رسالة عاجلة
من لغة القرآن إلى أبنائها واحفادها
نادر بن سعد العمري
ضَاعَتْ مَعَالِمُ تَأْرِيخِي وَأَمْجَادِي ** لَمَّا تَخَاذَلَ أَبْنَائِي وَأَحْفَادِي
وَاسْتَبْدَلُوا بِي لِسَانًا لَسْتُ أَعْرِفُهُ ** وَلَيْسَ فِيمَا اسْتَعَاضُوا رَوْنقُ الضَّادِ
إِنِّي أَكَادُ أَشُقُّ الْكَوْنَ نَادِبَةً ** وَيْلِي عَلَى مَنْ رَعَانِي مُنْذُ مِيلاَدي
وَيْلِي عَلَى عَهْدِ عِزٍّ يَوْمَ كُنْتُ بِهِ ** تَاجَ الْفَصَاحَةِ فِي هَامَاتِ أَوْلاَدِي
كَمْ فَاخَرَتْ بِي فُحُولٌ يَوْمَ أَنْ عُقِدَتْ ** بِالْمَجْدِ أَلْوِيَةٌ مِنْ وَحْيِ إِنْشَادِي
وَكَمْ تَسَامَى فَصِيحٌ فِي عَشِيرَتِهِ ** حَتَّى غَدَا سَيِّدًا لِلْحَيِّ وَالنَّادِي
هَذَا امْرُؤُ الْقَيْسِ وَالْبَكْرِيُّ بِي حُفِظَتْ ** أَشْعَارُهُمْ وَتَنَامَتْ مُنْذُ آمَادِ
لَوْلاَيَ مَا عَرَفُوا قُسَّ بْنَ سَاعِدَةٍ ** وَلاَ رَوَوْا عَنْ عُكَاظٍ شِعْرَ رُوَّادِي
وَكَمْ هَزَزْتُ قُلُوبًا أُطْرِبَتْ فَغَدَتْ ** سَكْرَى بِنَغْمَةِ لَفْظِي مَا شَدا الشَّادِي
أَطْرَبْتُ حَتَّى صِعَابَ الْعِيرِ فَانْطَلَقَتْ ** تَهُزُّهَا فِي الصَّحَارِي رَنَّةُ الْحَادِي
حَتَّى امْتَلأْتُ شَبَابًا وَاسْتَوَيْتُ عَلَى ** سُوقِي شَرُفْتُ بِوَحْيِ الْخَالِقِ الْهَادِي
فَكُنْتُ نُورًا عَلَى نُورٍ وَخَلَّدَنِي ** آيُ الْكِتَابِ فَلاَ أَبْلَى بِتَرْدَادِي
• • •
مَا بَالُ قَوْمِي نَسُوا وُدِّي وَمَا حَفِظُوا ** عَهْدِي وَمَا سَمِعُوا نُصْحِي وَإِرْشَادِي؟!
أَغَرَّهُمْ مَا افْتَرَاهُ النَّاعِبُونَ بِلاَ ** عَقْلٍ وَمَا قَالَ أَعْدَائِي وَحُسَّادِي؟!
أَصَدَّقُوا مَا يُشِيعُ الْمُرْجِفُونَ وَهُمْ ** لاَ يَرْتَجُونَ سِوَى وَأْدِي وَإِبْعَادِي؟!
ثَارُوا عَلَى أَدَبِي وَاسْتَهْجَنُوهُ وَمَا ** جَاؤُوا بِغَيْرِ هَجِينٍ قُبْحُهُ بادِي
فَالشِّعْرُ يَهْذِي هُذَاءَ السُّكْرِ لاَ طَرَبٌ ** فِيهِ وَلاَ لِلْمَعَانِي مِنْهُ مِنْ زَادِ
شِعْرُ (الْحَدَاثَةِ) هَلاَّ مِنْهُ أُغْنِيَةٌ ** يَشْدُو بِهَا قَرَوِيٌّ يَحْرُثُ الْوادِي!
تَهَتُّكٌ كُلُّ مَا يَدْعُونَهُ (أَدَبًا) ** مِدَادُهُ رَاعِفٌ مِنْ كَفِّ أَحْقَادِ
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى عَصْرٍ تَقَرُّ بِهِ ** عَيْنِي وَأُحْيِي بِهِ مَجْدِي وَأَعْيَادِي
إِنِّي هُنَا لاَ أُطِيقُ الْعَيْشَ يَلْمِزُنِي ** قَوْمٌ وَقَدْ جَهَّزُوا رَمْسِي وَأَعْوَادِي
إِنِّي وَإِنْ هَانَ قَوْمِي وَارْتَضَوْا نُزُلاً ** دُونَ الثَّرَى لَمْ يَزَلْ فِي الْمَجْدِ مِيعَادِي
وَلاَ تَزَالُ كُنُوزِي فِي مَخَابِئِهَا ** يَفْنَى الزَّمَانُ وَتَبْقَى رَوْعَةُ الضَّادِ
وَقَدْ كَفَانِيَ أَنِّي صِرْتُ مُعْجِزَةً ** تَسْمُو بِنُورِ الْهُدَى وَالْوَحْيِ أَطْوَادِي
وَلاَ يَزَالُ كِتَابُ اللَّهِ تَذْكِرَةً ** لَوْلاَهُ لاَنْتَزَعَ الأَعْدَاءُ أَوْتَادِي
وَسَوْفَ أَحْيَا بِهِ فِي الْكَوْنِ خَالِدَةً ** كَأَنَّنِي فِي صَفَائِي يَوْمَ مِيلاَدِي
منقولة لروعتها
من لغة القرآن إلى أبنائها واحفادها
نادر بن سعد العمري
ضَاعَتْ مَعَالِمُ تَأْرِيخِي وَأَمْجَادِي ** لَمَّا تَخَاذَلَ أَبْنَائِي وَأَحْفَادِي
وَاسْتَبْدَلُوا بِي لِسَانًا لَسْتُ أَعْرِفُهُ ** وَلَيْسَ فِيمَا اسْتَعَاضُوا رَوْنقُ الضَّادِ
إِنِّي أَكَادُ أَشُقُّ الْكَوْنَ نَادِبَةً ** وَيْلِي عَلَى مَنْ رَعَانِي مُنْذُ مِيلاَدي
وَيْلِي عَلَى عَهْدِ عِزٍّ يَوْمَ كُنْتُ بِهِ ** تَاجَ الْفَصَاحَةِ فِي هَامَاتِ أَوْلاَدِي
كَمْ فَاخَرَتْ بِي فُحُولٌ يَوْمَ أَنْ عُقِدَتْ ** بِالْمَجْدِ أَلْوِيَةٌ مِنْ وَحْيِ إِنْشَادِي
وَكَمْ تَسَامَى فَصِيحٌ فِي عَشِيرَتِهِ ** حَتَّى غَدَا سَيِّدًا لِلْحَيِّ وَالنَّادِي
هَذَا امْرُؤُ الْقَيْسِ وَالْبَكْرِيُّ بِي حُفِظَتْ ** أَشْعَارُهُمْ وَتَنَامَتْ مُنْذُ آمَادِ
لَوْلاَيَ مَا عَرَفُوا قُسَّ بْنَ سَاعِدَةٍ ** وَلاَ رَوَوْا عَنْ عُكَاظٍ شِعْرَ رُوَّادِي
وَكَمْ هَزَزْتُ قُلُوبًا أُطْرِبَتْ فَغَدَتْ ** سَكْرَى بِنَغْمَةِ لَفْظِي مَا شَدا الشَّادِي
أَطْرَبْتُ حَتَّى صِعَابَ الْعِيرِ فَانْطَلَقَتْ ** تَهُزُّهَا فِي الصَّحَارِي رَنَّةُ الْحَادِي
حَتَّى امْتَلأْتُ شَبَابًا وَاسْتَوَيْتُ عَلَى ** سُوقِي شَرُفْتُ بِوَحْيِ الْخَالِقِ الْهَادِي
فَكُنْتُ نُورًا عَلَى نُورٍ وَخَلَّدَنِي ** آيُ الْكِتَابِ فَلاَ أَبْلَى بِتَرْدَادِي
• • •
مَا بَالُ قَوْمِي نَسُوا وُدِّي وَمَا حَفِظُوا ** عَهْدِي وَمَا سَمِعُوا نُصْحِي وَإِرْشَادِي؟!
أَغَرَّهُمْ مَا افْتَرَاهُ النَّاعِبُونَ بِلاَ ** عَقْلٍ وَمَا قَالَ أَعْدَائِي وَحُسَّادِي؟!
أَصَدَّقُوا مَا يُشِيعُ الْمُرْجِفُونَ وَهُمْ ** لاَ يَرْتَجُونَ سِوَى وَأْدِي وَإِبْعَادِي؟!
ثَارُوا عَلَى أَدَبِي وَاسْتَهْجَنُوهُ وَمَا ** جَاؤُوا بِغَيْرِ هَجِينٍ قُبْحُهُ بادِي
فَالشِّعْرُ يَهْذِي هُذَاءَ السُّكْرِ لاَ طَرَبٌ ** فِيهِ وَلاَ لِلْمَعَانِي مِنْهُ مِنْ زَادِ
شِعْرُ (الْحَدَاثَةِ) هَلاَّ مِنْهُ أُغْنِيَةٌ ** يَشْدُو بِهَا قَرَوِيٌّ يَحْرُثُ الْوادِي!
تَهَتُّكٌ كُلُّ مَا يَدْعُونَهُ (أَدَبًا) ** مِدَادُهُ رَاعِفٌ مِنْ كَفِّ أَحْقَادِ
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى عَصْرٍ تَقَرُّ بِهِ ** عَيْنِي وَأُحْيِي بِهِ مَجْدِي وَأَعْيَادِي
إِنِّي هُنَا لاَ أُطِيقُ الْعَيْشَ يَلْمِزُنِي ** قَوْمٌ وَقَدْ جَهَّزُوا رَمْسِي وَأَعْوَادِي
إِنِّي وَإِنْ هَانَ قَوْمِي وَارْتَضَوْا نُزُلاً ** دُونَ الثَّرَى لَمْ يَزَلْ فِي الْمَجْدِ مِيعَادِي
وَلاَ تَزَالُ كُنُوزِي فِي مَخَابِئِهَا ** يَفْنَى الزَّمَانُ وَتَبْقَى رَوْعَةُ الضَّادِ
وَقَدْ كَفَانِيَ أَنِّي صِرْتُ مُعْجِزَةً ** تَسْمُو بِنُورِ الْهُدَى وَالْوَحْيِ أَطْوَادِي
وَلاَ يَزَالُ كِتَابُ اللَّهِ تَذْكِرَةً ** لَوْلاَهُ لاَنْتَزَعَ الأَعْدَاءُ أَوْتَادِي
وَسَوْفَ أَحْيَا بِهِ فِي الْكَوْنِ خَالِدَةً ** كَأَنَّنِي فِي صَفَائِي يَوْمَ مِيلاَدِي
منقولة لروعتها
تعليق