السنة النبوية المطهرة ( أحاديث وشرحها)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

خديجة/ مسلم اكتشف المزيد حول خديجة/
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 4 (0 أعضاء و 4 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خديجة/
    3- عضو نشيط
    • 11 نوف, 2008
    • 300
    • محامية
    • مسلم

    #31
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا)

    المعني العام والشرح

    الصلاة مناجاة لله عز وجل ووقوف بين يديه وتضرع ودعاء وتسبيح وذكر واستغفار إن أديت كما ينبغي تجلو القلوب من خبث الغل والحق والحسد والظن السئ وتصفي النفوس من الحرص والتكالب على متاع الحياة الدنيا وتحصن المسلم ضد شهوات النفس ووساوس السيطان ومغرياته وقد شاءت حكمة الله ورحمته بالمؤمنين أن يوزع هذا الدواء الروحي على ساعات الليل والنهار خمس صلوات في كل يوم وليلة ليرجع المؤمن إلى ربه بين الحين والحين وكلما جذبه الشيطان ناحية الشر جذبته الصلاة ناحية الخير يخطئ فيغفر له فهي في يسرها وقربها من العبد ومحوها للخطايا كنهر يجري بالماء أمام البيت يغتسل فيه جاره خمس مرات في كل يوم وليلة كلما علق به التراب أو لحق به العرق أو أصابه قذر الطريق قام الغسل بإزالة كل ذلك وأعاد إلية النضارة والنظافة والصفاء
    سؤال وجهه رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه لأصحابه ليعرفوا قدر الصلاة وأثرها فيحرصوا عليها ويحافظوا على أدائها وهم الذين يعتزون بالماء ويعرفون قدر الإغتسال به يقول لهم : أخبروني لو أن نهراً من الماء العذب الصافي يجري أمام بيت أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى على جسده وسخ ؟ فيقولون بداهة : لا لا يبقى من وسخ على الجسم فيقول :ذلك مثل الصلوات الخمس تطهر المسلم بين الحين والحين والصلاة إلى الصلاة تكفر ما بينهما ويمحو الله بها الخطايا
    (أرأيتم) : أخبروني
    (باب أحدكم) : أي أمام أحدكم

    تعليق

    • خديجة/
      3- عضو نشيط
      • 11 نوف, 2008
      • 300
      • محامية
      • مسلم

      #32
      عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ،وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ،ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ،فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ،وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ »

      المعنى العام والشرح

      فضل الله عز وجل وقتي العصر والفجر على بقية أوقات اليوم لأن الفجر وقت النوم ووقت الخلود إلى الراحة ووقت البرد في الشتاء ولأن العصر وقت انشغال الناس بالأعمال والكسب فكان الترغيب في المحافظة على الصلاة في هذين الوقتين وكان فضل الله في الإثابة على صلاتهما عظيماً وشاء الله أن يباهي بعباده المصلين ملائكته ينزل من السماء إلى الأرض ملائكة في هذين الوقتين تنزل ملائكة الفجر فتشهد الصلاة مع المصلين وتستمر إلى صلاة العصر فتنزل طائفة أخرى من الملائكة تجتمع مع الأولى في صلاة العصر مع المصلين ثم تصعد طائفة النهار إلى ربها وتبقى ملائكة الليل فتبيت حتى الفجر فتنزل ملائكة النهار فتجتمع مع ملائكة الليل في صلاة الفجر ثم تصعد ملائكة الليل فيسألهم ربهم سؤال استنطاق : كيف تركتم عبادي؟ وهو أعلم بهم فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون
      فيا سعادة من شهدت صلاته وشهدت له الملائكة وياخسارة من أضاع هذا المغنم

      تعليق

      • خديجة/
        3- عضو نشيط
        • 11 نوف, 2008
        • 300
        • محامية
        • مسلم

        #33
        عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )

        المعنى العام والشرح

        حينما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه من غزوة خيبر وفي ليلة مظلمة بعد أن تعبوا من المسير نزلوا يستريحون
        فقال رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه لأصحابه : من يحرسنا ؟ فيظل يقظاً لا ينام لصلاة الفجر ؟
        قال بلال : أنا يارسول الله
        قال: فاحفظنا لاتفوتنا صلاة الفجر وناموا وقام بلال يصلى ما قدر له ثم أسند ظهره إلى بعير فنام فلم يستيقظ أحد إلا بعد أن طلعت الشمس وكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام فزعاً وقام الناس فزعين
        قال : يابلال ألم أقل لك؟
        قال يارسول الله بأبي أنت وأمي أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك من النوم الغالب لقوى البشر ما ألقيت على نومة مثل هذه النومة قط
        وأخذ الصحابة يهمسون : ماكفارة نومنا عن الصلاة ؟ وسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
        فقال لهم : لكم في رسول الله أسوة حسنة إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ليس في النوم تفريط ولا إثم ، إنما التفريط والإثم على من تكاسل وأهمل الصلاة حتى خرج وقتها فمن نام عن صلاة ، أو نسيها فليصل فوراً إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك
        قال تعالى (
        وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) أي لتذكرك إياها وإياي

        (
        مَنْ نَسِيَ صَلَاةً) : المقصود بالصلاة الفريضة

        (إِذَا ذَكَرَهَا
        ) : أي حين ذكره لها دون تأخير
        (
        لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ) : أي إلا أداؤها

        تعليق

        • خديجة/
          3- عضو نشيط
          • 11 نوف, 2008
          • 300
          • محامية
          • مسلم

          #34
          عن ابن عُمَرَ كان يقول : ( كان الْمُسلمُونَ حين قَدِمُوا الْمَدينَةَ يَجتَمِعُونَ فَيَتَحَـيَّـنُونَ الصَّلاةَ ليس يُنَادَى لها , فَتَكَلَّمُوا يَوْماً في ذلك , فقال بَعْضُهُمْ : اتَّخِذُوا نَاقُوساً مِثلَ ناقُوسِ النَّصَارَى , وقال بَعْضُهُمْ : بَلْ بُوقاً مِثْلَ قَرْنِ اليهُودِ , فقال عُمَرُ : أَولا تَبْعَثُونَ رَجُلاً يُنَادِي بالصَّلاةِ ؟ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يا بلالُ قُمْ فَنَادِ بالصَّلاةِ )

          المعنى العام والشرح

          كان المسلمون بمكة قليلي العدد يستخفون كثيراً في صلاتهم ولا يكادون يجتمعون وإذا اجتمعوا ترقبوا دخول الوقت وتحينوا حينه وزمنه ثم قاموا إلى الصلاة دون أذان أو إقامة
          فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني المسجد النبوي وكثر المسلمون ولم يعودوا يخشون الجهر بالعبادة استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في وسيلة يجمع بها الناس للصلاة
          فقال بعضهم: نرفع راية فإذا رآها المسلمون علموا أنه قد حان الوقت للصلاة فجاءوا ولم يقبل هذا الإقتراح لأن الراية لايراها إلا قلة من المسلمين ثم إنها لا ترى بالليل فلا تنفع للإعلان بالعشاء والفجر
          قال بعضهم نوقد ناراً عند حلول وقت الصلاة
          قال صلى الله عليه وسلم : إن رفع النار من فعل المجوس ولانحب أن نتشبه بهم
          قال بعضهم نتخذ قرناً وبوقاً ننفخ فيه فيرتفع الصوت فيسمعه من يريد الصلاة
          قال صلى الله عليه وسلم : اتخاذ البوق من فعل اليهود فلا نتشبه بهم
          قال بعضهم نتخذ ناقوساً

          قال صلى الله عليه وسلم : اتخاذ الناقوس من فعل النصارى
          سكت صلى الله عليه وسلم قليلاً يفكر أليس النصارى أقرب الناس مودة للذين آمنوا؟
          أليست المشابهة في عمل من أعمالهم أقل خطراً على المسلمين من مشابهة غيرهم؟
          لِما لا نتخذ ناقوساً حتى يأتي أمر الله ؟
          فأمر صلى الله عليه وسلم بصنع ناقوس
          قال عمر لِما لا نبعث الآن رجلاً عالي الصوت إلى مكان مرتفع أو إلى باب المسجد فينادي بالصلاة؟ يجمع الناس لها ورضى رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي عمر فقال : يابلال قم ونادِ بالصلاة فقام بلال فنادى : الصلاة جامعة
          وانصرف المسلمون إلى بيوتهم تلك الليلة وهم مشغولون بما دار من حديث ومنهم عبد الله بن زيد قال :انصرفت وأنا مهتم لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في منامي وأنا بين النائم واليقظان رجلاً يحمل ناقوساً في يده
          فقلت : ياعبد الله أتبيع الناقوس؟
          فقال : وما تصنع بهِ ؟
          فقلت : ندعو بهِ إلى الصلاة
          قال : أفلا أدلك على ماهو خير من ذلك ؟
          فقلت له : بلى
          فقال : تقول
          الله أكبر ، الله أكبر
          الله أكبر ،
          الله أكبر
          أشهد أن لا إله إلا الله

          أشهد أن لا إله إلا الله
          أشهد أن محمداً رسول الله
          أشهد أن محمداً رسول الله

          حي على الصلاة ، حي على الصلاة
          حي على الفلاح ، حي على الفلاح
          الله أكبر ، الله أكبر
          لا إله إلا الله

          فلما أصبح عبد الله بن زيد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى وكان الوحي قد نزل بالأذان فقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد : إنها لرؤيا حق قم مع بلال فألقِ عليه ما رأيت فيؤذن بهِ فإنه أندى منك صوتاً وسمع عمر الأذان وكان قد رأى في منامه ما رأى عبد الله بن زيد فخرج يجري يجر رداءه فقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل هذا

          ( كان المسلمون حين قدموا المدينة):مهاجرين من مكة

          (فيتحينون الصلاة)
          : أي يقدرون أحيانها ليأتوا إليها والحين الوقت والزمن

          (اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى) : كان ناقوس النصارى أولاً خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها فتحدث صوتاً ثم صاروا إلى الناقوس المعروف اليوم في الكنائس والمدارس

          (بل بوقاً مثل قرن اليهود): البوق والقرن اسطوانة واسعة من الطرف البعيد ضيقة من الطرف الذي ينفخ فيه تضخم الصوت وترفعه ويقال له : الصور ، و الشابور

          (أولا تبعثون رجلا) : أي أتقتدون بالنصارى واليهود ولا تبعثون رجلاً؟

          (ينادي بالصلاة) : أي الإعلام بالصلاة بأي لفظ لا بلفظ الأذان

          (قم فنادِ بالصلاة) : المراد الإعلام المحض والمراد من <<قم>> قيل الوقوف ، وقيل الذهاب إلى البعد

          تعليق

          • خديجة/
            3- عضو نشيط
            • 11 نوف, 2008
            • 300
            • محامية
            • مسلم

            #35
            عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصّفِّ الأوّلِ ثُمّ لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا، ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبقُوا إليه، ولوْ يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا»

            المعنى العام والشرح

            طلب النبي صلوات الله عليه وتسليمه من أصحابه أن يتقدم إلى الصف الأول أولوا العقول والفهم والعلم ولقد دفعهم تواضعهم وهضمهم لأنفسهم إلى أن يتأخروا عن الصف الأول حتى كاد يختل توازنه وتراصه بل خلا الصف الأول وأصبح بين الإمام والمأمومين ما يسع صفاً أو أكثر
            لقد رغب الرسول صلوات الله عليه وتسليمه في الصف الأول كثيراً قال : تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم وقال : "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها " ولم يتغلب الترغيب على هضم النفس والتواضع فظلوا يتأخرون عن الصف الأول حتى قال صلى الله عليه وسلم : "لايزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله "وربط فضل الصف الأول بميزة يؤمن بها الصحابة ربطه بالأذان وفضل المؤذنين وقد علم أن المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة فقال : لو يعلم المسلمون فضيلة المؤذن وفضيلة الصلاة في الصف الأول لاستبقوا إليهما ولتنافسوا وتباروا في الوصول إليهما حتى يضطروا إلى القرعة تفصل بينهم وتقدم بعضهم ولما كان المقام بيان في التسابق في الخيرات اقتضى ان يقرن بذلك الدعوة إلى التسابق إلى الصلاة والتبكير إليها وبخاصة صلاة العشاء وصلاة الفجر وهما أثقل صلاة على المنافقين فقال : لو يعلم المسلمون ما في التبكير إلى الصلاة من الأجر لتسابقوا بشأنه ولو يعلمون مافي صلاة العشاء والفجر من الأجر لأتوهما سراعاً ولو كانوا مرضى لا يستطيعون المشى لأتوهما حبوا على أيديهم وأرجلهم
            (
            لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ ) : المراد بالنداء الأذان أي لو يعلمون مافي مباشرته وأدائه من الأجر
            (
            والصّفِّ الأوّلِ ) : ما يلي الإمام مطلقاً
            (
            ثُمّ لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا) : الإستهام الإقتراع والمعنى أنهم لو علموا فضيلة الأذان ثم لم يجدوا طريقاً يحصلونه به لضيق الوقت عن أذان بعد أذان أو لكونه لايؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيله
            (
            ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ) : أي التبكير إلى الصلاة
            (
            ولوْ يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ ) : أي صلاة العشاء والفجر
            (لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا): بفتح الحاء وسكون الباء وهو المشي على اليدين والرجلين

            تعليق

            • خديجة/
              3- عضو نشيط
              • 11 نوف, 2008
              • 300
              • محامية
              • مسلم

              #36
              عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قال: « بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: اسْتَعجَلْنَا إِلَى الصَّلاةِ. قَالَ: فَلا تَفْعَلُوا . إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينةِ، فّمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا »

              المعني العام والشرح
              لصلاة الجماعة فضيلة يسعى إليها كل مسلم وللمبادرة إلى اقتناصها من أولها فضيلة يحرص عليها كل مصلِ ولهذا كان الصحابة يحرصون على هاتين الفضيلتين كل الحرص وكانوا يسارعون ويتسابقون لدرجة الجري والقفز وللصلاة قدسيتها لأنها مناجاة لله عز وجل وساحة المناجاة والتهيؤ لها يعطي حكمها من التقديس والوقار أمام هذين الوضعين كان التوجيه النبوي الكريم
              سمع رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه أصوات وحركات أصحابه يسعون ويهرولون للحاق به وهو في الصلاة حيث كانت مواضع وضوءهم بعيدة عن مكان الصلاة فلما سلم من صلاته قال لهم : ماهذه الجلبة؟ ولماذا ماسمعت من حركات ؟
              قالوا: أسرعنا الخطى وتعجلنا اللحاق بك لندرك أكبر قدر من الإئتمام والفضيلة
              قال : لاتعودوا لمثلها ولاتسعوا عند إتيانكم الصلاة ولكن أئتوها مشياً قريب الخطى وعليكم بالسكينة في طريقكم والخشوع والوقار في مشيتكم لها فإن أحدكم إذا كان يقصد المسجد للصلاة لايدفعه لذلك إلا الصلاة فهو في خطواته كما لو كان في صلاة له ثوابها ويكتب له أجرها فما أدركتم مع الإمام فصلوا معه وما سبقكم به منها فأتموا وأئتوا به بعد سلام الإمام

              (إذا أتيتم الصلاة) : أي إذا قصدتم وتحركتم لإتيانها

              (فما أدركتم فصلوا) : أي فالقدر الذي أدركتموه من الصلاة مع الإمام فصلوا معه

              تعليق

              • خديجة/
                3- عضو نشيط
                • 11 نوف, 2008
                • 300
                • محامية
                • مسلم

                #37
                عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (والذي نفسي بيده لقد هممتُ أن آمرَ بحطبٍ فيُحطب ، ثم آمُرَ بالصلاة فيُؤذّن لها ، ثم آمرَ رجلاً يؤمُّ الناس ، ثم أُخَالِفَ إلى رجالٍ لا يشهدون الصلاةَ فأُحَرِّقَ عليهم بُيوتَهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يَجِدُ عرقًا سمينًا أو مِرْمَاتْينِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ العِشَاءَ)

                المعنى العام والشرح
                من أبرز أهداف الإسلام ترابط المجتمع وغرس المودة والرحمة بين أبنائه حتى يصبح كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى
                ولقد ولد الإسلام في مجتمع متفرق لايضمه هدف ولاتجمعه غاية يغير بعضه على بعض وتترفع كل قبيلة على الأخرى فحارب الإسلام هذه العصبية وسوى بين الناس كأسنان المشط ونادى بقرآن يتلى
                (
                يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ)
                عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

                وكان لابد من وسائل تقود إلى غرس هذا المبدأ وكان لابد من تدريبات عملية تطبع المسلمين على الإحساس بهذه المساواة فكانت صلاة الجماعة إمامها رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه ومناديها بلال بن رباح العبد الحبشي يقف المسلمون فيها صفوفاً كصفوف الملائكة المناكب ملاصقة للمناكب والأقدام مساوية للأقدام الغني بجوار الفقير والقوي بجوار الضعيف الكل يتحرك حركة واحدة ويسكن سكوناً واحداً فإذا قضيت الصلاة التقى المسلمون بعضهم ببعض فدرسوا مصالحهم وسأل بعضهم عن أحوال بعض وعرفوا غائبهم لقاءات في المسجد خمس مرات كل يوم وليلة
                ودخل الإسلام منافقون ثقلت عليهم صلاة الفجر وصلاة العشاء وثقلت عليهم الجماعات فكانوا يتخلفون وكرر الرسول صلى الله عليه وسلم على مسامعهم الترغيب في الجماعة فصموا آذانهم فكان المناسب لهم التهديد والوعيد فقال رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه لقد فكرت وهممت أن انفذ فكرتي أن يؤذن المؤذن للصلاة ويقيم ثم آمر رجلاً يصلي بالناس بدلاً مني ثم آخذ بعض الفتية وبعض حزم الحطب فنحرق بيوت المتخلفين عن الجماعة وهم فيها وخاف المنافقون وضعاف الإيمان من التهديد فحافظوا حتى المريض الذي لايستطيع المشي كان يأتيها بين رجلين يستند إليهما وحتى الأعمى الذي يشكو تعثره في الظلماء وفي السيل لم يؤذن له بالتخلف عن الجماعة وأصبحت الجماعة في المسجد لايتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق مغاضب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين

                (لقد هممتُ) : أي قصدتُ

                (أن آمرَ بحطبٍ فيُحطب
                ) : أي فيجمع

                (ثم أُخَالِفَ إلى رجالٍ) : أي أتيهم من خلفهم وقيل :أتخلف عن الجماعة وأذهب إليهم أي أخالف المصلين قاصداً بيوت الرجال والتقييد بالرجال يخرج النساء والصبيان
                (عَرْقًا سمينًا) :العرق هو العظيم الذي عليه قليل اللحم
                (أو مِرْمَاتْينِ حَسَنَتَيْنِ) : المرماة هي ظلف الشاة أو مابين ظلفيها من اللحم وقيل اسم سهم يرمي به في الصيد والمقصود بهِ الخسيس الحقير من متاع الدنيا

                تعليق

                • خديجة/
                  3- عضو نشيط
                  • 11 نوف, 2008
                  • 300
                  • محامية
                  • مسلم

                  #38
                  وعنْ أَبي موسى رضيَ اللَّه عنه قالَ : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «أَعْظَمُ الَّناسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى .والَّذي يَنْتَظرُ الصَّلاةَ حتَّى يُصلِّيها مَعَ الإِمامِ أَعْظَمُ أَجراً مِنَ الذي يُصلِّيها ثُمَّ يَنَامُ »
                  متفقٌ عليه

                  المعنى العام والشرح


                  إذا كانت صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفرد منفردا بخمس وعشرين درجة كان على المسلمين أن يحرصوا عليها وأن يتحملوا في سبيل تحصيلها ما يقابلهم من صعاب ،الوضوء بالماء البارد في شدة البرد والمشي طويلاً لبعيد الدار عن المسجد وانتظار الصلاة حتى تقام ولكل من ذلك أجر فمن توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يشغله ولايحركه إلا الصلاة لم يخطو خطوة إلا كان له بها حسنة وحط عنه بها سيئة فإذا ما دخل المسجد وجلس ينتظر الصلاة كان في ثواب صلاة حتى يدخل في الصلاة
                  لقد خفي على بعض المسلمين ما في كثرة الخطا إلى المسجد من الأجر وكانوا يسكنون في أقصى المدينة على بُعد ميل من المسجد فدفعهم حرصهم على الجماعة أن يبيعوا بيوتهم ويشتروا بدلها بيوتاً بجوار المسجد وعَلِمَ الرسول صلوات الله عليه وتسليمه فقال لهم : لا يابني سلمة ألزموا بيوتكم لا تبيعوها وتحمّلوا مشاق الوصول إلى المسجد فإن الله يكتب لكم آثاركم يكتب بكل خطوة حسنة فأعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم ممشى فأبعدهم ممشى
                  قالوا : سمعنا وأطعنا يارسول الله وظل الصحابة يحرصون على إنتظار صلاة الجماعة في المسجد ابتغاء الأجر الوفير وبخاصة في صلاة العشاء التي كانت تؤخر أحياناً لعلمهم الذي يطول انتظاره لصلاة الإمام خير من الذي يصلي منفرداً ثم يذهب إلى بيته فينام

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
                  ردود 0
                  31 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة صلاح عامر
                  بواسطة صلاح عامر
                  ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
                  ردود 2
                  37 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة صلاح عامر
                  بواسطة صلاح عامر
                  ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
                  ردود 0
                  74 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة صلاح عامر
                  بواسطة صلاح عامر
                  ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
                  ردود 0
                  171 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة mohamed faid
                  بواسطة mohamed faid
                  ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
                  ردود 0
                  53 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                  بواسطة *اسلامي عزي*
                  يعمل...