بسم الله الرحمن الرحيم
اللص الفقيه
قال ابن الجوزي رحمة الله عليه في كتابه الأذكياء :
طرف من فطن المتلصلصين
أخبرنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا عبد الله الحميدي ، قال :
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران ، قال : أخبرنا أبو
الحسين بن دينار ، قال : أنبأنا أبو طالب عبيد الله ابن أحمد الأنباري
قال : حدثنا يموت بن المزرع عن المبرد ، قال : حدثني أحمد بن المعدل
البصري قال :
كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض
جلسائه فقال أعجوبة .
قال : ما هي ؟.
قال : خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن أصحرت وبعدت عن البيوت
بيوت المدينة ، تعرض لي رجل فقال : اخلع ثيابك .
فقلت : وما يدعوني إلى خلع ثيابي .
قال : أنا أولى بها منك .
قلت : ومن أين ؟.
قال : لأني أخوك ؛ وأنا عريان وأنت مكس .
قلت : فالمواساة .
قال : كلا ؛ قد لبستها برهة ، وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها .
قلت : فتعريني ، وتبدي عورتي .
قال :لا بأس بذلك ؛ قد روينا عن مالك أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا .
قلت : فيلقاني الناس ، فيرون عورتي .
قال : لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها .
فقلت : أراك ظريفا ؛ فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب
فأوجه بها إليك .
قال : كلا ؛ أردت أن توجه إلى أربعة من عبيدك فيحملوني إلى السلطان
فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد .
قلت : كلا ؛ أحلف لك أيمانا أني أوفي لك بما وعدتك ولا أسوءك .
قال : كلا ؛ إنا روينا عن مالك أنه قال لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص .
قلت : فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه .
قال : هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص .
قلت : فدع المناظرة بيننا ؛ فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم رفع رأسه ؛ وقال : تدري فيم فكرت ؟.
قلت : لا .
قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة ؛ وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون
على وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع ثيابك .
قال : فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها وانصرف .
اللص الفقيه
قال ابن الجوزي رحمة الله عليه في كتابه الأذكياء :
طرف من فطن المتلصلصين
أخبرنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا عبد الله الحميدي ، قال :
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران ، قال : أخبرنا أبو
الحسين بن دينار ، قال : أنبأنا أبو طالب عبيد الله ابن أحمد الأنباري
قال : حدثنا يموت بن المزرع عن المبرد ، قال : حدثني أحمد بن المعدل
البصري قال :
كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض
جلسائه فقال أعجوبة .
قال : ما هي ؟.
قال : خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن أصحرت وبعدت عن البيوت
بيوت المدينة ، تعرض لي رجل فقال : اخلع ثيابك .
فقلت : وما يدعوني إلى خلع ثيابي .
قال : أنا أولى بها منك .
قلت : ومن أين ؟.
قال : لأني أخوك ؛ وأنا عريان وأنت مكس .
قلت : فالمواساة .
قال : كلا ؛ قد لبستها برهة ، وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها .
قلت : فتعريني ، وتبدي عورتي .
قال :لا بأس بذلك ؛ قد روينا عن مالك أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا .
قلت : فيلقاني الناس ، فيرون عورتي .
قال : لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها .
فقلت : أراك ظريفا ؛ فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب
فأوجه بها إليك .
قال : كلا ؛ أردت أن توجه إلى أربعة من عبيدك فيحملوني إلى السلطان
فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد .
قلت : كلا ؛ أحلف لك أيمانا أني أوفي لك بما وعدتك ولا أسوءك .
قال : كلا ؛ إنا روينا عن مالك أنه قال لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص .
قلت : فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه .
قال : هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص .
قلت : فدع المناظرة بيننا ؛ فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم رفع رأسه ؛ وقال : تدري فيم فكرت ؟.
قلت : لا .
قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة ؛ وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون
على وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع ثيابك .
قال : فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها وانصرف .
تعليق