مساعدة بخصوص اوصاف خير الخلق عليه الصلاة و السلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مهدي بن زياد ملة ابراهيم اكتشف المزيد حول مهدي بن زياد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهدي بن زياد
    3- عضو نشيط
    • 2 سبت, 2010
    • 342
    • تلميذ
    • ملة ابراهيم

    مساعدة بخصوص اوصاف خير الخلق عليه الصلاة و السلام

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    من السيرة لابن هشام . وصف علي رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه و سلم
    *لم يكن بالطويل الممغط و لا القصير المتردد و كان ربعة من القوم . و لم يكن بالجعد القطط و لا السبط. كان جعدا رجلا.
    و لم يكن بالمطهم و لا المكلثم. و كان أبيض مشريا أدعج العينين أهدب الاشفار . جليل المشاش و الكتد . دقيق المسربة أجرد . شثن الكفيين و القدمين . اذا مشى تقلع كأنما يمشي على صبب . و اذا التفت التفت معا . بين كتفيه خاتم النبوة و هو خاتم النبيين
    من راه بديهة هابه و من خالطه احبه*
    ....
    لم افهم شيئا من هده الاوصاف لخير الناس . ارجوا منكم اخوتي ان تفسروا لي بالعربية البسيطة التي نتكلمها الان من فضلكم . كل وصف على حدة
  • سامح-2000
    2- عضو مشارك

    • 8 نوف, 2009
    • 251
    • اعمال حرة
    • مسلم

    #2

    كتاب الخصائص الكبرى - (1 / 124)
    وأخرج الترمذي والبيهقي من وجه آخر عن علي أنه نعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقال لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد كان ربعة من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم كان في وجهه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة

    الممغط الطويل البائن

    والمتردد الذي تردد خلقه بعضه على بعض فهو مجتمع

    والمطهم المسترخي اللحم

    والمكلثم المدور الوجه اي لم يكن شديد تدوير الوجه بل في وجهه تدوير قليل

    والمشرب الذي في بياضه حمرة

    والأدعج الشديد سواد الحدقة

    والأهدب الطويل الأشفار وهي شعر العين

    و
    المشاش رؤوس العظام كالركبتين والمرفقين والمنكبين وجليلها عظيمها

    و
    الكتد بفتحتين مجتمع الكتفين

    و
    الأجرد الذي لا شعر على بدنه

    والمسربة خيط شعر بين الصدر والسرة

    وشثن الكفين غليظ الأصابع

    وأخرج من وجه آخر عنه قال كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} اسود الحدقة أهدب الأشفار

    وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال كان النبي {صلى الله عليه وسلم} مفاض الجبين أهدب الأشفار مفاض واسع

    وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه والبيهقي عن علي بن ابي طالب قال كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ليس بالقصير ولا بالطويل ضخم الرأس واللحية شثن الكفين والقدمين ضخم الكراديس مشربا وجهه حمرة طويلة المسربة اذا مشى تكفأ تكفأ كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله الكراديس رؤوس العظام كالمشاش

    وأخرج الطيالسي وأحمد والبيهقي عن أبي هريرة قال كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} شج الذراعين بعيد ما بين المنكبين أهدب أشفار العينين لم يكن صخابا في الاسواق ولا فحاشا ولا متفحشا كان يقبل جميعا ويدبر جميعا

    وأخرج البيهقي عن ابي هريرة قال كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} اسود اللحية حسن الثغر



    ================================================

    كتاب أخلاق النبي وآدابه - (4 / 280)

    6 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري وعلي بن حجر وأبو جعفر محمد بن الحسين وهو ابن أبي حليمة والمعنى واحد قالوا حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان علي إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان ربعة من القوم لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم وكان في وجهه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم

    قال أبو عيسى سمعت أبا جعفر محمد بن الحسين يقول سمعت الأصمعي يقول في تفسير صفة النبي صلى الله عليه وسلم

    الممغط الذاهب طويلا وقال سمعت أعرابيا يقول في كلامه تمغط في نشابته أي مدها مدا شديدا

    والمتردد الداخل بعضه في بعض قصرا

    وأما
    القطط فالشديد الجعودة

    والرجل الذي في شعره
    حجونة أي تثن قليل

    وأما
    المطهم فالبادن الكثير اللحم

    والمكلثم المدور الوجه

    و
    المشرب الذي في بياضه حمرة

    و
    الأدعج الشديد سواد العين

    والأهدب الطويل الأشفار

    و
    الكتد مجتمع الكتفين وهو الكاهل

    و
    المسربة هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة

    والشثن الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين

    والتقلع أن يمشي بقوة

    والصبب الحدور يقول انحدرنا في صبوب وصبب وقوله
    ____________________

    ================================================== ==========

    السيرة الحلبية - (3 / 434)
    & باب يذكر فيه صفته صلى الله عليه وسلم الظاهرة وإن شاركه فيها غيره
    قال قد خلق الله تعالى أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام سليمة من العيب حتى صلحت لحلول الأنفس الكاملة وهم في ذلك متفاوتون ونبينا صلى الله عليه وسلم أصخ الأنبياء مزاجا وأكملهم جسدا
    وعن أنس رضي الله عنه ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبينا صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجها وصوتا انتهى وكانت صفاته صلى الله عليه وسلم الظاهرة لا تدرك حقائقها وإلى هذا يشير صاحب الهمزية رحمه الله تعالى بقوله ** إنما مثلوا صفاتك للنا ** سب من كما مثل النجوم الماء **
    وتقدم بعض صفته صلى الله عليه وسلم في خبر أم معبد رضي الله عنها
    ووصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان ضخم الهامة أي الرأس ووصف صلى الله عليه وسلم بأنه كان فخما مفخما أي عظيما في الصدور والعيون يتلأللأ وجهه كالقمر ليلة البدر قال كان في وجهه تدوير ليس بالمطهم ولا المكلثم
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وفي رواية تجري من وجهه وعن ابن عباس لم يقم صلى الله عليه وسلم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه السراج انتهى أقصر من المشذب بضم الميم وفتح الشين والذال المعجمتين مشددة ثم موحدة على وزن معظم البائن الطويل في نحافة وأطول من المربوع قال وعن علي كرم الله وجهه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان ربعة القوم والممغط المتناهي في الطول والمتردد المجتمع الخلق أي القصير جدا لم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فارقه رسول الله صلى الله عليه وسلم نسب للربعة أي لا طويل ولا قصير عظيم الهامة أي وفي رواية ضخم الرأس رجل الشعر إذا انفرقت عقيصته وفي لفظ عقيقته وهي الشعر المعقوص فرق أي إذا انفرقت من
    السيرة الحلبية - (3 / 435)
    ذات نفسها فرقها أي أبقاها مفروقة وإلا تركها معقوصة أي تركها على حالها لم يفرقها لم يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره قال أي جعله وقرة
    وحاصل الأحاديث أن شعره صلى الله عليه وسلم وصف بانه جمة ووصف بأنه وفرة ووصف بأنه لمة وفسرت اللمة بالشعر الذي ينزل على شحمة الأذن والجمة بالذي ينزل على المنكبين قال بعضهم كان شعره صلى الله عليه وسلم يقصر ويطول بحسب الأوقات فإذا غفل عن تقصيره وصل إلى منكبيه وإذا قصره تارة ينزل عن شحمة أذنه وتارة لا ينزل عنها
    وجاء في وصف شعره صلى الله عليه وسلم ليس بجعد قطط أي بالغ في الجعودة ولا رجل سبط أي بالغ في السبوطة فلا ينافي ما جاء عن علي كرم الله وجهه كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبطا
    وعم أم هانىء رضي الله عنها كان له صلى الله عليه وسلم أربع غدائر أي ضفائر تخرج أذنه اليمنى من بين ضفيرتين وأذنه اليسرى كذلك قال ابن القيم رحمه الله لم يحلق صلى الله عليه وسلم رأسه الشريف إلا أربع مرات انتهى أزهر اللون أي أبيض مشرب بحمرة أي وهي المراد بالسمرة وفي رواية كان أسمر ومن ثم جاءه في رواية كان بياضه صلى الله عليه وسلم إلى سمرة لأن العرب قد تطلق على من كان كذلك أي بياضه إلى حمرة أسمر ومن ثم جاء ليس بالأبيض الأمهق أي شديد البياض الذي لا يخالطه حمرة كلون الجص
    وعن علي كرم الله وجهه ليس أبيض شديد الوضح وفي رواية شديد البياض ولا معارضة لأن محمول على ما كان من جسده تحت الثياب ومن ثم جاء أنور المتجرد وهو ما كشف عنه الثوب من البدن
    وقيل المراد بالأمهق الأخضر فقد قيل إن المهق خضرة الماء ولا بالآدم أي شديد الأدمة واسع الجبين أي وفي رواية مفاض الجبين أي واسعة وفي رواية كان جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم صلتا أي أملس وفي رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين كأنه السراج المتوقد يتلألأ أزج الحاجبين سوابغ من غير قرن أي بين حاجبيه فرجة وهو البلج أي والقرن بالتحريك اتصال شعر الحاجبين وورد مقرون الحاجبين أي شعرهما متصل بالآخر لا حاجز بينهما

    السيرة الحلبية - (3 / 436)
    ولا منافاة لأن ذلك يجوز أن يكون بحسب الرائي لأن الفرجة التي كانت بين حاجبيه يسيرة لا تبين إلا لمن دقق النظر بينهما عرق يدره الغضب أي إذا غضب امتلأ ذلك العرق دما فيظهر ويرتفع أقنى العرنين أي سائله مرتفع وسطه أي وفي وسطه احديداب وفي رواية دقيق العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم أي مرتفعا أدعج العينين أي شديد سواد العينين وفي كلام بعضهم الدعج سواد العين ويقابله الأشهل وهو من في سواد عينيه حمرة وقد جاء أشهل العينين واشكل العينين أي في بياض عينيه صلى الله عليه وسلم حمرة وكانت يف الكتب القديمة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم كما تقدم أي وفي رواية أنجل العينين أي واسعهما أهدب الأشفار أي طويل هدب شعر العينين
    أي وعن أبي هريرة رضي الله عنه أكحلب العينين والكحل سواد هدب العين خلقة
    وعن جابر رضي الله عنه إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أكحل أي في عينيه كحل وليس بالكحل سهل الخدين أي وفي رواية أسيل الخدين أي ليس في خديه نتوء وارتفاع ضليع الفم أي واسعه أشنب أي وفي ريقه برد وعذوبة مفلج الاسنان أي مفرق ما بين الثنايا كما في رواية أفلج الثنيتين لأن الفلج تباعد ما بين الثنايا والرباعيات وفي رواية براق الثنايا كان إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من بين ثناياه يفتر عن مثل حب الغمام أي إذا ضحك بانت أسنانه كالبرد
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه حسن الثغر وعن أنس رضي الله عنه شممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته صلى الله عليه وسلم كث اللحية أي كثير شعرها وفي رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيف اللحية وكان يسرحها بالماء وكان له صلى الله عليه وسلم مشط من العاج وهو الدبل وقيل شيء يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية ويقال لعظم الفيل عاج أيضا أي وليس مرادا هنا أي وكان له مقراض أي مقص يقض به أطراف شاربه
    وفي المشكاة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يأخذ من شاربه فليس منا
    أي وكان صلى الله عليه وسلم يأخذ بالمقراض من عرض لحيته وطولها

    السيرة الحلبية - (3 / 437)

    وقد لا ينافي ذلك ما جاء أمرني ربي باعفاء لحيتي وقص شاربي وقال من الفطرة قص الأظفار والشارب وحلق العانة
    وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه حتى كأن ثيابه ثياب زيات أو دهان أي وفي لفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر التقنع حتى يرى حاشية ثوبه كأنه ثوب زيات أو دهان وليس في شعر رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء
    وعن أنس رضي الله عنه أن شيب لحيته صلى الله عليه وسلم كان في عنفقته وصدغيه متفرقا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عرف من مجموع الروايات أن الذي شاب في عنفقته صلى الله عليه وسلم أكثر مما شاب في غيرها
    وقال صلى الله عليه وسلم شيبتني هود وأخواتها فقال له ابو بكر رضي الله عنه ما أخواتها يا رسول الله قال الواقعة والقارعة وسأل سائل وإذا الشمس كورت واقتربت الساعة
    وفي روانية شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يستاءلون وإذا الشمس كورت واقتربت الساعة وقال صلى الله عليه وسلم من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ولعل شيبه صلى الله عليه وسلم لم يخضب وقيل كان يخضب بالحناء والكتم
    وقال صلى الله عليه وسلم أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ونهى صلى الله عليه وسلم عن الخضاب بالسواد وقد تقدم ضليع الفم أي واسعه وهو مما تمدح به العرب وتذم بصغر الفم غاض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة دقيق المسربة بفتح الميم وإسكان السين ثم راء مضمومة وهو الخيط الشعر الذي بين الصدر والسرة كأن عنقه جيد دمية هي صورة تتخذ من العاج في صفاء الفضة
    اي عن علي كرم الله وجهه كأن عنقه إبريق فضة معتدل الخلق بادنا متماسكا أي ذو لحم متماسك يمسك بعضه بعضا ليس مسترخي اللحم سواء البطن والصدر أي مستويهما عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس وهي رءوس العظام أي ملتقى كل عظمين كالمرفقين والمنكبين والركبتين موصول ما بين اللبة بفتح اللام وتشديد الموحدة المفتوحة هو المنحر والسرة بشعر يجري كالخيط وهو المعبر عنه فيما سبق بدقيق المسربة

    السيرة الحلبية - (3 / 438)
    عاري الثديين والبطن وما سوى ذلك اشعر الذراعين والمناكب وأعالي الصدر طويل الزندين أي عظيم الذراعين رحب الراحة أي واسعها
    قال أنس رضي الله عنه ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأصابع أي طويلها شئن الكفين والقدمين أي يميلان إلى الغلظ وذلك ممدوح في الرجال مذموم في النساء أي وكانت سبابة يديه صلى الله عليه وسلم اطول من الوسطى قال ابن دحية رحمه الله وهذا باطل بيقين ولم يقله أحد من ثقات المسلمين أي وإنما كان ذلك في أصابع قدميه صلى الله عليه وسلم وهو في ذلك كغيره من الناس وفي رواية منهوس بالمهملة والمعجمة العقب أي قليل لحم القدمين سبط العظام أي ممتدها لا نتوء فيها
    وفي رواية سبط العصب وهو كل عظم فيه مخ خمصان الأخمصين ينبو عنهما الماء أي يتجافى أخمص القدم وهو وسطه أي شديد التجافي عن الأرض مسيح القدمين أي أملسهما وهذا يوافق ما جاء في رواية إذا وطىء بقدمه وطىء بكلها ليس له أخمص إذا زال زال تقلعا أي يرفع رجله بقوة ويخطو تكفيا أي يتمايل إلى قدامه وقيل يمينا وشمالا كالمختال ولا يذم إلا من تكلفه لا من كان ذلك جبلة له ويمشي هونا أي برفق ووقار دون عجلة ذريع المشية أي واسعها إذا امشى كأنما ينحط من صبب أي وذكر في سفر السعادة أن هذه المشية مشية أصحاب الهمم العلية ومن قلبه حي وإن هذا النوع من المشي يسمى مشي الهوينا المذكور في قوله تعالى { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } وهو أعدل أنواع المشي لأن الماشي إما مهاون بالمشي كالخشبة أوطائي ينزعج وهذان النوعان في غاية القبح لأن الأول يدل على الخمول وموت القلب والثاني يدل على خفة الدماغ وقلة العقل ثم قال وأنواع المشي عشرة هذه الثلاثة منها وذكر باقيها
    وكان صلى الله عليه وسلم إذا التفت التفت جميعا أي بسائر جده ولا يلوى عنقه كما يفعله أهل الخفة والطيش يفتح الكلام ويختمه بأشداقه
    لا يقال قد ذم صلى الله عليه وسلم المتشدقين لأنا نقول المراد بهم من يكثر الكلام من غير احتياط ولا احتراز ومن يلوى أشداقه استهزاء بالناس
    وكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بجوامع الكلم أي بالكلام القليل الألفاظ الكثير

    السيرة الحلبية - (3 / 439)
    المعانثي فصلا لا فضول فيه ولا تقصير قال صلى الله عليه وسلم أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا
    قال ومن تلك الكلمات لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له ما هلك امرؤ عرف قدر نفسه رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها خير الأمور أوساطها السعيد من وعظ بغيره إذا اشار بكفه كلها أ هـوإذا تعجب قلبها وإذا تحدث قارب يده اليمنى من اليسرى فضرب بإبهام اليمنى راجة اليسرى أي وربما يسبح عند التعجب وربما حرك برأسه وعض شفته وربما ضرب بيده على فخذه وربما نكت الأرض بعود وإذا غضب أعرض بوجهه
    أي وكان صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمر وجهه الشريف وكان إذا اشتد وجده أكثر من مس لحيته وفي رواية إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه ولحيته وتنفس الصعداء أي تنفس طويلا وقال حسبي الله ونعم الوكيل جل أي معظم ضحكه التبسم وكون معظم ضحكه ذلك لا ينافي أنه صلى الله عليه وسلم ضحك غير ما مرة حتى بدت نواجذه
    وكان صلى الله عليه وسلم إذا جرى به الضحك وضع يدع على فيه قال وكان أكثر أحواله صلى الله عليه وسلم يمشي منتعلا وربما مشى صلى الله عليه وسلم حافيا
    وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل من هدية أهديت إليه حتى يأكل منها صاحبها أي بعد أن أهديت اليه صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة
    وكان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعقهن إذا فرغ يلعق الوسطى ثم التي يليها الإبهام وقال إن لعق الأصبع بركة
    وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بلعق الصحفة ويقول إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ا هـ
    ونحن نوضح بعض هذه الصفات الظاهرة بعبارة واضحة قريبة للافهام فنقول
    كان صلى الله عليه وسلم عظيما معظما في الصدور والعيون كبير الرأس لأن كبر الرأس يدل على كثرة العقل غالبا ووجهه كالقمر ليلة البدر لون جسده الذي ليس تحت الثياب أبيض مشرب بحمرة طويل الحاجبين مع دقة ما بينهما خال من الشعر وهو البلج وضده القرن وهو أن يتصل شعر احدهما بالآخر


    السيرة الحلبية - (3 / 440)

    بين حاجبيه عرق إذا غضب انتفح طويل الأنف مع حدب في وسطه ودقة في طرفه ليس في حدبه ارتفاع لأن العرب تذم به
    في عينيه شكلة وهي بياض وحمرة شديدة سواد العين مع اتساعها واسع الفم لان سعة الفم تدل على الفصاحة بين ثناياه والرباعيات فرجة ويقال لها الفلج كثير شعر اللحية شيبه قليل عنقه كالإبريق الفضة إذا مشى مال إلى أمامه & باب يذكر فيه صفته صلى الله عليه وسلم الباطنة وإن شاركه فيها غيره
    كان صلى الله عليه وسلم سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح أي كثير المزاح فلا ينافي ما روى كان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه قال وقد جاء إني لأمزح ولا أقول إلا حقا
    لكن جاء عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مزاحا وكان يقول إن الله تعالى لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزاحه
    وجاء عن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما رأيت أحدا أكثر مزاحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كانت في النبي صلى الله عليه وسلم دعابة وعن بعض السلف كان للنبي صلى الله عليه وسلم مهابة فكان يبسط الناس بالدعابة قال صلى الله عليه وسلم لعمته صفية لا تدخل الجنة عجوز فبكت فقال لها وهو يضحك الله تعالى يقول { إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا } وهن العجائز الرمص أي والعروب المتحببة لزوجها التي تقول وتفعل ما تهيج به شهوته إياها وأترابا كأنهن ولدن في يوم واحد لأنهن يكن بنات ثلاث وثلاثين سنة
    وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل وطلب أن يحمله على بعير فقال له إني حاملك علي ولد الناقة فقال يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل إلا النوق
    وقد أتى أزيهر وفي لفظ زاهر وكان يهدى للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية

    السيرة الحلبية - (3 / 441)
    فكان كلما قدم من البادية يأتي معه بطرف وهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج
    وكان صلى الله عليه وسلم يقول زاهر باديتنا ونحن حاضروه وفي لفظ لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر وكان صلى الله عليه وسلم يحبه جاءه يوما وهو يبيع متاعه في السوق وكان رجلا دميما فاحتضنه من خلفه فقال أرسلني من هذا فلما عرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم صار يمكن ظهره من صدره الشريف عليه الصلاة والسلام وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري العبد فقال يا رسول الله تجدني كاسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عند الله ليست بكاسد أو قال انت عند الله غال ويجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم جمع بين هذين اللفظين وكل روى ما سمع منهما
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم فقال صلى الله عليه وسلم تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالى حتى اسبقك فسابقته فسبقته فسكت حتى إذا حملت اللحم وكنا في سفرة أخرى قال صلى الله عليه وسلم للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالى حتى اسابقك فسابقته فسبقني فجعل صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول هذه بتلك
    وعن أنس رضي الله عنه قال دخل صلى الله عليه وسلم على أمي فوجد أخي أبا عمير حزينا فقال يا أم سليم ما بال أبي عمير حزينا فقالت يا رسول الله مات نغيره تعنى طيرا كان يلعب به فقال صلى الله عليه وسلم أبا عمير ما فعل النغير وكان كلما رآه قال له ذلك
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة طبختها فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها كلى فأبت فقلت لها كلي كلي أولألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي فيها فطليت وجهها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرخى فخذه لسودة وقال الطخي وجهها فلطخت وجهي فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وقال صلى الله عليه وسلم يوما لعائشة ما أكثر بياض عينيك انتهى
    وكان صلى الله عليه وسلم يتغافل عما لا يشتهى وقد ترك نفسه من ثلاث الرياء والإكبار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب


    =========================================

    دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 260)
    230 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الإسفراييني بها ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن أبي بكر ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، ح وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، وسعيد بن منصور ، قالا : حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا عمر بن عبد الله ، مولى غفرة ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد ، من ولد علي قال : كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « لم يكن بالطويل الممغط ، ولا القصير المتردد ، كان ربعة (1) من القوم ، ولم يكن بالجعد (2) القطط (3) ، ولا بالسبط (4) . كان جعدا رجلا (5) ، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم . وكان في الوجه تدوير : أبيض مشرب ، أدعج (6) العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتف - أو قال : الكتد - أجرد ، ذا مسربة (7) ، شثن (8) الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع (9) كأنما يمشي في صبب (10) ، وإذا التفت التفت معا . بين كتفيه خاتم النبوة . أجود الناس كفا ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة (11) ، وأوفى الناس بذمة ، وألينهم عريكة (12) ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه . يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم » زاد المقرئ في روايته عند قوله : « خاتم النبوة : وهو خاتم النبيين » قال : « وأرحب الناس صدرا »
    __________
    (1) الربعة : ليس بالطويل ولا بالقصير
    (2) الجَعْد : في صِفات الرجال يكون مَدْحا وَذَمّا : فالمدْح مَعْناه أن يكون شَدِيد الأسْرِ والخَلْق، أو يكون جَعْدَ الشَّعَر أي خشنه، وأما الذَّم فهو القَصير المُتَردّد الخَلْق. وقد يُطْلق على البخِيل أيضا
    (3) القطط : الشديد الجعُودة ، وقيل : الحَسَن الجُعُودة ، والأول أكثر
    (4) الشعر السبط : المنبسط المسترسل
    (5) الشعر الرجل : ليس شديد النعومة ولا الخشونة
    (6) الدعج : شدة سواد العينين مع سعتهما
    (7) المسربة : شعر دقيق من الصدر إلى السرة
    (8) الشثن : الغليظ الخشن
    (9) تَقَلَّع : المراد قوّة مَشْيه كأنه يَرْفَع رِجْليه من الأرض رَفْعاً قويَّاً
    (10) الصبب : المنحدر من الأرض
    (11) اللهجة : لغة الإنسان وكلامه
    (12) لين العريكة : طيب الذكر والعرض، سَلِس مُنْقَاد قليل الخِلاف والنُّفُور

    دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 261)
    231 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ، قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبيد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم : إن عليا كان إذا نعته ، قال : « لم يكن بالطويل الممغط ، ولا القصير المتردد ، لم يكن بالمطهم ولا المكلثم ، أبيض مشرب ، أدعج (1) العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتد ، شثن (2) الكفين والقدمين ، دقيق المسربة (3) ، إذا مشى تقلع (4) كأنما يمشي في صبب (5) ، وإذا التفت التفت معا . ليس بالسبط (6) ولا الجعد (7) القطط (8) » قال أبو عبيد : حدثنيه أبو إسماعيل المؤدب ، عن عمر ، مولى غفرة ، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ، قال : كان علي إذا نعت النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ذلك . وفي حديث آخر : حدثناه إسماعيل بن جعفر ، قال : « كان أزهر اللون ، ليس بالأبيض الأمهق » . وفي حديث آخر : « كان في عينيه شكلة » . وفي حديث آخر : « كان شبح الذراعين » . قال الكسائي ، والأصمعي ، وأبو عمرو ، وغير واحد ، ذكر كل واحد منهم بعض تفسير هذا الحديث . قوله : « ليس بالطويل الممغط » يقول : ليس بالبائن الطويل ، ولا القصير المتردد . يعني قد تردد خلقه بعضه على بعض ، فهو مجتمع . ليس بسبط الخلق . يقول : فليس هو كذاك ولكن ربعة بين الرجلين ، وهكذا صفته في حديث آخر : « إنه كان ضرب اللحم بين الرجلين » . وقوله : « ليس بالمطهم » قال الأصمعي : التام كل شيء منه على حدته ، فهو بارع الجمال . وقال : غير الأصمعي : المكلثم : المدور الوجه . يقول : فليس كذلك ، ولكنه مسنون . وقوله : « مشرب » يعني : الذي أشرب حمرة . والأدعج العين : الشديد سواد العينين . قال الأصمعي : الدعجة هي : السواد . قال : والجليل المشاش : العظيم رءوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين . وقوله : الكتد : هو الكاهل وما يليه من جسده . وقوله : شثن الكفين والقدمين : يعني أنها إلى الغلظ . وقوله : « إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب » الصبب : الانحدار ، وجمعه أصباب . وقوله : « ليس بالسبط ولا الجعد القطط » والقطط : الشديد الجعودة مثل أشعار الحبش . والسبط : الذي ليس فيه تكسر . يقول فهو جعد رجل . وقوله : « كان أزهر » الأزهر : الأبيض النير البياض ، الذي لا يخالط بياضه حمرة . وقوله : ليس بالأمهق ، والأمهق الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة ، وليس بنير ولكن كلون الجص أو نحوه . يقول : فليس هو كذلك . وقوله : « في عينيه شكلة » فالشكلة : كهيئة الحمرة تكون في بياض العين ، والشهلة غير الشكلة ، وهي : حمرة في سواد العين والمرهة : البياض الذي لا يخالطه غيره . وقوله : « أهدب الأشفار » يعني طويل الأشفار . وقوله : « شبح الذراعين » يعني : عبل الذراعين عريضهما . والمسربة : الشعر المستدق ما بين اللبة إلى السرة . وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن علي المقرئ ، قال : حدثنا أبو عيسى الترمذي ، قال : قال أبو جعفر محمد بن الحسين : سمعت الأصمعي يقول في تفسير صفة النبي صلى الله عليه وسلم . الممغط : الذاهب طولا ، وسمعت أعرابيا يقول في كلامه : تمغط في نشابته ، أي مدها مدا شديدا . المتردد : الداخل بعضه في بعض قصرا . وأما القطط : فالشديد الجعودة . والرجل : الذي في شعره حجونة أي تثن قليلا . وأما المطهم : فالبادن الكثير اللحم . والمكلثم : المدور الوجه . والمشرب : الذي في بياضه حمرة . والأدعج : الشديد سواد العين . والأهدب : الطويل الأشفار . والكتد : مجتمع الكتفين ، وهو الكاهل . والمسربة : هو الشعر الدقيق الذي هو كأنه قضيب من الصدر إلى السرة . والشثن : الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين . والتقلع : أن يمشي بقوة . والصبب : الحدور ، وتقول : انحدرنا في صبوب وصبب . وقوله : جليل المشاش : يريد رءوس المناكب . والعشرة : الصحبة ، والعشير : الصاحب . والبديهة : المفاجأة ، يقول : بدهته بأمر : فجأته
    __________
    (1) الدعج : شدة سواد العينين مع سعتهما
    (2) الشثن : الغليظ الخشن
    (3) المسربة : شعر دقيق من الصدر إلى السرة
    (4) تَقَلَّع : المراد قوّة مَشْيه كأنه يَرْفَع رِجْليه من الأرض رَفْعاً قويَّاً
    (5) الصبب : المنحدر من الأرض
    (6) الشعر السبط : المنبسط المسترسل
    (7) الجَعْد : في صِفات الرجال يكون مَدْحا وَذَمّا : فالمدْح مَعْناه أن يكون شَدِيد الأسْرِ والخَلْق، أو يكون جَعْدَ الشَّعَر أي خشنه، وأما الذَّم فهو القَصير المُتَردّد الخَلْق. وقد يُطْلق على البخِيل أيضا
    (8) القطط : الشديد الجعُودة ، وقيل : الحَسَن الجُعُودة ، والأول أكثر

    دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 262)
    232 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، قال : أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقرئ الواسطي بها ، قال : حدثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن مجمع بن يحيى الأنصاري ، عن عبد الله بن عمران ، عن رجل من الأنصار أنه سأل عليا رضي الله عنه عن نعت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض اللون ، مشرب حمرة ، أدعج العينين ، سبط الشعر ، ذو وفرة (1) ، دقيق المسربة (2) ، كأن عنقه إبريق فضة . من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب ، ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره . شثن (3) الكف والقدم ، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب (4) ، وإذا مشى كأنما يتقلع (5) من صخر ، وإذا التفت التفت جميعا . كأن عرقه اللؤلؤ . ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر (6) ، ليس بالطويل ولا بالقصير . ولا العاجز ولا اللئيم . لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم
    __________
    (1) الوفرة : من الشعر ما كان إلى الأذنين ، ولا يجاوزهما
    (2) المسربة : شعر دقيق من الصدر إلى السرة
    (3) الشثن : الغليظ الخشن
    (4) الصبب : المنحدر من الأرض
    (5) التقلع : القوة في المشي مع تتابع الخطى
    (6) أذفر : جيد إلى الغاية رائحته شديدة


    دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 263)
    233 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين العلوي ، قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قال : حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : « لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ، بالآدم (1) ولا الأبيض ، شديد البياض ، فوق الربعة ودون الطويل ، كان من أحسن من رأيته من خلق الله تعالى ، وأطيبه ريحا ، وألينه كفا ، ليس بالجعد (2) الشديد الجعودة (3) ، وكان يرسل شعره إلى أنصاف أذنه ، وكان يتوكأ (4) إذا مشى »
    __________
    (1) الآدم : الأسمر
    (2) الجَعْد : في صِفات الرجال يكون مَدْحا وَذَمّا : فالمدْح مَعْناه أن يكون شَدِيد الأسْرِ والخَلْق، أو يكون جَعْدَ الشَّعَر أي خشنه، وأما الذَّم فهو القَصير المُتَردّد الخَلْق. وقد يُطْلق على البخِيل أيضا
    (3) الجعودة : الالتواء في الشعر
    (4) توكأ : أي لا يتكلم كأنه ربط فاه فلم ينطق


    دلائل النبوة للبيهقي - (1 / 264)
    234 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن منصور ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال : سئل أبو هريرة عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : « كان أحسن الناس صفة وأجملها ، كان ربعة (1) إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الجبين ، شديد سواد الشعر ، أكحل العينين أهدب ، إذا وطئ (2) بقدمه وطئ بكلها . ليس أخمص . إذا وضع رداءه عن منكبيه (3) فكأنه سبيكة فضة . وإذا ضحك يتلألأ . لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم »
    __________
    (1) الربعة : ليس بالطويل ولا بالقصير
    (2) وطئ : وضع قدمه على الأرض أو على الشيء وداس عليه ، ونزل بالمكان
    (3) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد



    ==========================================

    كتاب الروض الأنف - (2 / 199)
    قَالَ ابْنُ هِشَامٍ [ ص 199 ] وَكَانَتْ صِفَةُ رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فِيمَا - ذَكَرَ عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ كَانَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السّلَامُ إذَا نَعَتَ رَسُولَ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَالَ لَمْ يَكُنْ بِالطّوِيلِ الْمُمّغِطِ ، وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدّدِ وَكَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا السّبْطِ كَانَ جَعْدًا رَجُلًا ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهّمِ وَلَا الْمُكَلْثَمِ وَكَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ جَلِيلَ الْمُشَاشِ الْكَتَدِ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ أَجْرَدَ شَثْنَ الْكَفّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إذَا مَشَى تَقَلّعَ ، كَأَنّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ وَهُوَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَاتَمُ النّبِيّينَ أَجْوَدَ النّاسِ كَفّا ، وَأَجْرَأَ النّاسِ صَدْرًا ، وَأَصْدَقَ النّاسِ لَهْجَةً وَأَوْفَى النّاسِ ذِمّةً وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَمَنْ خَالَطَهُ أَحَبّهُ يَقُولُ نَاعَتْهُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَsصِفَةُ النّبِيّ فَصْلٌ وَذَكَرَ فِي صِفَةِ النّبِيّ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - مِمّا نَعَتَهُ بِهِ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ -

    فَقَالَ لَمْ يَكُنْ بِالطّوِيلِ الْمُمّغِطِ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرّوَايَةِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَذَكَرَ الْأَوْصَافَ إلَى آخِرِهَا وَقَدْ شَرَحَهَا أَبُو عُبَيْدٍ ، فَقَالَ عَنْ الْأَصْمَعِيّ ، وَالْكِسَائِيّ وَأَبِي عَمْرٍو وَغَيْرِ وَاحِدٍ

    قَوْلُهُ لَيْسَ بِالطّوِيلِ الْمُمّعِطِ أَيْ لَيْسَ بِالْبَائِنِ الطّوِيلِ وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدّدِ يَعْنِي : الّذِي تَرَدّدَ خَلْقُهُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَهُوَ مُجْتَمَعٌ لَيْسَ بِسَبْطِ الْخَلْقِ يَقُولُ فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ رَبْعَةٌ بَيْنَ الرّجُلَيْنِ وَهَكَذَا صِفَتُهُ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ضَرَبَ اللّحْمُ بَيْنَ الرّجُلَيْنِ .

    وَقَوْلُهُ لَيْسَ بِالْمُطَهّمِ قَالَ الْأَصْمَعِيّ : هُوَ التّامّ كُلّ شَيْءٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ فَهُوَ بَارِعُ الْجَمَالِ وَقَالَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيّ الْمُكَلْثَمُ الْمُدَوّرُ الْوَجْهُ يَقُولُ لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنّهُ مَسْنُونٌ

    وَقَوْله : مُشْرَبٌ يَعْنِي الّذِي أُشْرِبَ حُمْرَةً

    وَالْأَدْعَجُ الْعَيْنُ الشّدِيدُ سَوَادِ الْعَيْنِ قَالَ الْأَصْمَعِيّ : الدّعْجَةُ هِيَ السّوَادُ

    وَالْجَلِيلُ الْمُشَاشُ : الْعَظِيمُ الْعِظَامِ مِثْلَ الرّكْبَتَيْنِ وَالْمِرْفَقَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ

    وَقَوْلُهُ الْكَتَدُ هُوَ الْكَاهِلُ وَمَا يَلِيهِ مِنْ جَسَدِهِ

    وَقَوْلُهُ شَثْنُ الْكَفّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ يَعْنِي : أَنّهُمَا [ ص 200 ] وَقَوْلُهُ لَيْسَ بِالسّبْطِ وَلَا الْجَعْدِ الْقَطَطِ فَالْقَطَطُ الشّدِيدُ الْجُعُودَةُ مِثْلُ شُعُورِ الْحَبَشَةِ ،
    وَوَقَعَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِأَبِي عُبَيْدٍ التّامّ كُلّ شَيْءٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ . يَقُول : لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنّهُ بَارِعُ الْجَمَالِ فَهَذِهِ الْكَلِمَةُ أَعْنِي : لَيْسَ كَذَلِكَ مُخِلّةً بِالشّرْحِ وَقَدْ وَجَدْته فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ بِإِسْقَاطِ يَقُولُ كَذَلِكَ وَلَكِنْ عَلَى نَصّ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا . [ ص 201 ]


    =============================================


    الشمائل المحمدية - (1 / 34)

    وأما المطهم الكثير اللحم
    والمكلثم المدور الوجه ( 1 )
    المشرب الذي في بياضه ( 2 ) حمرة
    والأدعج الشديد سواد العين
    والأهدب الطويل الأشفار
    والكتد مجتمع الكتفين وهو الكاهل
    والمسربة هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر ا لى السرة
    والشثن الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين
    والتقلع أن يمشي بقوة
    والصبب الحدور تقول ( 3 ) انحدرنا في صبوب وصبب
    وقوله جليل المشاش يريد رؤوس المناكب
    والعشرة ( 4 ) الصحبة
    والعشير الصاحب
    والبديهة المفاجأة يقال بدهته بأمر أي فجأته
    8 حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي إملاء علينا من كتابه قال

    الشمائل المحمدية - (1 / 35)
    اخبرني رجل من بني تميم من ولد ابي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي [ ] ( 1 ) قال سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا عن حلية رسول الله ( 2 ) صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها ( 3 ) شيئا أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما ( 4 ) يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت

    الشمائل المحمدية - (1 / 36)
    عقيقته فرق ( 1 ) والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين

    الشمائل المحمدية - (1 / 37)
    المنكبين ( 1 ) ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن ما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب ( 3 ) الراحة شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف أو قال شائل ( 3 ) الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو ( 4 )

    الشمائل المحمدية - (1 / 38)
    عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدأ ( 2 ) من لقي بالسلام
    9 حدثنا ابو موسى محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العين منهوس العقب \ 2 \
    قال عظيم الفم قلت ما أشكل العين [ قال طويل شق العين ] ( 3 ) قلت ما منهوس العقب قال قليل لحم العقب
    ____________________



    ================================================== =====

    الشمائل للترمذي - (1 / 33)
    قَالَ أَبُو عِيسَى : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ فِي تَفْسِيرِ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُمَّغِطُ : الذَّاهِبُ طُولاً . وَقَالَ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ فِي كَلاَمِهِ : تَمَغَّطَ فِي نَشَّابَتِهِ أَيْ مَدَّهَا مَدًّا شَدِيدًا . وَالْمُتَرَدِّدُ : الدَّاخِلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ قِصَرًا . وَأَمَّا الْقَطَطُ : فَالشَّدِيدُ الْجُعُودَةِ . وَالرَّجُلُ الَّذِي فِي شَعْرِهِ حُجُونَةٌ : أَيْ تَثَنٍّ قَلِيلٌ . وَأَمَّا الْمُطَهَّمُ فَالْبَادِنُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ . وَالْمُكَلْثَمُ : الْمُدَوَّرُ الْوَجْهِ . وَالْمُشَرَبُ : الَّذِي فِي بَيَاضِهِ حُمْرَةٌ . وَالأَدْعَجُ : الشَّدِيدُ سَوَادِ الْعَيْنِ . وَالأَهْدَبُ : الطَّوِيلُ الأَشْفَارِ. وَالْكَتَدُ : مُجْتَمِعُ الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ الْكَاهِلُ . وَالْمَسْرُبَةُ : هُوَ الشَّعْرُ الدَّقِيقُ الَّذِي كَأَنَّهُ قَضِيبٌ مِنَ الصَّدْرِ إِلَى السُّرَّةِ. وَالشَّثْنُ : الْغَلِيظُ الأَصَابِعِ مِنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ . وَالتَّقَلُّعُ : أَنْ يَمْشِيَ بِقُوَّةٍ. وَالصَّبَبُ الْحُدُورُ ، نَقُولُ : انْحَدَرْنَا فِي صَبُوبٍ وَصَبَبٍ . وَقَوْلُهُ : جَلِيلُ الْمُشَاشِ يُرِيدُ رُءُوسَ الْمَنَاكِبِ. وَالْعِشْرَةُ : الصُّحْبَةُ ، وَالْعَشِيرُ : الصَّاحِبُ. وَالْبَدِيهَةُ : الْمُفَاجَأَةُ ، يُقَالُ : بَدَهْتُهُ بِأَمْرٍ أَيْ فَجَأْتُهُ.

    الشمائل للترمذي - (1 / 35)
    8- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ إِمْلاَءً عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ ، يُكَنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ ، وَكَانَ وَصَّافًا ، عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا ، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، أَطْوَلُ مِنَ الْمَرْبُوعِ ، وَأَقْصَرُ مِنَ الْمُشَذَّبِ ، عَظِيمُ الْهَامَةِ ، رَجِلُ الشَّعْرِ ، إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُهُ فَرَّقَهَا ، وَإِلَّا فَلاَ يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ ، أَزْهَرُ اللَّوْنِ ، وَاسِعُ الْجَبِينِ ، أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبُ ، أَقْنَى الْعِرْنَيْنِ ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ ، يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ ، سَهْلُ الْخدَّيْنِ ، ضَلِيعُ الْفَمِ ، مُفْلَجُ الأَسْنَانِ ، دَقِيقُ الْمَسْرُبَةِ ،
    الشمائل للترمذي - (1 / 36)
    كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ ، مُعْتَدِلُ الْخَلْقِ ، بَادِنٌ مُتَمَاسِكٌ ، سَوَاءُ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ ، عَرِيضُ الصَّدْرِ ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ ، أَنْوَرُ الْمُتَجَرَّدِ ، مَوْصُولُ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ ، عَارِي الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ ، أَشْعَرُ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ ، طَوِيلُ الزَّنْدَيْنِ ، رَحْبُ الرَّاحَةِ ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ، سَائِلُ الأَطْرَافِ - أَوْ قَالَ : شَائِلُ الأَطْرَافِ - خَمْصَانُ الأَخْمَصَيْنِ ، مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ ، يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ ، إِذَا زَالَ زَالَ قَلِعًا ، يَخْطُو تَكَفِّيًا ، وَيَمْشِي هَوْنًا ، ذَرِيعُ الْمِشْيَةِ ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ، خَافِضُ الطَّرْفِ ، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلاَحَظَةُ ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلاَمِ.

    الشمائل للترمذي - (1 / 38)
    9- حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ ، مَنْهُوسَ الْعَقِبِ . قَالَ شُعْبَةُ :
    قُلْتُ لِسِمَاكٍ : مَا ضَلِيعُ الْفَمِ ؟ قَالَ : عَظِيمُ الْفَمِ ، قُلْتُ : مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ ؟ قَالَ : طَوِيلُ شِقِّ الْعَيْنِ ، قُلْتُ : مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ ؟ قَالَ : قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ.

    الشمائل للترمذي - (1 / 39)
    10- حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَشْعَثَ ، يَعْنِي ابْنَ سَوَّارٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ ،
    فَلَهُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ.
    11- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ : أَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ ؟ قَالَ : لاَ ،
    بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ.

    الشمائل للترمذي - (1 / 40)
    12- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمَصَاحِفِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    أَبْيَضَ كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ ، رَجِلَ الشَّعْرِ.
    13- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ ، يَعْنِي نَفْسَهُ ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ.


    =================================================

    سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - (2 / 82)
    الباب الثامن عشر في طوله واعتدال خلقه ورقة بشرته صلى الله عليه وسلم
    قال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير (1).
    رواه الشيخان.
    وقال أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا (2).
    رواه الخمسة.
    وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة وهو إلى الطول أقرب.
    رواه محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات وأبو الحسن بن الضحاك بسند حسن.
    وقال هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق بادن متماسك أطول من المربوع وأقصر من المشذب.
    رواه الترمذي.
    وقال أنس رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس قواما وأحسن الناس وجها وأحسن الناس لونا وأطيب الناس ريحا وألين الناس كفا.
    رواه أبو الحسن بن الضحاك وابن عساكر (3).
    وقال أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير (4).
    متفق عليه.
    وقالت أم معبد رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة لا بائن من طوله ولا تقتحمه عين من قصر غصنا بين غصنين أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا.
    رواه البيهقي.
    وقال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما
    مسست شيئا قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البزار والطبراني.
    __________
    (1) أخرجه البخاري 6 / 652 حديث (3549) وذكره مسلم 4 / 1818 حديث (92 - 2337).
    (2) تقدم.
    (3) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (18555).
    (4) أخرجه البخاري 6 / 652 الحديث (3547).
    (*)


    سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - (2 / 83)
    وقال علي رضي الله تعالى عنه: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد كان ربعة من القوم.
    رواه ابن عساكر.
    وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: ما مشي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أحد إلا طاله.
    رواه ابن عساكر.
    وقال أبو الطفيل عامر بن وائلة رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصدا (1).
    رواه مسلم.
    وقال البراء رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل ولا بالقصير (2).
    رواه الشيخان.
    وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد، وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده، ولم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فارقاه نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة.
    رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه والبيهقي وابن عساكر.
    وقال علي رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة إذا جامع القوم غمرهم (3).
    رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند والبيهقي ولفظه: إذا جامع القوم.
    وقال أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق البشرة.
    رواه ابن الجوزي.
    وقال ابن سبع رحمه الله تعالى: إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين صلى الله عليه وسلم.
    تنبيه في بيان غريب ما سبق: اعتدال الخلق: يناسب الأعضاء والأطراف، أي لا تكون متباينة في الدقة والغلظ والصغر والكبر والطول والقصر.
    __________
    (1) أخرجه مسلم 4 / 1820 حديث (99 - 2340).
    (2) أخرجه البخاري 6 / 652 (3549) ومسلم 4 / 1818 حديث (92 - 2337).
    (3) أخرجه أحمد في المسند 1 / 151 وابن سعد في الطبقات 1 / 2 / 121 وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 275 وعزاه لعبد الله بإسنادين في أحدهما رجل لم يسم والأخر من رواية يوسف بن مازن عن علي وأظنه لم يدرك عليا والله أعلم.
    (*)

    سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - (2 / 84)
    البادن: بكسر الدال المهملة: الضخم الكثير اللحم.
    ولما قال ذلك أردفه بقوله متماسك وهو الذي يمسك بعضه بعضا فليس هو بمسترخ ولا متهدل، كأن لحمه لاكتنازه واصطحابه يمسك بعضه بعضا لأن الغالب على السمن الاسترخاء.
    المربوع: الذي بين الطويل والقصير.
    المشذب: بميم مضمومة فشين فذال مشددة معجمتين مفتوحتين فباء موحدة: البائن طولا مع نقص في لحمه، أي ليس بنحيف طويل، لا بل طوله صلى الله عليه وسلم وعرضه متناسبان على أتم صفة.
    ربعة: براء مفتوحة فموحدة ساكنة أي مربوع الخلق لا طويل ولا قصير، والتأنيث باعتبار النفس، يقال رجل ربعة وامرأة ربعة وقد فسره في الحديث بقوله: ليس بالطويل البائن المفرط في الطول مع اضطراب القامة.
    البائن: الطويل في نحافة اسم فاعل من بان أي ظهر على غيره.
    قاله الحافظ وفي النهاية: أي المفرط طولا الذي بعد عن قدر الرجال الطوال (1).
    الغصن والأغصان: أطراف الشجر ما دامت فيها نابتة.
    النضارة: حسن الوجه والبريق.
    الثلاثة: النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعامر بن فهيرة.
    الممغط (2): بميمين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة مشددة فغين معجمة مكسورة المتناهي في الطول، وامتغط النهار امتد ومغطت الحبل إذا مددته وأصله منمغط والنون للمطاوعة فقلبت ميما وأدغمت في الميم ويقال بالعين المهملة بمعناه.
    القصير المردد: وهو الذي تردد من بعض خلقه على بعض فهو المجتمع الخلق الذي يضرب إلى القصر جدا.
    مقصدا: بميم مضمومة فقاف فصاد مشددة مفتوحتين أي ليس بطويل ولا قصير لا جسيم، كأن خلقه صلى الله عليه وسلم يجئ به القصد من الأمور.
    اكتنفه الرجلان: أحاطا به من جانبيه.
    غمرهم: أي كان فوق كل من معه.
    سهمهم: طالهم.
    والله سبحانه وتعالى أعلم.
    __________
    (1) في أطوله.
    (2) انظر اللسان 5 / 4241.
    (*)

    سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - (2 / 85)
    الباب التاسع عشر في عرقه صلى الله عليه وسلم وطيبه
    قال أنس رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير العرق (1).
    رواه أبو الحسن بن الضحاك.
    وقال أيضا: ما شممت ريحا قط أو عرقا قط أطيب من ريح أو عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    رواه الإمام أحمد والشيخان والترمذي.
    وزاد: ولا شممت مسكا - ولا عطرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: كأن ريح عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ريح المسك بأبي وأمي ! لم أر قبله ولا بعده مثله.
    رواه ابن عساكر.
    وقال أنس رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي أم سليم فيقيل عندها فتبسط له نطعا فيقيل عليه وكان كثير العرق وكانت تجمع عرقه صلى الله عليه وسلم فتجعله في الطيب والقوارير، فيستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ما هذا الذي تضعين يا أم سليم ؟ فتقول: هذا عرقك نجعله لطيبنا وهو أطيب الطيب.
    وفي رواية قالت: هذا عرقك أدوف به طيبي.
    رواه مسلم وغيره (3).
    وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب ريحا من المسك الأذفر وكأن كفه كف عطار مسها طيب أو لم يمسا به، يصافحه المصافح فيظل يومها يجد ريحها، ويضع يده على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه.
    رواه أبو بكر بن أبي خيثمة وأبو نعيم مختصرا.
    وقال أنس رضي الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ.
    رواه أبو بكر بن أبي خيثمة.

    __________
    (1) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (17828).
    (2) أخرجه البخاري 6 / 654 حديث (3561) ومسلم 4 / 1814 حديث (81 - 2330).
    (3) أخرجه مسلم 4 / 1816 حديث (85 - 2332).
    (*)

    ================================================== ====


    أسد الغابة - (1 / 15)
    كان علي رضي الله عنه إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط، كان جعداً رجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم كان في وجهه تدوير أبيض مشرب، أدعج العينين أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجرد ذو مسربة، شئن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب، إذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.
    أخبرنا يحيى بن محمد بن سعد الأصفهاني، أخبرنا أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي الصالحاني، أخبرنا جدي أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني الواعظ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري من كتابه " ح " قال أبو الشيخ: وحدثنا إسحاق بن جميل حدثنا سفيان بن وكيع قالا: حدثنا جميع بن عمر العجلي، حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة عن ابن أبي هالة عن الحسن بن علي قال: سألت خالي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله، عز وجل، وجزءاً لأهله وجزءاً لنفسه، ثم يجعل جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئاً.
    فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل على قدر فضائلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمة عن مسألتهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول: " ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغي حاجته؛ فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة " لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رواداً ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة.
    قال: فسألته عن مخرجه: كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه أو يعنيهم، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل عما في الناس، يحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه. معتدل الأمر غير مختلف، لا يميل مخافة أن يغفلوا ويميلوا، لا يقصر عن الحق ولا يتجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
    فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله عز وجل، ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه؛ من جالسه أو قاومه لحاجة سايره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها، أو بميسور من القول، قد وسع الناس خلقه فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة وصدق، لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنثى فلتاته، معتدلين يتواصون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب.
    قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قال:

    أسد الغابة - (1 / 16)
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا فاحش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه ولا يحبب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعينه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته؛ حتى كان أصحابه يستجلبونهم فيقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلى من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.
    قال: فسألته كيف كان سكوته؟ فقال: كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكير؛ فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع من الناس، وأما تفكيره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربعة: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح ليتناهى عنه، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته، والقيام فيما هو خير لهم، وفيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة.
    تفسير غريبه
    كان فخماً مفخماً: أي كان جميلاً مهيباً، مع تمام كل ما في الوجه، من غير ضخامة ولا نقصان.
    والمشذب: المفرط في الطول ولا عرض له، وأصله النخلة إذا جردت عن سعفها كانت أفحش في الطول، يعني أن طوله يناسب عرضه.
    وقوله عظيم الهامة: أي تام الرأس في تدويره.
    والرجل: بين القطط والسبط.
    والعقيصة فعيلة بمعنى مفعولة، وهي الشعر المجموع في القفا من الرأس، يريد: إن تفرق شعره بعد ما جمعه وعقصه فرق - بتخفيف الراء - وترك كل شيء في منبته، وقال ابن قتيبة: كان هذا أول الإسلام ثم فرق شعره بعد.
    والأزهر: هو الأنور الأبيض المشرق، وجاء في الحديث الآخر: أبيض مشرباً حمرة، ولا تناقض يعني ما ظهر منه للشمس مشرب حمرة، وما لم يظهر فهو أزهر.
    وقوله: أزج الحواجب في غير قرن، يعني أن حاجبيه طويلة سابقة غير مقترنة، أي ملتصقة في وسط أعلى الأنف، بل هو أبلج: والبلج بياض بين الحاجبين، وإنما جمع الحواجب لأن كل اثنين فما فوقهما جمع؛ قال الله تعالى " وكنا لحكمهم شاهدين " يعني داود وسليمان، وأمثاله كثير.
    وقوله: بينهما عرق يدره الغضب أي إذا غضب النبي امتلأ العرق دماً فيرتفع.
    وقوله: أقنى العرنين، فالعرنين: الأنف والقنا: طول في الأنف مع دقة الأرنبة، والأشم: الدقيق الأنف المرتفعه يعني أن القنا الذي فيه ليس بمفرط.
    سهل الخدين، يريد: ليس فيهما نتوء وارتفاع، وقال بعضهم: يريد أسيل الخدين.
    والضليع الفم: أي الواسع وكانت العرب تستحسنه، والأسنان المفلجة: أي المتفرقة.
    والمسربة: الشعر ما بين اللبة إلى السرة. والجيد: العنق. والدمية: الصورة.
    وقوله: معتدل الخلق أي: كل شيء من بدنه يناسب ما يليه في الحسن والتمام.
    والبادن: التام اللحم، والمتماسك: الممتلئ لحماً غير متسرخ، وقوله: سواء البطن والصدر: أي ليس بطنه مرتفعاً ولكنه مساو لصدره.
    والكراديس، رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين وغيرهما.
    والمتجرد: أي ما تستره الثياب من البدن فيتجرد عنها في بعض الأحيان يصفها بشدة البياض.
    وقوله: رحب الراحة: يكنون به عن السخاء والكرم. والشن: الغليظ. وقوله: خمصان الأخمصين فالأخمص وسط القدم من أسفل، يعني أن أخمصه مرتفع من الأرض تشبيهاً بالخمصان، وهو ضامر البطن.
    وقوله مسيح القدمين: أي ظهر قدميه ممسوح أملس لا يقف عليه الماء.
    وقوله: زال قلعاً إن روي بفتح القاف كان مصدراً بمعنى الفاعل، أي: يزول قالعاً لرجله من الأرض، وقال بعض أهل اللغة بضم القاف، وحكى أبو عبيد الهروي أنه رأى بخط الأزهري بفتح القاف وكسر اللام؛ غير أن المعنى فيه ما ذكرناه، وأنه عليه السلام كان لا يخط الأرض برجليه.
    وقوله: تكفياً، أي: يميد في مشيته.

    أسد الغابة - (1 / 17)
    والذريع: السريع المشي، وقد كان يتثبت في مشيته ويتابع الخطو ويسبق غيره، وورد في حديث آخر: كان يمشي على هينة وأصحابه يسرعون فلا يدركونه، والصبب: الحدور وقوله: يسوق أصحابه: أي يقدمهم بين يديه.
    وقوله: يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، قيل: إنه كان يتشدق في كلامه، بأن يفتح فاه كله ويتقعر في الكلام.
    وأشاح: أي أعرض، وترد بمعنى جد وانكمش.
    وقوله: فيرد ذلك على العامة بالخاصة: يعني أن الخاصة تصل إليه فتستفيد منه، ثم يردون ذلك إلى العامة، ولهذا كان يقول: ليليني منكم أولوا الأحلام والنهي.
    يحذر الناس: أكثر الرواة على فتح الياء والذال والتخفيف، يعني يحترس منهم، وإن روي بضم الياء وتشديد الذال وكسرها فله معنى، أي: إنه يحذر بعض الناس من بعض.
    وقوله: لا يوطن الأماكن: يعني لا يتخذ لنفسه مجلساً لا يجلس إلا فيه، وقد فسره ما بعده.
    قاومه: أي قام معه.
    وقوله: لا تؤبن فيه الحرم، أي: لا يذكرن بسوء، وقوله: ولا تنثى فلتاته أي: لا تذكر، والفلتات هو ما يبدر من الرجل، والهاء عائدة إلى المجلس.
    وقوله لا يتفرقون إلا عن ذواق: الأصل فيه الطعام إلا أن المفسرين حملوه على العلم.
    والممغط: الذاهب طولاً، يقال: تمغط في نشابته: مدها مداً شديداً، فعلى هذا هو فعل، وقيل: هو انفعل فأدغم، يقال: مغطه وامتغط أي امتد.
    والمطهم: البادن الكثير اللحم، والمكلثم المدور الوجه، وقيل: المكلثم من الوجه القصير الحنكي الداني الجبهة المستدير الوجه، والجمع بين هذا وبين قوله: في وجهه تدوير وقوله سهل الخدين أنه لم يكن بالأسيل جداً، ولا المدور مع إفراط التدوير، بل كان بينهما، وهو أحسن ما يكون.
    ذكر جمل من أخلاقه ومعجزاته
    صلى الله عليه وسلم
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعبد الناس، قام في الصلاة حتى تفطرت قدماه، وكان أزهد الناس؛ لا يجد في أكثر الأوقات ما يأكل، وكان فراشه محشواً ليفاً، وربما كان كساء من شعر.
    وكان أحلم الناس يحب العفو والستر ويأمر بهما، وكان أجود الناس؛ قالت عائشة: " كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ستة دنانير فأخرج أربعة وبقي ديناران، فامتنع منه النوم، فسألته فأخبرها، فقالت: إذا أصبحت فضعها في مواضعها، فقال: ومن لي بالصبح " وما سئل شيئاً قط فقال: لا.
    وكان أشجع الناس؛ قال علي: " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أقربنا إلى العدو " .
    وكان متواضعاً في شرفه وعلو محله؛ كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيده في حاجتها، فلا يفارقها حتى تكون هي التي تنصرف، وما دعاه أحد إلا قال: لبيك.
    وكان طويل الصمت، ضحكه التبسم، وكان يخوض مع أصحابه إذا تحدثوا، فيذكرون الدنيا فيذكرها معهم، ويذكرون الآخرة فيذكرها معهم.
    ولم يكن فاحشاً ولا يجزي السيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح؛ قالت عائشة: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم؛ فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما ضرت امرأة قط، ولا ضرب خادماً، ولا ضرب شيئاً قط إلا أن يجاهد.
    وقال أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبني قط ولا ضربني ولا انتهرني ولا عبس في وجهي، ولا أمر بأمر فتوانيت فيه فعاتبني، فإن عتب أحداً من أهله قال: دعوه فلو قدر لكان.
    وكان أشد الناس لطفاً؛ وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان يرقع الثوب ويقم البيت، ويخصف النعل، ويطحن عن خادمه إذا أعيا.
    هذا القدر كاف، وتركنا أسانيدها اختصاراً.
    معجزاته
    وأما معجزاته فهي أكثر من أن تحصى
    فمنها: إخباره عن عير قريش ليلة أسري به أنها تقدم وقت كذا فكان كما قال.
    ومنها ما أخبره به من قتل كفار قريش ببدر، وموضع كل واحد منهم فكان كذلك.
    ولما اتخذ المنبر حن الجذع الذي كان يخطب عنده حتى التزمه فسكن.
    ومنها أن الماء نبع من بين أصابعه غير مرة.
    وبورك في الطعام القليل حتى كان يأكل منه الكثير من الناس، فعل ذلك كثيراً.
    وأمر شجرة بالمجيء إليه فجاءت، وأمرها بالعود فعادت، وسبح الحصى بيده.
    ومنها ما أخبر به من الغيوب، فوقع بعده كما قال: مثل إخباره عن انتشار دعوته وفتح الشام ومصر وبلاد الفرس وعدد الخلفاء، وأن بعدهم يكون ملك وإخباره أن بعده أبا بكر وعمر.

    أسد الغابة - (1 / 18)
    وقوله عن عثمان: يدخل الجنة على بلوى تصيبه، وقوله: " إن الله مقمصك قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم " يعني الخلافة وقوله: " لعلك تضرب على هذه فتختضب " يعني جانب رأسه ولحيته، فكان كذلك.
    وقوله عن ابنه الحسن: " يصلح الله به بين فئتين عظيمتين " .
    وقوله عن عمار: " تقتلك الفئة الباغية " .
    وإشارته بالوصف إلى المختار والحجاج، إلى غير ذلك مما لا يحصى.
    وما ظهر بمولده من المعجزات منها: الفيل وهو الأمر المجمع عليه وارتجاس إيوان كسرى، وإخبار أهل الكتاب بنبوته قبل ظهوره، إلى غير ذلك مما لا نطول به، ففي هذا كفاية.
    ذكر لباسه وسلاحه ودوابه
    صلى الله عليه وسلم
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي كل شيء له، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة تسمى: السحاب.
    وكان يلبس تحت العمامة القلانس اللاطية.
    وكان له رداء اسمه: الفتح.
    وكان له سيوف منها: سيف ورثه من أبيه، ومنها ذو الفقار، والمخذم، والرسوب، والقضيب.
    وكان له دروع: ذات الفضول، وذات الوشاح، والبتراء، وذات الحواشي، والخرنق.
    وكان له منطقة من أدم مبشور، فيها ثلاث حلق من فضة.
    واسم رمحه: المثوى، واسم حربته: العنزة، وهي حربة صغيرة شبه العكاز، وكانت تحمل معه في العيد، تجعل بين يديه يصلي إليها، وله حربة كبيرة اسمها: البيضاء.
    وكان له محجن قدر ذراع، وكان له مخصرة تسمى: العرجون.
    وكان اسم قوسه: الكتوم، واسم كنانته: الكافور واسم نبله: الموتصلة.
    واسم ترسه: الزلوق، ومغفره: ذو السبوع.
    وكان له أفراس: المرتجز، كان أبيض، وهو الذي اشتراه من الأعرابي وشهد به خزيمة بن ثابت وقيل: هو غير هذا والله أعلم، وذو العقال، والسكب، وهو أدهم، والشحاء، والبحر، وهو كميت، واللحيف، أهداه له ربيعة بن ملاعب الأسنة، والزاز، أهداه له المقوقس، والظرب، أهداه له فروة الجذامى، وقيل: إن فروة أهدى له بغلة، وكان له فرس اسمه: سبحة؛ راهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء سابقاً، فهش لذلك.
    وكانت له بغلة اسمها دلدل، أخذها علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكان يركبها، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم محمد ابن الحنفية، فكبرت وعميت، فدخلت مبطحة، فرماها رجل بسهم فقتلها، وبغلة يقال لها: الإيلية، وكانت محذوفة طويلة فكانت تعجبه؛ فقال له علي: نحن نصنع لك مثلها، فإن أباها حمار وأمها فرس فنهاه أن ينزى الحمير على الخيل.
    وكان له حمار أخضر اسمه: عفير، وقيل: يعفور.
    وكان له ناقة تسمى: العضباء، وأخرى تسمى: القصوار، وقيل هما صفتان لناقة واحدة، وقيل كان له غيرها.
    وله شاة تسمى: غوثة، وقيل غيثة، وعنز تسمى: اليمن.
    وله قدحان، اسم أحدهما: الريان، والآخر: المضبب.
    وله تور من حجارة يقال له: المخضب، يتوضأ منه، وله مخضب من شبه وله ركوة تسمى: الصادر، وله فسطاط يسمى: الزكي، وله مرآة تسمى: المدلة، ومقراض يسمى: الجامع، وقضيب من الشوحط يسمى: الممشوق، ونعل يسميها: الصفراء، وكل هذه الأسماء إما صفات، أو يسميها تفاؤلاً بها.
    وأما معانيها فالقضيب من أسماء السيف، فعيل بمعني فاعل: يعني يقطع الضريبة، وذو الفقار: سمي به لحفر كانت في متنه حسنة، والبتراء: سميت له لقصرها، وذات الفضول لطولها.
    والمرتجز: لحسن صهيله، والعقال: داء يأخذ الدواب في أرجلها، وتشدد القاف وتخفف.
    والسكب قيل: هو الفرس الذي اشتراه صلى الله عليه وسلم من الفزاري بعشر أواق، وأول مشاهده عليه يوم أحد، وقيل إن الذي اشتراه من الفزاري المرتجز، ومعنى السكب الواسع الجري وكذلك البحر، وكان لأبي طلحة الأنصاري.
    والشحاء: إن صح، فهو الواسع الخطو، واللحيف: فعيل بمعنى فاعل، يلحف الأرض بذنبه لطوله، واللزاز: من اللز، كأنه سمي به لتلززه ودموجه.
    والظروب: سمي به تشبيهاً بالظرب من الأرض، وهو الرابية؛ سمي به لكبره وسمنه، وقيل لصلابة حافره.
    والمثوى من قوى: الأقامة، أي أن المطعون به يقيم بمكانه؛ يعني به الموت.
    والكتوم: سميت به لانخفاض صوتها إذا رمى عنها.
    والكافور: كم العنب وغلاف الطلع سميت الكنانة بها؛ لأنها غلاف النبل.
    والموتصل: هذه لغة قريش يثبتون الواو فيها وغيرهم يحذفها ويقول: المتصل، يعني أن النبل يصل إلى المرمى.
    والزلوق: يزلق عنه السلاح.
    والدلدل: سميت لسرعة مشيها.

    أسد الغابة - (1 / 19)
    وغفير تصغير أعفر كسويد تصغير أسود، والقياس: أعيفر.
    والعضباء: المشقوقة الأذن، وقيل: المثقوبة؛ قيل: إن العضباء هي الناقة التي اشتراها صلى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وهاجر عليها، وقيل: بل غيرها.
    والقصواء: المقطوعة الأذن، وقيل: لم يكن بهما ذلك، وإنما سميتا به، وسميت الركوة بالصادر، لأنها يصدر عنها بالري، سميت باسم من هي من سببه.
    ذكر أعمامه وعماته
    صلى الله عليه وسلم
    كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأعمام عشرة، ومن العمات خمس؛ فالأعمام: الزبير، وأبو طالب واسمه عبد مناف، وعبد الكعبة درج صغيراً، وأم حكيم البيضاء، وهي توءمة عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له أروى أم عثمان، وعامر بن كريز، وعاتكة بنت عبد المطلب، تزوجها أبو أمية بن المغيرة المخزومي، فولدت له زهيراً وعبد الله ابني أبي أميمة، وهما أخوا أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها، وبرة بنت عبد المطلب، تزوجها عبد الأسد بن هلال بن عبد الله المخزومي، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد، ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى أخو حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبدود، من بني عامر بن لؤي، فولدت له: أبا سبره، وأميمة بنت عبد المطلب تزوجها عمير بن وهب بن عبد بن قصي فولدت له طليب بن عمير، وأم هؤلاء جميعاً فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهم أشقاء عبد الله بن عبد المطلب.
    وحمزة بن عبد المطلب أسد الله، وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، والمقوم، وحجل واسمه المغيرة وصفية تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير، والسائب وعبد الكعبة درج. وأمهم هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    والعباس بن عبد المطلب، وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك امرأة من النمر بن قاسط، وضرار بن عبد المطلب مات حدثاً قبل الإسلام، وأمه نتيلة أيضاً.
    والحارث بن عبد المطلب، وكان أكبر ولده، وبه كان يكنى، وأمه صفية بنت جندب بن حجير بن زباب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، وقثم بن عبد المطلب، هلك صغيراً، وأمه صفية أيضاً.
    وعبد العزى بن عبد المطلب، وهو أبو لهب، وكان جواداً، كناه أبوه بذلك لحسنه، وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول الخزاعية.
    والغيداق بن عبد المطلب، واسمه نوفل، وأمه: ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل بن سويد بن سعد بن مشنوء بن عبد بن حبتر، امرأة من خزاعة، وقيل: إن قثم كان أخا الغيداق لأمه، ولم يكن أخا الحارث لأمه.
    لم يسلم من أعمامه إلا حمزة والعباس، وأسلمت عمته صفية إجماعاً، واختلفوا في أروى وعاتكة على ما ذكرناه في اسميهما.
    وحجل بالحاء المفتوحة والجيم.
    ذكر زوجاته وسراريه
    صلى الله عليه وسلم
    أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت.
    ثم تزوج بعدها سودة بنت زمعة؛ قال الزهري: تزوجها قبل عائشة، وهو بمكة، وبنى بها بمكة أيضاً، وقال غيره: تزوج عائشة قبلها، وإنما ابتنى بسودة قبل عائشة لصغر عائشة.
    وتزوج عائشة بنت أبي بكر بمكة وبنى بها بالمدينة سنة اثنتين.
    وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب في شعبان سنة ثلاث.
    وتزوج زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين سنة ثلاث، فأقامت عنده شهرين أو ثلاثة ولم يمت من أزواجه قبله غيرها، وغير خديجة.
    وتزوج أم سلمة بنت أبي أمية في شعبان سنة أربع.
    وتزوج زينب بنت جحش الأسدية سنة خمس، وقيل غير ذلك.
    وتزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان سنة ست، وبنى بها سنة سبع.
    وتزوج جويرية بنت الحارث سنة ست، وقيل سنة خمس.
    وتزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية سنة سبع.
    وتزوج صفية بنت حيي سنة سبع.
    وقد ذكرنا كل واحدة منهن، في ترجمتها مستقصى، فهؤلاء اللواتي لم يختلف فيهن، ومات عن تسع منهن، وهن اللواتي خيرهن الله سبحانه، فاخترن الله ورسوله.

    =================================================


    اسف اخى الحبيب للاطالة انما اردت ان اجمع معظم ما ورد فى هذا معا المذكورة فى كتب السيرة لتكون مرجعا لمن يريد

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
    ردود 0
    31 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
    ردود 2
    40 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
    ردود 0
    78 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
    ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
    ردود 0
    185 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة mohamed faid
    بواسطة mohamed faid
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
    ردود 0
    53 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
    يعمل...