بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
العدل والقانون
إذا سلمنا بان ارث الخطيئة قانون , فلن نسلم بان هذا القانون من العدل في شيء , لان فعل الخطأ يندرج تحت إرادة الإنسان المتعلق بها الاختيار بين الفعل وعدم الفعل كما قلنا سابقا , وقد يختلف الأب عن الابن في الاختيار, وكثيرا ما نسمع هذه العبارة , لو كنت مكانه لفعلت كذا و , ما كنت فعلت كذا , إذن قبل الدخول في الكلام عن العدل والرحمة يجب إثبات أن قانون ارث الخطيئة الذي يعتقده النصارى قانون عادل فقد يكون قانون ظالم وبذلك يخرج من كونه منسوب إلى الله تعالى .
قال تعالى : (وما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد) الآية 29 من سورة ق فمن المعروف أن القانون وسيلة لتحقيق العدل ولكن يمكن أن يحدث العكس ويصبح وسيلة لتحقيق الظلم وهناك الكثير والكثير من القوانين الظالمة .
ذلك يجعلنا نخرج كل القوانين من كونها من جنس العدل فما هي إلا وسيلة لتحقيق الغاية ويمكن أن تكون الغاية العدل و يمكن أن تكون الظلم , ولمزيد من الفهم والاستيعاب , يجب أيها النصراني أن تفكر في الحكمة أو الغرض من وضع قانون من شانه ارث خطايا الإباء إلى الأبناء فهل هناك حكمة في أن يرث ابن خطيئة لم يفعلها وان قلت نعم فقل لنا ما هي ؟
وفى نفس الوقت قل لنا ما هي الحكمة من تعاليم الكتاب المقدس التي تقول (النفس التي تخطيء هي تموت لا يحمل الابن من إثم الأب ولا يحمل الأب من إثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون) حزقيال (18-20) ), (لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل) التثنية (24-16) , (وفى تلك الأيام لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرما و أسنان الأبناء ضرست بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان ياكل الحصرم تضرس أسنانه) ارميا(31-29) ,هذا من جانب ومن جانب آخر إذا كان هناك حكمة فلابد أن تشمل تحت عنوان العدل المطلق كل المخلوقات جميعا فيعاقب اى إنسان باى إنسان آخر حتى وان قلت هناك سبب بغض النظر عن الحكمة فيجب أن تقول هل هذا السبب متعلق بإرادة الخالق كالتناسل الذي نشأ منه النسب بين ادم والبشر وهو بالطبع السبب في اعتقادك في الإرث للخطيئة أم هو متعلق بإرادة المخلوق فإذا كان السبب متعلق بإرادة الخالق فانه سوف يخرج من كونه من اختيار البشر ويندرج تحت ما يسمى بالنواميس الكونية (احد متعلقات الإرادة الإلهية) فلا يعقل أن أجبرك على أن تكون ابن لفلان ثم أجبرك على تحمل خطئه الذي فعله قبل أن تأتى إلى الوجود والبشر لا يحاسبون إلا على اختيارهم إلا إذا كان الاختيار خارج الحسبان فلن يكون هناك بالتالى حكمة من وضع اختبار للإنسان متعلق باختياره للمسيح مخلصا او عدل فى ان يترتب على هذا الاختيار ثواب او عقاب .
فهناك حكمة من خلق الإرادة والاختيار في الإنسان يمكن أن تبحث عن ماهيتها وتجدها ببساطة ففعل الله تعالى منزه عن اللعب و العبث وإذا فكرت في ذلك بتروي وموضوعية يجب أن تفكر أيضا في الفائدة المادية والمعنوية التي سوف تعود على شخص من عقاب شخص آخر ليس له علاقة بالأمر برمته مع ترك الفاعل الحقيقي , فلو كان الأمر متعلق بشفاء الغل أو الانتقام فانه لا يمكن أن يرتبط بغير ذات الفاعل الحقيقي للخطيئة وان دخل إنسان آخر في هذا الأمر فانه لن يغير المقصد الحقيقي (المتمثل في الانتقام وإرواء الغليل من الفاعل الأصلي)
لأنه سوف يكون انتقام من الفاعل الحقيقي في صورة شخص آخر مما يتسبب في ظلم إنسان بريء والكل يعلم ذلك ونرجع لما قلنا في البداية إذا اخذ احد من البشر إنسان بذنب إنسان آخر سواء كان أب بابنه أو ابن بابيه فان ذلك يكون خطا فظيع وظلم فادح ليس له اى علاقة بالعدل أو الرحمة ولكن له أسباب أخرى تنطبق على القوانين البشرية و لا تنطبق على القانون الالهى
فقد ينتقم إنسان من إنسان آخر في صورة ابنه لان ذلك سوف يعتبر ضربة قاضية للأب
أو قد ينتقم إنسان من إنسان آخر في صورة ابنه لأنه عاجز من الانتقام من الأب , والله تعالى منزه عن كل ذلك, فهو العزيز الذي لا يغلب وهو القادر الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء, فإذا أراد الانتقام فليس بعاجز يعجزه إنسان فينتقم من إنسان آخر, يعجزه الأب فينتقم من الابن كما انه ليس بظالم ليأخذ الابن بما فعل الأب ولو أراد الله أن يردع إنسان فهو قادر على أن يردعه اشد الردع بدون استخدام إنسان آخر, على الأقل يمكن أن يجعله أكثر أهل الأرض شعورا وإحساسا بالألم ولذلك عندما يحدث لك ضرر و يأتي إنسان ويحكم بالعقاب على إنسان آخر غير المتسبب في الضرر ولا يمت له بصلة في الفعل فان ذلك سوف يكون ضربة قاضية في الحقيقة لك أنت ويمكن لاى إنسان أن يمر بهذا الموقف فعليا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
العدل والقانون
إذا سلمنا بان ارث الخطيئة قانون , فلن نسلم بان هذا القانون من العدل في شيء , لان فعل الخطأ يندرج تحت إرادة الإنسان المتعلق بها الاختيار بين الفعل وعدم الفعل كما قلنا سابقا , وقد يختلف الأب عن الابن في الاختيار, وكثيرا ما نسمع هذه العبارة , لو كنت مكانه لفعلت كذا و , ما كنت فعلت كذا , إذن قبل الدخول في الكلام عن العدل والرحمة يجب إثبات أن قانون ارث الخطيئة الذي يعتقده النصارى قانون عادل فقد يكون قانون ظالم وبذلك يخرج من كونه منسوب إلى الله تعالى .
قال تعالى : (وما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد) الآية 29 من سورة ق فمن المعروف أن القانون وسيلة لتحقيق العدل ولكن يمكن أن يحدث العكس ويصبح وسيلة لتحقيق الظلم وهناك الكثير والكثير من القوانين الظالمة .
ذلك يجعلنا نخرج كل القوانين من كونها من جنس العدل فما هي إلا وسيلة لتحقيق الغاية ويمكن أن تكون الغاية العدل و يمكن أن تكون الظلم , ولمزيد من الفهم والاستيعاب , يجب أيها النصراني أن تفكر في الحكمة أو الغرض من وضع قانون من شانه ارث خطايا الإباء إلى الأبناء فهل هناك حكمة في أن يرث ابن خطيئة لم يفعلها وان قلت نعم فقل لنا ما هي ؟
وفى نفس الوقت قل لنا ما هي الحكمة من تعاليم الكتاب المقدس التي تقول (النفس التي تخطيء هي تموت لا يحمل الابن من إثم الأب ولا يحمل الأب من إثم الابن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون) حزقيال (18-20) ), (لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل) التثنية (24-16) , (وفى تلك الأيام لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرما و أسنان الأبناء ضرست بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان ياكل الحصرم تضرس أسنانه) ارميا(31-29) ,هذا من جانب ومن جانب آخر إذا كان هناك حكمة فلابد أن تشمل تحت عنوان العدل المطلق كل المخلوقات جميعا فيعاقب اى إنسان باى إنسان آخر حتى وان قلت هناك سبب بغض النظر عن الحكمة فيجب أن تقول هل هذا السبب متعلق بإرادة الخالق كالتناسل الذي نشأ منه النسب بين ادم والبشر وهو بالطبع السبب في اعتقادك في الإرث للخطيئة أم هو متعلق بإرادة المخلوق فإذا كان السبب متعلق بإرادة الخالق فانه سوف يخرج من كونه من اختيار البشر ويندرج تحت ما يسمى بالنواميس الكونية (احد متعلقات الإرادة الإلهية) فلا يعقل أن أجبرك على أن تكون ابن لفلان ثم أجبرك على تحمل خطئه الذي فعله قبل أن تأتى إلى الوجود والبشر لا يحاسبون إلا على اختيارهم إلا إذا كان الاختيار خارج الحسبان فلن يكون هناك بالتالى حكمة من وضع اختبار للإنسان متعلق باختياره للمسيح مخلصا او عدل فى ان يترتب على هذا الاختيار ثواب او عقاب .
فهناك حكمة من خلق الإرادة والاختيار في الإنسان يمكن أن تبحث عن ماهيتها وتجدها ببساطة ففعل الله تعالى منزه عن اللعب و العبث وإذا فكرت في ذلك بتروي وموضوعية يجب أن تفكر أيضا في الفائدة المادية والمعنوية التي سوف تعود على شخص من عقاب شخص آخر ليس له علاقة بالأمر برمته مع ترك الفاعل الحقيقي , فلو كان الأمر متعلق بشفاء الغل أو الانتقام فانه لا يمكن أن يرتبط بغير ذات الفاعل الحقيقي للخطيئة وان دخل إنسان آخر في هذا الأمر فانه لن يغير المقصد الحقيقي (المتمثل في الانتقام وإرواء الغليل من الفاعل الأصلي)
لأنه سوف يكون انتقام من الفاعل الحقيقي في صورة شخص آخر مما يتسبب في ظلم إنسان بريء والكل يعلم ذلك ونرجع لما قلنا في البداية إذا اخذ احد من البشر إنسان بذنب إنسان آخر سواء كان أب بابنه أو ابن بابيه فان ذلك يكون خطا فظيع وظلم فادح ليس له اى علاقة بالعدل أو الرحمة ولكن له أسباب أخرى تنطبق على القوانين البشرية و لا تنطبق على القانون الالهى
فقد ينتقم إنسان من إنسان آخر في صورة ابنه لان ذلك سوف يعتبر ضربة قاضية للأب
أو قد ينتقم إنسان من إنسان آخر في صورة ابنه لأنه عاجز من الانتقام من الأب , والله تعالى منزه عن كل ذلك, فهو العزيز الذي لا يغلب وهو القادر الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء, فإذا أراد الانتقام فليس بعاجز يعجزه إنسان فينتقم من إنسان آخر, يعجزه الأب فينتقم من الابن كما انه ليس بظالم ليأخذ الابن بما فعل الأب ولو أراد الله أن يردع إنسان فهو قادر على أن يردعه اشد الردع بدون استخدام إنسان آخر, على الأقل يمكن أن يجعله أكثر أهل الأرض شعورا وإحساسا بالألم ولذلك عندما يحدث لك ضرر و يأتي إنسان ويحكم بالعقاب على إنسان آخر غير المتسبب في الضرر ولا يمت له بصلة في الفعل فان ذلك سوف يكون ضربة قاضية في الحقيقة لك أنت ويمكن لاى إنسان أن يمر بهذا الموقف فعليا
تعليق