شمشون هل انتحر أم استشهد في عملية فدائية ؟ !

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سامسونج مسلم اكتشف المزيد حول سامسونج
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامسونج
    3- عضو نشيط
    • 23 ينا, 2009
    • 473
    • .....
    • مسلم

    شمشون هل انتحر أم استشهد في عملية فدائية ؟ !

    الذي يعود إلي سيرة شمشون الجبار كما روتها التوراة ، ويتأمل مولده وحياته وكيفية مماته، خاصة الواقعة التي مات بها ، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة ألاف فلسطيني من الأطفال والرجال والسيدات ، يصاب بالحيرة عند محاولته لتصنيف هذه الشخصية ، هل مات شهيدا أم منتحرا ؟ ، هل ما قام به يعد عملا فدائيا أم ليخلص نفسه من مذلة الأسر والعذاب ؟ ، هل ما قام به شمشون بلغة الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني اليوم يعد عملا إرهابيا ، أم أنه كما صورته النصوص أحد الأبطال ؟ ، هل كان شمشون أول إرهابي عرفته الخليقة ؟ ، وهل كانت واقعته هي أول عملية إرهابية علي وجه الأرض ؟ ، وهل بنو إسرائيل هم أول من أدخلوا الإرهاب والعمليات الانتحارية إلي الحياة الإنسانية ؟ . جاء في سفر القضاء أن والدة شمشون كانت عاقراً ، وبعد سنوات مثل سائر أنبياء بني إسرائيل ، تجلي لها ملاك الرب في هيئة رجل وبشرها بغلام ، حكت لزوجها ويدعي " منوح " الواقعة ، وأشارت إلي أن الرجل اشترط لكي تحمل ألا تشرب : " خمرا أو مسكرا أو تأكل شيئا محرما " ، كما حذرها بعد ولادة الطفل من : " حلق شعر رأسه " ، وبشرها في المقابلة بأن هذا الطفل سوف : " يكون نذيرا لله " ، كما أنه سيشرع في : " إنقاذ إسرائيل من تسلط الفلسطينيين " ، وظهر هذا الملاك مرة أخري وحضر زوجها المقابلة ، وكرر عليهما البشارة والمطالب والتحذير ثم صعد إلي السماء ، بعد تسعة أشهر ولد الطفل وأسمياه شمشون ( بالعبرية شمش : بمعني شمس أو مثل الشمس ) ، وكبر وباركه الرب ، في شبابه صادف فتاة فلسطينية من بلدة " تمنة " حركت مشاعره ، فأسرع لوالده وطلب منه أن يزوجها له ، رغم معارضة والده لأنها فلسطينية وليست من بني إسرائيل ولا من بني عشيرته ( سبط دان بن يعقوب ) ، ذهب وطلبها له ، وفي حفل الزفاف ألقي شمشون علي ثلاثين فلسطينيا كانوا ينادمونه في الحفل فزورة ، إذا توصلوا لحلها قبل انتهاء اليوم السابع منحهم ثلاثين قميصا وثلاثين حلة ثياب ، وإذا فشلوا سلموه مثلها ، والفزورة هي : " من الأكل خرج أكل ، ومن القوي خرجت حلاوة " ، وحلها كان : العسل والأسد ، وكانت هذه الأحجية هي بداية صراع شمشون مع الفلسطينيين ، حيث قام الرجال بالذهاب إلي زوجته وهددوا بقتلها حرقا هي ووالدها إذا لم تأت بحل الفزورة ، من خوفها ألحت علي شمشون حتي اخبرها بالحل وأخطرتهم به ، ولكي يفي شمشون بوعده في تسديد المكافأة ، نزل مدينة " أشقلون " وقتل ثلاثين فلسطينيا ، وأخذ ثيابهم وأعطاها للرجال الذين قاموا بحل لغزه ، ثم انتابته حالة غضب شديد من هذا الموقف ، فهجر زوجته ولم يدخل عليها ، وعاد إلي منزل والدته ، بعد فترة ربما شهور أو سنوات تذكر هذه الزوجة فذهب إلي منزل حميه وطلبها ، رفض والدها وقال له : انك قلت لقد كرهتها فزوجتها بأخر ، وكان هذا الزوج أحد أصدقاء شمشون ، وعرض عليه والدها أن يزوجه بشقيقتها الصغري ، رفض وقال له : " لا لوم علي هذه المرة إذا انتقمت من الفلسطينيين ، وبالفعل نفذ تهديده وقام باصطياد ثلاثمائة ثعلب وربط ذيل كل ثعلبين معا ، ووضع بينهما مشعلا وأشعله بالنار وأطلقها علي مزارع الفلسطينيين ، فأحرقت حقول القمح وأكداس الحبوب وأشجار الزيتون ، عندما علم الفلسطينيون أن شمشون وراء هذه الواقعة الخطيرة ، ذهبوا إلي حمية وأحرقوا زوجته ووالدها ، شمشون لم تخمد ثورته ولم تبرد ناره بموت زوجته ووالدها ، وأعلن انه لن يكف حتي ينتقم من الفلسطينيين ، وقام بالهجوم علي مجموعة كبيرة وقتلهم ، وتسببت هذه الوقائع في استنفار الجيش الفلسطيني ، وقيامه باحتلال أرض يهوذا ، وهو ما أدهش رجال يهوذا جدا ، ودفعهم للاستفسار من الفلسطينيين عن سبب هذا الهجوم ، وهذا الاحتلال لأراضيهم ؟ ، فأخطروهم بما فعل شمشون وأنهم جاءوا للقبض عليه ومعاقبته علي جرائمه ، فقام ثلاثة ألاف رجل من سبط يهوذا بالذهاب إلي المغارة التي يختبئ بها ، وألقوا القبض عليه وسلموه للفلسطينيين ، وخلال تسليمه قام بفك قيوده وامسك بفك حمار وهجم علي الفلسطينيين وقتل منهم ، حسب الرواية التوراتية ، ألف رجل ولم يستطيعوا القبض عليه بسبب قوته الخارقة ، وفر إلي أرض بني جنسه ، وبعد عشرين سنة عمل خلالها شمشون قاضيا لبني إسرائيل ، نزل إلي مدينة غزة لمعاشرة عاهرة هناك ، وعلم الفلسطينيون بوجوده في بلدتهم ، فكمنوا له أمام باب المدينة ، شمشون علم بالكمين فقام بخلع البوابة وصعد بها وفشلوا في القبض عليه ، بعد فترة تعرف شمشون علي " دليلة " وهي ليست فلسطينية ، بل من بني إسرائيل ، وشغف قلبه بحبها ، وعلم الفلسطينيون بهذه العلاقة ، فذهبوا إليها وعرضوا عليها من كل رجل ألفا ومائة شاقل ، مقابل أن تكشف لهم عن سر قوته ، لكي يستطيعوا التغلب عليه والانتقام منه ، فتحايلت دليلة عليه حتي كشف سر قوته وكانت في شعره ، انتهزت فرصة نومه وقامت باستدعاء رجل فحلق له خصلات شعره السبع ، ثم سلمته للفلسطينيين ، فقاموا بقلع عينه وحبسوه في سجن غزة ، وبعد فترة داخل السجن فكروا في إعدامه بتقديمه كذبيحة للإله " داجون " ، وكان شعره قد نما وطال .. المذبحة البشرية في اليوم الموعود اجتمع أقطاب الفلسطينيين ( وعددهم خمسة ) ، ليحتفلوا بتقديم شمشون ذبيحة ، واكتظ المعبد ، حسب النص التوراتي ، بالرجال والنساء ، وكان علي السطح ( سطح المعبد ) نحو ثلاثة ألاف رجل وامرأة يتفرجون علي شمشون ، ولما جاءوا به من محبسه طلب شمشون وهو أعمي ( سبق وأقلعوا عينه بعد القبض عليه ) من الغلام الذي يقوده ، أن يجعله يسند علي الأعمدة التي يقام عليها المعبد ، وصلي للرب قائلا : اذكرني وقوني هذه المرة فقط لأنتقم من الفلسطينيين عن قلع عيني بضربة واحدة ، ثم قبض علي العمودين المتوسطين اللذين يرتكز عليهما المعبد ، وضغط علي أحداهما بيمينه ، وعلي الأخر بيساره وهو يقول : " لأمت مع الفلسطينيين " ، ثم دفعهما بكل قوته فانهار المعبد علي الأقطاب وعلي الشعب الذي فيه ، فكان الذين قتلهم شمشون ( بصياغة النص التوراتي ) عند موته أكثر من الذين قتلهم في حياته ، بعد وقوع الحادث وصل أخوته وأقاربه وانتشلوا جثته من تحت الأنقاض وحملوه إلي بلدتهم ودفنوه هناك . تفكير اجرامي هذه سيرة شمشون كما ذكرتها التوراة دون حذف أو تأويل للنصوص ، تتضمن جميع مراحل حياته ، وكل ما قام به ، وهي حافلة بالعديد من الوقائع ، قتل وسرقة وحرق وزنا بدون أية دوافع أو مبررات تجعلنا نتقبل هذه الجرائم ، اللهم سوي الاستهتار والحماقة والتفكير العدواني والإجرامي ، في شبابه قام بقتل ثلاثين رجلا وسرق ثيابهم وأعطاها لثلاثين آخرين لحلهم فزورته ، وهذه الواقعة لم يكن لها أية دوافع ، لا بسبب الثأر ولا حتي أن الفلسطينيين كانوا يحاولون قتله أو سرقته أو غير ذلك ، بل عندما فوجئ بأنه يجب أن يفي بوعده ويسلم ندماءه الثياب ، اكتشف أنه غير قادر ماديا علي شرائها ، فهداه تفكيره الإجرامي إلي سرقتها ، فانحدر إلي مدينة أشقلون وكمن للفلسطينيين ، وهجم عليهم مثل أي قاطع طريق وقتلهم وخلع عنهم ثيابهم وسرقها ، والمدهش في الواقعة أن محرري التوراة أكدوا أن روح الرب كانت قد حلت عليه ، فالرب الذي سبق وحذر النبي موسي بن عمران من القتل والسرقة والزنا وزواج المحارم ( الأخت والأم والعمة والخالة وزوجة الأب ، والجمع بين أختين ) ، حل في شمشون لكي يسرق ويقتل ثلاثين رجلا من المسالمين ، وبعد أن تزوجت زوجته بصديقه ونديمه ، تبني سياسة القتل والانتقام من الفلسطينيين ككل ، وليس ممن خدعوه ، زوجته وأسرتها أو صديقه الذي ألتف من خلفه وخطف امرأته ، وبالفعل حسب النصوص التوراتية ، أشعل النار في الحقول ومخازن المحاصيل ، وهو ما يعني انه دمر قوت الأسر البسيطة ، قوت الأطفال والشيوخ والسيدات ، ولم يكتف بهذا بل قام بالهجوم علي من انتقموا من زوجته وصهره وقتل منهم الكثير ، ولأن عمله هذا كان إجراميا ولا يتفق والشريعة ولا حتي مع العرف ، قام بنو جنسه بتسليمه للفلسطينيين لكي يقتصوا منه علي جرائمه المشينة ، وخلال عملية تسليمه فك قيوده وقتل ألف رجل لكي يفر من القصاص والعدالة ، وعندما ألقي القبض عليه وحاولوا القصاص منه حسب العرف السائد آنذاك ، قتل نفسه وقتل معه تحت الأنقاض أكثر من ثلاثة ألاف من الأبرياء ، ثلاثة ألاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، ثلاثة ألاف من البسطاء من المدنيين ، وهذه الواقعة تحديدا تدفعنا للتساؤل : هل انتحر ؟ ، هل مات شهيدا ؟ هل قام بعملية فدائية ؟، هل عمله هذا يعد من الأعمال الإرهابية ؟ . عملية فدائية رغم كل ما سبق من قتل وسرقه ذكرت النصوص شمشون ضمن أبطال الإيمان ، ففي الإصحاح الحادي عشر من الرسالة إلي العبرانيين تم تبرير جرائمه هذه بأنه كان يتكل علي الله ، وان الله كان يساعده ، كما أنه قبل موته أظهر إيمانه في صلاته ، وهو ما يعني ضمنا أنه مات شهيدا ، وان عمليته الأخيرة لم تكن انتحارا بل عملية فدائية ، وقد أكد هذا الدكتور القس منيس عبد النور في كتابه شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس ، حيث رأي أن شمشون مات تائباً إلي الله ، نادماً علي خطاياه ، ولم يقصد الانتحار بل قصد الانتقام من أعداء الرب . وهو علي حد تأكيده يشبه الجندي الشجاع الذي يموت في المعركة ، لأنه أمات في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته " . ، كيف هذا ؟ القس عبد النور لم يعطنا آية مبررات لرأيه هذا ، سوي النص الذي ذكر في رسالة العبرانيين ، هذا مع ان النصوص التوراتية أكدت انه كان مجرما ، كما ان الواقعة لم يتضح منها أن شمشون أعلن توبته عن جرائمه ، وإذا سلمنا جدلا بأنه مات مؤمنا ، فهل إيمانه هذا يغفر له جرائمه السابقة ؟ ، هل الإيمان لا يعني أن هذا المؤمن قد أخطأ وقد أجرم ؟ ، ولو كان شمشون قد آمن كما يقول القس منيسي ، وأن الإيمان يمحو الخطايا ، فهل هذا يعني ان المذبحة التي وقعت ليست جرما في حق شريعته وفي حق البشرية ؟ . وإذا كان شمشون حسب رأي القس عبد النور في هذه الواقعة يشبه الجندي الذي مات في المعركة ، فأي معركة يقصد ؟ ، وأية جندية يعني ؟ ، وكيف يوصفه بهذا الشكل وبني إسرائيل عشيرته وأهله أدانوه وقاموا بتسليمه إلي الفلسطينيين لكي يقتصوا منه ؟ ، كما أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي كانا في حالة سلم وليس في حالة حرب . انتحاري إرهابي أغلب الظن إن موت شمشون كان عملا انتحاريا ، كما كان أيضا عملا إرهابيا وليس فدائيا ، وما يقوي ظنونا هذه أن العلاقات بين الشعبين ، حسب ما ذكر في النصوص التوراتية ، كانت سلمية ولم يكونا في حالة حرب أو حتي في فترة هدنة بين حربين ، وما يزكي هذا أن شمشون نفسه تزوج منهم ، وان والده ذهب وطلب له العروس ، أضف إلي هذا إدانة بني جنسه له عندما حرق محاصيل ومخازن حبوب الفلسطينيين ، وقيامهم بإلقاء القبض عليه وتسليمه إلي الفلسطينيين لكي يقتصوا منه علي جرائمه ، ولا يفوتنا هنا التنويه إلي الدهشة التي أبداها سبط يهوذا من هجوم الفلسطينيين علي أراضيهم ، واستفسارهم عن سببه ؟ ، وهو ما يعني إن الشعبين كانا في حالة سلم منذ فترة كبيرة ، ولم يكونا في فترة هدنة واستعداد للحرب ، حتي أنه بعد هروبه ظل عشرين سنة مختفيا في بلاد بني جنسه ، وعملا قاضيا لبني إسرائيل ، وطوال هذه الفترة لم تشر النصوص التوراتية إلي وقوع مناوشات أو حروب أو هجمات متبادلة بين الطرفين ، من هنا نستطيع أن نقوي فرضية انتحاره هربا من مذلة الأسر والتعذيب ، كما انه لجأ لقتل الآخرين معه بعد تأكده من أنه مائت لا محالة حقدا منه وانتقاما ، وليس فداء لبني جنسه أو لأرضه . فلو كان شعبه في حالة حرب مع الفلسطينيين ، ولو كانت الوقائع التي قام بها ضمن العمليات المتبادلة بين الطرفين ، كنا قبلنا جرائمه وكانت مذبحته الأخيرة دخلت ضمن عمليات المقاومة وصنفت ضمن العمليات الاستشهادية ، لكن النصوص أكدت أنها كانت بسبب تفكيره الإجرامي ، وبسبب مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل ، كان فيها هو البادئ والمعتدي ، نخلص من كل هذا إلي الاطمئنان للقول بأن شمشون بن منوح من سبط دان بن يعقوب ، مات منتحرا ومجرما ولم يكن أبدا بطلا أو شهيدا ، كما ان هذه الواقعة تؤكد أنه كان أول إنسان يقوم بعملية انتحارية ارهابية في تاريخ البشرية، وأن هذه المذبحة كانت الأولي من نوعها ، وهو ما يعني أن بني إسرائيل هم الذين أدخلوا العمليات الإرهابية والانتحارية إلي الحياة الإنسانية ، كما تؤكد أيضا هذه الواقعة أنهم أول من قاموا بسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز والمرضي .
    منقول من الاستاذ : علاء عريبي

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 31 ماي, 2024, 07:47 ص
ردود 0
95 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
ردود 3
74 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين
ابتدأ بواسطة mohamedfaid, 10 ديس, 2023, 02:10 م
ردود 0
44 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamedfaid
بواسطة mohamedfaid
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 سبت, 2023, 02:49 ص
ردود 0
86 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:02 ص
رد 1
118 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...