بسم الله الرحمن الرحيم
روى لي جمع من الناس ومنهم شيخنا محمد بن صالح العثيمين بنفسه ..
أنه في عام 1407 للهجرة حينما زار الملك فهد ــ رحمه الله وعفا عنه ــ منطقة القصيم ..
اتصل الملك على شيخنا وقال له : نريد أن نزورك في منزلك..
فرحب به الشيخ وقال : على الرحب والسعة إن شاء الله..
فشقت المواكب الهائلة الطرق إلى بيت شيخنا
وغصت بالجنود والعسكر الطرقات في عنيزة .. ودوت صفارات الشرط..
وظن الناس أن المزور هو أحد قصور عنيزة الفسيحة ..
فتجمعت الحشود لذلك الضيف الكريم..
وقال الناس: هنيئا لمن سينزل هذا الكريم في داره..
وما علم الناس أن شيخنا هو المقصود..
وأن بيته المتواضع هو قبلة الملك والأمراء ...
فلما ترجل الملك من سيارته ..
ونزلت الحاشية من المواكب..
تفاجأ الملك وحشده الكبير ..
أن الشيخ محمد يعيش في بيت من طين!!
فصعقوا من ذلك .. وتعجبوا واستغربوا ..
ولعلهم بلغهم الأمر فظنوه مبالغة..
فدخل الملك البيت .. وتجول بنظره فيه وفي جدرانه البالية ..
وسقوفه المتواضعة..
فما رأى شيئا يرد النظر ويملأ العين..
ولعل الذاكرة حينها عادت به لسنوات بعيدة جدا في صغره ..
حيث البيوت المشابهة في الرياض القديمة والدرعية ..
فشق ذلك على الملك وأبت عليه نفسه إلا المبادرة ..
فعزم على الأمر وعقد النية ..
وحينما دخل للمجلس ..
وجلس على الأرض مع الشيخ الكريم..
الذي هلل ورحب بالملك وضيوفه ..
بادره الملك قائلا:
يا أبا عبد الله لا بد أن تقبل مني هدية بسيطة..
ولم ينتظر جواب الشيخ .. وقال:
أريد ابني لك بيتا ..
فابتسم شيخنا ..
وقال : جزاك الله خيرا
ولكنني مرتاح في هذا البيت وخيركم وصل يا أبا فيصل وهديتكم مقبولة ..
ولكن أعفني من ذلك ..
فألح عليه الملك وأصر ..
ولكن شيخنا أبى..
وقال له:
وجودك في منزلي هو أبلغ إكرام ..
فقبل الملك منه ذلك وعرف أنه رجل زاهد ومهما حاول معه فسوف يعجزه
ولقد زار شيخنا في هذا المنزل البسيط الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعا..
وروى لي أحد الثقات ..
يقول : منذ زمن بعيد حيث لم يكن شيخنا يملك سيارة ..
اتصل عليه الأمير سلطان بن عبد العزيز
ودعا الشيخ ليزوره في مزرعته المعروفة في القصيم..
فلبى شيخنا الدعوة ..
واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله لمزرعة الأمير.. !
فكان البروتوكول التابع للأمير قد رتب أن يستقبل الأمير سلطان شيخنا من باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة ــ التاكسي ــ سيارات الأمير وحشمه وضيوفه !
فأصابها الخجل والحياء أمام أخواتها الفارهات الحسن ..
غير أن شيخنا لم يتأثر من ذلك..
فهو زاهد بالمظاهر ولا تحرك في مشاعره شيئا ..
فلما رأى الأمير الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغير وجهه وأشفق على شيخنا ..
وقال :
ياشيخ محمد ،لا بد أن نشتري لك سيارة ..
فقال الشيخ :
تعبرنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح والله يغنيك ويجزاك خير..
ولقد روى لي شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد لي ما حدث..
حيث أن أحد الأمراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر المهدي وقال : اعتبر هديتك وصلت وأعفني من قبولها !!
شيخنا حينما يرد تلك الهدايا لا يقصد احتقار ما يهدى أو من يقدم الهدية..
أبدا والله ..
غير انه رحمه الله رجل بسيط ويحب البساطة ولا يريد التكلف في
اللباس والمظهر أو المركوب .. عاش على ذلك ومات عليه [ رحمه الله تعالى ] ..
كما هو شأن سلفنا الصالح..
[ رضي الله تعالى عنهم أجمعين ]
........
=========
من مذكرات :
رحلتي إلى النور ,, للأخ مازن الغامدي رحمه الله تعالى
( أحد تلاميذ الشيخ العثيمين رحمه الله وغفر له )
روى لي جمع من الناس ومنهم شيخنا محمد بن صالح العثيمين بنفسه ..
أنه في عام 1407 للهجرة حينما زار الملك فهد ــ رحمه الله وعفا عنه ــ منطقة القصيم ..
اتصل الملك على شيخنا وقال له : نريد أن نزورك في منزلك..
فرحب به الشيخ وقال : على الرحب والسعة إن شاء الله..
فشقت المواكب الهائلة الطرق إلى بيت شيخنا
وغصت بالجنود والعسكر الطرقات في عنيزة .. ودوت صفارات الشرط..
وظن الناس أن المزور هو أحد قصور عنيزة الفسيحة ..
فتجمعت الحشود لذلك الضيف الكريم..
وقال الناس: هنيئا لمن سينزل هذا الكريم في داره..
وما علم الناس أن شيخنا هو المقصود..
وأن بيته المتواضع هو قبلة الملك والأمراء ...
فلما ترجل الملك من سيارته ..
ونزلت الحاشية من المواكب..
تفاجأ الملك وحشده الكبير ..
أن الشيخ محمد يعيش في بيت من طين!!
فصعقوا من ذلك .. وتعجبوا واستغربوا ..
ولعلهم بلغهم الأمر فظنوه مبالغة..
فدخل الملك البيت .. وتجول بنظره فيه وفي جدرانه البالية ..
وسقوفه المتواضعة..
فما رأى شيئا يرد النظر ويملأ العين..
ولعل الذاكرة حينها عادت به لسنوات بعيدة جدا في صغره ..
حيث البيوت المشابهة في الرياض القديمة والدرعية ..
فشق ذلك على الملك وأبت عليه نفسه إلا المبادرة ..
فعزم على الأمر وعقد النية ..
وحينما دخل للمجلس ..
وجلس على الأرض مع الشيخ الكريم..
الذي هلل ورحب بالملك وضيوفه ..
بادره الملك قائلا:
يا أبا عبد الله لا بد أن تقبل مني هدية بسيطة..
ولم ينتظر جواب الشيخ .. وقال:
أريد ابني لك بيتا ..
فابتسم شيخنا ..
وقال : جزاك الله خيرا
ولكنني مرتاح في هذا البيت وخيركم وصل يا أبا فيصل وهديتكم مقبولة ..
ولكن أعفني من ذلك ..
فألح عليه الملك وأصر ..
ولكن شيخنا أبى..
وقال له:
وجودك في منزلي هو أبلغ إكرام ..
فقبل الملك منه ذلك وعرف أنه رجل زاهد ومهما حاول معه فسوف يعجزه
ولقد زار شيخنا في هذا المنزل البسيط الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعا..
وروى لي أحد الثقات ..
يقول : منذ زمن بعيد حيث لم يكن شيخنا يملك سيارة ..
اتصل عليه الأمير سلطان بن عبد العزيز
ودعا الشيخ ليزوره في مزرعته المعروفة في القصيم..
فلبى شيخنا الدعوة ..
واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله لمزرعة الأمير.. !
فكان البروتوكول التابع للأمير قد رتب أن يستقبل الأمير سلطان شيخنا من باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة ــ التاكسي ــ سيارات الأمير وحشمه وضيوفه !
فأصابها الخجل والحياء أمام أخواتها الفارهات الحسن ..
غير أن شيخنا لم يتأثر من ذلك..
فهو زاهد بالمظاهر ولا تحرك في مشاعره شيئا ..
فلما رأى الأمير الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغير وجهه وأشفق على شيخنا ..
وقال :
ياشيخ محمد ،لا بد أن نشتري لك سيارة ..
فقال الشيخ :
تعبرنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح والله يغنيك ويجزاك خير..
ولقد روى لي شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد لي ما حدث..
حيث أن أحد الأمراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر المهدي وقال : اعتبر هديتك وصلت وأعفني من قبولها !!
شيخنا حينما يرد تلك الهدايا لا يقصد احتقار ما يهدى أو من يقدم الهدية..
أبدا والله ..
غير انه رحمه الله رجل بسيط ويحب البساطة ولا يريد التكلف في
اللباس والمظهر أو المركوب .. عاش على ذلك ومات عليه [ رحمه الله تعالى ] ..
كما هو شأن سلفنا الصالح..
[ رضي الله تعالى عنهم أجمعين ]
........
=========
من مذكرات :
رحلتي إلى النور ,, للأخ مازن الغامدي رحمه الله تعالى
( أحد تلاميذ الشيخ العثيمين رحمه الله وغفر له )