اي نصراني باحث عن الحقيقه لو قرأ "مسأله صلب المسيح بين الحقيقه والأفتراء " للشيخ احمد ديدات اظن تفكيره هيتغير كثيراً ......ولكن نقول ايه ربنا يهدي

مع كامل احترامي لقد قراته وازددت يقينا بان المسيح مات على الصليب و دفن و قام في اليوم الثالث كما جاء في الكتاب

الحمد لله إنه أقنعك أن المسيح مات
علي الرغم من أن هذا يخالف معتقد أهل السنة
لكن علي الأقل إعترفتي إنه إنسان

طيب هو مات و كل شيء .. طالما اقتنعتي بهذا
لكن كيف تقتنعي أنه قام فى اليوم الثالث؟؟
لقد دفن مساء الجمعة و لم يتم العثور عليه فجر الأحد
فكيف يكون حسابيا ثلاث أيام و ثلاث ليالي؟؟

المشاركة الأصلية بواسطة theyasmina

مع كامل احترامي لقد قراته وازددت يقينا بان المسيح مات على الصليب و دفن و قام في اليوم الثالث كما جاء في الكتاب

يبقى قرأتيه زي اي رد من ردودنا

تعرفي مشكلتك ايه ............انك مش باحثه عن الحقيقه الكتاب ردوده عليكوا واضحه ويبين التناقض الواضح في التعاليم النصرانيه عن الصلب والفداء وما هو مكتوب في الأسفار الأربعه المسماه الأناجيل

اقرأيه تاني بذهن منفتح على الرأي الآخر ............ملحوظه اكيد في اختلاف بين النسخه الخاصه بالكتاب وبين النسخه اللي معاكي من الكتاب المقدس اكيد انتي معاكي آخر ابديت

رد: أغرب جملة فى الكتاب المقدس ...!!

للرفع - موضوع مهم ..

رد: أغرب جملة فى الكتاب المقدس ...!!

أخي الحبيب، ألا تجد أنه من الغريب لنبي لم يبشر بشهادة الجميع سوى بالسلام والمحبة أن يقول شيئاً كهذا ؟ ماذا عساه قصد بقوله أنه أتى بسيف مع أن الإنجيل كله لم يشهد له بذلك لا قبل تلك الجملة ولا بعدها ؟
ألا تعلم أن المسيح حدث الجميع بالأمثال وأن معظم تعاليمه كانت مثالاً تلو الآخر ؟ دعني أشرح لك ما لم تفهمه من هذه الآية بمثل بسيط.
تخيل لو أن أحد الأخوة المسلمين الفاضلين في هذا الموقع إقتنع بالمسيحية وآمن بها الآن، ماذا سيحدث داخل بيته ؟ حاله في بيته وبين أهله سيكون كحال اليهودي الذي سيؤمن به في ذلك الزمان. ومع أن هذا التاريخ موثق في كل صفحات العهد الجديد إلا أنك للأسف بحثت عما ناسب ذوقك ونسيت ذكر آية بعد صفحات قليلة من تلك التي توقفت عندها يقول بها المسيح لأحد تلاميذه الذين حاولوا الدفاع عنه " رد سيفك، فمن يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك " (متى 26: 52) أهي مصادفة أم سوء تقدير ؟
بل سوء فهم.
أخي الفاضل، إحذر أن تصف كلام الإنجيل بأغبى الأوصاف لأن هذا هو نفس الكتاب الذي قال عنه القرآن
"عندما تنقل آية قرآنيَّة احرص على نقلها بغير تحريف :::أحمد.:::"
فإتقِ الله بألفاظك وإحترم عقول متابعيك، فوالله لا أرى في ردودهم عليك سوى سجالِ بين نار كبرياءهم وزيت تصفيقك الحار لهم.

رد: أغرب جملة فى الكتاب المقدس ...!!

الزميل " كلمتان " .. يُمكِن فهم النص فهمًا صحيحًا على أنه ليْس بدعوة للقتل ولا السيف ولا التفريق .. إذا أخذنا هذا النص وحده بعيدًا عن الكتاب المقدس .. أما انك تريد ان تعتبر الكتاب المقدس كله هو هذا النص وتنسى أن إله الرحمة في كتابك وهو نفسه يسوع عندك قائل هذا الكلام أمر بالقتل والحرق وبقر بطون النساء والاطفال والشيوخ .. وأباد أمما كاملة وأحرقها عن بكرة أبيها .. ثم تقول لي .. يؤخّذُ هذا النص رمزًا ؟!! .. ماهو سر التغير الجذري في شخصية هذا الرب من رب متوحش متعطش للدم في العهد القديم .. والذي يجعلك تدافع عن رمزية هذا النص في عهده الجديد ؟!...


الله عزّ وجلّ لا يتغير ولا يجوز له التغيير .. فلا أرى وجاهة لردك أصلًا وهذا حال معبودك ..

إلا إذا قلتَ لي أن إله العهد القديم ليس هو نفس هذا الإله الرحيم يسوع !!

رد: أغرب جملة فى الكتاب المقدس ...!!

ألا تجد أنه من الغريب لنبي لم يبشر بشهادة الجميع سوى بالسلام والمحبة أن يقول شيئاً كهذا ؟

يعني هل هو قد قالها -جملة:ما جئت لالقي سلاما بل سيفا -
أم لم يقلها ، أم ان تلك الجملة من قالها وكتبوها عنه كان كذابا ؟!!!

قل لنا الحق :

لو قالها :
اذن كلامك بدون جدوى لأن الكلام انما يؤخذ معناه من ظاهره ما لم يتعذر فهمه فنلجأ للمقاصد والتأويلات حينها ..

لو لم يقلها :
فلماذا هي موجودة في كتابك الذي تدعوه أنت "مقدس" -فمن اين له بالتنزيه والطهارة والتقديس وهو يحوي ما يحويه-

أخي الفاضل، إحذر أن تصف كلام الإنجيل بأغبى الأوصاف لأن هذا هو نفس الكتاب الذي قال عنه القرآن "..."
فإتقِ الله بألفاظك وإحترم عقول متابعيك

لا تنقل لنا الآيات بتحريف من عندك يا مجرم :
قال الله تعالى :
[وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46)]
سورة المائدة

لا ليس هو نفسه مطلقا :
من اخبرك ان ما تحت يديك اليوم يقول عنه المسلمون انه يدعى "انجيل" أصلا ؟؟

الانجيل في الاسلام هو الكتاب الموحى به من الله -وحده لا شريك له وما اتخذ ولدا سبحانه-
الى "عبده" المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاه والسلام نبيا منه ورسولا لقومه ..

انت تتكلم عن كتابك المقدس عندك ونعم قد تدعوه انه انجيلا ولكنه ليس انجيل المسيح وبالتالي
فالحذر الذي تطلبه مردود عليك بهذا الشأن ، احذر انت من ان تتكلم في معاني كلمات
القرآن الكريم دون علم حقيقي صحيح ودراية ..

رد: أغرب جملة فى الكتاب المقدس ...!!

الضيف الكريم "كلمتان"

مرحبا بكَ ضيفا عزيزا على مُنتدانا وعلينا، أسألُ اللهَ تعالى أنْ تجدَ فينا صُحبَة صالحَة تُعينُك على نفْسِكَ وَترشدُك إلى طريقِ السلامَةِ وَسبيلِ الهدايةِ وَدار المُقامَةِ بإذنِ اللهِ ربِّ العالمين.

مَبدئيا أحبُّ أنْ أعاتبَك على تأخُّرِكَ في الردِّ على إخوانِنا الذين لمْ يُبطئوا عليكَ وَلا ضنُّوا عليكَ وَلا أساءوا إليك، ثمَّ أبدي تَعجُّبي مِنْ مُخالفَةِ هَذا الأسلوبِ لِما عَلِمناهُ عَنْ المَسيحِ عليهِ السَّلام وَما أقرَرْتُم بهِ وأثبتموه في كتُبكم مِنْ أنَّهُ لمْ يَمتنِع يوما عَنْ إجابَةِ إنْسانٍ أو الردِّ على مُخالفٍ وَلو كانَ يهوديا ظالما مُتجبِّرا مُعاندا فاسقا !! فإنْ كنتَ تزعُم حَقًّا أنَّك مِنْ أتباعِ هَذا النبيِّ الكريمِ فليسَ هَذا الأسلوبُ مِمَّا يُرضيهِ أو يُسرُّ بهِ.

ثمَّ دعني أدخلُ في المَوضوع مُباشرة فأقول:

يُمكِنُ أنْ نعتبرَ أنَّ ردَّكَ كلَّهُ مُنحصرٌ في عِبارَةِ "بلْ سيفا" المَذكورة في النصِّ المَذكورِ، وَهوَ ردٌّ لا يَتسقُ مَعَ سائرِ السياقِ وَلا مَعَ سائرِ الكتابِ وَلا مَعَ تاريخِكم وَلا مَعَ عقيدتكم مَعشرَ النَّصارى في المَسيحِ عليهِ السَّلام.

أمَّا عَدمُ اتساقِهِ مَعَ النصِّ فالنصُّ يقولُ "لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض. ما جئت لالقي سلاما بل سيفا" متى 10: 34، وَالنصَّ بهَذِهِ الصياغةِ اشتملَ على نفي وَإثباتٍ، فهو يَنفي أنَّهُ أتى ليُلقي سلاما على الأرْضِ ثمَّ يُثبتُ أنَّهُ أتى لإلقاءِ السيفِ ثمَّ هوَ يربطُ بينَ الأمْرينِ بحيثُ لا يَجوزُ فهْمُ أحدِهما بغيرِ الآخرِ، فيُمكنُ شرحُ العَددِ بهذِهِ الطريقَةِ "المَسيحُ لم يأتِ ليُلقي سلاما على الأرْضِ" وَ"المَسيحُ أتى ليُلقي سيفا على الأرْضِ"، وَالحقيقةُ أنِّني وإنْ كنتُ أنتوي شرْحَ هاتينِ العبارتينِ لكَ إلا أنَّني لا أجدُ كلِماتٍ أوضحَ وَلا أصْرَحَ وَلا أبسط مِنْها لأشْرَحها بها، المَسيح لم يأتِ ليُلقي سلاما على الأرْضِ، المسيح لمْ يُلقِ سلاما على الأرْض، المَسيحُ أتى ليُلقي سيفا على الأرْضِ، المَسيحُ ألقى سيفا على الأرْضِ، هَذِهِ العِباراتُ الموجَزةُ فيها تلخيصٌ شديدٌ لأزمَةٍ كُبرى تموجُ بها النصرانيَّة سأحاولُ جهدي توضيحها في الأسطرِ المُقبلَةِ، فأرجو أنْ تحْفَظها جيدا.

أمَّا سياقُ الكلامِ فقدْ جاء في الإصحاحِ العاشرِ مِنْ بشارَةِ مَتَّى وَهوَ إصحاحٌ مُخصَّصٌ بالكامِلِ لوَصيَّةِ يسوعَ للتلاميذِ بالبشارَةِ في أرْضِ إسْرائيلَ، وَهوَ إصحاحٌ مُمتازٌ حقيقةً في كشفِ زيفِ النصرانيَّةِ كما في نحوِ قولِهِ في العدد الثالثِ وَالعشرينَ مِنْهُ "فاني الحق اقول لكم لا تكملون مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان" !! وَقولهِ في العَددِ الخامسِ وَالسادسِ "الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة" !! وَكما في هَذا العَدَدِ الذي بينَ أيدينا.

وَفي هَذا الإصحاحِ يوصي يسوعُ التلاميذَ بالتبشيرِ في مُدنِ إسْرائيلَ بالبشارَةِ التي سَمِعوها مِنْهُ، وَيُعطيهم سلطانا - ليسَ لهُ وإنما هوَ للآبِ كما صرَّح بذلك في غيرِ مَوضِعٍ - ليأتوا بالمُعجِزاتِ التي تُثبتُ صِدْقهُم، ثمَّ هوَ يُخبرُهُم بما هُم مُقبلون عليهِ مِنْ صعابٍ وَمَشاقَّ في سبيلِ نشرِ دعوَتِهِ بينَ اليهودِ، ثمَّ هوَ يُحذِّرُهُم مِمَّا سيُلاقونَهُ مِنْ كيدِ اليهودِ لهم وَغدرِهِم بهِم وَاضطهادِهِم إياهُم، حتَّى أنَّهُ سيبلغُ الأمرُ أنْ يُسلمَ الأخ أخاه والابنُ أباهُ ويصيرُ المؤمنونَ مَكروهينَ مُضطهدينَ بينَ غيرِ المؤمنينَ، فيجبُ عليهِم حينئذٍ أنْ يُقدِّموا مَحبَّتهُم ليسوعَ على مَحبَّتِهِم لأهلهِم وَذويهِم وأقربائهم، وَفي وَسطِ هَذا الشرْحِ البسيطِ يُخبرُهُم بوضوحٍ أنَّ هَذا الابتلاءَ وَهذه الفُرقة وَهذا الاختلاف إنَّما هوَ مُقتضى رسالتِهِ التي أتى بها على نهْجِ مَنْ سبَقهُ مِنَ الأنبياءِ وَالرُّسُلِ صلواتُ اللهِ وَسلامُه عليهِم أجمَعينَ، فإنَّهُم جميعا أتوا لإقامَةِ الحُجَّةِ على الخلقِ وَابتلائهِم وَامتحانِهِم كما قالَ اللهُ تعالى لنبيِّهِ الكريمِ "إنَّما بعثتُك لأبتليكَ وأبتلي بك".

وَهذا كلُّهُ وإنْ كنَّا نوافِقُ عليهِ وَلا نعيبُ على نبيٍّ مِنْ أنبياءِ اللهِ تعالى أنْ يَقولَهُ بلْ - أكثر من هذا - نراهُ سنَّة مِنْ سُنَنِ اللهِ تعالى التي لا تتبَدَّلُ وَلا تتغيَّرُ إلا أنَّهُ لا يَستقيمُ أنْ يَكونَ التعبيرُ عَنْهُ بهذهِ الفجاجَةِ وَهذِهِ اللغةِ التي تُلائمُ قُطاعَ الطرُقِ لا أنبياءَ اللهِ تعالى، ولا يَصحُّ أبدا أنْ يُقالَ عَنْ نبيٍّ مِنْ أنبياءِ اللهِ تعالى أنَّهُ أتى ليُلقي سيفا على الأرْضِ أو أنَّهُ لمْ يأتِ ليُلقي سلاما - هكذا بإجْمالٍ - بلْ الصحيحُ أنَّ الرسلَ جميعا أتوا بالسلامِ وَكانتْ تحيَّتُهم السَّلام، كما قالَ اللهُ تعالى عَنْ إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)} [هود] وَكالذي قالَ {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)} [مريم] وَكالذي قالَ عَنْ نوحٍ عليهِ السَّلام {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)} [هود] وَكالذي قالَ عَنْ موسى وَهارونَ {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)} [طه] وَكالذي قالَ لعامَّةِ المُرسلينَ {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات]، بلْ إنَّ السلامَ هوَ تحيَّةُ أهلِ الجنَّةِ في الجنَّةِ وَهوَ تحيَّةُ اللهِ تعالى لهُم وَهوَ تحيَّتُهم للملائكَةِ وَهوَ تحيَّةُ الملائكةِ لهُم، بلْ إنَّ الجنَّة هِيَ دارُ السَّلامِ التي قالَ اللهُ {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)} [يونُس]، بلْ اللهُ تعالى هوَ السَّلامُ كما أخبرَ عَنْ نفسِهِ {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} [الحشر].

فكيفَ يُقبَلُ أنْ يُقالَ على نبيٍّ مِنْ أنبياءِ اللهِ تعالى أنَّهُ لم يأتِ بالسَّلامِ ؟! بلْ يُقالُ - وَهوَ الصحيحُ - أنَّهُ عليهِ السَّلامُ أتي بالسلامِ فمَنْ قبلَ السَّلامَ نالهُ في الدنيا وَالآخرة وَمَنْ رَفضهُ وَلمْ يُعاديهِ نالهُ في الدنيا دونَ الآخرَةِ وَمَنْ عاداهُ لمْ يَنلهُ مِنْهُ شئ في الدنيا وَلا في الآخرَةِ، أمَّا أنْ يَقولَ رجُلٌ عَنْ نفْسِهِ أنَّهُ لمْ يأتِ بسلامٍ أبدا فلاهالله أيمُ اللهِ لا يكونُ هَذا نبيًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إلا أنْ يَكونَ الناقِلُ عَنْهُ كاذبا أو غالطا !

وأمَّا عَدَمُ اتِّساقِ ردِّكَ مَعَ سياقِ الكِتابِ فقدْ أشارَ إليهِ د. أمير إشارَةً طيِّبَة، فإنَّهُ إذا قالَ رجلٌ لهُ تاريخٌ عسكريٌّ أنَّهُ ينتوي دخولَ مَعْرَكةٍ في المُستقبلِ كانَ لِزاما علينا أنْ نفْحَصَ تاريخَهُ لنعرِفَ أسلوبه في خوضِ المَعارِكِ وَالحروبِ، فما بالُك لو كانَ هَذا الرجلُ هوَ "ربُّ الأربابِ وَملكُ الملوكِ" ؟!! إذا قالَ يَسوعُ - الذي تقولونَ أنتُم إنَّه الله في الكِتابِ الذي تقولون أنتُم إنَّهُ كتابُ اللهِ - إنَّهُ جاءَ ليُلقي على الأرْضِ سيفا وَحربا فماذا ستكونُ أوامرُهُ لأتباعِهِ في هَذِهِ الحربِ ؟ ألنْ تكونَ هِيَ ذاتُها أوامرُهُ السابقة في سائرِ الحروبِ التي أمرَ بها ؟ وأيُّ مَكانٍ أنْسبَ لمَعرِفَةِ أوامرِهِ تِلكَ مِنْ كِتابهِ ذاته ؟ وَما الذي أخبرنا بهِ هَذا الكِتابُ عَنْ أخلاقِ الحروبِ المُقدَّسةِ ؟ هل تعرفُ أمْ تُحبُّ أنْ تعرِفَ ؟

وأمَّا عَنْ عَدمِ اتِّساقِ ردِّكَ مَعَ تاريخِكم - الاسود المهـــبب المطين بطين - فظاهرٌ مِنْ حقيقةِ فهْمِ جميعِ الكنائسِ النصرانيَّةِ على اختلافِ مِللها وَطوائفِها على مرِّ التاريخِ لأخلاقياتِ الحربِ المُقدَّسةِ، هَذا الفهمُ الذي تبدى وَاستعلنَ في مُمارساتٍ وَحشيَّةٍ بشعَةٍ اسودَّ لها وَجْهُ الأرْضِ وَاستحيتْ مِنْها نارُ الشمسِ واحترقت بها أرواحُ وأفئدَةُ البشرِ، ممارساتٍ كان سندُها الأوَّلُ قبْلَ انحطاطِ أرْبابها وَبربريَّةِ مُسعِّريها وَهمجيَّةِ قوَّادِها وَبهيميَّةِ جنودِها نصوصَ هَذا الكِتابِ الذي تقولونَ إنَّهُ كِتابُ اللهِ !! وَتاريخُكم حُجَّةٌ عليكم لأنَّهُ تاريخُ كنائسكم التي تُشرِّعُ لكُم مِنْ دونِ اللهِ وَتحلُّ لكُم وَتحرِّمُ عليكم مِنْ دونِ اللهِ، فهل تعرِفُ حقيقةَ هَذا التاريخِ المُظلمِ أم تُحبُّ أنْ تعرِفَ ؟

وأمَّا عَنْ عَدمِ اتِّساقِ ردِّكَ مَعَ عقيدتُكم فسأكتفي فيهِ ببعضِ النقاطِ:

أولا: أنتُم تقولونَ إنَّ يسوعَ هوَ إلهُ السَّلامِ، وَهذا يَتناقضُ مَعَ هَذا العَددِ، فحتَّى لو سلَّمنا لكَ أنَّهُ هوَ الإلهُ حَقا ما كانَ يَجوزُ في العَقلِ وَلا في النظرِ أنْ يَنزلَ إلهُ السلامِ إلى الأرْضِ ثمَّ لا يُلقي عليها سلاما وإنَّما يكونُ السيف هو كلُّ ما تنالهُ مِنْهُ، هَذا يليقُ - فقط - بآلهةِ الحربِ لا آلهةِ السَّلامِ !!

وَالحقيقةُ أنَّني لا أفهَمُ كيفَ تعقلون كلامَ كِتابكم وَكيفَ تتصوَّرون مَعانيهِ في عقولِكم، حتَّى لكأنَّ لكم في عقولِكم شِفرَة برمَجيَّة تقلبُ أفهامَكم وَتصوراتِكم فتفهمونَ كلَّ شئ بنقيضِهِ حتَّى ترونَ الزائد ناقِصا وَالطويلَ قصيرا وَالقاعدَ قائما وَالكبيرَ صغيرا !!

قلتُم إنَّ يسوعَ قالَ "لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل" متى 5: 17 فقلنا: نعم هَذا حَقٌّ، لم يأتِ لينقُضَ النَّاموسَ والأنبياءَ، لم يَنقض النَّاموسَ والأنبياءَ، أتى ليُكملَ الناموسَ والأنبياءَ، أكملَ النَّاموسَ وَالأنبياءَ. فرحنا واستبشرنا فإذا بكم تقولون: أتى لينقضَ الناموسَ والأنبياءَ، لم يُكملَ الناموس والأنبياءَ، نقضَ النَّاموس والأنبياءَ، عهده عهد النعمة، ما قبله عهدُ اللعنةِ، ملعون الناموس والأنبياء، هو ذاته صارَ لعنةً لأجلكم لأنه مكتوب "ملعون من علق على خشبة" وَالمكتوب لعنة وَمن تحت اللعنة ملعون فملعونٌ هوَ مرَّتانِ مرَّةٌ بخضوعِهِ للنَّاموسِ وَجريانِ المكتوبِ عليهِ وَمرَّةٌ بلعنِ النَّاموسِ لهُ وَحكم المكتوبِ عليهِ، فملعونٌ هوَ في عَهدِ النعمَةِ وَملعونٌ هوَ في عَهدِ اللعنةِ، هللويا هللويا.

قلتُم إنَّ يسوعَ قالَ "لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض. ما جئت لالقي سلاما بل سيفا" متى 5: 17 فقلنا: لا هَذا ليسَ بحقٍّ، لم يأتِ ليُلقي سلاما على الأرْضِ، لمْ يُلقِ سلاما على الأرْض، أتى ليُلقي سيفا على الأرْضِ، ألقى سيفا على الأرْضِ. أنفنا واستنكرنا فإذا بكم تقولون: أتى ليلقي سلاما على الأرض، لم يلقِ سيفا على الأرض، ألقى سلاما على الأرض، يسوع إله السَّلام، هللويا هللويا.

لا، يسوعُ ليسَ إله السَّلامِ، وَالدليلُ أنَّهُ في المرَّةِ الوحيدَةِ التي خالط فيها البشرَ لمْ يُعطِهِم سلاما بلْ سيفا.

ثانيا: أنتُم تقولونَ إنَّ يسوعَ جاءَ ليُخلِّصَ العالمَ مِنَ الخطيئةِ، قلتُم إنَّ الله تعالى أحبَّ العالمَ حتَّى بذلَ ابنَهُ الوحيدَ لكيلا يَهلَك كلُّ مَنْ يؤمنُ بهِ بلْ تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّة، أتى يَسوعُ ليُخلِّصَ النَّاسَ مِنْ حبْسِ إبليسَ وَيُخرجهُم مِنَ الجحيمِ وَيُدْخلهُم المَلكوتَ وَيُطهِّرَهُم مِنَ الخطيَّةِ، وأيُّ سلامٍ أكثرُ مِنْ هَذا ؟ لو كانَ هَذا صحيحا لكانَ هَذا أعلى سلامٍ للبشريَّةِ. لكنَّ هَذا ليسَ صحيحا، لأنَّ يَسوعَ لمْ يأتِ ليلقي سلاما على الأرْضِ، يَسوعُ ما ألقى سلاما على الأرْضِ.

ثالثا: أنتُم تقولون إنَّ مَحبَّة اللهِ اقتَضتْ أنْ يَبذلَ ابنَهُ الوحيدَ ليكونَ خروفَ فداءٍ وَكبشَ خطيَّةٍ ليَرضى بلحمِهِ عَنْ خطيئةِ البشرِ وَبدمِهِ عَنْ دمائهِم، لكنَّ هَذا ليسَ صحيحا، فلو كانَت مَحبَّة الله للبشرِ تبلغُ بهِ أنْ يُقدِّمَ ابنَهُ للموتِ فداءا للإنْسانِ لكان لهَذا الإنْسانِ عِنْدَهُ شأنٌ أعلى وأجلَّ مِنْ هَذا، شأنٌ يَجعلهُ يُعطيهم السَّلامَ كلَّ السَّلامِ، لا أنْ يُعطيهم بدلَ السَّلام السيفَ !! لجاءَ يسوعُ مَجئ الربِّ المُحبِّ والإلهِ العاشقِ لا مَجئ الربِّ القاهرِ والإلهِ الغاضب !! لجعلَ النَّاسَ كلَّهُم أمَّة واحِدَة وأظهرَ لهُم نفسَهُ وأعلنَ لهُم ذاتَهُ وَحملهُم على الإيمانِ بهِ فلا يَعودوا يُخطئونَ أبدا، لأنَّهُم لو عادوا للخطيئةِ بعْدَ موتِهِ لكانَ مَوتُهُ عبثا هزيلا لا غاية لهُ وَلا مَعنى فيهِ وَلا نفعَ مِنْهُ، كيفَ وَقدْ بذلَ الإلهُ نفسَهُ للإنْسانِ ليعفو عَنْهُ وَيرضى عَنْهُ ثمَّ عادَ الإنْسانُ للخطيئةِ وَالكفرِ فما تحقَّقَ لهُ العفو ولا نالهُ الرضى ؟!! الربُّ لم يأتِ ليلقي هَذا السَّلام على الأرْضِ بلْ ليُلقي سيفا.

أمَّا قولُك إنَّ القرآنَ الكريم أثنى على الإنجيلِ فهو مِنْ قبيلِ ما يأتي بهِ الأنبياءُ الكذبَةُ مِنَ الدجَلِ وَالتلبيسِ، وَلا أخفيكَ أنَّ هَذا قدْ انتشرَ في ملَّتِك وَبينَ علمائكَ حتَّى صارَ دينُكُم كلُّه قائما على هَذا الدجَلِ لا يَنْفكُّ عَنْهُ، وأوَّلُ مَنْ شرَعَ لكُم شِرْعَة الكذبِ هَذِهِ كانَ بولُس الذي لعَنَ الناموسَ وَلعنَ الأنبياءَ بلْ وَلعنَ المَسيحَ صراحَة بغيرِ خفاءٍ، ثمَّ أتى أتباعُهُ مِنْ بعْدِهِ يأخذونَ كلَّ شئ بالكذبِ وَالتلبيسِ حتَّى صارَتْ ملَّتُهم أعظمَ المِللِ كذبا وَتلبيسا، حتَّى وَصلَ الأمرُ إلى القرآنِ الكريمِ وَوَصلُ الكذبُ عليهِ والتلبيسُ فيهِ إلى درجَةٍ لا يَقبلها إلا الأنعام السائمة، وَمِنْ قبيلِ هَذا الدجلِ الذي تكرَّرَ مِنْ عُلماءِ مِلَّتِكَ لمئاتِ السنينِ وَردَّ عليهِ عُلماءُ المُسلمينَ مِئاتِ المراتِ وَمازالَ كُبراءُ القومِ وَغلمانُهُم وَعُظماؤهُم وَسُفهاؤهُم يُردِّدونَهُ إلى اليومِ القول بأنَّ القرآنَ أثنى على الإنجيلِ.

نعَمْ، القرآنُ أثنى على الإنجيلِ:

* الذي أوتيَه عيسى بنُ مريمَ وَبشَّرَ بهِ في حياتِهِ.

* الذي بشَّرَ برسولِ اللهِ مُحمَّدٍ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم.

* الذي أثبَتَ لله الوحدانيَّة وَلعيسى عليهِ السلام العبوديَّة.

* الذي يُصدِّقُ ما بينَ يديهِ مِنَ التوراةِ.

* الذي نفى عَنْ اللهِ الظلم وَالجهالة والضعفَ وَالعبثَ.

* الذي نفى عَنْ الأنبياءِ الرجسَ وَالدنس.

هلْ هَذا الإنجيلُ الذي أثنى عليهِ القرآنُ هوَ إنجيلُ مَتَّى ؟ أم أنَّهُ إنْجيلُ مُرْقس ؟ أم لوقا ؟ أم يوحنا ؟ أم هو آخر ؟