جذورُ البلاءِ في فِكْر المستشرقين
بسم الله الرحمن الرحيم
كان لابد أَنْ نشيرَ إلى ((جذور البلاءِ في فِكْر المستشرقين))، إبراءً للذِّمَّةِ أمام الله عز وجل من جهةٍ، ونصحًا لمن يقف عليه من المستشرقين من جهةٍ ثانية، وبيانًا للمسلمين من جهةٍ ثالثةٍ..ولسنا نريد بذلكَ أولئك المستشرقين اللذين وقفوا على الحقيقةِ فذكروها كما هي، عن علمٍ ودرايةٍ، وإِنْ كانوا أقلَّ وأندر مِن الكبريت الأحمر كما يُقال، ثم أكثر أولئك الصِّنْف مِنْ المغمورين بالنسبة للصنف الثاني الآتي هنا..
لكنَّا نقصد الكثرة الغالبة على المستشرقين، مِمَّن لا حَظَّ لهم في عِلْمٍ ولا دراسةٍ، ثم هم في وادٍ سحيقٍ، بعيدًا عن المنهج العلمي الرصين، والقواعد العلمية التي تتفق عليها عقول العقلاء مِنْ البشر..
لسنا نعني بذلك أن ينطلق المستشرقون مِنْ إيمانهم بالإسلام؛ لأنهم لو آمنوا بالإسلام ودخلوه لم يكن ثمة مشكلة، ولكنَّا نكتب ذلك لعلَّ الله يهدي أحد المستشرقين للوقوف على كلامِنا، فيتجنَّبَ أوجه القصور، وجذور البلاء في فِكْر سابقيه ودراساتهم، أثناء البحث في إسلامنا العظيم، ليهلك مَنْ هَلَك عن بيِّنَةٍ ويحيى مَنْ حيّ عن بيِّنةٍ..
كما نكتُبه ليستبين المسلمون جذور البلاء في فِكْر المستشرقين وأبحاثهم عن الإسلام..
وليست العبرة عندنا هنا سرد الأقوال والمذاهب الاستشراقية في موضوعٍ ما، والاستغراق في ذلك جدًا، وإنما العبرة هنا برصد مواطن البلاء في أبحاث المستشرقين وأفكارهم، من خلال أطروحاتهم، مع لزوم التدليل على هذا، من خلال واقعهم وكلامهم هم، على سبيل الاختصار، من أجل الوصول إلى منبع البلاء الذي أدى إلى انحرافهم فكريًّا وبحثيًّا وسلوكيًّا، وغير ذلك، أثناء كلامهم عن الإسلام، مكتوبًا ومسموعًا، سواءٌ في عصرنا، أو ما تقدَّمه من عصور الاستشراق..
وعلى أولئك المستشرقين اللذين يكتبون للمسلمين أو عنهم أن يعطوا للأمر أهميَّتَه اللائقة به، كما على أولئك المخدوعين بالمستشرقين مِنْ المسلمين أن يتدبَّروا ما بأصحابِهم مِنْ بلاءٍ...
وسأضع هنا ما يفتح الله به وييسر كتابته عبر توالي الأيام والليالي غير ملتزمٍ بزمنٍ ولا قضيةٍ بعينها، سوى ما ذُكِرَ في ترجمة الموضوع وعنوانه: ((جذور البلاء في فِكْر المستشرقين))، والمراد تلك الأسباب التي أَدَّتْ إلى انحرافهم فكريًّا ودراسيًّا أثناء البحث في الإسلام، للكتابة له أو عنه..
وآمل مِنْ العلماء الأماجد، والأساتذة الأفاضل، والقراء الكرام؛ إضافة ما لديهم بخصوص القضية المذكورة هنا تباعًا حسبما يرونه صالحًا، لعل الله عز وجل ينفع به أقوامًا ويضرّ به آخرين..
والله مِنْ وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
ولنبدأ الآن على بركةِ الله....
تعليق