بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين وصلاة وسلاما على سيدنا محمد إمام المتقين واله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن سار بسيرهم واقتدى بنهجهم الى يوم الدين
وبعد
فأزف البشرى الى اخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بحلول العشر الأواخر من رمضان طالبا منهم ألا ينسوني في دعائهم فاخوهم محتاج للدعاء
بعد انقطاع طويل عن الكتابة في المنتديات يقارب السنوات الخمس اردت أن أعود الى حمل السلاح أو القلم وخوض معامع القتال طلبا لللاجر والثواب
فسجلت في منتداكم الطيب ووجدت في شريط المواضيع اعلى الصفحة موضوعا يتعلق بردة ربى قعوار وعودتها الى دين اهلها
فبحثت عن حلقتها مع رشيد ووحيد ووجدتها واستمعت اليها وقلت هذه فريستي الاولى بعون الله
وقبل البدء في نقض خيوط العنكبوت التي نسجوها محاولين ستر شمس الاسلام عن عيون العباد أحب أن أوجه لكل من تابع هذه القصة بشارت قرانية عظيمة تبين شيئا من ألطاف رب العزة بعباده المسلمين وشيئا من المنح التي تكون في ثنايا المحن
يقول ربنا سبحانه وتعالى في اخر سورة محمد وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
فان كانت ربى قعوار او غيرها قد تولوا عن هذا الدين ونكصوا عنه فان الله قد اخبرنا بانه قد استبدلهم بغيرهم ممن هم خير منهم
وان كان لربى قعوار سابقا مجهود في الدعوة الى الاسلام تسبب في دخول احاد من النصارى الى الاسلام فان الله قد استبدلها بمن يكون اشد نكاية في اعداء الله واعظم اثرا في نصرة دينه
ان ربى قعوار قد خدمتنا بافساحها المجال لغيرها ممن هم خير منها بنص كلام ربنا عز وجل
فموتوا بغيظكم يا اهل الصليب فما زادنا هذا الخبر الا ثقة وسرورا بنصرة ربنا لنا
ويقول ربنا عز وجل في سورة ال عمران وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
وربى قعوار ان بقيت على حالها الجديد ستكون مصداقا لهذه الآية ودليلا على ربانية مصدر القران فكيف يعلم احد بمناهج اهل الكتاب في حرب الاسلام خلال العصور مالم يكن المطلع على خبايا الصدور
ان الاسلوب الذي اتبعته ربى قعوار في كيد الاسلام اسلوب قد فضحه القران وجاءت هي فاثبتت لنا صدق القران واعجازه فجزاها الله بما تستحق
اما بخصوص الدوافع التي دفعتها للاسلام قديما والتي دفعتها للخروج منه حديثا فهي امور لا تعنيني ولا تهمني وربما عنت المهتمين بدراسات الطب النفسي أو خبايا أجهزة المخابرات ولا يهمني غير نقض الشبهات التي فاهت بها
ابتدا المدعو رشيد الحلقة بسياق ترجمة لما مضى من حياة بنت قعوار وأول ما يلفت النظر فيها هو تركيزه على أن اهلها كانوا من النصارى المتشددين وعلى حد تعبيرة عائلة رائدة في خدمة المسيحية فلم تكن عائلتها من عامة النصارى ممن لا علاقة لهم بحرب الله ورسوله وبتعبير قراني يمكننا ان نصف عائلتها بانها ممن حادوا الله ورسوله ومن ابجديات الدين ان المسلم منهي عن موادة من حاد الله ورسوله
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
فهل كانت ربى قعوار ايام انتسابها للاسلام مسلمة حقا ام انها كانت متلبسة بناقض من نواقض الاسلام وهو موادة من حاد الله ورسوله وان سمت هذه الموادة زورا وبهتانا ببر الوالدين واخذت مكافأة على ذلك
وانني اتسائل هل اطلع من منوحها جائزة بر الوالدين على ملف والديها التنصيري وما بذلوه من جهد في الكيد لهذا الدين خصوصا ما يطرح على مواقع النت من ان والدها كان سببا في ردة افراد من المسلمين ؟ وان كنت استبعد صحة الخبر فلا استبعد صدور هذه الكذبة من والدها فالعاجز عن تحقيق شيء يطمح اليه قد يعزي نفسه بالكذب لتجميل صورته امام نفسه أولا وامام الآخرين ثانيا
كل هذا علمه عند الله تعالى فهو العليم بما في الصدور
وركز رشيد على وصف ربى قعوار بانها كانت داعية تقوم بمناظرة النصارى وان القنوات الفضائية احتفلت بها
لكن الذي يتتبع لقاءات بنت قعوار المسجلة على النت يجد انها عقدت بصفتها مسلمة جديدة لا بصفتها داعية قديرة والذي يشاهد حلقاتها مع الشيخ محمد العوضي سيظهر له ضحالة ما تحمله من افكار ناتجة عن ضحالة في طريقة التفكير ويكفي ما ساقته خلال كلامها عن الاغنوصيين اللاادريين الذي لم تنتج عنه معلومة صحيحة عن اللاادرية غير ان ربى قعوار لا تدري شيئا عن اللادرية ولا تدري انها لا تدري
وقد تغاضى الشيخ محمد العوضي عن كلامها وهو الضليع في الفلسفة كما يتغاضى الاب عن محاولات طفله الكلام وخلطه بين الحروف
وقد بحثت في النت عن مقالات ربى قعوار في الدعوة الى الاسلام فوجدتها نوعا من جهد المقل الذي لا يملك ما يجود به فمن ركاكة اللفظ الى سخافة المحتوى وكل هذا مخلوط بنرجسية عجيبة واعجاب بالنفس قلما رأى البشر مثله واعجب ما قابلني تسميتها لزكريا بطرس بالقص الفاضل والصاد منها وليست مني
ثم حكى رشيد طرفا من حوار دار بينه وبين زوج بنت قعوار قبل سنوات عن الوهية المسيح وطرح اجابة هزيلة عن معضلة الفكر المسيحي التي تتمثل في خلو الكتاب المقدس عن نص ينسب للمسيح ادعاء الألوهية من دون الله كما فهل فرعون حين قال انا ربكم الأعلى فسحقا لقوم يجعلون فرعون افصح بيانا من ربهم
يقول رشيد ان مجرد غفران المسيح للذنوب يكفي كونه هو الله ويكفي قول المسيح قبل ابراهيم انا كائن وقوله حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة هو وسطهم معناه هو الله وانتهى الحوار بان طلب منه الزوج الا يكلمه مرة اخرى ورفض ان يتركه يكلم بنت قعوار
وادلة رشيد كلها متهافت تدلنا على الآتي
اولا رشيد لم يصل في حياته قط ولعل انشغاله في جمع الشبهات عن الاسلام شغله عن ترديد الصلاة الربانية التي يقولون فيها واغفر لنا كما نغفر للمسيئين الينا فكل نصراني اله وفقا لمنطق رشيد العوج لانه يملك غفران ذنوب من يسيؤون اليه
يقول انجيل يوحنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له.ومن امسكتم خطاياه أمسكت
وهذا النص دليل على ان كل من قبل الروح القدس يستطيع ان يغفر الذنوب
لا اشك ان رشيد سيقول أن هذا الغفران معطى من الله وليس من المؤمن عندها ساقول له وكذلك غفران المسيح للذنوب معطى من الله فقد نسب اليه انجيل متى انه اقر قول الناس الذين تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا ولم يصحح لهم اعتقادهم ويقول لهم انا لم اعط هذا السلطان فهو سلطاني من الأبد
والعجيب من الننصارى انهم يصفون المسيح بالألوهية لأنه يغفر الذنوب في حين ان امتلاك الرب لصفة غفران الذنوب ينسف فكرة الفداء والكفارة من أساسها وهي أساس النصرانية كلها
واين كان مخلص النصارى عندما اخطا آدم واكل من الشجرة ولماذا لم يقل له كما قال للزانية اذهب مغفورة خطاياك بس عاد لا تكررها
وكيف يلزمون الاب بالتضحية بابنه ليستطيع الغرفان ولا يلزمون الابن بذلك؟
ربما لو اتسع خيال كتاب الاناجيل فجعلوا ليسوع زوجة وابناء لجعلوه يضحي بابنه هو الاخر لفداء خطايا البشر
ثانيا الدليل الثاني الذي ذكره رشيد يجعلنا نشك في عبادته للشيطان فاعتقاده بان الموجود قبل ابراهيم اله يلزمه ان كل اجداد ابراهيم وكل من سار على سطح الرض قبل وجود سيدنا ابراهيم آلهة وكل من خلقول قبل سيدنا ابراهيم آلهة أيضا ومكانة ابليس بين هؤلاء معروفة
ثالثا الدليل الثالث يدل على الوهية الضوء والهواء أيضا فحيثما اجتمع اثنان او ثلاثة كان الهواء والضوء معهم
واذا كان وجود المسيح وسط كل اثنين او ثلاثة وجودا حقيقيا لا معنويا يلزم من هذا عدم مجيء المعزي ابدا فالمعزي لايأتي الا اذا ذهب المسيح وهذاا النص يقول ان المسيح لا يمكن ان يذهب ابدا فهو موجود مع اي اثنين او ثلاثة فينتج من هذا ان المعزي لن ياتي ابدا فلم يبق الا ان يكون هذا الوجود وجودا معنويا وهذا لا يستلزم الألوهية
ولعل محاور رشيد يئس من افهامه فطلب منه عدم محاورته مرة اخرى واحب ان يصون سمع زوجته عن سماع ذلك الهراء الذي يقوله وأن يمنع عنها اذى مناقشة رشيد فظن رشيد انه افحمه ورد على سؤاله في حين انه لم يصنع شيئا
ثم تكلم رشيد وتخبط وزعم ان الاسلام ينهى عن حب المسلم لغير المسلم وهذا افتراء يدحضه علم كل منتسب للاسلام والنصرانية ايضا بجواز زواج المسلم من النصرانية فكيف يامرنا الاسلام ببغض من يبيح لنا الزواج منه ثم يقول لنا وجعل بينكم مودة ورحمة
ورشيد يخلط بين من لم يؤمن بالله ورسوله وبين من حاد الله ورسوله
اما غير المؤمن فان الله تعالى لم ينهنا عنه ابدا فقد قال لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
أما المعادين لنا من المحادين لله ورسوله فلهم حكم اخر مبين في الاية التالية (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وان كان في كلام رشيد صواب فهو قوله ان ربى خالفت كل ذلك وظلت تحب والدتها المسيحية وازيد للايضاح المعادية لله ورسوله
والعجيب ان رشيد يقول ان حب بنت قعوار لوالدتها لم ينبع من السلام ثم يعقب هذا بنقل تسجيل لبنت قعوار تقول فيه لوالدتها انها سببت لها الالام والأوجاع قبل اسلامها فايهما نصدق بنت قعوار ام رشيد
هذا مع التحفظ على ركاكة ما فاهت به بنت قعوار من سجع متكلف غث وكلمات لا وجود لها في لغة العرب
وبهذا ينتهي التعليق على مقدمة رشيد ويتلوه قريبا نقض سخافات بنت قعوار بعون الواحد القهار
تعليق