الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
الْسُّؤَالِ : تَسْتَفْسِرُ عَنْ مَعْنَىً هَذَا الْحَدِيْثِ: قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ آَيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوْبَةٍ, لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُوْلِ الْجَنَّةِ إِلَا أَنْ يَمُوْتَ مَا مَعْنَىً هَذَا الْحَدِيْثِ؟
الْجَوَابُ :
هَذَا جَاءَ لَهُ طُرُقٌ وَبَعْضُهَا لَا بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَىَ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ تُقْرَأْ هَذِهِ الْآَيَةَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، الْلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوْمُ.. (255) سُوْرَةُ الْبَقَرَةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ آَيَةٍ فِيْ الْقُرْآَنِ، يُسْتَحَبُّ أَنْ تَقْرَأَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مِنْ الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؛ لِأَنَّ بَعْضَ الْطَّرْقِ صَحِيْحٌ جَيِّدٌ لَا بَأْسَ بِهِ، وَمَعْنَاهُ: الْوَعْدُ بِالْخَيْرِ وَأَنَّ هَذَا مِنْ أَسْبَابِ دُخُوْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ لَمْ يَمْنَعْ مَانِعٌ مِنْ وُجُوْدِ كَبَائِرَ مَنْ الْذُّنُوبَ، مِثْلَ مَا فِيْ الْأَحَادِيْثِ الْأُخْرَى الَّتِيْ فِيْهَا الْوَعْدَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ صَامَ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ أَوْ صَامَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيْسْ يَعْنِيْ إِنْ لَمْ يَصِرْ عَلَىَ الْكَبَائِرِ، هَذَا وَعْدٌ إِنَّ لَمْ يَقُمْ عَلَىَ الْكَبَائِرِ، أَمَّا مَنْ أَقَامَ عَلَىَ الْكَبَائِرَ مَا تَغْفِرْ لَهُ ذُنُوْبَهُ، يَقُوْلُ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ إِلَىَ الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَىَ رَمَضَانَ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ)، وَالْلَّهُ يَقُوْلُ فِيْ كِتَابِهِ الْعَظِيْمِ يُخَاطِبُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَغَيْرِهِمْ: إِنَّ تَجْتَنِبُوا كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلا كَرِيْما (31) سُوْرَةُ الْنِّسَاءِ، فَشَرَطَ فِيْ تَكْفِيْرِ الْسَّيِّئَاتِ وَدُخُوْلِ الْجَنَّاتِ اجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، أَمَّا مَنْ لَمْ يَجْتَنِبَهَا، مَاتَ وَهُوَ مُقِيْمٌ عَلَيْهَا مَنْ الْزِّنَا أَوْ الْعُقُوقِ لِلْوَالِدَيْنِ أَوْ أَكَلَ الْرِّبَا، أَوْ قَطِيْعَةِ الْرَّحِمِ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فَهَذَا مُعَلَّقٌ أَمْرِهِ، وَهُوَ عَلَىَ خَطَرٍ، لَا تَكُوْنَ حَسَنَاتِهِ مُكَفِّرَةٍ، بَلْ هُوَ عَلَىَ خَطَرٍ حَتَّىَ يَجْتَنِبَ الْكَبَائِرِ، إِذَا كَانَتْ الْصَّلاةُ وَهِيَ عَمُوْدُ الْإِسْلَامِ لَا تُكَفَّرُ إِلَّا بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، وَهَكَذَا صَوْمِ رَمَضَانَ، فَكَيْفَ بِغَيْرِ ذَلِكَ، يَقُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ إِلَىَ الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَىَ رَمَضَانَ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) وَفِيْ لَفْظٍ: (مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ الْصَّحِيْحِ، هَذَا يَدُلُّ عَلَىَ أَنَّ أَحَادِيْثَ الْوَعْدُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالْرَّحْمَةِ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ وَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا مَشْرُوطٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، وَنُصَّ الْآَيَةَ وَاضِحُ فِيْ ذَلِكَ إِنَّ تَجْتَنِبُوا كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلا كَرِيْما (31) سُوْرَةُ الْنِّسَاءِ، فَالْأَحَادِيْثُ الَّتِيْ فِيْهَا تَكْفِيْرْ الْسَّيِّئَاتِ وَحُطَّ الْخَطَايَا لِمَنْ فَعَلَ كَذَا وَفَعَلَ كَذَا يَعْنِيْ مَا لَمْ يَصِرْ عَلَىَ كَبِيْرَةٍ، مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِصْرَارِ عَلَىَ كَبِيْرَةٍ مِنْ الْكَبَائِرِ، فَإِذَا أَصَرَّ عَلَىَ الْكَبِيْرَةِ لَمْ تُكَفَّرْ لَهُ الْذُّنُوبَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ. نَسْأَلُ الْلَّهَ لَنَا وَلَجَمِيِع الْمُسْلِمِيْنَ الْعَافِيَةَ.[ فتاوى نور على الدرب - الشيخ عبدالعزيز إبن باز رحمه الله واسكنهُ فسيح جناتهِ ]
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
الْسُّؤَالِ : تَسْتَفْسِرُ عَنْ مَعْنَىً هَذَا الْحَدِيْثِ: قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ آَيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوْبَةٍ, لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُوْلِ الْجَنَّةِ إِلَا أَنْ يَمُوْتَ مَا مَعْنَىً هَذَا الْحَدِيْثِ؟
الْجَوَابُ :
هَذَا جَاءَ لَهُ طُرُقٌ وَبَعْضُهَا لَا بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَىَ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ تُقْرَأْ هَذِهِ الْآَيَةَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، الْلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوْمُ.. (255) سُوْرَةُ الْبَقَرَةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ آَيَةٍ فِيْ الْقُرْآَنِ، يُسْتَحَبُّ أَنْ تَقْرَأَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مِنْ الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؛ لِأَنَّ بَعْضَ الْطَّرْقِ صَحِيْحٌ جَيِّدٌ لَا بَأْسَ بِهِ، وَمَعْنَاهُ: الْوَعْدُ بِالْخَيْرِ وَأَنَّ هَذَا مِنْ أَسْبَابِ دُخُوْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ لَمْ يَمْنَعْ مَانِعٌ مِنْ وُجُوْدِ كَبَائِرَ مَنْ الْذُّنُوبَ، مِثْلَ مَا فِيْ الْأَحَادِيْثِ الْأُخْرَى الَّتِيْ فِيْهَا الْوَعْدَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ صَامَ يَوْمَ عَاشُوْرَاءَ أَوْ صَامَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيْسْ يَعْنِيْ إِنْ لَمْ يَصِرْ عَلَىَ الْكَبَائِرِ، هَذَا وَعْدٌ إِنَّ لَمْ يَقُمْ عَلَىَ الْكَبَائِرِ، أَمَّا مَنْ أَقَامَ عَلَىَ الْكَبَائِرَ مَا تَغْفِرْ لَهُ ذُنُوْبَهُ، يَقُوْلُ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ إِلَىَ الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَىَ رَمَضَانَ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ)، وَالْلَّهُ يَقُوْلُ فِيْ كِتَابِهِ الْعَظِيْمِ يُخَاطِبُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَغَيْرِهِمْ: إِنَّ تَجْتَنِبُوا كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلا كَرِيْما (31) سُوْرَةُ الْنِّسَاءِ، فَشَرَطَ فِيْ تَكْفِيْرِ الْسَّيِّئَاتِ وَدُخُوْلِ الْجَنَّاتِ اجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، أَمَّا مَنْ لَمْ يَجْتَنِبَهَا، مَاتَ وَهُوَ مُقِيْمٌ عَلَيْهَا مَنْ الْزِّنَا أَوْ الْعُقُوقِ لِلْوَالِدَيْنِ أَوْ أَكَلَ الْرِّبَا، أَوْ قَطِيْعَةِ الْرَّحِمِ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فَهَذَا مُعَلَّقٌ أَمْرِهِ، وَهُوَ عَلَىَ خَطَرٍ، لَا تَكُوْنَ حَسَنَاتِهِ مُكَفِّرَةٍ، بَلْ هُوَ عَلَىَ خَطَرٍ حَتَّىَ يَجْتَنِبَ الْكَبَائِرِ، إِذَا كَانَتْ الْصَّلاةُ وَهِيَ عَمُوْدُ الْإِسْلَامِ لَا تُكَفَّرُ إِلَّا بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، وَهَكَذَا صَوْمِ رَمَضَانَ، فَكَيْفَ بِغَيْرِ ذَلِكَ، يَقُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ إِلَىَ الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَىَ رَمَضَانَ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) وَفِيْ لَفْظٍ: (مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ الْصَّحِيْحِ، هَذَا يَدُلُّ عَلَىَ أَنَّ أَحَادِيْثَ الْوَعْدُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالْرَّحْمَةِ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ وَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا مَشْرُوطٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، وَنُصَّ الْآَيَةَ وَاضِحُ فِيْ ذَلِكَ إِنَّ تَجْتَنِبُوا كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلا كَرِيْما (31) سُوْرَةُ الْنِّسَاءِ، فَالْأَحَادِيْثُ الَّتِيْ فِيْهَا تَكْفِيْرْ الْسَّيِّئَاتِ وَحُطَّ الْخَطَايَا لِمَنْ فَعَلَ كَذَا وَفَعَلَ كَذَا يَعْنِيْ مَا لَمْ يَصِرْ عَلَىَ كَبِيْرَةٍ، مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِصْرَارِ عَلَىَ كَبِيْرَةٍ مِنْ الْكَبَائِرِ، فَإِذَا أَصَرَّ عَلَىَ الْكَبِيْرَةِ لَمْ تُكَفَّرْ لَهُ الْذُّنُوبَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ. نَسْأَلُ الْلَّهَ لَنَا وَلَجَمِيِع الْمُسْلِمِيْنَ الْعَافِيَةَ.[ فتاوى نور على الدرب - الشيخ عبدالعزيز إبن باز رحمه الله واسكنهُ فسيح جناتهِ ]