السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة العيد من كتاب (ترانيم قلب) .. للكاتب / عبدالرحمن محمد الإبراهيم
تمتمات عيدي..
كنت أسير في أحد الأروقة فإذا بي أجد مجلساً خالياً من الناس فجلست فيه لأستريح وأكمل المسير بعد ذلك ، وبينما أنا جالس في هذا المجلس إذ برجل عليه سمات الوقار يلبس العمامة وهيئته لا تدل على أنه من أهل هذا الزمان .. اقترب مني فإذا به يلقي السلام علي ويستأذن بالجلوس ، فعجبت من أمره : لم يستأذن وهذا مكان عام!! وارتفع عندي هرمون الفضول فسألته : من أنت ، ومن أي البلدان جئت ؟ فقال : أنا محمد بن جرير الطبري ، ألا تعرفني! فقلت : وكيف لا أعرفك فأنت شيخ المؤرخين صاحب كتاب " تاريخ الأمم والملوك" وهو من المراجع عندنا ، فما سبب زيارتكم لنا يا شيخ ؟
فقال : إنما زرتكم بهذا الزمان لأني لم أرض عن عيدكم ! وبما أنني مؤرخ وعشت الأحداث بروحي وإن لم أعشها بجسدي فقد رأيت العيد عندنا أفضل ، ألم تر كيف خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم لفتح مكة في رمضان ، وكيف جيّش الجيوش وأعد العدة في رمضان ، ولم يكونوا يأبهون بأهوال البحار أو لطول الأسفار ، وعندما عسكر الجيش بقيادة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم جاء أبو سفيان بن حرب ورأى ما رأى من عظمة الجيش فقال : سبحان الله ؟ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، وطلب الأمان له وكان له ما أراد ، فأوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينادي بالناس : ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ) ، وسار الجيش وفتح مكة وكان لهم ما أرادوا ، وجعلوا عيدهم عيدين فكان الأول فتحهم لمكة والثاني عيد الفطر في المسجد الحرام .. وأنتم اليوم ما بال العيد عندكم ؟!
فراودتني أفكار ، أأقول له بأن الأعياد عندنا زادت فلم نعد نحس بعيد الفطر والأضحى ، أم أشرح له حال الأمة في زماننا ، وكيف تكالبت علينا الأمم ، أم أبادره بسؤال كسؤاله؟!
يتبـــــــــــــــــــــــع
مقالة العيد من كتاب (ترانيم قلب) .. للكاتب / عبدالرحمن محمد الإبراهيم
تمتمات عيدي..
كنت أسير في أحد الأروقة فإذا بي أجد مجلساً خالياً من الناس فجلست فيه لأستريح وأكمل المسير بعد ذلك ، وبينما أنا جالس في هذا المجلس إذ برجل عليه سمات الوقار يلبس العمامة وهيئته لا تدل على أنه من أهل هذا الزمان .. اقترب مني فإذا به يلقي السلام علي ويستأذن بالجلوس ، فعجبت من أمره : لم يستأذن وهذا مكان عام!! وارتفع عندي هرمون الفضول فسألته : من أنت ، ومن أي البلدان جئت ؟ فقال : أنا محمد بن جرير الطبري ، ألا تعرفني! فقلت : وكيف لا أعرفك فأنت شيخ المؤرخين صاحب كتاب " تاريخ الأمم والملوك" وهو من المراجع عندنا ، فما سبب زيارتكم لنا يا شيخ ؟
فقال : إنما زرتكم بهذا الزمان لأني لم أرض عن عيدكم ! وبما أنني مؤرخ وعشت الأحداث بروحي وإن لم أعشها بجسدي فقد رأيت العيد عندنا أفضل ، ألم تر كيف خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم لفتح مكة في رمضان ، وكيف جيّش الجيوش وأعد العدة في رمضان ، ولم يكونوا يأبهون بأهوال البحار أو لطول الأسفار ، وعندما عسكر الجيش بقيادة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم جاء أبو سفيان بن حرب ورأى ما رأى من عظمة الجيش فقال : سبحان الله ؟ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، وطلب الأمان له وكان له ما أراد ، فأوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينادي بالناس : ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ) ، وسار الجيش وفتح مكة وكان لهم ما أرادوا ، وجعلوا عيدهم عيدين فكان الأول فتحهم لمكة والثاني عيد الفطر في المسجد الحرام .. وأنتم اليوم ما بال العيد عندكم ؟!
فراودتني أفكار ، أأقول له بأن الأعياد عندنا زادت فلم نعد نحس بعيد الفطر والأضحى ، أم أشرح له حال الأمة في زماننا ، وكيف تكالبت علينا الأمم ، أم أبادره بسؤال كسؤاله؟!
يتبـــــــــــــــــــــــع
تعليق