بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهم حُقوقَ الإنسانِ فِي الإسْلَامِ :
تَمِيزت حُقوقَ الإنسانِ فِي الإسْلَامِ بأنها كامِلةً وتامة وشاملِة .
ومِنْ أهم الحُقوقَ الإنسانِية مَا يلِي :
1- العدل :
قَالَ تَعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ النحل:90 ]
وقَالَ سُبحانهُ : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ المائِدة:8 ]
وقَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَليِهِ وَسلمَ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَتْ ، لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا } [ رواهُ البُخَارِي ] ..
2- دفع الظُلمِ :
حث الإسْلَامِ على نُصرة المظلومِ ودفع الظُلمِ عنهُ .
عن البراء بن عازب رَضِيَ اللهُ عنه قَالَ : أمرنَا الرَسُولَ صلى اللهُ عَلِيهِ وسلم بِسبع وَذَكرَ مِنهَا : { نُصر المظلومِ } [ رواهُ البُخَارِي ]
وَقَالَ الرَسُولَ صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ } [ رَواهُ البُخَارِي ]
3- المُسَاواة :
خَلَقَ اللهُ سُبحانهُ وتعالى النَاسَ وجَعلهُم مُتساوِينَ فِي كُلِ شيء .
قَالَ الرَسُولَ صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَا إِنَّ رَبكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَباكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، إِلَّا بالتَّقْوَى } [ رواهُ أحمد فِي مُسْنَدِهِ ]
وَقَالَ تَعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [ النِساء:1 ]
4- حق الحَياة :
لا يَجُوز قتل المُسْلِم وَغِير المُسْلِم من غِير مُسوغ شرعِي .
قَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ } [ رَواهُ البُخَارِي ]
وَقَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا } [ رواهُ البُخَارِي ] .
وَقَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ ، مَنْصُورٌ الشَّاكُّ إِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبعِينَ عَامًا } [ رواهُ الإمام أحمد ] .
وقَالَ تَعالى : { مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } [ المائِدة:32 ]
حُقوق غِير المُسْلَمِينَ فِي البلاد الإسْلَامِيةَ :
{ ساوى الإسْلَامِ بِينَ المُسْلَمِينَ وَغِيرهُم فِي الحُقوقِ وَالوَاجِبات ، وَقررَ أن الذَمِيين فِي أي بلد إسْلَامِي أو فِي أي بلد خَاضِع للمُسْلَمِينَ ، لَهُم مَا للمُسْلَمِينَ مِنْ حُقوق ، وَعلِيهُم مَا عَلى المُسْلَمِينَ ، وَيَجب عَلى الدولة أن تُقاتِل عنهم كما تُقاتل عن رَعاياها المُسْلَمِينَ ، وَتُطبق عَلِيهم القوانِينَ القضائِية التِي تُطبق عَلى هَؤلاء إلا مَا تعلقَ مِنهَا بِشؤون الدِين فتحكم فِيه عقائدهم وَشرائعهُم ، فلا توقع علِيهم الحدود الإسْلَامِية فِيما لا يحرمونهُ ، ولا يدعون إلى القضاء فِي أيام أعيادهم لقولِهِ صلى الله عليه وسلم : أنتم يا يهود علِيكم خاصة ألا تعدوا فِي السبت } [ حُقوق الإنسانِ فِي الإسْلَامِ ص 21 - 22 ]
وَفِي مُعاملة الذمِيين :
قَالَ تعالى : { لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } [ الممتحنة:8 ]
وَقَالَ صلى اللهُ عَلِيه وَسلم : { إلا من ظلم معاهدا أو انتقصه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس ؛ فأنا حجيجه يوم القيامة } [ حسنهُ الألبانِي ]
وَقَالَ الرَسُول صلى اللهُ علِيهِ وَسلم : { إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحِلَّ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتَ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا بِإِذْنٍ وَلَا ضَرْبَ نِسَائِهِمْ وَلَا أَكْلَ ثِمَارِهِمْ } [ رواهُ أبو داود ]
{ وَكذلك فإن الفُقهاء قرروا أن يعامل أهل الذِمة فِي البِيوع وَالتجارات وَسائِر العقود وَالمُعاملات المالِية كالمُسْلَمِينَ ولم يستثنوا مِنْ ذلك إلا عقد الرِبا فإنهُ مُحرم علِيهُم كالمُسْلَمِينَ ، أما غِير ذَلِك فِي تعاقدهم مع غِيرهم ، أو عملهم وَكسبهم لِحسابِ انفُسِهم وَمزاولة مَا يختارونهُ مِنْ المِهن الحرة وَمُباشرة كُل ما يريدون مُباشرتهُ مِنْ ألوان النَشاط الإقتِصادِي فهذا مِنْ صَمِيم حقهم الذِي منحهُ الإسْلَامِ لهم ، وجعلهم فِي ذَلك شأنهم كشأن المُسْلَمِينَ } [ العدل والتَسامح الإسْلَامِي ص 71 بتصرف ] .
وَاسأل الله تعالى ان تكونوا استفدتم من هذا الموضوع .. وصلى اللهم على سِيدنا مُحمد وعلى آلهِ وصحبهِ اجمعِين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهم حُقوقَ الإنسانِ فِي الإسْلَامِ :
تَمِيزت حُقوقَ الإنسانِ فِي الإسْلَامِ بأنها كامِلةً وتامة وشاملِة .
ومِنْ أهم الحُقوقَ الإنسانِية مَا يلِي :
1- العدل :
قَالَ تَعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [ النحل:90 ]
وقَالَ سُبحانهُ : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ المائِدة:8 ]
وقَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَليِهِ وَسلمَ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَتْ ، لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا } [ رواهُ البُخَارِي ] ..
2- دفع الظُلمِ :
حث الإسْلَامِ على نُصرة المظلومِ ودفع الظُلمِ عنهُ .
عن البراء بن عازب رَضِيَ اللهُ عنه قَالَ : أمرنَا الرَسُولَ صلى اللهُ عَلِيهِ وسلم بِسبع وَذَكرَ مِنهَا : { نُصر المظلومِ } [ رواهُ البُخَارِي ]
وَقَالَ الرَسُولَ صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ } [ رَواهُ البُخَارِي ]
3- المُسَاواة :
خَلَقَ اللهُ سُبحانهُ وتعالى النَاسَ وجَعلهُم مُتساوِينَ فِي كُلِ شيء .
قَالَ الرَسُولَ صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَا إِنَّ رَبكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَباكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، إِلَّا بالتَّقْوَى } [ رواهُ أحمد فِي مُسْنَدِهِ ]
وَقَالَ تَعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [ النِساء:1 ]
4- حق الحَياة :
لا يَجُوز قتل المُسْلِم وَغِير المُسْلِم من غِير مُسوغ شرعِي .
قَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ } [ رَواهُ البُخَارِي ]
وَقَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا } [ رواهُ البُخَارِي ] .
وَقَالَ الرَسُول صلى اللهُ عَلِيهِ وَسلم : { مَنْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ ، مَنْصُورٌ الشَّاكُّ إِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبعِينَ عَامًا } [ رواهُ الإمام أحمد ] .
وقَالَ تَعالى : { مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } [ المائِدة:32 ]
حُقوق غِير المُسْلَمِينَ فِي البلاد الإسْلَامِيةَ :
{ ساوى الإسْلَامِ بِينَ المُسْلَمِينَ وَغِيرهُم فِي الحُقوقِ وَالوَاجِبات ، وَقررَ أن الذَمِيين فِي أي بلد إسْلَامِي أو فِي أي بلد خَاضِع للمُسْلَمِينَ ، لَهُم مَا للمُسْلَمِينَ مِنْ حُقوق ، وَعلِيهُم مَا عَلى المُسْلَمِينَ ، وَيَجب عَلى الدولة أن تُقاتِل عنهم كما تُقاتل عن رَعاياها المُسْلَمِينَ ، وَتُطبق عَلِيهم القوانِينَ القضائِية التِي تُطبق عَلى هَؤلاء إلا مَا تعلقَ مِنهَا بِشؤون الدِين فتحكم فِيه عقائدهم وَشرائعهُم ، فلا توقع علِيهم الحدود الإسْلَامِية فِيما لا يحرمونهُ ، ولا يدعون إلى القضاء فِي أيام أعيادهم لقولِهِ صلى الله عليه وسلم : أنتم يا يهود علِيكم خاصة ألا تعدوا فِي السبت } [ حُقوق الإنسانِ فِي الإسْلَامِ ص 21 - 22 ]
وَفِي مُعاملة الذمِيين :
قَالَ تعالى : { لاَّ يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } [ الممتحنة:8 ]
وَقَالَ صلى اللهُ عَلِيه وَسلم : { إلا من ظلم معاهدا أو انتقصه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس ؛ فأنا حجيجه يوم القيامة } [ حسنهُ الألبانِي ]
وَقَالَ الرَسُول صلى اللهُ علِيهِ وَسلم : { إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُحِلَّ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتَ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا بِإِذْنٍ وَلَا ضَرْبَ نِسَائِهِمْ وَلَا أَكْلَ ثِمَارِهِمْ } [ رواهُ أبو داود ]
{ وَكذلك فإن الفُقهاء قرروا أن يعامل أهل الذِمة فِي البِيوع وَالتجارات وَسائِر العقود وَالمُعاملات المالِية كالمُسْلَمِينَ ولم يستثنوا مِنْ ذلك إلا عقد الرِبا فإنهُ مُحرم علِيهُم كالمُسْلَمِينَ ، أما غِير ذَلِك فِي تعاقدهم مع غِيرهم ، أو عملهم وَكسبهم لِحسابِ انفُسِهم وَمزاولة مَا يختارونهُ مِنْ المِهن الحرة وَمُباشرة كُل ما يريدون مُباشرتهُ مِنْ ألوان النَشاط الإقتِصادِي فهذا مِنْ صَمِيم حقهم الذِي منحهُ الإسْلَامِ لهم ، وجعلهم فِي ذَلك شأنهم كشأن المُسْلَمِينَ } [ العدل والتَسامح الإسْلَامِي ص 71 بتصرف ] .
وَاسأل الله تعالى ان تكونوا استفدتم من هذا الموضوع .. وصلى اللهم على سِيدنا مُحمد وعلى آلهِ وصحبهِ اجمعِين .