بسم الله الرحمن الرحيم
زواج الرب يسوع
مسائل لاهوتية تعرض كثيراً لا أجد لها جواباً. بحثت عنها في كتب النصارى فلم أجد أحداً تطرق إليها.
ماذا لو أعجب يسوع بإحدى الفتيات الشابات اللاتي كن يصحبنه في أسفاره، ويخدمنه من أموالهن (1).
كالمجدلية مثلاً، أو مريم التي دخلتْ فسكبتْ الطيبَ على قدميه، ومسحتْ جسَده بشعرِها، فوقع حبُها في قلبه، أو أختها مرثا، وكان يسوع يحبهما كما في إنجيل يوحنا (2).
وهو بحكم ناسوته يحب، ويبغض، ويجدُ في ناسوته ما يشعرُه نواسيتُ الرجال نحو نواسيتِ النساء، فعزمَ على الزواج منها، بعد أن فاتحَ أمَه بذلك, فضمتُه إلى صدرِها، واستدمعتْ عيناها، تأثراً بالخبر السعيد، وانطلقت إلى بيتِ نسيبتها إليصابات لتصاحبَها وهي تخطب ليسوع تلك الفتاة التي أحب. وانطلقت المرأتان إلى بيت المحبوبة التي عقدت الفرحةُ لسانها، فما استطاعتْ أن تجيبَ بشيء وهرولت إلى الداخل، فعرف الجميع رضاها وفرحها،....فإذْنُ البكرِ صمتُها... (هذا على اعتبار أنها بكر).
وأقيم العرسُ، ، وقيل أن يسوع أحبَ أن يظهرَ مجدَه بين الناس، وأن يكرمَ أضيافه الذين أتوْا ليهنِئوه ففعلَ مثل ما فعل يوم عرسِ "قانا الجليل" (3) فأتى إلى آجرانِ الماء فحولها جميعاً إلى خمر، فكان خمراً جيداً معتقاً.
وهذه المرة لم يقلْ رئيسُ المتكأ مثلَ ما قال رئيسُ متكأ عرسِ (قانا) للعريس (كلُّ إنسانٍ إنما يصنعُ الخمرَ الجيدةَ أولاً ومتى سكروا فحينئذ الدون) (4) ، فيسوع صنع (الصنفَ) جيداً قبل أن يسكرَ الناسُ وبعد ما سكروا، فكان خمراً لا غش فيه.
وكان يسوع كريماً جداً، دعا الجميعَ إلى الشراب رافعاً الحرج عنهم قائلاً: (أتقدرون أن تجعلوا بني العُرْسِ يصومون مادام العريس معهم)(5) (كُلُوا أيها الأصحاب اشربوا واسكروا أيها الأحباء) (6) فسكر الناس، وعربدوا، واختلط حابلهم بنابلهم، وكان يوماً لم يعرف (الجليل) يوماً قبله، ولا بعده مثله.
وكان اثنان من تلاميذ يسوع قد جلسا ينظران العرس، وما يفعله الناس. أما أحدهما فقد أخذه الضحك كل مأخذ مما يفعله السُكَارَى، حتى استلقى على قفاه. وأما الآخر فكان يتأمل في القوم منكراً لما يراه.
وارتفعت أصوات النساء يغنين للعروس ...
(شفتاكِ يا عروس تقطران شهداً،
تحت لسانك عسلٌ ولبن،
كَفِلْقَةِ رمانة خَدُك تحت نقابك...) (7).
تحت لسانك عسلٌ ولبن،
كَفِلْقَةِ رمانة خَدُك تحت نقابك...) (7).
يكررنها ويرددنها، وهن يضحكن ويتمايلن. وكانوا قد حُذِّرْنَ لا يزدن على غيرها من النشيد حفاظاً على الآداب العامة.
قال أحدهما لصاحبه: أشعرت أن فلانة لم تحضر العرس.
قال الآخر وكان أسن منه ومقدماً في العلم: لم؟ أليست هي من صويحبات العروس، و يسوع معلمها؟
قال الآخر وكان أسن منه ومقدماً في العلم: لم؟ أليست هي من صويحبات العروس، و يسوع معلمها؟
قال: بلى، لكن غيرةً وحُزْنَاً أن لم تكن هي العروس.
قال: لا عجب، فغيرةُ النساءِ تأكلُ قلوبهن فلا تدعْ للأثرةِ ولا الرضى مكاناً، ثم ما عليها.. لعله يتزوجها بعد ذلك.
قال: لا عجب، فغيرةُ النساءِ تأكلُ قلوبهن فلا تدعْ للأثرةِ ولا الرضى مكاناً، ثم ما عليها.. لعله يتزوجها بعد ذلك.
قال له صاحبه وهو يحاوره: أو يمكن ذلك؟ أيمكن أن يجمع يسوع بين امرأتين؟ ألم يزعموا أنه منع أن يكون للرجلِ أكثر من امرأة؟
قال: أين منع يسوع أن يكون للرجل أكثر من امرأة؟ هل سمعناه يقول لا يتزوج أحدٌ أكثر من امرأة؟ أو سمعناه يقول من كان عنده امرأتان فليطلق إحداهما، ومن عند ثلاث فليطلق اثنتين؟ وهل جاء يسوع إلا على ناموس موسى؟! وشريعة موسى تبيح ذلك.
قال: أين منع يسوع أن يكون للرجل أكثر من امرأة؟ هل سمعناه يقول لا يتزوج أحدٌ أكثر من امرأة؟ أو سمعناه يقول من كان عنده امرأتان فليطلق إحداهما، ومن عند ثلاث فليطلق اثنتين؟ وهل جاء يسوع إلا على ناموس موسى؟! وشريعة موسى تبيح ذلك.
قال: لا، ما سمعناه يقول ذلك.
قال: إذاً يا صاحبي لو كان منع أن يكون للرجل أكثر من امرأة لرأينا هذه المشكلة بيننا، ولسأله الناس: ما يفعل صاحب الزوجتين أو الثلاث، ولاعترض عليه اليهود كما اعترضوا أنه وتلاميذه لا يحفظون السبت، ولجادلوه في ذلك كما جادلوه في المرأة التي تزوجت سبعة أخوة، لمن تكون في الآخرة (8).
قال: إذاً يا صاحبي لو كان منع أن يكون للرجل أكثر من امرأة لرأينا هذه المشكلة بيننا، ولسأله الناس: ما يفعل صاحب الزوجتين أو الثلاث، ولاعترض عليه اليهود كما اعترضوا أنه وتلاميذه لا يحفظون السبت، ولجادلوه في ذلك كما جادلوه في المرأة التي تزوجت سبعة أخوة، لمن تكون في الآخرة (8).
قال: أتعني الصدوقيين الذين ينكرون البعث وقيام الأجساد؟
قال: نعم، فهؤلاء الصدوقيون لما رأوه يعلم بقيامة الأجساد، وهم ينكرونه، حاجوه بالكتاب فضربوا له هذا المثل. كما حاجوه في أمر الطلاق بأن موسى أوصى بإعطاء كتاب طلاق لما أحسوا كراهته له.
ولكانوا أقاموا عليه الحجة من فعل إبراهيم وأنه تزوج امرأتين، وأن أباهم إسرائيل تزوج أربعةً، وداود تزوج نساء كثيرة وسراري، وكذلك سليمان كما في كتبنا تزوج ألفاً، من الحرائر والجواري، فلو علَّم يسوع بمنع أكثر من زوجة لحاجوه بما عندهم من الكتاب، ولرد عليهم معلمنا بأن إبراهيم فعل ذلك من أجل كذا، أو أن إسرائيل فعل ذلك من أجل كذا، كما قال لهم إن موسى أباح الطلاق من أجل قسوة قلوبكم. فلا علمنا أنهم حاجوه بشيء ولا سمعنا أنه رد عليهم بشيء.
قال الأول: أتعني أن يسوع لم يتعرض لأمر الزواج، فتركه كما في ناموس موسى دون أن يغير أو يبطل؟
هز الأخر رأسه، وهو يأخذ بيد صاحبه مبتعداً به ليجلس الرجلان من وراء الناس، قال: نعم، ولو تتبعت بعض كلامه لوجدت فيها خلاف ما زعم هؤلاء.
بدت على وجه الأول علاماتُ الدهشة: كيف في كلامه خلاف ما زعموا؟! ...
قال: أفي كلامه أنه يمكن أن يكونَ للرجلِ زوجتان؟
قال: نعم... وخمس، أوأكثر.
قال: أيُّ كلامٍ هذا؟
قال: أما كنتَ معنا يوم صعد يسوع إلى أورشليم فضرب هناك مثلاً لملكوت السموات، فشبهه بعشرِ عذارى أَخْذنَ مصابيحَهن وخرجنَ للقاء العريس، فكان من هؤلاء الأبكار، خمسٌ حكيماتٌ وأخر جاهلات (9).
قال: بلى، أذكر ذلك. أذكره جيداً، أما الحكيماتُ فأخذنَ المصابيحَ وزيتاً في آنيتِهن، وأما الجاهلاتُ فأخذن المصابيحَ ولم يأخذن زيتاً لها.
قال صاحبُه: فلما جاء العريسُ قامتْ جميعُ العذارى للقائِه، وذهبتْ الجاهلاتُ ليبتعن زيتاً، وأما الحكيماتُ فأخذهنَ العريسُ ودخل بهن العُرْسَ، وأغلقَ البابَ، ولما جاءتْ الأخرياتُ أبى أن يفتحَ لهن البابَ لجهلهن.
قال: نعم، أذكرُ ذلك المثل.. لكن ما الذي فيه من هذا الكلام؟
قال: هذا المثلُ فيه أن العريسَ كان له عَشْرُ عذارى أبكار خرجن للقائه، فاز بالعريسِ خمسٌ منهن، وخسرته الحمقاوات.
قال له صاحبه: لكن ربما قيل أنهن خرجن للاستقبال كما يُستقبل العريسُ، وليس لأنه عريسُهن.
قال الآخر: لو كان كما تقول لخرجن لاستقبال العروس لا العريس.
قال: أتعني يستقبلن الفتاة لا الرجل؟
قال: نعم، ولضرب المسيحُ المثل برجالٍ خرجوا لاستقبال العريس لا أبكار عذارى. فالأصل والذوق يا صاحبي أن تكون النساءُ مع العروس، والرجالُ مع العريس، لا أن تخرج النساءُ لاستقبال الرجال.
ألم تر أن أبيجايل لما أرادها داود زوجةً له، وأرسل إليها رسلَه ليخطبَها إلى نفسِه (قامتْ وسجَدَتْ على وجهِها إلى الأرض وقالت هو ذا أمتُكَ جاريةٌ لغسلِ أرجلِ عبيدِ سيدي. ثم بادرتْ وقامت أبيجايل وركبتْ الحمارَ مع خَمْسِ فتياتٍ لها ذاهباتٍ وراءها وسارت وراء رسل داود وصارت له امرأة) (10) فإنها لما ذهبت خرج معها فتيات خمس، لا رجال خمس.
وإن كان كما تقول فلم خص المسيح كونهن عذارى، ولم يقل نساء؟ أو رجال، أو رجال ونساء خرجوا للقائه، فلم خص العذارى بلقائه، إلا لمعنى أراده يزيد عن مجرد الاستقبال. والمسيح عبر بقوله خرجن للقائه، وليس لاستقباله، والاستقبال قد يشترك فيه الناس، أما اللقاء فهو بين شخصين على ميعاد أو اتفاق، أو أمر بينهما، وهو أخص من الاستقبال، فانظر إلى دقة قوله.
قال : وأي معنى أراده المعلم بتخصيصه أنهن عذارى؟
قال: معنى أنهن عرائس، ومعنى الزواج، فالعذارى كثيراً ما يذكرن في أسفارنا لهذه المعاني، فضلاً عن المعنى الذي يعرفه الناس عن العذراء أنها بكر لا ثيب.
ثم إن الأول أدار كأساً كان قد وضعها الساقي أمامه وهَمَّ برفعها إلى فمه، فأمسك صاحبه يده وقال: أذكر قول الكتاب (الخمرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. المُسْكِرُ عَجَّاجٌ ومنْ يتَرَنَّحُ بهما فليس بحكيم) (11) وضع الأول الكأس والتفتَ إلى صاحبِه الذي أخذ يبينُ له كيف تأتي كلمةُ العذارى بمعنى الزوجة أو العروس في الكتاب بدلالة السياق كما في مثل المسيح، فأشار له عما ذكر من أنه لما شاخ داود، وتقدم في أيامه وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ، أن عبيده قالوا: ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف أمام الملك ولتكن له حاضنة فيدفأ سيدنا الملك، فأتوا بهذه العذراء فكانت حاضنة الملك، وكانت تخدمه لكنه لم يعرفها.
قال صاحبه: بالطبع فقد شاخ داود.
قال: نعم، فقولهم عذراء صغيرة عنوا به زوجةً صغيرة، أو عروساً صغيرة. فلما قيل عذراء في مثل هذا السياق فهمنا أنها زوجة، وكذلك في مثل المسيح العذارى مع العريس زوجات له، أو عرائس له. وتجد مثل ذلك أيضاً في ما يعرف بسفر أستير.
قال الأول وقد أسفر وجهه: أستير! ما أعظمها من امرأة، إن أمتنا مدينةٌ لهذه المرأة العظيمة. أليس كذلك يا سيد؟ ألا تشعر نحو هذه المرأة العظيمة بما أشعره؟
لم يعلق صاحبه على قوله.
فقال الأول: كأنك لا ترى ذلك؟ أما تُقَدِّرُ لأستير ما فعلته في سبيل إسرائيل؟ تلك التي أنقذت إسرائيل من الهلاك الذي دبره هامان وزير الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش.
قال: أي هلاك؟ ومن أستير؟ ومن هامان؟
لم يعلق صاحبه على قوله.
فقال الأول: كأنك لا ترى ذلك؟ أما تُقَدِّرُ لأستير ما فعلته في سبيل إسرائيل؟ تلك التي أنقذت إسرائيل من الهلاك الذي دبره هامان وزير الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش.
قال: أي هلاك؟ ومن أستير؟ ومن هامان؟
قال الأول متعجباً: أما تعرف التي تزوجها الملك أًحَشْوِيرُوش وأصبحت ملكةً معه على عرشه، وكيف أنها أنقذت إسرائيل من تدبير هامان الذي أراد هلاك يهود. أما ذكرت أنت الآن سفر أستير؟ أما تعرف ذلك؟
قال: بل أنت الذي لا يعرف ما يقول.
قال: وكيف ذلك وأنا أذكر لك خبراً من أسفارنا المقدسة؟
قال صاحبه وقد ازداد وجهه قوة: إني محدثك بحديث، فارعني سمعك. إن ما ذكرتَه من أمر أستير وزواجِها من الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش وقصتِها مع هامان أمرٌ خيالي لا حقيقة له في التاريخ. فلا توجد أستير في حياة الملك الفارسي، ولا كان له وزيرٌ اسمه هامان.
قال: خيالي! ولا حقيقة له في التاريخ! كيف ذلك؟
قال: المؤرخون الذين أرخوا لحكم الملك أًحَشْوِيرُوش لم يذكروا شيئاً عن ملكة كانت زوجةً له اسمها أستير، ولا وزير له اسمه هامان. فالأمر كله من اختراع الأحبار والكتبة (12).
سكت الرجل وأربد وجهه.
فأردف صاحبه قائلاً: إن سجلات الملك أًحَشْوِيرُوش بين أيدينا لا ذكر فيها لهاتين الشخصيتين.
قال دهشاً: وكيف يكتب الأحبار والكتبة كلاماً بأيديهم ثم يقولون هذا وحي السماء.
فأردف صاحبه قائلاً: إن سجلات الملك أًحَشْوِيرُوش بين أيدينا لا ذكر فيها لهاتين الشخصيتين.
قال دهشاً: وكيف يكتب الأحبار والكتبة كلاماً بأيديهم ثم يقولون هذا وحي السماء.
قاطعه صاحبه وقال: هذا أمر يطول حديثُه، دعه لوقت آخر. وكن معي فيما ذُكِرَ في هذا السفر.
لما اختير للملك أًحَشْوِيرُوش عرائسٌ قيل عنهن عذارى كما قال السفر ((ولما جمعت العذارى ثانية كان مُردخاي جالساً بباب الملك)) والعذارى هنا هن العرائس اللاتي اختارهن الملك وكان عددهن سبع عذارى، وكن يدخلن عليه في المساء ثم يخرجن صباحاً إلى بيت النساء، واختيرت أستير منهن لتكون الملكة.
كالعذارى اللاتي ذكرهن المسيح في مثله كن عرائس العريس، وكما جمعن لهذا ، جمعن لهذا أيضاً للقائه، وكما فازت عذارى أًحَشْوِيرُوش به سبعٌ من جملة العذارى، فازت عذارى العريس به في مثل المسيح خمسٌ من عشر.
قال: اشرح لي يا أخي، كيف يضرب المسيح مثلاً بزوجات لعريس واحد، وبعض الناس يزعمون أن ذلك ليس من دينه.
قال: الحقَ أقول لك، ما ابتلي يسوع في شيء كما ابتلي في من اتبعوه. ولا أظنه ينجو من جهلهم في حياته ولا بعد مماته. إلا قليلاً ممن رزقهم الله حسن الفهم. ولا أخشى عليه شيئاً خشيتي عليه ممن يحيطونه ، الآكلين معه في صحفته، الناظرين ما للناس لا ما لله. ألم تر كيف تشكى يسوع من غباوة أفهامهم، وعدم فهم لأمثاله التي يضربها. هؤلاء الذين لا يعرفون الكتاب إلا ظناً وظاهراً.
ماذا يقول الناس عن قول داود في مزموره (أحببتَ البرَ وأبغضتَ الإثمَ من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدُهن الابتهاج أكثر من رفقائك)
قال: يقول الناس أنه حديث داود عن المسيا الذي هو المسيح.
قال: نعم يقولون ذلك. وماذا قال المزمور بعد ذلك عن المسيا الذي يرونه المسيح.
قال: أنت أعلم.
قال: يقول داود النبي بعدها "بنات ملوك بين حظيّاتك، جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير"
ألم تر كيف جعل داود لمن تنبأ عنه مُعَظِّماً رافِعاً قدره بأن جعل الله له حظيّات، أي نساء حرائر أو سراري.
ألم تر كيف جعل داود لمن تنبأ عنه مُعَظِّماً رافِعاً قدره بأن جعل الله له حظيّات، أي نساء حرائر أو سراري.
قال الأول: لكن هذا مثل وليس بالضرورة أن يكون له حظيّات وملكة، وإنما هو الرمز.
قال: أحسنت، لكن إذا ضرب له الرمز لا يضربه إلا برمز صحيح ومثل صحيح في الشرع، وفي حكم الله. فكيف يضرب له مثلاً بحظيات، ودينه يحرم تعدد الزوجات فضلاً عن السراري والجواري؟! أيجوز أن يضرب له مثلاً لسلطانه العظيم بزناه بالنساء؟
قال: لا، حاشا.. الزنا فاحشة.
قال: فإذا ضرب المثل لسلطان المسيا وذكر فيه أن له نساءً وحظياتٍ، علمنا أن ذلك ليس حراماً ولا فاحشةً، بل أمرٌ جائزٌ في شرعه ودينه. ثم يا أخي علينا أن نجلَ معلمنَا أن يضربَ مثلاً بعريس يأخذ أبكاراً أو عذارى خمس، ويدخل بهن عرساً، ويغلق الباب، حتى لو كان المرادُ الاستقبالَ والصحبة والاحتفال، وإلا لكان ضَرْبُ المثلِ بالرجال أو الشباب أولى من ضربه بالنساء الأبكار. ولقال أن العريس كان في استقباله عشرة فتيان، كما ضرب المثل بالسيد والعبيد، لكن هنا مثل بعريس وعذارى. ألم تر أنا قلنا عن "نشيد الإنشاد" أنه كان غزلاً من سليمان لزوجته ابنة فرعون، لأنه لا يجوز أن يقال أنه كلام من رجل لامرأة أجنبية عنه، فكيف يقال أن يسوع ذكر عذارى ورجلاً أجنبياً عنهن، فضرب بهن مثلاً لملكوت الله.
قال الأول: بالصواب أجبت.
_____________________
(1) لوقا 8: 3
(2) يو 11: 5
(3) يوحنا 2: 1-11
(4) يوحنا 2: 10
(5) لوقا 5: 34
(6) من نشيد الإنشاد 5: 1
(7) من نشيد الإنشاد.
(8) لوقا 20: 27-40
(9) متى 25: 1-13
(10) صموئيل الأول 25: 40-42
(11) أمثال 20: 1
(12) في كتاب القس حبيب سعيد (المدخل إلى الكتاب المقدس) ذكر أن المؤرخين الذين أرخوا لهذه الفترة من حكم الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش لم يذكروا شيئاً عن هامان ولا أستير، وأن السجلات التي سجل فيها حكمه لا ذكر فيها لهاتين الشخصيتين، وأنها قصة خيالية لا مكان لها في التاريخ. وإنما أشرنا إلى هذه القصة هنا لأن النصارى يطعنون في القرآن لأنه ذكر هامان وزيراً لفرعون، وزعموا أن هامان إنما كان وزيراً للملك أًحَشْوِيرُوش، فأردنا أن نبين لهم أن ما ذكره كتابهم إنما هو الخيال ولا حقيقة تاريخية له، وهو ما يسقط الثقة فيما يذكر فيه من أحداث التاريخ.
(2) يو 11: 5
(3) يوحنا 2: 1-11
(4) يوحنا 2: 10
(5) لوقا 5: 34
(6) من نشيد الإنشاد 5: 1
(7) من نشيد الإنشاد.
(8) لوقا 20: 27-40
(9) متى 25: 1-13
(10) صموئيل الأول 25: 40-42
(11) أمثال 20: 1
(12) في كتاب القس حبيب سعيد (المدخل إلى الكتاب المقدس) ذكر أن المؤرخين الذين أرخوا لهذه الفترة من حكم الملك الفارسي أًحَشْوِيرُوش لم يذكروا شيئاً عن هامان ولا أستير، وأن السجلات التي سجل فيها حكمه لا ذكر فيها لهاتين الشخصيتين، وأنها قصة خيالية لا مكان لها في التاريخ. وإنما أشرنا إلى هذه القصة هنا لأن النصارى يطعنون في القرآن لأنه ذكر هامان وزيراً لفرعون، وزعموا أن هامان إنما كان وزيراً للملك أًحَشْوِيرُوش، فأردنا أن نبين لهم أن ما ذكره كتابهم إنما هو الخيال ولا حقيقة تاريخية له، وهو ما يسقط الثقة فيما يذكر فيه من أحداث التاريخ.
تعليق