاب الامام ابن القيم ( شفاء العليل فى مسائل القضاء و القدر و الحكمة و التعليل )حيث اورد جميع الاراء التى قيلت
2- يؤيد ذلك و يؤكده لفظ موسى عليه السلام لادم عليه السلام فى كل الاحاديث عدا حديث واحد هو حديث الترمذى تغير اللفظ قليلا حيث قال له ( يا ادم انت ابونا خيبتنا و اخرجتنا من الجنة ) و فى حديث اخر ( انت الذى اخرجتنا خطيتك من الجنة ) و فى حديث ثالث ( ثم اهبطت الناس بخطيتك الى الارض ) فلفظ موسى لادم لا يحتوى و لا يحتمل باى شكل من الاشكال مساله الخطيئة الاولى و توارثها فلم يقل له موسى انت اورثتنا الخطية و انت نقلت لنا الخطيئة و لا يستطيع ان يقول ذلك لما سنبينه فورا و كل مضمون كلام موسى ان ادم بخطيئته التى ارتكبها بعصيان الله اخرج الناس من الجنة الى الارض حيث التعب و الشقاء اما الحديث الاخير الذى يقول فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ". فهذا حديث متشابه سوف اجيبك عنه فى النهاية بعد ايراد كل المحكم حتى تستطيع ان تفهم الحديث جيدا
3- اما لماذا لا يستطيع موسى ان يقول له انت اروثتنا الخطيئة فمرجعه باقى الحديث من رد ادم الذى ساحتج انا به عليك ان شاء الله ماذا قال ادم فى حديث قال ( افتلومنى على امر قدر على قبل ان اخلق ) و فى حديث اخر ( افتلومنى على ان عملت عملا كتب الله على ان اعمله قبل ان يخلقنى باربعين سنة )و فى حديث ثالث افتلومنى على امر قدره الله على قبل ان يخلقنى باربعين سنة )
فجواب ادم هو حسم للقضية برمتها لذلك ختم النبى محمد (ص) هذه الاحاديث بقوله ( فحج ادم موسى ) ثلاث مرات فى حديث البخارى
اما وجه استشهادنا فهو ان الله حين خلق ادم و هو فى ظهره يحملنا جميعا كجينات هل خلقه الله كاملا ام خلقه به نقص و عيوب بشرية ؟ نحن امام احد فرضين لا ثالث لهما و هم اما نعم و اما لا و انا اقول لك انك لا تستطيع ان تجيب بلا و تقول انه خلقه كاملا كما حدث لموسى عليه السلام و السبب انه ارتكب معصية فلو كان كاملا لا عيوب فيه لما خرج على امر الله و لما عصاه هذه العيوب هى التى كانت مدخل ابليس اللعين من الذى وضع هذه العيوب البشرية فى ادم و باسلوب ادق من الذى خلق ادم و جبله على ما هو عليه انذاك ؟ الاجابة انه الله قطعا تقول التوراه ( و جبل الرب الاله ادم ترابا من الارض و نفخ فى انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية ) تكوين 1: 7 يدلل على ذلك ايضا ان ادم و حواء لم يكونا يعلمان الكثير عن انفسهما اساسا و انما كان كل شئ فى علم الله لانهما لما اكلا من الشجرة ( انفتحت اعينهما و علما انهما عريانان ) 3: 7
نخلص مما سبق انه من المستحيل ان يكون ادم كاملا ثم يعود فيعصى الله هذا ما لا يقوله احد من العقلاء فهو ليس ملاكا لا يخطئ و انما هو بشر له صفاته و خصائصه التى تخصه و التى فطره الله عليها و بالتالى نستطيع ان نقول بمنتهى الاطمئنان و الثقة ان الاجابة هى نعم لقد خلق الله ادم به عيوب فطرية بشرية عامدا متعمدا
و الان ننتقل للسؤال الاهم و الاخطر و هو اذا كنت عيوب ادم مخلوقه فيه من الله الرب فهل كان الرب يعلم ان ادم سيأكل من الشجرة التى حرمها عليه و منعه منها ؟ ان قلت لا فقد وصفت الله بالجهل و هو ما لا يجوز فالله يعلم ما كان و ما سيكون و ما لم يكن ان كان كيف سيكون و بالتالى نستطيع ان نقول ايضا ان الله كان يعلم ان ادم و حواء البشريين صنع يديه سيأكلان من الشجرة
اذن لماذا وضعهما الله فى الجنة و امرهما ان ياكلا من كل الجنة و نهاهما ان ياكلا من شجرة واحدة و جعل لهما عقوبة هى موتا تموت؟ اجابة هذا السؤال هى فيصل القضية برمتها
نحن امام احد فرضين لا ثالث لهما احدهما يقول به النصارى و الاخر يقول به المسلمون و قريبا منه اليهود
اما الفرض الاول و هو منطق النصارى فهو ان الله خلق ادم و حواء بهما عيوب بشرية كالغرور و النسيان و الطمع و غير ذلك ثم قرر الله الجليل ان يضعهما فى الجنة كى يعصياه فيميتهما ثم عاد فرجع فى كلامه (و هو ما لايجوز فى الله تعالى) فقرر ان يلقيهما فى عذاب الارض و التعب و الشقاء علما بانه المتسبب فيما حدث لهما فهو الذى خلق فيهم الخطيئة و تاتى ذريته محمله بخطيئة لا يد لهم فيها و فوق ذلك ملعونين ثم من يموت منهم يوضع فى حبس ابليس فى جهنم و بعد عدة الاف من السنين بعد ان ترتكب باسم هذه الخطيئة المخلوقة فيهم فطريا كل انواع الموبيقات و لا ندرى لماذا انتظر الله الاب كل هذه الفترة فيقوم اخيرا بارسال ابنه الوحيد الذى سر به كثيرا محبوبه الذى يعشقه احد اجزاء الاله الثلاث من الثالوث المقدس فيرسل الى الارض موضع الفساد و الزوال احد مكوناته او احد عناصره او كما يحلو لكم ان تبهموها احد اقانيمه ضاربا بعقول البشر عرض الحائط و متجاوزا كل ما هو معقول و لا معقول و كل ما ينبغى لجلاله و ما لا ينبغى كى يشتم و يبصق عليه و يضرب و يعذب ثم يموت ذليلا على الصليب رمز اللعنة كما هو مذكور فى كتابكم و كل ذلك يحدث لماذا ؟ لان احد البشر( و هم جنس لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا يستطيع الله ان يبيده بكلمة منه ) ارتكب معصية قد خلق الله فيه اسبابها و يعلم انه سيفعلها حتما
اننى حقا اتعجب من منطق النصارى ما لكم كيف تحكمون و ماذا تقولون و كيف تفكرون فى الله الجبار العظيم بهذا المنطق اين عدل الله و رحمته فى كل ذلك اين عدل الله فى وضع اباب الخطيئة فى ادم ثم يعاقبه عليها اين عدل الله و رحمته فى انتقال الخطيئة لمن لم يرتكب المعصية و اقصد ذرية ادم اين عدل الله و رحمته فى ايداعهم حبس ابليس بلا ذنب جنوه اين عدل الله و رحمته فى انتشار شرور و اثام خلق هو اسبابها بيده ثم يتركها تعذب ابرياء و اثمين على مدى الاف السنين اين عدل و الله و رحمته فى قتل برئ لم يرتكب اثما و هو ابنه المسيح فى ان يموت ذليلا مهزوما مدحورا بل اين عقل الله فى ارساله احد اجزاءه للفداء و الصلب
اقولها بكل وضوح و قوة ان المسيح برئ مما تقولون و لم يكن يعلم عنه شيئا و دليلى اخر عباره قالها قبل موته ( و ذلك بغض النظر عن انه ليس من المقبول عقلا موت الاله ؟) و هى ( و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلى ايلى لما شبقتنى اى الهى الهى لماذا تركتنى ) متى 27 :46 و ذاتها فى مرقص 15:34 فمن ناحية هو يستغيث و لا يدرى شيئا عن موته بل يستجدى الرب و يعاتبه فى انه كيف يتركه لهؤلاء الاثمة الجبارين يقتلونه لان الرب لا يتخلى عن اوليائه فما بالنا بابنه الوحيد الذى سر به كثيرا و من جانب اخر هل يقول الاله للاله او لاحد اقانيمه ( الهى الهى ) كيف ذلك ان هذه بصفة خاصة لا يمكن للعقل ان يمر عليها و يتجاوزها دون ان تنبهه ان المستغيث ما هو الا عبد للمستغاث به و لا يمكننى بهذا الصدد الا ان اورد قول الحق تبارك و تعالى فى سورة مريم عليها السلام (و قالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا ان كل من فى السموات و الارض الا اتى الرحمن عبدا )مريم 88-93
ثم انه اذا كانت معصية ادم تستوجب تضحية الله بابنه فما بالك بالفواحش و المنكرات التى نسبتموها للانبياء فنوح يسكر و يكشف عورته و يلعن كنعان تكوين 9 : 20 – 27 و لوط يسكر و يزنى بابنتيه و ينجب منهما من الزنا تكوين 19: 30-37 و فى هذا الامر ما فيه من قيل و قال فمعنى ان يزنى بابنته البكر و ينجب منها سفاحا ان دواد و المسيح قد جاءا بطريق الزنا كما سنبينه فيما بعد و داود العظيم يهتك عورة احد قواده و يزنى بزوجته و تحمل منه سفاحا فيرسله فى معركة خاسرة لكى يقتل فيقتل بالفعل فيتوعده الله بان يسلط ابنا لابنه يزنى بجميع نسائه فزنى بالفعل ابشالوم بجميع نساء داود على مراى من جميع الناس صموئيل الثانى 11: 1-27 و 12: 11-12 و 16 : 22 و سليمان الحكيم يكفر فى اخر عمره و يبنى معبدا للاوثان الملوك الاول 11:1-13
فبربك هل هناك نسبة بين معصية ادم و هذه المعاصى الجسيمة اذا كانت معصية ادم توجب نزول الله و تقديم نفسه كفارة عن البشر فما بالك بما فعله الانبياء و المرسلون من المعاصى و الاثام هل توجب نزول احد الاقانيم ليكفر عنها ام يوجب نزول كل الاقانيم حتى تتمكن من التكفير عن هذه الخطايا الشنيعة
و اضيف ان قتل المسيح ليس فيه ما يمحو الذنب بل ان فى ذلك ما يضيف خطيئة اخرى اكثر جرما و شناعة
و لا يفوتنى ان اذكر انه فى عهد نوح اغرق الله الكفار و الاثمين و لم يبق الا الصالحين الاتقياء انظر تكوين الاصحاحين 6و 7 و بالتالى لم يبق احد حاملا خطيئة ان صح زعم النصارى فقد قضى الله على شأفة الكفر و الخطيئة و لم يبق الا الصلاح كما تقول توراتكم
سوف اكتفى بهذا القدر و لكن اود ان اشير الى ان الخطايا من بعد المسيح قد زادت و اصبحت اكثر شدة و جرما من قبل الفداء فما فائدة الفداءو الصلب اذن لقد جاء المسيح و اهين و قتل ليكفر عن الخطايا فكان من الواجب ان تزول الخطيئة من البشر لا ان تشتد
و الان هيا ننتقل الى الفرض الثانى و الذى يؤمن به المسلمون :
اذكرك بالسؤال و هو اذا كان الله قد خلق البشر نزاعين للخطيئة بطبعهم و يعلم ان ادم سياكل من الشجرة فلم فعل كل ذلك و هو الله الحكيم الذى يجب ان ننزهه عن كل نقص :
خلق الله الارض قبل خلق ادم بزمان و اعدها خصيصا لسكنى الانسان من قبل خطيئة ادم بزمان ايضا ثم خلق الانسان ممثلا فى ادم خلق له نفسه نزاعة بطبعها الى الخطأ يقول الحق تبارك و تعالى ( ان النفس لامارة بالسوء )يوسف53 و لكنه سبحانه جعل فيها جانبين الخير و الشر و ترك للانسان اختيار الطريق الذى يريده ( و نفس و ما سواها فالهما فجورها و تقواها قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها ) الشمس 6-10 و كذلك (انا هديناه السبيل اما شاكرا و اما كفورا )الانسان 3 و كذلك (و هديناه النجدين )البلد 10 و لم يقدر للانسان ان يدخل الجنة بدون عمل بل جعلها مسابقة او امتحان (تبارك الذى بيده الملك و هو على كل شئ قدير الذى خلق الموت و الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ) تبارك 1- 2 وينجو فيها من اطاع الله و يهلك من يعصيه(بلى من كسب سيئة و احاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون و الذين امنوا و عملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون) البقرة 81-82
و منذ اول لحظة لخلق ادم ظهر له عدو مبين هو ابليس و كان ابليس يعتبر منهم مجازا فهو من الجن و لكن اجتهد فى عبادة الله فرفعه الله فى الدرجة و لكن الله كان يرى به عيبه و هو الكبر و الغرور فاعد له الامتحان حيث امر الله الملائكة بالسجود لادم فسجدوا جميعا الا ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين( و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين )البقرة 34 و ذلك غيرة من ادم و غرورا بنفسه حيث اعتبر نفسه افضل من ادم مع ان الخالق هو الله يفعل ما يشاء و يفضل من يشاء على من يشاء (قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين ) الاعراف 12 و غضب الله عليه و لعنه و جعل جهنم مثواه و لكن ابليس طلب من الرب ارجاؤه الى يوم القيامة و توعد بنى البشر امام الله بان يغويهم اجمعين الا عباد الله منهم المخلصين و قبل منه الله و جعله محرك الشر او رمز الشر او تستطيع ان تقول سببية الشر ليختبر البشر من خلال ذلك (قال انظرنى الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين قال فبما اغويتنى لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم عن ايمانهم و عن شمائلهم و لا تجد اكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لاملآن جهنم منكم اجمعين )الاعراف 14-18 و قدر الله تعالى الارض لتكون مقر لكل الاحداث التالية و للصراع الذى سيدور بين البشر و بين ابليس و ذريته و لكن قبل ذلك اراد لادم ان يمر بفترة اعداد او تجربة يعلم الله ان ادم سيفشل فيها حتما رغم تحذير الله له الا ان الله اراد ذلك ليتعلم ادم عدة امور اهمها عيوب نفسه التى خلقها الله به و ان الدنيا ستكون بها اوامر الله يجب اتباعها و نواه يجب ان يبتعد عنها و لاظهار عداء ابليس و حيله و انه لا يبغى الا ضياع ادم و ذريته و اهلاكهم و اخيرا و هو اهم شئ ان الله غفور رحيم تواب لمن اخطأ و عاد الى الله و كذلك كيفية هذه العودة و تلك التوبة و طريقتها كل ذلك فى صورة درس عملى لادم و ذريته من بعده تبقى عالقة فى اذهانهم لا ينسوها ابدا و تبقى حجة عليهم امام الله تعالى ( و يادم اسكن انت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )البقرة 34 و الاعراف 19 لاحظ ان الاية بها امر و نهى و ان الطيبان المباحات دائما اكثر من المحرمات و نفس الامر بالدنيا فيما بعد
و حدث المحظور استطاع الشيطان ان يغوى ادم و حواء فى اول تجربة بشرية على الاطلاق فى الطاعة و العصيان لله و اتمكن من استغلال عيوب البشر التى اطلعه الله عليها فى الفوز بعصيان ادم و حواء لله اهم هذه العيوب النسيان و الغرور و الطمع ( فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة و اقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين ) الاعراف 22
( فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم فى الارض مستقر و متاع الى حين ) البقرة 36
فما كان من ادم و حواء الا ان شعرا بالجرم و فهما حقيقة الامر الخطير و لم يدريا ما يفعلان تجاه الرب العظيم فهما يريدان ان يستغفرانه و لكن لا يعلمان الكيفية فهما حديثا العهد و تلك اول تجربة لهما
لذلك فما كان من الرب الجليل الا ان ارشدهما لما يفعلانه و ما سيفعلانه و ما ستفعله ذريتهما حين تخطئ فى الدنيا او بمعنى ادق بين لهما طريقة التوبة و كل ذلك تدريب لادم و حواء و ذريتهما من بعدهما (فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ) البقرة 37
اعتقد ان هذه الاية تهدم كل ما قاله الاخ المسيحى عن وجود الخطيئة الاولى و توارثها فى الاسلام
بل ان الرب بين له الالفاظ التى يتفوه بها كذلك ( قالا ربنا ظلمنا انفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين) الاعراف 22 – 23
و لتأكيد ذلك اورد الاية التى استشهدت بها اخى النصرانى و لكن هذه المرة كاملة لا منقوصة ( و عصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه فتاب عليه و هدى ) طه 121-122
اعتقد ان الاية كاملة تهدم ايضا ما قلته عن الخطيئة فى الاسلام فالاساس الاسلامى هو التوبة و الرجوع الى الله يغفر كل شئ لا فداء و لا صلب فى الاسلام
ثم قضى الله ان ينتقلا الى دار الابتلاء و هى الارض جميعا لتدور احداث الدنيا و الامتحان بذات الطريقة التى حدثت مع ادم و حواء فى الجنة و لعل الاية القادمة تنقض ما قلته كله ايضا اخى المسيحى (قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون و الذين كفروا و كذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة 39
( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فاما ياتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى و من اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتنى اعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك اتتك ايتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى ) طه 123-126
هل رايت هذا هو المنظور الاسلامى للموضوع لا كما تدعى و تحاول ان تبرهن بلا دليل حقيقى
و اخيرا حذر الله الذرية كلها و طلب منها ان تتعظ بما حدث لابويهم(يبنى ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون ) الاعراف 27
ثانيا خطاب الله للبشر :
ان الاسلام كله قرانه و سنته و اثاره جميعا تقوم على مبدا واحد لا حيد عنه و هو ان كل فرد سيحاسب عما قدمت يداه و لا يعاقب احد على ذنب جناه اخر و لا يؤخذ الولد بخطية الوالد ابدا ليس هذا لدينا فى الاسلام فكل يجنى ثمار عمله ان خيرا فخير و ان شرا فشر فهذا الحكم هو ما تقتضيه الفطرة السليمه و يقبله العقل و المنطق و تاخذ به جميع القوانين الوضعية و يفعله البشر العاديون كل لحظة
قل لى بالله عليك اذا اخطأ احد ابناءك هل تجازى الاخر ؟ طبعا لا يمكن فكيف تظن ذلك فى الله الجليل
و اليك بعض الايات و لن اطيل عليك :
( الا تزر وازرة وزر اخرى ) النجم 36
( لا يجزى والد عن ولده و لا مولود هو جاز عن والده شيئا ) لقمان 33
( يوم يفر المرء من اخيه و امه و ابيه و صاحبته و بنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) عبس 24-27
( كل امرئ بما كسب رهين ) الطور 52
( و ان ليس للانسان الا ما سعى و ان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى ) النجم 37-40
(من عمل صالحا فلنفسه و من اساء فعليها ) فصلت 46
وبّين نبيُّنامحمد أن كلَّ الناسِ يخطئون لأنهم بشر ، ولكن خيرهم من يتوب إلىاللهِ، وأنالله يحاسبُ على الأعمالِ التي يعملها الإنسان في حياته الدنيا ؛ ثبت ذلك فيالآتي:
1- سنن الترمذيبرقم 2423عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبيَّ َقالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " صححه الألبانيُّ فيالسلسةِ الصحيحةِ برقم 2984
2- صحيحالبخاريبرقم 3264 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّrقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا بَنِيعَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِبْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ،اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ ، لاَ أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِشَيْئًا ، سَلاَنِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا ".
الحديثُ السابق بيان لقولِه :I]لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)[ (الممتحنة)
لم يتبق سوى الرد على الحديث الاخيرفَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْذُرِّيَّتُهُ وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ".
بعد ايراد كل هذه الادلة الدامغة الواضحة و التى لا تحتاج الى تاويل لا يجوز لنا تفسير الالفاظ المتشابهة الا من خلال المحكم و هى ليست غامضة الى هذا الحد فحين نقرأها نحن المسلمون نفهمها فورا على هذا النحو:
ان هذا حديثٌ حسن حسنه الألبانيُّ في السلسة الصحيحة برقم118.... ولكن الحديثَ يتحدث عن توارثِ الطباعِ ، والصفات التي جبَل اللهُ عليها الإنسان فى شخص ادم من آدم الى بنيه من جحود ونسيان ومعاصى وهذه الطبائع البشرية تتوارث، او تستطيع ان تقول بلغة العصر جينيا... و هذا فى طبيعة خلق الانسان التى قلنا ان الله خلقه عليها فادم كان يحمل جميع الصفات الوراثية التى تشعبت و توزعت تدريجيا بين ذريته فهذا اسمر و هذا ابيض و هذا طويل و هذا قصير و بالمثل هذا ذكى و هذا غبى هذا عصبى و هذا هادئ الطباع و لكن هناك صفات محددة لن تتغير بتغير و تشعب ذرية ادم هى الصفات الثلاث المذكورة بالحديث و هى الجحود و النسيان و الخطأ هذه صفات اساسية فى الانسان لن تجد انسان لا يحملها ابدا و هى نقاط ضعف فى الانسان قد تتسبب فى شقاءه ابديا او سعادته ابدا يدلل على ذلك :
1- قوله :I]يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)[ (النساء).
2- قولهI : ]وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْقَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)[ ( طه ).
3- قولهI : ]وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍمِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِفَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)[ (يوسف ) .
4-قولهI: ]قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)[(الكهف) .
5-قولهIلنبيِّه محمدr:]وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْيَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِرَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)[ (الكهف).
6- قولهIعنالصالحين:]رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[ (البقرة
"إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا " وقال تعالى "يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ").
و يجب ان تعلم ان الله حين يقول ادم فانه يتحدث عن الانسان بكل صفاته فادم المقصود به الانسان الاول الذى يحمل جميع الصفات البشرية و حين يقول الانسان فادم داخل فى الحديث بالطبع و لكن الخطاب لنا نحن الذين جئنا بعد ادم و توارثنا منه ما يحمله الخطاب
و لاحظ جمال و براعة الحديث النبوى فحين اراد الحديث عن انتقال صفات فطرية بدأ الكلام بان الله قد اخرج الذرية من ظهر ادم اى يتحدث عن توارث جينات مخلوقة فى البشر مجبولين عليها لا ان ادم حين نسى نقل هذا النسيان الى ذريته و لا حين جحد نقل هذا الجحود و لا حين اخطأ نقل ذلك الى ذريته ان القول بغير ذلك مضحك و لا يتفق مع الواقع فانت ترى الابن ياتى و يحمل صفات والده الجسمانية منها و الخلقية ايضا هذا هو التوارث المقصود و لكن اذا نسى الوالد امرا ما فى حياته فهذا لا ينتقل الى ذريته اننا لا نستطيع ان تقول ذلك ابدا و الا كنا موضع سخرية العقلاء
سوف اكتفى بهذا القدر من الاسلام و الان هيا الى عدد من الايات من العهدين القديم و الجديد
سوف نبين فى هذا الجزء عقيدة اليهود التى تدعى سيادتك انها تؤمن بالخطية الاولى و توارثها لنبين خطأ ذلك و كله من واقع الكتاب المقدس دون حاجة لاعمال العقل و المنطق لان الفيصل بيننا و بينكم هو الكتاب السماوى و الامر لا يحتاج الى تدخل منى كثير للبيان فهو واضح وضوح الشمس بل و ان عقيدة النصارى الحقيقية هى ذات العقيدة الاسلامية السابق ايرادها
العهد القديم:
1-ان الانسان لا يموت باثم ابيه و لا باثم الغير و انما بافعاله حز-18-17: ورفع يده عن الفقير ولم يأخذ ربا ولا مرابحة, بل أجرى أحكـامي وسلك في فرائضي, فإنه لا يموت بإثم أبيه. حياة يحيا.
حز-18-19: ((وأنتم تقولون: لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب؟ أما الابن فقد فعل حقا وعدلا. حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة يحيا.
حز-18-20: النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون.
ار-30-30: بل: ((كل واحد يموت بذنبه)). كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه
ار-32-19: عظيم في المشورة وقادر في العمل الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني آدم لتعطي كل واحد حسب طرقه وحسب ثمر أعماله.
مز-49-7: الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه.
تك-18-23: فتقدم إبراهيم وقال: ((أفتهلك البار مع الأثيم؟
تك-18-24: عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه؟
تك-18-25: حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم. حاشا لك! أديان كل الأرض لا يصنع عدلا؟))
تث-24-16: ((لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يقتل.
.
2- التوبة و انها الطريق لتكفير الخطايا لا الصلب و لا الفداء
حز-18-21: فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا. لا يموت.
حز-18-22: كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا.
حز-18-23: هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب؟ ألا برجوعه عن طرقه فيحيا؟
حز-33-14: وإذا قلت للشرير: موتا تموت! فإن رجع عن خطيته وعمل بـالعدل والحق,
حز-33-15: إن رد الشرير الرهن وعوض عن المغتصب وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم, فإنه حياة يحيا. لا يموت.
حز-33-16: كل خطيته التي أخطأ بها لا تذكر عليه. عمل بـالعدل والحق فيحيا حياة.
اش-1-17: تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة.
اش-1-18: هلم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف.
اش-55-7: ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران.
ان الرب قد غفر لادم و حواء
سفر التكوين إصحاح 3 عدد 21 : " وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا ".
:الربُّ صنع لهما بنفسه هذه الأقمصة ! أليس ذلك دليل على غفران الله لذنبهما
العهد الجديد :
المسيح يتحدث عن ان التوبة هى وسيلة النجاة
مت-3-7: فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته ، قال لهم: ((يا أولاد الأفاعي ، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟
مت-3-8: فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة.
مت-3-9: ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أبا. لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم.
ان الاعمال هى اساس الحساب يوم القيامة
مت-12-36: ولكن أقول لكم: إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين.
مت-25-31: ((ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ،فحينئذ يجلس على كرسي مجده.
مت-25-32: ويجتمع أمامه جميع الشعوب ،فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء،
مت-25-33: فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
مت-25-34: ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي ،رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.
مت-25-35: لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني.
مت-25-36: عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي.
مت-25-37: فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يارب ،متى رأيناك جائعا فأطعمناك ،أو عطشانا فسقيناك؟
مت-25-38: ومتى رأيناك غريبا فآويناك ،أو عريانا فكسوناك؟
مت-25-39: ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك؟
مت-25-40: فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ،فبي فعلتم.
مت-25-41: ((ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته،
مت-25-42: لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني
يع-5-15: وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له.
رو-2-6: الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله.
الايات القادمة قاطعة فى نفى عقيدة الخطيئة المتوارثة لان المسيح يدعو الناس لان يكونوا مثل الاولاد الصغار بلا خطيئة فيدخلوا ملكوت السماوات فلو كان الانسان يولد بخطيئة موروثة من ادم لما كان هؤلاء الاطفال ابرياء بلا خطيئة كما حدد المسيح
مت-18-3: وقال: ((الحق أقول لكم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات.
مت-18-4: فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات.
مت-19-13: حينئذ قدم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلي ، فانتهرهم التلاميذ.
مت-19-14: أما يسوع فقال: ((دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات)).
هذه الاية تدل على ان الناس بلا خطية اساسا ,لا علم للمسيح بموضوع الخطية المتوارثة
يو-15-22: لو لم أكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فليس لهم عذر في خطيتهم.
يو-15-24: لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية، وأما الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي
و ختاما المسيح يبين لنا كيف تكون لنا حياه ابدية ليس بالفداء و لا بالصلب و لكن بالاعمال .
1- إنجيل لوقا إصحاح 18عدد18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَاالْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًاإِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 20أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَتَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ:«هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَيَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ: بعْ كُلَّ مَا لَكَوَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَاتْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا. 24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ:«مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِيالأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!.....
2- انجيلِ متى إصحاح 19 عدد16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُالصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّوَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِالْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ:«أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ:«لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ،وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَاحَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُيَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَوَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَاتْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُكَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ....
2اخ-7-14: فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم.
سوف اكتفى بهذا القدر و اعتذر عن الاطالة
سبحانك اللهم و بحمدك لا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك
تعليق