نظرات في قصة عيسى عليه السلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

S@hEr مسلم اكتشف المزيد حول S@hEr
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • S@hEr
    1- عضو جديد
    • 15 أكت, 2010
    • 36
    • مهندس
    • مسلم

    نظرات في قصة عيسى عليه السلام

    ... تعتبر قصة عيسى عليه السلام من القصص البارزة في القرآن الكريم اذ افرد القرآن سورتين لحيثيات هذه القصة هما سورة آل عمران وسورة مريم ..وناقش فيهما وفي سور أخرى لقطات من هذه القصة لنبي عظيم نبي اختلف فيه وظل الاختلاف بين الديانات السماوية الثلاث – اليهودية والمسيحية والاسلام – حتى الآن ، لكن القرآن وضّح مواطن هذه الاختلافات كلها باسلوبه الفخم وبجلاء لابراز حقيقة قصة السيد المسيح عليه السلام ، واضفى على هذه لقصة خصوصية مميزة عن قصص الرسل والانبياء الاخرين فما هي هذه الخصوصية ؟ ولماذا؟ وكيف عبّر القرآن الكريم عنها ؟ هذا ما سأحاول عرضه في هذه النظرات ...


    عيسى والتوحيد الاعظم


    ان المعتقد المسيحي اليوم في امر عيسى عليه السلام انه الثالوث المقدّس أو ابن الله – كما يقولون تعالى الله عن هذا علوا كبيرا لأن " كل عقيدة توحيدية تطرح نقطة تقاطع بين الخالق والمخلوق فكانت المسيحية ان جعلت نقطة التقاطع هي شخص المسيح، اللوجوس ]أي الكلمة[، ابن الإله، الذي ينزل إلى الأرض ليفدي البشر بدمه وهذا هو التجسد incarnation، مما أدى إلى ظهور إشكالية جوهرية، لأنه حين نزل ابن الإله إلى الأرض وتحول اللاهوت إلى ناسوت، والإلهي إلى إنساني فإنه بذلك دخل في إطار الزمان الدنيوي المادي واقتحم التاريخ الإنساني، فتداخل التاريخ المقدس بالتاريخ الزمني. وقد حاولت الكنيسة الكاثوليكية أن تحل هذه الإشكالية بأن جعلت الحلول يتركز في فرد واحد وليس فى جماعة بشرية هو المسيح، وهو حلول انتهى بالصلب وصعود المسيح وعودته إلى أبيه في السماء. "(1) فكانت هذه الامور ان انحرفت بالناس عن روح التوحيد الخالص لله عز وجل الذي هو هدف كل النبوءات على امتداد التاريخ مصداقا لقوله تعالى:-( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)] الانبياء :25[ ، فكان من واجب القران ان يدحض هذه ( المزاعم) باياته الواضحة فكانت قصة عيسى عليه السلام ..لذلك استخدم القرآن اسلوبين وهما:- اولا: الاسلوب التقرير المباشر من خلال الايات العديدة التي تحض على التوحيد الخالص في القرآن الكريم كاملا والتأكيد على انتفاء الصاحبة والولد عن المولى عز وجل ومن ثم التأكيد على ( بشرية ) الانبياء والمرسلين - عليهم السلام – واقرأ معي :-
    - (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) ]البقرة:116[
    - (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ]يونس :68[
    - (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) ] الجن :3[
    وغيرها من الايات التي تتوجها سورة التوحيد الاعظم سورة الاخلاص..
    اما في قصة عيسى فاستخدم القرآن الاسلوب ذاته في قوله تعالى :-( قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ] المائدة :17[ وقوله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ] المائدة:73[ ، فهو في اية أخرى يؤكد على بشرية المسيح عيه السلام فيقول ) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) ] المائدة : 75[ هنا ضرب مثلا لما تحتاجه البشرية من امور حياتية لعل ي ابسطها الطعام جاء في تفسير الرازي " واعلم أن المقصود من ذلك : الاستدلال على فساد قول النصارى ، وبيانه من وجوه : الأول : أن كل من كان له أم فقد حدث بعد أن لم يكن ، وكل من كان كذلك كان مخلوقاً لا إلها ، والثاني : أنهما كانا محتاجين ، لأنهما كانا محتاجين إلى الطعام أشد الحاجة ، والإله هو الذي يكون غنياً عن جميع الأشياء ، فكيف يعقل أن يكون إلها . الثالث : قال بعضهم : إن قوله { كَانَا يَأْكُلاَنِ الطعام } كناية عن الحدث لأن من أكل الطعام فإنه لا بدّ وأن يحدث ، وهذا عندي ضعيف من وجوه : الأول : أنه ليس كل من أكل أحدث ، فإن أهل الجنة يأكلون ولا يحدثون . الثاني : أن الأكل عبارة عن الحاجة إلى الطعام ، وهذه الحاجة من أقوى الدلائل على أنه ليس بإله ، فأي حاجة بنا إلى جعله كناية عن شيء آخر . الثالث : أن الإله هو القادر على الخلق والايجاد ، فلو كان إلها لقدر على دفع ألم الجوع عن نفسه بغير الطعام والشراب ، فما لم يقدر على دفع الضرر عن نفسه كيف يعقل أن يكون إلها للعالمين ، وبالجملة ففساد قول النصارى أظهر من أن يحتاج فيه إلى دليل ."(2)
    وكذلك من خلال الحوار الذي عرضه القرآن في اواخر سورة المائدة حيث يقول الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ] المائدة : 116-119[ ففي ثنايا الحوار توضيح عقلاني لموضوع الوحدانية العبودية...


    الاسلوب الآخر


    اما الاسلوب الآخر الذي استخدمه القرآن يتمثل في ادوار القصة نفسها اذ نلاحظ ان قصة عيسى عليه السلام تفردت عن غيرها من القصص القرنية ان بداياتها لم ترافق ظهور الرسول أو النبي ( وهو هنا عيسى) كما هو المعتاد في القصة القرآنية للرسل عليه السلام اذ ان القصص الاخرى تبدأ من لحظة الدعوة لاقوام الرسل ويدخل الرسول أو النبي تحت اضاءة السرد في القصة القرآنية في تلك اللحظات – لحظات دعوته لقومه – دون التطرق إلى ماضي الرسول ونسبه بل التركيز على مراحل الدعوة فقط..
    ما عدا قصة عيسى عليه السلام التي بدأت منذ زمن بعيد بدأت بالاصطفاء الالهي لآدم ونوح وال ابراهيم وال عمران على العالمين ومن ثم تتطرق القصة بالتفصيل إلى ملابسات نذر امرأة عمران وثم بدايات مريم عليها السلام وكفالة زكريا عليه السلام لها كل هذا فصلته سورة آل عمران وتفصل سورة مريم قصة مريم حتى لحظات ولادتها بالسيد المسيح عليه السلام ومعجزته الاولى في المهد ..
    كل هذا ( التمهيد) لظهور عيسى عليه السلام لهو دليل (مادي ) ملموس وردا قاطعا لأولئك القائلين بإلوهية عيسى أو انه ابن الله ، فالاسهاب القرآني للبدايات كأنه يدوّن (نسب) عيسى عليه السلام بكل التفاصيل من آدم حتى الوفاة، ولن نجد مثل هذا التفصيل المسبق لنسب رسول أو نبي في قصة أخرى من قصص الانبياء عليهم السلام إذا استثنينا ادم عليه السلا م لما سنعرف لاحقا..فحتى قصة موسى عليه السلام – رغم كثرة ورودها في القرآن- لم تفصّل في نسبه بمثل هذا التفصيل..
    ويصر القرآن في اغلب مواضع ذكر قصة عيسى عليه السلام على تريد (عيسى بن مريم) كنفي قاطع لما زعموه ولا مثل له في الانبياء والرسل الاخرين ايضا ...


    المثلية مع آدم


    القصة المشابه لقصة عيسى عليه السلام - في التفصيل المسبق – هي قصة آدم عيه السلام ،فأبونا آدم لم تبد قصته من لحظة خلقه أو نفخ الروح فيه بل كانت لها مقدمات اوردتها سورة البقرة خاصة في حوار الله مع الملائكة عن المخلوق القادم – خليفة الأرض- وتساؤلات الملائكة ومن ثم جاءت ( لقطة) الخلق والاختبار والسجود وما تلاها من احداث فهل تماثل قصة آدم قصة عيسى في هذا فقط ؟
    ان الاية التي جمعت الاثنين في قوله تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ] آل عمران :59[ فهذه الاية جاءت في محضر رد النبي – عليه الصلاة والسلام – لنصارى نجران اذ " قالوا: يا محمد، فيم تشتم صاحبنا ؟ قال: (من صاحبكم) ؟ قالوا: عيسى ابن مريم تزعم انه عبد.
    قال: (أجل انه عبد الله وروحه وكلمته، ألقاها الى مريم وروح منه).
    فغضبوا وقالوا: لا ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره، فهل رأيت قط انسانا خلق من غير أب ؟.
    فأنزل الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم) ) ] المائدة :175[ وأنزل الله تعالى: (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) ) ] آل عمران:59[ "(3)
    لكن فيها (مثلية) أخرى يشير اليها المهندس / عبدالدائم الكحيل فيقول " بل هناك تماثل في ذكر كل منهما في القرآن. فلو بحثنا عن كلمة (عيسى) في القرآن نجد أنها تكررت بالضبط 25 مرة، ولو بحثنا عن كلمة (آدم) في القرآن لوجدنا أنها تتكرر 25 مرة أيضاً " (4) وليس هذا فقط بل " أن الآية التي اجتمع فيها الاسمان هي الآية السابعة في ترتيب الآيات التي ذكر فيها (آدم) وكذلك هي الآية السابعة في الآيات التي ذكر فيها (عيسى) "(5)


    قصة ميلاد عيسى


    وفي قصة ميلاد عيسى عليه السلام لمحة جميلة في لحوار الذي دار بيم السيدة مريم عليها السلام والسيد المسيح اذ يقول الله تعالى :( فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ) ]مريم :24- 26[ فكأن الحوار ( تدريب ) مسبق للسيدة مريم اذ ما واجهت قومها وطلبت احالة الامر على الطفل الذي في المهد فيكون طلبها ساعتها عن اطمئنان بكونه عليه السلام سيتحدث معهم مثل تحدثه معها في تلك اللحظات الحرجة ..وهنا احب ان اشير إلى ان لفظة (سريا) قد ذهب بعض المفسرين لاعتبارها اسم من اسماء النهر لان الايات التي بعدها تقول ( فكلي واشربي) فالاكل سيكون من ( الرطب) المتساقط فمن اين الشرب؟ فكان المخرج ان تكون سريا للشرب ؟!!
    لذا يقول صاحب روح المعاني " كلي من ذلك الرطب واشربي من ذلك السرى"(6) معتمدين على حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه "إن السري الذي قال الله لمريم: { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا } نهر أخرجه الله لتشرب منه"(7)..
    اقول هذا لا يصح فليس وجود الشرب شرطا ان يذكر القرآن سبب الشرب فالقران يجمع الاكل والشرب دون مصوغ احيانا للاكل أو الشرب واقرأ معي قوله تعالى (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )] البقرة :60[ نلاحظ كل مسببات الشرب مع ذلك ذكر الاكل معه بل وقدمه على الشرب فلماذا ؟
    لان هذا ديدن القرآن يقدّم الاكل على الشرب دائما أينما اجتمعا والعلة في ذلك ان طلب الاكل اصعب من طلب الشرب يقول الشعراوي رحمه الله تعالى "بدأ بالطعام قبل الشراب ، لماذا؟ لأن الإنسان عادةً يأكل أولاً ، ثم يشرب ، فالماء مع أهميته ، إلا أنه يأتي في العادة بعد الطعام ، فسبحان مَنْ هذا كلامه ."(8) اما الحديث المعوّل عليه فيقول ابن كثير في نفس الصفحة " وهذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه. وأيوب بن نهيك هذا هو الحبلي قال فيه أبو حاتم الرازي: ضعيف. وقال أبو زُرْعَة: منكر الحديث. وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث." (9) فالمعنى للسري هو السيد على ذلك ذهب الرازي في تفسيره قائلا " أما الحسن وابن زيد فجعلا السري عيسى والسري هو النبيل الجليل يقال فلان من سروات قومه أي من أشرافهم"(10)
    اخيرا قد يثور سؤال في ذكر عيسى مرة والمسيح مرة وابن مريم مرة في القرآن الكريم؟
    يجيب الدكتور فاضل السامرائي عن ذلك قائلا " حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات أبدأً ولم ترد في التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدة، وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقاً بالتكليف (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) ]المؤمنون: 50[ (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) ] الزخرف:57[.
    أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام (وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) ] المائدة :46 [ (ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) ]مريم :34 [ ولا نجد في القرآن كله آتيناه البينات إلا مع لفظ (عيسى) (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) ] الزخرف :63 [ ولم يأت أبداً مع ابن مريم ولا المسيح. إذن فالتكليف يأتي بلفظ عيسى أو الثناء أيضاً وكلمة عيسى عامة فالمسيح ليس اسماً ولكنه لقب وعيسى اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك. والتكليف جاء باسمه (عيسى) وليس بلقبه ولا كُنيته."(11)

    والله اعلم


مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 ساعات
ردود 0
4 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 ساعات
ردود 3
8 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 ساعات
ردود 0
5 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
رد 1
10 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 0
5 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...