في منتدى مسيحي أثار المتحاور المسيحي موضوع "القرآن يشهد للإنجيل و التوراة بعدم التحريف !!." وكانت نتيجة التحاور - الحذف والطرد, علما بأن الموضوع مثار في موقع الأنبا تكلا مع موضوعات مرتبطة بهذا الموضوع, فلو سمحتم لي بمحاولة الإحاطة بهذه المسألة باختصار علي أن يتم مناقشة كل جزئية تبعا لمداخلات السادة المسيحيون.
أولا:
يقول المتحاور المسيحي بأن " القرآن يشهد للإنجيل والتوراة بعدم التحريف" بناء علي الآيات:
سورة البقرة الآية 285, و سورة آل عمران الآيات 4,3 , و سورة النساء الآية 136 , و سورة المائدة الآيات 47,46,66
والرد هو " القرآن يشهد للإنجيل والتوراة بالتحريف" بناء علي الآيات:
سورة البقرة الآية 79 , و سورة البقرة الآية 75 , و سورة النساء الآية 46 , و سورة المائدة الآية 13
و سورة المائدة الآية 41
كما تفيد الآية رقم 17 في سورة المائدة بعدم إلوهية السيد المسيح بما يتناقض مع قول المسيحيين بأن الكتاب المقدس يقول بإلوهيته.
وردا علي شبهة التناقض والنسخ التي أثارها المتحاور المسيحي أقول:
النسخ يكون في الأحكام فقط وليس في الحقائق مثل العقائد أو القصص, ولا يوجد تناقض لأن التحريف لا يعني أن كل ما جاء في الكتاب المقدس محرف, فمثلا الأحكام يمارسها الناس فلا تضيع بطول المدة ولا توجد حاجة لتحريفها كما سنوضح ذلك لاحقا.
علما بأن هذا الرأي هو ما قال به حديثا رجال الدين المسيحي ففي تقرير المجمع الفاتيكاني الثاني
بمعني أن الكتاب المقدس به تعاليم إلهية ونقصان.
وأيضا يري الأرثوذكس أن البروتستنت حذفوا أجزاء من الكتاب, ومع ذلك يقول رجال الدين الأرثوذكس أن الحذف ليس بتحريف, والبروتستنت يقولون أن إضافة أجزاء إلي الكتاب (ما دامت وحي) ليس بتحريف, ومن وجهة نظرنا نحن المسلمون كلا الأمرين تحريف, فنحن لا نقول بإمكانية وضع الحديث القدسي داخل النص القرآني, علما بأن رأي الكتاب المقدس هو تحريم الحذف أو الإضافة.
جاء فيسفر التثنية (4: 2): "فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب اله آبائكم يعطيكم. لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي إنا أوصيكم بها".
وجاء في سفر التثنية (12: 32): "كل الكلام الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه لاتزد عليه ولا تنقص منه".
وجاء في سفر الأمثال (30: 5 - 6): "كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يويخك فتكذّب".
وقد جاء فيسفر الرؤيا (22: 18): "وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُ اللهُ عليه الضربات وَإِنْ حذف أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ".
ثانيا:
في موقع الانبا تكلا يقول
كذلك نحب أن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهي:
كلمة "تحريف" لا يمكن إثباتها عملياً إلا بالمقارنة:
أي مقارنة الإنجيل الأصلي بالإنجيل الذي يُقال بتحريفه. والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ في أي فصل أو فصول الإنجيل؟ وفي أي الآيات؟
أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الاتهام خطير، بلا بينة، بلا دليل، بل إثبات، بلا بحث علمي.. وبالتالي لا يكون مقنعاً لأحد.
ويقول أيضا أن القانون ينادي بأنه علي المدعي إقامة البينة..
فهل للمدعين التحريف إقامة البينة؟!
وما هي هذه البينة؟
إنها النسخة الأصلية للكتاب المقدَّس التي لم يصبها التحريف.
والرد هو أن هذا الرأي عليه الاعتراضات التالية:
- هناك طرق للإثبات بدون وجود النسخة الأصلية منها علي سبيل المثال (Falsification test) وهي المذكورة في الآية " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
- سنفترض أن الكتاب الأصلي موجود فعلا وأنه مختلف عما هو موجود في كتبكم الآن فهل ستقولون بأن كتبكم محرفة؟ أم ستقولون بأن هذا الكتاب يحوي هرطقة؟ُ الم تكن هناك أناجيل أخري رفضتموها لأن بها هرطقة كما تقولون؟ فلماذا لا تكون هي الصحيحة؟ ما هي أدلتكم علي أن ما اتفقتم علية (بغض النظر عن طريقة هذا الاتفاق) هو الصحيح؟ أنتم تقولون أن التوراة السامرية غير صحيحة وبها هرطقة (مع أنها نسخة أصلية أخري من التوراة وليست ترجمة), ما هو الدليل علي ذلك؟ وما الدليل علي أنها ليست الصحيحة؟ والبينة علي من لإثبات ذلك؟ أنتم تقولون أن الكتاب الموجود في أيدينا الآن مماثل للنسخ القديمة, فلماذا تقول النسخة العبرية بأن المدة من الطوفان حتى ولادة إبراهيم عليه السلام هي 292 بينما تقول الترجمة اليونانية بأنها 1072 وفي النسخة السامرية 942؟!! هل هذا مجرد خطأ في الترجمة؟! أم له أسباب أخري؟المشكلة أن الطوفان (حسب فهمي لما جاء في الكتاب المقدس) افني البشر فهو بداية جديدة للبشرية, فهل خلال هذه الفترة القصيرة وجد الكنعانيون والعماليق والفراعنة والكلدانيون و... وكل هذه الحضارات؟, في الترجمة اليونانية للأرقام الخاصة بهذه الفترة أضيفت مائة سنة لكل من أرفكشاه وشالح وعابر وفالج ورعو وسروج وأضيفت 50 سنة لناحور وأضيف اسم جديد داخل السلسلة(قينان 130 سنة), هل تعتقد أن ذلك خطأ طبيعي في الترجمة؟ أم أن هذا مقصود لمعالجة هذا الخطأ في الأصل؟ أم أن الترجمة اليونانية هي ترجمة لنسخة أخري من التوراة؟ وأين هي؟
- اصدر البابا جلاسيوس الاول الذي جلس علي الاريكة الباباوية سنة 492 ميلادية بيانا بالكتب المنهي عن مطالعتها وبدون منهج واضح لهذا الرفض ونهي علي سبيل المثال عن العناوين التالية - إنجيل برنابا وإنجيل توما وروايات ايزوسورس ورؤيا استفانوس وعشرات من العناوين الاخري والتي غالبها غير موجود الآن, ولاحظ ان ذلك كان قبل ظهور الإسلام , ولاحظ أيضا أن الأناجيل التي اخترتموها لتكون هي المعتمدة كانت بين قرابة عشرة أناجيل بالإضافة إلي أن منهجية الاختيار غير واضحة, فلماذا لا تكون هذه الكتب هي الصحيحة؟ هل لأنها خالفت ما قلتم به في المجمعات المسكونية؟ وهل معني ذلك ان العقيدة التي اتفقتم عليها صاغت كتبكم وليس العكس؟
- أنتم تقولون بأن المدعيين بالتحريف عليهم البينة, ومن المعروف أن مدعيين الأثبات هم الذين عليهم البينة, فإذا جاء أحد وقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال كذا نسأله عن الدليل علي صحة ما قال ولا يسألنا هو عن إثبات أن الرسول لم يقل هذا لنثبت عدم صحته, وقد جاء في الموقع بعض الأدلة علي أن الكتاب المقدس من عند الله, وسوف نناقش ذلك لاحقا, ولكن ذلك لا يثبت انه لم يتم تحريفه لأن التحريف كما قلت سابقا لا يشمل كل النص.
ثالثا:
في موقع الانبا تكلا يقول
تحدث الكتاب المقدس عن بعض الحقائق العلمية والتي لم يستطع العلم اكتشافها إلا بعد قرون طويلة مثل:
- الأرض كروية إشعياء 40: 22
· أكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض كما وجدت بقايا أخشاب محترقة ورماد دليلاً على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يش 6).
وارد علي ذلك ما يلي:
كما قلت سابقا, إن صح أن الكتاب المقدس به حقائق علمية فهذا لا يثبت أنه غير محرف لأن التحريف لا يطول كل الكتاب ولكن إذا ثبت أن به عكس ذلك فهذا يثبت التحريف,و الأمثلة التي ذكرت سابقا تثبت التحريف وليس العكس, فالأرض كروية فقط في الترجمة العربية التي جاءت بعد معرفة هذه الحقيقة ولكنها في النسخ الأخرى دائرة, والدراسات التي تمت علي أريحا تثبت عكس ما جاء بالكتاب المقدس, راجع أبحاث KATHLEEN M. KENYON
رابعا:
في موقع الانبا تكلا يقول
هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو واحد منها:
* من الذي حرف الكتاب المقدس؟
* متى حرف الكتاب المقدس؟
* أين حرف الكتاب المقدس؟
* أين النسخة الأصلية التي لم تحرف؟
والرد
أري أن العكس تماما هو المطلوب, فالمطلوب هو إثبات صحة الكتاب أولا بمعرفة من هم الكتبة وتاريخ ذلك والتواتر, و... كما فعل المسلمون في كتبهم, ومع ذلك فالإجابة علي هذه الأسئلة هي نفس إجابة القائلين بعدم التحريف علي الأسئلة التالية:
* من الذي كتب الكتاب المقدس؟
* متى كتب الكتاب المقدس؟
* أين كتب الكتاب المقدس؟
* أين كل النسخ التي قلتم عليها أنها هرطقة؟
أما عن السؤال
* لماذا حرف الكتاب المقدس؟
فلأسباب تختلف من موضوع لآخر فمثلا في النبوءات حاول الكتبة إخفاء تحول النبوة من بني إسرائيل لأسباب واضحة , وإن كان بعض الآيات قد سلمت من التحريف النصي, إلا انه جرت محاولات للتحريف عن طريق التأويل, وموضوع القصص له أسباب أخري للتحريف وهكذا.
أما عن دلائل التحريف فهو موضوع المداخلة التالية إن شاء الله.
أولا:
يقول المتحاور المسيحي بأن " القرآن يشهد للإنجيل والتوراة بعدم التحريف" بناء علي الآيات:
سورة البقرة الآية 285, و سورة آل عمران الآيات 4,3 , و سورة النساء الآية 136 , و سورة المائدة الآيات 47,46,66
والرد هو " القرآن يشهد للإنجيل والتوراة بالتحريف" بناء علي الآيات:
سورة البقرة الآية 79 , و سورة البقرة الآية 75 , و سورة النساء الآية 46 , و سورة المائدة الآية 13
و سورة المائدة الآية 41
كما تفيد الآية رقم 17 في سورة المائدة بعدم إلوهية السيد المسيح بما يتناقض مع قول المسيحيين بأن الكتاب المقدس يقول بإلوهيته.
وردا علي شبهة التناقض والنسخ التي أثارها المتحاور المسيحي أقول:
النسخ يكون في الأحكام فقط وليس في الحقائق مثل العقائد أو القصص, ولا يوجد تناقض لأن التحريف لا يعني أن كل ما جاء في الكتاب المقدس محرف, فمثلا الأحكام يمارسها الناس فلا تضيع بطول المدة ولا توجد حاجة لتحريفها كما سنوضح ذلك لاحقا.
علما بأن هذا الرأي هو ما قال به حديثا رجال الدين المسيحي ففي تقرير المجمع الفاتيكاني الثاني
DOGMATIC CONSTITUTION ON DIVINE REVELATION DEI VERBUM
SOLEMNLY PROMULGATED BY HIS HOLINESS
POPE PAUL VI ON NOVEMBER 18, 1965
POPE PAUL VI ON NOVEMBER 18, 1965
يقول عن العهد القديم حيث
These books, though they also contain some things which are incomplete and temporary, nevertheless show us true divine pedagogy
وأيضا يري الأرثوذكس أن البروتستنت حذفوا أجزاء من الكتاب, ومع ذلك يقول رجال الدين الأرثوذكس أن الحذف ليس بتحريف, والبروتستنت يقولون أن إضافة أجزاء إلي الكتاب (ما دامت وحي) ليس بتحريف, ومن وجهة نظرنا نحن المسلمون كلا الأمرين تحريف, فنحن لا نقول بإمكانية وضع الحديث القدسي داخل النص القرآني, علما بأن رأي الكتاب المقدس هو تحريم الحذف أو الإضافة.
جاء فيسفر التثنية (4: 2): "فالآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي الرب اله آبائكم يعطيكم. لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب إلهكم التي إنا أوصيكم بها".
وجاء في سفر التثنية (12: 32): "كل الكلام الذي أوصيكم به احرصوا لتعملوه لاتزد عليه ولا تنقص منه".
وجاء في سفر الأمثال (30: 5 - 6): "كل كلمة من الله نقية. ترس هو للمحتمين به. لا تزد على كلماته لئلا يويخك فتكذّب".
وقد جاء فيسفر الرؤيا (22: 18): "وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُ اللهُ عليه الضربات وَإِنْ حذف أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ".
ثانيا:
في موقع الانبا تكلا يقول
كذلك نحب أن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهي:
كلمة "تحريف" لا يمكن إثباتها عملياً إلا بالمقارنة:
أي مقارنة الإنجيل الأصلي بالإنجيل الذي يُقال بتحريفه. والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ في أي فصل أو فصول الإنجيل؟ وفي أي الآيات؟
أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الاتهام خطير، بلا بينة، بلا دليل، بل إثبات، بلا بحث علمي.. وبالتالي لا يكون مقنعاً لأحد.
ويقول أيضا أن القانون ينادي بأنه علي المدعي إقامة البينة..
فهل للمدعين التحريف إقامة البينة؟!
وما هي هذه البينة؟
إنها النسخة الأصلية للكتاب المقدَّس التي لم يصبها التحريف.
والرد هو أن هذا الرأي عليه الاعتراضات التالية:
- هناك طرق للإثبات بدون وجود النسخة الأصلية منها علي سبيل المثال (Falsification test) وهي المذكورة في الآية " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
- سنفترض أن الكتاب الأصلي موجود فعلا وأنه مختلف عما هو موجود في كتبكم الآن فهل ستقولون بأن كتبكم محرفة؟ أم ستقولون بأن هذا الكتاب يحوي هرطقة؟ُ الم تكن هناك أناجيل أخري رفضتموها لأن بها هرطقة كما تقولون؟ فلماذا لا تكون هي الصحيحة؟ ما هي أدلتكم علي أن ما اتفقتم علية (بغض النظر عن طريقة هذا الاتفاق) هو الصحيح؟ أنتم تقولون أن التوراة السامرية غير صحيحة وبها هرطقة (مع أنها نسخة أصلية أخري من التوراة وليست ترجمة), ما هو الدليل علي ذلك؟ وما الدليل علي أنها ليست الصحيحة؟ والبينة علي من لإثبات ذلك؟ أنتم تقولون أن الكتاب الموجود في أيدينا الآن مماثل للنسخ القديمة, فلماذا تقول النسخة العبرية بأن المدة من الطوفان حتى ولادة إبراهيم عليه السلام هي 292 بينما تقول الترجمة اليونانية بأنها 1072 وفي النسخة السامرية 942؟!! هل هذا مجرد خطأ في الترجمة؟! أم له أسباب أخري؟المشكلة أن الطوفان (حسب فهمي لما جاء في الكتاب المقدس) افني البشر فهو بداية جديدة للبشرية, فهل خلال هذه الفترة القصيرة وجد الكنعانيون والعماليق والفراعنة والكلدانيون و... وكل هذه الحضارات؟, في الترجمة اليونانية للأرقام الخاصة بهذه الفترة أضيفت مائة سنة لكل من أرفكشاه وشالح وعابر وفالج ورعو وسروج وأضيفت 50 سنة لناحور وأضيف اسم جديد داخل السلسلة(قينان 130 سنة), هل تعتقد أن ذلك خطأ طبيعي في الترجمة؟ أم أن هذا مقصود لمعالجة هذا الخطأ في الأصل؟ أم أن الترجمة اليونانية هي ترجمة لنسخة أخري من التوراة؟ وأين هي؟
- اصدر البابا جلاسيوس الاول الذي جلس علي الاريكة الباباوية سنة 492 ميلادية بيانا بالكتب المنهي عن مطالعتها وبدون منهج واضح لهذا الرفض ونهي علي سبيل المثال عن العناوين التالية - إنجيل برنابا وإنجيل توما وروايات ايزوسورس ورؤيا استفانوس وعشرات من العناوين الاخري والتي غالبها غير موجود الآن, ولاحظ ان ذلك كان قبل ظهور الإسلام , ولاحظ أيضا أن الأناجيل التي اخترتموها لتكون هي المعتمدة كانت بين قرابة عشرة أناجيل بالإضافة إلي أن منهجية الاختيار غير واضحة, فلماذا لا تكون هذه الكتب هي الصحيحة؟ هل لأنها خالفت ما قلتم به في المجمعات المسكونية؟ وهل معني ذلك ان العقيدة التي اتفقتم عليها صاغت كتبكم وليس العكس؟
- أنتم تقولون بأن المدعيين بالتحريف عليهم البينة, ومن المعروف أن مدعيين الأثبات هم الذين عليهم البينة, فإذا جاء أحد وقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال كذا نسأله عن الدليل علي صحة ما قال ولا يسألنا هو عن إثبات أن الرسول لم يقل هذا لنثبت عدم صحته, وقد جاء في الموقع بعض الأدلة علي أن الكتاب المقدس من عند الله, وسوف نناقش ذلك لاحقا, ولكن ذلك لا يثبت انه لم يتم تحريفه لأن التحريف كما قلت سابقا لا يشمل كل النص.
ثالثا:
في موقع الانبا تكلا يقول
تحدث الكتاب المقدس عن بعض الحقائق العلمية والتي لم يستطع العلم اكتشافها إلا بعد قرون طويلة مثل:
- الأرض كروية إشعياء 40: 22
· أكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض كما وجدت بقايا أخشاب محترقة ورماد دليلاً على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يش 6).
وارد علي ذلك ما يلي:
كما قلت سابقا, إن صح أن الكتاب المقدس به حقائق علمية فهذا لا يثبت أنه غير محرف لأن التحريف لا يطول كل الكتاب ولكن إذا ثبت أن به عكس ذلك فهذا يثبت التحريف,و الأمثلة التي ذكرت سابقا تثبت التحريف وليس العكس, فالأرض كروية فقط في الترجمة العربية التي جاءت بعد معرفة هذه الحقيقة ولكنها في النسخ الأخرى دائرة, والدراسات التي تمت علي أريحا تثبت عكس ما جاء بالكتاب المقدس, راجع أبحاث KATHLEEN M. KENYON
رابعا:
في موقع الانبا تكلا يقول
هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو واحد منها:
* من الذي حرف الكتاب المقدس؟
* متى حرف الكتاب المقدس؟
* أين حرف الكتاب المقدس؟
* أين النسخة الأصلية التي لم تحرف؟
والرد
أري أن العكس تماما هو المطلوب, فالمطلوب هو إثبات صحة الكتاب أولا بمعرفة من هم الكتبة وتاريخ ذلك والتواتر, و... كما فعل المسلمون في كتبهم, ومع ذلك فالإجابة علي هذه الأسئلة هي نفس إجابة القائلين بعدم التحريف علي الأسئلة التالية:
* من الذي كتب الكتاب المقدس؟
* متى كتب الكتاب المقدس؟
* أين كتب الكتاب المقدس؟
* أين كل النسخ التي قلتم عليها أنها هرطقة؟
أما عن السؤال
* لماذا حرف الكتاب المقدس؟
فلأسباب تختلف من موضوع لآخر فمثلا في النبوءات حاول الكتبة إخفاء تحول النبوة من بني إسرائيل لأسباب واضحة , وإن كان بعض الآيات قد سلمت من التحريف النصي, إلا انه جرت محاولات للتحريف عن طريق التأويل, وموضوع القصص له أسباب أخري للتحريف وهكذا.
أما عن دلائل التحريف فهو موضوع المداخلة التالية إن شاء الله.
تعليق