الإسلام و الغرب > الصراع ليس اقتصاديا فقط!! >
الصراع ليس اقتصاديا فقط!!(*)
عبد الله بن عبد العزيز العفيص
ظاهرة إيجابية أن يناقش موضوع (الغزو الثقافي..) في برنامج (وجه لوجه) على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون السعودي ليلة الأحد 12/1/1418هـ والذي قدمه الأستاذ محمد رضا نصر الله، ولقد شاهدت واستمعت لكل ما طرح حول الموضوع غير أن زمن البرنامج كان غير كاف لتغطية جوانب الموضوع وسماع مشاركات المشاهدين كاملة، وكنت التقيت في اليوم التالي (مصادفة) الأستاذ مشعل السديري الكاتب المعروف، والذي كان أحد المشاركين في الندوة وأبديت له على عجل انطباعي حول ما طرحه وبشكل مقتضب لظروف الزمان والمكان، وأجدها فرصة أن يكون لي مداخلة حول نقطة ذكرها الأستاذ مشعل في معرض حديثه في الندوة اختلف معه فيها وهي إرجاعه سبب الصراع والحروب بين الأمم إلى الدافع الاقتصادي فقط إذ قال ما نصه: "الحروب كلها بالدرجة الأولى هي اقتصادية، من ما خلق الله الأرض ومن عليها إلى أن تنتهي. دائما الاقتصاد هو الذي يسير الحركة. فكل هذه الأشياء مخدومة من أجل أشياء اقتصادية. قديما لما كانت حروب ما بين قبيلة وقبيلة هو الدافع اقتصادي. حتى ما بين الدول حتى الحروب الكبرى كانت أهدافها فيا النهاية أو نهايتها هي اقتصادية..." انتهى المقصود. ولا شك أن الاقتصاد قد يكون سبباً أو عاملاً من عوامل الصراع ولكن ليس صحيحا أن كل الحروب منذ خلق الله الأرض ومن عليها إلى أن تنتهي سببها الاقتصاد، لأن معنى ذلك أننا نختزل كل العوامل والأسباب الأخرى في عامل واحد وهو الدافع الاقتصادي، وهذا هو التفسير المادي للتاريخ الذي يعزو كل الحروب والصراعات إلى مصالح طبقية متصارعة سببها البحث عن الطعام وامتلاك وسائل الإنتاج؛ فعلى سبيل المثال لم يكن صراع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع أقوامهم نتيجة دوافع اقتصادية، وأيضا لم تكن الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء كذلك، بل أن الغاية والهدف الأسمى هو حمل الناس على عبادة الله وحده، وهذا ما أكده الصحابي الجليل ربعي بن عامر بما نصه: "الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام."اهـ. ولا يمنع مع ذلك أن يكون الاقتصاد وتحصيل المصالح الاقتصادية من ثمرات الجهاد كغيره من المصالح الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إنسانية وهذا ما يفسره قول عبادة بن الصامت للمقوقس: "وليس غزونا ممن حارب الله لرغبة في الدنيا ولا حاجة للاستكثار منها إلا أن الله عز وجل قد أحل ذلك لنا وجعل ما غنمنا من ذلك حلالا."اهـ. ولو لا ضيق المساحة لأوردت أمثلة ونماذج كثيرة من التاريخ ترد ما ذهب إليه الأستاذ مشعل السديري في هذه القضية ولعل فيما ذكر غنية والله الموفق.
عبد الله بن عبد العزيز العفيص
ظاهرة إيجابية أن يناقش موضوع (الغزو الثقافي..) في برنامج (وجه لوجه) على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون السعودي ليلة الأحد 12/1/1418هـ والذي قدمه الأستاذ محمد رضا نصر الله، ولقد شاهدت واستمعت لكل ما طرح حول الموضوع غير أن زمن البرنامج كان غير كاف لتغطية جوانب الموضوع وسماع مشاركات المشاهدين كاملة، وكنت التقيت في اليوم التالي (مصادفة) الأستاذ مشعل السديري الكاتب المعروف، والذي كان أحد المشاركين في الندوة وأبديت له على عجل انطباعي حول ما طرحه وبشكل مقتضب لظروف الزمان والمكان، وأجدها فرصة أن يكون لي مداخلة حول نقطة ذكرها الأستاذ مشعل في معرض حديثه في الندوة اختلف معه فيها وهي إرجاعه سبب الصراع والحروب بين الأمم إلى الدافع الاقتصادي فقط إذ قال ما نصه: "الحروب كلها بالدرجة الأولى هي اقتصادية، من ما خلق الله الأرض ومن عليها إلى أن تنتهي. دائما الاقتصاد هو الذي يسير الحركة. فكل هذه الأشياء مخدومة من أجل أشياء اقتصادية. قديما لما كانت حروب ما بين قبيلة وقبيلة هو الدافع اقتصادي. حتى ما بين الدول حتى الحروب الكبرى كانت أهدافها فيا النهاية أو نهايتها هي اقتصادية..." انتهى المقصود. ولا شك أن الاقتصاد قد يكون سبباً أو عاملاً من عوامل الصراع ولكن ليس صحيحا أن كل الحروب منذ خلق الله الأرض ومن عليها إلى أن تنتهي سببها الاقتصاد، لأن معنى ذلك أننا نختزل كل العوامل والأسباب الأخرى في عامل واحد وهو الدافع الاقتصادي، وهذا هو التفسير المادي للتاريخ الذي يعزو كل الحروب والصراعات إلى مصالح طبقية متصارعة سببها البحث عن الطعام وامتلاك وسائل الإنتاج؛ فعلى سبيل المثال لم يكن صراع الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع أقوامهم نتيجة دوافع اقتصادية، وأيضا لم تكن الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء كذلك، بل أن الغاية والهدف الأسمى هو حمل الناس على عبادة الله وحده، وهذا ما أكده الصحابي الجليل ربعي بن عامر بما نصه: "الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام."اهـ. ولا يمنع مع ذلك أن يكون الاقتصاد وتحصيل المصالح الاقتصادية من ثمرات الجهاد كغيره من المصالح الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إنسانية وهذا ما يفسره قول عبادة بن الصامت للمقوقس: "وليس غزونا ممن حارب الله لرغبة في الدنيا ولا حاجة للاستكثار منها إلا أن الله عز وجل قد أحل ذلك لنا وجعل ما غنمنا من ذلك حلالا."اهـ. ولو لا ضيق المساحة لأوردت أمثلة ونماذج كثيرة من التاريخ ترد ما ذهب إليه الأستاذ مشعل السديري في هذه القضية ولعل فيما ذكر غنية والله الموفق.
تعليق