كاميليا تضع النقط فوق الحروف
حاتم محمد
ونحن نتابع حالة التجبر التي تمارسها الكنيسة على المسلمين ، والمتثل بوضوح في شأن اختطاف السيدة الفاضلة كاميليا شحاتة ومن قبلها عمليات خطف وقتل ثم من بعدها عملية خطف الشاب إيليا نبيل بعد أن أشهر إسلامة بأيام ،
ينبغي لنا ونحن نرصد هذا المسلسل الإجرامي أن نضع النقط فوق الحروف حتى نتمكن من قرأة ما يدرو ويدبر لنا
وأول هذه النقط أن نكف عن الكلام في البديهيات وكأنها كتشاف ، فمؤسسات ما يسمى بالعمل المدني وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ما هي إلا صناعة غربية فكرا وعملا وروحا ، وإن كان القائمون عليها منسبون للإسلام ، ولكنهم في حقيقة أمرهم يكرهون الإسلام كدين ويكرهون المسلمين ، وقل نفس الأمر بالنسبة لأغلب الإعلاميين ، وكذا المؤسسات التنفيذية والسلطوية في بلد أغلبيتها مسلمين ، وهذا هو السبب في أنهم يكيلون بمكيالين ، فتراهم أسودا في مواجهة المسلمين ، وديمقرطيين محكوميين بالقانون، ودعاء حكماء، يغلبون روح التسامح والمحبة على القانون مع أخوانهم الآخرين في الوطن .
فالأمر ليس لأن الكنيسة وافقت على مشروع التوريث ، ولا الاستحقاقات الانتخابية والحاجة لأصواتهم ، ولا الضغوط الأمريكية على الحكومة المصرية ، ولا أي شيء مما يروج وإنما هو ما قاله الله عز وجل في حقهم ? ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ?
وهذا هو ما حذر الله عز وجل منه عباده فقال : ?يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ? فمن وقع فيما حذر منه الملك سبحانه صار منهم حتى وإن لم يتهود أو يتنصر حتى وإن ظل على مسماه الإسلامي كما قال سبحانه وتعالى : ? ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ?
وسبب تولي هؤلاء لليهود والنصارى وشتى طوائف المشركين ومعادتهم الإسلام ليس هو الاقتناع بصحة تلك المذهب؛ ولكنه الهوى والغرق في مخالفة أوامر الله، فلا يردون شيئا يذكرهم بما هم في من مخالفة لأمر الله ، وهذا هو التصوير البليغ الذي صورهم به الله عزوجل في كتابه فقال : ?كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون * ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ? ثم أخبر أن هذا هو سبب المؤدي لانعدام الإيمان في قلوبهم كما قدمنا قائلا سبحانه ? ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ) ثم فضحهم بأنهم متهتكون فاسقون؛ حتى على دعاويهم ومبادئهم، فقال تعالى : ?ولكن كثيرا منهم فاسقون ?.
فهذه هي الحقيقة؛ فأمريكا لا تضغط لصالح النصارى ، أتذكرون أوباما حينما أراد أن يخطب ود المسلمين وجاء إلى مصر ؛ لم يذكر الأقباط بشيء يستحق ، لماذا لأنه يريد المسلمين، فمن أجل مصلحته فليذهب الأقباط للجحيم . أتذكرون نابليون بونابرت حينما احتل مصر إنه كتب خطابا يتودد فيه للمسلمين ويقول فيه أنه حارب بابا روما لأنه يكره الإسلم ، بل إنه في الحقيقة ما كان يود أن يعتمد على النصارى إذ وصفهم في إحدى رسائله بأنهم " قوم لئام" ولكنه مضطر للاعتماد عليهم لأنه ليس هناك في البلاد من يمكن أن يساعده سواهم.
لو المسألة استحقاقات انتخابية فإن عوام المسلمين الذين مازالوا لا يعرفون عن تلك القضايا شيئا أكثر عددا وقوة انتخابية من النصارى بكثير جدا جدا ...... جدا ، وكذا هم أكثر عددا من منافسه التقليدي الإخوان المسلمين ، ناهيك عن الخبرة التزويرة العريقة ، فإذن صندوق الانتخابات محسوم محسوم بدون نصارى، ويمكنه أن يجيش بعض الأئمة مع بعض دعاة الخطوط الحمراء ليحدثونا عن طاعة ولاة الأمر ؛ وعن تجريم وتحريم من يختار غيره. فما الحاجة للأقباط حتى يسترضيهم بتلك الصورة الخارقة للنظام وللقانون والتي تهدد استقرار الوطن الذي يتحكمون فيه وفي ثرواته.
نختم بهذه النقطة حتى لا ينسي الكلام بعضه بعضا ولا نطيل على القارئ ؛ على أمل اللقاء قربيا في باقي النقاط ، إن شاء الله تعالي .
تعليق