في مفارقة تكاد تكون هي الأولى من نوعها في تاريخ التنصير داخل الدول الإسلامية، كشفت مصادر مسئولة داخل المؤسسات الرسمية بتشاد أن التنصير في هذا البلد، برغم كل الأموال التي يتم صرفها اعتمادا على الظروف المادية البسيطة للدولة ورغم حرية التنصير القائمة/ فقد جاء بنتيجة عكسية!.
وتفيد المصادر ذاتها لمراسل أون إسلام أنه أسلم في العقود الأخيرة عشرات المنصرين بعد انخراطهم في المجتمع التشادي، وزادت "قرى المهتدين" التي يلجأ إليها كل من يسلم من أهل الجنوب التشادي.
تلك المعلومات توصل إليها موقع "أون إسلام" من خلال اللقاء مع عدد من الشخصيات ذات الصلة، مثل الدكتورة رقية عبد الرحمن عمر الماحي صاحبة أحدث رسالة بجامعة الملك فيصل الإسلامية عن التنصير في تشاد، والتي حملت عنوان "موقف التنصير من النهضة العربية في تشاد من 1960 إلى 2000".
وأكدت د.رقية أن المنصرين الذين يأتون ضمن إرساليات ترعاها فرنسا عن طريق الكنيسة الكاثوليكية الكبرى الموجودة في العاصمة التشادية إنجامينا أعلن بعضهم إسلامهم، كما رصدت أحد هؤلاء المنصرين الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي قبل إسلامه؛ حيث يدعى الآن "الشيخ يوسف".
وعن قصة إشهار المنصرين إسلامهم في تشاد تقول الدكتورة رقية: "هناك منصرون أشهروا إسلامهم لكنهم انخرطوا في المجتمع مخفين هوياتهم الحقيقية تجنبا لملاحقتهم وتعرضهم للضرر؛ فـ«يوسف إبراهيم» هو مستشرق إيطالي أتى لتشاد كمنصر ومبشر بالمسيحية، وقد رفض ذكر اسمه الحقيقي خوفا من ملاحقته".
وأوضحت قائلة: "إن الشيخ يوسف -المنصر السابق- أشهر إسلامه من خلال احتكاكه بالمسلمين، ففي المنطقة التي كان يقوم بالتنصير بها في الجنوب التشادي تأثر بالمسلمين، حيث كان بجواره مقهى لمسلم، ومن خلال متابعته في أداء الصلاة تعجب للراحة النفسية التي كان يعيشها ذلك المسلم رغم صعوبة حياته؛ حيث يستيقظ طوال النهار للعمل وبالليل يحرس أشياءه".
واستطردت: "ومع ذلك أخذ المنصر السابق (يوسف) يدعوه للتنصير من خلال الإغراء المادي، ولكنه كان يفشل لأن المسلم كان يرد عليه بأنه راضٍ بحاله وهو مسلم مادام الله راضيًا عنه، وأن الرزق من عند الله، فجذبه هذا الكلام ولفت انتباهه".
"وبدأ الإسلام يشق طريقه نحو قلب المنصر السابق –أضافت د. رقية- عندما أتى يوم دعاه فيه المسلم التشادي لقراءة القرآن، خاصة أن المنصرين يكونون على درجة من الإلمام الجيد باللغة العربية، وبمجرد قراءته للقرأن بدأ يشعر بإحساس مختلف، وبدأ يوسف يعتكف في البيت ليقرأ أكثر عن الإسلام".
وأكملت د.رقية قائلة: "لقد اكتشف يوسف عند قراءته للقرآن أن هناك أسئلة كانت تثور في ذهنه منذ أن كان في إيطاليا ولم يجد إجابة عنها، ولكنه أدرك وجودها في القرآن، وضرب مثلا بما جاء في سورة مريم عن قصة العذراء".
وتشكلت اللحظة الفارقة عند يوسف لدى قيامه بعمل دراسة مقارنة بين علامات الاستفهام التي كان يجدها في المسيحية، وبين الانشراح والوضوح في القرآن، حيث بدأت تتفتح لديه آفاق، وفي النهاية قرر إشهار إسلامه إلا أنه غير من اسمه حتى لا تتبعه الكنيسة وتضايقه.
وتوضح الدكتورة رقية أن "التنصير في تشاد يأخذ راحته في ظل علمانية الدولة وفي ظل الإمكانيات الهائلة التي تملكها الكنائس التي ترسل الإرساليات، واختلاف وسائل التنصير عن السابق، حيث إن المنصرين اليوم يلبسون الزي التشادي ويحاولون الاندماج في المجتمع، والتقرب من المسلمين، هذا إلى جانب الدعم المادي".
وتشير إلى أن البعثة الكاثوليكية القادمة من فرنسا تحتل الرتبة الأولى في التنصير لأنها بدات عملها في البلاد عام 1929، ورغم أن البعثات البروتستانتية وصلت قبلها عام 1902 لكنها لم تظهر بفعالية إلا مؤخرا.
وتشير د.رقية إلى أنه بسبب تفشي الأمراض تعمد الإرساليات إلى استغلال تقديمها لخدمات صحية وطبية من أجل التنصير في تشاد، لكن "بوجه عام من المستحيل أن يخرج مسلم عن دينه تشاد، وإن كانت بعض الجرائد التي تصدر عن أفواه المنصرين تدعي تنصير أشخاص تشاديين، لكن الإسلام في تشاد يزداد ولا يقل، حيث بلغ نسبة المسلمين أكثر من 87% وليس كما يعلن عبر الإنترنت أنها بين 40 إلى 60 %".
وتلفت في هذا السياق إلى أنه كانت هناك حالة امرأة كان لديها جذام وأخذتها الكنيسة لمعالجتها وقالوا إنها تنصرت، ولكن ثبت بعد ذلك أنها لم تتنصر، وبالتالي لم تكن هناك حالة ملموسة يقال عنها إن هناك تشاديا ارتد بالفعل.
وتؤكد قائلة: "إن أكبر دليل على فشل التنصير وإسلام المسيحيين والمنصرين هو انتشار قرى المهتدين، وقرية المهتدين عبارة عن مجمع سكني يوفر لمن يشهرون إسلامهم حديثا لأنهم يكونون منبذين من أسرهم ويتعلمون فيه كل ما يخص الإسلام".
وتضيف مستطردة: "وتوجد إدارة المهتدين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتشاد تختص بمن يشهرون إسلامهم حديثا، وتدمجهم في المجتمع وتوفر لهم الرعاية الاجتماعية بكل مقاييسها؛ لأن من يشهر إسلامه يتخلى عن النواحي الاجتماعية بكل أشكالها فيكون بحاجة للأسرة".
وتؤكد أن الاحتكاك اليومي له تأثير في اعتناق غير المسلمين الإسلام؛ فالإسلام تطبيقي في حياة المسلم التشادي من خلال السوق ومعاملاته، وهذا ما تفتقده الجماعة المسيحية في تشاد، ولذلك نجد المسيحي يشتري من المسلم أكثر لمعرفته بأمانته وصدقه.
إسلام قساوسة
الشيخ علي أحمد طه مفتي تشاد يؤكد كذلك أنه ما من يوم جمعة يمر إلا دخل الإسلام عشرات وربما المئات، وخاصة في الجنوب، فقرى بأكملها تسلم، وحتى قساوسة في الكنائس يسلمون، فتغلق كنائس ويبنى مكانها مساجد، والمسيحيون لا يتعدون الآن 15 % فقط من تعداد السكان، إن لم يكونوا أقل.
بينما يشير عبد القادر أبو بكر مدير الإعلام بجامعة الملك فيصل إلى أن عدد من يشهرون إسلامهم لا يقل عن خمسة آلاف شخص سنويا؛ ففي كل جمعة يوجد اثنان على الأقل يشهرون إسلامهم في جميع المساجد، ويوجد في إنجامينا وحدها أكثر من 400 مسجد.
وأضاف انه منذ عام 2002، أشهر 17 قسيسا وقادة قبائل مسيحية في الجنوب إسلامهم، حيث أسست لهم قرى المهتدين التي بلغت حاليا 500 قرية أشهرها قرية "جامب" في محافظة "مايوكيبي"، وقرى سوتو وتوتن ومدر، ويوجد بكل قرية ما يقارب 100 مهتد ممن أشهروا إسلامهم.
شهادة أزهرية
وحول دور الأزهر في نشر الإسلام، يقول محمد علي محمد وكيل البعثة الأزهرية بتشاد: "إن هناك إقبالا كبيرا على الإسلام في تشاد، والأزهر له دور كبير بعد أن أصبحت اللغة العربية في تشاد لغة رسمية، حيث أصبح هناك مهتدون على أيدي مبعوثي الأزهر".
وأضاف: "إن الإسلام ينتشر في تشاد عن طريق الأسر، فعندما يسلم على أيدينا فرد يذهب ويتحدث عما عرفه عن الإسلم من طهارة ومحبة، فينتقل حب الإسلام من أسرة إلى أخرى، وخاصة أننا نؤكد أن الإسلام دين المحبة والتماسك".
واستطرد قائلا: "إن البعثة الأزهرية تقوم بعملية الإشهار والدعوة في المساجد للمهتدين للإسلام مجانا بلا مقابل، طمعا في ثواب الله ورضاه".
المصدر:
http://www.onislam.net/arabic/newsan...891--q-q-.html
وتفيد المصادر ذاتها لمراسل أون إسلام أنه أسلم في العقود الأخيرة عشرات المنصرين بعد انخراطهم في المجتمع التشادي، وزادت "قرى المهتدين" التي يلجأ إليها كل من يسلم من أهل الجنوب التشادي.
تلك المعلومات توصل إليها موقع "أون إسلام" من خلال اللقاء مع عدد من الشخصيات ذات الصلة، مثل الدكتورة رقية عبد الرحمن عمر الماحي صاحبة أحدث رسالة بجامعة الملك فيصل الإسلامية عن التنصير في تشاد، والتي حملت عنوان "موقف التنصير من النهضة العربية في تشاد من 1960 إلى 2000".
وأكدت د.رقية أن المنصرين الذين يأتون ضمن إرساليات ترعاها فرنسا عن طريق الكنيسة الكاثوليكية الكبرى الموجودة في العاصمة التشادية إنجامينا أعلن بعضهم إسلامهم، كما رصدت أحد هؤلاء المنصرين الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي قبل إسلامه؛ حيث يدعى الآن "الشيخ يوسف".
وعن قصة إشهار المنصرين إسلامهم في تشاد تقول الدكتورة رقية: "هناك منصرون أشهروا إسلامهم لكنهم انخرطوا في المجتمع مخفين هوياتهم الحقيقية تجنبا لملاحقتهم وتعرضهم للضرر؛ فـ«يوسف إبراهيم» هو مستشرق إيطالي أتى لتشاد كمنصر ومبشر بالمسيحية، وقد رفض ذكر اسمه الحقيقي خوفا من ملاحقته".
وأوضحت قائلة: "إن الشيخ يوسف -المنصر السابق- أشهر إسلامه من خلال احتكاكه بالمسلمين، ففي المنطقة التي كان يقوم بالتنصير بها في الجنوب التشادي تأثر بالمسلمين، حيث كان بجواره مقهى لمسلم، ومن خلال متابعته في أداء الصلاة تعجب للراحة النفسية التي كان يعيشها ذلك المسلم رغم صعوبة حياته؛ حيث يستيقظ طوال النهار للعمل وبالليل يحرس أشياءه".
واستطردت: "ومع ذلك أخذ المنصر السابق (يوسف) يدعوه للتنصير من خلال الإغراء المادي، ولكنه كان يفشل لأن المسلم كان يرد عليه بأنه راضٍ بحاله وهو مسلم مادام الله راضيًا عنه، وأن الرزق من عند الله، فجذبه هذا الكلام ولفت انتباهه".
"وبدأ الإسلام يشق طريقه نحو قلب المنصر السابق –أضافت د. رقية- عندما أتى يوم دعاه فيه المسلم التشادي لقراءة القرآن، خاصة أن المنصرين يكونون على درجة من الإلمام الجيد باللغة العربية، وبمجرد قراءته للقرأن بدأ يشعر بإحساس مختلف، وبدأ يوسف يعتكف في البيت ليقرأ أكثر عن الإسلام".
وأكملت د.رقية قائلة: "لقد اكتشف يوسف عند قراءته للقرآن أن هناك أسئلة كانت تثور في ذهنه منذ أن كان في إيطاليا ولم يجد إجابة عنها، ولكنه أدرك وجودها في القرآن، وضرب مثلا بما جاء في سورة مريم عن قصة العذراء".
وتشكلت اللحظة الفارقة عند يوسف لدى قيامه بعمل دراسة مقارنة بين علامات الاستفهام التي كان يجدها في المسيحية، وبين الانشراح والوضوح في القرآن، حيث بدأت تتفتح لديه آفاق، وفي النهاية قرر إشهار إسلامه إلا أنه غير من اسمه حتى لا تتبعه الكنيسة وتضايقه.
وتوضح الدكتورة رقية أن "التنصير في تشاد يأخذ راحته في ظل علمانية الدولة وفي ظل الإمكانيات الهائلة التي تملكها الكنائس التي ترسل الإرساليات، واختلاف وسائل التنصير عن السابق، حيث إن المنصرين اليوم يلبسون الزي التشادي ويحاولون الاندماج في المجتمع، والتقرب من المسلمين، هذا إلى جانب الدعم المادي".
وتشير إلى أن البعثة الكاثوليكية القادمة من فرنسا تحتل الرتبة الأولى في التنصير لأنها بدات عملها في البلاد عام 1929، ورغم أن البعثات البروتستانتية وصلت قبلها عام 1902 لكنها لم تظهر بفعالية إلا مؤخرا.
وتشير د.رقية إلى أنه بسبب تفشي الأمراض تعمد الإرساليات إلى استغلال تقديمها لخدمات صحية وطبية من أجل التنصير في تشاد، لكن "بوجه عام من المستحيل أن يخرج مسلم عن دينه تشاد، وإن كانت بعض الجرائد التي تصدر عن أفواه المنصرين تدعي تنصير أشخاص تشاديين، لكن الإسلام في تشاد يزداد ولا يقل، حيث بلغ نسبة المسلمين أكثر من 87% وليس كما يعلن عبر الإنترنت أنها بين 40 إلى 60 %".
وتلفت في هذا السياق إلى أنه كانت هناك حالة امرأة كان لديها جذام وأخذتها الكنيسة لمعالجتها وقالوا إنها تنصرت، ولكن ثبت بعد ذلك أنها لم تتنصر، وبالتالي لم تكن هناك حالة ملموسة يقال عنها إن هناك تشاديا ارتد بالفعل.
وتؤكد قائلة: "إن أكبر دليل على فشل التنصير وإسلام المسيحيين والمنصرين هو انتشار قرى المهتدين، وقرية المهتدين عبارة عن مجمع سكني يوفر لمن يشهرون إسلامهم حديثا لأنهم يكونون منبذين من أسرهم ويتعلمون فيه كل ما يخص الإسلام".
وتضيف مستطردة: "وتوجد إدارة المهتدين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتشاد تختص بمن يشهرون إسلامهم حديثا، وتدمجهم في المجتمع وتوفر لهم الرعاية الاجتماعية بكل مقاييسها؛ لأن من يشهر إسلامه يتخلى عن النواحي الاجتماعية بكل أشكالها فيكون بحاجة للأسرة".
وتؤكد أن الاحتكاك اليومي له تأثير في اعتناق غير المسلمين الإسلام؛ فالإسلام تطبيقي في حياة المسلم التشادي من خلال السوق ومعاملاته، وهذا ما تفتقده الجماعة المسيحية في تشاد، ولذلك نجد المسيحي يشتري من المسلم أكثر لمعرفته بأمانته وصدقه.
إسلام قساوسة
الشيخ علي أحمد طه مفتي تشاد يؤكد كذلك أنه ما من يوم جمعة يمر إلا دخل الإسلام عشرات وربما المئات، وخاصة في الجنوب، فقرى بأكملها تسلم، وحتى قساوسة في الكنائس يسلمون، فتغلق كنائس ويبنى مكانها مساجد، والمسيحيون لا يتعدون الآن 15 % فقط من تعداد السكان، إن لم يكونوا أقل.
بينما يشير عبد القادر أبو بكر مدير الإعلام بجامعة الملك فيصل إلى أن عدد من يشهرون إسلامهم لا يقل عن خمسة آلاف شخص سنويا؛ ففي كل جمعة يوجد اثنان على الأقل يشهرون إسلامهم في جميع المساجد، ويوجد في إنجامينا وحدها أكثر من 400 مسجد.
وأضاف انه منذ عام 2002، أشهر 17 قسيسا وقادة قبائل مسيحية في الجنوب إسلامهم، حيث أسست لهم قرى المهتدين التي بلغت حاليا 500 قرية أشهرها قرية "جامب" في محافظة "مايوكيبي"، وقرى سوتو وتوتن ومدر، ويوجد بكل قرية ما يقارب 100 مهتد ممن أشهروا إسلامهم.
شهادة أزهرية
وحول دور الأزهر في نشر الإسلام، يقول محمد علي محمد وكيل البعثة الأزهرية بتشاد: "إن هناك إقبالا كبيرا على الإسلام في تشاد، والأزهر له دور كبير بعد أن أصبحت اللغة العربية في تشاد لغة رسمية، حيث أصبح هناك مهتدون على أيدي مبعوثي الأزهر".
وأضاف: "إن الإسلام ينتشر في تشاد عن طريق الأسر، فعندما يسلم على أيدينا فرد يذهب ويتحدث عما عرفه عن الإسلم من طهارة ومحبة، فينتقل حب الإسلام من أسرة إلى أخرى، وخاصة أننا نؤكد أن الإسلام دين المحبة والتماسك".
واستطرد قائلا: "إن البعثة الأزهرية تقوم بعملية الإشهار والدعوة في المساجد للمهتدين للإسلام مجانا بلا مقابل، طمعا في ثواب الله ورضاه".
المصدر:
http://www.onislam.net/arabic/newsan...891--q-q-.html