بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
العدل بين الطلاقة والمفهوم وعلاقة ذلك بارث الخطيئة عند النصارى
هل ارث الخطيئة غاية ام وسيلة ؟
ما هو معنى العدل وما هو مفهومه وما هوالدليل عليه يمكننا ان نصل الى ذلك ببساطة شد يدة عن طريق ما يدل عليه من اشياء قياسا على العطش ودلالته على الماء فعندما يكون هناك من يتعطش الي العدل فان ذلك اقوى دليل علي وجوده كما قال المفكر وحيد الدين خان ولكى نفهم الباقى لابد ان نبحث فى غاية المتعطش و وسيلته لارواء عطشة (تعريف العدل عند العلماء هو القصد فى الامور او هو الامر المتوسط بين الافراط والتفريط ويقابله الظلم والجور ومصطلح العدل يرمى الى المساواة فى اعطاء الحقوق والالتزام بالواجبات دون تفرقة لاى سبب من الاسباب سواء كان جنس او لون او دين ومن التعريفات الاخرى الاستقامة والميل الى الحق اما المراد منه إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر ، من غير تفرقة بين المستحقين ولأهمية العدل ومنزلته ، بعث الله رسله وأنزل كتبه ، لنشره بين الأنام ، قال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الاية 25 من سورة الحديد والقسط : العدل ، وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد ، به قامت السموات والأرض ، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم والشعوب ، وشمل به الناس التناصف والتعاطف ، وضمهم به التواصل والتجانس ، وارتفع به التقاطع والتخالف .
وضعه الله تعالى لتوزّع به الأنصبة والحقوق ، وتقدر به الأعمال والأشخاص ، إذ هو الميزان المستقيم ، الذي لا تميل كفته ، ولا يختل وزنه ، ولا يضطرب مقياسه ، فمن رام مخالفته ، وقصد مُجانيته ، عرّض دينه للخبال ، وعمرانه للخراب ، وعزته للهوان ، وكثرته للنقصان ، وما من شيء قام على العدل ، واستقام عليه ، إلاّ أمن الانعدام ، وسلم من الانهيار . ومن أهم دعائم السعادة ، التي ينشدها البشر في حياتهم ، أن يطمئنوا على حقوقهم وممتلكاتهم ، وأن يستقر العدل فيما بينهم ، وإلاّ فلا يعرف على وجه الأرض شيء أبعث للشقاء والدّمار ، وأنفى للهدوء والاستقرار بين الأفراد والجماعات ، من سلب الحقوق من كتاب القيم الاسلامية / موقع الاسلام الالكترونى .) ( فان بحثت عن الركن الاساسى المتعلق بالإرواء فلن تجده الا كلمة واحدة وهى المساواة ( حتى وان شكك بعض الفلاسفة فى هذه الكلمة لانهم قالوا لو تحققت فى الصالح يمكن ان تتعارض مع الاصلح وهذا يسرى ايضا على العاحز والقادر ولكن المعنى العام للعدل لا يمكن التعبير عنه الا بهذه الكلمة) وما اندرج تحتها من معانى وما اخل بها من افعال وما تطلبته الافعال المختلة من تصحيح لللاوضاع مع مرعاة شىء هام وهو الاستقامة وعدم الحيود عن الحق وبذلك تكون كل القوانين الموضوعة مستقلة استقلالا تاما عن العدل ولا يربطها به الا تحقيق غايته ودليلنا على ذلك هو وجود الكثير والكثير من القوانين الظالمة التى تتعارض مع المعنى السابق معارضة شديدة فلا يعقل او يقبل ان تكون من جنسه او متعلقه بذاته ومن ذلك اذا تكلمنا عن ارث الخطيئة فاننا نتكلم عن قانون يجب مرعاة ذلك وليس عن ذاتية العدل فلا يمكن كما سبق الحديث ان تكون القوانين الظالمة من جنس العدل واذا كانت القوانين الظالمة ليست من جنس العدل تكون القوانين المحققة للعدل ايضا كذلك فما هى الا وسيلة مما يجعلنا نسقط جميع القوانين من الاعتبار عند الكلام عن العدل حتى لا يختلط علينا الامر فنحن لا نعلم من مبتدأ الامر هل هذه القوانين عادلة ام ظالمة ثم نقول اذا تم وضع قانون من شانه ارث الخطيئة من الآباء الى الأبناء او العكس فلا معارضة فى ان ذلك قانون كما قلنا ولكن هذا القانون لا علاقة له بجنس العدل او ذاتيته نظرا للكلام السابق هذا من ناحية ومن ناحية اخرى العدل غاية و القانون وسيلة ومن البديهى ان تتقدم الغاية على الوسيلة فلو فكرت فى سبيل لتحقيق مقاصد العدل تحقيقا فعليا فلن تجد هذا السبيل الا عبارة عن مجموعة من القوانين الوضعية التى تكفل المساواة بين البشر و اعطاء الحقوق ومعالجة الاخطاء اذن لاشك ولا جدال فى ان القوانين المحققة للعدل ليست من جنسه ولذلك عند الكلام عن ارث الخطيئة يجب ان نعلم انما الكلام عن قانون ليس من جنس العدل فى شىء و ياتى بعده فى الترتيب لان العدل هو الغاية بينما القانون هو الوسيلة المحققة لهذه الغاية ومن الطبيعى ان تتقدم الغاية على الوسيلة كما قلنا من قبل فما هى اذن الغاية التى تقدمت على قانون ارث الخطيئة اذا كان الارث قانون هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اذا كان الارث غاية فما هى الوسيلة الفعلية لتحقيقه وما هو الغرض او الحكمة منه ومن هذا القانون بمعنى هذا القانون كان من شانه كذا وكذا لحكمة متعلقة بكذا وكذا واعتقد اعتقادا لا شك فيه لو انك بحثت بجد واجتهاد الى اخر الزمان عن حكمة فى ارث الابناء خطيئة الاباء فلن تجد الا الحيرة والتشتت والتناقض فلا يمكن او يعقل ان تدين انسان بدين قدرة عشرة جنيهات مثلا ثم يموت هذا الإنسان فتاخذ من كل ابن من ابنائة عشرة جنيهات اى القيمة الكلية للدين وبذلك صوف تحصل على القيمة الإجمالية للدين مضروبة فى عدد الابناء اى ان المبلغ قد تضاعف وكل ذلك فاسد ولا يصح من كل الجوانب ولا تقبله ايضا العقول او الافهام هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لو اخذت هذه القيمة من ابن فسوف تظلمه بالنسبة للآخرين حتى وان لم يكن هناك تضاعف فلابد إذن من ان تأخذ هذه القيمة من الأب فقط تماشيا مع طلاقة العدل من جانب وتماشيا مع العقل والفطرة السوية من جانب اخر (للتسهيل على القارىء يمكن للانسان اذا اراد الوصول الى الحقيقة بسهولة ويسر ان يسال نفسه هذا السؤال هل ارث الخطيئة قانون ازلى ام لا الاجابة اذا كان ارث الخطيئة قانون ازلى فانه لن يتقدم علية اى غاية سواء كانت العدل او خلافه لان الازلى لا يتقدم عليه شىء وبذلك يكون بعيدا تماما عن ان يكون غاية او وسيلة اما اذا كان ارث الخطيئة قانون حادث فان حدوثه يثبت وضعيته فيكون موضوع واذا كان موضوع فلابد ان نبحث عن الحكمة من وضعه والبحث فى كونه عادل ام ظالم وفى نفس الوقت يكون هذا البحث موازى لبحث اخر وهو البحث عن الحكمة من وضع تعاليم فى الانجيل تقول لا يرث الابن من اثم الاب ولا يرث الاب من اثم الابن وفى الحقيقة لن استطيع ان اقول لك ان الحكمة الاولى سوف تتعارض مع الحكمة الثانية لانك فى الحقيقة لن تصل الى اى حكمة واذا قيل ان ارث الخطيئة هو فى ذاته غاية وقد تكون الغاية هى العدل وهذا يعلل عدم تقدم اى غاية عليه فى الحقيقة الغاية لا يمكن ان تكون فعل و الفعل يستخدم لتحقيق الغاية وارث الخطيئة لو فكرت فيه سوف تجده فعل وبالتحديد فعل يشمل انتقال خطيئة من الاب الى الابن فيكون وسيلة هذا على الاقل وليس غاية واذا كان الارث للخطيئة من وجهة نظر بعض البشر من العدل مع فيجب اعتبار تاثر هذه الرؤية بالتكيف مع الفساد الذى يجعل الانسان يخلط بين الحق والباطل فانه من وجهة نظر كل البعض الاخر خلاف اهل هذا المعتقد بجانب العقل والفطرة والكثير والكثير من تعاليم الانجيل من الظلم البين الذى لا شك فيه مما يعنى ان الارث يمكن ان يندرج تحت عناوين متعددة احدهما فقط متعلق بالحق والباقى متعلق بالباطل مما يؤكد على ان الارث للخطيئة ليس بغاية لان الغاية لا تندرج تحت شىء مطلقا لانها هى العنوان او تندرج تحت شىء ويكون هناك احتمال لاندراجها تحت الشىء المقابل فتكون وسيلة لتحقيق ما اندرجت تحته اذن لا خلاف فى ان الارث وسيلة مما يجعلنا نتسائل ما هى الغاية اذن (فمثلا اذا كان لديك غاية وهى ارواء العطش فان الوسيلة لذلك هى شرب الماء اى ان الفعل (شرب الماء) هو الذى يحقق الغاية (ارواء العطش)) واذا كان ما يسمى بارث الخطيئة وسيلة فما هى الغاية التى تقدمت على هذه الوسيلة هذه هى النقطة الاولى .
واذا كان ارث الخطيئة ايا كان المسمى ازلى سواء كان قانون او غير ذلك فهل سبقه شىء مطلقا معنويا كان او حسيا وهذه هى النقطة الثانية .وان حدث لك خلط بين الغاية والوسيلة بعد كل ذلك فاعلم ان الغاية لا يمكن ان تتعدد فى ذاتها او تتنوع فلا يمكن ان اقول ان هذه الغاية هى العدل وقد تكون الظلم لان العدل غاية والظلم غاية اخرى مستقلة ولكن يمكن ان اقول هذه الغاية عدل ولكن فى بعض الاحيان تصبح ظلم بينما الوسيلة يمكن فيها ذلك اى التعدد والتنوع فالمتعطش غايته ارواء عطشه هذه الغاية لا يمكن ان يحدث فيها تعدد او تنوع فى ذاتها هذا بالنسبة للغاية اما الوسيلة التى تحقق هذه الغاية يمكن ان تتنوع وتتعدد فيمكن للمتعطش ان يروى عطشه بكوب من الماء او بكوب من العصير او باكل بعض الخضروات وبقياس ذلك على العدل والقانون نجد ان الغاية تكون واحدة وهى العدل بينما القوانين المحققة لهذه الغاية يمكن ان تتعدد و تتنوع.... ) ويمكن تلخيص كل ما سبق بهذه الكلمات اذا كان هناك غاية وهى العدل فهناك وسيلة لتحقيق هذه الغاية ليست من جنسه وهى عبارة عن مجموعة من القوانين الوضعية التى تكفل المساواة وإرجاع الحقوق الى كل ذى حق ومن الطبيعي ان تتقدم الغاية على الوسيلة وبالكلام عن ارث الخطيئة فان بحثت فلن تجد اى غاية او وسيلة متعلقة بهذا الإرث كما قلنا سابقا مما يجعلنا نصل الى ان هذا الإرث ليس له علاقة بالعدل من قريب او بعيد وان عارضت فلك ان تعرض كيفما تشاء ولكن بعد ان تقول ما هى الغاية التى يجب ان تحققها الوسيلة المتمثلة فى ارث الخطيئة من الآباء الى الأبناء واذا كان الارث غاية فما هى الوسيلة المعنية بتحقيقه و هذا سؤال ينقلنا الى سؤال اخر وهو
هل العدل نسبى ام مطلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
العدل بين الطلاقة والمفهوم وعلاقة ذلك بارث الخطيئة عند النصارى
هل ارث الخطيئة غاية ام وسيلة ؟
ما هو معنى العدل وما هو مفهومه وما هوالدليل عليه يمكننا ان نصل الى ذلك ببساطة شد يدة عن طريق ما يدل عليه من اشياء قياسا على العطش ودلالته على الماء فعندما يكون هناك من يتعطش الي العدل فان ذلك اقوى دليل علي وجوده كما قال المفكر وحيد الدين خان ولكى نفهم الباقى لابد ان نبحث فى غاية المتعطش و وسيلته لارواء عطشة (تعريف العدل عند العلماء هو القصد فى الامور او هو الامر المتوسط بين الافراط والتفريط ويقابله الظلم والجور ومصطلح العدل يرمى الى المساواة فى اعطاء الحقوق والالتزام بالواجبات دون تفرقة لاى سبب من الاسباب سواء كان جنس او لون او دين ومن التعريفات الاخرى الاستقامة والميل الى الحق اما المراد منه إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر ، من غير تفرقة بين المستحقين ولأهمية العدل ومنزلته ، بعث الله رسله وأنزل كتبه ، لنشره بين الأنام ، قال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الاية 25 من سورة الحديد والقسط : العدل ، وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد ، به قامت السموات والأرض ، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم والشعوب ، وشمل به الناس التناصف والتعاطف ، وضمهم به التواصل والتجانس ، وارتفع به التقاطع والتخالف .
وضعه الله تعالى لتوزّع به الأنصبة والحقوق ، وتقدر به الأعمال والأشخاص ، إذ هو الميزان المستقيم ، الذي لا تميل كفته ، ولا يختل وزنه ، ولا يضطرب مقياسه ، فمن رام مخالفته ، وقصد مُجانيته ، عرّض دينه للخبال ، وعمرانه للخراب ، وعزته للهوان ، وكثرته للنقصان ، وما من شيء قام على العدل ، واستقام عليه ، إلاّ أمن الانعدام ، وسلم من الانهيار . ومن أهم دعائم السعادة ، التي ينشدها البشر في حياتهم ، أن يطمئنوا على حقوقهم وممتلكاتهم ، وأن يستقر العدل فيما بينهم ، وإلاّ فلا يعرف على وجه الأرض شيء أبعث للشقاء والدّمار ، وأنفى للهدوء والاستقرار بين الأفراد والجماعات ، من سلب الحقوق من كتاب القيم الاسلامية / موقع الاسلام الالكترونى .) ( فان بحثت عن الركن الاساسى المتعلق بالإرواء فلن تجده الا كلمة واحدة وهى المساواة ( حتى وان شكك بعض الفلاسفة فى هذه الكلمة لانهم قالوا لو تحققت فى الصالح يمكن ان تتعارض مع الاصلح وهذا يسرى ايضا على العاحز والقادر ولكن المعنى العام للعدل لا يمكن التعبير عنه الا بهذه الكلمة) وما اندرج تحتها من معانى وما اخل بها من افعال وما تطلبته الافعال المختلة من تصحيح لللاوضاع مع مرعاة شىء هام وهو الاستقامة وعدم الحيود عن الحق وبذلك تكون كل القوانين الموضوعة مستقلة استقلالا تاما عن العدل ولا يربطها به الا تحقيق غايته ودليلنا على ذلك هو وجود الكثير والكثير من القوانين الظالمة التى تتعارض مع المعنى السابق معارضة شديدة فلا يعقل او يقبل ان تكون من جنسه او متعلقه بذاته ومن ذلك اذا تكلمنا عن ارث الخطيئة فاننا نتكلم عن قانون يجب مرعاة ذلك وليس عن ذاتية العدل فلا يمكن كما سبق الحديث ان تكون القوانين الظالمة من جنس العدل واذا كانت القوانين الظالمة ليست من جنس العدل تكون القوانين المحققة للعدل ايضا كذلك فما هى الا وسيلة مما يجعلنا نسقط جميع القوانين من الاعتبار عند الكلام عن العدل حتى لا يختلط علينا الامر فنحن لا نعلم من مبتدأ الامر هل هذه القوانين عادلة ام ظالمة ثم نقول اذا تم وضع قانون من شانه ارث الخطيئة من الآباء الى الأبناء او العكس فلا معارضة فى ان ذلك قانون كما قلنا ولكن هذا القانون لا علاقة له بجنس العدل او ذاتيته نظرا للكلام السابق هذا من ناحية ومن ناحية اخرى العدل غاية و القانون وسيلة ومن البديهى ان تتقدم الغاية على الوسيلة فلو فكرت فى سبيل لتحقيق مقاصد العدل تحقيقا فعليا فلن تجد هذا السبيل الا عبارة عن مجموعة من القوانين الوضعية التى تكفل المساواة بين البشر و اعطاء الحقوق ومعالجة الاخطاء اذن لاشك ولا جدال فى ان القوانين المحققة للعدل ليست من جنسه ولذلك عند الكلام عن ارث الخطيئة يجب ان نعلم انما الكلام عن قانون ليس من جنس العدل فى شىء و ياتى بعده فى الترتيب لان العدل هو الغاية بينما القانون هو الوسيلة المحققة لهذه الغاية ومن الطبيعى ان تتقدم الغاية على الوسيلة كما قلنا من قبل فما هى اذن الغاية التى تقدمت على قانون ارث الخطيئة اذا كان الارث قانون هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اذا كان الارث غاية فما هى الوسيلة الفعلية لتحقيقه وما هو الغرض او الحكمة منه ومن هذا القانون بمعنى هذا القانون كان من شانه كذا وكذا لحكمة متعلقة بكذا وكذا واعتقد اعتقادا لا شك فيه لو انك بحثت بجد واجتهاد الى اخر الزمان عن حكمة فى ارث الابناء خطيئة الاباء فلن تجد الا الحيرة والتشتت والتناقض فلا يمكن او يعقل ان تدين انسان بدين قدرة عشرة جنيهات مثلا ثم يموت هذا الإنسان فتاخذ من كل ابن من ابنائة عشرة جنيهات اى القيمة الكلية للدين وبذلك صوف تحصل على القيمة الإجمالية للدين مضروبة فى عدد الابناء اى ان المبلغ قد تضاعف وكل ذلك فاسد ولا يصح من كل الجوانب ولا تقبله ايضا العقول او الافهام هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لو اخذت هذه القيمة من ابن فسوف تظلمه بالنسبة للآخرين حتى وان لم يكن هناك تضاعف فلابد إذن من ان تأخذ هذه القيمة من الأب فقط تماشيا مع طلاقة العدل من جانب وتماشيا مع العقل والفطرة السوية من جانب اخر (للتسهيل على القارىء يمكن للانسان اذا اراد الوصول الى الحقيقة بسهولة ويسر ان يسال نفسه هذا السؤال هل ارث الخطيئة قانون ازلى ام لا الاجابة اذا كان ارث الخطيئة قانون ازلى فانه لن يتقدم علية اى غاية سواء كانت العدل او خلافه لان الازلى لا يتقدم عليه شىء وبذلك يكون بعيدا تماما عن ان يكون غاية او وسيلة اما اذا كان ارث الخطيئة قانون حادث فان حدوثه يثبت وضعيته فيكون موضوع واذا كان موضوع فلابد ان نبحث عن الحكمة من وضعه والبحث فى كونه عادل ام ظالم وفى نفس الوقت يكون هذا البحث موازى لبحث اخر وهو البحث عن الحكمة من وضع تعاليم فى الانجيل تقول لا يرث الابن من اثم الاب ولا يرث الاب من اثم الابن وفى الحقيقة لن استطيع ان اقول لك ان الحكمة الاولى سوف تتعارض مع الحكمة الثانية لانك فى الحقيقة لن تصل الى اى حكمة واذا قيل ان ارث الخطيئة هو فى ذاته غاية وقد تكون الغاية هى العدل وهذا يعلل عدم تقدم اى غاية عليه فى الحقيقة الغاية لا يمكن ان تكون فعل و الفعل يستخدم لتحقيق الغاية وارث الخطيئة لو فكرت فيه سوف تجده فعل وبالتحديد فعل يشمل انتقال خطيئة من الاب الى الابن فيكون وسيلة هذا على الاقل وليس غاية واذا كان الارث للخطيئة من وجهة نظر بعض البشر من العدل مع فيجب اعتبار تاثر هذه الرؤية بالتكيف مع الفساد الذى يجعل الانسان يخلط بين الحق والباطل فانه من وجهة نظر كل البعض الاخر خلاف اهل هذا المعتقد بجانب العقل والفطرة والكثير والكثير من تعاليم الانجيل من الظلم البين الذى لا شك فيه مما يعنى ان الارث يمكن ان يندرج تحت عناوين متعددة احدهما فقط متعلق بالحق والباقى متعلق بالباطل مما يؤكد على ان الارث للخطيئة ليس بغاية لان الغاية لا تندرج تحت شىء مطلقا لانها هى العنوان او تندرج تحت شىء ويكون هناك احتمال لاندراجها تحت الشىء المقابل فتكون وسيلة لتحقيق ما اندرجت تحته اذن لا خلاف فى ان الارث وسيلة مما يجعلنا نتسائل ما هى الغاية اذن (فمثلا اذا كان لديك غاية وهى ارواء العطش فان الوسيلة لذلك هى شرب الماء اى ان الفعل (شرب الماء) هو الذى يحقق الغاية (ارواء العطش)) واذا كان ما يسمى بارث الخطيئة وسيلة فما هى الغاية التى تقدمت على هذه الوسيلة هذه هى النقطة الاولى .
واذا كان ارث الخطيئة ايا كان المسمى ازلى سواء كان قانون او غير ذلك فهل سبقه شىء مطلقا معنويا كان او حسيا وهذه هى النقطة الثانية .وان حدث لك خلط بين الغاية والوسيلة بعد كل ذلك فاعلم ان الغاية لا يمكن ان تتعدد فى ذاتها او تتنوع فلا يمكن ان اقول ان هذه الغاية هى العدل وقد تكون الظلم لان العدل غاية والظلم غاية اخرى مستقلة ولكن يمكن ان اقول هذه الغاية عدل ولكن فى بعض الاحيان تصبح ظلم بينما الوسيلة يمكن فيها ذلك اى التعدد والتنوع فالمتعطش غايته ارواء عطشه هذه الغاية لا يمكن ان يحدث فيها تعدد او تنوع فى ذاتها هذا بالنسبة للغاية اما الوسيلة التى تحقق هذه الغاية يمكن ان تتنوع وتتعدد فيمكن للمتعطش ان يروى عطشه بكوب من الماء او بكوب من العصير او باكل بعض الخضروات وبقياس ذلك على العدل والقانون نجد ان الغاية تكون واحدة وهى العدل بينما القوانين المحققة لهذه الغاية يمكن ان تتعدد و تتنوع.... ) ويمكن تلخيص كل ما سبق بهذه الكلمات اذا كان هناك غاية وهى العدل فهناك وسيلة لتحقيق هذه الغاية ليست من جنسه وهى عبارة عن مجموعة من القوانين الوضعية التى تكفل المساواة وإرجاع الحقوق الى كل ذى حق ومن الطبيعي ان تتقدم الغاية على الوسيلة وبالكلام عن ارث الخطيئة فان بحثت فلن تجد اى غاية او وسيلة متعلقة بهذا الإرث كما قلنا سابقا مما يجعلنا نصل الى ان هذا الإرث ليس له علاقة بالعدل من قريب او بعيد وان عارضت فلك ان تعرض كيفما تشاء ولكن بعد ان تقول ما هى الغاية التى يجب ان تحققها الوسيلة المتمثلة فى ارث الخطيئة من الآباء الى الأبناء واذا كان الارث غاية فما هى الوسيلة المعنية بتحقيقه و هذا سؤال ينقلنا الى سؤال اخر وهو
هل العدل نسبى ام مطلق