رد شبهة {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} وتبرئه القرطبى من إتهام الرسول بالكفر

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم لا يريد الشهرة مسلم اكتشف المزيد حول مسلم لا يريد الشهرة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم لا يريد الشهرة
    مشرف شرف المنتدى

    • 5 ماي, 2009
    • 1129
    • مهندس
    • مسلم

    رد شبهة {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} وتبرئه القرطبى من إتهام الرسول بالكفر

    بسم الله و صلاة و سلاما علي خير خلق الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم

    بعض النصاري - هداهم الله - يسيئون تفسير قول الله عز وجل في سورة الضحي الآية 7 : " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى "
    لدرجة أن بعض المدلسين منهم يقولون أن النبي صلي الله عليه و سلم عبد الأصنام قبل بعثته استنادا علي هذه الآية - و حاشاه صلي الله عليه و سلم -

    فبعد الاستعانة بالله نقول

    في القرآن الكريم وردت كلمة الضلال بأكثر من معني :
    ===============================

    1- ضلال بمعنى النسيان فى نحو قوله تعالى : في سورة البقرة 282 و موضع الاستشهاد هو : " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "

    2- ضلال بمعنى الغفلة فى نحو قوله سبحانه على لسان سيدنا موسى عليه السلام لفرعون في سورة الشعراء الآية 20 : " قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ "

    3- ضلال بمعنى المحبة فى نحو قوله عز وجل على لسان أولاد سيدنا يعقوب : في سورة يوسف الآية 8 : " إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " أى فى حب مبين ليوسف،
    وهو المشار إليه فى قوله تعالى على لسانهم أيضاً : في سورة يوسف الآية 95 : " قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "
    " وكذلك قوله سبحانه على لسان نسوة المدينة :في سورة يوسف الآية 30 : " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍمُبِينٍ "أى حب مبين ليوسف عليه السلام


    فبعد استبعاد الوجه الأول يكون على الوجهين الثاني و الثالث تفسير آية : "ووجدك ضالاً فهدى"

    فقد يكون المراد هو الغفلة
    ==============

    " ووجدك ضالاً فهدى" أى وجدك غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك أى فأرشدك اليها

    والضلال هنا : بمعنى الغفلة كقوله تعالى : في سورة طه الآية 52 : " قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى "
    أى لا يغفل ولا يسهو جل جلاله عن شئ فى السماوات والأرض وما فيهن

    وقال تعالى فى حق نبيه صلي الله عليه و سلم في سورة يوسف الآية 3 : " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ "
    أى لم تكن تدرى القرآن، والشرائع وما فيها من قصص الأنبياء، فهداك الله عز وجل إلى ذلك
    و هو معني قول الله تعالي في سورة الشوري الآية 52 : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "

    والغفلة فى حق الأنبياء لا جهل فيها، لأن الجاهل لا يسمى غافلاً حقيقة لقيام الجهل به، فصح أن ضلال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام غفلة لا جهل
    " ينظر : تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء لعلى السبتى ص112، 113 "
    وقد روى هذا التأويل والوجه بعينه عن ابن عباس، وجماعة من المفسرين، وجماعة من أهل التأويل ينظر " تفسير المنار 12/208، وجامع البيان عن تأويل آى القرآن لابن جرير الطبرى 12/624، والجامع لأحكام القرآن للقرطبى 20/96، وفتح القدير 4/763، وعصمة الأنبياء للرازى ص92، 93


    و قد يكون المراد هو المحبة
    ===============

    ويكون المعنى على الوجه الثالث: ووجدك محباً للهداية فهداك إليها

    ويشهد لصحة هذا الوجه والتأويل ما يلى :
    أ- ما صح من سيرة رسول الله قبل النبوة، وتحنثه فى غار حراء طلباً للهداية، حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى
    ب- أن من أسماء المحبة عند العرب "الضلال" قال الشاعر
    هذا الضلال أشاب مني المفرقا *** والعارضين ولم اكن متحققا
    عجبا لعزة في اختيار قطيعتي*** بعد الضلال فحبلها قداخلفا

    قال الإمام الزرقانى : وتأويل الضلال بمعنى المحبة منقول عن قتادة، وسفيان الثورى، فلا يضر عدم وجوده فى الصحاح وأتباعه، فاللغة واسعة
    وقال الدكتور عبد الغنى عبد الخالق : وهذا قول حسن جداً



    و ليعلم القاصي و الداني أن الله عز و جل قد زكي النبي صلي الله عليه و آله و سلم
    ========================
    زكاه فى عقله فقال سبحانه في سورة النجم الآية 2 : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى "

    زكاه فى صدقه فقال سبحانه في سورة النجم الآية 3 : " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى "

    زكاه فشرح صدره فقال سبحانه في سورة الشرح الآية 1 : " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ "

    زكاه فى علمه فقال سبحانه في سورة النجم الآية 5 : " عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى "

    زكاه فى حلمه فقال سبحانه في سورة التوبة الآية 128 : "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
    أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "

    زكاه في خلقه فقال سبحانه في سورة القلم الآية 4 : " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "

    زكاه فرفع ذكره فقال سبحانه في سورة الشرح الآية 4 : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "


    فكرة هذا المقال الأصلية هي أصلا لطالب علم فاضل من شبكة ردود الاسلامية علي ما أذكر
    و الله أعلي و أعلم - فشبكة ردود للأسف رابِطها لا يعمل معي الآن -
    فنسأل الله ألا تنسوه و ايانا من صالح دعائكم
    ====================================

    ان أصبت فبتوفيق الله و ان أخطأت فمن نفسي و الشيطان و الله و رسوله و دينه مما فعلت براء
    و صلي اللهم و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه أجمعين
    سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين
    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    منقول
  • زهـرة اللوتـس
    10- عضو متميز
    حارس من حراس العقيدة
    • 25 أغس, 2009
    • 1787
    • شاعرة
    • مسلمة

    #2
    جزاك الله خيرا على التفسير
    من القرآن نفسر القرآن
    ثقتي في الله تمنحني الحياة
    أهدروا دموعي على بساط تراب الوطن
    فقلت نذرت بكائي حتى تصبح شمس الوطن
    سفكوا دمي وقالوا عاشقة تحب الوطن
    فقلت خذوا الدماء واروا بها صحاري الوطن
    قالوا الوطن بلا تراب وأنت لم يكن لكِ وطن
    فقلت جسدي من التراب .. وترابه من هذا الوطن
    فمن ترابي ابنوا الوطن
    حتى أعود لقلب الوطن
    بجد ... بحبك يا وطن

    تعليق

    • هاتوا برهانكم
      2- عضو مشارك
      • 27 سبت, 2008
      • 137
      • مُسلِم

      #3
      جَزَاكُم اللهُ خَيراً أخي الكَريم
      في حالة وجود أي مخالفة شرعية أتمني ألا يبخل علي الاخوة الأكارم بالتصحيح

      الي الملاحدة
      : " فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ "

      الي النصاري : " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "

      الدكتور جمال بدوي يسحق القس أنيس شروش في مناظرة عن الاسلام العظيم

      تعليق

      • عبدالله المصري
        المدير الفني
        • 2 نوف, 2008
        • 2704
        • هندسة
        • مسلم

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاك الله خيراً أخي الحبيب مسلم لا يريد الشهرة.
        (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر46
        (اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) من حديث استفتاح النبي - صلى الله عليه و سلم - صلاته بالليل.
        الراوي: عائشة - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة الدرجة: صحيح

        (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان 31
        (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8

        تعليق

        • مسلم لا يريد الشهرة
          مشرف شرف المنتدى

          • 5 ماي, 2009
          • 1129
          • مهندس
          • مسلم

          #5
          و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

          جزاكم الله خيرا و بارك فيكم إخوتي
          yasmina_muslima و هاتوا برهانكم و عبدالله المصري

          تعليق

          • ابومصعب المصرى
            2- عضو مشارك

            • 28 سبت, 2010
            • 115
            • عبادة الله
            • مسلم

            #6
            رد شبهة {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} وتبرئه القرطبى من إتهام الرسول بالكفر

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
            الشبهة سمعتها من احد النصارى وهى :-
            ( الرسول لم يكن على حنفيه إبراهيم قبل الاسلام بل كان كافر القرطبى هو من فسر ذلك تعال نفتح تفسير القرطبى للآيه التى تقول {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى}الضحى -7 وشوفوا القرطبى قال اية فى نهايه تفسيرة للآيه اقرأوا قال إيه "والقول الأخير أعجب إلي؛ لأنه يجمع الأقوال المعنوية. وقال قوم: إنه كان على جملة ما كان القوم عليه، لا يظهر لهم خلافا على ظاهر الحال؛ فأما الشرك فلا يظن به؛ بل كان على مراسم القوم في الظاهر أربعين سنة. وقال الكلبي والسدي: هذا على ظاهره؛ أي وجدك كافرا والقوم كفار فهداك. " يعنى نبيكم لم يكون على حنفيه إبرهيم قبل الاسلام
            الرد فى الاسفل إن شاء الله
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            تعليق

            • ابومصعب المصرى
              2- عضو مشارك

              • 28 سبت, 2010
              • 115
              • عبادة الله
              • مسلم

              #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              بسم الله الرحمن الرحيم
              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

              اسمحوا لي أولا قبل أن نرد على الشبهة أن نبين سبب نزول أول سورة الضحى
              "في رواية سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس: سمع جندبًا قال: أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: وُدِّع محمد. فأنزل الله: { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } (4) .

              قال العوفي، عن ابن عباس: لما نزلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، أبطأ عنه جبريل أياما، فتغير بذلك، فقال المشركون: ودعه ربه وقلاه. فأنزل الله: { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }
              والآن نستعرض آراء المؤولين والمفسرين حول معنى كلمه ضال من دخل تفسير القرطبي
              1 - { ضَالاً } تعنى الغفلة
              أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك: أي أرشدك. والضلال هنا بمعنى الغفلة؛ كقوله جل ثناؤه: {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} أي لا يغفل. وقال في حق نبيه: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}
              2 – { ضَالاً } تعنى عدم المعرفة
              وقال قوم: {ضَالاً} أي لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما. وهو معنى قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ الشورى: 52 ]
              3 - { ضَالاً } تعنى الطلب
              حيث قيل: ووجدك طالبا للقبلة فهداك إليها؛ بيانه: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ...} الآية. ويكون الضلال بمعنى الطلب؛ لأن الضال طالب.
              4 - وقيل { ضَالاً } أي عن الهجرة، فهداك إليها.
              5 - وقال بعض المتكلمين: إذا وجدت العرب شجرة منفردة في فلاة من الأرض، لا شجر معها، سموها ضالة، فيهتدي بها إلى الطريق؛ فقال اللّه تعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم: {وَوَجَدَكَ ضَالاً} أي لا أحد على دينك، وأنت وحيد ليس معك أحد؛ فهديت بك الخلق إلي.
              6 - وقيل: {ضَالاً} في شعاب مكة، فهداك وردك إلى جدك عبدا لمطلب. قال ابن عباس: ضل النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو صغير في شعاب مكة، فرآه أبو جهل منصرفا عن أغنامه، فرده إلى جده عبدا لمطلب؛ فمن اللّه عليه بذلك، حين رده إلى جده على يدي عدوه.
              هذا جانب من قول المفسرين حول قوله تعالى { وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} الضحى -7
              أما عن قول الكفار أن الإمام القرطبي في نهاية عرضه الآراء حول تفسير الآية قال انه خلص إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كافر هو افتراء على الإمام القرطبي فتعال نستعرض ما استدلوا بة النصارى فى زعمهم ونفنده وهو بالطبع موجود فى تفسير القرطبى وما جاء فى التفسير وإليك ما جاء فى تفسير لقرطبى
              (هذه الأقوال كلها حسان، ثم منها ما هو معنوي، ومنها ما هو حسي. والقول الأخير أعجب إلي؛ لأنه يجمع الأقوال المعنوية. وقال قوم: إنه كان على جملة ما كان القوم عليه، لا يظهر لهم خلافا على ظاهر الحال؛ فأما الشرك فلا يظن به؛ بل كان على مراسم القوم في الظاهر أربعين سنة. وقال الكلبي والسدي: هذا على ظاهره؛ أي وجدك كافرا والقوم كفار فهداك. وقد مضى هذا القول والرد عليه في سورة "الشورى". )
              تعال نفند ما تقدم
              1 - ( وقال قوم ) هذه تفيد أنه لم يكن الإمام القرطبي صاحب هذا الرأي كما قال المدلسون
              ( هذه الأقوال كلها حسان ) سنجد هنا أن القرطبي لم يتعجب من أي قول من الأقوال السابقة على إختلاف تأويلاتها فهي متقاربة ومعقولة ولذلك قال أن ( هذه الأقوال كلها حسان )
              2 – أما قولة (. والقول الأخير أعجب إلي ) لأنة غريب وشاذ ولكن أتى بة من باب الأمانة فى النقل
              3 – (فأما الشرك فلا يظن به ) هذه المقولة في الرأي الأول تنفى أن يكون الرسول مشركا ونفى ان يكون قد خطر ببالهم هذا الظن
              وكان تأويل كلام هؤلاء القوم : إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان على جملة ما كان القوم عليه،فهم لا يتبعون دين سماوي وهو كذلك غير انه كان حنفيا يعنى كان يتحنث فى غار حيراء والتحنث يعنى التعبد فلعله كان ينظر الى السماء ويتدبر خلق السموات والأرض والله اعلم فهو فى هذه الفترة كان لا يظهر لهم خلافا على ظاهر الحال؛لانه لم يبعث بعد ولذلك فلم ينهاهم عما كانوا يعبدون من أصنام كما أنه لم يشاركهم في عبادتهم هذة وكان سبب في قولهم (فأما الشرك فلا يظن به)
              اما قولهم أنة ( كان على مراسم القوم في الظاهر أربعين سنة ) اى في عدم اعتناقه أى دين مثلهم مع الفارق
              4 – أما قوله
              فهنا كما نرى أن الإمام القرطبي قال( وقال الكلبي والسدي ) اى لم يكن تفسير للقرطبي بل كان استعراض رأى كلا من(الكلبي والسدي)
              5 – أما قولة (: هذا على ظاهره) فكان هذا إقرار من كلا من (الكلبي والسدي) على أنهم أولوا الآيه على ظاهرها فقط ولذلك قالوا ما قالوه وهو (وجدك كافرا والقوم كفار فهداك )
              6 – أما قولة(. وقد مضى هذا القول والرد عليه في سورة "الشورى". ) وهذا هو الوحيد قول القرطبى وقد إستنكر التأويل هذا فمنه نستدل أن الإمام القرطبي غير مؤيد لهذا الرأي ولذل رد عليه في سورة الشورى
              تعرف ما هو رده ؟تستطع أن تراه بنفسك ردة في تفسير القرطبي في تفسيره ل [ الشورى: 52 ] وإليك جانبا منها
              ( انه صلى الله عليه وسلم كان مؤمنا بالله عز وجل، ولا سجد لصنم، ولا أشرك بالله، ولا زنى ولا شرب الخمر، ولا شهد السامر ولا حضر حلف المطر ولا حلف المطيبين؛ بل نزهه الله وصانه عن ذلك.
              والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه عند أهل العلم من قوله: "بغضت إلي الأصنام" وقوله في قصة بحيرا حين استحلف النبي صلى الله عليه وسلم باللات والعزى إذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي، ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما" فقال له بحيرا: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، فقال: "سل عما بدا لك".
              وكذلك المعروف من سيرته عليه السلام وتوفيق الله إياه له أنه كان قبل نبوته يخالف المشركين في وقوفهم بمزدلفة في الحج، وكان يقف هو بعرفة، ...الخ )

              هذا والله اعلى واعلم فما اصبت فبتوفيق من الله وما نت اخطأه فيه فمن نفسى والشيطان والله ورسوله منه ابرياء
              أخيرا أقول لكم يا نصارى قل موتوا بغيظكم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              تعليق

              • متأمل
                3- عضو نشيط
                • 1 أبر, 2009
                • 389
                • أى عمل شريف
                • مسلم

                #8
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                فهنا كما نرى أن الإمام القرطبي قال( وقال الكلبي والسدي ) اى لم يكن تفسير للقرطبي بل كان استعراض رأى كلا من(الكلبي والسدي)
                (. وقد مضى هذا القول والرد عليه في سورة "الشورى". ) وهذا هو الوحيد قول القرطبى وقد إستنكر التأويل هذا فمنه نستدل أن الإمام القرطبي غير مؤيد لهذا الرأي ولذلك رد عليه في سورة الشورى
                تعرف ما هو رده ؟تستطع أن تراه بنفسك ردة في تفسير القرطبي في تفسيره لسورة [ الشورى: 52 ]

                جزاك الله خير

                أضيف
                أن القرطبى قد أشار لنا إلى أنه قد بين ذلك فى تفسيره لسورة الشورى للآية
                "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"، ")) قال القرطبي في تفسيره
                ((أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة))

                وقال القرطبي في تفسيره ايضا

                ((وقال قوم: "ضالا" لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما.

                وهو معنى قوله تعالى: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"، على ما بينا في سورة "الشورى"))
                أى ضالا لم تكن تدري القران والشرائع فهداك الله الى شرائع الاسلام


                النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم بوجود الله وان الله موجود يقينا ولكن لم يكن يعرف القرآن ولا الشريعة ولا الدعوة وعندما اتى الوحي ارشده الى ذلك فاهتدى واصبح غير ضال عن موقع الهدف
                وهذا ماقاله الطبري في تفسيره لهذى الاية
                ووجدك في قوم ضُلاّل فهداك.
                وقال السيوطي والمحلي في الجلالين
                (ووجدك ضالا) عما أنت عليه من الشريعة (فهدى) أي هداك إليها
                وقال الشوكاني
                ((ووجدك ضالاً فهدى" معطوف على المضارع المنفي، وقيل هو معطوف على ما يقتضيه الكلام الذي قبله كما ذكرنا: أي قد وجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى، والضلال هنا بمعنى الغفلة، كما في قوله: "لا يضل ربي ولا ينسى" وكما في قوله: "وإن كنت من قبله لمن الغافلين" والمعنى: أنه وجدك غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، واختار هذا الزجاج. وقيل معنى ضالاً: لم تكن تدري القرآن ولا الشرئع فهداك لذلك. وقال الكلبي والسدي والفراء: وجدك في قوم ضلال فهداهم الله لك. وقيل وجدك طالباً للقبلة فهداك إليها كما في قوله: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها " ويكون الضلال بمعنى الطلب)) ولو نتمعن فيما أورده الشوكانى ظهر للكلبى والسدى رأى أخر

                *********
                ضال أى لايعلم كيف هي هيئة الصلاة واركان الاسلام ولا سبل الدعوة ولكنه كان مؤمن يعلم اركان الايمان فكان النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن بوجود الله ووجود الملائكة الكرام ويؤمن بنزول الكتب والانبياء وباليوم الآخر وبالقدر ولكن لم يكن يعلم كيف يصوم ويصلي ويجاهد ويدعو ويتزكي
                ولهذا قال القرطبي في تفسيره ((أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة))
                وقال القرطبي في تفسيره ايضا((وقال قوم: "ضالا" لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما.

                وهو معنى قوله تعالى: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"، على ما بينا في سورة "الشورى"))
                ضالا لم تكن تدري القران والشرائع فهداك الله الى شرائع الاسلام

                تعليق

                • ابومصعب المصرى
                  2- عضو مشارك

                  • 28 سبت, 2010
                  • 115
                  • عبادة الله
                  • مسلم

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة متأمل
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته






                  جزاك الله خير

                  أضيف
                  أن القرطبى قد أشار لنا إلى أنه قد بين ذلك فى تفسيره لسورة الشورى للآية
                  "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"، ")) قال القرطبي في تفسيره
                  ((أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة))

                  وقال القرطبي في تفسيره ايضا

                  ((وقال قوم: "ضالا" لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما.

                  وهو معنى قوله تعالى: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"، على ما بينا في سورة "الشورى"))
                  أى ضالا لم تكن تدري القران والشرائع فهداك الله الى شرائع الاسلام


                  النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم بوجود الله وان الله موجود يقينا ولكن لم يكن يعرف القرآن ولا الشريعة ولا الدعوة وعندما اتى الوحي ارشده الى ذلك فاهتدى واصبح غير ضال عن موقع الهدف
                  وهذا ماقاله الطبري في تفسيره لهذى الاية
                  ووجدك في قوم ضُلاّل فهداك.
                  وقال السيوطي والمحلي في الجلالين
                  (ووجدك ضالا) عما أنت عليه من الشريعة (فهدى) أي هداك إليها
                  وقال الشوكاني
                  ((ووجدك ضالاً فهدى" معطوف على المضارع المنفي، وقيل هو معطوف على ما يقتضيه الكلام الذي قبله كما ذكرنا: أي قد وجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى، والضلال هنا بمعنى الغفلة، كما في قوله: "لا يضل ربي ولا ينسى" وكما في قوله: "وإن كنت من قبله لمن الغافلين" والمعنى: أنه وجدك غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، واختار هذا الزجاج. وقيل معنى ضالاً: لم تكن تدري القرآن ولا الشرئع فهداك لذلك. وقال الكلبي والسدي والفراء: وجدك في قوم ضلال فهداهم الله لك. وقيل وجدك طالباً للقبلة فهداك إليها كما في قوله: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها " ويكون الضلال بمعنى الطلب)) ولو نتمعن فيما أورده الشوكانى ظهر للكلبى والسدى رأى أخر

                  *********
                  ضال أى لايعلم كيف هي هيئة الصلاة واركان الاسلام ولا سبل الدعوة ولكنه كان مؤمن يعلم اركان الايمان فكان النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن بوجود الله ووجود الملائكة الكرام ويؤمن بنزول الكتب والانبياء وباليوم الآخر وبالقدر ولكن لم يكن يعلم كيف يصوم ويصلي ويجاهد ويدعو ويتزكي
                  ولهذا قال القرطبي في تفسيره ((أي غافلا عما يراد بك من أمر النبوة))
                  وقال القرطبي في تفسيره ايضا((وقال قوم: "ضالا" لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما.

                  وهو معنى قوله تعالى: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"، على ما بينا في سورة "الشورى"))
                  ضالا لم تكن تدري القران والشرائع فهداك الله الى شرائع الاسلام
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  شاكرين لك غيرتك على الاسلام وشاكرين لك الاضافه الرائعه
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  تعليق

                  • كلمة سواء
                    3- عضو نشيط

                    • 26 أبر, 2010
                    • 402
                    • لا اعمل
                    • مسلمه والحمد لله

                    #10


                    رد كافىووافى بارك الله فيكم ونفع بكم

                    جزاكم الله خيرا

                    تعليق

                    • متعلم
                      5- عضو مجتهد

                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 12 أكت, 2006
                      • 778
                      • مسلم

                      #11


                      أما عن أقوال المفسرين وغيرهم في الآية ، فقد وردت بالعشرات .. لكن أكثر هذه الأقوال شطت وأبعدت النجعة .. والسبب أنهم استنكروا نسبة الضلال إلى عَلم الهدى صلى الله عليه وسلم .. فأرادوا إبعاد هذه النسبة عنه لما توهموا فيها من النقص في جناب إمام المهتدين عليه الصلاة والسلام .. حتى قرأنا في هذه الأقوال من يقول : إن الضلال هنا بمعنى المحبة !

                      والذي يبين شطط هذه الأقوال هو السياق .. فإن السياق سياق بيان الله لفضله على نبيه المصطفى ، وامتنانه سبحانه بهذا .. فكل قول لا يساعد هذا السياق – فضلاً عن أن ينافيه - يستبين شططه بهذا ..

                      فالأقوال التي فسرت الضلال بما فيه مدح كالمحبة ونحوها ، لم يدرك أصحابها أنهم بهذا قد عارضوا المعنى الرئيسي للسياق .. هم قصروا أنظارهم على معنى الآية فقط دون سباقها ولحاقها وفاتهم الهدف الرئيسي الذي سعت الآيات إلى بيانه وتقريره .. إذ تفسير الضلال بالمحبة ونحوها كأن الله يقول لنبيه : كنت على حال ممدوحة فنقلناك إلى أخرى .. وهذا كما ترى ليس فيه كبير منة ..

                      وكذا الأقوال التي فسرت الضلال بأنه ضل عن مرضعته أو جده وما شابه .. فهذه الأقوال أيضـًا أغفلت السياق وضلت عن هدفه الرئيسي .. فأين هذا من منة الله على عبده بالهدى والإيمان ؟!

                      وإنما مثل من يقول بهذه الأقوال كمن يريد نفي معنى اليتم في الآية التي قبلها { ألم يجدك يتيمًا فآوى } .. فإنك لو ذهبت تنكر معنى اليتم أو تقلل من شأنه ، كنت بهذا تنكر أو تقلل من منة الله على عبده في هذا المقام .. هذا ما لم يتنبه إليه أصحاب هذه الأقوال، شغلهم عن هذا إرادة دفع النقص الذي توهموه في جانب النبي عليه الصلاة والسلام ..

                      قال الآلوسي معقبًا على مثل هذه الأقوال : (( وضعف حمل الآية على ذلك بأن مثله بالنسبة إلى ما تقدم لا يُعد من نعم الله تعالى على مثل نبيه صلى الله عليه وسلم التي يمتن سبحانه بها عليه )).

                      والذين ذهبوا إلى هذه الأقوال البعيدة هربًا من النقص الذي توهموه ، على أصناف .. فمنهم المعتزلي الذي يجد في أصول مذهبه وجوب عصمة الأنبياء من الكبائر والصغائر قبل النبوة وبعدها .. ومنهم الشيعي الذي يجد نفس هذا الأصل المعتزلي نقله عنهم مؤلفو المذهب سدًا للفراغ وتأييدًا توهموه لعصمة الأئمة التي يزعمونها .. ومنهم الأشعري الذي تأثر أئمته بأقوال المعتزلة .. ومنهم السني الذي تأثر بأقوال الأشاعرة أو المعتزلة يحسبها من أقوال أهل السنة ..


                      هذا عن أغلب الأقوال التفسيرية التي قيلت في الآية .. وأما عن أصحها ، فهو أن الضلال لفظة واسعة تشمل مراتب عديدة ، وهذا كما أن الهدى يشمل مراتب عديدة ، ومن هذا الباب ألفاظ الكفر والنفاق والإيمان وما شابه ..

                      فالكفر مرتبة من مراتب الضلال .. وقد يكون ضلال بغير كفر .. والضلال عدم العلم بالحق .. فكل من لم يصب الحق شملته اللفظة ..

                      ونبينا عليه الصلاة والسلام وإن كان تحاشى ما عليه قومه من الكفر والوثنية، كما ثبت هذا من سيرته المعروفة، إلا أنه لم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى اصطفاه الله للنبوة، كما قال تعالى { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } .. وهذا يشبه ما نقله الرازي عن بعضهم : (( والمراد من الضال الخالي عن العلم لا الموصوف بالاعتقاد الخطأ )).

                      وعليه، فقول أخينا "متأمل" – وفقه الله – عن النبي عليه الصلاة والسلام : (( كان مؤمن يعلم اركان الايمان )) فيه نظر ولعله سبق قلم منه .. إذ لا يمكن أن يكون نبينا مؤمنًا عالمًا بأركان الإيمان والله يقول له : {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}.


                      وقد أعجب القرطبيَّ الرأيُ الأخير الذي لخص – في نظره – كل الأقوال "الحسان" السابقة التي أوردها .. لكن أخونا "أبو مصعب المصري" يقول عن هذا الرأي : (( غريب وشاذ ولكن أتى بة من باب الأمانة فى النقل )) .. وهذا – من أخينا وفقه الله – فيه نظر .. فإن وصف القول بالغرابة والشذوذ يوهم برفض القرطبي له، والحال أن القول أعجب القرطبي لأنه لخص كل الأقوال التي حكم بحسنها.


                      ولا يفوتنا هنا التنبيه بعد التنبيه على عدم الإطالة في رد الشبهات .. مثلاً : رد ما نسبوه إلى القرطبي ما كان يحتاج إلى شرح العبارات العديدة مما يُخشى معه أن يتوه القارئ.

                      والذي لاحظته يتكرر كثيرًا في رد الشبهات أن الإخوة – وفقهم الله – لا يريدون أن تمر كلمة دون التعقيب عليها ، يدفعهم إلى هذا غيرتهم على الدين ، وحبهم لتبيين الحق ، وإشفاقهم على جهلاء النصارى وأهل الباطل أن يخدعهم المخادعون .. أحسبهم كذلك والله حسيبهم .. فجزاهم ربي خيرًا على نيتهم الطيبة ..

                      لكن مراعاة المقام واجبة .. وهذا الجاهل الذي يشفقون عليهم من الخداع قد يتوه منهم وسط الكلام الكثير ، كالنصيحة المأثورة عن صديق هذه الأمة رضي الله عنه : (( لا تكثر الكلام فإن آخره ينسي أوله ! )) ..

                      والحق الذي يحرصون على بيانه قد يضيع وسط الكلام الكثير ، وقد لا يصبر القارئ على متابعته ..

                      والغيرة على الدين واجبة، لكنها تستلزم الكلام بعلم وعدل ..

                      وبالجملة ، فقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يتخول الصحابة بالموعظة مخافة السآمة .. هؤلاء صحابة حواريون وذاك إمام الهدى .. فكيف بنا ونحن دون مقامه عليه الصلاة والسلام وسامعونا دون الصحابة في العلم والفهم ؟!


                      هذا .. ومما ينبغي تبيينه هنا .. أن النصراني إذا فشل في نسبة القول للقرطبي ، فقد ينجح في نسبته إلى غيره من بعض علماء الإسلام .. فينبغي التعليق على هذا بقول جامع يبين القاعدة الجدلية المتحكمة هنا .. فنقول :

                      إذا اختار النصراني قول بعض علماء الإسلام ، وكان ينازعهم فيه البعض الآخر ، فقبل الدخول في الترجيح من جانبنا ، نتوقف لنسأل النصراني : لماذا اخترت قول هؤلاء وتركت قول هؤلاء ؟!
                      فإن النصراني ما اختار هذا وترك ذاك إلا لأنه يوافق هواه .. ونحن نريد أن نبين هذا ونثبته له وللقارئ ..
                      فنسأله: هب أن القرطبي أو غيره قال بما تقول ، فلماذا أخذت بقوله وتركت قول غيره من العلماء الذين خالفوه ؟!
                      وبعبارة أشد: لماذا قلدت القرطبي ولم تقلد غيره ؟!
                      فإن أنكر التقليد وجب إظهار دليله .. ونحن – وهو – نعلم أن ليس معه دليل وإنما اختار ما وافق هواه .. فيظهر له وللسامعين أنه ما حكم إلا بالهوى والتشهي .. لم يتبع دليلاً ..

                      سيراوغ ويقول كلامًا .. لكن رده موجود بإذن الله ..
                      كأن يقول : القرطبي من علمائكم أم هو جاهل ؟!
                      نقول : هو من علمائنا والذين خالفوه من علمائنا أيضـًا .. والقرطبي ومعه باقي علماؤنا علمونا ألا نرجح قولاً لأحدهم على الآخر إلا بدليل ..

                      أو يقول : أنا لا يهمني الدليل إنما ألزمتكم بما يقول به علماؤكم ..
                      فنقول: لم تلزمنا لأن الحجة فيما أجمعوا عليه لا فيما اختلفوا فيه ..

                      وهكذا تجد أيها القارئ المسلم أن محاصرة النصراني في هذا الركن لذيذة كما ترى وإن طالت !

                      هذا مكسب في حد ذاته : أن تبين أن محاورك يحكم بلا دليل ويرجح بلا مرجح صحيح .. إنما يتبع الهوى ويحكم بالتشهي ..

                      بعدها طبعًا يمكن بيان الحق بدليله.

                      تعليق

                      • مسلم لا يريد الشهرة
                        مشرف شرف المنتدى

                        • 5 ماي, 2009
                        • 1129
                        • مهندس
                        • مسلم

                        #12
                        تم الدمج بمعرفتي لتشابه الموضوع و المحتوى

                        حياكم الله

                        تعليق

                        • متأمل
                          3- عضو نشيط
                          • 1 أبر, 2009
                          • 389
                          • أى عمل شريف
                          • مسلم

                          #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                          ونبينا عليه الصلاة والسلام وإن كان تحاشى ما عليه قومه من الكفر والوثنية، كما ثبت هذا من سيرته المعروفة، إلا أنه لم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى اصطفاه الله للنبوة، كما قال تعالى { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } .. وهذا يشبه ما نقله الرازي عن بعضهم : (( والمراد من الضال الخالي عن العلم لا الموصوف بالاعتقاد الخطأ )).

                          وعليه، فقول أخينا "متأمل" – وفقه الله – عن النبي عليه الصلاة والسلام : (( كان مؤمن يعلم اركان الايمان )) فيه نظر ولعله سبق قلم منه .. إذ لا يمكن أن يكون نبينا مؤمنًا عالمًا بأركان الإيمان والله يقول له : {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}.

                          أخى الفاضل الأستاذ : متعلم

                          لتوضيح مرادى فى مشاركتى السابقة

                          أنا أسمع أنه يوجدعلما يسمى الرياضيات والغرض منه كذا . وأنا متأكد أنه يوجد علم بهذا الأسم ولكننى رغم إيمانى بوجود هذا العلم إلا أننى غافل لا أعلم بمحتواه وتفاصيله وقوانينه الصحيحة . بحثت لعلى أهتدى إلى قوانينه الصحيحة ذهبت هنا وهناك فلم أعثر إلا على بعض ينسب إليها وما هو بمنها لأننى لو إتبعتها ما أعطتنى النتائج الصحيحة والتى يقبلها العقل. وظللت هكذا متحيرا غافلا عن محتواها الصحيح من قوانين وتفاصيل ضالا فى أن أهتدى إلى طريق الوصول إليها إلى أن رزقنى الله بمعلما عالما بجميعها أصولها وتفاصيلها . فعلمنى القوانين الصحيحة وبالتفاصيل . إذن أنا كنت متأكدا ومؤمنا أى مصدقا بوجود علم إسمه الرياضيات ولكنى كنت ضالا عن طريق الوصول إليه غافلا أى لا أدرى بتفاصيله وقوانينه . إلى أن رزقنى الله بمعلما يعلمنى صحيح قوانينه فإهتديت لصحيح هذا العلم


                          أخى الفاضل

                          كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متأكدا بوجود إله وكان يخلوا متعبدا لله فى غار حراء . كان يعلم بأن الله قد بعث رسلا وأنزل كتبا فيها الايمان ولكن ؟ ما عرفه وما سمعه عنها أى ما ينسب كذبا لتلك الكتب وأولئك الرسل لا يقبله العقل ولا الفطرة السليمة فقد طالها التحريف والشرك والكذب . لم يعثرعلى الكتاب الصحيح المسطر فيه الايمان السليم . ولهذا كان يخلو بغار حراء فى طلب ما يتوجه به إلى ربه ويتشرع به حتى أوحى الله إليه وأنزل عليه كتابه القرآن الثابت فيه صحيح الايمان

                          قال القرطبي في تفسيره

                          ((وقال قوم: "ضالا" لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك اللّه إلى القرآن، وشرائع الإسلام؛ عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما.

                          وهو معنى قوله تعالى: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"،

                          أى ضالا لم تكن تدري القران والشرائع فهداك الله الى شرائع الاسلام


                          النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم بوجود الله وان الله موجود يقينا ولكن لم يكن يعرف القرآن ولا الشريعة ولا الدعوة وعندما اتى الوحي ارشده الى ذلك فاهتدى واصبح غير ضال عن موقع الهدف
                          وهذا ماقاله الطبري في تفسيره لهذى الاية
                          ووجدك في قوم ضُلاّل فهداك.
                          وقال السيوطي والمحلي في الجلالين
                          (ووجدك ضالا) عما أنت عليه من الشريعة (فهدى) أي هداك إليها

                          قال سبحانه وتعالى :
                          (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أى لم تكن تدرى القرآن، والشرائع وما فيها من قصص الأنبياء، فهداك الله عز وجل إلى ذلك، وهو معنى قوله سبحانه و تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم )

                          لقد عصمه الله و شهد سبحانه وتعالى بعصمته من الضلال بمعنى الكفر والإفساد : (ما ضل صاحبكم وما غوى ) ما ضل صاحبكم وما غوى ولم يقل : محمد، أو رسول الله، أو نحو ذلك. تأكيداً لإقامة الحجة على المشركين بأنه صاحبهم، وهم أعلم الخلق به وبحاله وأقواله وأعماله منذ نعومة أظفاره موحدا لله أمين صادق رزين راجح العقل ذو خلق عظيم قال سبحانه وتعالى
                          ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون )


                          *****

                          هذا ما عنيته وقصدته وجزاكم الله كل خير على نصائحكم القيمة

                          تعليق

                          • متعلم
                            5- عضو مجتهد

                            حارس من حراس العقيدة
                            عضو شرف المنتدى
                            • 12 أكت, 2006
                            • 778
                            • مسلم

                            #14
                            إذا كنت غافلاً أخي الكريم عن علم الرياضيات ، فلا يصح أن نقول عنك : رياضي أو عالمًا بأركان علم الرياضيات ..
                            هذا ما قصدته بارك الله فيكم.

                            تعليق

                            • متأمل
                              3- عضو نشيط
                              • 1 أبر, 2009
                              • 389
                              • أى عمل شريف
                              • مسلم

                              #15
                              إذا كنت غافلاً أخي الكريم عن علم الرياضيات ، فلا يصح أن نقول عنك : رياضي أو عالمًا بأركان علم الرياضيات ..
                              هذا ما قصدته بارك الله فيكم.
                              وبارك الله فيك

                              أخى الكريم

                              أنا طالب علم الرياضيات بحثت عن علومها وعن تفاصيل قوانينها قد أكون لست رياضيا كاملا ولكن أعترف بها وأبحث عنها وأطبق ما وافق عقلى منها إذن أنا أنتسب إليها كطالب علم . إلى أن من الله على بأستاذى متعلم فعلمنى أصولها وتفاصيلها .


                              رسول الله صلى الله عليه وسلم كان موحدا بفطرته وبعقله مارس التوحيد وكان يبحث عن طريق الإيمان الصحيح فلم يجد الكتاب الصحيح . ولهذا كان يخلو بغار حراء فى طلب ما يتوجه به إلى ربه ويتشرع به . إذن هو حينئذ ينسب للمؤمنين وإن لم يكن يدرى بالتفاصيل .

                              قال سبحانه وتعالى

                              "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمانلم يقل لم تكن مؤمنا أوللكتاب منكرا بل لحقيقة الكتاب وصحيح الإيمان غير عالما.

                              حتى أوحى الله إليه وأنزل عليه كتابه القرآن الثابت فيه صحيح الايمان .

                              النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم بوجود الله وان الله موجود يقينا ولكن لم يكن يعرف القرآن ولا الشريعة ولا الدعوة وعندما اتى الوحي ارشده الى ذلك فاهتدى واصبح غير ضال عن موقع الهدف
                              وهذا ما
                              قاله السيوطي والمحلي في الجلالين

                              (ووجدك ضالا) عما أنت عليه من الشريعة (فهدى) أي هداك إليها

                              قال سبحانه وتعالى :
                              (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أى لم تكن تدرى القرآن، والشرائع وما فيها من قصص الأنبياء، فهداك الله عز وجل إلى ذلك، وهو معنى قوله سبحانه و تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم )

                              لقد عصمه الله و شهد سبحانه وتعالى بعصمته من الضلال بمعنى الكفر والإفساد : (ما ضل صاحبكم وما غوى ) ما ضل صاحبكم وما غوى ولم يقل : محمد، أو رسول الله، أو نحو ذلك. تأكيداً لإقامة الحجة على المشركين بأنه صاحبهم، وهم أعلم الخلق به وبحاله وأقواله وأعماله منذ نعومة أظفاره موحدا لله أمين صادق رزين راجح العقل ذو خلق عظيم قال سبحانه وتعالى
                              ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون )

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              رد 1
                              18 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
                              ردود 7
                              174 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة فارس الميـدان
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
                              رد 1
                              155 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
                              رد 1
                              159 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
                              ردود 4
                              41 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة محمد,,
                              بواسطة محمد,,
                              يعمل...