لا للسب و لا كذلك للتقديس و التنزيه فهم غير معصومين و سوف يقفون أمام الله فرادى و يحاسبون على أعمالهم كبقية البشر

لا شك في أننا لا نُقدس الصحابة رضوان الله عليهم و لا نقول بعصمتهم من الخطأ ، في آحادهم ، بل هم معصومون في مجموعهم ،
الأمر الآخر هناك من الصحابة من بشره النبي صلى الله عليه وسلم ، بدخول الجنة بلا حساب و لا سابقة عذاب ، مثل عكاشة بن محصن ، و أبي بكر الصديق ،
و منهم من بشر بالجنة بلا سابقة عذاب ،
و لا شك عندنا أن كل من لقى رسول الله مؤمنًا به و مات على إيمانه ، و جاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم و ثبت في مواقف الفتن و كان إيمانه راسخًا رسوخ الجبال ، فهو في درجة أعلى من درجة باقي الأمة فلن يعامل معاملة باقي الأمة ، و ذلك لأنهم هم من حملوا هذا الدين لباقي الأمة ، و صبروا على ما أوذوا ليكون كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا هي السفلى .

حتى و إن سلمت لك فرضا بما تقول (لأننا لانعلم على وجه اليقين إن كانت تلك الأحاديث خرجت فعلا من فاه الرسول بالإضافة إلى أنها تفوح منها جليا رائحة الوضع) فذلك الجانب الديني و الأخروي أما من الناحية الدنيوية فيمكن إنتقادهم .فلماذا تتحاملون على من ينتقدهم إلى حد تكفيره

يا أبو لؤلؤة نحن نتحامل على من يسبهم ويدعو عليهم ويقول اللهم عليك بصنمي قريش ، في حين أنه من الأولى عليه أن يدعو على المجوسي الكافر الملقب بأبا لؤلؤة المجوسي القذر ،،،

أما رائحة الوضع فتفوح من كتب قوم ضالون بيعملوا لكتبهم أبديت ،،، ومثلا كتاب زي الكافي كان فيه 20000 حديث ، ولكنه الآن 50000 حديث !!!!

الصحابة ليسوا من الدين فإن كان أناس إختاروا ان يسبوهم و يلعنوهم فذلك شأنهم و سيفصل الله بينهم يوم القيامة .فلماذا أنتم تتدخلون ?

ملاحظة أنا لست شيعي فأبو لؤلؤة مجرد لقب أعجبني فإتخدته و لا تتعنيني الشخصية التي ذكرتها.

لا أظنك ، تستطيع أن تشم رائحة الوضع أصلًا فهذه مهنتنا نحن ـ أي علماء الدين ـ الذين يستطيعون أن يعقدوا دراسة متنية إسنادية على أي حديث لكي يخرجوا بالحكم على وضعه أم لا ، متنية هل يخالف أي أصل من أصول الإسلام و يعارضه معارضة صارخة بحيث لا يمكن الجمع ، أو ركاكة لغة الحديث أو مناقضتها للمسلمات العقلية و ليس ما يناقض بعض الفلسفات الاحتمالية و النظريات الظنية ،
إسنادية بالنظر إلى إسناده هل فيه كذاب أم وضاع أم مدلس أم انقطاع أم وهم و خطأ ....
الأمر الآخر ، تتكلم عن انتقاد الصحابة الكرام ،
فأنت تتكلم من أي جهة :
فبالنسبة إذا كان قصدك بالناقد من المسلمين فهذا لا يمكن القبول به من مسلم ، لأن المسلم يتدين إلى الله بتصديق الله تعالى أي تصديق وحيه و كلامه و هو القرآن فهو يصدق الله تعالى إذ رضي عنهم و زكاهم و أثنى عليهم فهل لنا أن ننتقدهم ، فمن نحن حتى ننتقدهم .
أما إذا كنت تقصد بالناقد غير المسلم فعندنا ليس بعد الكفر ذنب ،
و لو جئنا لمحل النقد نفسه ، فهنا نتسأل على أي شئ يمكن أن يقع النقد ، هل على جهادهم و ثباتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أم على كونهم كانوا يفدون هذا النبي صلى الله عليه وسلم بالنفس و الولد و الأهل والمال أم على ثباتهم في مواقف الشدة والفتن أم على حملهم لهذا الدين وتبليغه لمن بعدهم أم على ثناء الله عليهم و رضائه عنهم ، و رضاء النبي صلى الله عليه وسلم عنهم و تذكيته لهم بل و تبشيره لبعضهم بالجنة ،
فإن قيل ليس النقد بشاملًا لجميعهم بل لبعضهم ، قلنا كيف لا نرضى ما رضيه الله لهم ، فقد تجاوز الله عن زلاتهم القليلة في بحار حسناتهم و جبالها ،
كيف ننتقدهم و نحن لن يبلغ جبل أحد من الصدقة ذهبًا مُد أحدهم و لا نصيفه ،
الأمر كبير و لا يمكن أختصاره في بعض مشاركة ،
التكفير كلمة لا أدري مقصدك بها ،
فالنقد إذا كان يُقصد بها دراسة ما أخطأ فيه الصحابي من غير أن يقع في عرضه أو يسبه أو يشتمه فقط من باب الدراسة ، فهذا مع كراهته ، فهذا بمجرده لا يكفر صاحبه ،
أم التكفير يقع على من لم يرضى من رضي الله عنهم و يقع على من لم يبرأ من برأه الله من فوق سبع سموات ، و يقع على من ثبت عدالته بالنصوص الثابتة المتواترة فلم يأبى إلا المعارضة .

تخيل أن هناك من يدافع عنك ويصاحبك ويحبك ويكرمك ويؤثرك على نفسه وأهله ويقدمك ولا يرفع صوته عليك .. إذا أشرت كان طوع أمرك وإذا طلبت سارع إلى خدمتك ..
ثم وجدتني أسبه وألعنه فهل سيكون نفس منطقك : " فلماذا أنتم تتدخلون ? "

لا تتكلم فيما لا تعلم ، فنحن وجب علينا أن نصدق الله فيما أخبر و نرضى على من رضي الله عنه و نترضى عليه ،
قال تعالى ،
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) } الفتح ،
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} التوبة ،
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) } الحشر .

سبحان الله .. النصارى يقدسون تلاميذ نبي الله عيسى ويعطونهم هالة من القداسة والإجلال .. والتاريخ لا يكاد يعطي أي وزن لهم أجمعين في مقابل وزن علي بن أبي طالب مثلاً .. علماً وشجاعة ونبل أخلاق ..
ثم يأتينا من يقول : " فلماذا أنتم تتدخلون ? "
نتدخل ونغضب لهم ونحمي عرضهم فهم أهل هذا الدين وحماته ، وهم جنود ربنا عز وجل ناصروا نبينا ورفعوه ولم يخذلوه ..

اللهم من نال من عرض صحابة نبيك الكرام فاجعل ذله بين عينيه واخسأه قميئاً حسيراً دنيا وآخرة ..
اللهم آمين ..

نشم رائحة الوضع إذا تمعنا في السياق التاريخي ;فقد تم تدوين الأحاديث في زمن كانت فيه فرق من المسلمين تسب الصحابة.
يمكن إنتقادهم على أساس أنهم تولوا مهام قيادية فكان منهم الخلفاء و الولاة وأصحاب بيت المال وقادة لجماعات .و كذلك يمكن إنتقادهم تكفيرهم و قتالهم بعضهم بعض.
و أخيراإن كان الله رضي عن بعض الصحابة فهو لم يذكرهم ب الإسم و القرآن ذكر المنافقين الذين لم يكن يعرفهم حتى الرسول نفسه وكانوا يعدون من الصحابة;و هناك المرجون لأمر الله الذين خلطوا عملا و آخر سيئا و يعدون كذلك من الصحابة

فلماذا نحن نتدخل ؟

_ورد في سورة الأنفال (64): { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }، أي: أن الله كافيك وكافي المؤمنين معك شر أعدائهم ومكرهم، وهذه تزكية للصحابة الكرام بأن الله كافيهم وناصرهم على عدوهم.

_ومنها ما في سورة الأنفال أيضاً (62) { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين }، حيث امتن الله على نبيه بنصرته إياه، وبنصر المؤمنين وهم الصحابة له، وهذه منزلة عظيمة أنزلهم الله إياها إذ جعلهم أنصاره وأنصار نبيه - صلى الله عليه وسلم -

_قال تعالى: { وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }، وهذه فضيلة عظيمة للصحابة من الأنصار والمهاجرين بأن الله حبب بعضهم لبعض، وجمع قلوبهم على الحق والهدى فأصبحوا من أتباعه وأنصاره .

_قال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وهذا إعلان رضا من الله سبحانه عن الصحابة الكرام ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، بأنه سبحانه علم صدق قلوبهم، وثباتها على الإيمان فأثابهم على صبرهم، ووعدهم فتح مكة في القريب العاجل .

هل تريد أكثر من هذا حتى تعلم لماذا نتدخل ؟!!


انظر إلى ما قاله النبي صلى الله عليـه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ,, لترى مكانة الصحابة عند النبي صلى الله عليه وسلم

فقد ثبت في صحيح مسلم أن أبا سفيان مر – في حال كفره – على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها. فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي فأخبره، فقال : ((يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك)). فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك يا أخي .

هذه الآيات لا تحمل قائمة الأسماء فهي عامة