ماذا يقال داخل الكنائس؟!
محمود سلطان | 08-10-2010 22:27
أثناء فتنة الكنيسة في عام 2004، عندما اعتقلت المواطنة وفاء قسطنطين، قال المستشار طارق البشري إننا نريد أن نعرف ماذا يقال للمسيحيين داخل الكنائس؟!.
البشري قال هذا الكلام بعد سماعه للهتافات الهمجية والبربرية أمام الكاتدرائية والتي استغاثت بالعدو الصهيوني وطالبته بالتدخل لـ"إنقاذ" الأقباط من "اضطهاد" المصريين المسلمين!
طلب المستشار البشري كان مشروعا، وربما اليوم يفرض نفسه وبقوة وأكثرمن أي وقت مضى، بعد تنامي روح الكراهية بين الأقباط بشكل غير مسبوق، ودعك من هذا الكلام "العبيط" الذي يردده من تلوث قلمه ومركزه البحثي بالمال الأمريكي، والذي يحمل ما يسميه بـ "الإسلام الشكلي" مسئولية الفتن المتتالية التي تصدرها الكنيسة للمجتمع والدولة.. إذ
ما علاقة "الإسلام الشكلي" بالتعدي على أراضي الدولة وبالتوسع المستفز في بناء الكنائس وفي أماكن لا يوجد فيها مسيحي واحد..
ما علاقة الإسلام الشكلي.. بتحدي سلطات الدولة وتهديد من يمثل رئيس الجمهورية بالإقالة إذا لم ينزل عند مطالب القمص فلان والأنبا علان؟! .. ما علاقة الإسلام الشكلي بتحدي القضاء وتجاهل أحكامه؟!
ما علاقة الإسلام الشكلي باختطاف المتحولات إلى الإسلام وحبسهن..
ما علاقة الإسلام الشكلي بتحول الكنيسة إلى أماكن للاعتقال والاحتجاز ولا يجوز للدولة أن تفرض ولاياتها القانونية على الكنائس والأديرة..
ما علاقة الإسلام الشكلي بتهديد الدولة وتخويفها حال قررت اخضاع الكنائس للقانون..
ما علاقة الإسلام الشكلي بـ"قلة أدب" بعض الكهنة والقساوسة.. وتعمدهم إهانة الإسلام والمسلمين والعرب..
ما علاقة الإسلام الشكلي بما يتغوطه المتغطرسون منهم من بذاءات بلغت حد التبجح بأنه يشعر بالعار إذا وصف بأنه "عربي"؟!
الدولة تراقب دبة النملة داخل المساجد، للتأكد من عدم استغلالها من قبل "المتطرفين" في ارتكاب أعمال تهدد السلام الإجتماعي.. فلم لا تراقب الدولة بالمثل ما يقال داخل الكنائس لروادها للتأكد أيضا من عدم استغلالهم من قبل دعاة الكراهية من الكهنة والقساوسة المصابين بالهوس الديني والطائفي.. لماذا تضع الكنيسة نفسها في منزلة أعلى من الدولة ومستقلة عنها ولها من السيادة ما لا يجوز التعدي عليه من أية جهة رقابية في البلد؟!
نحن نطالب أن تخضع جميع مؤسسات الدولة للقانون.. بما فيها المساجد والكنائس، وإذا كانت الدولة قد وضعت الخطاب الديني داخل المساجد تحت الرقابة الأمنية.. فعليها أن لا تغفل عن الخطاب الديني المسيحي داخل الكنائس..
والمسألة هنا لم تعد تحتاج إلى أدلة أو إلى حل ألغاز وكلمات متقاطعة.. فدعاة الكراهية داخل الكنيسة معروفون بالإسم ويتولون مراكز دينية رفيعة، وما صدر منهم علانية مسجل وموجود وموثق وكله يعاقب عليه القانون .. فضلا عما يعتقده المسيحيون الأرثوذكس سواء من العامة أو من النخبة بقداسة رجل الدين المسيحي وأن ما يقوله هو "حق مطلق" ولايجوز أن ينازعه فيه أحد من العامة.. ولعل هذه البيئة هي التي أثمرت ما يعتقده القبطي بأنه ثوابت وحقائق أعادت صياغة علاقته بأخيه المسلم المصري على أسس من الكراهية الممهدة لصدامات عنيفة وربما قد تبلغ مبلغا ـ من المؤسف حقا ـ أن لا يقدر الأقباط عواقب خطورته على وجودهم في المستقبل.
تعليق