معركة بين العلمانيين والدينيين فى إسرائيل بسبب منع النساء من دخول أحياء يهودية
كتب محمد عبود 2/ 10/ 2010
«ممنوع دخول النساء إلى الحى.. من فضلك اعبرى من شارع آخر».. هذه العبارة المستفزة على لافتة كبيرة فى مدخل حى (ميئا شعاريم)، الذى يسكنه اليهود المتشددون فى القدس المحتلة، تسببت فى معركة كبيرة بين العلمانيين والدينيين فى إسرائيل طوال الأسبوعين الماضيين.
تقول الناشطة النسوية «رونو أورفونو» للتليفزيون الإسرائيلى: «ليس من السهل أن تتواجد امرأة فى أحياء اليهود المتشددين دينيا. هؤلاء الأشخاص المتزمتون يبدأون صلاتهم يوميا بدعاء من التلمود يقول: (الحمد لله الذى لم يخلقنى امرأة). وينصح الحاخامات طلابهم بتجنب الحديث مع السيدات. وأخيرا - تضيف أورفونو - يريدون منعنا تماما من المرور فى الأحياء التى يقيمون فيها، وكأنها لا تخضع للقانون العام الذى يحكم دولة إسرائيل».
الناشطة النسوية «باتيا لاتمان» تروى أنها حاولت دخول الحى مؤخرا، وما إن وصلت إلى المدخل، حتى فوجئت بمكبرات صوت تحذرها من الدخول، وأخذ يهودى متشدد يصيح بكل قوة: «الدخول للرجال فقط. اغربى عن وجهنا، ممنوع دخول النساء والكلاب»!!
وعندما صممت «باتيا» على الدخول، وأوضحت للحراس أنها كانت من سكان الحى قبل أن تترك حياة الدين، وتعتنق العلمانية كأسلوب حياة، وجهوا لها الشتائم، وعايروها بملابسها غير المحتشمة. بادلته «باتيا» شتيمة بشتيمة، وصرخت: «تريدون تحويل القدس إلى مدينة متشددة مثل طهران، ما الفرق بينكم وبين طالبان المتطرفين، طلبة الحاخامات مثل طلبة الملالى، نحن نساء نعيش فى إسرائيل، ولسنا نساء أفغانستان».
ولم تكد باتيا تكمل محاضرتها التنويرية، حتى انقض عليها مجموعة كبيرة من طلبة الحاخامات، وأخذوا يدفعونها إلى أن وقعت بين السيارات، ثم انقضوا عليها يضربونها بالأيدى والأرجل، حتى سالت الدماء من فمها. لم ينقذها من أيديهم سوى أشخاص عابرين من خارج الحى، سمعوا الصراخ، فاعتقدوا أن فتاة تتعرض للاغتصاب، فتشاجروا مع تلامذة الحاخامات، وأنقذوا «باتيا» من بين أيديهم بأعجوبة.
الفتاة المنهارة توجهت للشرطة، وحررت محضرا ضد طلبة الحاخامات، لكن المحضر لن يتحرك خطوة واحدة، لأن المارة لا يشهدون ضد الحاخامات خوفا من تسلطهم، وطلبة الحاخامات لا يشهدون ضد بعضهم بعضا.
ويوضح موشيه كرادى، مدير عام الشرطة الإسرائيلية الأسبق، أن: «سكان الأحياء اليهودية فى القدس لا يعترفون أصلا بدولة إسرائيل، ويعتبرونها كياناً علمانياً كافراً، ولا يحق لهذا الكيان أن يفرض قوانينه الدنيوية والعلمانية على أحياء اليهود المتدينين».
من جانبه، يقول الحاخام «يوئيل كرويس»، مسؤول الأمن بحى (ميئا شعاريم): «لا يحق للنساء غير المحتشمات دخول الحى، ونسمح فقط لزوجاتنا وبناتنا بالمرور فى الحى، ونخصص لهن شوارع وأرصفة تحفظهن من الاختلاط بالرجال، ولا تستطيع واحدة منهن مخالفة فتاوى الحاخامات».
جمعيات نسوية وحقوقية فى إسرائيل تقدمت بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية لتنظيم مسيرة سلمية داخل حى (ميئا شعاريم) ضد تطرف الحاخامات، وعدائهم للمرأة. واتهمت الناشطات الشرطة الإسرائيلية بحماية الحاخامات المتطرفين والسماح لهم بأن يكونوا دولة داخل الدولة.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=271847
كتب محمد عبود 2/ 10/ 2010
«ممنوع دخول النساء إلى الحى.. من فضلك اعبرى من شارع آخر».. هذه العبارة المستفزة على لافتة كبيرة فى مدخل حى (ميئا شعاريم)، الذى يسكنه اليهود المتشددون فى القدس المحتلة، تسببت فى معركة كبيرة بين العلمانيين والدينيين فى إسرائيل طوال الأسبوعين الماضيين.
تقول الناشطة النسوية «رونو أورفونو» للتليفزيون الإسرائيلى: «ليس من السهل أن تتواجد امرأة فى أحياء اليهود المتشددين دينيا. هؤلاء الأشخاص المتزمتون يبدأون صلاتهم يوميا بدعاء من التلمود يقول: (الحمد لله الذى لم يخلقنى امرأة). وينصح الحاخامات طلابهم بتجنب الحديث مع السيدات. وأخيرا - تضيف أورفونو - يريدون منعنا تماما من المرور فى الأحياء التى يقيمون فيها، وكأنها لا تخضع للقانون العام الذى يحكم دولة إسرائيل».
الناشطة النسوية «باتيا لاتمان» تروى أنها حاولت دخول الحى مؤخرا، وما إن وصلت إلى المدخل، حتى فوجئت بمكبرات صوت تحذرها من الدخول، وأخذ يهودى متشدد يصيح بكل قوة: «الدخول للرجال فقط. اغربى عن وجهنا، ممنوع دخول النساء والكلاب»!!
وعندما صممت «باتيا» على الدخول، وأوضحت للحراس أنها كانت من سكان الحى قبل أن تترك حياة الدين، وتعتنق العلمانية كأسلوب حياة، وجهوا لها الشتائم، وعايروها بملابسها غير المحتشمة. بادلته «باتيا» شتيمة بشتيمة، وصرخت: «تريدون تحويل القدس إلى مدينة متشددة مثل طهران، ما الفرق بينكم وبين طالبان المتطرفين، طلبة الحاخامات مثل طلبة الملالى، نحن نساء نعيش فى إسرائيل، ولسنا نساء أفغانستان».
ولم تكد باتيا تكمل محاضرتها التنويرية، حتى انقض عليها مجموعة كبيرة من طلبة الحاخامات، وأخذوا يدفعونها إلى أن وقعت بين السيارات، ثم انقضوا عليها يضربونها بالأيدى والأرجل، حتى سالت الدماء من فمها. لم ينقذها من أيديهم سوى أشخاص عابرين من خارج الحى، سمعوا الصراخ، فاعتقدوا أن فتاة تتعرض للاغتصاب، فتشاجروا مع تلامذة الحاخامات، وأنقذوا «باتيا» من بين أيديهم بأعجوبة.
الفتاة المنهارة توجهت للشرطة، وحررت محضرا ضد طلبة الحاخامات، لكن المحضر لن يتحرك خطوة واحدة، لأن المارة لا يشهدون ضد الحاخامات خوفا من تسلطهم، وطلبة الحاخامات لا يشهدون ضد بعضهم بعضا.
ويوضح موشيه كرادى، مدير عام الشرطة الإسرائيلية الأسبق، أن: «سكان الأحياء اليهودية فى القدس لا يعترفون أصلا بدولة إسرائيل، ويعتبرونها كياناً علمانياً كافراً، ولا يحق لهذا الكيان أن يفرض قوانينه الدنيوية والعلمانية على أحياء اليهود المتدينين».
من جانبه، يقول الحاخام «يوئيل كرويس»، مسؤول الأمن بحى (ميئا شعاريم): «لا يحق للنساء غير المحتشمات دخول الحى، ونسمح فقط لزوجاتنا وبناتنا بالمرور فى الحى، ونخصص لهن شوارع وأرصفة تحفظهن من الاختلاط بالرجال، ولا تستطيع واحدة منهن مخالفة فتاوى الحاخامات».
جمعيات نسوية وحقوقية فى إسرائيل تقدمت بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية لتنظيم مسيرة سلمية داخل حى (ميئا شعاريم) ضد تطرف الحاخامات، وعدائهم للمرأة. واتهمت الناشطات الشرطة الإسرائيلية بحماية الحاخامات المتطرفين والسماح لهم بأن يكونوا دولة داخل الدولة.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=271847
تعليق