بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين.. الحمد لله الذي أرسل أحمداً رحمة للعالمين..
والصلاة والسلام على نبي الله الرحمة المهداة محمد بن عبد الله …
أما بعد..
لكي نثبت أن الكتاب المقدس ليس من عند الله .. علينا أولا ان نضع بعض المعايير التي على أساسها نحكم على كتاب معين اذا كان من عند الله ام لا..
من هذه المعايير:
1- أن لا يناقض الكتاب بعضه بعضا.. فالقاعدة تقول (النساء)(o 82 o)(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)2- اذا كان الكتاب موحى به من عند الله (( خالق هذا الكون)) فلا يمكن أبدا بأي شكل من الأشكال ان يخطأ الخالق في وصف شيء خلقه .. او في علم وضعه..
3- الكتاب الموحى به من الله .. لا بد ان يوافق فطرة الانسان الذي خلقه الله وأنزل هذا الكتاب من أجل ان ينظم له حياته…فلا نجد فيه تشريعا يخالف فطرة الانسان او يجبره على فعل شيء لا يمكن تحقيقه او الوصول إليه.
4-الكتاب الموحى به من الله..لا يمكن أن يختلف أبدا أبدا في نسخه ..او طبقا لأماكن تواجده.. فمثلا القرآن الكريم..هوهو في صدر طفل مصري .. او طفل هندي.. او طفل امريكي.. هو هو في مصحف موجود في منزلي هنا.. او في منزل عمي.. او في منزل صديقي.. اوفي منزل مسلم اوروبي.. لايمكن ان يختلف ابدا ويتعدد.
هذه بعض المعايير وأعتقد انها ستشمل النقاط التي سنتحدث عنها في هذا الموضوع…
نبدأ بعون الله في تصفح هذا الكتاب المدعو مقدس..
======
اول نقطة نتعرض لها في حديثنا عن هذا الكتاب..هي أصل الكتاب.. من اين جاء ومتى ظهر وكيف وصل إلينا.. وهل بقيت حالته كما هي حتى وصل إلينا؟؟
سنذكر هنا ما كتبه (( العلماء المسيحين)) ولن أذكر اي دليل خارج الكتاب او خارج اقوال علمائهم
بداية يؤمن النصارى بأن الكتاب المقدس اوحي به إلى اشخاص حلت عليهم الروح القدس..وبالتالي ما كتبوه فهو كلام الله…
لكن السؤال.. كيف وصل الينا هذا الكتاب؟؟
الاجابة.. عن طريق النسخ.
بمعنى ان يقوم أشخاص بنسخ الكتاب من بعضهم البعض ، والنسخ كان نسخا يدويا بمعنى ان حصول الخطأ اثناء النسخ وارد وموجود بنسبة 99.9% في حالة النسخ اليدوي..
هؤلاء النساخ.. مجهولون.. وكتبة هذا الكتاب .. مجهولون.. فمثلا كاتب انجيل مرقص .. أقدم الاناجيل وأولها.. لا يوجد أي دليل ابدا على أن كاتبه هو مرقص.. ولا يوجد أصلا ترجمة لحياة مرقص هذا .. ولا نسبه ولا دينه ولا تتوفر ابدا أي معلومات عنه
هؤلاء النساخ اذا يقومون بنسخ الكتاب بأيديهم.. وتقع منهم اخطاء اثناء كتابة هذا الكتاب..ومن ينسخ عنهم الكتاب ينسخه (( بأخطائه)) ويضيف إليه أخطائه الشخصية..وهكذا دواليك..
يقول الدكتور بارت ايرمان في كتاب (( MISQUOTING
JESUS
The Story Behind Who
Changed the Bible and Why))
الصفحة العاشرة يقول..:(( It is one thing to say that the originals
were inspired, but the reality is that we don’t have the originals—so
saying they were inspired doesn’t help me much))
الترجمة :يقال ان الاصول (( اصول الكتاب المقدس)) موحاة من الله .. لكن الحقيقة اننا لا نمتلك الأصول .. لذلك القول انها موحاة لا ينفع ولا يفيدينا بشيء))
ثم يتابع قائلا.:Not only do we not
have the originals, we don’t have the first copies of the originals. We
don’t even have copies of the copies of the originals, or copies of the
copies of the copies of the originals. What we have are copies made
later—much later. In most instances, they are copies made many centuries
later. And these copies all differ from one another, in many
thousands of places.
كلام الدكتور بارت وااضح جدا .. فهو يقول بأن ما لدينا ليس الاصل.. ولا حتى نسخ من الاصل.. ولا حتى نسخ من نسخ من نسخ الاصل… ما لدينا هي نسخ كتبت بعد الاصل بكثيير .. في أغلب الاحوال بعدها بقرون..وهذه النسخ كلها تختلف مع بعضها البعض…
ما قاله الدكتور بارت ايرمان .. دليل على ضياع النص الاصلى وعدم وجوده…
لكن هل هناك دليل على ان النساخ كانوا يخطئون ويبدلون ويغيرون؟؟
نعم هناك دليل على ذلك ومن المراجع المسيحية….
دائرة المعارف الكتابية..
تحت حرف الخاء.. كلمة .. مخطوطات العهد الجديد .. نجد الآتي:-
((عند نسخ أي كتاب بخط اليد، لابد أن تحدث أخطاء عند النقل سواء سهواً أو عمداً – في بعض الأحيان – وعند استنساخ هذه النسخة تنتقل أخطاء النسخة المنقول عنها إلى النسخة الجديدة علاوة على ما يحدث من الناسخ الجديد من أخطاء واختلافات عند النقل. وهكذا كلما زاد عدد مرات النسخ بين مخطوطة أصلية إلى أن نصل إلى مخطوطة من عصر متأخر، زاد عدد الأخطاء والاختلافات في المخطوطة الأخيرة، فمخطوطة من القرون المتأخرة يكون قد مر بينها وبين المخطوطة الأصلية أجيال من المخطوطات، أكثر مما لو كانت من قرون مبكرة . ولكن قد ترجع مخطوطة إلى القرن الحادي عشر ولكنها نقلت مباشرة عن مخطوطة من القرن الرابع، التي لم يفصلها عن المخطوطة الأصلية الا أجيال قليلة من المخطوطات، بينما قد تنقل مخطوطة من القرن الثامن عن مخطوطة من القرن السابع يفصل بينها وبين المخطوطة الأصلية عشرون جيلاً مثلاً – من المخطوطات.))
وأيضا تقول :-
((
(2) أنماط من الاختلافات : كان الناسخون سبباً في وقوع أنواع من الاختلافات في مخطوطات العهد الجديد يمكن تصنيفها كالآتي :
(1) اختلافات عفوية : (أو عن غير عمد) أو أقل تكراراً، وتشمل هذه الاختلافات العفوية أخطاء النظر والسمع والذاكرة والكتابة والاجتهاد.
أما أخطاء النظر فتشمل الالتباس بين الحروف المتشابهة وبخاصة في الكتابة بالحروف الكبيرة المنفصلة، أو الخلط بين أحد الاختصارات وكلمة معينة قريبة الشبه به، وقد تنتقل عين الناسخ من كلمة إلى الكلمة نفسها ولكن في موضع لاحق فيسقط بذلك الكلمات المتوسطة بينهما. وقد يقرأ الكلمة الواحدة أو العبارة الواحدة مرتين، أو قد يخلط بين كلمتين متقاربتين في الحروف .
وقد تنشأ أخطاء السمع عندما تكتب جماعة من النسَّاخ المخطوطات عن طريق الاملاء، وبخاصة لتشابه بعض الحروف في نطقها، كما قد يخطئ الناسخ في هجاء بعض الكلمات .
أما أخطاء الذاكرة فقد ينتج عنها تغيير موضع الكلمة في الجملة، أو استبدال كلمة بما يرادفها، أو أن تدخل كلمة أو عبارة عفواً نقلاً عن فترة مماثلة تحويها الذاكرة.
أما أخطاء الكتابة فقد تشمل إضافة أو حذف حرف أو عدة حروف أو حذف علامات الاختصار، او تكرار كلمة أو عبارة أو حرف.
أما أخطاء الاجتهاد ـ بالإضافة إلى الأخطاء السابقة ـ فقد تدفع الناسخ إلى تسجيل ملحوظة هامشية باعتبارها جزءاً من النص نفسه، ويجد البعض في هذا تفسيراً لما ورد في إنجيل يوحنا (5: 3و4) عن تحريك الماء، حيث يغلب أنها كانت عبارة هامشية أدخلها الناسخ في النص.))
ثم يكمل ويقول :-
((
(2) اختلافات مقصودة : وقعت هذه الاختلافات المقصودة نتيجة لمحاولة النسَّاخ تصويب ما حسبوه خطأ، أو لزيادة إيضاح النص أو لتدعيم رأي لاهوتي. ولكن ـ في الحقيقة ـ ليس هناك أي دليل على أن كاتباً ما قد تعمد إضعاف أو زعزعة عقيدة لاهوتية أو إدخال فكر هرطوقي.
ولعل أبرز تغيير مقصود هو محاولة التوفيق بين الروايات المتناظرة في الأناجيل. وهناك مثالان لذلك: فالصورة المختصرة للصلاة الربانية في إنجيل لوقا (11: 2ـ4) قد أطالها بعض النسَّاخ لتتفق مع الصورة المطولة للصلاة الربانية في إنجيل متى (6: 9ـ13). كما حدث نفس الشيء في حديث الرب يسوع مع الرجل الغني في إنجيل متى ( 19: 16و17) فقد أطالها بعض النسَّاخ لتتفق مع ما يناظرها في إنجيل لوقا ومرقس .
وفي قصة الابن الضال في إنجيل لوقا (15: 11 ـ 32) نجد أنه رجع إلى نفسه وقرر أن يقول لأبيه: ” … اجعلني كأحد أجراك “(لو 15: 19) فأضاف بعض النسَّاخ هذه العبارة إلى حديث الابن لأبيه في العدد الحادي والعشرين .
وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي، كما حدث في إضافة عبارة “واللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة”(1يو5: 7) حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ولعل هذه العبارة جاءت أصلاً في تعليق هامشي في مخطوطة لاتينية، وليس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس ، ثم أدخلها أحد النسَّاخ في صلب النص .
ورغم وجود الاختلافات بين آلاف المخطوطات، إلا أنها اختلافات تافهة جداً إذا قيست بضخامة ما تحويه المخطوطة من كلمات، فقد كان النسَّاخ يراعون نقل هذه النصوص بعناية فائقة حتى ولو بدا لهم النص عسير الفهم أو غامض المعنى.))
نكمل فيما بعد إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله … في أمان الله هدانا الله وإياكم إلى الحق أجمعين
تعليق