الإسلام والغرب (1) موقف الغرب من الإسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 8 (0 أعضاء و 8 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيف الكلمة
    إدارة المنتدى

    • 13 يون, 2006
    • 6036
    • مسلم

    #16
    الإسلام و الغرب > عداء الغرب للإسلام والمسلمين ليس وهماً >
    "لقد عادت روسيا بوجهها القبيح مرة أخرى... إنها تنفض الغبار عن تاريخها الأسود مع مسلمي البلقان.. فماذا نحن فاعلون؟" بهذه العبارة ختم الكاتب المتميّز الدكتور عبد الواحد الحميد مقالته في صحيفة عكاظ يوم السبت الموافق 15 رجب 1415هـ (العدد10358)

    أثارت هذه المقالة الأستاذ عبد الله أبو السمح فكتب بعد أربعة أيام في زاويته(رأي آخر) بعنوان "غارة وهمية" (عكاظ عدد10362) صبّ فيه جام غضبه على الكتاّب لتوهمهم بأن هناك "غارة" على العالم الإسلامي من دول "الكفر" لإخراجهم من ديارهم أو من دينهم أو من الاثنين معا، ولا شك أن ذلك وهم كبير وخطأ فادح، فلا أحد يعادي المسلمين إلاّ المسلمون أنفسهم، وعـدو للمسلمين إلاّ جهلهم وتخلفهم ونزعاتهم الضيقة." وصرّح أبو السمح بأن سبب العداء "ليس لكـونهم مسلمين، ولكن بصفتهم السياسية ..دولة أو تشكيلا أو أقلية، لذلك إذا أردنا أن نتعاطف معهم فلا أقل من أن نعرف سبب المشكلة وأصلها لا أن نثير عواطف الناس بادعاءات وافتراضات تتعارض مع الحق والواجب."

    فهل صحيح أن عداء الغرب للإسلام والمسلمين وهم وليس حقيقة؟ وهل صحيح أن عداء الغرب إنما هو لأهداف سياسية، وأن الحديث عن العداء للإسلام ما هو إلاّ ادّعاء وافتراض يتعارض مع الحق والواجب؟

    أعتذر أولاً أنني لم أتشرف بمعرفة الأستاذ عبد الله أبو السمح وخلفيته الثقافية والعلمية، وإن كانت مقالته هذه ومقالته الأخرى التي انتقد فيها الفلسطينيين الذين يعترضون على مسيرة السلام في بلادهم تنبي عن خلفية معينة جعلته يقف هذا الموقف الذي لا يحسد عليه.

    وأحب أن أؤكد ابتداءً أنني لا أنتصر للدكتور عبد الواحد الحميد أو الكتّاب الذين يتحدثون عن عداء الغرب للإسلام والمسلمين (وأنا واحد منهم)، فليس يجمعني بالدكتور عبد الواحد الحميد من صلة سوى مكالمة هاتفية رغبة في الإفادة من مصادر المعلومات التي يستخدمها في إعداد مقالاته. ولكني تخصصت في دراسة الاستشراق، وأمضيت من عمري سنين أبحث في مواقف الغرب من الإسلام والمسلمين ، لذلك أجد واجباً عليّ أن أتحدث في هذا الموضوع .

    من أين نبدأ بالحديث عن عداء الغرب للإسلام والمسلمين؟ لنبدأ من عصورهم الوسطى، وعصور الازدهار الإسلامي، تلك العصور التي خرج فيها بطرس الناسك (وللنصارى بطرس معـاصر) يحرّض النصارى على حرب المسلمين واسترداد بيت المقدس من أيديهم، وكان هذا بتأييد البابا في الفاتيكان. وكانت الحروب الصليبية التي شغلت العالم الإسلامي قرابة قرنين من الزمان، عادت منها أوروبا بمعرفة أصول نهضة المسلمين، فأفادوا من ذلك وعاد المسلمون إلى النوم والسبات أو مداواة آثار تلك الحروب الطويلة. ومع ذلك فقد كان ظهور الدولة العثمانية نصراً للإسلام والمسلمين طوال حياة هذه الدولة.

    ونهضت أوروبا في جميع المجالات، وأفادت من تراث المسلمين، وكان رد الجميل أن امتلأت مكتبات أوروبا بمئات أو ألوف المؤلفات التي تقطر حقداً على الإسلام والمسلمين حتى أصبح الأوروبيون يتوارثون العداء لنا ليس من خلال تراثهم الفكري فقط بل أكاد أجزم أنه دخل في تركيب جيناتهم (مورثاتهم)، وعندما أراد الأوروبيون تغيير خطتهم في حرب الإسلام والمسلمين كتب بعضهم كتباً ينتقدون فيها أجدادهم أو الحقد الأوروبي الذي كانت الكنيسة رائدته ومن أمثلة هذه الكتب كتاب ريتشارد سوذرن صورة الإسلام في العصور الوسطى، وكتاب نورمان دانيال الإسلام والغرب:صناعة الصورة.

    ولم تتناول هذه الكتابات إلاّ جانبا واحداً من علاقة المسلمين بالنصارى أو بالغرب ويقول في ذلك الدكتور رضوان السيد- الذي ترجم الكتاب الأول- :" لكن الوجوه الأخرى لعلاقة الحضـارة الإسلامية بالغرب على المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بقيت بمنأى عن المعالجة". ولو نجحت هذه الكتابات حقا لما ظل الحقد والعداء يسيطر على كتابات كثير من الغربيين حتى هذه الساعة.

    وهذه فرنسا ما كادت تنجح ثورتها المشهورة (التي عدت من الثورات الكبرى في تاريخ البشرية) وأعلنت مبادئ حقوق الإنسان الذي يفتخر به الغرب حتى نقضت هذه الحقوق بالنسبة للمسلمين، ويقول في ذلك عصمت سيف الدولة في محاضرة له حول الإسلام وحقوق الإنسان (رضوان السيد ،الفكر الإسلامي المعاصر وحقوق الإنسان-الحياة 21ديسمبر1994):" حتى عرفنا من واقع تاريخنا كيف تتحول الكلمات الكبيرة النبيلة إلى كبائر، فنحن لا نستطيع أن ننسى أن أصحاب إعلان حقوق الإنسان والمواطن الفرنسي هم الذين لم يلبثوا - قبل أن يجف حبر إعلانهم - أن أعدّوا العدة وأرسلوا قواتهم بقيادة فتاهم نابليون لاحتلال مصر." فهل هذا التاريخ وهم أو حقيقة؟

    عجبت لتصور الأستاذ عبد الله أبو السمح أن الحديث عن عداء الغرب للإسلام والمسلمين إنما هو وهم أسماه أبو السمح (الغارة الوهمية)، لقد صحب نابليون معه في حملته على مصر جيشاً من المستشرقين والعلماء ليس حباً في مصر، ولكن لإحكام السيطرة عليها في جميع المجالات. ولما غادر نابليون مصر بعث إلى نائبه في مصر أن يبعـث إليه 500أو 600 شيخا من المماليك، والهدف من هذه البعثة كما يقول محمود شاكر في كتـابه رسالة في الطريق إلى ثقافتنا نقلاً عن رسالة نابليون: "فإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يحجـزون مدة سنة أو سنتين يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة(الفرنسية)، ويعتادون على تقاليدنا ولغتنـا، ولما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حـزب يضم إلى غيرهم" .وقد كتب محمد المنوني في كتابه يقظة المغرب العربي أن المشرف الفرنسي على إحدى البعثات الطلابية المغربية طلب أن يبقى الطلاب المغاربة مدة أطول في فرنسا بعد انتهاء بعثتهم ليتشبعوا بعظمة فرنسا وحضارتها.

    ونواصل مع محمود شاكر في حديثه عن محمد علي سرششمة أنه بعد أن استقر في الحكم "وازداد إطباق "القناصل" و "المستشرقين" على عقله وقلبه وخاصة الفرنسيين منهم، وكان من تخطيـط هؤلاء الاستيلاء على عقول بعض شباب البلاد من خلال الابتعاث إلى أوروبا بعامة وفرنسا بخاصة. ويقول محمود شاكر "وسنحت لجومار (أحد المستشرقين) أعظم فرصة باستجابة محمد علي لإرسال بعثات إلى أوروبه فبنى مشروعه ... على شباب غض يبقون في فرنسا سنوات تطول أو تقصر يكونون أشد استجابة على اعتياد لغة فرنسا وتقاليدها، فإذا عادوا إلى مصر كانوا حزبا لفرنسا، وعلى مر الأيام يكبرون ويتولون المناصب صغيرها وكبيرها، ويكون أثرهم أشد تأثيراً في بناء جماهير كثيرة تبث الأفكار التي يتلقونها في صميم شعب دار الإسلام في مصر."

    وحل الاستعمار الإنجليزي بمصر وبغير مصر فظهر عداء الغرب للإسلام والمسلمين، ولو اقتصر الأمر على حرمان بلد مسلم من السيادة والاستقلال لهان الأمر لأن روح الجهاد إذا ما استيقظ لم يبـق للأجنبي وجود. ولكن الغرب يعرف هذا تماماً فكان حرصه على قتل هذه الروح. فما كان لهم من سبيل إلاّ العبث بالتعليم، فلما تولى اللورد كرومر منصب أول حاكم عام لمصر (1893-1907م)، وكان مسؤولاً عن حكم مصر مدة تصل إلى أربع عشرة سنة، وكان رأيه كما جاء في كتابه الذي نشره بعد مغادرته مصر(مصر الحديثة) :" إن الخلاف الشديد بين المسلمين والمستعمر الغربي في العقائد، وفي القيم، وفي التقاليد وفي اللغة وفي الفن، وفي الموسيقى.." ولا بد من التغلب على هذا الخلاف وثمة طريقان في رأيه: أحدهما هو تربية جيل من المصريين العصريين الذين ينشؤون تنشئة خاصة تقربهم من الأوروبيين ومن الانجليز على وجه الخصوص في طرائق السلوك والتفكير، ومن أجل ذلك أنشأ كرومر كلية فيكتوريا التي قصد بها تربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا من بعد هم أدوات المستعمر الغربي في إدارة شؤون المسلمين، وليكونوا في الوقت نفسه على مضي الوقت أدواته في التقريب بين المسلمين وبين المستعمر الأوروبي، وفي نشر الحضارة الغربية." وقد حدثني أحد الذين درسوا في هذه المدرسة انهم كان محرما عليهم التحدث باللغة العربية في المدرسة، ويعاقب من يضبط متلبسا بالحديث باللغة العربية. أما الصلاة والدين فلم يكن لهما مكانا في هذه المدرسة.

    وكان التعليم في عهد كرومر قد أنيط بالقسيس دنلوب الذي يقول عنه محمود شاكر:" فأسند التعليم إلى قسّيس مبشر عاتٍ خبيث هو "دنلوب"" ويضيف: "وجاء الاستشراق الإنجليزي ليحدث في ثقافة الأمة المصرية صدعا متفاقما أخبث وأعتى من الصدع الذي أحدثه الاستشراق الفرنسي." وهذا الصدع هو ربط ثقافة المصريين بالفرعونية.

    وكان موقف الاحتلال الإنجليزي في الأردن شبيها بما حدث في مصر فحدد المندوب (السامي) مثلا الحصص المخصصة للدين ، ويذكر أن أحد المسؤولين الإنجليز زار مدرسة فسأل عن الجدول فوجد أن حصص الدين أكثر مما هو مسموح به فاستشاط غضباً. وأما المنهج الدراسي فكان ضعيفا حيث لم تزد عدد السور المطلوب حفظها عن بضعة سور في المرحلة الابتدائية، ولم يكن ثمة مكان لحفـظ أي عدد من الأحاديث النبوية الشريفة. أليس هذا التدخل في المناهج الدراسية يعد من العداء للإسلام والمسلمين، فإذا لم يكن عداءً فما العداء إذن؟

    ومما يؤكد هذه العداوة ما جاء في الآية الكريمة {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}التي يقول القرطبي في تفسيرها: "يعني ظهرت العداوة والتكذيب لكم من أفواههم. والبغضاء: البغض، وهو ضد الحب ... وخص تعالى الأفواه بالذكر دون الألسنة إشارة إلى تشدقهم وثرثرتهم في أقوالهم هذه، فهم فوق المتستر الذي تبدو البغضاء في عينيه. وتتمة الآية (وما تخفي صدورهم أكبر) يقول القرطبي أن معناها:"إخبار وإعلام بأنهم يبطنون من البغضاء أكثر مما يظهرون بأفواههم .

    والآيات التي توضح حقيقة موقف النصارى واليهود من المسلمين كثيرة وأترك الحديث عن تفسيرها، لأتناول هنا الحقائق التاريخية والواقعية لهذه العداء. فقد أصدر آصف حسين الباحث المسلم الذي يعيش في بريطانيا منذ عدة سنوات، ويدير كلية إسلامية في مدينة ليستر كتابا بعنوان صراع الغرب مع الإسلام: استعراض للعداء التقليدي للاسلام في الغرب )عام1990م جاء في مقدمته:" غالباً ما يتهم الغرب بأنه معاد للإسلام وللعالم الإسلامي، وتهدف هذه الدراسة إلى البحث في مدة صحة هذه الفكرة أو هل هي من صنع الخيال [ كما يرى أبو السمح] ." وتحدث المؤلف عن معاداة السامية في الغرب وسبب ظهورها، كما تناول النزعة العنصرية لدى الأوروبيين، وقد بدأت اللاسامية بالاختفاء بسبب من قوة اليهود في الغرب فبقيت إذن النزعة العنصرية، وقد استشهد آصف حسين بمقولتين اختارهما عشوائيا للدلالة على هذه العداء. فالمقولة الأولى ليهودي فرنسي هو نائب رئيس لجنة اليهود الفرنسيين :" ليس في فرنسا مشكلة عنصرية، إن المشكلة تجد طرقاً للاستمرار بظهور الإسلام." (الجارديان 26 أبريل 1988م)، والمقولة الثانية هي لوزير ينتمي لحزب المحافظين يقول فيها: "يجب إعادة فتح بريطانيا للانجليز، ويجب طرد المسلمين إلى ديارهم إذا كانوا لا يستطيعون أن يعيشوا في بلد يسمح فيه لسلمان رشدي بحرية التعبير عن آرائه."(الجارديان 29 أغسطس 1988م). وقد حاولت هذه الدراسة تناول هذا العداء في مختلف المجالات، وعلى مر العصور ولذلك جاءت في سبعة فصول من أبرزها :" النصرانية والصليبيون، والرحالة والتجسس، والاستعمار والمستشرقون، والمنصّرون والحضارة، والعرقية والصور الجامدة، وعلم الاجتماع ونظريات التطور وأخيراً الإعلام وفساده.

    وليس من هدف هذه المقالة استعراض هذه الدراسة ( التي أرجو أن تظهر باللغة العربية قريبا)، ولكنه عرض نماذج من عداء الغرب للإسلام والمسلمين. فقد اشتركت هيئة الإذاعة البريطانية (القسم العربي) مع المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية لعقد عدة ندوات للحوار بين العالم العربي وأوروبا، وعقدت ندوة في البحرين وأخرى في القاهرة، وباستعراض أسماء الذين اشتركوا هي هذه الندوات تجد أن صوت الإسلام كان غائبا هن هذه الندوات، وكأن القائمين على هذه النشاطات لا يريدون سماع صوت يخالف توجهاً معيناً أو هم يسمعون صوتهم وصدى هذا الصوت .

    ولننتقل إلى نموذج آخر من هذا العداء فقد كنت أراجع بعض النشاطات الاستشراقية في الهيئات والمؤسسات العلمية والثقافية البريطانية فوجدت عدداً من الذين رفضت أعمالهم في البلاد العربية الإسلامية هم الذين يتصدرون هذه الندوات والمحاضرات. فهؤلاء الذين تفتح لهم الأبواب على مصاريعها هم الذين يحاربون ثوابت الأمة الإسلامية، ويحتقرونها، وينتقدون الإسلام والمسلمين. وهذا هو الدليل لما أقول: قام معهد الفنون الحديثة باستضافة عدد من الكتاب والأدباء العرب لإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات. والمعهد مؤسسة غير ربحية مسجلة في بريطانيا ولهذه المؤسسة أهداف تعليمية خيرية، ويحصل المعهد على مساعدة مالية من مجلس الفنون البريطاني ومعهد الفيلم البريطاني ومؤسسة راين Rayne، ومن أهداف المعهد أيضاً توفير المكان للتعبير عن وجهات النظر المتعددة. أما الذين استضافهم هذا المعهد فمنهم : محمد شكري صاحب كتاب "الخبز الحافي"، الرواية الممنوعة في معظم البلاد العربية وتسخر من الإسلام . ومنهم عبد الرحمن منيف صاحب رواية "مدن الملح "التي لا تختلف عن رواية الخبز الحافي. وقدم المعهد لقاءً مع نوال السعداوي وحنان الشيح وعائشة جبار وغيرهم . فهل هذا الاهتمام بكل المنحرفين والضاليين يعد عداءً حقيقياً أو وهميا؟

    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:54 ص.
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

    تعليق

    • سيف الكلمة
      إدارة المنتدى

      • 13 يون, 2006
      • 6036
      • مسلم

      #17
      الإسلام و الغرب > هذه فرنسا العداء للإسلام (رؤية من الداخل) >
      العنصرية في فرنسا تجاوزت كراهية العربي لتصبح كراهية الدين ..الإسلامي برمته, هذا ما كشفته كارولين فونين صحفية بمجلة 'باري ماتش' التي ارتدت الحجاب 21 يوما في مغامرة صحفية ونقلت تعليقات المجتمع التي بدأت 'بأهلا كارولين بن لادن' وفي أحد المطاعم سمعت تعليق 'هناك علاج لحشرات الرأس بدلا من المخنقة'.

      إضافة لتعليقات قبيحة وان البعض صرخ في وجهها وكأنها تحمل مدفع كلاشينكوف .. وحكت أنها التقت بإحدى المسلمات وقالت لها إنها ارتدت الحجاب، فقالت لها المسلمة لن تجدي عملا وستواجهين تعصبا في كل مكان بدءا من أماكن العمل حتى الأحزاب السياسية التي ترفض اشتراك المحجبات بها، وقالت كارولين في مغامرتها انه كان يتم تفتيشي بدقة كما لو كنت خطرا على الأمن وأنها لا تسمع إلا الشتائم والمعاكسات السخيفة.

      والتعصب الفرنسي تجاه كل ما هو إسلامي كشفه أيضا فانسان جاير باحث فرنسي بمعهد الأبحاث والدراسات حول العالم العربي في كتاب عنوانه: 'موجة كراهية الإسلام علي الطريقة الفرنسية' وذكر فيه أن الإسلام هو الدين الثاني بعد الكاثوليكية وان كراهية الإسلام تنبع من خلاف تاريخي وإدراك عام بأن الإسلام دين يسعى لكي يصبح فرنسيا .. وان العقلية الفرنسية تصر علي اعتبار المهاجرين حتى أبناء الجيل الثاني الذين ولدوا وتربوا في فرنسا ليسوا مواطنين فرنسيين ويعتبرونهم مسلمين من أصول عربية.

      ويرصد الباحث الفرنسي 15 حادث اعتداء علي المساجد تراوحت بين إلقاء ألوان علي جدار المسجد إلي إشعال حرائق وإلقاء مواد حارقة وإرسال طرود مفخخة.ورصد الباحث أيضا قرارات محلية في بعض المدن منها قرار عمدة مدينة 'اومون' في الشمال بمنع المسلمين من إقامة احتفالات الزواج يوم السبت علي أساس أن هذا يوم كريم مخصص للفرنسيين الكاثوليك المؤمنين.

      وفي مدينة 'ايفري' عارض العمدة قرار صاحب سوبر ماركت بعدم بيع الكحوليات ولحم الخنزير. ويضيف الباحث انه منذ أحداث سبتمبر زادت الإجراءات الأمنية حول المسلمين الذين يمارسون شعائرهم.

      وحول المنظمات الإسلامية أصبح استدعاء المسئولين عن الاتحادات الإسلامية وأئمة المساجد أمام مراكز الاستخبارات مسألة دورية .. وهكذا أصبح الإسلام بالنسبة للمجتمع الفرنسي العدو الأول الذي يهدد الجمهورية.

      ورصد جاير في كتابه عدة أفعال منها هدم صالة للصلاة .. ووصف المحجبات بالمريضات والأئمة بالأميين في بعض الكتابات.

      وطرد وزير العدل الفرنسي دومنيل بيرفان عضوة في هيئة المحلفين في محكمة قرب باريس لارتدائها الحجاب وقال: إن الحجاب يتضمن جزئيا معني الانحياز .. وانه لا يريد وجود علامة علي الالتزام الديني بالمحاكم.

      وأضاف إلي ما سبق ما نشرته بعض الصحف الفرنسية ضد الإسلام والمسلمين ووصل الأمر إلى تخصيص ملف داخل مجلة الاكسبريس بعنوان 'أموال الإسلام في فرنسا' وحمل الملف دعوة لتطويق الإسلام بالرقابة علي مصادر تمويل المساجد والجمعيات الخيرية رغم انه بموجب القانون الفرنسي لا يتم تمويل هذه المساجد من ميزانية فرنسا وتعتمد في تمويلها علي الدول الأصلية للمسلمين هناك.

      أما الكاتب الفرنسي ميشيل هولبيك فقد أثار مشاعر الغضب لدي المسلمين عندما قال لمجلة 'لير' إن الإسلام دين غباء وانه يصاب بالانهيار عند سماع القرآن'.

      ولكن رغم هذا الحصار والهجوم علي الإسلام إلا أن هناك إقبالا من الفرنسيين علي اعتناق الإسلام .. قدرتهم مجلة 'لوفيجارو' ب50 ألف فرنسي .. وإقبالا شديدا علي شراء نسخ من المصحف الشريف والكتب الدينية التي تتناول الإسلام.

      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:54 ص.
      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
      وينصر الله من ينصره

      تعليق

      • سيف الكلمة
        إدارة المنتدى

        • 13 يون, 2006
        • 6036
        • مسلم

        #18
        الإسلام و الغرب > جيش أسامة بن زيد وكارثة أكلاهما >
        الحمد الذي ظهرت براءة المسلمين والإسلام من هذه الكارثة الفظيعة .خابت آمال كثير من الإعلاميين الغربيين وأسقط في أيديهم أن لم يجدوا للمسلمين ضلعاً أو يداً في هذه الجريمة. إن ما حدث في مركز التجارة العالمي في نيويورك قد أعطى الفرصة للكثيرين في الإعلام الغربي لإلصاق شتى التهم بالإسلام والمسلمين وإصدار الأعداد الخاصة والتحقيقات التي تحاول إثبات همجية المسلمين ووحشيتهم. وأظهر هؤلاء أحقادهم الدفينة بالرغم من ان سياق الحادثة أظهر أن ليهود يداً في العملية، لكن سرعان ما عٌتّم على هذا الجانب كأن لم يكن خوفاً من التهمة الجاهزة ـ معاداة السامية.

        الحمد لله أن خيوط المؤامرة أو الجريمة قد ظهر سريعاً وقامت وكالة التحقيقات الفدرالية بتسريح جيش المترجمين من العربية وإليها لأنه لا حاجة إليهم .فالجريمة مسألة داخلية أمريكية مئة بالمئة.

        وجميل أن قام عدد من الدول الإسلامية بالتنديد بالحادثة واستنكارها بسرعة للتأكيد على أنه ليس للمسلمين يد في العملية .ولكن العجيب أن اليهود في إسرائيل كانوا من أسرع الدول في الاستنكار وإبداء الاستعداد للمساعدة في الكشف عن الجناة . وإنها لفرصة عظيمة أن يراجع الإعلام الغربي نفسه فيما ينسبه إلى الإسلام والمسلمين، ولعلها أيضاً تكون مناسبة طيبة لبعض وسائل الإعلام العربية الإسلامية التي تتبع خطوات الإعلام الغربي فتتوقف عن تقليد الإعلام الغربي في كل شيء.

        إن ما حدث في أوكلاهوما سيتي جريمة بكل المعايير الإنسانية، ولكن هذه المعايير كان الغرب هو أول من ضرب بها عرض الحائط حينما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين فهذه جيوش روسيا قد دكت معظم مدن الشيشان حتى أعادتها قاعاً صفصفاً،وقد قيل لو كانت الشيشان جزءاً من روسيا لما فعل بها يلتسين ما فعل. وقد فعل الصرب الشيء نفسه ،وكانت إسرائيل في حربها للبنان قد استخدمت وسائل التدمير كلها.

        وقد ظهرت وحشية الغرب في الحربين العالميتين التي أشعل الغرب أوارها واكتوى بنارها العالم أجمع وإن كان الغرب أكثر من مسّه التدمير الوحشي. ويجب أن لا ننسى أن الاحتلال أو ما يسمى الاستعمار استخدم وسائل التدمير ومن ذلك أسلوب الأرض المحروقة حيث يحرقون الأرض ومن عليها .وكم حُرق الألوف في الكهوف في الجزائر على أيدي القائد الفرنسي بيجو.

        أما الإسلام فهو دين الرحمة والعدل والحق والخير .فهذا جيش أسامة بن زيد يعسكر خارج المدينة المنورة منتظراً الأوامر للانطلاق فيمرض الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان من الجيش إلاّ الانتظار . ولو كانت المسألة مجرد مهمة قتالية لما انتظر الجيش حتى لحق الرسول صلى الله عله وسلم بالرفيق الأعلى وتولى الصديق رضي الله عنه الخلافة، فخرج يودع جيش أسامة، ويقدم له النصيحة التي يجب أن تكون درساً لسائر جيوش العالم ومفكريه .إنها الوصية التي خرجت من مشكاة النبوة . وقف الصديق رضي الله عنه يودع الجيش فقال لهم:( قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنّي :

        1- لا تخونوا ،

        2- ولا تُغِلّوا،

        3- ولا تغدروا ،

        4- ولا تُمَثّلوا ،

        5- ولا تقتلوا طفلاً صغيراً،

        6- ولا شيخاً كبيراً،

        7- ولا امرأة ،

        8- ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة،

        9- ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلاّ لمأكلة،

        10- وسوف تمرون بأقوام فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.

        إذن هكذا هو الإسلام لا خيانة، ولا غدر، ولا قتل للأطفال، والنساء والشيوخ، ومن فعل غير ذلك فقد خالف الإسلام. وحتى لو فعل العدو بالمسلمين شيئاً من هذه الأعمال الوحشية فالمسلمون لا يردون بالمثل ،وهذا ما حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما مُثِّل بحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فجاءت الآيات الكريمة تأمر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالصبر والعفو. وهو ما فعله صلاح الدين مع الصليبين الذين حين دخلوا بيت المقدس وقتلوا فيه عشرات الألوف حتى بلغت الدماء إلى الركب، ولمّا مكّن الله سبحانه وتعالى صلاح الدين من الصليبيين لم يفعل بهم كما فعلوا بالمسلمين.

        فهل يعي الإعلام الغربي الدرس؟

        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:54 ص.
        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
        وينصر الله من ينصره

        تعليق

        • سيف الكلمة
          إدارة المنتدى

          • 13 يون, 2006
          • 6036
          • مسلم

          #19
          الإسلام و الغرب > وماذا عن اعتذار الأوروبيين لنا؟ >
          أُعلنَ قبل مدة عن قيام مسيرة أوروبية للاعتذار للمسلمين من الحملات الصليبية الأوروبية وما ارتكبته من وحشية ضد الشعوب الإسلامية. ولعلها كانت مسيرة متواضعة لم تنقل الصحف تفصيلاتها أو الشخصيات المهمة التي شاركت فيها أو التي فكرت فيها أساساً. المهم جميل أن يدرك الأوروبيون أنهم حينما جاؤوا إلى بلاد الشام إلى بلاد السمن والعسل والخيرات وقتلوا وسفكوا الدماء حتى غاصت خيول الإفرنج حتى الركب في الدماء. ولكن كان عليهم أن يدركوا أيضاً أن المسيرة كان ينبغي أن تتضمن تقديم الشكر للمسلمين بما أسهمت به حضارتهم في نهضة أوروبا، وكان عليهم أن يعدلوا مناهجهم الدراسية لتتضمن الأصل العربي الإسلامي كأصل من أصول ثقافتهم وحضارتهم، حيث إن الأوروبيين يصرون على أن مصادر ثقافتهم هي اليونانية واللاتينية والتراث اليهودي النصراني فقط.

          لقد لفت انتباهي إلى هذا الموضوع ما كتبه الأستاذ فاروق لقمان في زاويته اليومية في "الاقتصادية" (18رمضان 1419هـ)، في حديثه عن اعتذار اليابانيين من الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال الياباني وتساءل في آخر مقالته وماذا عن اعتذار الأوروبيين لنا؟ ولعله يتناول هذا الموضوع في مقالة منفصلة ولكني أحببت أن أتناول هذا الموضوع في هذه الزاوية؟

          أولاً هل نستحق أن يعتذر الأوروبيون لنا مما فعلوه في أثناء احتلالهم لبلادنا العربية الإسلامية؟ لقد دخلوها بجيوشهم فقتلوا مئات الألوف بل الملايين. فقد بلغت بالفرنسيين الوحشية أن ابتدع الجنرال بيجو سياسة الأرض المحروقة، فكم من الجزائريين من التجأوا إلى الكهوف فحرقوا من فيها عن بكرة أبيهم. وهذه الوحشية تمثلت أيضاً فيما فعلته في فرنسا في شهر مايو من عام 1945حينما قتلت على أقل تقدير أكثر من خمسة وأربعين ألفاً في يوم واحد. وكذلك ما فعلته في حرب التحرير التي تسمى حرب المليون والنصف شهيد وربما كانوا أكثر بكثير من هذا العدد.

          وأما إيطاليا وما أدراك ما إيطاليا فإنها في خلال فترة احتلالها القصيرة لليبيا قتلت ما يعادل نصف سكانها بأساليب تفوق وحشية ما كان يفعله الرومان بأعدائهم. واستمر مسلسل العنف والتقتيل الأوروبي للعالم الإسلامي. ففي هذا اليوم من شهر شوال سمعت أن مصر تطالب الدول الأوروبية التي تحاربت على أرضها ( ألمانيا وبريطانيا) إزالة الألغام التي تركتها جيوشهم بدون خرائط مما يصعب اكتشافها إلاّ بجهد كبير.

          وليس الاعتذار للأحياء بأقل أهمية من الذي قتلتهم فقد سعت الدول الأوروبية إلى نشر مدارسها ومعاهدها في بلادنا حتى أصبحت لدينا عقدة نقص متأصلة أو مستديمة أو مزمنة وهي شغفنا باللغات الأجنبية حتى إن بعض الإسلاميين يرسلون أبناءهم إلى هذه المدارس لأنها هي التي تضمن لهم الوظائف إذا خرجوا إلى الحياة العملية. وهل اللغة وحدها هي المصيبة ولكن اللغة وعاء لثقافة وفكر غربيين عنّا. فأذكر أحد الذين درسوا في كلية فيكتوريا يزعم أن مصطفى كمال الزعيم التركي الذي حارب الإسلام وعلماءه، وحارب اللغة العربية وسعى إلى إخراج الألفاظ العربية من اللغة التركية حتى أطلق المستشرق البريطاني اليهودي جيفري لويس على ذلك (الإصلاح الكارثة)، يزعم أنه زعيم عظيم وأنه هو الذي أسس تركيا الحديثة وسعى إلى أن تلحق ركب التمدن والحضارة.

          في الوقت الذي قتل اليهود بالدعم الأوروبي وبالمال الأوروبي والأمريكي عشرات الألوف من الفلسطينيين وشردوا الملايين منهم يسافر مدير أكبر البنوك الألمانية إلى أمريكا ليجتمع باليهود وبالمنظمة اليهودية العالمية ليبحث في التعويضات التي يطلبها اليهود مقابل إسهام البنك في حملة الإبادة بأفران الغاز. مع أن التاريخ يحفظ أن اليهود قتلوا من الألمان أعداداً كبيرة فقط لأنهم ألمان مع أن اليهود سعوا قبل أن يغضب عليهم الألمان إلى السيطرة على الاقتصاد الألماني.

          نحن لا نريد تعويضاً من أحد على ما فات، ولكننا نريد أن نستيقظ فنحافظ على ثرواتنا الحالية بأن لا يبخسونا في السعر المقدم لها، وأن نحافظ نحن على هويتنا رغم السنوات الطويلة من الغزو الفكري السابق والحالي ورغم تملكهم لوسائل الإعلام العالمية. ولكن ألسنا نحن الذين يجب أن نفرض احترامنا على الآخرين؟



          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:53 ص.
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق

          • سيف الكلمة
            إدارة المنتدى

            • 13 يون, 2006
            • 6036
            • مسلم

            #20
            الإسلام و الغرب > أما المسلمون فلا بواكي لهم >
            لماذا هذه الضجة الكبرى حول الجنرال التشيلي أوجستو بينوشيه(حاكم شيلي السابق) الذي يتهم بارتكاب مجازر ضد قومه؟ فدولة تريد الإفراج عنه بينما تريد دول أخرى احتجازه لمحاكمته. والهدف من ذلك كله كما يزعمون تحقيق العدالة، ومعاقبة متهم بارتكاب مجازر ضد قومه. وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية المتخصصة لأحداث التطهير العرقي السابقة في رواندا على جون كمباندا –رئيس وزراء رواندا السابق- بالسجن مدى الحياة بسبب ضلوعه في جرائم ضد الإنسانية.

            وهناك قرارات دولية لمعاقبة الذين اشتركوا في ما يسمى بالهولوكوست، وبدأت المحكمة الدولية لجرائم الحروب في مدينة لاهاي الهولندية بمحاكمة بعض الذي اشتركوا في المجازر ضد المسلمين في البوسنة والهرسك. لكن حظ المسلمين في عناية هذه المحاكم الدولية ما زال قريباً من الصفر؛ فالجرائم التي ترتكب ضد المسلمين تمر في الإعلام العالمي مرور الكرام، ولا تعتني بهم المحاكم المخصصة للجرائم التي ترتكب بسبب الاضطهاد العرقي أو الديني.

            وقد كتب إليّ الدكتور أحمد فريد مصطفى المشرف العام على منارات المدينة المنورة يذكر بما جدث للمسلمين في ما يسمى تنزانيا الآن؛ ففي عام 1386هـ(1966م) قام القس نيريري بضم زنجبار بالقوة وألقى بآلاف المسلمين في البحر ليموتوا غرقاً، بالإضافة إلى الآلاف من المسلمين الذين أخذوا إلى المقابر ثم قتلوا بالرصاص. وقد صوّرت بعض الصحف الغربية هذه الجرائم ولم يكتب عنها سوى عدد محدد من الصحف العربية الإسلامية. ويشير الدكتور أحمد فريد مصطفى إلى أن الأستاذ محمد صلاح الدين قد كتب في هذا الموضوع في صحيفة المدينة المنورة حينذاك. هل كان السكوت على نيريري لأنه قس نصراني والضحايا من المسلمين الذين لا بواكي لهم. واستمر القس نيريري يحكم تنزانيا سنوات عديدة ولا أحد يشير إلى جرائمه ضد المسلمين.

            ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح على محاكم (العدل) الدولية هو لماذا تمر المجازر ضد المسلمين دون أن يتناولها أحد أو يثيرها في الإعلام الدولي؟ فهذه إسرائيل منذ عام 1948م وهي ترتكب المجازر ضد الشعب الفلسطيني، وما زالت سجونها تزدحم بأعداد كبيرة من الفلسطينيين، فالذين ارتكبوا هذه الجرائم يستقبلون استقبالاً رسميا في الدول الغربية، ولا يستطيع أحد أن يتفوه بكلمة ضدهم وآخر من احتفت بهم واشنطن أريل شارون وزير الخارجية الإسرائيلي ودوره معروف في مجزرتي صبرا وشاتيلا.

            ولا تنحصر الجرائم ضد المسلمين بالمجازر فهناك المسلمون خارج السجون ولكنهم لا يتمتعون بحقوق المواطن التي يتمتع بها المواطن العادي؛ فهذه دولة تدعي أنها علمانية ولكنها تحرم مواطنيها من أبسط حقوقهم المدنية مثل التمسك بالشعائر الدينية كالحجاب أو إطلاق اللحية أو أداء الصلوات. وفي إسرائيل تنحصر الحقوق المدنية فيمن ينحدر من أصل يهودي ويهودي غربي بالذات.

            وأين هذه المحاكم الدولية مما حدث ويحدث للمسلمين في كشمير، وفي الفلبين، وفي بورما، وفي اليونان؟ ففي بورما مثلاً يطرد مئات الألوف من المسلمين لينتقلوا إلى جارتهم التي لا تنقطع معاناتها بنجلاديش ولا تتحرك المحاكم الدولية لإعادتهم إلى بلادهم. أما السياسيّة البورمية المتزوجة من إنجليزي فلا تنقطع أخبارها عن وسائل الإعلام الدولية حتى أعطيت جائزة نوبل للسلام. فهل سياسيّة واحدة أهم من مئات الألوف من المسلمين؟ ولماذا لم تتحرك محاكم (العدل) الدولية لمعاقبة المتسبب في مجازر حلبجة في العراق ضد المسلمين الأكراد؟ لقد عرفها العالم ولكن لم يفكر أحد يومها بتقديم رئيس النظام العراقي إلى محاكم (العدل) الدولية. ولماذا لم يعاقب النظام الروسي الذي دمّر العاصمة الشيشانية تدميراً شاملاً، بل إن البنك الدولي ضخ آلاف الملايين من الدولارات في الاقتصاد الروسي – وما يزال- لدعم الروس.

            لقد طرحت ذات يوم فكرة إنشاء محكمة عدل إسلامية دولية، وما زلنا ننتظر أن يتحقق هذا؛ فإن المسلمين يجب أن يأخذوا قضاياهم بأيديهم ولا يتركوها لمحاكم (العدل) الدولية التي توجهها الأمم الغربية ولا تهتم إلاّ بما تريد أن تهتم به. فالرئيس الصربي يتم التفاوض معه والتعامل معه على أنه رئيس دولة بينما الأدلة والشواهد والقرائن كلها تتهمه بارتكاب المجازر في البوسنة ثم في كوسوفا. وقد أصبح الآن سجيناً في لاهاي يتنظر محاكمته التي تؤجل من تاريخ إلى تاريخ ربما حتى يموت دون أن يحكم عليه. فمتى ينهض المسلمون ويُحاكم من يرتكب الجرائم ضدهم؟؟


            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:53 ص.
            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
            وينصر الله من ينصره

            تعليق

            • سيف الكلمة
              إدارة المنتدى

              • 13 يون, 2006
              • 6036
              • مسلم

              #21
              الإسلام و الغرب > موقف الأوروبيين النصارى من قضايا المسلمين >
              كنت أكتب مقالة أسبوعية لصحيفة المدينة المنورة في الفترة من عام 1412هـ حتى عام 1420 هـ تقريباً، وفي هذه الأثناء أعددت هذه المقالة حول بعض مواقف الأوروبيين من المسلمين وفيما يأتي هذه المواقف.

              موقف الأوروبيين المسيحيين:
              كنت أبحث عن أبيات الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه التي قالها في غزوة مؤتة يتعجب من تردده فرجعت إلى كتاب الإسلام دين ودولة ونظام تأليف عبد الحي القمراني، فوجدته ينقل نصا من كتاب أحمد أمين يوم الإسلام ص:120 وفيه يقول أحمد أمين:

              "الحق أن موقف الأوروبيين المسيحيين عجيب، فنهم إذا علموا أن شعبا نصرانيا عذب أو أهين ثارت ثورتهم، أما إذا علموا أن المسلمين عذبوا وأهينوا لم تتحرك شعرة فيهم، خذ مثلا هذا الذي كان بين الأرمن والمسلمين فقد تعدى الأرمن على المسلمين وعذبوهم وقتلوهم فلم يتحرك الأوربيون لنصرتهم، تعدى المسلمون على الأرمن وعذبوهم وقتلوهم فثارت ثورة الأوربيين"اهـ

              أليس هذا ما يحدث اليوم من الصرب المسيحيين؟ ألم تزل أوروبا تقف متفرجة على القصف بالمدفعية ينال المسلمين منذ أكثر من شهرين ولا نسمع إلا كلاما عن المقاطعة والاقتصادية والمقاطعة الرياضية، أما أن يكون عملا جاداً فلم يقرر الأوروبيين بعد عمل شيء، أين الرحمة والإنسانية والعدالة والإخاء الإنساني؟ هل هذا كله كلام في كلام؟

              نائب أمريكي يتحدث عن جرائم الصرب:
              أدرت مفتاح المذياع قبل أيام وكان الوقت بعد منتصف الليل (25/12/1412هـ) فإذا بمذيع الإذاعة البريطانية يتحدث إلى نائب جمهوري أمريكي ويسأله عن البوسنة الهرسك فسمعت عجبا. كان النائب يتحدث بحماسة عن غضب الشعب الأمريكي من أعمال الصرب الإجرامية، ويقول إن ما يفعله الصرب لا يعد حربا مشروعة، بل إنها جريمة كبرى تهدف إلى إبادة أقلية دينية. وأضاف بأن الشعب الأمريكي يطالب حكومته أن تسرع إلى التدخل العسكري لإيقاف جرائم الصرب، فليس من الإنسانية أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الأعمال الوحشية.

              كدت أعتقد أن هذا النائب مسلم أخذته الغيرة على أبناء دينه ولكن تذكرت مجلس النواب الأمريكي ليس فيه مسلمون بعد (وأرجو أن يصبح لهم وجود قريبا)، والإذاعة البريطانية حريصة -كما يزعمون- على تقديم وجهة النظر الأخرى، أسرعت فاستضافت نائبا آخر وسألته: هل هذا النائب يتحدث باسمه شخصيا أو باسم أغلبية الجمهوريين في مجلس النواب أو باسم الحكومة؟ فرد النائب الثاني بأنه يتحدث باسمه شخصيا، وأضاف بأنه الحكومة الأمريكية لا تنوي التدخل العسكري، وقضية مسلمي البوسنة والهرس ليست من أولويات الرئيس بوش فهو مشغول بالحملة الانتخابية.

              لقد شعرت بأن النائب الثاني قد نجح في إزالة كل أثر طيب قد تركه النائب الأول. هذا أسلوب فيه ذكاء حيث لا يمكن أو يوجه اللوم للإذاعة البريطانية بالتحيز، لكن ما فعلته هو التحيز بعينه حيث كان بالإمكان أن يكون النائب الثاني ممن يؤيد ما قاله النائب الأول فيقوى الأثر لدى المستمع. المهم أين الذين يدرسون الإعلام الغربي وما يفعله بقضايا المسلمين؟ وقد أخبرني الأخ الزميل إسماعيل نزاري أن موقف الذي تبناه وسيلة الإعلام هو آخر ما يلقي على المستمع أو المشاهد فهل هذا كذلك يا إذاعة لندن؟

              جائزة فرنسية للوقاحة:
              طلعت علينا جريدة "الصباحية"(صدرت في أثناء حرب الخليج الثانية التي احتل فيها العراق الكويت) بعنوان كبير (مانشت عريض)"الأدب المغربي يفوز بجائزة الوقاحة: أكاديمية فرنسية تكرم أديبين عن أعمالهما الخارجة" في 21/6/1412هـ.

              قرأت الخبر وعجبت كم ظُلِمَ الأدبُ المغربي بمثل هذا الكلام، وانتظرت أياما لعلي أجد من الأدباء المغاربة من يرد على الصحيفة على هذا الاتهام الباطل، بل كانت الجريدة تستحق أن يرفع ضدها شكوى، فالأدب المغربي أدب إسلامي ينطلق من عقيدة الإسلام ومبادئه، يدعو إلى العفة والطهر والقيم الرفيعة أما هذان (الأديبان!!) فخارجان عن الأدب؛ لأنهما يدعوان إلى الرذيلة والزنا والفجور. وإذا كانا كتبا كلاماً سيئا وقحا فلماذا التكريم؟ إنهما يستحقان العقوبة، ولكن إمعانا من الفرنسيين في تشجيع هذا (الأدب!!) الهابط أقام القنصل الفرنسي في الرباط حفلا لتكريمهما، وطالب أحد الأديبين أن تقوم بلادهما بتكريمهما.

              وتساءلت أين تعلم هذان (الأديبان!!) هذه الوقاحة؟ أليس من البلاد التي انتشر فيها السفاح والزنا والفجور، بلاد الاغتصاب والزنا.... والبلاد التي ظهر الهربز والإيدز و (الإفرنجي) (السفلس)، البلاد التي يغنّى فيها مغن مشهور على لسان شاب بأنه كلما جاء يخطب فتاة يقول له أبوه إنها أخته ولكن أمه لا تدري، فيضيق ذرعاً أنه لا يجد الفتاة المناسبة، فيذهب إلى أمه ليشكو لها فتقول له لا يهمك ما يقول أبوك فحتى أبوك ربما لم يكن أباك، والبلاد التي تؤمن بالسيطرة على ثروات الشعوب وتسعى إلى طمس الثقافات الأخرى وتنشر ثقافتها بالقوة والهيمنة، إن الوقاحة في الحقيقة (وقاحات) وهذه واحدة منها وقديما قيل (في الحديث) (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)


              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:53 ص.
              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
              وينصر الله من ينصره

              تعليق

              • سيف الكلمة
                إدارة المنتدى

                • 13 يون, 2006
                • 6036
                • مسلم

                #22
                الإسلام و الغرب > أسباب العداء للإسلام >
                للدكتور عبد القادر طاش رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز (بالإنجليزية) بالنيابة –رحمه الله تعالى- نشاطات صحيفة مباركة فقد زار الولايات المتحدة الأمريكية قبل عامين، وأجرى مجموعة من اللقاءات الصحفية المهمة مع بعض المفكرين المسلمين وغير المسلمين حول العلاقة بين أمريكا والإسلام وأطلق على هذه اللقاءات "أمريكا... والإسلام تعايش أم تصادم". وكان من بين اللقاءات حديث مع الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس فكان مما قاله الدكتور جعفر: "لأننا لا ينبغي أن نستعدي الآخرين علينا، فحتى غير المسلمين يجب أن لا ينصفوا في خانة الأعداء، ومادمنا غير قادرين على المواجهة فيجب أن لا نؤجج المشاعر ضدنا... فإن هذا الاستعداء عليه أن يدفعهم إلى بذل جهد أكبر من أجل تعويد العمل الإسلامي ومحاصراته."

                ولو سلمنا جدلا مع الدكتور جعفر أنه ليس في الغرب تيار عام ضد الإسلام، وأننا نحن المسؤولون عن موجة العداء ضدنا.. فهل من المنطق إغفال دور الإعلام الأمريكي بوسائله المختلفة في تأجيج العداء ضد الإسلام، والنشاطات الفكرية المنظمة والمخططة والمدروسة للمستشرقين اليهود؟

                لقد توقع الدكتور جعفر أن كلامه هذا لن يعجب الكثيرين، أو لن يوافقوا معه وهذا حق فقد كتب الأستاذ سالم المراياتي مدير مجلس الشؤون الإسلامية في لوس أنجلوس مقالة في مجلة واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط في عددها لشهر يونيه 1994م، أوضح فيه بعض الجهات التي تثير العداء بمهارة ودقة. وقيل أن استعرض ما جاء في مقالة الأستاذ سالم أحب أن أقدم نموذجا لجهود المستشرقين اليهود الصهاينة في إثارة العداء للإسلام والمسلمين في أمريكا.

                دعي المستشرق برنارد لويس لإلقاء محاضرة عامة في مكتبة الكونجرس يرعاها الوقف القومي للإنسانيات ويطلق على هذه المحاضرات (محاضرات جيفرسون) وذلك يوم 29 مايو 1990م. ولأن برنارد لويس من العلماء الذين بلغوا مكانة علمية مرموقة يجد طريقه مباشرة إلى الساسة المتنقذين دون نقاش أو تساؤل. وقد أكد مكانة لويس هذه جون اسبوزيتو في معرض حديثه عن المستشرقين أو المتخصصين في قضايا الشرق الأوسط الذين يثيرون العداء ضد الإسلام. لقد ذكر لويس معاداة الحركات الإسلامية للغرب وللحضارة الغربية ومعاداتهم للتحديث، وأنهم يرون أمريكا العدو الأكبر لهم. وضخم مخاوف الغرب من موقف الإسلام من المرأة واضطهاده لها (في زعمه)، وموقف الإسلام من الأقليات الذين يعدون مواطنين من الدرجة الثانية.

                لم يكتف لويس بإلقاء المحاضرة في واشنطن بل راح يتحول في مدن أمريكا يعيد إلقاءها ثم نشرها بعنوان مثير جدا هو: "جذور الغيظ الإسلامي" في مجلة اتلانتك الشهرية.

                أما ما جاء في مقالة الأستاذ سالم المراياتي فقد بدأ ذلك باستطلاع أجرته صحيفة لوس انجلوس تايمز أوضح أن 29% من الأمريكيين يرون أن الإسلام يمثل تهديداً لأمن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. ثم ذكر أن هذا الهوس المعادي للإسلام يرجع إلى أمرين تسببا فيه أولهما: سوء استخدام المتطرفين للإسلام لتبرير عنفهم الذي يهدف إلى الشهرة، والسبب الثاني سوء تمثيل الإسلام والمسلمين على أنهم متعطشون للعنف.

                تناول الأستاذ سالم السبب الثاني وضرب المثال باليهودي المهاجر لأمريكا يوسف بودانسكي (Yossef Bodansky) في كتابه الهدف أمريكا، وقد سار يوسف على مثال الكتب التي ظهرت في ألمانيا لإثارة العداء ضد اليهود وضرب المثال بالكتيب المنعون انتصار اليهود على ألمانيا "وقد كان لدى المؤلف مبرراً لهذا الكتاب حين وجد اليهود مقبلين على السيطرة على الاقتصاد الألماني ويسعون لتخريبه وبخاصة في ولايتي أو مقاطعتي بروسيا والنمسا. ويزعم بودانسكي أن حسن الترابي من السودان يسيطر على حركة إسلامية مسلحة تعمل داخل أمريكا. ويشير المرايا في أن بودانسكي يقوم بهذه البحوث على حساب دافع الضرائب الأمريكي لأنه يعمل تحت مظلة لجنة حكومية لمقاومة الإرهاب والحروب غير التقليدية. ويكتب تقاريره التي يشير فيها إلى أن ازدياد العنف لدى المسلمين إنما هو تركيز للجهاد الإسلامي ضد النظام العالمي النصراني اليهودي. ولا تخرج آراء بودانسكي عن آراء قائد حزب الليكود الإسرائيلي بنجامين نتنياهو في كتابه مكان بين الأمم: إسرائيل والعلم حيث يقول في هذا الكتاب: "إن الهدف الأساسي للأصولية هو ضمان نصر عالمي للإسلام، وذلك بالانتصار على الملحدين عن طريق الجهاد."

                ويذكر الأستاذ سالم غير هؤلاء من أمثال جوديت ميلر، وسيمون إرم وغيرهما. فهل حقا يستعدى المسلمون الغرب ضدهم أم أن ثمة جهات معينة هي التي تثير هذا العداء؟ أرجو أن نكون على يقظة مما يكيده الأعداء لهذه الأمة .
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:52 ص.
                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                وينصر الله من ينصره

                تعليق

                • سيف الكلمة
                  إدارة المنتدى

                  • 13 يون, 2006
                  • 6036
                  • مسلم

                  #23
                  الإسلام و الغرب > كوسوفا والرأي السديد >
                  يبدو للعالم أن الصرب قد آلمتهم ضربات طائرات حلف شمال الأطلسي فاستسلموا لشروط الحلف، وبدأت المحادثات للتفاهم حول كيفية تطبيق شروط الحلف في الانسحاب من كوسوفا وبدء عودة شعب كوسوفا المسلم إلى دياره. ولكن هل يكفي أن تخرج قوات الصرب وتعيش المنطقة سنوات –الله أعلم كم تطول- في حماية قوات الأمم المتحدة ؟ أما أهل كوسوفا فيحرمون من أن يكون لهم جيش يحمون به أنفسهم لأن الاتفاقيات نصت على أن يتخلى مقاتلو جيش تحرير كوسوفا عن سلاحهم، وأن توضع قوات الأمم المتحدة على الحدود لمنع تسلسلهم إلى بلادهم لتحريرها.

                  إن أول ما دار من حديث أن الرئيس الصربي لا عهد له ولا ذمة وأنه طالما تعهد ووعد، وما أن تحين له الفرصة حتى يخلف وعده ويكسر عهوده. إن الرئيس الصربي لم يكن وحده الذي يستحق الإدانة فإنه خلف الأعمال التي قام بها جيشه من نهب وتدمير وهتك للأعراض إنما فعلوه لأن ثقافتهم ومعتقداتهم تبيح لهم ذلك. ومهما كانت الأوامر العسكرية من سلوبودان مليسوفيتش فإن الذين قاموا بالتنفيذ أفراد من الشعب الصربي الذي احتل الأراضي التي كان يسكنها المسلمون ولا بد أن الصرب سيحاولون أن يثبتوا وجودهم بأي طريقة داخل كوسوفا.

                  وفي هذا المجال وجدت في أرشيفي الصحفي مقالة للشيخ أحمد محمد جمال رحمه الله بعنوان (نحن أحق من ميتران) يتحدث فيها عن أزمة البوسنة والهرسك نشرت في 20محرم 1413هـ، قال فيها ما يأتي: "مازالت المناحات العربية والإسلامية تتردد في الصحف والمجلات وعبر الإذاعات والتلفازات ..بكاءً وعويلاً على المذابح الصربية في البوسنة والهرسك، ومازالت دماء النساء والرجال والأطفال ..ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية –الذي انعقد في تركيا- اكتفى بطلب إلى مجلس الأمن الدولي بالتدخل السريع في أزمة البوسنة والهرسك…

                  000000000

                  "من وجهة نظري أن العالم الإسلامي يجب أن يحمي نفسه لأنه يؤلف كثرة كاثرة من الدول ذات القوة العسكرية والثروة الاقتصادية وحقوق السيادة، التي من شأنها أن تدافع عن كرامتها وإنسانيتها وشعوبها وأراضيها، كما يجب على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تكون لها قوات عسكرية تدافع بها عن أية دولة أو أقلية إسلامية وقع عليها عدوان ظالم أو اضطهاد غاشم من دول صليبية أو وثنية"

                  وقد طالب الشيخ رحمه الله في مقالة له في بداية مأساة البوسنة (27/11/1412هـ) " بسحب سفراء الدول العربية والإسلامية من يوغسلافيا، ثم سحب ممثليها في هيئة الأمم المتحدة إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءً عملياً حاسماً لوقف العدوان الصربي على البوسنة والهرسك…ويضيف الشيخ "وقلت يومذاك إن البكاء والنواح لن يجديا شيئاً، ولا بيانات الشجب والاستنكار التي تصدرها الزعامات العربية والإسلامية ستوقف العدوان الصليبي الصربي على إخواننا المسلمين هناك. وفعلاً استمر سفك الدماء وذبح الشيوخ والنساء والأطفال وهدم الدور والمتاجر والمساجد في الديار الإسلامية…."

                  وكان الشيخ رحمه الله على حق فإن الصرب حتى وهم قد رضخوا أخيراً فيما يبدو لضربات حلف الأطلسي فإنهم إذا وجدوا الفرصة مواتية ارتكبوا أفعالهم الشنيعة، فهل يكفي أن يعود شعب كوسوفا لحكم ذاتي محدود وأن لا يكون لهم جيش يحميهم وأن يحتفظ الصرب بكوسوفا لأن الصرب يزعمون أن لهم حقاً تاريخياً في هذه المنطقة وقد تضمنت الاتفاقية أن يحتفظ الصرب ببعض الجنود لحماية الأماكن المقدسة لهم. فيا سبحان الله تهدم كل المقدسات للمسلمين ويبقى للصرب مقدساتهم ويسمح لهم بحمايتها.

                  إن العقوبة الحقيقية للصرب أن لا يسمح لهم بدخول كوسوفا وإن لم يفرض ذلك الأوروبيون فإن المسلمين قادرون على ذلك وإنهم سيفعلون ذلك؟ فهل الحل أن يعود المسلمون إلى ديارهم التي خربت ودمّرت ونهبت وأن يعودوا إلى بلد تحت حكم من هتك الأعراض ويتّم الأولاد ورمّل النساء؟

                  وأخيراً فهل يستمع أحد إلى ما قاله الشيخ أحمد محمد جمال رحمه الله ؟

                  التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:51 ص.
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق

                  • سيف الكلمة
                    إدارة المنتدى

                    • 13 يون, 2006
                    • 6036
                    • مسلم

                    #24
                    الإسلام و الغرب > خطتهم الخمسية وخطتنا >
                    نشر إدوارد دجيرجيان السفير الأمريكي السابق في إسرائيل ومساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط أيضاً مقالة في صحيفة الكريستشان ساينس مونيتور(Christian Science Monitor )في17مارس 1995م (*) بعنوان خطة من خمسة نقاط للتعامل مع الإسلام. وهناك عنوان فرعي يقول "على الولايات المتحدة الأمريكية أن تبني استراتيجية واسعة تجاه هلال الأزمات ابتداءً من البوسنة إلى الشرق الأوسط وجنوب آسيا"

                    قدم دجيرجيان لخطته الخمسية بالقول: "إن نداء (الله أكبر) التي يطلقها المقاتلون المسلمون يمكن سماعها عبر هلال الأزمات منطلقة من البوسنة وخلال الشرق الأوسط حتى أواسط آسيا وجنوب شرق آسيا. إن الإسلام يلعب دوراً حاسماً في المشكلات المختلفة كما في البوسنة وفي الشيشان وفي ناقرنو-كراباح والجزائر وغزة والضفة الغربية وكشمير. والمسلمون في هذه المنطقة كلها يؤكدون هويتهم مقابل النظم غير الإسلامية أو الشرائح أو الأنظمة القائمة على العلمانية…"

                    ويتساءل دجيرجيان هل هذه المشكلات صدام حضارات حتمية بين الغرب والإسلام؟ أو إنها إفرازات معينة لعدد من المشكلات زادت حدتها بنهاية الحرب الباردة؟ ويضيف بأنه يعتقد أن السبب الأخير هو الصواب. ومع ذلك فإن على صانعي السياسة الأمريكيين أن يتناولوا قضية الدين بجدية وبهذا السياق كيف يمكن للولايات المتحدة أن تطور سياسة شاملة نحو الإسلام؟

                    ثم يقدم دجيرجيان خمسة خطوات للتعامل مع الإسلام التي يمكن تلخيصها كما يأتي :

                    1- يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن منطقة هلال الأزمات تحتوي على ثلثي احتياطي النفط في العالم وأن الحرب في البوسنة قد تكون الشعلة لحرب أوسع في البلقان، كما أن المشكلة في الشيشان يمكن أن تعطل الإصلاحات في روسيا.وكذلك مشكلة كشمير يمكن أن تشعل فتيل الحرب بين الباكستان والهند.

                    2- يجب على صانعي السياسية الأمريكية أن يفرقوا بين إسلام عامة الناس وأولئك الذين ينادون بالإرهاب خارج بلادهم وضد أنظمة بلادهم المضطهِدة. وإن كان على الولايات المتحدة أن تواجه أي خطر فهو خطر التطرف سواءً كان علمانياً أو دينياً. يجب على الولايات المتحدة أن تؤيد الحكومات التي تمثل الإسلام العام والتي تحاول أن تحسن من أوضاع شعوبها المعيشية. وذكر بعض الدول التي يرى أن على أمريكيا تأييدها وهي تركيا العلمانية ومصر ودول أخرى.

                    3- في العالم الإسلام كما هو الحال في دول أخرى تقود المظالم الاجتماعية إلى التطرف، ويجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع هذه الدول لإزالة هذه المظالم.

                    4- إن حل المشكلة العربية الإسرائيلية سوف يساعد على قطع الطريق على تأثير ويفسد قدرات التطرف الإسلامي. ويتحدث عن بعض الجهود الأمريكية في هذا المجال.

                    5- يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تقلل من شأن الدين فعليها أن تدخل هذا العامل ضمن عملية صناعة سياستها في المنطقة.

                    هذا نموذج لأحد العاملين في مجال صناعة القرار السياسي قد يصيب وقد يخطئ ولكن السؤال ما ذا عنّا نحن هل أعددنا خطتنا للتعامل معهم أو حتى للتعامل مع أزماتنا؟ إن لديهم في الغرب عشرات مراكز البحوث الاستراتيجية ومراكز صناعة القرار أو ما يسمى مستودع التفكير Think Tank وهم يستخدمون كل القدرات العلمية والعقلية والفكرية في دراسة ما يواجههم من مشكلات ويفكرون في وضع الحلول المناسبة لهم والتي تخدم أهدافهم ومجتمعاتهم .

                    إننا في العالم الإسلامي بحاجة إلى مزيد من التركيز على حل مشكلاتنا الداخلية ولعل من أولها البطالة، فقد كتب فهمي هويدي قبل أسابيع عن وجود عشرة ملايين عاطل عن العمل في العالم الإسلامي، ولو أضفنا إلى هذه المشكلة ما نواجهه من مشكلة الأمية والتخلف وعدم تقدير الكفاءات والمواهب فهذه كفيلة بشغلنا تماماً عن كثير من إضاعة الوقت في أمور كثيرة أقل أهمية. وإننا إذا ما استطعنا أن نكون أكثر صراحة في حل مشكلاتنا الداخلية أصبحنا أكثر قرباً من تحقيق قوة الجبهة الداخلية، عندها نلتفت أو علينا في الوقت نفسه أن نكلف من ينظر في دراسة أوضاعنا مع الجبهات الخارجية للوصول إلى المواقف المناسبة.

                    الحواشي :
                    * زودني بنسخة من المقالة الأستاذ جهاد الخازن عندما سألته عن مقالة له حول هل الأزمات.

                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:51 ص.
                    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                    وينصر الله من ينصره

                    تعليق

                    • سيف الكلمة
                      إدارة المنتدى

                      • 13 يون, 2006
                      • 6036
                      • مسلم

                      #25
                      الإسلام و الغرب > كتاب فرنسي يعادي المسلمين >
                      كتب قيس الغزاوي تحت عنوان "كتاب أتمنى لو ما (لم) أقرأه" في مجلة المجلة (8-14نوفمبر 1998م) عن كتاب ألفّه نائب رئيس تحرير صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية، ويتضمن الكتاب رسالة إلى رئيس الجمهورية الفرنسي حول الموقف الذي يجب أن تتخذه فرنسا من المهاجرين من المسلمين. ويتضمن الكتاب رسالة قوية تدعو إلى دمج المسلمين في المجتمع الفرنسي، والقضاء على تميزهم العقدي والأخلاقي والثقافي.

                      وقد احتوى الكتاب على افتراءات خطيرة على الإسلام والمسلمين في قضايا عديدة منها: أن الإسلام يبيح تعدد الزوجات، ويمنع الاختلاط بين الجنسين، وفيه مؤسسة الزكاة، فليس الإسلام مجرد حجاب قد يسمح به الفرنسيون وقد لا يسمحوا. ويزعم المؤلف أن الرئيس الفرنسي يوافقه بأن فرنسا استطاعت أن تدمج المهاجرين البولونيين، والإسبانيين، والإيطاليين، وبالتالي فلا يمكن اتهام فرنسا بالعنصرية، ولكنها فشلت في دمج المسلمين. فما يبقى للمسلمين إلاّ أن يطالبوا بالسيطرة على فرنسا.

                      ويعلق الأستاذ قيس الغزاوي بقوله: "المثير أن رجلاً بمثل أهمية دي جاردان يقف على رأس صحيفة كبرى يؤكد أن الإسلام غاز لفرنسا ويستنتج: طالما لا يحب الفرنسيون العرب والخيار هنا بين الإسلام والجمهورية، فليُرمى المسلمون إذن خارج الحدود…" ويضيف الغزاوي "والعجب العجاب ليس فيما يقوله دي جاردان، ولكن بسكوت العرب والمسلمين على مثل هذه الأحكام العنصرية في فرنسا التي تحاكم من يشكك بمحرقة اليهود وهي جزء من التاريخ ولا تحاكم من يحرّض على قتل المسلمين اليوم، ولكن هل اشتكى أحد من العرب؟"

                      لا بد من تقديم الشكر للأستاذ قيس الغزاوي على ملاحظاته السريعة وتعجبه من عدم تحرك المسلمين للاحتجاج على هذا الكتاب، ولكن يمكن توجيه الدعوة إلى العلماء المسلمين في فرنسا أو الذين يتقنون اللغة الفرنسية أن يكتبوا كتاباً للرئيس الفرنسي ليس رد فعل على كتاب دي جوردان، ولكن ليوضحوا للرئيس الفرنسي ما فشل في فهمه نائب رئيس تحرير لوفيغارو من أن الإسلام لو فهمه الفرنسيون لكان حلاً لكثير من معضلاتهم الاجتماعية والاقتصادية.

                      ماذا يمكن أن يقال للرئيس الفرنسي؟ أبدأ بكلمة كتبها الأستاذ رضا لاري في أحد مقالاته حول موقف الغرب من الإسلام "فتح النافذة الإسلامية"، الشرق الأوسط 17/6/1998):" هل الحرية في فرنسا تبيح للمرأة أن تكشف عورتها بظهورها شبه عارية في ملهى "الليدو" وغيره من الملاهي المماثلة في فرنسا، وتحرم نفس الحرية غطاء المرأة لرأسها؟ إذا كانت هذه هي الحرية عندكم فتباً لها من حرية."

                      ويزعم الكاتب الفرنسي أن الإسلام أباح تعدد الزوجات والمجتمع الفرنسي يرفض ذلك، ولكن ما بال المجتمع الفرنسي لا يرفض تعدد الخليلات واسألوا أحد الشوارع المتفرعة من شارع الشانزليزيه ما ذا يحدث عندما تقف السيارات في طرفي الشارع؟ أي بهيمية هذه التي يرضى الرجل لزوجه أن يأخذها رجل آخر يسلمها له بيده أو يوصلها وهي تذهب؟ واسألوا من اعترف بأولاد من الزنا هل حقق لهم الكرامة الحقيقية، فلو كان متزوجاً بأمهم لكانوا أولاده شرعاً.

                      أليست الإباحية في المجتمعات الغربية هي التي أدت إلى أن يشك الأبناء بآبائهم، حتى بدأت المختبرات تنتشر في المجتمعات الغربية تكشف للأبناء عن حقيقة أبوة من يدعي أنه أباهم. أما عند المسلمين فمجرد شك الابن بأبيه يعد من الكبائر، ذلك أن المجتمع المسلم قائم أساساً على الفضيلة والعفة. وقد تعجب مدير أحد الفنادق الذي عقد فيه المؤتمر السنوي لجمعية مسلمي شمال أمريكا عندما رأى عدة آلاف من المسلمين يجتمعون عدة أيام فلا تراق قطرة خمر واحدة ورأى من عظمة الأخلاق الإسلامية ما أدهشه.

                      وإذا لم يعجبه أن يتوقف المسلمون في رمضان لتناول الإفطار، فإن الصوم عند المسلمين لو عرفه الفرنسيون معرفة حقيقية لتهافوا عليه؛ فإنه تربية وتهذيب وتزكية وتطهير. الصوم الذي يُشعر الغني بحال الفقير، والذي يربط العبد بخالقه حين ترتفع الحالة الروحية للمسلمين في هذا الشهر بما يقومون به من عبادات.

                      فمن يكتب الكتاب ويوجهه إلى رئيس الجمهورية الفرنسي وإلى العالم أجمع؟

                      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:51 ص.
                      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                      وينصر الله من ينصره

                      تعليق

                      • سيف الكلمة
                        إدارة المنتدى

                        • 13 يون, 2006
                        • 6036
                        • مسلم

                        #26
                        الإسلام و الغرب > الاستشراق يهتم بمن يحارب الإسلام >
                        أدرت مؤشر المذياع قبل عدة ايام وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية القسم العربي ببث برامجها مبتدئة بالقرآن الكريم، ثم نشرة إخبارية مؤجزة، ثم عرض سريع للبرامج وربما أي شيء آخر لا أذكره الآن. وقبل الساعة السابعة بخمس دقائق قدمت لنا الإذاعة أغنية (واختيارات إذاعة لندن أو أغانينا وكلماتها تحتاج وقفة مستقلة-لو سمعها شاعر من عهد ازدهار الشعر لمات كمداً).

                        وفي السابعة صباحاً بدأت الجولة الإخبارية الأولى ثم تلاها ما تلاها حتى جاء موعد البرنامج الشيق (الرأي الآخر) وهذا البرنامج تقدمه عادة المذيعة مديحة المدفعي، ولكنه كان في هذا اليوم من نصيب المذيع أحمد مصطفى.

                        وبدأ المذيع قائلا بأن جدلاً واسعاً يدور في هذه الأيام حول مدى ديموقراطية تيار الإسلام السياسي، وإن القضية التي يدور حولها البرنامج اليوم هي الإسلام والديموقراطية. وضيفا البرنامج هما الدكتور عزيز العظمة الباحث في معهد الدراسات العليا في بون بألمانيا. والضيف الثاني هو الدكتور محمد عمارة.

                        وقدم المذيع الضيف القادم من ألمانيا عزيز العظمة، فبدأ عزيز الضيف مرافعته بأن الإسلام لا يصلح أساساً للحكم لأن النظم الدينية- في نظره- تقوم على اعتبار التمييز بين المواطنين؛ فثمة تمييز بين الرجل والمرأة، وتمييز بين الكفاءات، وتمييز بين الناس وفقاً لمعتقداتهم الدينية. وخلص إلى أن أي نظام سياسي يقوم على أيديولوجية دينية يكون بطبيعته شمولي، ولا يترك المجال للناس أن يتطوروا.

                        ولمّا كان وقت البرنامج قصيراً فلم يتمكن العظمة من تفصيل هذه المقولات. ولكن كما يقول المثل" تلك شنشنة معروفة "، فلم يفتأ المستشرقون غير الموضوعيين يتهمون الإسلام بأنه يفرق بين المرأة والرجل. لقد أصبح من الممل الرد على مثل هذه الفرية. فأي تفرقة هذه التي يقصدها الدكتور؟ ألم يسمع بقوله صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال)؟ ألم يكن الإسلام هو الذي سبق الغرب بمئات السنين باستقلالية ذمة المرأة المالية؟ ألم تكن المرأة المسلمة تهتم بشؤون الأمة وتدفع أبناءها إلى الجهاد؟ من الذي أنجب المجاهدين في أنحاء العالم الإسلامي الذين وقفوا في وجه الاستعمار؟ من الذي ربّاهم ودفعهم إلى الجهاد؟ وهذه المرأة الفلسطينية اليوم خير مثال على المرأة المسلمة التي تعرف واجباتها وتسهم في المقاومة كما يسهم الرجل وربما زيادة؟

                        وكيف يميز الإسلام بين الكفاءات وهذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من أن يوضع الرجل في غير المكان المناسب له (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، فقيل وكيف تضيع الأمانة ؟قال: (إذا وسّدت الأمور الى غير أهلها)، أليس هو صلى الله عليه وسلم الذي أمر بلالاّ رضي الله عنه أن يعلو الكعبة ليؤذن، ويغتاظ من قريش من لم يروا بلالاً أهلاً لهذا المكان، وهو الذي كان بالأمس عبداً رقيقاً عندهم لا يحلم بأقل من هذا بكثير؟

                        هل يجهل الدكتور العظمة هذا؟ أو أصابه داء بعض المستشرقين الذين لا يفهمون ما يقرأون أو يفهمونه كما يشاؤون؟ لقد وفّى الدكتور عمارة في ردوده على العظمة ولكنّي أتساءل لماذا تهتم المعاهد الغربية باستقطاب هؤلاء الذين يسيؤون للإسلام ولا يمثلونه، وتقدم لهم المراكز العلمية البارزة حتى إذا قالوا سُمِع لقولهم؟


                        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:51 ص.
                        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                        وينصر الله من ينصره

                        تعليق

                        • سيف الكلمة
                          إدارة المنتدى

                          • 13 يون, 2006
                          • 6036
                          • مسلم

                          #27
                          الإسلام و الغرب > الحركة الإسلامية في نظر الغرب >
                          بين يدي نشرة معهد الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية لشهر يوليو 1992، وهي مكونة من ست عشرة صفحة وتحمل موضوعات متنوعة، ولكني توقفت عند أحدها وهو: "الحركات الإسلامية، دراسة مسحية إقليمية" وقد قام بهذه الدراسة كل من كريستينا بالمر (Kristina palmer) وسائرز رودي (Sayers rudy) من قسم برنامج معهد الشرق الأوسط من خلال إجراء لقاءات مع مسئولية حكومية، وعلماء وأكاديميين وصحافيين وحتى من عامة الناس في باريس والجزائر وعمان والقاهرة والخرطوم، والضفة الغربية. وقد تلقى الباحثان دعما سخيا من كل من مؤسسة جون د. وكاترين ماكارثر (John D. and Catherine T. MacArthur) ، وكذلك من صندوق المساعدات الخارجية الأمريكي. هذا وسوف تذاع هذه المقابلات في أربعة حلقات من خلال برامج الإذاعية القومية العامة في أواخر هذا الصيف.

                          تركزت الأسئلة في المقابلات حول أصول الحركة الإسلامية، وأهدافها وتأثيرها، والعلاقات المختلفة بين الإسلام السياسي، والأنظمة القائمة وقد توصل الباحثان إلى نتائج مهمة حول الحركة الإسلامية منها:

                          أولا: لا تبدو الحركة الإسلامية قومية بين الفقراء فقط. كما هو الشائع في الغرب حاليا. بل تضم في صفوفها تجارا أثرياء وسياسيين أيضا.

                          ثانيا: الحركة الإسلامية حركة انتقادية حديثة، ولا تحمل أية صفات موروثة سواء عسكرية أو رجعية، أو صفات من زمن القرون الوسطى (الأوربية طبعا)

                          ثالثا: ظهرت الحركة الإسلامية أساسا كرد فعل للإخفاقات الاقتصادية والسياسية لدى الأنظمة العربية المتسلطة وكذلك ضد الأيديولوجيات الأجنبية من مثل القومية والاشتراكية. وليست الحركة الإسلامية مجرد رد فعل محصور بالإمبريالية والصراع العربي الإسرائيلي.

                          رابعا: إن "الصحوة الإسلامية" التي يعبر عنها بقرار شخصي يجب عدم النظر إليها على أنها إشارة إلى التزام سياسي نشط.

                          وأخيراً وليس آخراً -كما يقول التقرير - إن البرامج السياسية الإسلامية التي تؤكد على المشاركة الحياتية، وكذلك النظرات للدولة المثالية ربما لا تكون ساذجة ومخيفة للمرأة، ولكنها تستحق الدراسة في عالم يبدو أنه يعاني من متاعب أيديولوجية وتسط سياسي وفقر.

                          هذه أبرز نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية التي سيستمع إليها الجمهور الأمريكي في أواخر هذا الصيف، وربما تناقلتها وسائل الإعلام الغربية لتبرز منها ما تشاء وتخفي ما تشاء، كما ستفعل الأمر نفسه وسائل إعلام الدول المعنية (العربية الإسلامية).

                          ولا بد لنا من وقفات مع هذا التقرير الذي يؤكد حرص الغرب على المعرفة والدراسة، وهو في هذا السعي لا يبخل بالأموال والجهود. وسيصل بلا شك إلى المعرفة التي قد يصل من خلالها إلى حقيقة الحركات الإسلامية، وبالتالي يستطيع وضع الخطط اللازمة للتعامل مع هذه الحركات. وأعود هنا فأكرر دعوة سابقة. فلا يصح أن نظل في جهل أو شبه جهل بالعالم من حولنا، وأين المؤسسات التجارية لدينا لتبذل مما أعطاها الله.

                          جميل أن يكون من استنتاجات الدراسة إدراك الغرب أن دعوة الله تنتشر -والحمد لله-بين صفوف الفقراء والأغنياء على السواء، حيث كانت الدراسات الغربية سابقا تشير إلى أن الحركات الإسلامية تنتشر بين صفوف الفقراء والمعدمين، وترى تلك الدراسات السابقة أن إيقاف المد الإسلامي لا يحتاج إلّا إلى تشجيع برامج المعونات الغذائية، أو توجيه الحكومات الحالية لتطعم الأفواه الجائعة. وكأن هذا الدين جاء للفقراء وحدهم أو لإنقاذ الفقراء. والإسلام جاء حقا لإنقاذ الفقراء بإصلاح الأغنياء، وتربيتهم وتهذيب نفوسهم، وإعادتهم إلى إنسانيتهم التي أفقدهم إياها طغيان المال، ومع ذلك يجب أن لا ننسى أن من أوائل من أسلم رجال كان لديهم الثروة والمال والجاه، وهكذا فالحركة الإسلامية إنما هي هداية من الله يختار لها من يشاء.

                          وجميل أن يكون من نتائج الدراسة أن الصحوة الإسلامية التزام شخصي أولا وليست بالضرورة انخراط في عمل سياسي نشط. وأوضحت الدراسة أيضا أن الصحوة الإسلامية تشمل الحياة بجوانبها كلها وبخاصة أنها ظهرت في عالم أصبحت أيديولوجياته بالية مهترئة، ويعج بالتسلط السياسي والفقر.

                          وهكذا جاؤوا إلى بلادنا العربية المسلمة ليدرسوا همومنا وتطلعاتها، وليقدموا النتائج لأبناء بلدهم، ويبذلون المال والنفس من أجل المعرفة، والمعرفة قوة. فهل درسنا أنفسنا أولا دراسة من يريد الإصلاح والتغيير ثم انطلقنا إلى العالم جميعه ندرسه فالغرب مثلا برغم ما يزعمه بعض الكتاب بأنه "مجتمع مدني" مفتوح ما تزال فيه كثير من الجوانب التي تحتاج إلى الدراسة، ولا بد أن نفيد من أبنائنا الذين يدرسون في الغرب، أو يعملون فيه أو الذين هاجروا إليه طلبا للرزق والطمأنينة، فهؤلاء يمكنهم أن يقدموا لأمتهم الإسلامية معرفة دقيقة وعميقة بجوانب المجتمعات الغربية وبخاصة إذ ما كان لدى هؤلاء المعايير الصحيحة التي ينظرون بها إلى الأمور.

                          إن هذا الدور الذي يقوم به الغرب حاليا من دراسة أحوال الشعوب والحكم عليها سلبا أو إيجابا بقدر بعدها أو قربها من القيم والمفاهيم الغربية في السياسة والاقتصاد والاجتماع، هذا الدور قد اختار له ربنا عز وجل أمة أخرى هي أمة الإسلام حين كلفهم بقوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}. فعودة إلى الإسلام تنقلنا من شعوب تخضعه لدراسات الباحثين الغربيين إلى دارسين للغرب والعالم وموجهين له ومصححين لمفاهيمه وقيمه {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.




                          جميع الحقوق © محفوظة
                          لـ مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق 2005


                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 نوف, 2020, 04:50 ص.
                          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                          وينصر الله من ينصره

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                          ردود 0
                          18 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                          ردود 8
                          8 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
                          رد 1
                          13 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ديس, 2024, 02:10 ص
                          ردود 0
                          9 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 3 ديس, 2024, 02:18 ص
                          رد 1
                          15 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          يعمل...