سامحيني يا شمعتي
كانت هناك فراشة تطير حول شمعة لم تجد غيرها ليكون مصدر دفئها و في يوم سألت الفراشة نفسها لماذا تطيرين حول هذه الشمعة إنك إن أقتربت أحترقت لما لا تبحثين عن غيرها يكون نورها بلا نار و دفئها بلا إحتراق فقررت الفراشة أن تطير بعيدا بحثا عن مصدر للدفء و النور غير شمعتها و طارت الفراشة و سمعت صياح الشمعة تقول لها أرجعي لي فإنك لن تجدي غيري يدفئك و لا نور غير نوري أرجعي ....... و لكنها صمت أذنها عن نداء الشمعة و طارت بعيدا بكل قوتها و خافت أن تنظر ورائها فيسحرها نور الشمعة و تعود إليها مرة ثانية أخذت تطير و تطير بلاراحة و في اليوم الثالث نظرت حولها فلم تجد غير الظلام الدامس و لم تشعر بغير البرد القارس و أيقنت أنها لن تجد غير شمعتها لتدفئها و تنير حياتها فقررت أن تعود إلى الشمعة تستسمحها و تستظل بنورها فنظرت من بعيد وجدت نور شمعتها ينير طريقها فبدأت رحلة العودة و لكنها متعبة تشعر بالآلام في كل جسدها أجنحتها لا تستطيع الحراك فماذا تفعل و هي إن أنتظرت لتستريح سوف تتجمد ...... طيري لابد أن تطيري تحركي يا أجنحتي لا تخذليني فأستجمعت ما تبقى من قوتها و طارت و لكن قوتها لم تكفيها ففي اليوم الرابع بدأت تشعر بقلبها يتجمد و أجنحتها تتثاقل من الجليد و الإرهاق فقاومت بكل ما لديها من حب للحياة حتى تعيش و تعود لرفيقتها الشمعة ثم تهاوت و سقطت و سكنت الأجنحة و أيقنت أنها لن تعود لنورها و دفئها ثانية فنظرت للشمعة من بعيد و تمنت لو أنها كانت بجوارها حتى لو أحترقت بنورها و ذابت بنارها فإنها ستكون مع رفيقتها حتى بعد الموت تمنت لو أنها أحتضنت نار شمعتها و أمتزجت بمصهورها حتى يكونا شئ واحد بعد هذه الحياة و ظلت تنظر لشمعتها من بعيد و تتمنى, حتى ماتت وحيدة في البرد و الظلام و أخر ما قالته سامحيني يا شمعتي لقد تركتك حتى يموت كل منا وحده في الظلام سامحيني
تعليق