الأصول المحرفة للعهد الجديد
هذا المقال ترجمة للمقال الإنجليزى The forged Origins of the New Testament
للكاتب والباحث فى علم مقارنة الأديان والأساطيرTony Bushby، وما تم وضعه بين قوسين معكوفين [ ] فهو من المترجم لإيضاح الفكرة.
وحَّد الإمبراطور الروماني قسطنطين في القرن الرابع جميع الطوائف الدينية تحت عبادة إله واحد مركَّب، وأمر بتجميع الكتابات القديمة والجديدة لتكوين مجموعة موحدة [ككتاب يجمع عليه رعاياه]، وهى التي أصبحت فيما بعد العهد الجديد.
الكاتب:
هو تونى بوشباى (Tony Bushby) رجل أسترالي المنشأ، أصبح رجل أعمال ومقاول في وقت مبكر من حياته.
قام بتأسيس مجلة تختص بنشر الأعمال الخاصة بالتجارة، وأمضى 20 عامًا من عمره فى البحث والتأليف، ونشر مجلاته الخاصة أولا في أسواق أستراليا ونيوزيلندا.
وقد قام تونى بتطوير علاقات طويلة مع العديد من الجمعيات والمجتمعات في أنحاء العالم التي ساعدته فى أبحاثه، وذلك من خلال اهتماماته بالمعتقدات الروحية القوية، والموضوعات الميتافيزيقية.
وقد قام بتأليف كتاب (The Bible Fraud) أى (تحريف الكتاب المقدس) الذى نشر عام 2001،
وكتاب (The Secret in the Bible) عام 2003،
وكتاب (Ancient Cities under the Sands of Giza) عام 2005،
وكتاب (The Crucifixion of Truth) أى (حقيقة الصلب) عام 2005،
وكتاب (The Twin Deception) أى (الخداع المزدوج) عام 2007
[وكتاب (The Christ Scandal) أى (فضيحة المسيح)]
ومن الممكن الحصول على نسخ من هذه الكتب من موقع NEXUS وكتب جوشوا http://www.joshuabooks.com
هذا ويحمى توني بوشباى خصوصياته بقوة، وكل المراسلات التى توجه إليه، تكون تحت رعاية مجلة NEXUS.
وعنوانها: NEXUS Magazine, PO Box 30, Mapleton Qld 4560, Australia, fax +61 (0) 7 5442 9381.
ما لا تريدك الكنيسة أن تعرفه
كثيرا ما تم التأكيد على أن المسيحية تُخالف أي ديانة أخرى، لأنها تقف أو تسقط من جانب بعض الأحداث التي يُدعى أنها وقعت خلال فترة قصيرة من الزمن منذ حوالي 20 قرنا من الزمان.
وهذه القصص يشتمل عليها العهد الجديد، إلا أنه كلما كشف عن أدلة جديدة، يتضح أكثر أنها لا تمثل الحقائق التاريخية.
تصرح الكنيسة قائلة: "إن المصادر الوثائقية لأصول المسيحية، وتطورها فى المراحل الأولى هى أساسًا مخطوطات العهد الجديد، وهى الأصول التى يجب علينا أن نُسلِّم به إلى حد كبير.
(Catholic Encyclopedia, Farley ed., vol. iii, p. 712)
وللكنيسة اعترافات إضافية عن عهدها الجديد تصرح بها عند مناقشة أصول هذه الكتابات: [تقول فيها] "إن أكثر الهيئات التى عُرفت بتمييزها للرأى الأكاديمى(الموسوعة الكاثوليكية، التمهيد)تعترف بأن الأناجيل لا تعود إلى القرن الأول من العصر المسيحى"(Catholic Encyclopedia, Farley ed., vol. vi, p. 137, pp. 655-6)
وهذا التصريح يتعارض مع تأكيدات الكهنوت التى تفيد بأن أول الأناجيل كتابةً كتبت بصورة تدريجية خلال العقود التى تلت ضياع إنجيل يسوع المسيح وتبدده.
ومن ناحية أخرى تعترف الكنيسة بأن "أول مخطوطات [العهد الجديد] التى لدينا لا ترجع فى الحقيقة إلى أكثر من منتصف القرن الرابع الميلادى."(Catholic Encyclopedia, op. cit., pp. 656-7)
مما يعنى أن هذا الوقت كان بعد حوالى 350 عامًا من الوقت الذى ادعت فيه الكنيسة أن [رجلى] يسوع كانت تخطو على رمال فلسطين. وهنا تكمن القصة الحقيقية وراء أصول المسيحية، التى تنزلق إلى داخل واحدة من أكبر الفجوات السوداء فى التاريخ.
وهنا يكمن السبب وراء عدم وجود العهد الجديد حتى القرن الرابع، فلم تكن قد كتبت بعد، وهنا نجد دليلا [إضافيًا]، يؤكد على وجود تحريف أكبر من كل ما ذُكر.
إن البريطاني المولد فلافيوس قسطنطين Flavius Constantinus (واسمه الأصلى Custennyn أو Custennin) الذى عاش فى الفترة بين (272-337)، هو الذى أمر بتجميع الكتابات، التي تسمى الآن بالعهد الجديد، وبعد وفاة والده عام 306 أصبح قسطنطين ملكًا على كل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وبعد سلسلة من المعارك الظافرة تُوِّجَ امبراطورًا على الإمبراطورية الرومانية.
هذا ولا يشير المؤرخون المسيحيون تقريبًا إلى الاضطرابات التي حدثت فى هذه الأوقات، وتركوا قسطنطين معلقًا فى الهواء، بعيدًا عن كل الأحداث الإنسانية، التى دارت حوله. وفى الحقيقة كانت الفوضى التى سادت المجتمع بين الكهنة، واعتقادهم فى العديد من الآلهة، أحد مشاكل قسطنطين الرئيسية.
يقمع غالبية الكتَّاب المسيحيين اليوم الحقيقة المتعلقة بتطور دينهم، كما يخفون جهود قسطنطين للحد من طباع الكهنة المخزية، والذين يُدعون الآن "آباء الكنيسة "(Catholic Encyclopedia, Farley ed., vol. xiv, pp. 370-1).. وقال إنهم كانوا مثيرين للخزى والخجل (Life of Constantine, attributed to Eusebius Pamphilius of Caesarea, c. 335, vol. iii, p. 171; The Nicene and Post-Nicene Fathers, cited as N&PNF, attributed to St Ambrose, Rev. Prof. Roberts, DD, and Principal James Donaldson, LLD, editors, 1891, vol. iv, p. 467).
إن الـ "نوع الغريب من الخطابة" الذي طوروه كان يُمثل تحديًا لنظام دينى مستقر (The Dictionary of Classical Mythology, Religion, Literature and Art, Oskar Seyffert, Gramercy, New York, 1995, pp. 544-5).
كما أن السجلات القديمة تكشف عن الطبيعة الحقيقية للكهنة، أما عن الوضع المتدنى الذى كانوا يرسفون فيه، فقد طمسته الكنائس الحديثة وتكتمته بشكل مخزى.
في الواقع ...:
"... إن معظم الزملاء الريفيين يقومون بتدريس مفارقات غريبة، وقد أعلنوا بصراحة أنه لم يستمع إلى أقوالهم إلا جاهل ...ولم يظهر أحدهم مطلقًا فى دوائر الحكماء ومن يعلوهم [علمًا أو حكمة]، وكانوا يحرصون على إقحام أنفسهم بين الجهلاء وغير المثقفين، هائمين على وجوههم لممارسة ألعابهم فى المعارض والأسواق. ... ونمقوا كتبهم المكتزة بكل غث من الأساطير القديمة. ... ومازالوا أقل من أن يفهموا ... ويملأون مجلداتهم بما لا ينفع ... ولا زالوا يفعلون ، ما لم يسبقهم أحد إليه.". (Contra Celsum ["Against Celsus"], Origen of Alexandria, c. 251, Bk I, p. lxvii, Bk III, p. xliv, passim)
كوَّنت مجموعات من الكهنة "العديد من الآلهة والأرباب" (1 كورنثوس 8: 5) [وهى تقول تبعًا للترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (وإذا كانَ في السَّماءِ أو في الأرضِ ما يَزعمُ النّاس ُ أنَّهُم آلِهةٌ، بَلْهُناكَ كثيرٌ مِنْ هذِهِ الآلِهَةِ والأربابِ،)]، ونشأ العديد من الطوائف الدينية، التى تتميز كل منها باختلاف عقائدها (غلاطية 1: 6) [وهى تقول تبعًا للترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (عَجيبٌ أمرُكُم! أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الّذي دَعاكُم بِنِعمَةِالمَسيحِ وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى؟)].
وخلطت جماعات الكهنة سمات الآلهة المختلفة مع بعضها البعض، وأصبح هناك مذبحًا يناهض مذبحًا آخر، فى تنافس من كل منهم للإستحواذ على آذان الجمهور وأسماعهم (Optatus of Milevis, 1:15, 19, early fourth century).
أما من وجهة نظر قسطنطين فقد كان هناك العديد من الفصائل التى تحتاج إلى [نوع من] الترضية، لذلك عقد العزم على القيام بتطوير كل دين ذى شأن خلال فترة الإرتباك الكبير، التى كانت تصبغ عصر قسطنطين، والتى ساد فيها الجهل التام بين أفراد الشعب والكهنة، حيث كان تسعة أعشار الأوروبيين أميين، وكان استقرار الجماعات الدينية المتطاحنة ليس إلا مشكلة واحدة من مشاكل عصر قسطنطين.
والتعميم الساذج، الذى يقوم به العديد من المؤرخين، مؤكدين أن قسطنطين اعتنق المسيحية، وأقر التسامح الدينى رسميًا، فهذا يُخالف الحقيقة التاريخية، بل يجب أن يُمحى من تراثنا إلى الأبد (Catholic Encyclopedia, Pecci ed., vol. iii, p. 299, passim).
لأنه ببساطة لم يكن هناك دين مسيحى فى عصر قسطنطين.
كما أن الكنيسة تعترف أن قصة "اعتناقه المسيحية" و"تعميده" ما هى إلا أسطورة [أى محض افتراء اخترعه رجال الكهنوت، لتجميل دينهم وعقيدتهم ومجامعهم التى ابتدأها وفرضها إمبراطور وثنى]. (Catholic Encyclopedia, Farley ed., vol. xiv, pp. 370-1).
فلم يكن لدى قسطنطين مطلقًا أى معرفة عن قرب للاهوت، وكان يعتمد اعتمادًا كبيرًا على مستشاريه فى المسائل الدينية (Catholic Encyclopedia, New Edition, vol. xii, p. 576, passim).
وطبعًا ليوسابيوس (260-339م) فقد أشار قسطنطين إلى تنامى الإنشقاقات وتزايدها بين مجموعات الكهنة، الأمر الذى دفعه لاتخاذ إجراءات صارمة لإقامة دولة لها صبغة دينية أكثر من ذلك. إلا أنه لم يستطع التوصل إلى تسوية هذه الخلافت بين الفصائل الربانية المتناحرة (Life of Constantine, op. cit., pp. 26-8).
وقد حذره مستشاروه من أن ديانات الكهنة كانت بلا مؤسسة [رسمية]"destitute of foundation" ، وأن الأمر يحتاج إلى استقرار رسمى [تُجريه الإمبراطورية] (المرجع السابق).
هذا وقد رأى قسطنطين فى هذا النظام المضطرب الذى يحتوى على خليط من العقائد المبتورة فرصة سانحة لإيجاد دولة جديدة، ويجمع بين هذه الأديان فى دين جديد للدولة، يُحيِّد فيه المفاهيم المختلفة، ويقوم القانون على حمايته.
لذلك أرسل مستشاره الأسبانى أوسيوس القرطبىOsius of Córdoba إلى الأسكندرية، وذلك عندما غزا الشرق فى عام 324 برسائل إلى العديد من الأساقفة ، يناشدهم إفشاء السلم بينهم، إلا أن هذه المهمة قد باءت بالفشل. الأمر الذى اضطر قسطنطين ( وربما بإيعاز من مستشاره أوسيوس) إلى إصدار أمر إمبراطورى إلى جميع الكهنة ومرؤوسيهم بالسفر على حمير وبغال وخيل الشعب إلى مدينة نيقية التى تقع بأسيا الصغرى فى المقاطعة الرومانية Bithynia، وصدرت إليهم التعليمات بأن يحضروا معهم خطبهم وأدلتهم التى يحتجون بها ليلقونها على مسامع الناس مربوطة برباط من الجلد، لحمايتها أثناء الرحلة، وتسليمها إلى قسطنطين لدى وصولهم إلى نيقيا. (The Catholic Dictionary, Addis and Arnold, 1917, "Council of Nicaea" entry)
وقد بلغ مجموع لفائفهم وأساطيرهم عن الآلهة والمخلصين وما سجلوه من عقائد متباينة فى مجملها 2231 (Life of Constantine, op. cit., vol. ii, p. 73; N&PNF, op. cit., vol. i, p. 518)
المجلس الأول في نيقيا و"المحاضر المفقودة".
وهكذا ، كان أول تجمع في التاريخ الكنسي وهو الذى يُعرف اليوم باسم مجمع نيقية. وقد كان حدثًا فريدًا، حيث قدم لنا الكثير من التفاصيل عن هذا الوقت المبكر [من التاريخ]، كما يقدم صورة واضحة عن المناخ الفكرى الذى ساد فى هذا العصر.
وفى هذا المجمع ولدت المسيحية. ومن الصعب التكهن بتداعيات القرارات التى تم اتخاذها فى هذا الوقت.
وقبل ترأس قسطنطين لمجمع نيقية بأربع سنوات كان ينتمى لطائفة السول إنفيكتوس Sol Invictus، وهى أحد اثنين من الطوائف التى كانت تعتبر الشمس بمثابة الإله الأعلى والأوحد. وكانت الطائفة الثانية هم أتباع ميثرا. وبسبب عبادته للشمس أصدر تعليماته إلى يوسابيوس لعقد أول ثلاث جلسات من مجمع نيقية فى وقت الإنقلاب الشمسى 21 يونيو 325 (Catholic Encyclopedia, New Edition, vol. i, p. 792).
كما أنها عُقدت فى قاعة من قاعات قصر أوسيوس (Ecclesiastical History, Bishop Louis Dupin, Paris, 1686, vol. i, p. 598).
وفى سرد لوقائع أحداث اجتماع القساوسة الذين تم تجميعهم فى نيقية قال سابينيوس Sabinius أسقف هيريقليا Hereclea إن المجتمعين كانوا من المخلوقات البسيطة الأمية، الذين لم يفهموا شيئًا على الإطلاق، باستثناء قسطنطين نفسه ويوسابيوس البامفيلى Pamphilius (Secrets of the Christian Fathers, Bishop J. W. Sergerus, 1685, 1897 reprint).
وهذا اعتراف آخر بجهل وسذاجة رجال الكنيسة الأول يقدمه الدكتور ريتشارد واتسونRichard Watson (1737-1816)، وهو أحد المؤرخين المسيحيين الذين تحرروا من الأوهام، وكان يترأس أسقفية ويلز عام 1782، لقد وصف دكتور ريتشارد واتسون رجال الدين المجتمعين فى نيقيا بقوله: إنهم (مجموعة من الحمقى الثرثارة) (An Apology for Christianity, 1776, 1796 reprint; also, Theological Tracts, Dr Richard Watson, "On Councils" entry, vol. 2, London, 1786, revised reprint 1791).
واختتم دكتور واتسون أبحاثه واسعة النطاق عن مجامع الكنيسة قائلا إن "رجال الدين فى مجمع نيقية كانوا جميعًا تحت سلطان الشيطان، وكان المجتمعون من أسافل الرعاع الذين ناصروا الأفكار البغيضة الحقيرة" (An Apology for Christianity, op. cit.).
[فلك أن تتخيل] أن هذه هى الهيئة التى كوِّنت للرجال الذين كانوا من البدء مسئولين عن الدين الجديد، وإنشاء لاهوت يسوع المسيح.
هذا وتعترف الكنيسة أن العناصر الحيوية الهامة لأحداث مجمع نيقية لا تشملها قرارات هذا المجمع (Catholic Encyclopedia, Farley ed., vol. iii, p. 160). وسوف نرى قريبًا ما حدث لهم. ومع ذلك فوفقًا للسجلات فقد احتل يوسابيوس المقعد الأول على يمين الإمبراطور، وألقى كلمة الإفتتاح باسم الإمبراطور (Catholic Encyclopedia, Farley ed., vol. v, pp. 619-620).
ولم يكن بالمجمع أي من الكهنة البريطانيين، ولكن كان هناك العديد من المفاوضين اليونانيين. وكان هناك "سبعون من أساقفة الشرق" يمثلون الفصائل الأسيوية، وجاءت أعداد صغيرة تمثل باقى المناطق (Ecclesiastical History, ibid.). وسافر سيسيليان القرطاجىCaecilian of Carthage من أفريقيا، وبافنوتيوس الطيبى Paphnutius of Thebes من مصر ونيكاسيوس Nicasius of Die (Dijon) من بلاد الغال. وقام دونوسDonnus of Stridon الاستريدون بعمل رحلته من بانونيا Pannonia.
تجمَّع في ذلك المجمع الصبياني، حوالى 318 من الأساقفة والقساوسة والشمامسة ومن يدنو عنهم فى المرتبة الكنسية من المساعدين والمرتلين، بالإضافة إلى من كانوا يمثلون العديد من الطوائف الأخرى، وقد تجمعوا لمناقشة نظام موحد للعبادة يقضى بعبادة إله واحد فقط (An Apology for Christianity, op. cit.).
[وهنا أقاطع الكاتب لأتعجب من قوله السابق أن الإمبراطور أمر كل من المجتمعين أن يحضر معه مبرراته وخطبته التى سيوجهها للحاضرين فى المجمع، وقد بلغ فى مُجملها 2231 وثيقة، الأمر الذى يشير إلى وجود مثل هذا العدد من المجتمعين من القساوسة والأساقفة، أو يزيد عن ذلك، وليس كما يقول إنهم كانوا 318 فردًا، فقد يكون قد امتنع أحدهم أو الكثير منهم عن الإدلاء برأيه أمام الإمبراطور خوفًا من بطشه، وخاصة إذا علمنا أن الإمبراطور كان يؤله إله الشمس، بل إنه عقد مجمع نيقية يوم الإنقلاب الشمسى، وكان معظم رجال إمبراطوريته ما بين مؤله لأبولو أو ميترا أو ليوليوس قيصر. وأرى أن العدد 2024 الذى تُجمع عليه بعض الكتب الأخرى لهو عدد منطقى أكثر مما يمليه علينا الكاتب.]
وفى هذا الوقت دارت تشكيلة كبيرة من "النصوص البرية" [الغريبة] بين القساوسة، الذين أيدوا مجموعة كبيرة متنوعة من آلهة وإلهات الشرق والغرب، منها: جوبيتر، المشترى، سالينوس، بعل، ثور، غادي، أبولو، جونو، الحمل، تاوروس، مينرفا، ريتس، ميثرا، ثيو، فراجباتى، آتيس، دورجا، إندرا، ونبتون، وفولكان، كريست، اجنى، كرويسوس، بلايدس، أويت، هيرميس، توليس، تاموس، إيجوبتوس، آيو، أَف، زحل، جيتشينس، مينوس، ماكسيمو، هيكلا، وفيرنس (God's Book of Eskra, anon., ch. xlviii, paragraph 36)
[وأسماء هذه الآلهة كما ذكرها النص هى:
Jove, Jupiter, Salenus, Baal, Thor, Gade, Apollo, Juno, Aries, Taurus, Minerva, Rhets, Mithra, Theo, Fragapatti, Atys, Durga, Indra, Neptune, Vulcan, Kriste, Agni, Croesus, Pelides, Huit, Hermes, Thulis, Thammus, Eguptus, Iao, Aph, Saturn, Gitchens, Minos, Maximo, Hecla and Phernes]
هذا وكانت الطبقة الأرستقراطية الرومانية حتى مجمع نيقية الأول تعبد اثنين من الآلهة اليونانية، وهما أبولو وزيوس.إلا أن الأغلبية العظمى من عامة الناس كانت تؤله إما يوليوس قيصر وإما ميترا (النسخة الرومانية للإله ميثرا الفارسى).
هذا وقد كان يؤله قيصر منذ وفاته عام 44 ق.م. ثم أُلحق به فيما بعد كلمة "يوليوس الإلهى" زيادة فى التبجيل ، ثم أُلصق به لقب "المخلِّص"، ومعناها الحرفى "من يزرع البذور"، أى إنه كان إله للذكورة.
وقد أُشيد به وأُطلق عليه: "الرب صنع منقذًا واضحًا وشاملا لكل الحياة البشرية". وكان يُدعى الإمبراطور أغسطس، الذى خلفه على العرش، "الإله سليل الأجداد ومنقذ الجنس البشرى" (Man and his Gods, Homer Smith, Little, Brown & Co., Boston, 1952)
تولى الإمبراطور نيرون عرش روما بين (54-68)، وكان اسمه الحقيقى لوسيوس دوميتيوس آنوباربوس Lucius Domitius Ahenobarbus (37-68)،
وقد خلد اسمه على العملات المعدنية بلقب "منقذ البشرية" (المرجع السابق)، وحمل يوليوس الإلهى لقب "أب الإمبراطورية" بصفته المنقذ الرومانى، بل كان يعتبر إلهًا بين عامة الشعب، واستمر ذلك قرابة 300 سنة. وأعده بعض الكهنة الغربيين إلهًا فى نصوصهم. وهذا بخلاف أوروبا الشرقية أو كتاباتهم، فهم لم يعترفوا به كإله.
لقد كان قصد قسطنطين من مجمع نيقية خلق إله جديد تمامًا بالنسبة للإمبراطورية من شأنه توحيد جميع الطوائف الدينية فى إطار إله واحد. وقد طُلب من القساوسة مناقشة وتحديد من سيكون إلههم الجديد، وجادل المجتمعون والمفاوضون فيما بينهم، حيث انعكست دوافعهم الشخصية، لإدراجها فى كتاباتهم الخاصة، التى تساعد على انتشار صفات إلههم الخاص. لذلك تصاعد صياح المتفاوضون للطوائف المغمورة ، وحمى وطيس الحوار، خاصة أنه كان هناك 53 إلهًا يتم الجدال بشأنهم.
إلا أنه وحتى ذلك الوقت لم يتم للمجمع اختيار إله، الأمر الذى اضطره لإجراء اقتراع لإختيار الإله ... واستمر هذا الإقتراع لمدة سنة وخمسة أشهر .... (God's Book of Eskra, Prof. S. L. MacGuire's translation, Salisbury, 1922, chapter xlviii, paragraphs 36, 41).
وفى نهاية هذه المدة المذكورة عاد قسطنطين ليفاجأ أن جمع الكهنة والأساقفة لم يتمكنوا من تحديد الإله الجديد أو الإتفاق عليه. وكان نتيجة الإقتراع وجود قائمة تضم خمسة آلهة:
1- قيصر
2- كريشنا
3- ميثرا
4- حورس
5- زيوس(Historia Ecclesiastica, Eusebius, c. 325)
[فهل يدرك القارىء معنى هذا: إن المجتمعين لا دين لهم ولا خلاق، إنهم كلهم من الكفار، عبدة الأوثان، وإنه لم يفكر أحد المجتمعين فى اعتبار يسوع إله، أو كانت هناك نسبة ضئيلة تم استبعادها من الإقتراع.]
وكان قسطنطين هو الروح المحركة التى تتولى القيادة فى نيقية. لذلك قرر فى النهاية إلهًا جديدًا لهم. وليقحم الفصائل البريطانية فى الموضوع، قرر أن اسم الإله الكاهن الأكبر هيسيوس المتحد مع إله الشرق المخلص كريشنا (وهى تعنى المسيح باللغة السنسكريتية).
وعلى ذلك فإن هيسيوس كريشنا سيكون اسم إله الإمبراطورية الرومانية الرسمى.
وأجرى التصويت على ذلك ، ورفع الأغلبية أيديهم بالموافقة (161 صوتا مقابل 157) على أن الإلهين قد أصبحا إلهًا واحدًا.
وقد اتبع قسطنطين عادة وثنية قديمة جدًا، فقد استغل الجمع الرسمى ومرسوم التأليه الرومانى لإعلان الإلهين إلهًا واحدًا وذلك باستخدام التراضى الديمقراطى. وبالتالى فقد أُعلن رسميًا عن وجود إله جديد وصدق عليه قسطنطين (Acta Concilii Nicaeni, 1618).
وجراء هذا القرار السياسى تمامًا والخاص بتأليه كريشنا وهيسيوس، فقد احتل الإلهان الأخيران مكانهما بين الآلهة كإله واحد مركب.
وقد ساعدت الفكرة الغامضة على وجود دنيوى للمذاهب المدمجة لتصبح دينًا واحدًا للإمبراطورية، و تطور اسم الإله لاحقًا إلى "يسوع المسيح" بسبب عدم وجود حرف ( J) فى الأبجدية حتى القرن التاسع.
يُتبع
تعليق