كلام في سرك
قالوا السر إن خرج من بين اثنين فلم يعد سرًا ، وأنا أقول أن السر إن خرج منك لآخر أصبح مشاعًا للجميع
وإن البئر يطفح بما فيه من ماء ليفضح أمرك إن ألقيت في بطنه سرًا
فلا تقول سرك في بئر ولا في حائط لأن الحائط هو الآخر له أذن ومن له أُذن قد يكون له لسان يجلدك به في يوم من الأيام ..
يقولون النساء بواحات بالأسرار وما بالكم بالرجال إذن؟!!
وإنما الرجال أيضًا كذلك فلا تغتر وأرى أن الكل سواء فهناك نساء يحفظن السر كما أن هناك رجال يفضحن أمرك ...
ولكن على من نلوم والنفس نفسها لم تستطع أن تحفظ سرها فى قلبها وباتت قلقة ومتعبة أنهكها التفكير لمن تبوح بسرها .. فلن ترتاح حتى إن قالت ما في نفسها .. أترى كم هي سعيدة وفي راحة غريبة .. وهي تحكي أدق أدق أسرارها !
لمن نحكي سرنا وقد أتعبنا الكتمان اتعبنا ما هو مسجون فينا لدرجة الغليان ! أتعبنا تنامي فروع الأشجان من آثر خطأ أو خطيئة بظلال وفيرة ..
وهل ببوحك هذا ستعالج ما تنانمى فى قلبك ؟! لماذا في لحظة ضعف تقيد نفسك بحبل إذلال حول عنقك .. فدعنا نبحث معًا عن بديل
هل لديك حيوان .. هل لديك قط أو عصفور أو سلحفاة .. هل لديك قرد أو ثُعبان
ستقول لي هذا درب من الجنون أن أحاكي حيوان ؟!
فسأقول لك إن كان لديك إنسان أصم وأبكم وأعمى أحكي له ما شئت ، أحكي وفصل من كل الألوان عن كل الأحزان ... وإن لم يكن لديك مما سبق فبوح سرك هو الجنان .
ياسمينا مسلمة
تعليق