رسالة إلى مؤتمر تثبيت العقيدة
وصف الله عز وجل طائفة من أهل الكتاب بأنهم جهلة لا يعرفون عن الكتاب الذي بين أيديهم شيئا وإنما يتبعون الأوهام والظنون الكاذبة فقال تعالى : ﴿ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب أماني ، وإنهم إلا يظنون ﴾ .
ولا شك أن الذين ألقوا مخرجات رؤوسهم علينا مؤخرا هم من أولئك متبعي الأماني والظنون الكاذبة.
ولما لا وهذه كتبهم التي بين أيديهم اليوم وعلى الرغم مما أصابها من تبديل وتغير ، شاهدة عليهم بخروجهم عن الإيمان ، ومكذبة لهم فيما يقولون ويعتقدون .
فجاء في يوحنا (17: 3) : « وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته».
فبيَّن المسيح عليه السلام أن الحياة الأبدية هي أن يعرف الناس أن الله واحد حقيقي، وأن عيسى رسول الله. وما قال: إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن الله ثلاثة أقانيم وأن عيسى إله أو أنه إله متجسد أو غير ذلك مما يقولونه. فهلّا تدبرتم تلك الآيات يا أصحاب النيافة ومثبتي العقيدة ؟ !! فإن كانت الحياة الأبدية في ذلك الاعتقاد ؛ فبالتأكيد مخالفته موت أبدي. فمالنا ندعوكم للنجاة ، وتدعوننا إلى النار.
وفي قوله: « ويسوع المسيح الذي أرسلته»، دلالة على التغاير بين المُرْسِل والمُرْسَل؛ فكون المسيح رسولاً ضد لكونه إلهًا. الطريف أنهم يسمون هذه الآية شبهة ، ثم لا يجبون عنها بشيء يستحق. فأي إيمان يثبتونه؟!!
فإن كانت تلك شبهة كما زعموا فليقرؤوا هذه من لوقا (24: 11ـ19) في وصف المسيح أنه : «كان إنسانًا نبيًا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب». والمسيح يسمع ويُقِرُّ بهذا ، وهذا كان بعد قيامته كما يقولون فما كانت هناك موانع من خوف أو غيره لتأخير البيان عن وقت الحاجة. هذا إن كنتم تعرفون ما هو البيان ، وما هو وقت الحاجة.
وهل هذه أيضا شبهة: «وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله». إنجيل يوحنا (8: 4). فيا ليتهم يثبتوا عقيدة المسيح عليه السلام ، ويصدقوا ما بين أيديهم . إن هؤلاء لا يزدرون بالقرءان فحسب ، بل يزدرون الأناجيل التي بين أيدهم ويكذبونها.
ثم تأمل آخر وصية له وهو يقول لمريم المجدلية بعد نجاته من مؤامرة الصلب: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم». يوحنا (20: 17).
بالتأكيد سيستمسك الغبي المعناد بقوله : ( أبي )؛ ويتعمى عن قوله: (وأبيكم )، وقوله: ( وإلهيوإلهكم ).
وهو القول الواضح منه الصريح في التسوية بينه وبين تلاميذه في كونه مألوها مربوبا. وقاله أيضا بعد قيامه من الأموات كما يدعون فلم يكن له مبرر إذاً في إخفاء حقيقته. فضلا عن أنه كاشف للمعنى المراد للبنوة المنسوبة للمسيح عليه السلام في الإنجيل؛ وأنها بنوة مجازية لا حقيقية كما جاء في حق غيره من الأنبياء والمرسلين مثل يعقوب عليه السلام الذي قيل فيه : « أنت ابني البكري أنا الآن ولدتك».
والنصوص في ذلك كثيرة جداً . ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
ولكن ليعلم ذلك المعناد أن قوله : (أبي ، وابن الله) وأمثاله ينبغي أن يفسرها بما لا يتناقض مع النصوص الأخرى، وأن تلك الأقوال إنما هي من المتشابه الذي ينبغي أن يرد إلى المحكم الواضح ، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح وحَكَّم المُحْكَم على المتشابه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس.
وإنما جعل المتشابه فتنة للقاسية قلوبهم من أهل الزيغ والهوى، الذين يستعبدون العباد ويدعون لعبادة أنفسهم؛ وهكذا ابتلى الله عباده بالمتشابه كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق.
ولكن المسيح عليه السلام لم يترك المتشابه هكذا دون تفسير وتأويل وبيان شاف كاف مازال موجودا في الإنجيل حتى الآن ففي يوحنا (10: 30- 38) المسيح يقول : (أنا والآب واحد). ويقول :«الآب فيَّ وأنا فيه».
ولأن هذه العقيدة باطلة لدى اليهود الذين فهموا اللفظة على ظهرها ، كما يفهم مثبتي العقيدة ، (فتناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه) على حسب يوحنا.
فأخبرهم المسيح أنهم أساؤوا فهم ما قال ، فدار بينهم الحوار التالي على حسب ما جاء في يوحنا : ( أجابهم يسوع: «أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني؟» أجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها» أجابهم يسوع: «أليس مكتوبا في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة؟). يقصد ما جاء في المزامير (6/82) : (أنا قلت أنكم آلهة وبنوالعلي كلكم). أي أنه يقول لهم أنكم أسأتم الفهم فكما أن هؤلاء ليسوا بآلهة على الحقيقة فأنا مثلهم ، وكما حملتم الكلام هناك على المعنى المجازي ، واعتبرتم الكلام أسلوب بلاغي ، فقولي هنا مثل هذا.
يكمل يوحنا الحوار قائلا : ( إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟) .
أن مثل هذا قد جاء في كتاب الله عز وجل حين وصف بيعة المؤمنين يوم الحديبية ، فقال تعالى :﴿ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ﴾ ولكن لأن المسلمين أهل علم وفهم ، لم يقل أحد منهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الله ، أو أن يده التي كانت فوق أيدي المؤمنين هي يد الله ، وأن الله حل فيه إلى آخر تلك الخرافات والأوهام.
فهل يتبع أهل الإنجيل الإنجيل ، أم يتبعون أهوائهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؛ يا مثبتي العقيدة الأناجيل التي بين أيديكم الآن تنفي الصلب وتوابعه من الموت والقيامة ، ولكن تحتاج من يتدبر فقط؛ ولكن لن نطيل عليكم تدبروا ما سبق على مهل ، حتى نلتقي في مسألة الصلب وغيرها. وتأملوا معه صفة المسيح عليه الصلاة والسلام في القراءن :
قال تعالى : ﴿ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله﴾.[ آل عمران : 79]
قال تعالى: ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ . [آل عمرن : 59]
قال تعالى : ﴿وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ [ المائدة : 72].
﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم﴾
ولهذا كان الخروج عن الإسلام ردة ، ولم يكن الدخول فيه ردة عن شيء إلا عن الأوهام والأماني والظنون الكاذبة.
وصف الله عز وجل طائفة من أهل الكتاب بأنهم جهلة لا يعرفون عن الكتاب الذي بين أيديهم شيئا وإنما يتبعون الأوهام والظنون الكاذبة فقال تعالى : ﴿ ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب أماني ، وإنهم إلا يظنون ﴾ .
ولا شك أن الذين ألقوا مخرجات رؤوسهم علينا مؤخرا هم من أولئك متبعي الأماني والظنون الكاذبة.
ولما لا وهذه كتبهم التي بين أيديهم اليوم وعلى الرغم مما أصابها من تبديل وتغير ، شاهدة عليهم بخروجهم عن الإيمان ، ومكذبة لهم فيما يقولون ويعتقدون .
فجاء في يوحنا (17: 3) : « وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته».
فبيَّن المسيح عليه السلام أن الحياة الأبدية هي أن يعرف الناس أن الله واحد حقيقي، وأن عيسى رسول الله. وما قال: إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن الله ثلاثة أقانيم وأن عيسى إله أو أنه إله متجسد أو غير ذلك مما يقولونه. فهلّا تدبرتم تلك الآيات يا أصحاب النيافة ومثبتي العقيدة ؟ !! فإن كانت الحياة الأبدية في ذلك الاعتقاد ؛ فبالتأكيد مخالفته موت أبدي. فمالنا ندعوكم للنجاة ، وتدعوننا إلى النار.
وفي قوله: « ويسوع المسيح الذي أرسلته»، دلالة على التغاير بين المُرْسِل والمُرْسَل؛ فكون المسيح رسولاً ضد لكونه إلهًا. الطريف أنهم يسمون هذه الآية شبهة ، ثم لا يجبون عنها بشيء يستحق. فأي إيمان يثبتونه؟!!
فإن كانت تلك شبهة كما زعموا فليقرؤوا هذه من لوقا (24: 11ـ19) في وصف المسيح أنه : «كان إنسانًا نبيًا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب». والمسيح يسمع ويُقِرُّ بهذا ، وهذا كان بعد قيامته كما يقولون فما كانت هناك موانع من خوف أو غيره لتأخير البيان عن وقت الحاجة. هذا إن كنتم تعرفون ما هو البيان ، وما هو وقت الحاجة.
وهل هذه أيضا شبهة: «وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله». إنجيل يوحنا (8: 4). فيا ليتهم يثبتوا عقيدة المسيح عليه السلام ، ويصدقوا ما بين أيديهم . إن هؤلاء لا يزدرون بالقرءان فحسب ، بل يزدرون الأناجيل التي بين أيدهم ويكذبونها.
ثم تأمل آخر وصية له وهو يقول لمريم المجدلية بعد نجاته من مؤامرة الصلب: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم». يوحنا (20: 17).
بالتأكيد سيستمسك الغبي المعناد بقوله : ( أبي )؛ ويتعمى عن قوله: (وأبيكم )، وقوله: ( وإلهيوإلهكم ).
وهو القول الواضح منه الصريح في التسوية بينه وبين تلاميذه في كونه مألوها مربوبا. وقاله أيضا بعد قيامه من الأموات كما يدعون فلم يكن له مبرر إذاً في إخفاء حقيقته. فضلا عن أنه كاشف للمعنى المراد للبنوة المنسوبة للمسيح عليه السلام في الإنجيل؛ وأنها بنوة مجازية لا حقيقية كما جاء في حق غيره من الأنبياء والمرسلين مثل يعقوب عليه السلام الذي قيل فيه : « أنت ابني البكري أنا الآن ولدتك».
والنصوص في ذلك كثيرة جداً . ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
ولكن ليعلم ذلك المعناد أن قوله : (أبي ، وابن الله) وأمثاله ينبغي أن يفسرها بما لا يتناقض مع النصوص الأخرى، وأن تلك الأقوال إنما هي من المتشابه الذي ينبغي أن يرد إلى المحكم الواضح ، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح وحَكَّم المُحْكَم على المتشابه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس.
وإنما جعل المتشابه فتنة للقاسية قلوبهم من أهل الزيغ والهوى، الذين يستعبدون العباد ويدعون لعبادة أنفسهم؛ وهكذا ابتلى الله عباده بالمتشابه كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق.
ولكن المسيح عليه السلام لم يترك المتشابه هكذا دون تفسير وتأويل وبيان شاف كاف مازال موجودا في الإنجيل حتى الآن ففي يوحنا (10: 30- 38) المسيح يقول : (أنا والآب واحد). ويقول :«الآب فيَّ وأنا فيه».
ولأن هذه العقيدة باطلة لدى اليهود الذين فهموا اللفظة على ظهرها ، كما يفهم مثبتي العقيدة ، (فتناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه) على حسب يوحنا.
فأخبرهم المسيح أنهم أساؤوا فهم ما قال ، فدار بينهم الحوار التالي على حسب ما جاء في يوحنا : ( أجابهم يسوع: «أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني؟» أجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها» أجابهم يسوع: «أليس مكتوبا في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة؟). يقصد ما جاء في المزامير (6/82) : (أنا قلت أنكم آلهة وبنوالعلي كلكم). أي أنه يقول لهم أنكم أسأتم الفهم فكما أن هؤلاء ليسوا بآلهة على الحقيقة فأنا مثلهم ، وكما حملتم الكلام هناك على المعنى المجازي ، واعتبرتم الكلام أسلوب بلاغي ، فقولي هنا مثل هذا.
يكمل يوحنا الحوار قائلا : ( إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟) .
أن مثل هذا قد جاء في كتاب الله عز وجل حين وصف بيعة المؤمنين يوم الحديبية ، فقال تعالى :﴿ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ﴾ ولكن لأن المسلمين أهل علم وفهم ، لم يقل أحد منهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الله ، أو أن يده التي كانت فوق أيدي المؤمنين هي يد الله ، وأن الله حل فيه إلى آخر تلك الخرافات والأوهام.
فهل يتبع أهل الإنجيل الإنجيل ، أم يتبعون أهوائهم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؛ يا مثبتي العقيدة الأناجيل التي بين أيديكم الآن تنفي الصلب وتوابعه من الموت والقيامة ، ولكن تحتاج من يتدبر فقط؛ ولكن لن نطيل عليكم تدبروا ما سبق على مهل ، حتى نلتقي في مسألة الصلب وغيرها. وتأملوا معه صفة المسيح عليه الصلاة والسلام في القراءن :
قال تعالى : ﴿ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله﴾.[ آل عمران : 79]
قال تعالى: ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ . [آل عمرن : 59]
قال تعالى : ﴿وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ [ المائدة : 72].
﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم﴾
ولهذا كان الخروج عن الإسلام ردة ، ولم يكن الدخول فيه ردة عن شيء إلا عن الأوهام والأماني والظنون الكاذبة.