بسم الله الرحمن الرحيم
الإنبهار الحضاري والتبعية الفكرية ليست مقتصرة على هذا العصر الذي نعيشه فقط!! .. فالفليسوف المسلم أبو حامد الغزالى ذكر سبب إلحاد وانحراف وتأثر المسلمين كثيراً بسبب الفلسفة اليونانية..بسبب أن العرب انبهروا حضاريا بما وصل إليه اليونانيين وأخذوا كل ما قدمه العظماء اليونانيون والإغريقيون على أنه مسلمات لايمكن الشك فيها ولايمكن التفكير فيها !!.
وقد ذم ذلك وذكره الفليسوف الغزالي فى كتابيه الشهيرين....(المنقذ من الضلال - تهافت الفلاسفة)
مع العلم أن رد ابن رشد على الغزالي كان بعد وفاة الغزالي !!...وكان رداً متهافتا فيه محاباة شديدة لمعلمه أرسطو وسيده الذى خنع وخضع لفكره وسلم به كأنه وحي من السماء!!!
وهناك الكثيرون من الفلاسفة المنتسبين للإسلام كانوا منبهرين بحضارة اليونان:-
فنرى كلاً منهم قد تبنى أن يكون تلميذاً لأحدهم من فلاسفة اليونان .. كالفارابى وابن رشد وأبو اسحاق الكندى وابن سينا...وأبو بكر الرازى...وحاكم المسلمين نفسه "المأمون" (صاحب قضية خلق القرآن الشهيرة) .. والمعتزلة أيضا!!!!
فنرى كلاً منهم قد تبنى أن يكون تلميذاً لأحدهم من فلاسفة اليونان .. كالفارابى وابن رشد وأبو اسحاق الكندى وابن سينا...وأبو بكر الرازى...وحاكم المسلمين نفسه "المأمون" (صاحب قضية خلق القرآن الشهيرة) .. والمعتزلة أيضا!!!!
وهذه التبعية الفكرية والإنبهار الحضاري دائما يحدث فى الشعوب المتأخرة ثقافياً وعلمياً واقتصادياً ... والتي تؤدى بدورها إلى انصهار الفكر المحلى وأن يصبح فكر غير منتظم وغير ثابت ...
وهذا ظاهر وجلي فى ظاهرة عبد الله القصيمى .. وطه حسين .. وفؤاد زكريا .. ونجيب محفوظ وغيرهم وكيف انبهروا بحضارة الغرب وأخذوا كل أفكارهم على أنها مسلمات فكرية لاشك فيها...!
والقليل فقط هو الذى استيقظ من هذا الإنبهار والتأثر الحضاري !!
ومن أمثلة هؤلاء دكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله)
ومن أمثلة هؤلاء دكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله)
إن فى كتاب (رحلتى من الشك إلى الإيمان) للدكتور/ مصطفى محمود العبارة التالية التى تدعوا إلى التأمل:((..وكان ما يصلنا من أنباء العلم الغربي باهراً يخطف ابصارنا...وكنا نأخذ عن الغرب كل شىء*...الكتب والدواء والملابس والمنسوجات والقاطرات والسيارات وحتى الأطعمه المعلبة .. حتى القلم الرصاص ..والدبوس والإبره .. وحتى نظم التعليم ... وقوالب التأليف الأدبى من قصة و مسرحية و رواية .. حتى ورق الصحف!! .. وحول أبطال الغرب وعبقرياته كنا ننسج أحلامنا و مثلنا العليا .. حول باستير و ماركوني و رونتجن و أديسون .. وحول نابليون وإبراهام لنكولن ..و كرستوفر كولمبس و ماجلان ....كان الغرب هو التقدم .
و كان الشرق العربي هو التخلف و الضعف و التخاذل و الإنهيار تحت أقدام الاستعمار و كان من الطبيعي أن نتصور أن كل ما يأتينا من الغرب هو النور و الحق .. وهو السبيل إلى القوة والخلاص .!!)**
وماحدث قديما عند الفلاسفة المنتسبين للإسلام..حدث فى أوروبا فى عصر ما قبل النهضة وما بعد النهضة .. وعصر التنوير الذي كان به تأثر كبير بفلسفة ابن رشد والفلاسفة المسلمين والعلم الإسلامي الذي انتقل إلى الغرب عن طريق الأندلس في أزمنه سابقة لذلك .. ويحدث اليوم فى عصرنا الحالي نتيجه لتأخر المسلمين وتقدم الغرب المادي !
----------------------------------
لذلك ظاهره الإنبهار الحضاري والتأثر والتبعية العمياء .. ظاهرة متكررة .. وهى من أسباب الإلحاد فى عصرنا الحالي
----------------------------------
لذلك ظاهره الإنبهار الحضاري والتأثر والتبعية العمياء .. ظاهرة متكررة .. وهى من أسباب الإلحاد فى عصرنا الحالي
كما كانت سابقاً فى أوروبا سبباً فى إيمان البعض كالمنتسبين إلى المدرسة والفكر الرشدي .. وفلاسفة كبار مثل (ديكارت - بريجسون - ليبيتز)
وظهور مذاهب دينية جديدة بسبب تأثر الغرب بعقيدة المسلمين ... كالبروتستانتية التي أسسها مارتن لوثر كينج .. نتيجه لتأثره بالدين الاسلامى ونبذه لفكرة صكوك الغفران وغيره من الأفكار الوثنيه التي كانت مرفوضه قطعا فى الإسلام
وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى ......
--------------------
**-رحلتى من الشك الى الايمان- دكتور مصطفى محمود- طباعه دار اخبار اليوم 2001
--------------------
**-رحلتى من الشك الى الايمان- دكتور مصطفى محمود- طباعه دار اخبار اليوم 2001
تعليق