(5) قصة سيدنا إبراهيم وتحطيم الأصنام : ــ
ــ يقول تسدال : ــ
ـــ والآن لنكمل القصة من مدراش رباه والتي تحكي عن أن إسماعيل تزوج أخرى ــ ترى ما هو إسمها ؟
ــ يقول تسدال : ــ
() قصة إنقاذ إبراهيم من نار نمرود:
لم ترد هذه القصة في مكان واحد في القرآن، بل وردت مفرَّقةً مشتَّةً في سُور كثيرة، فوردت في سورة البقرة 2: 260 وفي سورة الأنعام 6: 74-84 وفي سورة مريم 19: 41-50 وفي سورة الأنبياء 21: 51-72 وفي سورة الشعراء 26: 69-79؛ وفي سورة العنكبوت 29: 16؛ وفي سورة الصافات 37: 83-112؛ وفي سورة الزخرف 43: 26-28؛وفي سورة الممتحنة 60: 4؛ وفي غيرها. ولكن من يقرأ قصة إبراهيم في أوائل كتاب »قصص الأنبياء« أو كتاب »عرائس المجالس« (أو في غيرهما) يجد أن جميع هذه القصص الواردة في القرآن أو في الأحاديث مأخوذة من أحد كتب اليهود المسمى »مدراش رباه«. ولبرهنة ذلك نورد أولاً هذه القصة بنصها كما وردت في القرآن و»عرائس المجالس« وغيره ثم نوردها بنصها من الكتاب اليهودي المذكور أعلاه، ثم نقارن هاتين الروايتين الواحدة بالأخرى فينجلي الحق.
قال أبو الفداء في كتابه »التواريخ القديمة من المختصر في أخبار البشر«:
»كان آزر أبو إبراهيم يصنع الأصنام ويعطيها لإبراهيم ليبيعها، فكان إبراهيم يقول: من يشتري ما يضره ولا ينفعه؟ ثم لما أمر الله إبراهيم أن يدعو قومه إلى التوحيد، دعا أباه فلم يُجبه، ودعا قومه. فلما فشل أمره واتصل بنمرود بن كوش وهو ملك تلك البلاد.. أخذ نمرود إبراهيم الخليل ورماه في نار عظيمة، فكانت النار عليه برداً وسلاماً، وخرج إبراهيم من النار بعد أيام، ثم آمن به رجالٌ من قومه«.
وورد في »عرائس المجالس«: »لما خرج إبراهيم قبل ذلك من المغارة في الليل رأى الكواكب قبل أن رأى القمر، فقال: »هذا ربي«. »فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي. فلما أفل قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي. فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر (لأنه رأى ضوءها أعظم) فلما أفلت قال يا قوم أني بريء مما تشركون. إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين« (الأنعام 6: 76-79).
قالوا: وكان أبوه يصنع الأصنام، فلما ضمَّ إبراهيم إلى نفسه جعل يصنع الأصنام ويعطيها لإبراهيم ليبيعها، فيذهب بها إبراهيم، فينادي: من يشتري ما يضرُّ ولا ينفع؟ فلا يشتري أحدٌ منه. فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر فضرب رؤوسها وقال لها: »اشربي. كسَدْتي« استهزاءً بقومه وبما هم عليه من الضلالة والجهالة، حتى فشا عيبه واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته، فحاجَّه قومه في دينه، فقال: »أتحاجّونني في الله وقد هداني؟.. وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء. إن ربك حكيم عليم« (سورة الأنعام 6: 80 و83) حتى خصمهم وغلبهم بالحُجة. ثم أن إبراهيم دعا آباه آزر إلى دينه »فقال يا أبت لِمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً؟« (سورة مريم 19: 42) إلى آخر القصة. فأبى أبوه الإجابة إلى ما دعاه إليه، ثم أن إبراهيم جاهر قومه بالبراءة مما كانوا يعبدون، وأظهر دينه »قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون؟ فإنهم عدو لي إلا رب العالمين« (سورة الشعراء 26: 75-77) قالوا: فمن تعبد أنت؟ قال: رب العالمين. قالوا: تعني نمرود؟ فقال: لا، الذي خلقني فهو يهدين. إلى آخر القصة. ففشا ذلك في الناس حتى بلغ نمرود الجبار، فدعاه فقال له: يا إبراهيم، أرأيت إلهك الذي بعثك وتدعو إلى عبادته وتذكر من قدرته التي تعظمه بها على غيره ما هو؟ قال إبراهيم: »ربي الذي يحيي ويميت« (سورة البقرة 2: 258) فقال نمرود: أنا أحيي وأميت. قال إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ قال: آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمتُّه، ثم أعفو عن الآخر فأكون قد أحييته. فقال له إبراهيم عند ذلك: »إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْتِ بها من المغرب« (سورة البقرة 2: 258) فبُهت عند ذلك نمرود ولم يُجبه.
وبعد ذلك لما أزف وقت وليمة قومه السنوية خرجوا جميعهم من المدينة، فرجع إبراهيم إلى المدينة لحاجة، وكسر أصنامهم جذاذاً، كما ورد في هذه العبارة الآتية من هذا الكتاب: »إذا هم قد جعلوا طعاماً فوضعوه بين يدي الآلهة وقالوا: إذا كان حين رجوعنا فرجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا أكلنا. فلما نظر إبراهيم إلى الأصنام وإلى ما بين أيديهم من الطعام، قال لهم على طريق الاستهزاء: »ألا تأكلون؟« فلما لم تجبه. قال: »ما لكم لا تنطقون؟ فراغ عليهم ضرباً باليمين« (سورة الصافات 37: 91 و92) وجعل يكسرهن بفأس في يده حتى لم يبق إلا الصنم الأكبر، فعلق الفأس في عنقه ثم خرج. فذلك قوله: »فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون« (سورة الأنبياء 21: 58) فلما جاء القوم من عبيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوها بتلك الحالة: »قالوا من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين. قالوا: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم« (سورة الأنبياء 21: 59 و60) هو الذي نظنه صنع هذا. فبلغ ذلك نمرود الجبار وأشراف قومه »قالوا: فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون« (سورة الأنبياء 21: 61) عليه أنه هو الذي فعل ذلك. وكرهوا أن يأخذوه بغير بيِّنة (قاله قتادة والسُّدي). وقال الضحاك: لعلهم يشهدون بما نصنع به ونعاقبه. فلما أحضروه قالوا له: »أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال إبراهيم: بل فعله كبيرهم هذا. غضب من أن تعبدوا معه هذه الأصنام الصغار وهو أكبر منها فكسرهن، فاسألوهم إن كانوا ينطقون« (سورة الأنبياء 21: 62 و63) قال النبي: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، كلها في الله تعالى. قوله: »إني سقيم« (سورة الصافات 37: 89) وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله للملك الذي عرض لسارة: هي أختي. فلما قال لهم إبراهيم ذلك رجعوا إلى نفوسهم فقالوا: »إنكم أنتم الظالمون« (سورة الأنبياء 21: 64) هذا الرجل في سؤالكم إياه، وهذه آلهتكم التي فعل بها ما فعل حاضرة، فاسألوها. وذلك قول إبراهيم: »فاسألوهم إن كانوا ينطقون« (سورة الأنبياء 21: 63) فلما اتجهت الحجة عليهم لإبراهيم قال لهم: »أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم؟ أف لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون؟« (سورة الأنبياء 21: 66 و67) فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب »قالوا: حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين« (الأنبياء 21: 68). قال عبد الله بن عمر: إن الذي أشار عليهم بتحريق إبراهيم بالنار رجل من الأكراد. قال شعيب الجبائي: اسمه ضينون، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. فلما أجمع نمرود وقومه على إحراق إبراهيم حبسوه في بيت وبنوا له بنياناً كالحظيرة، فذلك قوله: »قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم« (سورة الصافات 37: 97) ثم جمعوا له من أصلب الحطب وأضاف الخشب«.
ثم ذكر المؤلف كيف أن الله وقى إبراهيم بنعمته من حرارة النار، وخرج منها سالما غانماً. ثم قال: وفي الخبر إن إبراهيم إنما نجا بقوله »حسبي الله، عليه يتوكل المتوكلون« (سورة الزمر 39: 38) »حسبنا الله ونعم الوكيل« (سورة آل عمران 3: 173). قال الله: »يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم« (سورة الأنبياء 21: 69) .
لم ترد هذه القصة في مكان واحد في القرآن، بل وردت مفرَّقةً مشتَّةً في سُور كثيرة، فوردت في سورة البقرة 2: 260 وفي سورة الأنعام 6: 74-84 وفي سورة مريم 19: 41-50 وفي سورة الأنبياء 21: 51-72 وفي سورة الشعراء 26: 69-79؛ وفي سورة العنكبوت 29: 16؛ وفي سورة الصافات 37: 83-112؛ وفي سورة الزخرف 43: 26-28؛وفي سورة الممتحنة 60: 4؛ وفي غيرها. ولكن من يقرأ قصة إبراهيم في أوائل كتاب »قصص الأنبياء« أو كتاب »عرائس المجالس« (أو في غيرهما) يجد أن جميع هذه القصص الواردة في القرآن أو في الأحاديث مأخوذة من أحد كتب اليهود المسمى »مدراش رباه«. ولبرهنة ذلك نورد أولاً هذه القصة بنصها كما وردت في القرآن و»عرائس المجالس« وغيره ثم نوردها بنصها من الكتاب اليهودي المذكور أعلاه، ثم نقارن هاتين الروايتين الواحدة بالأخرى فينجلي الحق.
قال أبو الفداء في كتابه »التواريخ القديمة من المختصر في أخبار البشر«:
»كان آزر أبو إبراهيم يصنع الأصنام ويعطيها لإبراهيم ليبيعها، فكان إبراهيم يقول: من يشتري ما يضره ولا ينفعه؟ ثم لما أمر الله إبراهيم أن يدعو قومه إلى التوحيد، دعا أباه فلم يُجبه، ودعا قومه. فلما فشل أمره واتصل بنمرود بن كوش وهو ملك تلك البلاد.. أخذ نمرود إبراهيم الخليل ورماه في نار عظيمة، فكانت النار عليه برداً وسلاماً، وخرج إبراهيم من النار بعد أيام، ثم آمن به رجالٌ من قومه«.
وورد في »عرائس المجالس«: »لما خرج إبراهيم قبل ذلك من المغارة في الليل رأى الكواكب قبل أن رأى القمر، فقال: »هذا ربي«. »فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي. فلما أفل قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي. فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر (لأنه رأى ضوءها أعظم) فلما أفلت قال يا قوم أني بريء مما تشركون. إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين« (الأنعام 6: 76-79).
قالوا: وكان أبوه يصنع الأصنام، فلما ضمَّ إبراهيم إلى نفسه جعل يصنع الأصنام ويعطيها لإبراهيم ليبيعها، فيذهب بها إبراهيم، فينادي: من يشتري ما يضرُّ ولا ينفع؟ فلا يشتري أحدٌ منه. فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر فضرب رؤوسها وقال لها: »اشربي. كسَدْتي« استهزاءً بقومه وبما هم عليه من الضلالة والجهالة، حتى فشا عيبه واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته، فحاجَّه قومه في دينه، فقال: »أتحاجّونني في الله وقد هداني؟.. وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء. إن ربك حكيم عليم« (سورة الأنعام 6: 80 و83) حتى خصمهم وغلبهم بالحُجة. ثم أن إبراهيم دعا آباه آزر إلى دينه »فقال يا أبت لِمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً؟« (سورة مريم 19: 42) إلى آخر القصة. فأبى أبوه الإجابة إلى ما دعاه إليه، ثم أن إبراهيم جاهر قومه بالبراءة مما كانوا يعبدون، وأظهر دينه »قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون؟ فإنهم عدو لي إلا رب العالمين« (سورة الشعراء 26: 75-77) قالوا: فمن تعبد أنت؟ قال: رب العالمين. قالوا: تعني نمرود؟ فقال: لا، الذي خلقني فهو يهدين. إلى آخر القصة. ففشا ذلك في الناس حتى بلغ نمرود الجبار، فدعاه فقال له: يا إبراهيم، أرأيت إلهك الذي بعثك وتدعو إلى عبادته وتذكر من قدرته التي تعظمه بها على غيره ما هو؟ قال إبراهيم: »ربي الذي يحيي ويميت« (سورة البقرة 2: 258) فقال نمرود: أنا أحيي وأميت. قال إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ قال: آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمتُّه، ثم أعفو عن الآخر فأكون قد أحييته. فقال له إبراهيم عند ذلك: »إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْتِ بها من المغرب« (سورة البقرة 2: 258) فبُهت عند ذلك نمرود ولم يُجبه.
وبعد ذلك لما أزف وقت وليمة قومه السنوية خرجوا جميعهم من المدينة، فرجع إبراهيم إلى المدينة لحاجة، وكسر أصنامهم جذاذاً، كما ورد في هذه العبارة الآتية من هذا الكتاب: »إذا هم قد جعلوا طعاماً فوضعوه بين يدي الآلهة وقالوا: إذا كان حين رجوعنا فرجعنا وقد باركت الآلهة في طعامنا أكلنا. فلما نظر إبراهيم إلى الأصنام وإلى ما بين أيديهم من الطعام، قال لهم على طريق الاستهزاء: »ألا تأكلون؟« فلما لم تجبه. قال: »ما لكم لا تنطقون؟ فراغ عليهم ضرباً باليمين« (سورة الصافات 37: 91 و92) وجعل يكسرهن بفأس في يده حتى لم يبق إلا الصنم الأكبر، فعلق الفأس في عنقه ثم خرج. فذلك قوله: »فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون« (سورة الأنبياء 21: 58) فلما جاء القوم من عبيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوها بتلك الحالة: »قالوا من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين. قالوا: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم« (سورة الأنبياء 21: 59 و60) هو الذي نظنه صنع هذا. فبلغ ذلك نمرود الجبار وأشراف قومه »قالوا: فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون« (سورة الأنبياء 21: 61) عليه أنه هو الذي فعل ذلك. وكرهوا أن يأخذوه بغير بيِّنة (قاله قتادة والسُّدي). وقال الضحاك: لعلهم يشهدون بما نصنع به ونعاقبه. فلما أحضروه قالوا له: »أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال إبراهيم: بل فعله كبيرهم هذا. غضب من أن تعبدوا معه هذه الأصنام الصغار وهو أكبر منها فكسرهن، فاسألوهم إن كانوا ينطقون« (سورة الأنبياء 21: 62 و63) قال النبي: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، كلها في الله تعالى. قوله: »إني سقيم« (سورة الصافات 37: 89) وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله للملك الذي عرض لسارة: هي أختي. فلما قال لهم إبراهيم ذلك رجعوا إلى نفوسهم فقالوا: »إنكم أنتم الظالمون« (سورة الأنبياء 21: 64) هذا الرجل في سؤالكم إياه، وهذه آلهتكم التي فعل بها ما فعل حاضرة، فاسألوها. وذلك قول إبراهيم: »فاسألوهم إن كانوا ينطقون« (سورة الأنبياء 21: 63) فلما اتجهت الحجة عليهم لإبراهيم قال لهم: »أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم؟ أف لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون؟« (سورة الأنبياء 21: 66 و67) فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب »قالوا: حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين« (الأنبياء 21: 68). قال عبد الله بن عمر: إن الذي أشار عليهم بتحريق إبراهيم بالنار رجل من الأكراد. قال شعيب الجبائي: اسمه ضينون، فخسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. فلما أجمع نمرود وقومه على إحراق إبراهيم حبسوه في بيت وبنوا له بنياناً كالحظيرة، فذلك قوله: »قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم« (سورة الصافات 37: 97) ثم جمعوا له من أصلب الحطب وأضاف الخشب«.
ثم ذكر المؤلف كيف أن الله وقى إبراهيم بنعمته من حرارة النار، وخرج منها سالما غانماً. ثم قال: وفي الخبر إن إبراهيم إنما نجا بقوله »حسبي الله، عليه يتوكل المتوكلون« (سورة الزمر 39: 38) »حسبنا الله ونعم الوكيل« (سورة آل عمران 3: 173). قال الله: »يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم« (سورة الأنبياء 21: 69) .
وبما أننا أوردنا هذه القصة بحذافيرها من القرآن والأحاديث علينا أن نوردها من كتب اليهود، ونقارن بين هذه القصة المتواترة بين اليهود وبين ما ذكر أعلاه، ليظهر الفرق بينها:
ورد في »مدراش رباه« (فصل 17 في تفسير تكوين 15: 7): »إن تارح كان يصنع الأصنام، فخرج مرة إلى محل ما وأناب عنه إبراهيم في بيعها، فإذا أتى أحد يريد الشراء كان إبراهيم يقول له: كم عمرك؟ فيقول له: عمري خمسون أو ستون سنة، فكان إبراهيم يقول له: ويل لمن كان عمره ستين سنة ويرغب في عبادة الشيء الذي لم يظهر في حيز الوجود إلا منذ أيام قليلة. فكان يعتري الرجل الخجل وينصرف إلى حال سبيله. ومرة أتت امرأة وفي يدها صحن دقيق قمح، وقالت له: يا هذا، ضع هذا أمامهم. فقام وأخذ عصا في يده وكسرها كلها جذاذاً ووضع العصا في يد كبيرهم. فلما أتى أبوه قال له: من فعل بهم كذلك؟ فقال له إبراهيم: لا أخفي عليك شيئاً. إن امرأة أتت ومعها صحن دقيق قمح وقالت لي: يا هذا ضع هذا أمامهم. فوضعته أمامهم، فقال هذا: أريد أن آكل أولاً، وقال ذلك: أريد أنا أن آكل أولاً. فقام كبيرهم وأخذ العصا وكسرهم. فقال له أبوه: لماذا تلفق عليَّ خرافة؟ فهل هذه الأصنام تدرك وتعقل؟ فقال له إبراهيم: ألا تسمع أذناك ما تتكلم به شفتاك؟ فألقى والده القبض عليه وسلَّمه إلى نمرود، فقال له نمرود: فلنعبد النار. فقال له إبراهيم: فلنعبد المياه التي تطفئ النار. فقال له نمرود: فلنعبد المياه: فقال له إبراهيم: إذا كان الأمر كذلك فلنعبد السحاب الذي يجيء بالمياه. فقال له نمرود: فلنعبد السحاب، فقال له إبراهيم: إذا كان الأمر كذلك فلنعبد الرياح التي تسوق السحاب. فقال له نمرود: فلنعبد الرياح. فقال له إبراهيم: فلنعبد الإنسان الذي يقاوم الرياح. فقال له نمرود: إذا كان مرادك المحاولة فأنا لا أعبد إلا النار، وها أنا ألقيك في وسطها، وليأت الله الذي تعبده وينقذك منها. ونزل إبراهيم في أتون النار ونجا«.
فإذا قارنا هذه الخرافة اليهودية بالحكاية الواردة في القرآن عن إبراهيم لا نجد بينهما سوى فرقاً طفيفاً جداً، سببه أن محمداً لم يطالع هذه القصة في كتاب ما، بل سمعها شفاهاً من اليهود. ومما يؤيد هذا أن القرآن ذكر أن اسم أب إبراهيم هو »آزر« (سورة الأنعام 6: 74) مع أن اسم أبيه في »مدراش رباه« وفي خمسة أسفار موسى هو تارح. ولكن قال يوسابيوس (المؤرخ اليوناني الذي تُرجم تاريخه إلى اللغة السريانية) إن اسم أب إبراهيم هو »آثر« وهو خطأ مبين. والأرجح أن هذا الخطأ نشأ عن تسمية اليهود له في بعض الأحيان »زارح«. وبما أن محمداً كان قد سافر إلى بلاد الشام فيمكن أنه سمع بعضهم يسميه »آثر«. ولما لم يتذكر صحته تماماً قال إن أبا إبراهيم هو »آزر«. ولهذا السبب يكتب الفرس هذا الاسم »آزر« ويلفظونه كأنه مشتق من لغة الفرس القديمة. ومعنى آزر بالفارسية القديمة »نار«. وفي اللغة الكلدانية »النار«.
فإذا قارنا هذه الخرافة اليهودية بالحكاية الواردة في القرآن عن إبراهيم لا نجد بينهما سوى فرقاً طفيفاً جداً، سببه أن محمداً لم يطالع هذه القصة في كتاب ما، بل سمعها شفاهاً من اليهود. ومما يؤيد هذا أن القرآن ذكر أن اسم أب إبراهيم هو »آزر« (سورة الأنعام 6: 74) مع أن اسم أبيه في »مدراش رباه« وفي خمسة أسفار موسى هو تارح. ولكن قال يوسابيوس (المؤرخ اليوناني الذي تُرجم تاريخه إلى اللغة السريانية) إن اسم أب إبراهيم هو »آثر« وهو خطأ مبين. والأرجح أن هذا الخطأ نشأ عن تسمية اليهود له في بعض الأحيان »زارح«. وبما أن محمداً كان قد سافر إلى بلاد الشام فيمكن أنه سمع بعضهم يسميه »آثر«. ولما لم يتذكر صحته تماماً قال إن أبا إبراهيم هو »آزر«. ولهذا السبب يكتب الفرس هذا الاسم »آزر« ويلفظونه كأنه مشتق من لغة الفرس القديمة. ومعنى آزر بالفارسية القديمة »نار«. وفي اللغة الكلدانية »النار«.
قال علماء المسلمين في تفنيد هذا الاعتراض إن ما ذكرتموه يساعدنا مساعدة عظمى على تأييد صحة الإسلام، لأن محمداً لم ينتحل هذه القصة من اليهود ولا من النصارى، بل أنزلها عليه جبريل بالوحي. وبما أن اليهود الذين هم ذرية إبراهيم خليل الله قبلوها، فشهادتهم تؤيد وتصدق على عبارة القرآن في هذه القضية.
غير أن المعترضين المنتقدين ردوا بأنه لم يعتقد بصحة هذه القصةإلا عوام اليهود، أما كل عالِم مدقق فيعرف أن منشأ هذه الخرافة هو الاشتباه واللبس والخطأ، فإن أساس هذه القصة مبني على ما جاء في سفر التكوين، حيث قال الله لإبراهيم: »أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين« (تكوين 15: 7). ومعنى أور بلغة البابليين القديمة »مدينة«. وجاءت جزءاً من كلمة »أورشليم« ومعناها »مدينة شليم« أي »مدينة إله السلام«. واسم أور الكلدانيين الآن »المغيَّر« وكان إبراهيم أولاً ساكناً في هذه المدينة. ولكن توجد في اللغة العبرية والأرامية والكلدانية لفظة أخرى وهي »أَوْر« تشبه »أور« في النطق والكتابة، غير أن معنى »أور« في اللغة العبرية »النور«.
وبعد تدوين التوراة بسنين عديدة جاء مفسرٌ يهودي، اسمه يوناثان بن عزييل، لم تكن له أدنى معرفة بلغة البابليين القديمة، وأخذ يترجم هذه الآية إلى اللغة الكلدانية، فقال: »أنا الرب الذي أخرجك من تنور نار الكلدانيين«! وقال هذا المفسر الجاهل في تفسيره على تكوين 11: 38 »لما طرح نمرود إبراهيم في أتون النار لامتناعه عن السجود لأصنامه لم يؤذن للنار أن تضره«.
ومثَل هذا المفسر في الخطأ الذي ارتكبه كمثَل إنسان قرأ في إحدى الجرائد الإنجليزية أن »الرات« أي الفأر نقل الكوليرا إلى المركب. فبدل أن يترجم »الرات« بالفأر (لأن هذا هو معناها باللغة الإنجليزية) ظن أن »الرات« هو الرجل العظيم، فقال إن الرجل العظيم نقل الكوليرا.. إلخ، لأن »الرات« باللغة العربية هي الرجل العظيم، ولم يدر أن الكلمة التي ترجمها أجنبية. فلا عجب من وقوع الجاهل في مثل هذا الغلط الذي بُنيت عليه القصة.
وبعد تدوين التوراة بسنين عديدة جاء مفسرٌ يهودي، اسمه يوناثان بن عزييل، لم تكن له أدنى معرفة بلغة البابليين القديمة، وأخذ يترجم هذه الآية إلى اللغة الكلدانية، فقال: »أنا الرب الذي أخرجك من تنور نار الكلدانيين«! وقال هذا المفسر الجاهل في تفسيره على تكوين 11: 38 »لما طرح نمرود إبراهيم في أتون النار لامتناعه عن السجود لأصنامه لم يؤذن للنار أن تضره«.
ومثَل هذا المفسر في الخطأ الذي ارتكبه كمثَل إنسان قرأ في إحدى الجرائد الإنجليزية أن »الرات« أي الفأر نقل الكوليرا إلى المركب. فبدل أن يترجم »الرات« بالفأر (لأن هذا هو معناها باللغة الإنجليزية) ظن أن »الرات« هو الرجل العظيم، فقال إن الرجل العظيم نقل الكوليرا.. إلخ، لأن »الرات« باللغة العربية هي الرجل العظيم، ولم يدر أن الكلمة التي ترجمها أجنبية. فلا عجب من وقوع الجاهل في مثل هذا الغلط الذي بُنيت عليه القصة.
ولكن هل يمكن أن نصدق أن النبي الحقيقي يتوهَّم هذه الخرافة ويدوِّنها في كتابه ثم يدَّعي أن كتابه منزَل من عند الله، وأن الدليل على ذلك هو أنه يتطابق مع كتب اليهود الموحى بها؟ وبصرف النظر عن كل ذلك فنمرود الجبار (حسب كلام موسى الوارد في سفر التكوين) لم يكن في أيام إبراهيم، بل كان قبل مولد إبراهيم بأجيال عديدة. ومع أن اسم نمرود ورد في الأحاديث والتفاسير الإسلامية، إلا أنه لم يرد في هذه القصة الواردة في القرآن ذاته. وواضحٌ أن الذي أدخل اسم نمرود في القصة جاهل بالكتابة والتاريخ، شأنه شأن من يقول إن الإسكندر ذا القرنين ألقى عثمان أحد سلاطين العثمانيين في النار، ولم يقل ذلك إلا لأنه يجهل مقدار الزمان بين الإسكندر وعثمان، ولأنه لم يدرِ أن عثمان لم يُلقَ في النار مطلقاً.
وبالبحث في مدراش رباه وجدنا القصة كاملة : ــ
Terah, the father of Abraham and Haran, was a dealer in images as well as a worshiper of them. Once when he was away he gave Abraham his stock of graven images to
sell in his absence. In the course of the day an elderly man came to make a purchase. Abraham asked him his age, and the man gave it as between fifty and sixty years. Abraham taunted him with want of sound sense in calling the work of another man's hand, produced perhaps in a few hours, his god; the man laid the words of Abraham to heart and gave up idol-worship. Again, a woman came with a handful of fine flour to offer to Terah's idols, which were now in charge of Abraham. He took a stick and broke all the images except the largest one, in the hand of which he placed the stick which had worked this wholesale destruction. When his father returned and saw the havoc committed on his "gods" and property he demanded an explanation from his son whom he had left in charge. Abraham mockingly explained that when an offering of fine flour was brought to these divinities they quarreled with one another as to who should be the recipient, when at last the biggest of them, being angry at the altercation, took up a stick to chastise the offenders, and in so doing broke them all up. Terah, so far from being satisfied with this explanation, understood it as a piece of mockery, and when he learned also of the customers whom Abraham had lost him during his management he became very incensed, and drove Abraham out of his house and handed him over to Nimrod. Nimrod suggested to Abraham that, since he had refused to worship his father's idols because of their want of power, he should worship fire, which is very powerful. Abraham pointed out that water has power over fire. "Well," said Nimrod, "let us declare water god." "But," replied Abraham, "the clouds absorb the water; and even they are dispersed by the wind." "Then let us declare the wind our god." "Bear in mind," continued Abraham, "that man is stronger than wind, and can resist it and stand against it."
Nimrod, becoming weary of arguing with Abraham, decided to cast him before his god--fire--and challenged Abraham's deliverance by the God of Abraham, but God saved him out of the fiery furnace.
sell in his absence. In the course of the day an elderly man came to make a purchase. Abraham asked him his age, and the man gave it as between fifty and sixty years. Abraham taunted him with want of sound sense in calling the work of another man's hand, produced perhaps in a few hours, his god; the man laid the words of Abraham to heart and gave up idol-worship. Again, a woman came with a handful of fine flour to offer to Terah's idols, which were now in charge of Abraham. He took a stick and broke all the images except the largest one, in the hand of which he placed the stick which had worked this wholesale destruction. When his father returned and saw the havoc committed on his "gods" and property he demanded an explanation from his son whom he had left in charge. Abraham mockingly explained that when an offering of fine flour was brought to these divinities they quarreled with one another as to who should be the recipient, when at last the biggest of them, being angry at the altercation, took up a stick to chastise the offenders, and in so doing broke them all up. Terah, so far from being satisfied with this explanation, understood it as a piece of mockery, and when he learned also of the customers whom Abraham had lost him during his management he became very incensed, and drove Abraham out of his house and handed him over to Nimrod. Nimrod suggested to Abraham that, since he had refused to worship his father's idols because of their want of power, he should worship fire, which is very powerful. Abraham pointed out that water has power over fire. "Well," said Nimrod, "let us declare water god." "But," replied Abraham, "the clouds absorb the water; and even they are dispersed by the wind." "Then let us declare the wind our god." "Bear in mind," continued Abraham, "that man is stronger than wind, and can resist it and stand against it."
Nimrod, becoming weary of arguing with Abraham, decided to cast him before his god--fire--and challenged Abraham's deliverance by the God of Abraham, but God saved him out of the fiery furnace.
ــ حسناً ولو جلسنا نقول مراراً وتكراراً أن هذا لا يضير القرآن الكريم في شيء .. فلعل المدراش له مصدر آخر ينقل عنه وأن ما يقوله ليس خطأ .. بل هو ماحدث بالفعل ولذا فقد ذكره القرآن .. وبالطبع نلاحظ عدم التفات القرآن الكريم إلى تفاصيل (الطبق ــ المحل ــ السؤال عن العمر إلخ ) من التفاصيل .. كل ذلك لن يلتفت إليه هؤلاء أمثال صديقنا aymen بل سيقيموا الدنيا ويقعدوها .. ويهللوا قائلين : ــ ها هو القرآن قد اقتبس من مدراش رباه !!
ـــ ونقول لهم مهلاً يا ببغاوات !! ... أنظروا ماذا وجدنا في مدراش رباه وفي شرح سفر التكوين أيضاً : ــ
Ishmael sent for and took a wife of the daughters of Moab, and A’isha was her
name.295 Three years later, Abraham wanted to visit Ishmael, his son, and he swore to
Sarah that he would not descend from the camel in the place where Ishmael lived.
. He arrived at midday and found [Ishmael’s] wife. He asked her, “Where is
Ishmael?” She answered, “He has gone out with his mother to herd the camels in the
desert.” He said to her, “Give me a little water and a little bread for I am exhausted from
my desert journey.” Replied she, “There is no bread or water.”
4c. He said to her, “When Ishmael comes back from the desert tell him ‘An old man
from the Land of Canaan came to see you’. And tell him, ‘Replace the threshold of your
home for it is not good.’” And he left.
الترجمة : ــ
ــ أرسل إسماعيل ليتخذ زوجة من بنات موآب وكان إسمها عائشة ... وبعد ثلاث سنوات أراد إبراهيم أن يزور إسماعيل إبنه .. وأقسم لسارة بأنه لن ينزل من على جمله للمكان الذي يعيش فيه إسماعيل .. وحين وصل لم يجد إسماعيل بل وجد زوجته فسألها : أين إسماعيل ؟ ــ فأجابته بأنه ذهب مع والدته ليمسكوا بالجمال في الصحراء .. فسألها أن تعطيه قليل من الماء والخبز لأنه مرهق من رحلته ــ ولكنها أجابت بما يفيد أنه لا يوجد لدها خبز ولا ماء ــ فقال لها : حين يعود إسماعيل من الصحراء أخبريه بأن رجلاً من كنعان جاء ليراه وأخبريه بأن يغير عتبة بابه لأنها ليست جيدة ... ثم مضى إبراهيم ..
ــ مهلاً إخواني الكرام أراكم تقولون أن هذه القصة سمعناها قبل ذلك ــ وأرى من يبدي ملاحظة إسم الزوجة (عائشة) ــ نعم يقول المدراش أن إسمها عائشة !!
ــ والآن لنكمل قراءة القصة من المدراش : ــ
When Ishmael came [home], she told him what had happened. And the son of a wise
man is half-wise. He understood and sent her away.
لما عاد إسماعيل وأخبرته (عائشة) زوجته بما حدث فهم المعنى وطلقها ...
ـــ والآن لنكمل القصة من مدراش رباه والتي تحكي عن أن إسماعيل تزوج أخرى ــ ترى ما هو إسمها ؟
لنكمل سوياً قراءة المدراش : ـــ
His mother sent for and took a wife [for him] from among the daughters of her father,
and Fatima was her name. Three years later, Abraham wanted to visit Ishmael, his son,
and he swore to Sarah a second time that he would not descend from the camel in the
place where Ishmael lived.
. He arrived at midday and found [Ishmael’s] wife. He asked her, “Where is Ishmael?”
She answered, “He has gone out with his mother to bring back fruit and dates for us from
the desert.” He said to her, “Give me a little water and a little bread for I am exhausted
from my desert journey.” And she brought out [food and water] and gave it to him.
. Abraham stood up and prayed on behalf of Ishmael, his son, and his house was filled
with good wealth and blessings. And when Ishmael came [home], she told him what had
happened. And Ishmael then knew that the love of his father was with him, as it says,
“Like a father’s love for his children” (Ps. 103:13).
ــ أرسلت أم إسماعيل لتتخذ زوجة له من بين بنات أبيها وكان إسم زوجته فاطمة .. وبعد مرور ثلاث سنوات أراد إبراهيم أن يزور إسماعيل إبنه وأقسم لساره للمرة الثانية بأنه لن ينزل من على جمله حين يصل إلى المكان الذي يعيش فيه إسماعيل .. فلما وصل وجد زوجة إسماعيل (فاطمة) فسألها : أين إسماعيل ؟ ــ فأجابته قد ذهب مع أمه ليحضرا الفاك والبلح من الصحراء .. فسألها أن تعطيه قليلاً من الماء والخبز لأنه متعب من رحلته فأحضرت له الطعام والماء وأعطتهما له فوقف إبراهيم يدعو لإبنه ولبيته بأن يديم عليهم النعمة والسلام .. وعندما عاد إسماعيل أخبرته زوجته (فاطمة) بما حدث وعرف إسماعيل حب أبيه إبراهيم له ــ كما قيل في الكتاب (كما يترأف الأب على البنين) مزمور 103 : 13
ــ إنتهت القصة في مدراش رباه ــ وأعتقد أن جميعنا وصله المراد !!
.. ولكن لا بأس من فضح تسدال وفضح من ينقل عنه أقصد من يسرق من منه !!
- حقق العالم ( ليوبلد زونز عام 1892 ) زمن هذا المدراش من خلال مقارنات نصية فخرج بأن عمره هو النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي .
- وقد أيد المحققين الجدد مثل ( ماير واكسمان ) أقوال ( ليوبلد زونز ) بأن عمر هذا النص يعود للنصف الثاني من القرن التاسع الميلادي .
ــ ولذا فإن المؤرخ الألماني جوست من خلال نقده النصي لهذا العمل يستنتج أن هذا العمل يعود لعصر بعد اسلامي وفي الغالب عندما كان الاسلام منتشرا في آسيا الصغرى .
ومن من الأدلة التي ساقها ( جوست ) على أن هذا العمل بعد اسلامي هو مجيء ذكر ( عائشة ) و ( فاطمة ) إلى جانب ذكره لتفاصيل نبؤات عن ظهور مملكة المسيح كانت منتشرة في عهد الأمين والمأمون .
وعن ذلك تقول الموسوعة اليهودية : ــ
Jost was the first to point out that in the thirtieth chapter, in which at the end the author distinctly alludes to the three stages of the Mohammedan conquest, that of Arabia of Spain and of Rome (830 C.E.), the names of Fatima and Ayesha occur beside that of Ishmael, leading to the conclusion that the book originated in a time when Islam was predominant in Asia Minor.
إن جوست هو أول من أشار إلى أن في الفصل 30 والذي يشير بوضوح إلى ثلاث مراحل من الفتح الإسلامي (السعودية وأسبانيا وروما 830 م) وتوضع أسماء عائشة وفاطمة بجانب إسم إسماعيل مما ؤدي إلى الإستنتاج بأن هذا الكتاب قد تم تأليفه في الوقت الذي كان فيه الإسلام سائداً في آسيا الصغرى ..
http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=350&letter=P&search=ELI'EZER
ــ هذا هو تسدال يا زكريا هذا هو تسدال يا نصارى هذا هو تسدال يا ملحدين فهل ستسمروا في النعيق بكلامه ؟!!
ويتبع بإذن الله ...,,,
للإستزادة حول هذا الأمر ــ يمكنكم زيارة هذا الموضوع للأستاذ الفاضل Eng.Con
تعليق