بسم الله و صلاة و سلاما علي خير خلق الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه و سلم
بعض النصاري - هداهم الله - يسيئون تفسير قول الله عز وجل في سورة الضحي الآية 7 : " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى "
لدرجة أن بعض المدلسين منهم يقولون أن النبي صلي الله عليه و سلم عبد الأصنام قبل بعثته استنادا علي هذه الآية - و حاشاه صلي الله عليه و سلم -
فبعد الاستعانة بالله نقول
في القرآن الكريم وردت كلمة الضلال بأكثر من معني :
===============================
1- ضلال بمعنى النسيان فى نحو قوله تعالى : في سورة البقرة 282 و موضع الاستشهاد هو : " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
2- ضلال بمعنى الغفلة فى نحو قوله سبحانه على لسان سيدنا موسى عليه السلام لفرعون في سورة الشعراء الآية 20 : " قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ "
3- ضلال بمعنى المحبة فى نحو قوله عز وجل على لسان أولاد سيدنا يعقوب : في سورة يوسف الآية 8 : " إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " أى فى حب مبين ليوسف،
وهو المشار إليه فى قوله تعالى على لسانهم أيضاً : في سورة يوسف الآية 95 : " قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "
" وكذلك قوله سبحانه على لسان نسوة المدينة :في سورة يوسف الآية 30 : " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍمُبِينٍ "أى حب مبين ليوسف عليه السلام
فبعد استبعاد الوجه الأول يكون على الوجهين الثاني و الثالث تفسير آية : "ووجدك ضالاً فهدى"
فقد يكون المراد هو الغفلة
==============
" ووجدك ضالاً فهدى" أى وجدك غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك أى فأرشدك اليها
والضلال هنا : بمعنى الغفلة كقوله تعالى : في سورة طه الآية 52 : " قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى "
أى لا يغفل ولا يسهو جل جلاله عن شئ فى السماوات والأرض وما فيهن
وقال تعالى فى حق نبيه صلي الله عليه و سلم في سورة يوسف الآية 3 : " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ "
أى لم تكن تدرى القرآن، والشرائع وما فيها من قصص الأنبياء، فهداك الله عز وجل إلى ذلك
و هو معني قول الله تعالي في سورة الشوري الآية 52 : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
والغفلة فى حق الأنبياء لا جهل فيها، لأن الجاهل لا يسمى غافلاً حقيقة لقيام الجهل به، فصح أن ضلال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام غفلة لا جهل
" ينظر : تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء لعلى السبتى ص112، 113 "
وقد روى هذا التأويل والوجه بعينه عن ابن عباس، وجماعة من المفسرين، وجماعة من أهل التأويل ينظر " تفسير المنار 12/208، وجامع البيان عن تأويل آى القرآن لابن جرير الطبرى 12/624، والجامع لأحكام القرآن للقرطبى 20/96، وفتح القدير 4/763، وعصمة الأنبياء للرازى ص92، 93
و قد يكون المراد هو المحبة
===============
ويكون المعنى على الوجه الثالث: ووجدك محباً للهداية فهداك إليها
ويشهد لصحة هذا الوجه والتأويل ما يلى :
أ- ما صح من سيرة رسول الله قبل النبوة، وتحنثه فى غار حراء طلباً للهداية، حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى
ب- أن من أسماء المحبة عند العرب "الضلال" قال الشاعر
هذا الضلال أشاب مني المفرقا *** والعارضين ولم اكن متحققا
عجبا لعزة في اختيار قطيعتي*** بعد الضلال فحبلها قداخلفا
قال الإمام الزرقانى : وتأويل الضلال بمعنى المحبة منقول عن قتادة، وسفيان الثورى، فلا يضر عدم وجوده فى الصحاح وأتباعه، فاللغة واسعة
وقال الدكتور عبد الغنى عبد الخالق : وهذا قول حسن جداً
و ليعلم القاصي و الداني أن الله عز و جل قد زكي النبي صلي الله عليه و آله و سلم
========================
زكاه فى عقله فقال سبحانه في سورة النجم الآية 2 : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى "
زكاه فى صدقه فقال سبحانه في سورة النجم الآية 3 : " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى "
زكاه فشرح صدره فقال سبحانه في سورة الشرح الآية 1 : " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ "
زكاه فى علمه فقال سبحانه في سورة النجم الآية 5 : " عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى "
زكاه فى حلمه فقال سبحانه في سورة التوبة الآية 128 : "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "
زكاه في خلقه فقال سبحانه في سورة القلم الآية 4 : " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
زكاه فرفع ذكره فقال سبحانه في سورة الشرح الآية 4 : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "
فكرة هذا المقال الأصلية هي أصلا لطالب علم فاضل من شبكة ردود الاسلامية علي ما أذكر
و الله أعلي و أعلم - فشبكة ردود للأسف رابِطها لا يعمل معي الآن -
فنسأل الله ألا تنسوه و ايانا من صالح دعائكم
====================================
ان أصبت فبتوفيق الله و ان أخطأت فمن نفسي و الشيطان و الله و رسوله و دينه مما فعلت براء
و صلي اللهم و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه أجمعين
سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول
بعض النصاري - هداهم الله - يسيئون تفسير قول الله عز وجل في سورة الضحي الآية 7 : " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى "
لدرجة أن بعض المدلسين منهم يقولون أن النبي صلي الله عليه و سلم عبد الأصنام قبل بعثته استنادا علي هذه الآية - و حاشاه صلي الله عليه و سلم -
فبعد الاستعانة بالله نقول
في القرآن الكريم وردت كلمة الضلال بأكثر من معني :
===============================
1- ضلال بمعنى النسيان فى نحو قوله تعالى : في سورة البقرة 282 و موضع الاستشهاد هو : " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى "
2- ضلال بمعنى الغفلة فى نحو قوله سبحانه على لسان سيدنا موسى عليه السلام لفرعون في سورة الشعراء الآية 20 : " قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ "
3- ضلال بمعنى المحبة فى نحو قوله عز وجل على لسان أولاد سيدنا يعقوب : في سورة يوسف الآية 8 : " إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " أى فى حب مبين ليوسف،
وهو المشار إليه فى قوله تعالى على لسانهم أيضاً : في سورة يوسف الآية 95 : " قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "
" وكذلك قوله سبحانه على لسان نسوة المدينة :في سورة يوسف الآية 30 : " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍمُبِينٍ "أى حب مبين ليوسف عليه السلام
فبعد استبعاد الوجه الأول يكون على الوجهين الثاني و الثالث تفسير آية : "ووجدك ضالاً فهدى"
فقد يكون المراد هو الغفلة
==============
" ووجدك ضالاً فهدى" أى وجدك غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك أى فأرشدك اليها
والضلال هنا : بمعنى الغفلة كقوله تعالى : في سورة طه الآية 52 : " قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى "
أى لا يغفل ولا يسهو جل جلاله عن شئ فى السماوات والأرض وما فيهن
وقال تعالى فى حق نبيه صلي الله عليه و سلم في سورة يوسف الآية 3 : " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ "
أى لم تكن تدرى القرآن، والشرائع وما فيها من قصص الأنبياء، فهداك الله عز وجل إلى ذلك
و هو معني قول الله تعالي في سورة الشوري الآية 52 : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
والغفلة فى حق الأنبياء لا جهل فيها، لأن الجاهل لا يسمى غافلاً حقيقة لقيام الجهل به، فصح أن ضلال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام غفلة لا جهل
" ينظر : تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء لعلى السبتى ص112، 113 "
وقد روى هذا التأويل والوجه بعينه عن ابن عباس، وجماعة من المفسرين، وجماعة من أهل التأويل ينظر " تفسير المنار 12/208، وجامع البيان عن تأويل آى القرآن لابن جرير الطبرى 12/624، والجامع لأحكام القرآن للقرطبى 20/96، وفتح القدير 4/763، وعصمة الأنبياء للرازى ص92، 93
و قد يكون المراد هو المحبة
===============
ويكون المعنى على الوجه الثالث: ووجدك محباً للهداية فهداك إليها
ويشهد لصحة هذا الوجه والتأويل ما يلى :
أ- ما صح من سيرة رسول الله قبل النبوة، وتحنثه فى غار حراء طلباً للهداية، حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى
ب- أن من أسماء المحبة عند العرب "الضلال" قال الشاعر
هذا الضلال أشاب مني المفرقا *** والعارضين ولم اكن متحققا
عجبا لعزة في اختيار قطيعتي*** بعد الضلال فحبلها قداخلفا
قال الإمام الزرقانى : وتأويل الضلال بمعنى المحبة منقول عن قتادة، وسفيان الثورى، فلا يضر عدم وجوده فى الصحاح وأتباعه، فاللغة واسعة
وقال الدكتور عبد الغنى عبد الخالق : وهذا قول حسن جداً
و ليعلم القاصي و الداني أن الله عز و جل قد زكي النبي صلي الله عليه و آله و سلم
========================
زكاه فى عقله فقال سبحانه في سورة النجم الآية 2 : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى "
زكاه فى صدقه فقال سبحانه في سورة النجم الآية 3 : " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى "
زكاه فشرح صدره فقال سبحانه في سورة الشرح الآية 1 : " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ "
زكاه فى علمه فقال سبحانه في سورة النجم الآية 5 : " عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى "
زكاه فى حلمه فقال سبحانه في سورة التوبة الآية 128 : "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "
زكاه في خلقه فقال سبحانه في سورة القلم الآية 4 : " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
زكاه فرفع ذكره فقال سبحانه في سورة الشرح الآية 4 : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "
فكرة هذا المقال الأصلية هي أصلا لطالب علم فاضل من شبكة ردود الاسلامية علي ما أذكر
و الله أعلي و أعلم - فشبكة ردود للأسف رابِطها لا يعمل معي الآن -
فنسأل الله ألا تنسوه و ايانا من صالح دعائكم
====================================
ان أصبت فبتوفيق الله و ان أخطأت فمن نفسي و الشيطان و الله و رسوله و دينه مما فعلت براء
و صلي اللهم و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه أجمعين
سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون و سلام علي المرسلين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول
تعليق