ما هو أصل الأقباط؟
وهل ورثوا حضارة الفراعنة؟
وهل ورثوا حضارة الفراعنة؟
يدعي الأقباط أنهم وحدهم وارثو حضارة أجدادهم الفراعنة, وهم دون غيرهم أهل البلاد الأصليين, ولغتهم القبطية هي ذات اللغة الفرعونية القديمة, وكأن المسلمين المصريين جميعا جاؤوا من خارجها.
هذا الادعاء الساذج كرره الأقباط كذلك في النسخة العربية من كتاب تاريخ الأمة القبطية وكنيستها لمؤلفته الإنجليزية إديث.ل. بتشر الصادر عام ١٨٩٧ حيث نسبوا اليها التأكيد أن الاقباط هم وحدهم من ينحدرون من سلالات الفراعنة, وهو ما يستدعي التدقيق في الادلة التي تستند اليها المؤلفة في هذا الادعاء.
وسأبدأ بالبحث عن النص الانجليزي الاصلي للكتاب, ومنه صورة الفقرة التالية التي يدعي الاقباط انها تتحدث عن أصولهم الفرعونية:
ترجمة هذه الفقرة كالتالي:
من بين أربعة ملايين (نسمة) الذين يشكلون سكان مصر حاليا, يوجد فقط سبعمئة الف ممن يمكنهم الادعاء بلا خلاف أنهم أحفاد المصريين القدماء.
وهذا ادعاء شديد الخطأ;
لأن عدد سكان مصر وقت صدور الكتاب كان عشرة ملايين نسمة, وليس أربعة ملايين, مما يعني أن المؤلفة لا تستند الى أية مصادر صحيحة, ولا يمكنها معرفة طبيعة السكان أو أصولهم وسلالاتهم ما دامت لا تعرف حتى عددهم, ويلاحظ أيضا أن المؤلفة لم تذكر الأقباط مطلقا, ولو فعلت لاستحقت الرجم بالحجارة عن جدارة لأنه يعني أن واحداً من بين أربعة مصريين هو قبطي, وهو ادعاء لم يقله أحد.
الفقرة أعلاه ترجمها الاقباط ونشروها كالتالي:
واذا أردت أن تعرف مقدار ما أصابها الآن من الهول والويل والنكد والبلاء من ثقل هذا النير فاعلم أنه لا يوجد بين سكان مصر الذين يبلغون التسعة ملايين من الانفس سوى سبعمائة الف شخص قبطي لا شك ولا ريب في انهم وحدهم سلالة اولئك المصريين القدماء.
كما نرى من مقارنة الترجمة بالكتاب الأصلي, فقد أخذ الاقباط النص الانجليزي الخاطئ,
وأضافوا اليه بعض الشتائم النابعة من أصولهم الطيبة حين وصفوا العهد الإسلامي بالهول والويل والنكد والبلاء, ثم أضاف المترجم من جيب أبيه خمسة ملايين الى عدد السكان كما أدخل كلمةقبطيبسرعة قبل أن يراه أحد!!!
هذا الدجل ليس له أصل في الكتاب الإنجليزي, بل هو كذب مفضوح يحاول الأقباط تمريره هكذا ونسبته الى مؤلفة انجليزية نزل عليها الروح القدس على أيديهم, وصارت تعرف أصل وفصل الجميع, رغم أنها لا تعرف عدد المصريين ولم تذكر الأقباط في تلك الفقرة مطلقاً !!!
لماذا يكذب الذين نشروا هذا الكتاب؟
وما هو أصل المسيحيين الاقباط في مصر؟
في موقع مركز شنودة للدراسات القبطية في لوس انجلوس نقرأ هذا النص الذي يتحدث عن أصل المسيحيين الاقباط في مصر, علماً أن نفس النص تكرر في مواقع أخرى منها موقع الكنيسة الارثوذكسية في الاسكندرية
وترجمته كالتالي
دخلت المسيحية بشكل رسمي الى مصر على يد مرقص المبشر, والذي يعتقد أنه جاء الى الاسكندرية أول مرة في بداية الخمسينات من القرن الاول بصحبة عمه برنابا بعد أن وصلت أخبار عن أبوللو الذي بشر بالمسيحية بشكل غير صحيح في الاسكندرية في ذلك الوقت, وبعد أن سافر برنابا الى قبرص, جاء مرقص مرة أخرى وحده وبدأ بنشر كلمة الرب بين اليهود, وقد ترك مرقص في مصر ارثا مكونا من جماعة مسيحية مؤلفة بشكل رئيسي من اليهود الهيلينستيين الذين اعتنقوا المسيحية وبقيت المسيحية في الظل بسبب قوة الطائفة اليهودية في الاسكندرية في ذلك الوقت, وبعد الثورة اليهودية في الربع الاول من القرن الثاني الميلادي وما تبعها من تصفية اليهود في الاسكندرية, بدأ المسيحيون في مصر بالظهور الى العالم . انتهت الترجمة
مرقص هذا هو أول بطريرك للأقباط وكان والداه يهوديان وقد بشر بالمسيحية بين اليهود الهيلينستيين وهم من شكل النواة الاولى للمسيحيين الاقباط في مصر كما يصرح الاقباط, علماً أن اليهود الهيلينستيين هم يهود الشتات الذين تبنوا الثقاقة والحضارة اليونانية التي نشرها الاسكندر.
وقد اختلف المؤرخون في تحديد السنة التي جاء فيه مرقص الى مصر, وقيل أنه جاء بعد 15 عاما من صعود المسيح اي في عام 48 ميلادية, وصار يبشر بالمسيحية الى أن قتل سنة 68 ميلادية
هذا يعني أنه قضى حوالي 20 عاماً يبشّر بالمسيحية بين اليهود فقط , وهؤلاء اليهود هم الذين شكلوا أصل الطائفة المسيحية القبطية في مصر
أما أول أسقف من أصل مصري فهو أسقف الاسكندرية واسمه ديمتريوس وتم تعيينه عام ١٨٩ ميلادية, أي بعد حوالي مئة وأربعين سنة من دخول المسيحية المرقصية الى مصر
هذا يوضح أن الاقباط يتهمون المسلمين بما فيهم, فالمسيحية هي التي جاءت من خارج مصر وكان المستهدف بها اليهود وليس المصريين, وكل أساقفة الأقباط طوال المئة وأربعين سنة الاولى كانوا جميعا من غير المصريين
هذا كله كلام الأقباط وليس كلامي وستجدونه مكرراً بالتفصيل الممل في موقع ثالث حتى لا يفتري علي أحد
ومن لم تعجبه كل هذه الأدلة, فلينظر ما ورد في كتاب أبناء الفراعنة المعاصرين المنشور حيث ورد في صفحة ٣١٧ أن المسيحيين الأوائل كانوا جميعهم تقريبا من اليهود الهيلينستيين, ولم يكن هناك اهتمام بنشر المسيحية بين عموم المصريين القدماء.
ويؤكد الكتاب أن سلالات الأقباط المعاصرين ليست نقية وأن الباحثين وجدوا أدلة على اختلاط أنساب وسلالات الاقباط بالزنوج والرومان واليهود. هذا اضافة الى هجرة المسيحيين السوريين الى مصر في القرن الخامس, والذين تكاثر عدد الرهبان منهم حتى أسسوا أول كنيسة سورية لهم في وادي النطرون ولا زالت موجودة حتى اليوم ( الكتاب صادر منتصف القرن الثامن عشر)..
وأكثر من ذلك, فان تحليل البينة الجسدية للأقباط المعاصرين يظهر أنهم ليسوا سواءا فالاقباط في الدقهلية والشرقية يغلب عليهم بشرتهم اللون الاسمر الغامق, بينما نلاحظ أن ألوانهم أقل سماراً في المحافظات الوسطى, ثم تجد أنهم ذوي بشرة صافية وعيون زرقاء في أحنوب قرب أسيوط, وهذا تجدونه في صفحة 313 من نفس الكتاب الذي هو متوفر للتنزيل في موقع الاقباط المسمى فريكوبتس
فأين هي الأصول النقية للأقباط لدعم الادعاء أنهم وحدهم أبناء المصريين القدماء المنحدرين من سلالات الفراعنة ووارثو حضارتهم بينما جاء الاخرون من خارج مصر؟
أما اللغة القبطية, فيكفي أن تعلم أن عشرين بالمئة من مفرداتها يونانية, وهي ليست المصرية القديمة بل مزيج من المصرية القديمة واليونانية وحتى العربية دخلت اليها.
وعن بداية استعمال الأحرف يخبرنا الأقباط أن المبشرين الأوائل كانوا يتقنون اليونانية لكنهم لا يعرفون الكتابة المصرية القديمة وتسمى ديموتيك ( يعني الهيروغليفية المبسطة التي يستخدمها عامة المصريين القدماء للكتابة) بينما كان المصريون أميين لا يعرفون القراءة ولكن يفهمون اللغة المحكية فقام المبشرون اليونانيون بترجمة الكتب المسيحية الى اللغة المصرية واستخدموا الاحرف اليونانية للتدوين بعد أن أضافوا اليها بعض الاحرف الاخرى ... وهكذا صار عندنا كتابة قبطية لا زالت مستعملة الى يومنا هذا....مما يعني أن الاحرف القبطية أدخلت الى مصر بواسطة المبشرين اليونانيين
وهناك قصة طريفة وردت في صفحة ٣١٣ من كتاب تاريخ الكنيسة المصرية وهي منقولة على لسان سقراط حيث تقول:
عندما تم تهديم معبد سيرابيس وأصبح أنقاضا, وجدت بعض الحجارة محفور عليها نقش بالهيروغليفية, يشبه في شكله الصليب, وعندما رأه المسيحيون والوثنيون قالوا أن هذا يشير الى دينهم, وذلك لأن المسيحيين يعتقدون أن الصليب هو جزء من عقيدة الفداء في دينهم, بينما ادعى الوثنيون أن النقش ربما كان يرمز الى كلا الدينين معا, وأن الصليب الذي له معنى معين عند المسيحيين له معنى مختلف بالنسبة الى الوثنيين, وبينما هم يتباحثون ظهر لهم وثني اعتنق الديانة المسيحية وكان ملما بمعرفة الهيروغليفية عارفا باللغة المصرية القديمة فترجم لهم هذه الكتابة الموضوعة بشكل صليب واذا هي ( الحياة العتيدة) فلما سمع المسيحيون هذه الترجمة قالوا لم يبق بعد دليل على انها تشير الى ديانتنا .. الخ
يتضح من القصة أن المسيحيين الأوائل لم يكونوا يعرفون اللغة المصرية القديمة!! واحتاجوا الى أحد الوثنيين الذين اعتنقوا المسيحية لقراءة الكلمات الهيروغليفية وترجمتها لهم, بينما لم تكن لدى الوثنيين مشكلة في فهم اللغة انما في تفسير رمز الصليب ومعناه عند المسيحيين.
ولذلك عندما جاء هذا الوثني الذي يعرف اللغة ويعرف معنى الصليب في المسيحية استطاع يتوسط في الخلاف ويحل الالتباس.
من دمر حضارة الفراعنة؟
رغم توفر كتاب تاريخ الكنيسة المصرية للسيدة إديث بتشر باللغة العربية على مواقع النصارى, الا أن النسخة الانجليزية الأصلية للكتاب غير كاملة, بل انهم يسوقون الجزء الثاني فقط, وهو الذي يتحدث عن دخول الاسلام الى مصر, فلماذا لم ينشروا الاجزاء الاولى التي تتحدث عن دخول المسيحية الى مصر وتأسيس الكنيسة المصرية؟
هناك سبب مهم, فالقارئ الغربي يعرف مصر بتاريخها الفرعوني وأهراماتها, وأينما ذكرت مصر ذكر توت عنخ أمون والمعابد الفرعونية, والجزء الأول من الكتاب يتحدث عن التدمير الممنهج للمعابد الفرعونية والتماثيل التي توصف بأنها كانت من أروع ابداعات الحضارة الانسانية في وقتها.
والنص التالي من الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن تدمير معبد سيرابيس في الاسكندرية والذي كان يعتبر احد الروائع الهندسية في العصر القديم وهو يوضح لماذا لا يريد الاقباط نشره بالانجليزية:
في سنة 393 أصدر ثيودوسيوس أمرا يدفع به الغوائل عن مجامع اليهود ولكنه ترك هياكل الوثنيين التي كانت آية في الرونق والبهاء تحت تصرف الرهبان, فلم ينج من ايديهم الا المدرسة الرومية المخصصة لاقامةالاعياد وهيكل جوبيتر وذلك رغماً عن ارادة امبروز ولكنهما أبيدا بعد وفاة ثيودوسيوس في مدة حكم ابنه, أما في مصر فقد ساءت عوامل الهياكل سير النار في الهشيم وذلك بأمر ثيودوسيوس بناء على طلب البطريرك ثوفيلس, فلم يبق حجر على حجر من هيكل سيرابيس الا ونقض وقد كان هذا الهيكل معدوداً من أجمل الاعمال الهندسية في مدينة الاسكندرية.
وفي موقع أخر من الكتاب:
ولم يبق أثر للهيكل في الاسكندرية وغيرها من المدائن الشهيرة بل تساوت جميعها بالارض واخذت منها التماثيل والانصاب المعدنية وسكبت أواني وأوعية للكنائس أما التماثيل الحجرية فتحطمت وسحقت ولم يسلم منها سوى تمثال له رأس نسناس اقامه البطريرك ثوفيلس في ميدان فسيح حتى يعتبر الناس به ويعلموا كنه الآلهة التي كان يعبدها اباؤهم والاجداد وكيف انها حقيرة مزدراة.
علما أن بطريرك الأقباط في ذلك الوقت البابا ثوفيلس قاد عملية تدمير هيكل سيرابيس هذا شخصيا, ويوجد وصف لتمثال الاله الذي أشرف البابا على تدميره
مما سبق يتضح أن:
- سلالات الاقباط ليست نقية ليقال أنهم ينحدرون من المصريين القدماء, بل اختلطت دماؤهم بالرومان واليهود والأفارقة
- المسيحية دخلت الى مصر وانتشرت بين اليهود وهم من كان مستهدفاً بالدين الجديد
- مرقص قضى حياته يبشر اليهود في مصر وهم من شكل الطائفة المسيحية الارثوذكسية التي تركها في مصر عند استشهاده
- جميع بطاركة الكنيسة القبطية كانوا من غير المصريين طوال المئة وأربعين سنة الأولى من انتشار المسيحية
- اللغة المصرية القديمة هي أم اللغة القبطية وليست هي ذات اللغة, و المسيحيين القدماء لم يكونوا يعرفون المصرية القديمة ولا يعرفون كتابتها
وأكثر من ذلك, لا يمكن لمن دمر المعابد والتماثيل الفرعونية القديمة أن يدعى أنه وارث تلك الحضارة!!
يعايروننا بالتماثيل الفرعونية
وهم من صهرها وذوّبها وأعاد تشكيلها أواني وصلبان وأوعية للكنائس, وتم هدم الباقي
وهم من صهرها وذوّبها وأعاد تشكيلها أواني وصلبان وأوعية للكنائس, وتم هدم الباقي
ومازال مسلسل كشف الكذب المقدس مستمر
فأنتظرونا
فأنتظرونا
تعليق